أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
113000 89305

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الصوتيات والمرئيات والكتب و التفريغات - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 05-08-2013, 01:00 AM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post

■- اْلعَاصِم السَّادِس: الإِكْثَارُ منْ طاعةِ اللهِ -سبحانه وتعالى
أيُّها الأحبّة،نحن لانشكُّ أنَّ هذه اْلفتن والرَّزَايا وتسلّطُ الأعداءِ ،ومانزل من الابتلاءاتِ بِالمسلمين إنَّما هو بسببِ الذُّنوب واْلمعاصِي،{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُ عَنْ كَثِير } هذا قرّره الله- سبحانه وتعالى- في كتابهِ،وكم للإنسانِ أجرٌ عظيمٌ أنْ يتعبَّدَ للهِ في وقتِ اْلفتنِ،قال النَّبي- صلّى الله عليه وسلّم-: «العِبَادَةٌ فِي اْلهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ»["صحيح مسلم"كتاب الفتن،باب فضل العبادة في الهرج،رقم(2948)]
كأنَّك تهاجرُ إلى النَّبي- صلّى الله عليه وسلّم- وقال النَّبي-صلَّى الله عليه وسلَّم: « بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيلِ الْمُظْلِمْ»[جامع الترمذي،كتاب الفتن،باب ما جاء ستكون فتنة كقطع الليل المظلم،رقم(2195)] ،يعني في أوقاتِ اْلفِتن أكثِرُوا مِن اْلعباداتِ أكثِرُوا من الطَّاعَاتِ واْلعلّة في ذلك -كما قال ابن رجب- ؛أَنَّ الأذهانَ تكونُ مُشَوّشَة،والنَّاس في بعدٍ عن طاعةِ اللهِ وفي غفلةٍ ،فيُستحبُ للإنسانِ أنْ يحييَ هذه الأوقاتِ بطاعةِ اللهِ -سبحانه وتعالى.


■- اْلعَاصِمُ السَّابع:الدُّعـــاء
أن يلجأَ الإنسانُ إلى الدُّعاء ،نسألُ الله- سبحانه وتعالى- أنْ يحفظَ على الأمَّة الإسلاميَّة أمنهَا واستقرارَها من هذه اْلفتنِ واْلبلابلِ التي حلَّ بها ونزلَ بها،النَّبي-صلَّى الله عليه وسلّم- كان يقولُ :«..تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِن اْلِفتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن...»["الصحيحة"(159)]،كانَ يعلّمنا النَّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أعقابَ التَّشهّد أن نتعوذَ من اْلفتنِ الأربع،يُعوِّدُ الإنسانُ نفسه على الدّعاءِ،يلجأ إلى الدّعاء.

■- اْلعَاصِم الثَّامن :التَّأنِي والرِّفْقُ
قال النَّبي-صلّى الله عليه وسلّم- :«مَا دَخَلَ الرَّفْقُ فِي شَيْئٍ إِلَّا زَانَه،وَمَا نُزِعَ مِنْ شَيْئٍ إِلَّا شَانَه»،والله لاخيرَ في اْلعُنف،والتَّجاربُ خيرُ واعظٍ،والسَّعيد من وُعظ بغيرِه،أحداثُ الأمّة-إبّان أحداث سوريا واْلجزائر واْلعراق- ناطقةٌ لأهلِ اْلعقلِ أنْ يتَّعظوا،وأنْ يعتَبِروا بأنَّ اْلعنفَ لا خيرَ فيه،بلْ جَرَّتْ اْلويلات على أهلِ الإسلام،وضيَّقَت على أهلِ الإسلامِ ،وضَيَّقت أبوابَ الدَّعوة إلى اللهِ-سبحانه وتعالى-،حتى حُرمَ كثيرٌ من النَّاس في كثيرٍ من اْلبلادِ دخولَ الْمساجدِ فحريٌ بالإنسان أنْ يتحلَّى بالتَّأنّي والرّفق.

■- اْلعَاصِم التَّاسع:الصَّبـــر
ما أجمل أنْ يصبرَ الإنسان ،الابتلاءات حاصِلَة ،{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْئٍ مِنَ اْلخَوْفِ وَاْلجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الَأمْوَالِ وَالَأنَْفُسِ وَالثَّمَرَات وَبَشِّرِ الصَّابِرِينْ}، هَذا ابتلاءٌ من الله- سبحانه وتعالى- لابدّ أن يقع، لكن الإنسان يتحلّى في مثلِ هذهِ اْلمواطنِ بالصَّبر ،قال النَّبي- صلَّى الله عليه وسلَّم-: « سَيَأْتِي مِنْ بَعْدِي زَمَانَ الصَّبْرِ اْلمُتَمَسِّكُ بِدِينِهِ كَاْلقَابِضِ عَلَى اْلجَمْر »كان النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُربّي صحابتَه على هذا الأمر،كانَ يمرّ النّبيّ-صلّى الله عليه وسلّم- على عمّار وعلى بِلالٍ وعلى اْلمعذّبِين فيقول: «صَبْرًا يَا آلَ يَاسِر فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ اْلجَنَّة»،يُربِّيهم النَّبي- صلّى الله عليه وسلّم- على الصّبر في أحلكِ اْلمواقف والظّروف،
وهذا الزّبير بن عديّ يقول :أتينَا أنس بن مالك نشكو جورَ اْلحجّاج،فقال :كُفُّوا عَنْكُم«اصْبِرُوا،فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيْكُم زَمَان إِلَّا وَالذّي بَعْدَهُ أشَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ»سَمِعْتُهُ مِن نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّم)["صحيح البخاري"كتاب الفتن،باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه،رقم(7068)] فيحفظُ الإنسانُ نفسه بالصّبر في مثلِ هذه اْلمواقف.


■- اْلعَاصِم اْلعَاشِر:اْليَقِين بأنَّ النَّصرَ للإِسْلام ،
لانَشُكّ،لَا نشكّ {َكتََبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا}،نصرُ الله-سبحانه وتعالى- للإسلام آتٍ آتٍ لاشَكّ فيه ،ولابدّ أنْ نبعثَ في قلوبِ الأمّة هذه الْمبشّرات؛بأنَّ اْلمستقبلَ للإسلامِ مهما علَتْ راياتُ اْلكفرِ،مهما سيطرَ أهلُ اْلكفر،فاْلمستقبل لهذا الدّين،وهذا الذّي كان يبثّهُ النَّبيّ-صلّى الله عليه وسلّم- في صحابتهِ بشائرَ الأمل،لمّا جاء خبّابُ بن الأَرَتّ إلى النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-وهو متوسّدٌ على اْلكعبةِ ،فشكَا إليه قال :ادعُ لنا يا رسولَ اللهَ ،شكَا إليهِ ما جاءهُ من الَأذى من اْلمشركين ،فغَضِبَ النَّبي-صلّى الله عليه وسلّم واحمَرَّ وجههُ وقال:« كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُم يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ،فَيُجْعَلُ فِيهِ،فيُجَاء بِالمِيشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيًشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِك عنْ دينِهِ،وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ اْلحدِيدِ مَادُونَ لحَمِهِ مِنْ عَظْمٍ،أو عَصَبٍ،وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِك عَنْ دِينِه،وَالله لَيُتِمَنَّ اللهُ هَذَا الَأمْر»-وهذا وجه الشاهد-
«حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِن صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْت لَايَخَافُ أَحَدًا...»،بشائر لهذا الدين،قال في نهاية الحديث وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُون»["صحيح البخاري"،كتاب المناقب،باب علامات النبوة في الإسلام،رقم(3612)] النصر لأهل الإسلام...
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 05-08-2013, 01:08 AM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post

