أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
15354 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-14-2015, 09:22 PM
سعيد النواصره سعيد النواصره غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 142
افتراضي مَعْذرةً وبَراء .. ليس ( الغُثاء ) مَنْ يُدافعُ عن ( شيخِ العلماء ) !

مَعْذرةً وبَراء .. ليس ( الغُثاء ) مَنْ يُدافعُ عن ( شيخِ العلماء ) !

" لو أردنا الدّفاعَ عن شيخ الإسلام ابن تيميّة – ذاك الإمام الصّلب - ؛ ما وجدنا أقوى من كلامه سلاحاً ندفع به عن أهل السّنة قاطبةً ؛ لا هو فحَسْب ، هو يدافع عنّا وقابلناه بالجحود والسّب ! "

لا نَعْجبُ – في هذا الزّمان - مِن كثيرِ البُهتان ، ولا الجَور والزور حين ينتشران !


لا غرابة إذا استنسرَ – في أرضِنا – البِغثان ، ولا أيُّ طائرٍ حقيرٍ كان !

فإنّها : " سَنواتٌ خدّاعات ؛ يُصَدَّقُ فيهَا الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصَّادِقُ، يُؤْتَمَنُ فيها الخائِنُ، ويُخَوَّنُ فيها الأَمِينُ، ويَنْطِقُ فيها الرُّوَيْبِضَةُ ... الرَّجُلُ التَّافِهُ يتَكلَّمُ في أَمْرِ العَامَّةِ " !
دينِهِم وسُنّةِ نبيّهم العدنان ...


ويا ليْت أكثرَهم تكلّموا في أمْرِنا – دَعوةً إليه أو إظهاراً له – بل مُحْدِثين فيه ، ورادّينَ له ، وطاعنين في أئمتِه وأعلامِه ؛ فكانوا كعُتاةِ شياطين الإنس والجان !

وواللهِ ما تجرؤوا – فينا! – إلّا لهواننا وتفرّقنا ، وهُمود زرعِ الأوّلين في أرضنا ، وتكثيرِ أسْوَدِها وتكسيرِ أسُودِها !
كمِثل شيخِ الإسلام ( ابن تيميّة ) يُرامُ له الإسقاط ، ويُرادُ فيه – عند الناس - الإسخاط !!

ومِن ( أبناء جِلْدتنا ) !
ذاك الجلدُ الفتّان !

خارج حدود العقلانيّة خوضُ أولئك ( حرْباً فكريّة ) ضدّ شيخ الإسلام ، أو مجرّد التفكير في تشويه منهجه السّلفيّ العلميّ النقيّ المُذهل ! ،فإنّه – رحمه الله – عَرَف الطريق القويم وخطّ نبيّ الإسلام – صلى الله عليه وسلم – والمحجّة البيضاء التي ترك الأمّة عليها ؛ فيقول – كما في مجموع الفتاوى - :

"وكلما كان [ المسلمُ ] اتْبعَ لمحمّد- صلى الله عليه وسلم - كان أعظم توحيداً لله و إخلاصاً له في الدّين ، وإذا بعد عن متابعته نقص من دينه بحسب ذلك ؛ فإذا أكثر بعده عنه ظهر فيه من الشرك والبدع مالا يظهر فيمن هو أقرب منه إلى اتباع الرسول "


" ورثة الرسل وخلفاء الأنبياء هم الذين قاموا بالدّين علماً وعملاً ودعوة إلى الله والرسول فهؤلاء اتباع الرسول ، حقاً ، وهم بمنزلة الطائفة الطيبة من الأرض التي زكت فقبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير فزَكت في نفسِها وزكَى الناس بها "

فقام لهذا حقّ القيام؛ يهدم مبانيَ أهل البدع والهوى والكلام ، وينصر السّنة ويقدّمها في كلّ مقال ومقام ، ، فحفظ الله به بيضة الإسلام ، ونصرَ دينَه على مِلَلِ الأنام .
وأسوقُ - ها هنا - شهادة مَنْ أتقنَ علمَ الرجال ، وصالَ بين أخبارهم وجال ، وأوفى حقَّ أئمة ديننا الجبال ؛ هو الإمام المتفنن أبو عبد الله شمس الدين الذهبي قال :
" هو شيخنا ، وشيخ الإسلام ، وفريد العصر ، علماً ، ومعرفة ، وشجاعة ، وذكاءً ، وتنويراً إلهيّاً ً، وكرماً ، ونصحاً للأمَّة ، وأمْراً بالمعروف ، ونهياً عن المنكر ، سمع الحديث ، وأكثر بنفسه من طلبه وكتابته ، وخرّج ، ونظر في الرجال ، والطبقات ، وحصَّل ما لم يحصّلْه غيرُه .

