أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
118622 187381

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الصوتيات والمرئيات والكتب و التفريغات - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-15-2013, 03:29 PM
سلاف الخير سلاف الخير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: المملكة الأردنيّة الهاشميّة
المشاركات: 251
Post [ تفريغ ] قواعد مهمة في طلب العلم - مشهور بن حسن

[ تفريغ ]
[قواعد مهمة في طلب العلم]
لفضيلة شيخنا مشهور بن حسن آل سلمان -سلمه الله-



الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ،وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .

أما بعد :


أعلموا أيها الأخوة أن الخير بدأ يتناقص في هذه الأمّة لمّا مات العلماء؛وكدت ألا ترى عالماً ربانياً إلا في كتاب أو تحت تراب -ولا حول ولا قوة إلا بالله- وأعلموا أن علة العلل وأن أصل المرض الذي في هذه الأمة التي يشكو منه كل غيور مسلم متفرع عن علتين أثنتين :-
الأولى: العلماء إنْ وجدوا عاجزون.
والثانية:الأبناء جاهلون .

والأمة تنتظر وتحتاج علماءها كحاجتها للطعام والشراب والهواء،وقد ثبت عن أحمد –رحمه الله تعالى – قال: "حاجة المسلم للعلم الشرعي كحاجته لطعامه وشرابه"وطلبة العلم إنّما يقومون ويحملون ميراث النبي-صلى الله عليه وسلم-وقد ثبت عند ابن حبان أنّ أبا هريرة رضي الله عنه لما رأى الناس يسرفون في الاسواق ويتركون مجالس العلم كان يقف في السوق ويقول:"ميراث محمد-صلى الله عليه وسلم- يقسّم في المسجد فيأتي الناس للمسجد يرغبون في الميراث فيقوم ويقول:حدثني خليلي -صلى الله عليه وسلم- :"إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ولكنّهم ورثوا العلم فمن أخذ منه فقد نال بنصيب وافر" فالعلم هو ورثة الأنبياء ،والعلماء هم ورثة الأنبياء وعلماء هذه الأمة بمثابة أنبياء بني اسرائيل إذ أن الرسول كان يدعو لشريعة فيُنبأ النبي يدعو لشريعة نبي قبله ومحمد -صلى الله عليه وسلم-لا نبي بعده، فعلماء أمته بالنسبة لشريعته كأنبياء بني اسرائيل بالنسبة إلى رسلهم،فالعلماء هم الذين ينبغي أن يحملوا الدين وأن يقوموا بوظيفة النبيين ،وأن يعلموا الناس وأن يزكوهم فالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- لم يُبعَث معلماً فقط وإنما بعث معلماً ومزكياً، وقد ذكر لنا ربنا عزوجل أن إبراهيم عليه السلام قال :[ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ]فاستجاب الله له بعد مئات السنين فقال الله تعالى:[هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ]وقد ثبت في مسند الإمام أحمد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول:"أنا دعوة أبي إبراهيم" فإبراهيم دعا والله استجاب، واستجاب دعاء إبراهيم كان في بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- فالنبي صلى الله عليه وسلم بُعث معلماً ومزكياً .

فنصيحتي لطلبة العلم أن يوائموا بين سلوكهم وقربهم وتقدمهم في الطلب تقدمهم في القرب من الله -عزوجل-فمن ازداد علمه ولم تزدد خشيته ولم يزدد قربه من ربه فليتهم علمَه؛ ذلك أنّ العلم يُطلَب من أجل الله خالصاً لوجه الله؛فمن طلب العلم لله –عزوجل-أكرمه الله وعلمّه ونفع به فالعلم يُطلَب من أجل أنّه واجبٌ وفريضةٌ منسيّة، يجب على كل مسلم أن يكون طالب علم،لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:"طلب العلم فريضة على كل مسلم "فالأئمة الكبار من المفسرين والمحدثين والفقهاء عاشوا وماتوا وهم طلبة علم فالشافعي وهو إمام يجب عليه أن يكون طالب علم ،أحمد وهو إمام يجب عليه أن يكون طالب علم وبَقيَ طالب العلم، ولذا قيل للإمام أحمد:"يا إمام يا أبا عبدالله: إلى متى مع المحبرة؟ قال:إلى المقبرة ".

