أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
4616 | 158816 |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الأسلوب البلاغي لسيد قطب وجنايته على ألفاظ الشرع ومعناه (المميع والمائع والتمييع) (1)
الأسلوب البلاغي لسيد قطب وجنايته على ألفاظ الشرع ومعناه (المميع والمائع والتمييع) (1) ********* الحمد لله الذي أنزل كتابه بلسان عربي مبين، والصلاة والسلام على النبي الفصيح البليغ الأمين، أما بعدُ: فان اللغة العربية هي اللسان الأوحد، ولغة الخطاب الذي استعمله أبناء العربية للدلالة والتعبير والتفاهم في الأماكن والبيئات العربية، بين الناطقين بهذه اللغة، ولقد سخر الله عز وجل من ينفي عن اللغة العربية غريب الكلام، والألفاظ الدخيلة التي ظهرت ونقلت بعد كثرة الفتوحات، وتوسع الدولة الاسلامية، وكذلك التصدي لنفي ما يحدثه بعض من يتوسع في لغة هذه الأمة توسعاً غير مبني على القواعد السليمة لهذه اللغة، لتحافظ الأمة على أسباب الوجود والاستمرار، فإن من عوامل الثبات والوجود، بقاء العربية نقية صافية تمثل الهوية البارزة لهذا الأمة، وذلك باختيار من الله العزيز الحكيم، قال تعالى: {نزل بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ على قلْبِك لِتكُون مِن الْمُنْذِرِين بِلِسانٍ عربِيٍّ مُبِينٍ}[الشعراء: 193 - 195]، وقال تعالى: {حم والْكِتابِ الْمُبِينِ انّا جعلْناهُ قُرْآنًا عربِيًّا لعلّكُمْ تعْقِلُون}[الزخرف: 1-3]، قال ابن كثير في تفسيره: يقول تعالى: {حم والْكِتابِ الْمُبِينِ}، أي: البيِّن الواضح، الجلي المعاني والألفاظ، لأنه نزل بلغة العرب التي هي أفصح اللغات للتخاطب بين الناس، ولهذا قال: {انّا جعلْناهُ}، أي: أنزلناه {قُرْآنًا عربِيًّا}، أي: بلغة العرب فصيحاً واضحاً، {لعلّكُمْ تعْقِلُون}، أي: تفهمونه وتتدبرونه، كما قال: {بِلِسانٍ عربِيٍّ مُبِينٍ}[الشعراء: 195].ا.هـ وقال تعالى: {وكذلِك أنْزلْناهُ حُكْمًا عربِيًّا ولئِنِ اتّبعْت أهْواءهُمْ بعْدما جاءك مِن الْعِلْمِ ما لك مِن اللّهِ مِنْ ولِيٍّ ولا واقٍ}[الرعد: 37]، وقوله: {حُكْمًا عربِيًّا}، أي: أنزل عليه الدين بالعربية الواضحة الجلية، ونهاه عن اتِّباعِ ما عليه أهل الملل والأهواء والمحدثات من جميع الوجوه، ما لم يُبْقِه الشرعُ ويقرّه، لقوله: {ولئِنِ اتّبعْت أهْواءهُمْ بعْدما جاءك مِن الْعِلْمِ ما لك مِن اللّهِ مِنْ ولِيٍّ ولا واقٍ}. بالثقة المفرطة قد تزل الخطوات، ويحدث انحراف عن القواعد والتأصيلات واليك أخي القارئ هذه البداية، مع مراجعاتٍ للأسلوب الأدبي، والاستعمال البلاغي لسيد قطب– رحمه الله - في كتبه ومؤلفاته، وبيان أثرها السيئ على الأمة، وما تركته من جناية على اللسان العربي، وعلى ألفاظ الشرع ومعناه، وأذكر أبلغ الأسف على أولئك الذين استسلموا لسيد قطب- رحمه الله – خلال نصف قرن من الزمان، فقد سلموا له العقل ومنحوه العقال، دون استدراك أو سؤال، فجعلوا يرددون ألفاظه، دون قيد أو ضابط، تعرض بأساليب وطرق تهييج للاتباع من الشباب وغيرهم، حتى تركت تلك الآثار السلبية في أبناء المسلمين ظهرت بعد ذلك، وقد بان للعيان تلك الانحرافات المشاهدة والملموسة في الأفعال والأقوال، وما خلفت من معاناة وانحرافات، ففرقت جمع المسلمين، وحرضت على ملء النفوس بالأمراض كإبراز نوع استعلاء على عوام الناس، بل على ولاة الأمر من الأمراء وعلماء المسلمين، وقسمة الناس الى مميع وغير مميع. .....وسأكتفي بالنقل دون التعليق والاستدراك فإن للتعقب والتعليق وقفات. قال سيد قطب في كتابه «معالم في الطريق»: ودين الله ليس غامضاً، ومنهجه للحياة ليس مائعاً -1 (ص94): ودين الله ليس غامضاً، ومنهجه للحياة ليس مائعاً.. فهو محدد بشطر الشهادة الثاني: محمد رسول الله، فهو محصور فيما بلّغه رسول الله صلى الله عليه وسلم، من النصوص في الأُصول، فان كان هناك نص فالنص هو الحكم، ولا اجتهاد مع النص. وان لم يكن هناك نص فهنا يجيء دور الاجتهاد - وفق أصوله المقررة في منهج الله ذاته.