برَع في تفسير القرآن ، وغاص في دقيق معانيه ، بطبع سيَّال ، وخاطر إلى مواقع الإِشكال ميَّال ، واستنبط منه أشياء لم يُسبق إليها ، وبرع في الحديث ، وحفِظه ، فقلَّ من يحفظ ما يحفظه من الحديث ، مَعزوّاً إلى أصوله وصحابته ، مع شدة استحضاره له وقت إقامة الدليل ، وفاق الناس في معرفة الفقه ، واختلاف المذاهب ، وفتاوى الصحابة والتابعين ، بحيث إنه إذا أفتى لم يلتزم بمذهب ، بل يقوم بما دليله عنده ، وأتقن العربيَّة أصولاً وفروعاً ، وتعليلاً واختلافاً ، ونظر في العقليات ، وعرف أقوال المتكلمين ، وَرَدَّ عليهم ، وَنبَّه على خطئهم ، وحذَّر منهم ، ونصر السنَّة بأوضح حجج وأبهر براهين ، وأُوذي في ذات اللّه من المخالفين ، وأُخيف في نصر السنَّة المحضة ، حتى أعلى الله مناره ، وجمع قلوب أهل التقوى على محبته والدعاء له ، وَكَبَتَ أعداءه ، وهدى به رجالاً من أهل الملل والنحل ، وجبل قلوب الملوك والأمراء على الانقياد له غالباً ، وعلى طاعته ، أحيى به الشام ، بل والإسلام ، بعد أن كاد ينثلم بتثبيت أولى الأمر لما أقبل حزب التتر والبغي في خُيلائهم ، فظُنّت بالله الظنون ، وزُلزل المؤمنون ، واشْرَأَب النفاق وأبدى صفحته.


ومحاسنه كثيرة ، وهو أكبر من أن ينبه على سيرته مثلي ، فلو حلفت بين الركن والمقام لحلفت : إني ما رأيت بعيني مثله ، وأنه ما رأى مثلَ نفسِه .. "


وهو أكبرُ مِن أنْ يدافعَ عن مِثله الغُثاءُ !
فما نحنُ – اليوم - غير هذا بين الأمم ؟
أخلينا القِمم ، وبرَدت في قلوبنا – للدّين – الهِمم ، وصار أكثرُنا بين طالبِ دنيا لها يعمل ويهتم ، ومبتدعٍ في الدّين ما أصغى للسّنّة ولا استسلم !
والمُصْلِحون الصّالحون قليلٌ غُرباء ..

فأيّ غباء !
نُسْلِمُ أئمتنَا وعلماءنا للأعداء ، ولأهل الزّيغ والضلال والانحراف والأهواء ؛ ثمّ إذا استطالوا علينا وأتوْنا بالويلات والبلاء بما ( حرّفوه ) من كلام أولئك العلماء ، وبما كانوا عليهم ( يكذبون ) فينا بافتراء .. ؛ صدّقنا ! ، ووقعنا فيهم – سبّاً وقدْحاً ! – ودون وجلٍ ولا خَجَلٍ ولا حياء ..!
شيخُ الإسلام ابنُ تيمية رأسُ التكفير ؟ رأسُ التكفير – مَرّةً واحدة - ؟!
هذه : واحدةٌ مُرّة ..!
وقالوا – ولَساءَ ما قاءوا- : ( يجبُ حرقُ كُتبه وإخراجُها من المكتبات )!
وأهلُ ذلك الهُراء طوائف هم أصلُ الدّاء :
طائفةٌ جَهِلت عِلمَ هذا العَلَم وقَدْرَ عقْله وفهْمِه وفقهه ؛ فظنّوه – لِما صَوَّره المُبْغِضون والمُغْرِضون! – أصلَ ما انتشر من الغُلوّ والتطرّف ،والتكفير المُنْفَلِت والعُنف .. ! .
وطائفةٌ – شرٌّ من ذلك !- هُم أهل البدع والكلام من الفرق الضّالة ؛ قد استغلوا الفتن الجارية وما قيل في شيخ الإسلام من البهتان لتصفية حساباتهم معه ! ، والثأر لأسلافهم و ( مشايخهم ) الذين تساقطوا – قديماً – أمامَه .. ! .
والشيعةُ الرّوافض الذين فاق حِقْدُهم – على شيخ الإسلام – حُدودَ الأخلاق ، ووصلَ غِلّهم وغيظ قلوبهم مراتب الإطلاق ! ؛ فهو من قضّ مضاجعهم ونقض مناهجَهم ، وفضَّ – وفضح – عقائدهم ؛ فكيف لا يفرحون بـ ( فكرة )! حرق ولو كتاب واحدٍ فيه ذِكرُهم ..! .