فطلب العلم فريضة متعينة على كل مسلم سواء كان صغيراً أم كبيراً ،ذكراً أم أنثى ،قارئاً أم أميّاً غير قارىء فالذي لا يقرأ يجب عليه ان يكون طالب علم لكن لا يلزم لكل مسلم أن يكون عالماً؛ لكن يجب عليك أن تطلب العلم، ويجب عليك أن تطلب العلم من أجل النجاة واحفظ معي أخي يا طالب العلم وردد معي هذه المقولة وانقش هذه المقولة على قلبك ورددّها في مجالسك ولتكن شعارك قل"أنا طالب نجاة عند الله قبل أن أكون طالب علم" فأنا أطلب العلم لأنجو عند الله والنجاة لا تكون إلاّ كما تعلمون بالإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر،ولا يكون عمل صالح إلا بالعلم ولا يكون تواصياً بالحق إلا بالعلم ولا يكون تواصياً بالصبر إلا بالحلم وبالوصية التي ينبغي أن تحفظها يا طالب العلم أن العلمَ شيءٌ ثقيلٌ وكبيرٌ لا يحمله شيء، لا يمكن أن يحمل العلم أرضٌ ولا سماءٌ ولا جبالٌ ولا شيء، لا يحمل العلم إلاّ الحلم ولذا ينبغي لطالب العلم كلما اتسع علمه ازداد حلمه، وازدادت أناته ،وحلِمَ على الناس وصبر عليهم كما ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاء الأعرابي فبال في ناحية من نواحي المسجد وهذا بيت الله جلّ في علاه- فله من الحرمة والكرامة ما ليس بسائر البيوت فنهره الناس وقد بدأ بالبول فأن يبقى يبول في مكان واحد خير له وخير للمسجد فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- للناس لا تزرموه ،دعوه يبول فبال ،أذهب بوله فأمر-صلى الله عليه وسلم- بذَنوب أو ذَنوبين من الماء وأمر أنْ تُزال النجاسة،فلمّا رأى هذا الأعرابي هذا الحال من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحلمه وحال أصحابه الذين استعجلوا عليه قال داعياً ربه -عزّ وجل- :"اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم أحداً معنا" فلم يدعُ إلا للنبي -صلى الله عليه وسلم- .

فينبغي لطالب العلم أن يتحمل أوساخ الناس وأن يتحمل الشبهات التي تستقر في عقولهم وقلوبهم ويفرح إن ألقى الناس هذه الشبهات عليه لكي يبددها بالحجج والبراهين ويتكلم عليها بالحق واليقين ويعالجها معالجة الأطباء الماهرين هكذا ينبغي لطالب العلم ،ينبغي أن يَحلَم وينبغي أن يصبر على أذى الناس، وينبغي لطالب العلم أن يتقدم في الطلب وأن يتذكر أنّ الله أمر نبيه وهو سيد العلماء فقال الله لنبيه آمرا :[وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا]فالعلم لا حدّ له؛ وكلما ازداد الإنسان نصيباً من العلم ازداد علمه بمقدار جهله فتواضَع ،ولذا قالوا :"من دخل شبرا الأول من العلم تكبر ،ومن دخل الشبر الثاني تواضع ،ومن دخل الشبر الثالث من العلم علم أنّه لا يعلم شيئاً ".

