أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
108928 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الصوتيات والمرئيات والكتب و التفريغات - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-18-2013, 01:45 AM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post [ تفريغ ] فاقد الشيء لا يعطيه - علي الحلبي

فَاقِدُ الشَّيْئِ لا يُعْطِيهِ


إنّ اْلحمدَ لله نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ،ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنَا وسيّئاتِ أعمالِنا ،من يهدِهِ الله فلا مُضلّ له ،ومن يُضلل
فلا هادي له ،وأشهدُ أن لا إلهَ إلّا الله وحدهُ لا شريكَ له ،وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ ،أمّا بعد..
فإنّ أصدقَ اْلحديثِ كلامُ الله، وخيرَ اْلهديِ هديُ محمّدٍ- صلّى الله عليه وسلّم- ،وشرَّ الأمورِ محدَثَاتها ،وكُلَّ محدثةٍ بدعةٌ ،وكُلَّ بدعةٍ ضلالة ،وكُلَّ ضلالةٍ في النّار وبعد ،

...نعودُ لِنَتَوَاصَى باْلحقّ والصّبر واْلمرحمة ،ونَتَنَاصَحَ في ذاتِ الله –تبارك وتعالى-؛اعتصامًا بحبلِه –سبحانه-وتعاونًا على اْلبرّ والتّقوى ،وبخاصةٍ في ظروفٍ عَسِرَةٍ ،وصعبةٍ ،وشديدةٍ تعيشُها الأمّة في أنحاءٍ شتّى؛ بحيث غَدَتْ فِتَنُهَا محيِّرةً،ومزعجةً ،ومُقلقةً ،ومُؤرِّقةً لكُلِّ ذي قَلْبٍ نقيٍّ،وإيمانٍ تقيٍّ،
فها نحن نرى تِلكُمُ اْلهجمةَ الشَّرسةَ – لا أريد أنْ أقولَ على اْلمسلمين،بل على الإسلامِ -؛وهي هجمةٌ لا يَصْلُحُ في صدِّها ورَدِّها أنْ ننطلقَ من الأهواءِ ،أو من اْلعواطف، أو من اْلحماساتِ واْلحمِيَّاتِ ،وإنما اْلواجب أن يكونَ انطلاقُنا بالثّبات على دينِ ربِّ اْلبريَّاتِ -كما قال سبحانه وتعالى- :{إِنَّ اللهَ لايُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتىّ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ
فقد جَرّبَ المجرّبون ،وحاول المحَاوِلُون- ولا يزالون يصنعون-
،سواءٌ فيما يتعلّق بالثَّورات،أو فيما يتّصلُ بالانقلاباتِ ،أو بِاْلمظاهراتِ والاعتِصَاماتِ والإضراباتِ ،أوْ بالسّعي نحو الدِّيمقراطيّة وأسالِيبِها وطرائِقها ،وكُلّ ذلك لم يُجْزِ في الإسلام شيئًا ،ولم [ يُجْدِيَ] فيه أيضًا شيئًا ؛ذلكم أنّ الله-تبارك وتعالى -وهو الّذي خَلَقَ اْلخلْقَ- أعلمُ بما يُصلحهُم ، وأعلمُ بما فيه نجاحُهُم ونجاتهُمْ ،فكُلُّ سبيلٍ هو غيرُ سبيلِ الله ،وكلّ طريقٍ ليس على سَنَنِ دينِ الله ،فلن يكونَ من ورائهِ إلا اْلبَوار واْلهلاك واْلفساد ،مهما زيّن المزيّنُون وزخرَفَ اْلمزخْرِفون –من جهة – ،ومهما شوّهَ اْلمشوّهُون وأساءَ اْلمسيئُون –من جهةٍ أخرى –، فدينُ الله –عزّوجلّ- هو الدّين اْلباقي والدِّين الّذي لا صلاحَ إلا
فيهِ ،ولا نجاةَ إلّا به،
لا أريدُ أنْ أجعلَ كلمتي –والّتي لا أريدُ إلا أنْ تكونَ مختصرة – تحليلًا سياسيًّا ،
ولا أُريدُ أنْ تكونَ تلخيصًا لأخبارِ شهرينِ مَضَيَا وأنباءِ كُلٍّ -وقدْ تسَارَعَتْ الأخبارُ والأنباءُ ،تسارَعَتْ بصورةٍ لا تَكادُ تُلاحَظ- ،ومع ذلك أقُولها بصراحةٍ ووضوحٍ :إنّ الأمّة –كأمّة – بسبب بُعدها عن دينِ الله-بِطولهِا وعرضِها،وشمالهِا وجَنوبهِا، وبرّها وبحرِها وجوِّهَا -كالرِّيشَةِ في مَهَبِّ الرِّيحِ !وللأسفِ الشَّديد!!
مهما وَصَلَتْ أعدادُها لْلملايِين ،ومهما تفَاخَرَتْ باقتصادِها وجُيوشها ورِجَالاتها إلى غيرِ ذلك ،كلُّ هذا لا وَزْنَ له عندَ الله،وكُلّ هذا لا قيمةَ له في دينِ اللهِ ، وكُلّ هذا لا يُسَاوِي في الصِّراعِ اْلحقيقيّ أيَّ أصْلٍ ذِي قَدْرٍ وقيمةٍ ،
لنْ يكونَ للأمّةِ وُجودُهَا ولا حَياتهُا إلا بِطاعةِ اللهِ ورسولِه –صلّى الله عليه وسلّم –، وإلّا بالامتثالِ لْلكتابِ والسُّنَّة ،وها نحنُ نرى كما رأينا - وأَظُنُّ أنَّنَّا سَنَرى-كثيرًا من الإسْلامِيِين -ولا أقولُ اْلمسلمين-كيفَ سلكُوا مَسَالكَ اْليوم سلكوها، وبالأمسِ اْلقريبِ رفضُوهَا ورَدُّوها !

