هَلِ الضَّبُعُ ذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى ؟!

[أبو نرجس الكويتي]

هَلِ الضَّبُعُ ذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى ؟!

الضبع حيوان و لا يمكن أن يكون غير ذلك !

و على حيوانيته، فهو واحد من أحطها و أنكرها خلقاً و أذمها خلقةً . . . و يخلق الله ما يشاء.

لكن الذي يميز الضبع عن بني جنسه كالذي يميز بعض البشر عن سائر بني آدم

و كما ضُربت بها الأمثال فقد سارت بذكر أسافلنا أمثال أسالفنا .

و لهذا اختلفوا فيها كثيرا:

اختلفوا أمن كلاب هي أم من السباع . . .و قد أثبت لكم غير ما مرة القول الأول . . و أنى لأم عامر أن تكون ضرغما ؟!

و اختلفوا أذكر هي أم أنثى . . . و الحمد لله أن الخلاف لم يتجاوز هذا الحد..

و الضبع كما يعلم الجميع لا يقع إلا على الجيف و نادرا أن يُحلَّ صيده، و إن ابتعد عن الجيف فلا يكون ذلك غالبا إلا بتتبع الأسود و الفهود و سرقة صيدها و التنكيل بها.

و الأطرف أنها تتقاتل فيما بينها بعض إزاحة مليء شريف لا يرضى أن يأكل من غير صيد مخالبه !

و من صفات الضباع أنها تأكل بعضها البعض إن لم تجد ما تأكله !

و لا تجد في ذلك غضاضة على عكس الأسود و النمور و الفهود و بقية الشرفاء !! و هذا ترونه اليوم ماثلا أمامكم !

و من صفاتها الغدر و الخيانة !

فهي لا تجد أدنى حرج أن تقع على شقيق أو قريب ما دام ذلك يحفظ لها وجودها، كما أنها لا تقع على حلال الصيد إلا غدرا و تحايلا...

و إن أحلت صيدها فهي لا تحل ذبحها، فتأتيها من حيث وجدت و لاترعى فيها إلاَّ و لا ذمة ..!

و لا يمنعها الإحسان إليها و طيب المعشر من الخيانة:

ومن يصنع المعروف مع غير أهله ... يلاق كما لاقى فى مجير أم عامر
أدام لها حين استجات بقربة ... قراها بألبان اللقاح الغزائر
فقل لذوي المعروف هذا جزاء من ... غدا يصنع المعروف مع غير شاكر

و مما قيل (!) أن الضبع يحفر الحفر للآمنين من تحت رؤوسهم و هم لا يعلمون، حتى تقع الرأس في الحفرة فتقطعها !

و لا يزالون على ذلك و في الجعبة الكثير ...

و من صفاتها أنها لا تُناكح إلا جنسها أو من شابهها في الغدر و الخيانة كالذئاب ... و تأباها الأسود ...!

و من صفاتها أنها صاحبة أقوى فك في مملكة الحيوانات البرية . . .و لهذا كما ترون لم يسلم منها شريف و لا وضيع !

و لأنها ربما مع كل هذا الخلق الذميم لا تستحق إلا القتل، أفتت الشافعية و المالكية و الحنابلة بحلية لحمه ..! فماذا تنقمون منا ..؟!

و من صفاتها الحماقة:

و قد قالت العرب أن الرجل إذا رمى بحجر ( لاشيء ) في وجارها حسبته صيدا فخرجت إليه . . . و أكثر ما حسبوه صيدا لا شيء!

و لعلهم بسبب هذه الصفات الذميمة اختلفوا في جنس الضبع أذكر هو أم أنثى قولان لا ثالث لهما . . .

و أحسن ما قيل أن منها ذكورا و لكن ليست كلها كذلك

لكن الحمد لله أن ليس في المسألة قول معتبر يرفع الضبع لمرتبة رجل !

فالخيانة و الغدر و الحماقة و الجبن ليست من صفات الرجال يوما ...

و لهذا لم يكن عبثا أن تسميه العرب أم عامر ؟!

فجزى الله الشيخ صالح الفوزان خيرا فقد كان لقوله وجه . . . و هو من أهل الإختصاص.

[أبوبشير السلفي]

وجزاك الله أنت أيضا خيرا أخانا أبا معاوية

[عمربن محمد بدير]

مع كونه صيادا ماهرا ؛إلا أنه اعتاد الأكل من الجيف فسبحان الله
{إلاّ أمم أمثالكم}

[ابو الحارث العبادي]

أضف الى ذلك أنها عندما تأكل الفريسة لا تخنقها كما تفعل الحيوانات الشرفاء كالأسد والنمر
بل تقطعها إربا إربا وهي حيّة حتى تعذب الفريسة أشد أنواع العذاب


نسأل الله العافية .... اللهمّ سلّم سلّم

[أبو أويس السليماني]

أحسنت أبا نرجس و جزاك الله خيرا فقد أبدعت!....
فهل -بعد إذنك- أستطيع أن أستنتج من قولك بعد هذه المقدمات ، أنّ ما تأكله الضّباع ليس بنجس ، بل طاهر !؟.-كاستنتاج فقهي حقيقي ، و أخلاقي دعوي-.
مقدمة 1: الضّبع يجوز أكله بنصّ الحديث .
مقدّمة 2 : جاز أكله فهو طاهر مع استصحاب حاله ، و دوام أكله للميتة و الجيف-على قاعدة كلّ نجس يحرم أكله- .
مقدمة 3: لا يجوز أكل لحم الجلالة ، لأنها تأكل النّجاسات .
نتيجة : ما أكله الضّبع ليس من الجلالة و لا من النجاسات بل هو طاهر ، و إن كان جيفة أو ميتة .
فائدة : يُقال أنّ الضبع هو الحيوان الوحيد الّذي يأكل فريسته و هي حيّة !.

[خثيرمبارك]

بارك الله فيك أخانا أبا نرجس....

[أبو نرجس الكويتي]

و خيرا جزاكم و فيكم بارك الله

من الناحية الفقهية فهذا بحث طيب لمجموعة من طلبة العلم في الملتقى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13609

[عيسى العاصمي]

ومن صفات الضبع انه ياكل الجيف ويدع غيرها كبعض الناس ياكل لحوم العلماء اذا خالفوه في الانحراف ويدع المنحرفين حقا جزاك الله خيرا لقد ابدعت واقذعت = عفوا= اقنعت . في حسن ادب جم زادك الله من فضله

[أبو نرجس الكويتي]

يحسبون كل صيحة عليهم....

[عبدالفتاح الرنتيسي]

شكرا شيخنا الغالي, وأزيدك من الشعر بيت ومع كل ماذكرته ياشيخنا فأكله حلال.
عن عبد الرحمن بن أبي عمار عن جابر بن عبد الله " قال: " سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الضبع فقال: هو صيد وجعل فيه كبشا إذا صاده المحرم " (1).
ومن طريق سفيان بن عيينة نا أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: حكم عمر بن الخطاب في الضبع كبشا.
ومن طريق حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن رباح أن عبد الله بن عمر حكم في الضبع كبشا.
ومن طريق عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء: أنه سمع ابن عباس يقول: في الضبع كبش.