لا وفق الأهواء والرغبات -: {فانْ تنازعْتُمْ فِي شيْءٍ فرُدُّوهُ الى اللّهِ والرّسُولِ} [ النساء: 59 ]. والأصول المقررة للاجتهاد والاستنباط مقررة كذلك ومعروفة وليست غامضة ولا مائعة -2 (ص95): والأصول المقررة للاجتهاد والاستنباط مقررة كذلك ومعروفة وليست غامضة ولا مائعة.. فليس لأحد ان يقول لشرع يشرعه: هذا شرع الله، الا ان تكون الحاكمية العليا لله معلنة، وأن يكون مصدر السلطات هو الله سبحانه لا (الشعب) ولا (الحزب) ولا أي من البشر، وأن يرجع الى كتاب الله وسنة رسوله لمعرفة ما يريده الله ولا يكون هذا لكل من يريد ان يدعي سلطاناً باسم الله. والقيم الانسانية والأخلاق الانسانية ليست مسألة غامضة مائعة -3 (ص110): والقيم الانسانية والأخلاق الانسانية ليست مسألة غامضة مائعة، وليست كذلك قيماً «متطورة» متغيرة متبدلة، لا تستقر على حال ولا ترجع الى أصل، كما يزعم التفسير المادي للتاريخ، وكما تزعم «الاشتراكية العلمية»!. عملية التمييع المستمرة -4 (ص111): وحين توضع المسألة هذا الوضع يبرز فيها خط فاصل وحاسم «وثابت» لا يقبل عملية التمييع المستمرة التي يحاولها «التطوريون»! و«الاشتراكيون العلميون»!. المقياس الثابت الذي لا يتميع أو لا «يتطور». -5 (ص114): من أجل ذلك كله تكون القيم والأخلاق والايحاءات والضمانات الاسلامية هي اللائقة بالانسان. ويكون «الاسلام هو الحضارة«، ويكون المجتمع الاسلامي هو المجتمع المتحضر.. بذلك المقياس الثابت الذي لا يتميع أو لا «يتطور». ولكن المرونة ليست هي التميع -6 (ص121): ان «أشكال» الحضارة الاسلامية التي تقوم على هذه الأسس الثابتة، تتأثر بدرجة التقدم الصناعي والاقتصادي والعلمي، لأنها تستخدم الموجود منها فعلاً في كل بيئة.. ومن ثم لابد ان تختلف أشكالها.. لابد ان تختلف لتضمن المرونة الكافية لدخول كافة البيئات والمستويات في الاطار الاسلامي، والتكيف بالقيم والمقومات الاسلامية.. وهذه المرونة - في الأشكال الخارجية للحضارة - ليست مفروضة على العقيدة الاسلامية التي تنبثق منها تلك الحضارة انما هي من طبيعتها. ولكن المرونة ليست هي التميع..والفرق بينهما بعيد جداً!. تمييع الحواجز كلها بما في ذلك، بل في أول ذلك حواجز العقيدة والتصور -7 (ص129): ولكنها فيما وراء ذلك احدى مصايد اليهود العالمية، التي يهمها تمييع الحواجز كلها- بما في ذلك، بل في أول ذلك حواجز العقيدة والتصور- لكي ينفذ اليهود الى جسم العالم كله. تمييع العقيدة والتصور والمفهومات الاسلامية -8 (ص135): واذا تقرر ان مناهج الفكر الغربي، ونتاج هذا الفكر في كل حقول المعرفة، يقوم ابتداء على أساس تلك الرواسب المسممة بالعداء لأصل التصور الديني جملة، فان تلك المناهج وهذا النتاج أشد عداءً للتصور الاسلامي خاصة، لأنه يتعمد هذا العداء بصفة خاصة، ويتحرى في حالات كثيرة- في خطة متعمدة - تمييع العقيدة والتصور والمفهومات الاسلامية، ثم تحطيم الأسس التي يقوم عليها تميز المجتمع المسلم في كل مقوماته. يُتبع... د/ عبدالعزيز بن ندى العتيبي جريدة الوطن الكويتية 4-10-2010 |
#2
|
|||
|
|||
حفظ الله الشيخ الدكتور عبد العزيز بن ندى خيرا على مقالاته النافعة
وبارك الله في جهودك أخي خالد
__________________
{من خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع} |
#3
|
|||
|
|||
جزى الله خيرا فضيلة الشيخ الدكتور عبد العزيز بن ندى
على هذا المقال الرائق , وبارك الله فيك أبا إبراهيم على هذا النقل الموفق .