رأينَا كيف كانَ شأنُ من يرفُضُ اْلحزبِيَّةَ ،ثمَّ صارَ رأسًا فيها !!

رأينَا من كان يُنادِي بأنّ الإسلامَ هو اْلحلّ ، فإِذا بِالأمورِ تنْقَلِبُ لديهِ، لِتُصبحَ الدِّيمقراطيَّةُ هي اْلحلّ !!

رَأينا منْ كان يُكفِّرُ اْلحكّامَ ؛لكَوْنهِم يحْكُمُون بغيرِ ما أنزَلَ الله ، فإذا بهِ يُسبّح بحمدِهِمْ !!

رَأيْنا من كانَ يمنَعُ اْلخروجَ على اْلحكّامِ الظَّلَمَةِ اْلجَائِرِينَ ، فإذا به يُبيحُهَا ويجُِيزُها ،ثمَّ ينقلبُ مرّةً أخرى ،وكَرَّةً ثانيةً لِيمْنَعَها، وكأنَّ الأحكامَ الشَّرعيَّةَ تتقَلَّبُ مع اْلمواقفِ السِّياسيَّةِ!! ،

إذا لم تَستَطِع قولَ اْلحقِّ فاسكُت عن قولِ اْلباطِل –كما قال النَّبيُّ –عليه الصّلاة والسّلام –: «مَنْ صَمَتَ نَجَا» ،وكما قال عليه الصّلاة والسّلام:«أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ »
لَقد رأينَا منْ تَذَبْذَبَتْ بهم الأحْوَال ،وتَردَّدَتْ من شُؤونهِمْ و أفعالهِم وأقوَالهِم اْلمواقِفُ، فقالوا ليلًا ما نَقَضُوهُ نهارًا ،وقَالُوا سِرًّا ما رَدُّوهُ جِهَارًا !!،كُلُّ ذلك بسببِ عدمِ وضوحِ اْلمنهجِ والتَّصورِ الّذي ينبغِي أنْ يسعَى إليهِ اْلمسلمونَ؛ لِيتواصَوْا به ،ويَتَعَاضَدوا عليه،و يتنَاصَروا فيه –كُلٌّ بحسَبِهِ، وكُلّ بِقُدْرتِهِ ومَقْدرتِهِ وتوفيقِ الله له-،
فإذَا تخلّفت الأمّةُ –ولا أقصِدُ بالأمّةِ كُلِّها ،فهذِا لَعَلّه لم يَكُن إِلّا في ذَلك الزَّمانِ الأنْورِ الأغَرِّ الأزْهَرِ ؛الّذِي عاشَه الصّحابةُ اْلكرام –رضي الله عنهم –مع نَبيِّ الإسلامِ –عليه الصّلاة والسَّلام-وهو اْلقائل :«مَا مِنْ عَامٍ إِلَّا وَالّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتىّ تَلْقَوْا رَبَّكُم» ،وَلكِنيّ أُريدُ مجموعَ الأمّةِ ،وكُبراءَها وصَفوتهَا ونَقاوَتهَا- ،