لا ينبغي لطالب العلم ألاّ يعرف قدر نفسه ،ينبغي لطالب العلم أنْ يعرف قدر نفسه؛ وينبغي أن يرتقي خُلقاً وتزكية وعلماً وتأثيراً ونفعاً فيمن حوله، فحاله كحال الشجرة،فالنبتة الصغيرة لا يستظل تحتها أحد فكلما علت وأثمرت وأينعت استفاد الناس منها، ولذا من الخطر العظيم على طالب العلم أن يتمحور نحو مسائل معدودة وأن يملأ وقته في امتحان الناس بمسائل ولا يتقدم ولا يعرف الرقي في الطلب، وإنما ينقطع بالقيل والقال والتمحور حول مسائل، وكل بيئة وكل بلدة وكل زمان ومكان له مسائل تُشغِله وتعيقه عن الطلب فينبغي لطالب العلم أن يعرف قدر نفسه فالمسائل الكبار للعلماء الكبار وليست له، لا يجوز لطالب العلم المبتدىء أن يتكلم في المسائل الكبار مسائل الكبار، لها العلماء الكبار وما ينبغي له إلا أن يبقى مرتقياً ومترقياً ومتقدماً في الطلب حتى يُحسن أن يتكلم في القضايا الكبار وينبغي لطالب العلم أن يوائم بين الحفظ والفهم فالحفظ هو أصل الفهم وكان العلماء قديماً كانوا يطلبون العلم في الصغر فيحفظون فتُنقَل النصوص من كتاب ربنا وصحيح سنة نبينا -صلى الله عليه وسلم -في عقولهم وقلوبهم فلمّا يكبرون يفهمون ما حفظوا فيكونوا علمهم مرتباً ؛وأما من طلب العلم على كبر فينبغي على أن يحرص ما استطاع أن يستودع في قلبه شيئاً من كتاب ربه ،وشيئا من حديث نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فإذا أتمّ ذلك واستوفاه ورزقه الله تعالى حافظة قوية فحينئذ ينتقل للمتون لكلام العلماء ، المتون التي فيها العلوم المعتصرة في كل فن من الفنون فيها متون فيها عبارات مليئة مختصرة سهلة نثراً أو شعراً، فحينئذ ينتقل طالب العلم للمتون لينشغل بها حفظاً ثم فهماً ،ما يجوز لطالب العلم أن ينسى الحفظ، أرأيتم أشهر العلوم وأظهرها التي تحتاج إلى فهم أي العلوم؟ علم الرياضيات ،علم الرياضيات قائم على فهم أم على حفظ؟على فهم، لكن أرأيتم لو أن طالب هذا العلم –علم الرياضيات- لو أنه أنشغل به وهو لا يعرف جداول الضرب ولا يحفظها هل يحسن اتقان هذا العلم فجداول الضرب بالنسبة لعلم الرياضيات من أركان اتقانه ولذا من أراد العلم الشرعي فمن أركان اتقان العلم الشرعي أن تحفظ شيئا من كتاب الله أن تحفظ ما يلزمك في فتاويك وفي اجاباتك وفي تقريراتك الشرعية، وكذلك أن تحفظ أحاديث الأحكام التي أفردها العلماء بالتصنيف ،ومن أحسن من أفردها الحافظ ابن حجر أحمد بن علي العسقلاني المتوفى سنة 852 في كتابه "بلوغ المرام"وكذلك الحافظ عبد الغني المقدسي المتوفى سنة 600 هـ في كتابه"عمدة الأحكام"فهذان الكتابان يحفظان ينبغي لطالب العلم كما قلت أن يحفظ آيات الأحكام وأن يحفظ أحاديث الأحكام ثم ينشغل بفهمها وخير شرح في بلوغ المرام فـ "سبل السلام"للصنعاني وأما العمدة فأنصح بقراءة"الإعلام بفوائد عمدة الأحكام "لابن الملقن -رحم الله الجميع- .