فأمّا مَنْ هو مُنتسبٌ – أو مُتعصّب ! – لِسِلك أحزاب ( الإسلام السياسيّ! ) الزائف! ، ومَن تعاطف – أو تكاتف ! – مع منهجهم الحائف ؛ فدفاعُه عن شيخ الإسلام ضرْبٌ مِن ( العَبَث ) - بما فيه مِن ( الخَبَث ) – الذي لا يحيقُ إلّا بأهله .. ؛ فإنّهم الفاتحون لباب الفتن على الأمّة بما سوّل لهم شيطان الرياسة و ( حُكم الشّعب ) حين ركبوا موجة ( الربيع الدّموي )! ، ودخلوا ببلاد المسلمين نفق الدّماء والدّمار والتشريد على ظهر ثورات بائسة عمياء ..! .
ولو أنّهم كانوا مِن قبلُ يفتحون كُتبَ شيخ الإسلام ، ويقفون على منهجه السّلفيّ السّنيّ النقيّ ، ويستوعبون ما دفع الله – تعالى – به عن الإسلام والمسلمين ... ؛ ما فعلوه ! .
فأربعوا على أنفسكم فإنّ الله – جلّت قدرتُه – يُدافع عن الذين آمنوا .. ؛ بأهل الطائفة المنصورة القائمة على أمْره وسُنّة نبيه – صلى الله عليه وسلّم – وما كان عليه سلفُ الأمّة – علماً وعَملاً واتّباعاً – إلى أنْ يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها .

والذين شذّوا لا يستطيعون استنقاذ أنفسهم – فضلاً عن الدفاع لأئمة الإسلام – فقد ضَعُفَ الطالبُ وعَظُم – كثيراً - المطلوب ! .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-14-2015, 09:56 PM
محمود الصرفندي محمود الصرفندي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الأردن - السعودية - مصر
المشاركات: 511
افتراضي

جزاكم الله خيرا
ولابد من ذكر فائدة :
ويستفاد من وقفة المخالفين الأقارب في صد هجوم الأباعد ، وقرر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في عشرات المواضع من كتبه ، واعتمد عليه في ردوده على المخالفين ، ولا تلازم بين الاستفادة والقبول كما وضح في بيان تلبيس الجهمية ، فاستفادة أهل الحق بردود الأشعرية على المعتزلة ، والمعتزلة على الجهمية والفلاسفة ، والكرامية على الكلابية ، والقدرية تجاه الجبرية والعكس : لا يلزم القبول ولا الميول .
كما تكون الاستفادة من دفاع بعض أعيان المخالفين عن أئمة السلف كما فعل ابن عبد الهادي في حكايته لشهادات مخالفيهم تجاه ابن تيمية كابن الزملكاني ونحوه من أشياخ الشافعية والحنفية، وكما صنع أرباب الأشعرية كسراج الدين البلقيني صاحب الأصلين ، وغيره ممن جمع عيون كلامهم ابن ناصر الدين الدمشقي في الرد الوافر ردا على من منع تسمية ابن تيمية بشيخ الإسلام وتكفير مسميه بهذا ،وعلى كل حال : فالحق ما شهدت به الأعداء .
كما يستدل عليه بإقرار نبينا - عليه السلام - الاحتجاج بعلم القيافة على المنافقين عند الحنفية خلافا لغيرهم من الفقهاء في أصل حكم القيافة ، واستدل بها ابن الوزير في العواصم والقواصم .