__________________
دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ . دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ . دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ . وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ . |
#4
|
|||
|
|||
اقتباس:
من هذا تنتج الرواسب المسممة .. بُوركتم على هذا النقل أخي ...
__________________
كما أننا أبرياء من التكفير المنفلت وكذلك أبرياء من التبديع المنفلت
|
#5
|
|||
|
|||
نسأل الله تعالى أن يُبارك في جهود الشّيخ عبدالعزيز بن ندى العتيبي و أن يزيده من فضله .
الذي فهمته من مقال الشّيخ عبد العزيز هو إنكاره على سيّد وضع مصطلح التّمييع في غير موضعه ، و جعله مصطلحا حادثا لم يُسبق إليه .( أو إنكاره استبدال المصطلحات الشرعية بمصطلحاته الحادثة) لا أنّه يُنكر مصطلح التّمييع و ما تولّد عن حروف : ( م ي ع أو م ا ع ) . و لم يتّضح لي بعدُ ما وجه الإنكار على سيّد قطب إذ أن القاعدة تقول : لا مشاححة في الاصطلاح . كما أن لمصطلح التمييع و الميوعة أصل في اللغة و في الشرع . فلو أنّ الشيخ عبد العزيز بدأ بمصطلح : التمييع ، فعرّفه و ضبطه أو نفاه بالأدلّة اللغويّة ، لاتّضح لي ما خفي عليّ . و كما هو معلوم فالحقائق اللغويّة مختلفة عن الحقائق الشّرعيّة و أيضا العرفيّة . و الأصل في النّصوص الشرعية من كتاب أو سنّة تقديم الحقائق الشّرعيّة ، هذا فيما كان فيه نصّ ، لأنّ اللغة العربية في حقيقتها لا تختلف عن الحقيقة الشرعيّة إلا فيما أظهره الشرع وبيّنه .لما تقدّم من أدلّة ذكرها الشيخ ، كتعريف الظلم بشيئ خاصّ و هو : الشرك في قوله تعلى : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ). فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ:(الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ) شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ فَقَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ، إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ، أَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى مَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ: "يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ". فبيّن النبي صلى الله عليه و سلم أن معنى الظم هنا لم يكن عاما ، بل هو مخصوص . و كذلك -مثلا- استعمال بعض المحدثين لمصطلح الحديث المعلل و المعلول ، هو خطأ في اللغة كما بيّنه بن الوزير ، و لكن هكذا جرى الاصطلاح . و هناك اختلافات ظاهرة بين المصطلحات العلمية غير اللغوية و مصطلحات اللغة العربية . ممكن هذا يرجع إلى أصل اللغة هل هي متولّدة و اصطلاحية أم أنّها متوارثة و لها أصول من بدايتها . و لكن التولّد بعدها حاصل . و قد ذكر شيخ الإسلام بن تيميّة أن المصطلحات تُستنكر لما حملته من معان لا لذاتها-بمعناه-( والله أعلم). و على كلّ حال فمصطلح التمييع له أصله في اللغة : جاء في تهذيب اللغة للازهري : يُقال ماع الشئ وتمّيع إذا ذاب.ومنه ححدديث عبد الله حين سئل عن المُهْل فأذاب فضَّة فجعلت تمَّيع وتلوَّن،وقال هذا:من أشبه ما أنتم راءون بالمُهْل: وقال غيره:يقال لناصية الفرس إذا طالت وسالت.مائعة.