■- اْلعَاصِمُ اْلحَادِي عَشَر:اْلحَذَرُ مِنْ الشَّائِعَاتِ في مثل هذه المواطن والفتن عبرَاْلفضائيات،عبرَ[اْلماسِيجَات]،عبرَ [الإيميلات] تَنتَشِر،
فيحذرُ الإنسانُ من هذه الشَّائعات،واْلمؤمنُ مأمورٌ بالتَّثَبُّت ،والنَّبي-صلّى الله عليه وسلّم- يقول : «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَاَسمِع»[مقدمة صحيح مسلم،باب النهي عنالحديث بكل ماسمع] ،وهذِهِ الشَّائعات كمَ تُؤثر أَيُّها الأحبَّة،تؤثرُ في مسَاراتِ الصَّحابة، لمَّا ذَهَبُوا إلَى اْلحبشةِ وَنَالهُم من الأمْنِ والاستِقرارِ وإقامةِ الدِّين أُشيعَتْ شائعةٌ آنذاك أنَّ اْلكفّار-كفّار قربشٍ- قدْ أسْلَمُوا،فجاءُوا إلى مَكّة،فرأوا اْلكفّارَ علَى كُفرِهِم ،فَنَالَهُم من التَّعذيبِ من اْلكفّارِ وَالِإيذاء الشَّديدِ نتيجة هذه الشَّائعة،
فِي غزوةِ أحد لمّا ماتَ مصعبٌ بن عميرٍ،أشيعَ بين الصَّحابة أنَّ الذِي ماتَ النَّبيُّ -صلّى الله عليهِ وسلّم- ، كم تأثَّر اْلجيش، كادَ أنْ يتنَكّبَ ويرجعَ هذا اْلجيشُ، وابتعَدُوا؛بسببِ هذه الشَّائعةِ ،فكم تُحدِثُ هذه الشَّائعات منْ فتنٍ ،فلَا يُرسل الانسان- أيّها الَأحبّة إلّا ويتثبّت.

■- العاصم الثاني عشر :اْلحَذَرُ مِنْ كيدِ الَأعدَاءِ وَاْلحذَر مِن دُخُول أهلِ النِّفَاقِ،هذه اْلفِتَن فُرْصَة للَأعداءِ‘فَإنَّهم يَصِيدُونَ فِي اْلماءِ اْلعَكِر،وَيَتَربَّصُون بِأهلِ الِإسلامِ، لَا يألُونَكم خَبَالُا ،يُريدون ضربَ الإسلامِ ،يُريدون تَشتيتَ أهلِ الإسلامِ ،يُريدونَ اْلفرقةَ لأهلِ الإسلَامِ،ولَهم أَبواقٌ نَاعقةٌ من أهلِ اْلعَلْمنةِ واللِّيبْرَاليَّة وغيرهم ،ينادُون بِكلماتِهم باسمِ الإسلامِ،فَليحذَر اْلمسلم من هؤلاء الدَّسَائس،والله لا نَشكّ أنَّ كثيرًا مِن الأَحداثِ اْلموجُودة- اْليوم- على السَّاحة الإِسلاميَّة واْلعربيَّة أنَّها من مَكائِدِ أهلِ اْلكفرِ،نسألُ الله-سبحانه وتعالى- أنْ يحفظ بلادَ الإسلامِ من كيدِ اْلفجّار والكفر،ومن شَرّ طوارِقِ اللَّيلِ والنَّهار،وأنْ يحفظَنَا وَإيَّاكُم مِن اْلفتن ما ظهَرَ منهَا وما بَطن ،إنَّه وَليّ ذلكَ واْلقَادِر عليهِ وصَلَّى الله وسَلَّم عَلى نَبيّنَا محمّد.

[للأمانة :تم حذف العبارات المكررة مع بعض التعديلات الطفيفة ]

يتبع -إن شاء الله-
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 05-30-2013, 12:14 AM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post لزوم جماعة المسلمين

...لزومُ جماعةِ اْلمسلمين...

للشيخ :محمد بن غيث –حفظه الله


إِنَّ اْلحمدَ للهِ نَحمدهُ ونَستعينُهُ ونَستغفرُهُ ،ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنَا ومِنْ سَيئاتِ أعمالِنَا،من يهدِهِ اللهُ فلَا مضلَّ له ،ومن يُضللْ فلَا هادِي له،وأشهدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا الله وحدهُ لاشريكَ له ،وأَشهدُ أَنَّ مُحُمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ ، صَلَّى اللهُ عليهِ وَعَلى آلهِ وَصَحْبهِ وسلَّم تَسْليمًا كَثِيرًا ،
أمَّا بَعْد..
أَيُّها الِإخْوة في اللهِ ،السَّلام عليكُمْ ورَحمةُ اللهِ وَبَركَاتُه، دَرْسنَا اْليَوْم عنْ أصْلٍ مِنْ أُصُولِ اْلُمسْلِمِين،وقَاعدةٍ مِنْ قَوَاعدِ الدِّين ،اْلخَلَلُ فِيها كَبِيرٌ ،وَالزَّلَلُ فِيهَا خَطِيرٌ ،اصْطَلَت الُأمَّةُ بِنَارِ التَّفْرِيقِ فِيهَا عبْرَ أَزْمِنَتِهَا مَرَّاتٍ وَمَرَّات ،ألَا وَهُوَ: لُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ ،وَدِينُ الِإسلَامِ دينٌ كاملٌ {مَافَرَّطْنَا فِي اْلكِتَابِ مِنْ شَيْئٍ}وَقَدْ تَرَكَنَا رَسولُ اللهِ- صّلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم- عَلَى الْمَحَجَّةِ اْلبَيْضاءِ، لَيلهَا وَنَهَارهَا سَواء ،لَايَزِيغُ عَنهَا إِلَّا هَالِك ،
ولكِنْ ما هيَ الْجَمَاعة ؟
وما الْمرادُ بِجماعةِ اْلمسْلمِين ؟
وَكيفَ يَتَحَقَّقُ لُزُومُهَا؟


اْلجماعةُ تُقَابلُ اْلفُرْقَةكَمَا قَالَ النَّبِي عليهِ- الصَّلاةُ وَالسَّلَام-: «اْلجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ وَاْلفُرْقَةُ عَذَاب»["ظلال الجنة"،باب حديث الجماعة رحمة والفرقة عذاب،رقم(93)]،وقال :«وَسَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَة كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَة وَهِيَ اْلَجَمَاعَة» ،والذي اجتمعَتْ عليه هو الْحق الذّي جاءَ بهِ رسولُ الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- ،ولذلك قال اللهُ :{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَاتَفَرَّقُوا }

ما هو حبلُ الله؟
قال ابنُ مسعودٍ :((حبْلُ الله اْلجماعة)) ،ولذلك في صحيحِ مسلمٍ قال النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- :«إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا: فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ
وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جِمِيعًا وَِلَاتَفَرَّقُوا..»["صحيح المسلم"،كتاب الأقضية،باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة...،رقم(1715)،
وفي رواية: «..وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّاهُ الله أَمْرَكُم.. »"التمهيد"لابن عبدالبر،الجزء21،رقم(1863) ]،

قال [القرطبي] :((وَأَمَرَنَا بِالاجْتِمَاعِ عَلَى الاعْتِصَامِ بِاْلكِتَابِ وَالسُّنَّةِ اعْتِقَادًا وَعَمَلًا،وَذَلِكَ سَبَبُ اتِّفَاقِ اْلكَلِمَةِ وَانْتِظَامِ الشَّتَاتِ))،

وقال أبو شَامَة- رحمهُ الله- :((حَيْثُ جَاءَ الَأمْرُ بِلُزُومِ اْلجماعة فَالْمُرَادُ لُزُومُ اْلحَقِّ وَاتِّبَاعِهِ-،وَإِنْ كَانَ اْلمُتَمَسِّكُ بِاْلحَقِّ قَلِيلًا وَاْلمُخَالِفُ لَهُ كَثِيرًا-؛ لأَنَّ اْلحَقّ الذي كَانَتْ عَلَيْهِ اْلجَمَاعَة الأُولَى مِن النَّبِيّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وَأصحابه- ،ولَا تنظُر إلى كَثرةِ أهلِ اْلباطلِ بَعْدَهم))
،ولذلك جاءَ في روايةٍ في حديثِ الافتراق:«وسَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَة كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَة قِيل: مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟قَال :مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ اْليَوْم وَأَصْحَابِي»،فَالاجتماعُ يكونُ على حبلِ اللهِ،وهُو الذّي اجتمعَ عليهِ الَأوَّلون السَّابِقُون مِن اْلمهاجِرينَ والَأنْصار ،ولذَلك قال الله :{فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوْا}فالاجتماعُ يكونُ على حبلِ اللهِ {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا } ،هذَا الذّي كانَ عليه السَّلف من الصَّحابةِ والتَّابِعين والَأئمة- عليهِم رَحمة اللهِ- ،ولكن فُسِّر الْحبلُ بتفسيراتٍ عدّةٍ :

يتبع -إن شاء الله-
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 05-30-2013, 12:34 AM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post لزوم جماعة المسلمين

جاء في تفسيرِ اْلحبلِ أنه اْلجماعة-كما قال ابنُ مسعودٍ- ،وجاء أنَّه اْلقُرآن والِإسلام والِإخْلاص للهِ وحدَهُ ،
وجاء بأنه: أمرُ اللهِ وعهدهِ وطاعتهِ ودينهِ
قال ابنُ تيميَّة -رحمهُ الله- :((وهَذهِ كُلُّها مَنْقُولَةٌ عَن الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِين لَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ))
قالَ –رحمهُ الله -:((وكلّها صحيحة))
قال: ((فاْلقرآنُ يأمرُ بدينِ الِإسلامِ ،وذلك أمرُهُ وعهدُهُ وطاعتُهُ ،والاعتصامُ به جميعًا إنَّما يكونُ في الْجماعةِ ودينِ الِإسلامِ حقيقتُهُ الِإخلاصُ لله وحده ))

فالِاعتصام باْلقرآنِ والِإخلاصُ لله وحدهُ والتَّمسّك بالسنة ينتجُ عنهُ أنْ يتآلفَ أهلُ الإسلامِ ،وأنْ يجتمعُوا ويَتَرَابَطُوا ،فإنْ لم يفعَلُوا ذلك تفرَّقُوا،ولذلك من لطائفِ قولِ الله_ عزّوجلّ _ في سورةِ الأنفال :{لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الَأرْضِ جَمِيعًا مَا أََلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ }
هذَا فيه دِلالة على أنَّ الرَّسولَ لوأنفقَ كلَّ ما يملكُ ،بل لو أنفَقَ كلَّ ما في الأرضِ لايمكنُهُ أنْ يؤلِّفَ بينهم إلّا بتأليفِ اللهِ لهم –عزّوجلّ- ،فلا يمكنُ التّأليف بالمالِ ،إنما التَّأليف يكونُ من الله – عزّوجلّ- {وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ } ،ولذلك يُقال لِلإسلامِيين :لَوعَمِلُوا كُلَّ طريقٍ ، واجتَهَدُوا كُلَّ جهدٍ لتوحيدِ الأمّةِ ، فلا يمكِنُهُم ذلك إِلا من طريقٍ واحدٍ: وهو الطَّريق والنَّهج الذّي أنزلَهُ اللهُ –عزّوجلّ- على محمّدٍ – عليه الصَّلاة والسَّلام { وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ } :وهي الجماعة -كما قال النبي صلى الله عليه وسلم- عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ اْليَوْم وَأَصْحَابِي»
يتبع-إن شاء الله-
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 06-04-2013, 05:01 PM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post

ولذلك قال النَّوَوي _رحمهُ الله_ :وقوله: {وَلَاتَفَرَّقُوا}- يشرحُ حديثَ مُسلمٍ-«..وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَاتَفَرَّقُوا»
قال:(( فَهُوَ أَمْرٌ بِلُزُومِ جَمَاعَةِ اْلمسْلِمِين وَتَآلف بَعْضِهُم بِبَعْضٍ ،وَهَذِهِ إِحْدَى قَوَاعِدِ الِإسْلَامِ )) ،
وقال الإمام الشَّافعي _رحمهُ الله_ :((ومَنْ قَالَ بما تَقُولُ بِِهِ جمَاعَةُ اْلمسْلِمِين فَقَدْ لَزِمَ جماعَتَهَمْ ،وَمَنْ خَالَفَ مَا تَقُولُ بِهِ جَمَاعَةُ اْلمسْلِمِين فَقَدْ خَالَفَ جَمَاعَتَهُمْ التي أُمِرَ بِلُزُومِهَا...))["الرسالة"،الشافعي،الجزء3،ص475-476]
وَلذلكَ مِن أُصولِ أَهلِ السُّنَّةِ واْلجمَاعةِ -وكثيرٌ مِن الُأصُول مُغيَّبةٌ ؛ لأنّ تَغْيِيب اْلعلماءِ ،وَظُهور الرُّوَيبِضَةِ في النَّاس ويتكلَّمُ في أمرِ اْلعامّة-كمَا قالَ النَّبي _صلّى الله عليهِ وسلَّم _ يُغيِّبُ معهُ أصولًا كبيرةً وعظيمةً يجهَلُهَا النَّاس _كما سيأتينا _،
منْ أُصولِ أهلِ السُّنَّةِ واْلجماعةِ: أَنَّهم يعتقدُونَ أنَّ أعظمَ أسبابِ الافتراقِ هو تحزّب اْلمسلمين ،وتَعصّبِهِم لشَخصٍ غيرِ رسولِ الله _ عليهِ الصَّلاة والسَّلام ،ومنهجهِ وصحابتهِ لقولِ اللهِ _عزَّوجلّ _ :{إِنَّ الذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْئٍ..}[الأنعام،الآية:159] ،واْلفرقةُ النَّاجيَة واحدةٌ، ولذلكَ قالَ النَّبي _عليهِ الصَّلاة والسَّلام _:«...كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَة....قَال :مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ اْليَوْم وَأَصْحَابِي»،
ولذلك قالَ ابنُ كثيرٍ _ رحمهُ الله:(( والظَّاهِر أَنَّ الآيةَ عَامَّةٌ في كُلِّ مَنْ فَارَقَ دِينَ اللهِ، وَكانَ مُخَالِفًا لَهُ ،فَإِنَّ الله بَعَثَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِين اْلحقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّه، وَشَرعه وَاحِد لَا اخْتِلاف فيهِ وَلَا افْتِرَاق...)) [تفسير ابن كثير،الجزء3] ،
وقال تعالى :{وَلَا تَكُونُوا مِنَ اْلمُشْرِكِينْ }
مَا وَصْفُهُمْ؟
{مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونْ} [الروم،الآية:32]
قال ابن كثير :((أيْ: لَاتَكُونُوا مِن اْلمشْرِكِينَ الَّذِينَ قَدْ فَرَّقُوا دِينَهُم، أي: بَدَّلُوهُ وَغَيَّرُوهُ،وَآمَنُوا بِبَعْضٍ وَكَفَرُوا بِبَعْض...)) ،
قال :(( وَهَذِه الُأمَّة أَيْضًا اخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَهُم عَلَى نِحَلٍ كُلّهَا ضَلَالَةٌ إِلَّا وَاحِدَة ،وَهُمْ أَهْل السُّنَّةِ وَاْلجَمَاعَةِ اْلمتَمَسِّكُونَ بِكتَابِ اللهِ وَسنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلَّى الله عليهِ وسلَّم، وَبمَا كانَ عليهِ الصَّدْرُ الَأوَّل مِن الصَّحَابةِ و
التَّابِعينَ ،وَأَئِمّةِ اْلمسْلِمينَ في قَديمِ الدَّهرِ وَحَدِيثهِ،...)) [تفسير ابن كثير،الجزء6]