مع التنبيه : أنني لا أعرف من الذي دافع عن ابن تيمية ممن قصدهم أخونا الفاضل في مقالته وصاحب البيت أدرى بما فيه كما قيل ؛ وإنما تعليقي مجرد فائدة نظرية تطبيقية عامة ليست متجهة لما كتبه صاحبنا المفضال حتى لا يستغل هذا من المحرشين بين الأحبة .
__________________
{ اللهم إني أعوذ بك من خليلٍ ماكر، عينُه تراني، وقلبُه يرعاني؛ إن رأى حسنة دفنها، وإذا رأى سيّئةً أذاعها }

***

{ ابتسم ... فظهور الأسنان ليس بعورة على اتفاق }
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-14-2015, 10:35 PM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي سعيد , وبارك الله فيك ...
إيش الغيبة هذه أخي ؟!
والشكر موصول لأخينا المفضال محمود .
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-14-2015, 10:42 PM
سعيد النواصره سعيد النواصره غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 142
افتراضي

بارك الله فيك شيخنا الحبيب .. فائدةٌ كبيرة فيما ذكرتم

فأمأ المقصود في كلامي فهي الكاتبة الأردنيّة إحسان الفقيه ، وقد اشتهر أمرُ دفاعها عن شيخ الإسلام كثيراً ، وجابت مقالتها آفاق الإعلام في العالم ...

لم أكن أعرفها من قبل ولكن نبهني أخٌ فاضل حولها ، وأنّ هذه الكاتبة معارض تعيش في الخارج وذائعة الصيت عند كثير من النّاس ، ولها كتابات حاقدة على النظام الأردني وأجهزة الأمن ، وأكثر كتاباتها سياسيّة خالصة ..! وفيها من التناقض ما يعجب له المرء !
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-14-2015, 11:08 PM
سعيد النواصره سعيد النواصره غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 142
افتراضي

وإياكم شيخنا أبا الأشبال ، وشكر الله لكم افتقادي

ما ابتعدتُ عنكم إلا بسبب ظروفي الصحيّة الصعبة والحمد لله تعالى

وقد كنت أنشر بعض المنشورات في الفيسبوك وأتواصل مع بعض إخواني هناك .. ومن حين لآخر أطلع على ما يقدم مشايخنا وإخواننا في هذا المنتدى المبارك ..
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06-15-2015, 01:18 AM
أبو متعب فتحي العلي أبو متعب فتحي العلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الزرقاء - الأردن
المشاركات: 2,322
افتراضي

بوركت فضيلة الشيخ - سعيد -
وهذه (( الفقيه )) ..! تحتاج إلى .. (( فقهاء ))
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06-15-2015, 02:15 PM
احمد الإسكندرانى احمد الإسكندرانى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الإسكندرية - مصر
المشاركات: 1,183
افتراضي

نَعْجبُ – في هذا الزّمان - مِن كثيرِ البُهتان ، ولا الجَور والزور حين ينتشران !

إي والله! فقد اقمطر الوبال، واشمخر النكال، ودهر بالمسلمين ما أفسد عليهم دينهم، فاللهم رحماك

سددكم الله شيخ سعيد..
__________________
عن أم المؤمنين أم سلمة -رضى الله عنها- قالت: "برئ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ممن فرق دينه واحتزب" [العلل ومعرفة الرجال] <3597>

للتواصل:


To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.




To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 06-15-2015, 03:03 PM
محمد مداح الجزائري محمد مداح الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 1,028
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد النواصره مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك شيخنا الحبيب .. فائدةٌ كبيرة فيما ذكرتم

فأمأ المقصود في كلامي فهي الكاتبة الأردنيّة إحسان الفقيه ، وقد اشتهر أمرُ دفاعها عن شيخ الإسلام كثيراً ، وجابت مقالتها آفاق الإعلام في العالم ...

لم أكن أعرفها من قبل ولكن نبهني أخٌ فاضل حولها ، وأنّ هذه الكاتبة معارض تعيش في الخارج وذائعة الصيت عند كثير من النّاس ، ولها كتابات حاقدة على النظام الأردني وأجهزة الأمن ، وأكثر كتاباتها سياسيّة خالصة ..! وفيها من التناقض ما يعجب له المرء !

قالت إحسان فقيه -أصلحها الله- في مقال (لماذا أُحبّ سيد قطب ؟)..


أحب سيدا لأني تعلمت منه معنى استعلاء الإيمان وكبرياء الإسلام، أدركت -بعد سيد- أنني كلما استغرقت في فهم حقيقة هذا الدين مقابل مناهج البشر التائهين كلما ارتفعت هامتي وترسخت ثقتي بنفسي وأحسست بيقين "أنني أنظر من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض، وإلى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة."


أحب سيدا لأنني اكتشفت به هويتي كمسلمة ترتقي عن الصغائر وتتميز عن البقية بعقيدتها التي لا يقارن بها أي انتماء..
علمت أني لا أنتمي إلى قطيع البشر الضالين، بل لمسيرة طويلة كان فيها أرقى البشر وأعظمهم منذ آدم إلى نوح إلى محمد مرورا بآلاف الرسل الذين كرمهم الله بالوحي والرسالة. وأنتمي بعدهم إلى أفضل جيلٍ مرّ على التاريخ، جيل الصحابة، خير أمة
أخرجت للناس، ونِعم الفخر ونعمت الكرامة.

