أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
117754 187381

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الفقه وأصوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-18-2011, 11:44 AM
الدكتور أبو سهيل الحلبي الدكتور أبو سهيل الحلبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: ط¨ظ„ط§ط¯ ط§ظ„ط´ط§ظ…
المشاركات: 569
افتراضي قيادة المرأة للسيارة بين المصالح والمفاسد

قيادة المرأة للسيارة بين المصالح والمفاسد
الجمعة 3/5/1426هـ. خطبة جمعة للشيخ الفاضل عبدالعزيز السدحان
إن الحمد لله ...أما بعد

فمعاشر المسلمين: إن من القضايا التي كثر طرقها في وسائل الإعلام ما يتعلق بقيادة المرأة للسيارة فن مؤيد ومعارض ومن متوقف ومتردد، وكل اختلاف بطبيعته يعود إلى وجهات النظر واختلاف القناعات إلا أن المرجع في مجتمع المسلمين إلى أحكام الشريعة فهي الجامعة للمصالح والدافعة للمفاسد "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الفحشاء والمنكر". ومن المقرر في علوم القواعد الشرعية أن الدين مبني في جميع أصوله وفروعه على تحقيق المصالح والسعي في تحصيلها، وعلى نبذ المفاسد والسعي في درءها، ومما فرعه العلماء على هذه القاعدة الجامعة في تحصيل المصالح أنهم قسموا المصالح إلى مصالح كبرى ومصالح صغرى، كما قسموا المفاسد إلى مفاسد كبرى ومفاسد صغرى، ومما رتبوه على هذه المقدمات أن أحكام الشريعة تغلب جانب تحمل المفسدة الصغرى في سبيل درء المفسدة الكبرى؛ فالمسلم يترك سب أصحاب الأصنام وأصنامهم حتى لا يسب الله عز وجل "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم" كما أن المصلحة الصغرى تترك في سبيل تحقيق المصلحة الكبرى، وهذا الأمر أعني قيادة المرأة للسيارة من هذا القبيل؛ فبعض الناس الذين ينادون إلى قيادة المرأة يذكرون أن في قيادتها مصلحة وهي قضاء حوائجها واستغناؤها عن غيرها وبخاصة في الأمور الطارئة الحرجة إلى غير ذلك مما ذكروه، لكن جميعهم أو أكثرهم غفل أو تغافل عن المضرات الكثيرة المترتبة على حصول ذلك الأمر، ويمكن تقسيم تلك المضرات إلى: مضرة اجتماعية، ومضرة بيتية، ومضرة اقتصادية، ومضرة تربوية.

معاشر المسلمين: وأما المضرة الاجتماعية من قيادة المرأة للسيارة فإن هذا الأمر لم يألفه رجال أهل بلدنا فضلا عن نسائنا بل لم يقره أكثرهم في ما جاورهم من البلدان، فكيف يرضوه في بلادهم بل ولنسائهم، ومنشأ الضرر أن هذا الأمر لو كان فسيزيد أثر البلاء والفتنة في جانب النساء بل سيحصل نبذ وتمرد على بعض أحكام الشريعة فضلا عن ما اعتاده المجتمع من أمور المروءة، وهذا قد حصل في كثير من المجتمعات التي قادت النساء فيها السيارة، والناس كسرب القطا يتبع بعضهم بعضا.

معاشر المسلمين: وأما قول بعضهم أو بعضهن أن المرأة قد تحتاج فجأة إلى المستشفى لحالة طارئة أو لولدها، وقد تتضرر في حالة عدم وجود من يذهب بها أما لو كانت تقود سيارتها لزال الضرر فورا. وجواب ذلك أن يقال: يا سبحان الله حالات نادرة تجعل كقاعدة مطردة، ثم يندر أن نسمع عن حالة كهذه، ذلك لأن أهل المجتمع يتسابقون إلى مد يد العون والمبادرة إلى مساعدة المحتاج من الجيران أو غيرهم ، وهذا أمر مشاهد ومألوف ولله الحمد، ثم لو تنزل على حدوث حالات تضرر فيها بعض الناس، فالحكم للأغلب وما يتحصل به تحقيق المصلحة الكبرى.