ومنه قول عَدِىّ: يهزهز غصنا ذا ذوائب مائعا وسُئل ابن مسعود عن قول الله جل وعزّ: )كالمُهْلِ يَشْوِي الوُجُوهَ( فدعا بِفِضّةٍ فأَذابَها، فجعلتْ تميَّعُ وتَلَوَّنُ، فقال: هذا من أَشبهِ ما أَنتم راءُون بالمُهْل. و قال :وفي حديث ابن عمر أنه سئل عن فأرة وقعت في سمن،فقال:إن كان مائعا فأرِقه،وإن كان جامِداًفألْقِ ما حوله. و جاء في أساس البلاغة : م ي ع السمن جامدومائع، وقد ماع يميعن وأمعته إماعة. وهو في ميعة الشباب. والفرس في ميعة حضره وهي أوله وأنشطه. وتطيب بالميعة. والفضّة تتميع في البوطة. ومن المجاز: السراب يميع: يجري وينبسط. وماعت ناصية الفرس: سالت. قال عديّ: مضمّم أطراف العظام محنّباً ... يهزهز غصناً ذا ذوائب مائعاً و جاء في صحاح اللغة : ميع المَيْعُ: مصدر ماعَ السمنُ يَميعُ، إذا ذاب. والمَيْعُ: سيلان الشيء المصبوب. وقد ماعَ الشيءُ يَميعُ، إذا جرى على وجه الأرض. وتَمَيَّعَ مثله. والمَيْعَةُ: النشاطُ، وأوَّل جريِ الفرس، وأوَّل الشباب، وأوَّل النهار. والمَيْعَةُ أيضاً: صمغُ يسيل من شجرٍ ببلاد الروم، يؤخذ فيُطبخُ، فما صفا منه فهو المَيْعَةُ السائلةُ، وما بقي منه شِبْه الثَجيرِ، فهو المَيْعَةُ اليابسةُ. و هناك كثير من كتب اللغة ذكرت هذا اللفظ و بيّنت دلالاته اللغويّة . و لا يُعاب على أهل فنّ جاؤوا بلفظ لغوي واستعملوه لأجل غرض علميّ ، فيصطلحون عليه فيما بينهم ، كلفظة السنة و لفظة حديث ، ولفظة : مسلسل ، و غيرها ، وقد تكون هناك مناسبة معروفة بين اللغة و المصطلح المتولّد و قد لا تكون هناك مناسبة معلومة . و لو أتينا إلى مصطلح التّمييع لوجدنا مناسبته اللغوية مع الاصطلاحية معلومة ، و هي الاشتراك في : الانحلال و الذوبان و التداخل و الاندماج ، كالتعايش . و هذا كلّه إذا كان على حساب الحقّ ، قد نستعمل معه لفظة تمييع ، أي ذوبان أهل الحقّ في اهل الباطل ، أو العكس . و تعايش أهل الحق مع أهل الباطل دون نكير و العكس . و كلّ ذلك ضدّ عقيدة الولاء و البراء ، و متضاد مع عمل القلب : الحب في الله و البغض في الله . و هناك ضوابط معلومة عند أهل العلم يتقيّد بها المسلم حتى لا يميّع دينه ، و كما قال تبارك و تعالى في كتابه عن الكفار ، مخاطبا نبيّه صلى الله عليه وسلّم : ( وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ) قال السعدي -رحمه الله-: وهو أن المشركين طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم، أن يسكت عن عيب آلهتهم ودينهم، ويسكتوا عنه، ولهذا قال: { وَدُّوا } أي: المشركون { لَوْ تُدْهِنُ } أي: توافقهم على بعض ما هم عليه، إما بالقول أو الفعل أو بالسكوت عما يتعين الكلام فيه، { فَيُدْهِنُونَ } ولكن اصدع بأمر الله، وأظهر دين الإسلام، فإن تمام إظهاره، بنقض ما يضاده، وعيب ما يناقضه. .. و الذي فهمته من عنوان الشيخ : أن هذه الألفاظ شرعيّة و حصلت من سيد -غفر الله له- جناية عليها .. و هذه الجناية على هذه الألفاظ جاءت من خطأ أسلوب سيّد قطب البلاغي . هذا من العنوان ، و داخل النص : فهمت أن استعمال سيد أصلا خطأ . و لعلّ الشّيخ عبد العزيز -حفظه الله- يزيد الأمر توضيحا ، .و يبيّن كيف حصل ذلك . و جزاه الله خيرا . ملاحظة : جعلت تعليقي على شكل استشكالات حتى نستفد أكثر في بيان هذه النقطة . |
#6
|
|||
|
|||
تعليق مبارك أخي الكبير : محمد لبيب ،
ننتظر إجابة الشيخ عبد العزيز وفقه الله تعالى .. فتساؤلاتك[تعليقك] مُهمّةٌ .. قال تعالى {ولا يجرمنّكُم شنآنُ قوم على أن لا تعدلوا]
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249 قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) : (وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه). |
#7
|
|||
|
|||
هذا نص رسالة عبر الجوال من شيخنا الدكتور عبد العزيز بن ندى العتيبي :
(فأنا لا أرى جواز تبديل الألفاظ الشرعية بلفظ محدث فإن أوصاف العبادات توقيفية وكذا الأحكام الشرعية فإن الانحراف في العبادات يسمى أو يوصف بالكفر أو البدعة أو الفسق أما أن نقول في عبادة فلان تمييع وهو مائع فهذا : أولا : استبدال لفظ منصوص بلفظ محدث ثانيا : التمييع لم يرد في الكتاب والسنة ولا في ألفاظ الصحابة بل هو لفظ محدث) وقال : ( فإن من أصول السلفية الحفاظ على الألفاظ والمعاني التي جرى بها لسان السلف ولم تستبدل ) ولعل في المقال التالي زيادة بيان .