فإذا كانَ هذا اْلمجموعُ وكانت هذه الصَّفوةُ والنَّقاوةُ ليستْ على قلبِ رجلٍ واحدٍ -لا حُبًّا ولا ائتِلافًا،ولا اعتقادًا ولا منهجًا ،ولا
خُلُقًا ولا سُلوكًا-، فما بالُكُم –أيّها الإخوة الأحبّة- بمن وراءَهم! ؛ممّن سبيلُهُ سبيلُهُم ،وليس لهُ إِلا أنْ يَتَّبِعَهُم ،وأن يسيرَ حذاءَهُم !!،لا شكّ ولا ريب أنّ الأمرَ سيكونُ أشدّ وأنكى ،وأنّ اْلفتنةَ ستكونُ أعظم وأشدّ،إِلا أنْ يشاءَ الله ربّ اْلعالمين.

لقد كشَفَتْ هذه اْلفتن عن أمورٍ وأمورٍ أصعبها وأهمّها ذلك التَّذَبْذُبَ اْلكُلِّي اْلمتعلّق بتِلكُمُ اْلمواقف اْلمتناقضة!- والّتي ينبغي أنْ تكونَ مواقفَ شرعيَّةً-،كُلٌّ يُدْلي بها ويُبْدِيها،بحسبِ قدرتهِ واستطاعتِهِ ،وبحسبِ إمكانيّاتهِ وقدراتِهِ، فضلًا عن ذلك اْلخَوَر والضّعفِ اْلعلميِّ!-! ؛ الّذي جعل بعضَ النّاس -كأفرادٍ ،أو بِصِفَتِهم أفراد- سرعان ما أَسلموا قيادَهم للإعلام ،فصارُوا كالأبواقِ في الأسواقِ! ،يُردِّدُون ما يسمَعون ،دونَ أنْ يكونَ منهم غربلةٌ،أو تصفيةٌ أو تنقيةٌ ! ويا ليتَ لو أنَّ الأمرَ وصلَ إلى هذا اْلحدّ وَوَقَف لكان أهونَ وأيسر ،لكنّه تجاوزَهُ إلى اتخّاذِ مواقف مُظلمةٍ ،وشَرسةٍ ،وشديدةٍ لكلّ مخالفٍ ،في ظرفٍ ينبغي أنْ يكونَ فيه المسلمون وطلّاب اْلعلم وأهل السُّنَّة هم الأتقى والأبقى والأنقى ،ولكن للأسفِ!!
رأينا التَّراشُقَ ،والتَّظالم ،و التَّهاجرَ ،والتَّدابر ممّا لا يكونُ إلا عونًا على مزيدٍ من اْلخللِ ،ومزيدٍ من الزّللِ ،ومزيدٍ من البلاءِ ،ومزيدٍ من اْلفتنةِ واللأواءِ و{لَيْسَ لهَا مِنْ دُونِ اللهِ كَاشِفَة}