وينبغي لطالب العلم أن يستر علمه بفهمه،وأن ينتبه للفهم وللأدب وللعلم، فبعض الناس التفصيل معه لا يلزم ؛ينبغي أن يكون كحفظ وفهم ،وأن تنشر علمك في أهله وأن تضعه في محله، وبعض المسائل قد يُمتحَن فيها طالب العلم فيحتاج أن يستر كما قال ابن السبكي في ترجمة بعض الشافعية في نازلة كان العامة والغوغائيون في المسجد ينتظرون ليثورون على إمام يقرر مسألة على خلافهم؛ فعالجها بفهم وحيلة، فقال ابن السبكي معلقا على علاجه-رحمه الله-:"فستر علمه فهمه"فهمه ستر العلم فما ينبغي لطالب العلم أن يستنزف الأوقات الطوال في مناقشة من هب ودب ومن درج وعرج، ويجب أن يعلم أن ميراث النبي -صلى الله عليه وسلم- عنده فعليه أن ينشره ويضعه في محله وفي مكانه.

على طالب العلم أن يحرص على الكتب ،والكتب أصناف بالنسبة إليه؛ هنالك مراجع لا ينبغي أن يستغني عنها كأن أن يكون عنده مثلاً تفسير موجز ومتوسط ومطول كتاب في الفقه عنده شيء في شرح الحديث عنده شيء في السيرة معجم من معاجم اللغة كتاب في التاريخ وقراءة طالب العلم على ثلاثة أشكال :
قراءة حفظ فينقل الكتاب من القرطاس إلى الراس،ولذا قالوا في العلم وحده :"العلم ما دخل معك الحمام".
والقراءة الثانية قراءة مدارسة
؛ والمدارسة قسمان: على شيخ يجلس يدّرِس كتاباً،أسألكم يا من تغارون على دينكم تظنون كم مسجد في الأردن يُدّرس فيه كتاب الله تفسيراً من الفاتحة للناس ،كم مسجد؟!
كم مسجد يدرس فيه صحيح البخاري؟!
كم مسجد يدرس فيه صحيح مسلم ؟!
كم مسجد يدرس فيه السنن؟!
كم مسجد يدرس فيه الفقه؟!
لا شيء؛ فإذا أردنا ان نكون صادقين في نصرة ديننا علينا أن نتعلمه أولاً، ولا يجوز لنا أن نعلق الشجب والنكران والقيل والقال على عدونا؛فالعدو إن ظفر بعدوه ليس من المستنكر أن يفعل فيه ما يقدر عليه ولكن الذي يُستنكر ولا ينتهي عجبي ممن يحمل المعول بيده ،ويهدم مبنى الإسلام من أصوله وجذوره؛ ولسانه وعيناه تبكيان على الإسلام، هذا الذي يُستغَرب منه! وهذا الذي لا ينتهي العجب منه!قد تجد في بيته يُشتم الرب والدين ،قد تجد في بيته المجرمون تاركوا الصلاة؛ ويبكي على الدين ويتكلم على أعداء الله وماذا يفعلون بالمسلمين؟! ما فعل أعداء المسلمين شيئاً خارجاً عن قدرة الله ،وخارجاً عن عدل الله؛صحيح؟! الذي يقع بنا ينفي أن يكون ربنا عادلاً أو أن ربنا عاجز أو أن ربنا جاهل لا يعلم –معاذ الله -تعالى الله وتقدس وتنزه- فالله عالم وقادر وعادل،والذي يقع جراء أيدينا وصدق ربنا:" {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}.




يتبع بعون الله
__________________
"ليس بين المخلوق والخالق نسب إلا محض العبودية والافتقار من العبد ، ومحض الجود والإحسان من الرب عز وجل".

(ج الرسائل 15/ 56 )
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-24-2013, 04:18 PM
سلاف الخير سلاف الخير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: المملكة الأردنيّة الهاشميّة
المشاركات: 251
Post قواعد مهمة في طلب العلم

التتمــــــــــــــــــة

فطالب العلم يا أخوة ينبغي أن يبتهل الفرصة؛متى وجد طالب علم عالم يُدرّس فناً في النحو ،التفسير يجلس ويتعلّم،طالب العلم يدور مع ما في بيئته ولا يبقى جالس ينتظر حتى يُدَّرَس الفن الذي هو يحبه ويشتهيه،وهنالك فرص؛فالثري من أهل الدنيا لو سألته كيف أصبحت ثرياً؟ لقال لك فرصة فرصتان في الحياة ابتهلتها فأصبحت عندي هذه الأموال وهذه الثروة،وطالب العلم كذلك فُرَص يبتهلها في أوقات،يدرس فيها ويتعرّف على طلبة العلم النبهاء وعلى الأئمة والمشايخ ،فيجلس بين أيديهم ويقرأ فهو لا بدّ أن يقرأ، لا بدّ أن لطالب العلم أن يقرأ شيئاً على شيخه لا بدّ ،حتى يكون طالب علم .

