أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
47029 83687

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر التاريخ و التراجم و الوثائق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-28-2012, 06:03 PM
أبـو الوليد الزمخشري أبـو الوليد الزمخشري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: المغرب - مراكش
المشاركات: 431
Lightbulb موقف مؤثر بين عالمين جليلين

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى و هو يحكي أحداث مكوثه بالهند عند شيخه عبد الرحمن المباركفوري صاحب كتاب تحفة الأحوذي ، قال :" ومنها توجهت إلى مبارك فور بقصد لقاء العالم الجليل الورع النبيل خاتمة المحققين في تلك النواحي الشيخ عبد الرحمن بن عبد الرحيم المبارك فوري فأقمت عنده مدة يسيرة قرأت عليه فيها أطرفا من الكتب الستة وثلاثيات البخاري وعارضت معه موضع من كتابه القيم (تحفة الأحوذي) في شرح جامع الترمذي والتمس مني أن أنظم قصيدة في تقريظه فنظمتها وتركتها عنده فأدرجها في آخر المجلد الرابع، وكنت قد طبعت أربع قصائد في دهلي سميتها الهاديات تقدمت إحداها وهي الميمية التي مطلعها:
من فاته المصطفى المختار من مضر إلخ.
وسأدرج هنا قصيدة أخرى منها. فنقل شيخنا المذكور في مقدمة تحفة الأحوذي إحدى القصائد الأربع وهي تخميس قصيدة حميد القرطبي التي أنشدها القسطلاني في مقدمة شرحه للبخاري ومطلعها:
نور الحديث مبين فادن واقتبس ... واحد الركاب له نحو الرضى الندس(1)
إلا إنه لم يسمني بل قال: وقال بعض الأعلام مخمساً هذه القصيدة ولقيت منه من الإكرام ما أعجز عن وصفه بل أسأل الله أن يكافئه على ذلك في جنات عدن مع الذين أنعم الله عليهم مع أني أدعو له في كل صلاة.
ورأيت من زهده في الدنيا وتواضعه وحسن خلقه ما يفوق الوصف فقد كان يقضي أوقاته كلها في خدمة العلم تدريساً وتأليفا وإفتاء، ودعاه الدهلويون حين عزموا على تأسيس دار الحديث في مكة شرفها الله إلى أن يكون رئيسًا فيها فأبى، ودعاه غيرهم من أصحاب المدارس فأبى، وكان لا يعيش إلا مما يكتسبه من العلاج لأنه كان طبيبًا حاذقًا، وكان لا يشتغل بالطب إلا من بعد صلاة العصر إلى المغرب.
وذكر مناقبه يفضي بي إلى التطويل الذي يجعل طبع الكتاب صعبًا، ولكن لابد أن أذكر مكرمة له لا أستطيع تركها وذلك أنه حتم علي في تلك المدة أن لا آكل إلا عنده، ولما عزمت على السفر قال لي: لا تسافر في السكة الحديدية إلى مدينة أعظم كرفان ذلك يشق عليك فهنا اثنان من أصحابنا يسافران على عربة تجرها الخيل في وسط الليل، فأردت أن أودعه فقال لي: لابد أن أخرج لوداعك وأصر على ذلك فقام في نصف الليل وذهب معي إلى المكان الذي فيه العربة، فوضع في كفي قرطاسًا وضم يدي عليه وقال لي: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك، زودك الله التقوى ويسر لك الخير حينما توجهت، وظننت أن القرطاس ورقة مالية فوضعتها في يده وضممتها وقلت له: لست في حاجة فأخذ بيدي إلى أن بعدنا عن الرجلين وبكى بكاءً شديدًا وهو يقول: اقبل مني اقبل مني، فاقشعر جلدي وندمت على ما فعلت وقبلت تلك الورقة وتأثرت بما رأيته من بكائه حتى أني حين طلع الفجر صليت الصبح إمامًا بالرفيقين فبكيت كثيرًا في أثناء القراءة فالله يرحمه رحمة واسعة." (الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة) صفحة 170-171.
________________________________________
(1) الندس: الفطنة والكياسة.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-28-2012, 06:45 PM
محمد عبد محمد عبد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 138
افتراضي

رحم الله أعلام أمتنا

بارك الله فيك أخي, لقد شوقتني لقراءة هذا الكتاب
زادك الله علما وفضلا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-28-2012, 10:02 PM
ابوخزيمة الفضلي ابوخزيمة الفضلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 1,952
افتراضي

الى الاخ محمد عبد .أرجو أن تسرع الى قراءة الكتاب فوالله ستجد لذة في قراءة كتاب شيخ شيوخنا محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى .والكتاب موجود في موقع روح الأسلام من ضمن كتب الهلالي.وأن وجدت الكتاب في الشبكة فحمله أذا كان مطبوعا على (pdf) فهو الأحسن.وأسم الكتاب الدعوة الى الله في أقطار مختلفة.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
هلالي مباركفوري هند مغرب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:24 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.