يتبع-إن شاء الله-
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 10-29-2013, 10:07 PM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post

وَلِذلك لماّ اختلفَ النَّاسُ عَلى عُثمان في اْلفِتنةِ اْلعظيمةِ التي وَقَعَتْ وفَرَّقَتْ الُأمّة ،وابتدَأَ الشَّرُّ،خرجَ عليهِم يُحدّثُهُم ،فَرَفَعُوا أصْواتَهُم عليهِ ،وَتَرامَوْا باْلحصْبَاءِ،حتّى قالَ الصَّحابيُ _ رضيَ الله عنهُ وأرضاهُ_:(حتّى إنّي لَا أرَى أَديمَ السَّماءِ)؛ مِن كثرةِ مَا يَتَرَامُون بِالحصَى ،فِإذَا أَنَا بِصوتٍ خافتٍ منْ إِحدى حُجَر النَّبي _عليهِ الصَّلاة والسَّلام ،فَتأمَّلْتُهُ فإذَا هو صَوت أمِّ سَلَمَة _رضيَ الله عنهَا_ تَقُول :«أَلَا إِنَّ نَبِيَّكَم قَدْ بَرِئَ مِمَّن فَرَّقَ دِينَهُ وَاحتَزَب»["الاعتصام" للشاطبي،ج1،ص84]"
ثُمَّ تَلَتْ: {إِنَّ الّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانوُا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْئ}[الأنعام،(159)]،

وَالتَّحَزُبُ _أَيُّهَا الِإخْوَة_ علَى نَوعين، كِلَاهمَا فِي اْلقُرْآن: نوعٌ مَحمودٌ ،وَنوعٌ مذمومٌ ،
أمَّا:
¤- التَّحَزُبُ اْلمحمُود ،فَهُو: مَا كَانَ لجماعةِ اْلمسلِمين، وَلِإمامِ اْلمسلِمين الَّذينَ انتظَمَ جَمعُهُم بإمامٍ ظاهرٍ ذِي شَوكة،وَلذلِك قالَ النَّبيّ لحذيفةَ_ عَليه الصَّلاة والسَّلام_:«تَلْزَمُ جَمَاعَةَ اْلمسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ»،قُلْتُ:فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ ولَا إِمَامٌ؟،قَالَ:«فَاعْتَزِلْ تِلْكَ اْلفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ...»["مشكاة المصابيح"،كتاب الفتن ،(5382)] ،
فَاْلوَاجِب عَلَى اْلمسلم أنْ يلزمَ هذَا اْلحزبَ وهذهِ اْلجمَاعة ،وأنْ يُدافعُ عنهَا ويَلْزمهَا ؛لِأنّ اللهَ _عزَّوجلّ_ شرعَ ذلِك وَأمرَ به، {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ اْلغَالِبُونْ}[المائدة ،(56)]
قَالَ الِإمامُ سهلُ بن عبدِ الله _رحمهُ الله_،واْلمتوفّى سنة 283هـ):
((هَذِه الُأمّة ثَلاثٌ وسَبْعُون فِرقَة ،اثنان وسبْعُون هَالِكة،كُلُّهم يُبغِضُ السُّلطان ،والنَّاجية هَذِه اْلوَاحِدَة الّتي مَعَ السُّلطان ))"قوت القلوب"
هذا التّحزُّبُ محمودٌ لجماعة اْلمسلمين ولإمامِ اْلمسلمين ،
¤ - أمّا التَّحزّب اْلمذْمُوم: فهو اْلخروجُ عن جماعةِ المسلمين إلى تجمّعاتٍ أخرى،إلى أحزابٍ ،حيث تلتَقِي كُلُّها على الشُّذوذِ واْلفرقةِ ،ومخالفةِ جماعةِ اْلمسلمين ، واتّباعِ اْلهوى،وهذا في اْلحقيقة -أيُّها الإخوة- يُدخِلُ الإنسانَ في حزبِ الشَّيطان ،ولذلك قال النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- :«...فَإِنَّ يَدَ اللهِ مَعَ اْلجَمَاعَةِ وَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ مَنْ فَارَقَ اْلجَمَاعَة يَرْتَكِض»["صحيح ابن حبان"،كتاب السير،باب في الخلافة والإمارة،إثبات معونة الله- جل وعلا-الجماعة وإعانة الشيطان من فارقها)، رقم(4577)]
أي يركُضُ،يتسابقُ معهُم ،يعني: يبتعدُ هو عن اْلجماعةِ ،والشَّيطانُ يأخذُهُ بعيدًا،فأيُّ تجمُّعٍ على غيرِ الإمامِ الظَّاهر ذِي الشَّوكةِ واْلقُوَّةِ الَّذِي يُبايعهُ اْلمسلمون يُعتبرُ في الشَّرعِ تحزّبًا بِدْعِيًّا مُخالفًا للسُّنَّة ،مُفارقًا لْلجماعةِ،
فلا يجوزُ للمؤمنَ أنْ يقيمَ في بلادِ المسلمين حِزبًا -وأقولُ هذا من بابِ التَّديُّن والدِّين والأصل-،لا يجوزُ لمسلمٍ أن يقيمَ في بلادِ المسلمين حِزبًا يخرُجُ به عن جماعَتِهِمْ و يَفْتَاتُ به على سُلطانهِم ،أو أن يَدْخُلَ في حِزبٍ ،فجماعةُ المسلمين هم من اجتمعَ على إمامٍ ظاهرٍ ذي شوكةٍ، واْلبَيْعةُ لا تكونُ إلا لهُ ،
أمّا أمير سِرِّي ،لا يُعرفُ أين هُو!، بلْ حتى لا يُعرفُ اسمهُ ،إِنَّمَا يُكْنَى فقط ،وليس لهُ قُوّة ،وليس لهُ شَوكَة ،وليس له جيشٌ ودولةٌ!! ،هذا في اْلحقيقة من دُعاةِ جهنَّم –كما في صحيحِ مسلم –قال النّبيّ -عليه الصّلاة والسَّلام :«...دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابهُم إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا»، فَقُلْتُ :يَا رَسُولَ اللهِ! صِفْهُمْ لَنَا ،قَالَ:«نَعَمْ،هُمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا»قُلتُ:يَا رَسُولَ اللهِ! فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِك؟ قَال:«تَلْزَمُ جَمَاعَةَ اْلمسْلِمِينَ وَإِمَامَهُم»...»[صحيح مسلم،رقم (4784)]
قال الطّبري -رحمه الله- :((والصَّوَاب أَنَّ اْلمُرَادَ مِن اْلخَبَرِ لُزُومُ اْلجَمَاعَةِ الذينَ فِي طَاعَةِ مَنْ اجْتَمَعُوا عَلى تَأْمِيرِهِ ،فَمَنْ نَكَثَ بَيْعَتَه خَرَجَ عَن اْلجَمَاعَةِ...))["فتح الباري"،الجزء 16،كتاب الفتن،باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة،ص487]