معاشر المسلمين: وأما المضرة البيتية، فإن خروج المرأة بسيارتها قد تألفه المرأة بطبيعة الحال ثم يصبح عادة مستديمة لها لا تنفك عنها وبخاصة إذا رأت بعض بنات جنسها كذلك، وإذا كان ذلك كذلك فإن تلك المرأة ستتخلص من كل عقبة تمنعها من الخروج من منزلها لتقود سيارتها، ولا شك ولا ريب أن أطفالها أو طفلها قد يكون مانعا لها من ذهابها إلى زيارات ترغبها أو أسواق تألفها بحكم حاجة الصغار إلى طعام وشراب أو فراش، وهنا يبدأ إهمال المرأة لأطفالها لكثرة خروجها وترك الأمر لخادمتها.

معاشر المسلمين: أما المضرة الاقتصادية، فبسبب ما يترتب على قيادتها للسيارة من إهدار أموال بسبب زيادة في أعداد السيارات ولوازمها؛ ولبيان ذلك يقال: جرت العادة أن كثيرا من المدرسات والطالبات يذهبن إلى مدارسهن وجامعاتهن في حافلات خاصة لهن، فإذا كانت حافلة واحدة تنقل أربعين امرأة مثلا، ثم قدر أن عشرين امرأة استغنين عن الركوب في الحافلة وقادت كل واحدة منهن سيارة، فكيف لو قاد نصف الطالبات والمدرسات كيف سيكون الزمام وإثقال الأولياء بالنفقات الطائلة لشراء السيارات وما يتبع ذلك من قيمة الوقود وغيره.

اللهم إنا نسألك الخير في الأمور كلها، ونعوذ بك من الشرور في الأمور كلها. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية

معاشر المسلمين: أما المضرة التربوية، فيقال: إذا خرجت المرأة بسيارتها بعائلتها أو بمفردها فكم سيحدث من نظرات الذئاب إليها ومن تحرشهم بها بكلامهم لها أو بمضايقتهم بسيارتهم لها، وقد تحصل ملاسنة كلامية بينهم وبينها ولا شك ولا ريب أن موقفا كهذا سيؤثر على نفسيتها فقل لي بربك فكيف إذا تكررت تلك المواقف والتحرشات على نفسيتها بل كيف الأثر إذا كان أطفالها معها لا شك ولا ريب أن ضرر ذلك سيتعدى إلى نفسية الأطفال.

معاشر المسلمين: والناظر في حال كثير من الدول التي يقود فيها النساء أن كثيرا منهن يشتكين من كثرة ما يحصل لهن من التحرشات والمضايقات بسبب تعطل سيارتهن أو بتعمد بعض الرجال لصدم سيارتها لإيقافها والكلام معها والتلذذ بذلك والنظر إليها، وربما يترتب على ذلك معرفة سكنها وعملها ورقم هاتفها حسب الإجراءات النظامية عند المرور، وقد يكون معرفة ذلك هو المقصد لذلك الرجل الذي تعمد إعطال سيارتها، ومن ثم قد تنشأ علاقات بينهما رغبة منها أو رهبة منه.

معاشر المسلمين: وهذا كله في حال كون المرأة تأنف بطبعها من محادثة الرجال، أما في حال كونها لا تبالي في التحدث معهم قبل قيادتها للسيارة فلا ريب أن تملكها لسيارة خاصة سيكون بابا لتلج منه إلى تحقيق شبهاتها وشهواتها خاصة إذا كانت جريئة مع الرجال لا تؤثر عليها قوامة والد ولا زوج.

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت، اللهم إنا نعوذ بك من درك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء وجهد البلاء، اللهم وفق ولاة أمورنا إلى خيري الدنيا والآخرة، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم وفق شبابنا وأصلح من ضل من كتابنا، اللهم استر على نسائنا، اللهم اهد ضال المسلمين.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:49 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.