أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
51818 85137

العودة   {منتديات كل السلفيين} > ركن الإمام المحدث الألباني -رحمه الله- > ترجمة الإمام الألباني -رحمه الله-

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-01-2013, 05:06 PM
بن حسين حسين بن حسين حسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي من ثمار دعوة الإمام الألباني رحمه الله

رجوع الشيخ عبد الرحمن الباني إلى الإسلام الصحيح بسبب الإمام الألباني رحمهما الله:
رجع شيخنا إلى دمشق سنة 1951 كما تقدم، وهناك عرّفه زميله الشيخ الدكتور محمد أمين المصري بالشيخ الإمام المحدّث محمد ناصر الدين الألباني رحمهما الله تعالى، ويقول شيخنا الفقيد: إن هذا أكبر معروف أسداه لي الشيخ المصري.



يقول شيخنا: «وجدتُّ عند الشيخ الألباني ما لم أجده عند علماء مصر، خاصة في السنّة وتحقيقها، والاهتمام بالتصفية والاقتصار على الصحيح، وحفظ الوقت، وما أعرف في المعاصرين أشد حفاظًا على وقته منه، ولما وجدته على هذا العلم الغزير بالسنة والعقيدة رجوتُه أن يعمل عندي درسًا في بيتي، فاستجاب لي في حدود سنة 1371-1373 (1952-1954)، وأول ما درّسناه لمعة الاعتقاد، ولكن أهم من ذلك كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب، فكنا نقرأ في الكتاب، ويحل لنا كلام المؤلف، لا سيما فهم وجه استنباط المسائل، وله فضل كبير علينا.



وصرنا نلتقي مع الإخوة على حفظ القرآن ودراسته، ومنهم الأستاذ محيي الدين القُضْماني.



فبقيت أدرس على الشيخين أحمد كفتارو والألباني معًا، وكان درس كفتارو في جامع أبي النُّور بعد العصر، ودرس الألباني بعد المغرب في بيتي قرب جامع الشَّمْسِيَّة، فإذا فرغت من الدرس الأول أركض ركضًا لأدرك ضيوفي عند بيتي! فلم تكن هناك مواصلات، وأحيانًا أجدهم واقفين عند الباب ينتظرونني فأعتذر لهم، وكان الألباني لا يتكلم أمامي بشيء على كفتارو والتصوف، ويكتفي بالتدريس، وبعد مدة وجدت بطريقته المنهجية الحكيمة المقنعة أن الإسلام الصافي النقي شيء، وأن التصوف شيء آخر، وأثّر فيّ أيضًا رؤية الفارق من تعفف الشيخ الألباني الذي قلّ نظيره، وبين مد غيره للتقبيل و(كبس اليد) بالنقود! وتعريضه قائلًا: إذا ذهب أحد للطبيب ألا يدفع له؟



ومما أثّر فيّ أيضًا وصدّني عن التصوف تركيز الشيخ الصوفي على إلغاء عقل المريد، وترسيخ فكرة أن الشيخ محفوظ- لا يقولون معصوم، لكن هذا الواقع- حتى لو جاء بما يخالف الشرع في ظاهره، فعلى المريد أن يتبعه».



ويستشهد شيخنا بثلاث قصص شنيعة سمعهما من شيخه كفتارو عشرات المرات كان يرددها ويرسخها في مريديه، إحداها: قصة ذلك الشيخ الصوفي الذي كان يسيح في الأرض ويمشي على الماء، وأصر مريد له أن يصحبه، والشيخ يرفض، ومع الإلحاح وافق بشرط أن يطيعه في كل شيء، فمضيا، ولما وصلا للماء قال له الشيخ: أنا أقول: «يا الله» فأمشي على الماء، وأنت اتبعني ورَدِّد: «يا شيخي» وستمشي مثلي، فلما انتصف في البحيرة جاء الشيطان ووسوس للمريد: أنت تقول: «يا شيخي»! طيب شيخك يقول: «يا الله»، فلماذا لا تقول أنت مباشرة مثل شيخك: «يا الله»؟ فلما قالها سقط في الماء! وصار يستغيث بشيخه، وأقبل هذا يسبه ويقرّعه، ويقول له: هل أنت كفؤ أن تقول بلسانك: «يا الله»؟ أنت وِرْدُك أن تقول: «يا شيخي»! فتاب المريد من التوحيد! ورجع إلى قول «يا شيخي»، فنجا من الغرق!



فهذه القصة يقول شيخنا الفقيد: ((إنه سمعها من شيخه أكثر من مئة مرة))، وكان عندما يحكيها لنا يشتد غضبًا وحرقة، وفي مرات عدة تدمع عيناه، ويقول: صار التوحيد وسوسة الشيطان ومهلكة! والشرك والاستغاثة بغير الله دينًا وخلاصًا! ولا حول ولا قوة إلا بالله.



وهكذا انتقل شيخنا للسلفية عن علم وقناعة وتجربة، وكان في مجالسه كثير الترداد لهذه القصص ولتجربته.



ومن الجدير أن يُذكر أن الإمام الألباني ألّف كتابه «آداب الزفاف» بمناسبة زواج الشيخ الباني وبطلبه، وألّف لأجله أيضًا «أحكام الجنائز»، وكتابين آخرين.



وقال لنا شيخنا قبل وفاته بأشهر في 14/11/1431: فضائل الألباني عليّ أوجزها في ثلاث: ((نقلني من الصوفية إلى الاتجاه الصحيح السلفي، وأفادني العلم بالسنّة على قدر إمكانياتي، واستفدت من خلقه وسيرته نموذجًا مثاليا، فما كان يمد يده لأحد، ويستغل وقته، كنتُ أزوره في جامع الجُرْزة قرب القَصّاع في محل الساعات المتواضع له، عنده "عدّة" العمل، وخلفه رفوف فيها كتب، فإذا فرغ من عمله اشتغل وقرأ في كتبه)).

منقول
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:13 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.