ولَا يَقولنَّ قائلٌ: الآن لا يُوجد إمامٌ ،ولا توجد جماعةٌ ،
لمـــاذا يا أخي ؟!
يقولُ :لأنَّ اْلخلَافَة سَقَطَتْ ،والدُّولُ تَفَرَّقَتْ ،فلا إِمام و لا جَمَاعَة ،والأحَاديثُ إِنمَا تنطبِقُ على اْلجماعةِ الأولى!! ،هذه أكبرُ شُبهةٍ لْلحِزبِيِّين،يُدْخِلُونها وَيُحْشُونَ بها أَدْمِغةَ الشَّبابِ اْلغرب،


يتبع-إن شاء الله-
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 11-07-2013, 11:32 PM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post

يقولُ الإمام محمّد بن عبدِ اْلوهّاب-رحمهُ الله- :
(الأئمَةُ مُجْمِعُون مِنْ كُلِّ مَذْهَبٍ عَلَى أَنَّ مَنْ تَغَلَّبَ عَلَى بَلَدٍ أَوْ بُلْدَانٍ لَهُ حُكْمُ الِإمَامِ فيِ جَمِيعِ الأَشْيَاءِ،وَلَوْلَا هَذَا مَا اسْتَقَامَتْ الدُّنْيَا؛ لأنَّ النَّاس مِنْ زَمَنٍ طَوِيلٍ قَبْلَ الإمامِ أَحمدَ إِلى يَوْمِنَا هَذَا مَا اجْتَمَعُوا عَلَى إِمَامٍ وَاحِدٍ وَ لا يَعْرِفُونَ أحدًا مِن اْلعُلَمَاءِ ذَكَرَ أَنَّ شَيْئًا مِن الأحْكَامِ لا يَصِحّ إِلّا بالإِمَامٍ الأعْظم )["الدّرر السّنيّة"،الجزء9،ص5]
لماّ اسْتَتَبَّ الأمرُ لِبني اْلعبّاس هل كانَ هناكَ مُنازعٌ ودولة ٌأُخرى وإمامٌ آخر أو لم يَكُن؟
كان أو لم يكن؟كـان
دولةُ بَني أُميَّة استمرَّتْ [قُرُون] في الأَندلس، وبنُو اْلعبَّاس كانتْ أقاليمَ مِنْهُمْ مُقْتَطَعَة في بلادِ خُراسان ونحوِها ،وهَلُمَّ جرًّا ،
ومن قبلِهِ قال الشَّوكاني -وأصّلَ هذَا الَأصلَ-،ثمَّ قالَ في آخِرِهِ:
(..وهذَا مَعْلُومٌ لِكُلِّ مَنْ لهُ اطِّلاعٌ عَلَى أَحْوَالِ اْلعِبَادِ وَاْلبِلَادِ.. ["السّيل الجرار"الشوكاني،(4/512)] ،
فَكُلُّ حاكمٍ في دولتِهِ له سلطانٌ ،تجبُ طاعتَهُ وتُلزمُ جماعتَه ،ومُخالفُ ذلك -كما قال الطّبري-رحمه الله-:(مُفَارِقٌ لْلجَمَاعَةِ شَاذٌّ عَنْهَا )،
ولذلك قالَ النَّبيُّ –عليهِ الصَّلاة والسلَّام- :«مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ،فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةٍ »[صحيح مسلم،كتاب الإمارة،باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين]،
وأهلُ اْلجاهليّةِ لم يكُن لهم إمامٌ ينْتَظِمُونَ في سِلْكِهِ ،فمن فارقَ الإمامَ شابَهَ أهلَ اْلجاهليَّةِ « مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةٍ »[متفق عليه] ،
قال ابن عبد اْلبرِّ -رحمهُ الله- :اْلمقصود :(...اْلجمَاعَة عَلَى إِمَامٍ يُسْمَعُ لَهُ وَيُطَاعُ)["التمهيد"(21/275)]،هَذا اْلمرادُ بِهِ ،
وقال النّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- :«ثَلَاثَةٌ لَا تَسْأَلُ عَنْهُمْ:رَجُلٌ فَارَقَ اْلجَمَاعَةَ وَعَصَى إِمَامَهُ ،وَمَاتَ عَاصِيًا...» رواه الحاكم وغيره[الصحيحة"،رقم(542)] ،
وقال عليه-الصَّلاة والسَّلام-: « إِنَّمَا سَيَكُونُ بَعْدِي هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ»
أيّ: شُرور وقَلاقِل وفِتن، كُلُّها من أجلِ اْلحُكم واْلكَرَاسي ،
قال: « فمَنْ رَأَيْتُمُوهُ فَارَقَ اْلجَمَاعَةَ ،أَوْ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وَأَمْرُهُمْ جَمِيعٌ فَاقْتُلُوهُ كَائِنًا مَنْ كَانَ ، فَإِنَّ يَدَ اللهِ مَعَ اْلجَمَاعَةِ وَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ مَنْ فَارَقَ اْلجَمَاعَة يَرْتَكِضُ»[مرجع سابق]،
ولذلك قالَ ابن مسعودٍ-رضي الله عنه-:
( يَا أَيُّهَا النَّاس عَلَيْكُم بِالطَّاعَةِ وَاْلجمَاعَةِ،فَإِنَّهَا حَبْلُ اللهِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ، وَ إنَّ مَا تَكْرَهُونَ في اْلجمَاعَةِ والطَّاعَة هُو خَيْرٌ ممَّا تَسْتَحِبُّونَ في اْلفُرْقَةِ) ["تفسير الطبري"،(7/75)]
ولذلك مِنْ أُصُولِ أَهلِ السُّنَّةِ واْلجمَاعَةِ :طَاعةُ وُلاةِ الأمرِ في اْلمعروفِ،والصَّبرُ عَلى جَوْرِهِم والالتِفافُ حَولهم ،وعدمُ اْلخروجِ عليهم،مهما بَلَغُوا في الظُّلم واْلجَوْر،وهذا لا خِلاف فيهِ ما دَاموا مُسلمين،ولذلك في صحيحِ مسلمٍ ؛من حديثِ عَوفٍ بن مالكٍ ،
قال النّبيّ-عليه الصّلاة والسّلام- : «...وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ» -وتأمّل هذا اللَّفظ-:
«الذِينَ تُبْغِضُونَهُ وَيُبْغِضًونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُ وَيَلْعَنُونَكُمْ ،فَقُلْنَا :يَا رَسُولَ اللهِ أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ عِنْدَ ذَلِك ؟ قَالَ: لَا مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلَاة، أَلَا مَنْ وَلِيَ عَلَيهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ..»
ماذا يفعلُ ؟
«فَلْيَكْرَه مِمَّا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاَعَة»["صحيح مسلم"،كتاب الإمارة،باب خيار الأئمة وشرارهم،رقم(4805)/"مشكاة المصابيح"،باب الإمارة والقضاء،رقم(3670) ]
فاْلموقف هُنا:
1- فَلْيَكْرَه مِمَّا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ
2- وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاَعَة ،
بل عند مسلمٍ من حديثِ حذيفة أنَّ رسولَ الله-صلّى الله عليه وسلّم- قالَ: «يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَةً لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَاي وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي»
طبَّقُوا الشَّريعةَ ؟ طبَّقوها ؟ اتَّبعوا السُّنَّة ؟!
« يَقُومُ فِيِهمْ رِجَال قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْس»
يعني :الوُزَرَاء واْلبِطانةُ هذا وَصْفُهُم ،الصُّورةُ صُورةُ بَشَرٍ ،واْلقلبُ قلبُ شيطانٍ،
« فَقَالَ حُذَيفة: يَا رَسُولَ اللهِ مَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِك ؟»
ماذا تفعلُ ؟ هلْ تربط [حِزَام نَاسِف] أوْ تفجّر سيَّارة؟! ،هلْ شَرٌّ أعظم من ذلك ؟
« قَالَ :تَسْمَعُ وَتُطِيعُ للأَمِيرِ وَإِنْ ضَرَبَ ظَهْرَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ»[صحيح مسلم،كتاب الإمارة،باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال وتحريم الخروج من الطاعة ومفارقة الجماعة،رقم الحديث(4785]
في أعظم من هذا ؟!!
ظهرُكَ يُجلدُ ،ومالُك يُؤْخذُ ! ومع ذلك يقولُ الرّسولُ-عليهِ الصّلاة والسّلام-: اسمعْ وأَطِعْ، وهذا الأمرُ ظاهرٌ ،وهذا الإخبارُ الرَّسول أَخبرَ به قبْلَ أنْ يقَعْ ،