بهذا الإنتماء أدركت مع سيد أن "عقيدة المؤمن هي وطنه، وقومه، وهي أهله.. ومن ثم يتجمع البشر عليها وحدها، لا على أمثال ما تتجمع عليه البهائم من كلأ ومرعى وقطيع وسياج !"
وعلمتُ أن الخط الفاصل بين هذه الهوية والإنتماءات الأخرى خط واضح وعزل بائن لا برزخ فيه ولا مناطق رمادية
"( لكم دينكم ولي دين ) ولا أنصاف حلول، لا إلتقاء في منتصف الطريق، مهما تزيّنت الجاهلية بزي الإسلام أو ادَّعَت هذا العنوان.
"إن الجاهلية جاهلية، والإسلام إسلام، والفارق بينهما بعيد، والسبيل هو الخروج عن الجاهلية بجملتها إلى الإسلام بجملته. "


أحب سيدا لأنني تشربت معه المرجعية المطلقة لهذا الدين في كل حياة الناس. لقد علمونا أن الكتاب والسنة هما المرجع لكننا ظننا أنهما مرجعية الوضوء والصلاة والزواج والطلاق، ولم أدرك معنى كلام نبي الله إبراهيم "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" حتى دلني سيد على مفهوم الحاكمية العليا لهذا الدين، ومنها دلني على المرجعية الشاملة في كل شيء، في حياة الفرد والمجتمع والدولة والعالم، فلا فرصة لأي شيء في الحياة إلا بالله ولله وعلى المنهج الذي يرضي الله.

أحب سيدا لأنني تعلمت منه أن العقيدة الصحيحة ليست نصوصا نظرية دون مقتضياتها الحقيقية، ودون تمثلها في الشعور والكلام والسلوك والمواقف. وتعلمت منه أن التوحيد الخالص ليس في تلقين لفظي، بل هو في التحرر الكامل من غير الله. وهنا أدركت لماذا سيد الشهداء هو من يقول كلمة الحق أمام سلطان جائر، ذلك لأنه في هذا المقام لن يعزم على قول كلمة الحق إلا وقد تيقن حقيقة أن لا هيبة إلا لله، ولا قدرة ولا إرادة إلا لله، وهنا التحقيق المثالي للتوحيد.

أحب سيدا لأنه مثلما يأسر عقلك حديثه عن معاني الجهاد والقتال والعزة والهيمنة، فإن حديثه عن التربية الروحية يأخذ قلبك ويستولي على مشاعرك ويسيح بروحك في فضاء الخشوع فلا تحتاج لتجليات الصوفية ولا وجد العارفين. واعترف أني ممن يحب مدارج السالكين وإحياء علوم الدين، لكنها لا تحلق بي مثلما يحلق بي سيد روحانيا بالطريقة السنية الصافية الخالية من خزعبلات الصوفية وجفاف المعتزلة.


وها قد أقرَ الله عينه فكان له دور كبير في كل المسيرة الجهادية التي ملأت الأرض وأربكت قيادة الجاهلية..




رد مع اقتباس
  #9  
قديم 06-15-2015, 05:41 PM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ الْبَدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت"
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 06-15-2015, 09:29 PM
أبو المعالي بن الخريف أبو المعالي بن الخريف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 1,032
افتراضي

وهَل يبلُغُ الكاتبةَ المُشارَ إليها أنَّنا نُحبُّ شيخَ الإسلامَ أبا العبَّاسِ أحمدَ بنَ تيميةَ لأنَّهُ أحدُ أئِمَّة الدُّنيا النَّادرينَ تحتَ قُبَّةِ الفَلَك، وبحقٍّ إمامٌ مُنير، وماءٌ نمِير، وروضٌ ناضِر، وسحابٌ ماطِر؛ حالُ هذا الولِيّ العليَّةُ عجبٌ من العجَب، عجبٌ شاعَ وذَاعَ، وَملأَ الرُّبوعَ والرِّباع، وَعلمتهُ السُّراةُ والرِّعاع، فلعَمري إنَّ النِّعمةَ به لا نقومُ بشُكرِها والله ربي المُستَعان:
حلفَ الزَّمانُ لَياتِيَنَّ بمثلِه *** حنثَت يمينُك يا زمانُ فَكفِّرِ
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:27 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.