هذا نوع ثاني من أنواع القراءة ،النوع الأول قراءة ذات قراءة حفظ،النوع الثاني قراءة مدارسة قراءة على شيخ،والنوع الثالث أحسن درس علم الدرس الذي فيه الكتاب ،أنا لا أعتبر هذا درس علم ،هذا مفاتيح العلم مقدمات،درس العلم إن جلس الشيخ وبيده الكتاب والطلبه بأيديهم أوراق كراسات وأقلام والكتاب ،شيخ يقرأ ويشرح،الطالب يقرأ والشيخ يعلّق ويشرح ويكتبون هذا العلم "قيدوا العلم بالكتابة"أما الذي أسمعه اليوم ثم غداً يُنسى ليس هذا بعلم .

النوع الثالث من أنواع القراءة؛قراءة الجرد والاستطلاع مثل طائرة تطير تحوم حول ثلاث أربع دول، تنظر من بعيد في هذه العلوم، قد تمر بالكتب مرور الكتاب تدري لماذا قيل مرور الكرام؟ لأنّ الله قال :[ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًاً]لذا قيل عن الشي الذي على عجل"هذا مرور كرام "،لأنّ أولياء الرحمن كرام،يكرمون أسماعهم وأوقاتهم أن يجلسوا في مجالس الغيبة ومجالس النميمة، ومجالس القيل والقال ،فطالب العلم يمر على نوع من أنواع الكتب مرور الكرام؛لكن لا ينبغي لطالب العلم في بداياته أن يمر مرور الكرام على هذه الكتب لأنّه إن فعل تصبح عنده مسائل شاذة،فقد تعلق في عقله أو في قلبه، وقد يجعله امتحاناً لأساتذته ومشايخه،وقد يلعب الشيطان في رأسه فيجعله يظنّ أنّه أعلم النّاس وأنّ الناس وطلبة العلم والعلماء لو اجتمعوا في مجلس واجتمع معهم فقام فناظرهم أو جالدهم أو جادلهم،لعله لا يبقي منهم أحداً ولا يذر،ولعل الشيطان يقول له لو أنك نفخت عليهم نفخة واحدة لأصبحوا هباءً مندكاً.
فأقول طالب العلم هذا النوع من أنواع القراءات يؤخره؛يوخر هذا النوع من أنواع القراءة،طالب العلم يا أخوة -بارك الله فيكم- ينبغي أنْ يكون بخيلاً بأمرين:
الأول :الكتب؛طالب العلم إذا رأيتموه بخيلاً بكتبه وبخيلاً بوقته اعلموا أنّه يفلح؛فإن رأيتموه جواداً بكتبه يبذلها ولا يسأل عنها وبوقته،فاكتب على قفاه لا يفلح ولن يفلح .
إذا رأيت طالب العلم يلهو كما يلهو الناس،وينام كما ينامون ويأكل كما يأكلون يذهب ويجىء ويتكلم ويتحدث ويتسامر كما يفعل سائر الناس أعملوا أن هذا ليس بطالب علم ،طالب العلم بخيل بوقته ،بخيل بكتبه،فإن رأيتم طالب العلم بخيلاً بهذا
فاعلموا أنه يفلح وكأنه يقول :
ألا يا مُستعير الكُتْبِ دعني * * فإن إعارتي للكُتبِ عارُ
ومحبوبي من الدنيا كتاب * * وهل أبصرتَ محبوباً يعارُ
أحد يعير محبوبه!يعطيه لغيره!فطالب العلم ينبغي أن يكون حريصاً على الكتب ،وكلما تقدّم في الطلب اتسعت ونمت مكتبته ولا أنصح طالب العلم في البدايات أن يتوسع في اقتناء الكتب وفي تنوعها حتى لا يختلط عليه الأمر؛ولا يحسن أين يذهب ؟وكيف يذهب ؟وكيف يجيء؟.