يتبع-إن شاء الله-
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 12-07-2013, 04:33 PM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post

ولذلك قالَ الشَّيخُ محمّد بن عبدِ اْلوهّاب-رحمهُ الله - :((مِنْ تَمَامِ الاجْتِمَاعِ السَّمْع والطَّاعَة لِمَنْ تَأَمَّرَ عَلَيْنَا وَلَوْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَبَيَّنَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بَيَانًا شَائِعًا ذَائِعًا بِكُلِّ وَجْهٍ مِنْ أَنْوَاعِ اْلبَيَانِ شَرْعًا وَقَدرًا)) ذَكَرَ اْلحكّامَ في زمانهِ والأمراءَ وذَكَرَ
ما سيأتي،
قال :((ثمَّ صَارَ هَذَا الأمْر أَوْ هَذَا الأصْل لا يُعْرَفُ عِنْدَ أَكْثَر مَنْ يَدَّعِي اْلعِلْم فَكَيْفَ اْلعَمَل بِهِ ؟))["الدرر السنية "،(9/6) ]

قُلتُ لَكُمْ: غُيِّبَتْ هذِه الأصُولُ عن النَّاسِ ،حين تَصَدَّرَ أناسٌ
ليسوا بعُلَمَاء،وإذا قامَ الرَّجل يتكلّمُ :يقولُون :هذا عميلٌ !هذا مُدَاهِنٌ ،هذا عالم سُلْطة ،ومَا علِمُوا أنَّ الصَّلاحَ والنَّجاةَ به ،
ولذلك في اْلبُخاري:
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ الصَّادِقَ اْلمَصْدُوقَ يَقُولُ-عليه الصَّلاة والسَّلام-: «هَلَكَةُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ »،
وفي روايةٍ «أُغَيْلِمَة سُفَهَاء»
«فَقَالَ مَرْوَانُ :لَعْنَةُ اللهِ عَلَيْهِم غِلْمَةً،فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ :لَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ: بَنِي فُلَانٍ وبَنِي فُلَانٍ،لَفَعَلْتُ... »[صحيح البخاري،كتاب الفتن،باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء"رقم(7058)]
يعني: مَعرُوفُون بأسمائِهِم ،
قال الحافظ ابن حجر -رحمهُ الله- :
((وَفِي هَذَا اْلحَدِيث أَيْضًا حُجَّةٌ لما تَقَدَّم مِنْ تَرْكِ اْلقِيَامِ عَلَى السُّلْطَانِ وَلَوْ جَار؛ لأنّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أَعْلَمَ أبا هُرَيْرَةَ بِأَسْماءِ هَؤُلَاءِ وَأْسَماءِ آبَائِهِم وَلَمْ يَأْمُرُهُم بِاْلخُرُوجِ عَلَيْهِم، مَعَ إِخْبَارِهِ أَنَّ هَلَاكَ الأُمَّةِ عَلَى أَيْدِيهِمْ ؛لأنَّ الْخُرُوج أَشَدّ في اْلهَلَاكِ وَأَقْرَب إلى الاسْتِئْصَالِ مِنْ طَاعَتِهِمْ فَاخْتَارَأَخَفَّ اْلمفْسَدَتَيْنِ وَأَيْسَرَ الأمْرَيْنِ)) ["فتح الباري"(16/445)]
عليه الصّلاة والسَّلام .ولذلك قالَ النَّووي -رحمه الله-:
((وَأَمَّا اْلخُرُوجُ عَلَيْهِم وِقَتَالِهِمْ فَحَرَامٌ بِإجمَاعِ اْلمسْلِمِينَ وَإِنْ كَانُوا فَسَقَةً ظَالمِين،وَقَدْ تَظَاهَرَتْ الأحَادِيثُ بمعنى مَا ذَكَرْتُهُ وَأَجْمعَ أَهْلُ السُّنَّةِ أَنَّهُ لا يَنْعَزِلُ السُّلْطَانُ بِاْلفِسْقِ))[صحيح مسلم بشرح النووي ،(12/317)] ،بل مِن اْلمعتقد مَا قالَهُ الطَّحَاوِيّ -رحمه الله- :
((وَلَا نَرَى اْلخُرُوجَ عَلَى أَئِمَّتِنَا وَوُلَاةِ أَمُورِنَا ،وَإِنْ جَارُوا ،وَلَا نَدْعُو عَلَيهِم ،وَلَا نَنْزِعُ يَدًا مِنْ طَاعَتِهِمْ ،وَنَرَى طَاعَتَهُمْ مِنْ طَاعَةِ اللهِ فَرِيضَة ،مَا لَمْ يَأْمُرُوا بِمَعْصِيةٍ ،وَنَدْعُو لَهُمْ بِالصَّلاَحِ وَاْلمُعَافَاةِ))"العقيدة الطحاوية" ،
وقالَ الإمامُ أحمد- رحمهُ الله- :
((وَلَا يَحِلُّ قِتَالُ السُّلْطَانِ وَلَا اْلخُرُوجُ عَلَيْهِ لأَحَدٍ مِنْ النَّاسِ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ عَلَى غَيْرِ السُّنَّةِ وَالطَّرِيقِ))["أصولُ السُّنَّة"أحمد بن حنبل]
لمـــــاذا ؟
قالَ ابن القيّم -الخبير اْلعَالم بخفايَا الأمورِ ،الجامع لأصولِ الدِّين- عن الخروجِ :
(( فَإِنَّهُ أَسَاسُ كُلِّ شَرٍّ وَفِتْنَةٍ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ...،وَمَنْ تَأَمَّلَ مَا جَرَى عَلَى الإِسْلَامِ مِنْ الأُمُورِ الصِّغَارِ وَاْلكِبَارِ رَآهَا مِنْ إِضَاعَةِ هَذَا الأَصْلِ،وَعَدَم الصَّبْرِعَلَى مُنْكَرٍ...))["إعلام الموقعين"،ج3/12]، تأمل!