__________________
{من خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع} |
#8
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا أخي أحمد على هذا الاتصال .
أنا أودُّ من الشّيخ أن يقرأ مداخلتي و يُعلّق عليها ، فقد ذكرت أن لكلمة تمييع أصل في اللغة و في استعمال الشّرع من الجهة اللغويّة . كما الألفاظ غير المنصوص عليها شرعا لا يمكن أن نستبدلها بما هو مشروع ، لقيام الأدلة على المصطلحات الشّرعيّة ، غاية ما في الأمر هو : مخاطبة النّاس بألفاظ تُقرّب لهم المعاني ، و ذلك لأجل إحداث الناس بعض الأشياء التي شوّهت الحقّ و جعلته غلوّا و تطرّفا !. و كما كان يقول الإمام أحمد لمّا تكلّم في الصفات بأشياء لدفع زيغ الجهمية : تكلموا تكلّمنا ، سكتوا نسكت . و من ذلك في باب الأسماء و الصفات : الكلام عن الجهة و عن المكان (بهذه الالفاظ ذاتها) ، و توقّف قبول معناهما على بيان المعنى الصحيح منهما . و من تلك المصطلحات الحادثة أيضا بعد زمن القرون المفضّلة : السلفيّة ، و مصطلح : العقيدة ، فهل نجد لهما أثارة عند السلف؟. مع أنّ السلفيّة جاءت مكان : الإسلام و مكان أهل السنة و الجماعة و أهل الحديث و الفرقة الناجية و الطائفة المنصورة ...إلخ و العقيدة بهذا اللفظ ليس عليها دليل شرعي من كتاب أو سنة ، فقد كانت كتب العقائد تسمى : الفقه الأكبر -عند الأحناف- و بكتب السنة ، وبالتوحيد و غيرها ... و كذلك : تفسير معنى الاستواء بالاستقرار و إثبات الاستقرار ، و كذلك : لفظة : ( بذاته ) ، كما قال بعض أهل العلم : ( هو تعالى فوق عرشه بذاته ) . قال الشّيخ الألباني رحمه الله في كتاب :( مختصر العلوّ) : ( قلت : و من هذا العرض يتبيّن أنّ هاتين اللفظتين : ( بذاته ) و ( بائن ) لم تكونا معروفين في عهد الصّحابة رضي الله عنهم ، و لكن لمّا ابتدع الجهم و أتباعه القول بأنّ الله في كلّ مكان ، اقتضى ضرورة البيان أن يتلفظ هؤلاء الأئمة الأعلام ، بلفظ : ( بائن ) دون أن يُنكره أحد منهم . و مثل هذا تماما قولهم في القرآن الكريم أنّه مخلوق ، فإنّ هذه الكلمة لا تعرفها الصّحابة أيضا ، و إنما كانوا يقولون فيه : كلام الله تبارك و تعالى ، لا يزيدون على ذلك ، و كان ينبغي الوقوف فيه عند هذا الحدّ ، لولا قول جهم و أشياعه من المعتزلة : إنه مخلوق ، و لكن إذا نطق هؤلاء بالباطل ، و جب على أهل الحقّ أن ينطقوا بالحقّ و لو بتعابير و ألفاظ لم تكن معروفة من قبل ، و إلى هذه الحقيقة أشار الإمام أحمد رحمه الله تعالى حين سُئل عن الواقفة الذين لا يقولون في القرآن إنه مخلوق أو غير مخلوق ، هل لهم رخصة أن يقول الرجل : ( كلام الله ) ثمّ يسكت ؟! لولا ما وقع فيه النّاس كان يسعه السكوت ، و لكن حيث تكلموا فيما تكلموا ، لأي شيئ لا يتكلّمون ؟! سمعه أبو داود منه كما في مسائله ( ص:263-264). انظر مختصر العلو صفحة : 16-17. و منه إطلاق العلماء على بعض أهل البدع -كما تقدّم- : الواقفة ، و المفروض أن يُقال : مُبتدعة . و كذلك في باقي الأسماء و النحل ، لأجل التبيان و التعريف لا لأجل التبديل بالمصطلحات الشرعية ، إذْ كلّ هؤلاء يحقّ عليهم وصف البدعة . و منه المُميّعة ، فقد احتاج النّاس اليوم لمّا كثر دُعاة التّقريب و التّآخي مع أهل الباطل ، إلى بيان حالهم ، فقالوا هذا تمييع و فاعله : مُميّع ، و منهجهم منهج : تمييع ، و تلفيق ، و انحلال و دعاة التسامح و دعاة اللملمة -كما صرح بها أحدهم-. و هذا لا يقضي على لفظ بدعة أو كفر أو غيرها ، وإنما يوضّح هذا المنهج الجديد الذي انتشر في الآونة الأخيرة بكثرة و قوّة !. نعم ؛ قد استعلمه بعضهم لأغراض شخصيّة ، أو لأجل الانتقام ، أو وقوعا في أهل الحقّ ، فميّع لفظ التّمييع ، و جعله سائغا حتّى في أهل الحقّ ، و هذا مردود عليه بالأدلّة ، و بيان الحقّ ، وضوابط أهل الحقّ ، كما يفعل الحدّاديّة و من انتكس بهم مع الدعاة السلفيين ، و كما يفعل اليوم : كثير من المتعصّبة الغلاة في باب التجريح مع خيرة العلماء السلفيين . فبيان حقائق المصطلحات و ضبطها و مكان استعمالها هو الأولى . و لُغة العصر مُحكّمة ، وإلا مع من سنتحدّث ، و لمن سنبيّن !؟. هذا ما عندي الآن باختصار ، وأكرر : أرجوا من فضيلة الشّيخ أن يقرأ مشاركتي و يُعلّق عليها ، حتى نستفيد منه أكثر .( كما أرجو أن يسجّل معنا هو وغيرهم من المشايخ حتى نتعلم منهم العلم و الأدب). و جزاه الله خيرا . |
#9
|
|||
|
|||
الأخ الفاضل محمد لبيب
السلام عليكم ورحمة الله جُلَّ ما تفضلتَ به قد أخرته أنا لوقت انزال الشيخ حفظه الله لجزئه الثاني. وأنت رعاك الله قد أتيت على كل ما عندي وزيادة ، فجزاك الله خيرا وأما الشيخ فلم يصب في رده الذي في الرسالة التي بعثها عن طريق الجوال. وعلى الذي ينصب نفسه للرد على المخالف أن يتصف بالإنصاف. والحمد لله رب العالمين |
#10
|
|||
|
|||
الذي فهمتُه من مقال الشيخ العتيبي حفظه الله هذه الإشارات:
أولا: أن هذا المصطلح حادث ولم يستعمله الأئمة إلا في الفقه في مسألة المياه (المائعات)! (وهي لفتة سمعتها من أحد الفضلاء) ثانيا: أن بعض المنتسبين إلى السلفية يستعملون هذا المصطلح تجاه بعض إخوانهم: كقولهم مميع في المنهج؛ مما يدل على تأثرهم بكتابات سيد قطب؛ سواء اجتهادًا أو تقليدًا! ثالثا: قاعدة (لا مشاحة في الاصطلاح) صحيحة إذا لم تغير منهجا أو تكون ذريعة إلى تغييره؛ وإلا فلماذا ننكر على من يزيد في قسمة التوحيد: (توحيد الحاكمية)! ولماذا لا نقول: تقسيمهم صحيح ولا مشاحة في الاصطلاح؟!! والله تعالى أعلم. |
الكلمات الدلالية (Tags) |
ابن ندى العتيبي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|