إن استطاع طالب العلم أن يلازم عالماً فترة من الزمن فعليه أنْ يعضّ على ذلك بالنواجذ، إذا استطاع طالب العلم أن يلازم عالماً أو طالب علم نبيهاً فترة من الزمن فليعضّ على ذلك بالنواجذ،فالعالم يعلّمك من سَمته وهديه أشياء يصعب أنْ تنالها من طول الكتب،استفدنا –والله- من رؤيانا لشيخنا محدث هذا العصر وإمامه الإمام محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-الذي مات من قريب في هذه البلاد الطيبة؛ولم يعرفه الكثير من الناس -ولا حول ولا قوة إلا بالله- استفدنا من الجلوس بين يديه ومن زيارته مالم نستفده من الكتب وما لا يمكن أن نستفيده ؛فوالله الذي لا إله إلا هو رأيت منه حرصاً على وقته لم أره عند أحد؛ورأيت منه حرصاً ووضوحاً وصراحة في الحق الذي يحمله مالم أره عند أحد؛فكان -رحمه الله تعالى- إن سأله سائل وهو في مكتبته فانتهى ففي فترة السؤال يخلع النظارة ويغمض العينين ويُشغِل الأذنين واللسان،ففي هذا الوقت يريح العينين فإن فرغ يتكلم فيكون استفاد شيئاً من وقته في راحة عينيه ثمّ يتكلم،فإذا سكت السائل لبس النظارة وبدأ ينسخ ويقرأ ويُتَعلم ويُعلّم وبقي على هذا الحال،حتى أنه دخل على المكتبة الظاهرية في دمشق وهي أعظم مكتبة وأكثر مكتبة فيها مخطوطات ،فيها مخطوطات الحديث، فنسخ جميع الأحاديث التي فيها بخط يده في اكثر من اربعين مجلد وكان له فيها غرفة يبيت فيها لا يخرج يجلس يدخل ولا يخرج ،حدّثني قيّم المكتبة الأهلية في حي الزاهر في مكة المكرمة –زادها الله شرفاً- قال:"كنت في يوم من الأيام جالس ففاجئنا الشيخ الألباني ودخل علينا المكتبة وبقي قرابة الساعة لانتهاء الدوام قال فجلس الشيخ مضت ساعة ومضت ساعاتان ومضت ثلاثة ومضت أربعة،قال فذهبت سلمت على الشيخ قلت يا شيخ :الوقت ترى من أربع ساعات انتهى،ونحن نتظر ونحن بأمرك،أُمُرنا ونحن بأمرك نفعل ما شئت، الوقت صبرنا أربع ساعات هذا صبر على أيش ؟على انتظار باحث ،انتظار عالم وهو يبحث،طالب العلم في عبادته وفي مناجاته لربه وفي طلبه لعلمه كأن الوقت قد تعطل في حقه وكأنه ركب الزمن،وكأن الزمن توقف يصبح لا يشعر بالزمن، قال أُمرنا قال:أنت جاد فيما تقول،قال:نعم؛قال يمكن تغلّق علي المكتبة وترجع غداً،أخرجوا أنتم الآن،انتهى الدوام اخرجوا من المكتبة وغلّقوا المكتبة وأخرجوا وأبقوني للغد تأتوني غداً وأنا على حالي وأنا في بحثي،وهو ليس بمتنطع في قولته هذه وليس بمتكلف، وإنما هذه سجيته وهذا طبعه -رحمه الله- وألحقنا وإياكم به في الصالحين مع النبيين والصديقين والشهداء .