ويدخُلُ في اْلخروجِ على اْلحكّام -أيَّها الأخوة-: اْلخروج باللِّسانِ ؛من ذكْرِ اْلمثالِبِ وَ اْلمعايبِ على الملِأ ،
وفي هذا الزَّمان تفنَّنَ النَّاس ؛لأن اْلفضائيّات فُتحت ،والرَّجلُ
قد يدخلُ في بيتهِ ،في حجرتهِ ،ويأتي بأسماءٍ مستعارةٍ ،وينشرُ
الشَّرَّ في الأمَّة ،واْلعلماء يَعُدُّونَ هذا خُرُوجًا ،بل أصلُ اْلخروجِ بالسّيفِ : الخروج باللِّسانِ ،
ولذلك قال ابن تيميَّة رحمه الله :
((الشَّجَارُ بِالأَلْسِنَةِ والأَيْدِي أَصْلٌ لِمَا جَرَى فِي الأُمَّةِ بَعْدَ ذَلِك فِي
الدِّينِ وَالدُّنْيَا ،فَلْيَعْتَبِر اْلعَاقِلُ بِذَلِك ،وَهُوَ مَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَاْلجَمَاعَةِ.))["مجموع فتاوى ابن تيمية"الجزء(35)،باب الخلافة والملك وقتال أهل البغي،رقم(51)]
ولذلك في «مسائلِ الإمام أحمد» ما رواهُ أبو داود عن عبد الله
بن محمَّد أنّه قال :(( قَعَدُ اْلخوَارِجِ هم أَخْبَثُ اْلخَوَارِجِ ))،
قالَ ابن حجر -وهو يُعدِّدُ فِرَقَ اْلخوارجِ- قالَ:
((واْلقَعَدِيَّة وَهُم الّذِينَ يُزَيِّنُونَ اْلخرُوجَ عَلَى الأئِمَّةِ وَلَا يُبَاشِرُونَ ذَلك))["هُدى السَّاري"] ،

يتبع-إن شاء الله-
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 08-26-2014, 08:48 PM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post

إذًا كَيْفَ يُنْكَرُ عَلَى الإمَامِ ؟ وكيْفَ يُنْصَحُ؟

أولاً : لابُدّ من أصلٍ وتأصيلٍ ،وهو أنَّ الأمرَ باْلمعروفِ والنَّهي عن اْلمنْكر أصلٌ من أصولِ الدِّين،لا يتنازعُ فيه إسناد،فوجوبُ السَّمع والطَّاعة لا يعنِي عدم الأمر بِاْلمعروفِ والنَّهي عن اْلمُنْكر،فهذا أمرٌ مُتقرّر ،ولكِن بِالطُّرُقِ الشَّرعيَّة،
ولذلك قالَ ابن تيميَّة في "اْلواسطيّة" في أصولِ أهل السُّنَّة قال:
((فصلٌ :ثُمَّ هُمْ مَّعَ هَذِهِ الأُصُولِ يَأْمُرُونَ بِاْلمَعْرُوفِ، وَيَنْهَوْنَ عَنِ اْلمُنْكَرِ عَلَى مَا تُوجِبُهُ الشَّرِيعَةُ..))"العقيدة الواسطية ،ص129 "
ولذلك قال عُبادة :«...بَايَعنَا رَّسُول الله صلَّى اللهُ عليهِ سلَّم عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي عُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَمَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا..» تأمّل!
سمعٌ وطاعةٌ ،مع اْلعُسرِ ،وَمَع اْلمَكْرَه ومع الأثَرَة! ،
قال:« وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَه وَأَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا..»[صحيح البخاري،كتاب الفتن،باب قول النبي سترون بعدي أمورا تنكرونها،رقم(7056)/"مشكاة المصابيح "(2/1086)]
فأَمَرَهمْ بِالطَّاعةِ ،وَنَهَاهُم عَن مُنَازَعةِ الأمْرِ أَهْلَه ،وَأَمَرَهُم بِاْلقِيَامِ بِاْلحَقِّ ،
وَلِذَلك ذَكَرَ الذَّهبيّ -رحمهُ الله- في ترجمةِ سُفيان الثَّوريّ،قال:وكانَ يُنكِرُ عَلَى اْلمُلُوكِ ،وَلَا يَرَى اْلخُرُوجَ أَصْلاً،فَالطّريق اْلحقّ مَا جَاءَت بِهِ السُّنَّة، يقول النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- :«مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِذِي سُلْطَان فَلَا يُبْدِهِ عَلَانِيةً..» ،

يعني: لا يصْعدُ علَى اْلمِنْبر ،فيقولُ :فَعَلَ وَفَعَلَ وَفعَلَ وفَعَلَ!، أو في الصُّحُف، الإمام [...] فمَنْ دُونَه،ومن يقُولُ: هذهِ ديمُقرَاطيَّة وحُريَّة مُخْطِئٌ ، الإسلامُ كاملٌ ،واْلحقوقُ تُؤخذُ منهُ ، لا مِنْ غيرِهِ !! ؛لأنّ هذا بابُ شرٍّ وفتنةٍ،
«مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِذِي سُلْطَان فَلَا يُبْدِهِ عَلَانِيّةً وَلكِن يَأْخُذُ بِيَدِهِ فَيَخْلُو بِهِ فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاك وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الذِي عَلَيْه»["ظلال الجنة"،باب كيف نصيحة الرعية للولاة،رقم(1096)]
،يعني: لا يقولُ: فعلتُ ونصحتُ ولم ينتَصِح ،نصحتُ و [...] ، وأقمتُ اْلحجَّة عليهِ ،فإِنْ قَبِلَ منهُ فذاك ،و إِلّا قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ،
وَ لاَ يقولُ قائلٌ: جاءَ فِي اْلحديثِ أنَّ أعظمَ الشُّهداءِ عندَ الله رَجلٌ قامَ لِذِي سلطانٍ جائرٍ فقَتَلَهُ ،أو كلمةُ حقٍّ عندَ سلطانٍ جائرٍ ،[والحديث في "الصحيحة، "(2049)، قال الألباني :«ورد من حديث أبي سعيد الخدري ،وأبي أمامة ،وطارق بن شهاب،وجابر ابن عبدالله ، والزهري مرسلًا ».]
هُنا الرَّسُول قالَ:عِنْدَ! ،لَم يقُل :عَلَى اْلمِنْبَر!! ،
إِذَا قُمتَ بِاْلحَقّ وأَنتَ أهلٌ لِذَلِك وَنَصَحْتَ وقُوتِلْتَ لَيْسَ عَلَيْكَ شَيْئ،أنتَ شهيدٌ،