إِنّا ما تكلّمنا فيه منذُ أوّل أوراقِ خريفِ ما سمّي بـ(الرَّبِيعِ اْلعَرَبيّ) إلى هذه السَّاعةِ،ونحنُ عليه ثابِتُون ،لم نُغيِّر ولم نتَغَيَّر-والحمد لله-، ولا نزال عليه ثَابِتين -بالرّغم من شرورِنا لأمورٍ وقَعَتْ بحكْمِ الأمرِ اْلواقع ،وفَرَحِنَا بأمورٍ حصلتْ بحكمِ حصولهِا وانقضائِها- ،لم يكُن غضبُنا ولا سخطُنا مُغيِّرًا شيئًا من هذه اْلمواقف-كما قلت-،اْلحزبيَّةُ هي حزبيَّة ،وأحكامُ اْلجائرِ من اْلحكّام هِيَ هِيَ ،وطرائقُ الأمرِ بالمعروفِ والنّهي عن اْلمنكر لم تتغيّر ولم تتبدّل ،ومنهجُنا الدَّعْوي-اْلقائم على اْلعلمِ والتَّعلمِ والتَّعليمِ- نحن عليه ثابِتون ،بينَما نوى اْلكثيرُين ،صاروا شَذَرَ مَذَر! ،وتفرّقوا حتى في اْلبلد اْلواحد ،أو المدينةِ اْلواحدةِ ،بل اْلحيّ اْلواحد!! ،
ولم يكن تَفرُّقهم هذا مجرّد تفرّقٍ بدنيٍّ حملَتْهُم ظروف خاصّة ،ولكن كان تفرّقًا قلبيًّا، فِكريًّا، أخلاقيًّا، ثمَّ سياسِيًّا ،لتتلاعبَ السِّياسةُ وأهلُها بهم ،ويتقاذَفُوهم كأنما هم كُرة أطفالٍ تتردّدُ في الطُّرقات!!

أيّها الإخوة في الله:لا نقولُ إلا ما قُلنا ممّا قال ربُّنا –سبحانه في علاه- :{إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حتىّ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}،
وكمْ من مرّةٍ سمعْنا شيخنَا -اْلجليلَ الإمامَ اْلمحدّثَ اْلعلّامةَ الشّيخ محمّد ناصر الدِّينِ الألبانيّ-أبا عبدِ الرَّحمن-رحمهُ الله- يكرّرُ تلكُمُ اْلكلمةَ اْلحكيمةَ ؛الّتي قالها منْ قالها فكانَ هو ومَنْ تَبِعَهُ أوّل اْلمخالفين لها،اْلمغيّرين لروحِها وهديِها، بل ولفظِها :(أَقِيمُوا دَولةَ الإسلامِ في قلوبِكُم تَقُمْ لكُم على أرْضِكُم).

يا مَنْ تُريدُون الإسلامَ وأنتُم لم تَعرِفُوا الإسلامَ، ولم تفهَمُوا الإسلامَ ، ولم تطبِّقُوا الإسلامَ ،كيف يكونُ ذلك مِنْكُم؟!
وكلمةٌ حكيمةٌ أخرى تَتَنزّلُ في هذا اْلواقع: (فاقدُ الشّيئِ لا يُعطيه)

أسألُ الله اْلعظيم لي ولكم التوفيق والسداد ،واْلهدى والرّشاد والثبات ، على ما نحن عليه مِنْ حقٍّ حتىّ اْلممات ،إنّه سبحانه وليّ ذلك واْلقادر عليه. وصلّى الله وسلّم وبارك على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين...

[من لقاءات المساجد العلمية،ألقيت في مسجد عمر بن الخطاب]



من هنا

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-20-2015, 05:59 PM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post

المصدر:
================
مادة مفرغة من محاضرة بعنوان:" فاقد الشيئ لا يعطيه " للشيخ: علي الحلبي .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-31-2015, 10:44 AM
ندوى ندوى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: المملكة الاردنية الهاشمية
المشاركات: 25
افتراضي

جزاكِ الله خيراً
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-01-2016, 08:39 PM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post

ولك بمثله أختي الكريمة ندوى
ومرحبا بك بين أخواتك ..
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:06 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.