إخواني طالب العلم عليه إن استطاع أن يعلم سمت العلماء وأنْ يأخذ ذلك بالإسناد،وأن يتعلم منهم كيف يعالجون المسائل؟
كيف يحْلَمون؟
كيف ينكرون؟
متى يسكتون؟
متى يبينون؟
متى يفصلون؟
متى يوجزون؟
هذه كلها تحتاج إلى خبرة عمليّة ولذا يا إخوة –بارك الله لي ولكم- ولا أريد أن أطيل كثيراً، أقول كان العلم والخير والخُلق والتزكية تلقّاه الصحابة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-وتلقّاه التابعون عن الصحابة وتابعوا التابعين عن التابعين فكان الخير موروثاً بإسنادٍ صحيح متصل إلى محمد عن جبريل عن رب العزة ،الإسناد الصحيح العالي أي نعم؛ثمّ لما خلفت خلوف متأخرة وانقطع هذا الإسناد أصبحنا نرى أناساً يطلبون العلم لا يصلون،يطلبون العلم للشهادات أصبحنا نرى أناساً عقولهم كبيرة ولكن عباداتهم ضعيفة، أصبحنا نرى اناساً عبادات كثيرة وعلم قليل،فتشوهت الصورة وأصبح بسبب انقطاع هذا الإسناد أصبح الخير مشوهاً ولم يكن فيه ذاك الانسجام؛لذا يا أخوة لا أريد أن أطيل ولكن أريد اخيراً ان أركز على مسألة:-
احفظوا عني هذه المعادلة احفظوها وانشروها وعليها أدلة كثيرة لا يمكنني الآن أن أفصّل فيها،((موقع أمّة محمد صلى الله عليه وسلم بين سائر الأمم يساوي موقع علماء أمّة محمد في أمّة محمد- صلى الله عليه وسلم-))أتعلمون من هو ولي الأمر-ولي امر المسلم –أتعلمون من هو؟من أولياء أموركم ؟أولياء أموركم من كان قائما ً على أمركم وعلى دينكم فالأمراء والحكّام قائمون على الدنيا والعلماء قائمون على الدين،لذا لو قرأتم قول الله في كتب التفسير في تفسير قول الله –تعالى- في سورة النساء :[ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُم]لوجدتم الصحابة والتابعين والعلماء المعتبرين منهم من يقول :أولياء الأمور العلماء ،ومنهم من يقول الأمراء،والصواب أن أولياء الأمور العلماء والأمراء،ورحم الله أبا بكر الورّاق فإنّه قال:" الناس ثلاثة أمراء وعلماء وفقراء -لأن الأغنياء قلة ،امراء وعلماء وفقراء-إذا فسد الأمراء فسدت المعيشة ،وإذا فسد الفقراء فسدت الأخلاق، وإذا فسدت العلماء فسد الدين"فهنيئاً لهذه الأمّة إذا كان علماؤها صلحاؤها وفضلاؤها وخيرها ،وأما إذا أصبح علماء هذه الأمة كحال علماء اليهود والنّصارى هم أسوأهم وأكثرهم تكالباً على الشهوات والدنيا ويتَوَكلون بعلومهم ودينهم فتعساً له،وأنى بمثل هؤلاء أن ينفعوا الناس وأن ينفعوا العامة ويقال أخيراً في مثل هذا :

علمــاء الدين يا ملح البلد ****من يصلح الملح إذا الملح فسد
.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحينا طلبة علم وأن يميتنا طلبة علم وأن يحشرنا مع العلماء.


لسماع الدرس
من هنـــــا
__________________
"ليس بين المخلوق والخالق نسب إلا محض العبودية والافتقار من العبد ، ومحض الجود والإحسان من الرب عز وجل".

(ج الرسائل 15/ 56 )
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-25-2013, 09:47 AM
أم عبد الرحمن أم عبد الرحمن غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 73
افتراضي

جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-27-2013, 06:35 AM
سلاف الخير سلاف الخير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: المملكة الأردنيّة الهاشميّة
المشاركات: 251
افتراضي بوركتِ...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا

أسعدني مرورك الكريم

أختي [[أم عبد الرحمن]]

وبــــــوركــــــــــــتِ

__________________
"ليس بين المخلوق والخالق نسب إلا محض العبودية والافتقار من العبد ، ومحض الجود والإحسان من الرب عز وجل".