يتبع -إن شاء الله-
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 09-08-2014, 05:44 PM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post

ولذلكَ لمَّا جاءَ سعيدٌ بِن جُمهَان إِلى عبدِ اللهِ بن أَبِي أَوْفى ،وقال :((...إنَّ السُّلطَانَ يَظْلمُ النَّاسَ وَيَفْعَلُ بهِم ،قَالَ:فَتَنَاوَلَ يَدِي،فَغَمَزَهَا[بِيَدِهِ] غَمْزَةً شَدِيدَةً ثُمَّ قَالَ: وَيْحَكَ يَا ابْنَ جُمهَان عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الأَعْظَمِ، عَليكَ بِالسَّوَادِ الأَعْظَم...)) ،
مَا هُو السَّواد الأعظم ؟جماعةُ اْلمسلمين مَعَ إِمامهم ،
هكذَا يقولُ الصَّحابي!!، يقولُ:((إنْ كَانَ السُّلْطَانُ يَسْمَعُ مِنْك..))!!،
رجلٌ تافهٌ يقوم يتكلَّم ؟ لا ،لابدَّ أنْ تكُونَ أَهْلًا لذلِك
((إِنْ كَانَ السُّلْطَانُ يَسْمَعُ مِنْكَ فأته في بيته،فَأَخْبِرْه بِمَا تَعْلم فَإِنْ قَبِلَ مِنْك وَإِلَّا فَدَعْهُ فَإِنَّكَ لَسْتَ بِأَعْلَم مِنْه))[مسند أحمد ،(4/382)]
وفي رِوَاية:((فَإِنَّ السُّلْطَان أَعْلَم مِنْك))،
قد تخفَى أُمُور ،قدْ ترى يرتكبُ محرّمًا أو شرًّا ،ولكن في اْلحقيقَة هو دَفَعَ عن شرٍّ أكبر خفيٌّ عنك ،وهذا يدُلُّنا على أنَّه لَا يُنْكر علَى الإِمام بِاْليدِ ، و لا يُشهَرُ عليهِ السِّلاح ، و إنَّما تكونُ مناصحَتُهُ سٍرًّا ،مع التَّلطُّف ،ولا تكونُ من كلِّ أحدٍ،
ولذلك قالَ الشَّوكاني -رحمهُ الله-:
(( يَنْبَغِي لِمَنْ ظَهَرَ لَهْ غَلَطُ الإِمَامِ فِي بَعْضِ الْمَسَائِلِ أَنْ يُنَاصِحَهُ ،وَلَا يُظْهِرَ الشَّنَاعَةَ عَلَيْه عَلَى رُؤُوسِ الأَشْهَاد...))["السّيل الجرّار"(4/556)]،
بل كما وَرَدَ في اْلحديثِ،ولذلك من حقِّ الإِمام- كمَا قالَ الإمامُ -ابن جماعة- رحمهُ الله- :((رَدَّ اْلقُلُوبِ النَّافِرَةِ عَنْهُ إِلَيْهِ،وَجَمْعَ مَحَبَّةِ النَّاسِ عَلَيْهِ؛))
رَدُّ اْلقلُوبِ النَّافِرة لا تزيدُ النّاس نُفُورًا ،إِنَّما عليكَ أنْ ترُدَّ اْلقلوبَ النَّافرة إليك،
قال:
((لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ مَصَالِحِ الأُمَّةِ، وَانْتِظَامِ أُمُورِ اْلمِلَّةِ وَالذَّبَّ عَنْهُ بِاْلقَوْلِ وَاْلفِعْلِ، وَبِاْلمَالِ وَالنَّفْسِ وَالأَهْلِ فِي الظَّاهِرِ وَالبَاطِنِ وَالسِّرِّ وَاْلعلَانِيَةِ)) ["تحرير الأحكام" ص64] ،

لا تَتَمسّح بهِ أمامَهُ ثمَّ من خلفِهِ تقطّع في لحمِهِ،
قال: تدافعُ عنه وَالذَّبَّ عَنْهُ بِاْلقَوْلِ وَاْلفِعْلِ، وَبِاْلمَالِ وَالنَّفْسِ وَالأَهْلِ فِي الظَّاهِرِ وَالبَاطِنِ وَالسِّرِّ وَاْلعلَانِيَةِ،فاْلواجب لزومُ جماعةِ اْلمسلمين ،وليعلم[...] أَنَّ دَعْوَةَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَاْلجَمَاعَةِ لَاسِرِّيَةَ فِيهَا وَلَاتَخْصِيصْ وانتبهوا لهذا !
أمَّا السِّرِّيَّة :فقد جاء رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ- عليه الصَّلاةُ والسَّلَامُ- فَقَالَ: «يَا رَسُولَ اللهِ أَوْصِنِي ،قَال:اعْبُد اللهَ وَ لَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا وَأَقِمِ الصَّلَاةَ وَآتِ الزَّكَاةَ وَصُمْ رَمَضَانَ وُحُجَّ [اْلبَيْتَ] وَاعْتَمِرْ...»
أتى بماذا هنا؟ أركانُ الإسلام.
مَاذا بَقِي؟قال:
«:[وَ]اسْمَعْ وَأَطِعْ وَعَلَيْكَ بِاْلعَلَانِيَّةِ وَإِيَّاكَ وَ السِّرّ » ["السنة" لابن أبي عاصم، (2/492) ] ،
هذهِ وصيَّةٌ جَمَعَتْ الدِّينَ كلَّه ترى يا إخوانَ ،[...] ،ولذلك ثبتَ في اْلحدَيث اْلمتواتر أنَّ رسولَ اللهِ -صلّى الله عليه وسلّم- قال:
«لَاتَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِين عَلَى اْلحَقّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُم وَ لَا مَنْ خَالَفَهُم حَتَّى يَأْتِي أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِك »
يعني: اْلفرقة النَّاجية ،ليست اْلفرقة السِّرِّيَّة لا تُعرَف! ،إِنَّما حقٌ معها ،وهيَ مع ذلِك ظاهرةٌ يراهَا كلُّ النَّاس ،و يعرفهَا كلُّ النَّاس ،وتُظهرُ نفسَهَا«ظَاهِرِينَ عَلَى اْلحَقِّ»
« لَايَضُرُّهُم مَنْ خَذَلَهُمْ » أي: مِمَّن كانَ من بنِي جِلْدتِهِم
«ولَا مَنْ خَالَفَهُم» أي: مِنْ غيْرِهِم ،

يتبع -إن شاء الله-

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:46 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.