(ج الرسائل 15/ 56 )
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-02-2013, 12:14 AM
أم محمد السلفية أم محمد السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: فلـسـطـيـن/ رام الله
المشاركات: 673
افتراضي

جزاكِ الله خيراً وجعله في ميزان حسناتك .
__________________
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتى ****** بأن يدى تفنى ويبقى كتابها
فإن عملت خيراً ستجزى ***** وإن عملت شراً عليَ حسابها


***********
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10-06-2013, 08:01 PM
سلاف الخير سلاف الخير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: المملكة الأردنيّة الهاشميّة
المشاركات: 251
Thumbs up

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم محمد السلفية مشاهدة المشاركة
جزاكِ الله خيراً وجعله في ميزان حسناتك .
حفظكِ ربّي وباركَ فيكِ ...
__________________
"ليس بين المخلوق والخالق نسب إلا محض العبودية والافتقار من العبد ، ومحض الجود والإحسان من الرب عز وجل".

(ج الرسائل 15/ 56 )
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10-29-2013, 10:14 PM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post

بارك الله فيك وفي وقتك أختي الحاضرة الغائبة- سلفية- ..موفقة بإذن الله..
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11-07-2013, 07:12 AM
سلاف الخير سلاف الخير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: المملكة الأردنيّة الهاشميّة
المشاركات: 251
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم سعد مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك وفي وقتك أختي الحاضرة الغائبة- سلفية- ..موفقة بإذن الله..
أسعدك ربي يا [[أمّ سعد]]
وبارك فيكِ
ووفقك لما يحبُّ ويرضى.

__________________
"ليس بين المخلوق والخالق نسب إلا محض العبودية والافتقار من العبد ، ومحض الجود والإحسان من الرب عز وجل".

(ج الرسائل 15/ 56 )
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09-04-2015, 04:55 PM
خولة السلفية خولة السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 414
Lightbulb

جزاك الله خيرا وزادك الله حرصا وتوفيقا
__________________
اعلـم هديت أن أفضل المنــــــن علم يزيل الشك عنك والدرن
ويكشـف الحق لذي القلـــــــوب ويوصل العبد إلى المطلــوب
فاحرص على فهمك للقواعــــــد جامعـة المسائل الشـــــوارد
فترتقي في العلم خير مرتقـــــــا وتقتفـي سـبل الذي قد وفقا

من منظومة القواعد الفقهية للعلامة ابن السُّعدي رحمه الله
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09-09-2015, 05:02 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

شكر الله لابنتي الحبيبــــــة " سلاف الخير " وبارك فيك وعليك وزادك فضلا وعلما .

وشكر الله لفضيلة الشيخ مشهور، وبارك الله في جهوده، وإخوانه من مشايخنا الأجلاء منارات للهدى على منهج السلف الصالح، ونفع بعلمهم أحياءً وأمواتا، وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وثبتنا وإياكم على إثرهم.

وما أجمل قول الشاعر : (1)

عليك بأصحــــاب الحَـــديث فإنـــــهم **** على منهجٍ ما زال للدين معلــــــما
وما النور إلا في الحـــديث وأهلـــــه **** إذا ما دجى الليل البهيم وأظلـــــــما
فأعلى البرايا من إلى السنن اعتـزى **** وأغوى البرايا من إلى البدع انتـمى
ومن يترك الآثـــــار فقد ضــل سعيــه **** وهل يترك الآثارَ من كان مسلما ؟؟.
___________

(1) هذه الأبيــــات للعلامة أبي محمد هبة الله بن الحسن الشيرازي - رحمه الله تعالى -.
انظر : [ سبيل الرشاد في هدي خير العياد المجلد الثالث ص 280 ].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
قواعد،طلب، العلم،


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:59 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.