أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
41931 89305

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-30-2022, 04:07 PM
سعيد النواصره سعيد النواصره غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 142
افتراضي الدعوة السلفية في الديار الأردنية .. إشارات مريبة في الطريق!

الدعوة السلفية في الديار الأردنية ..
إشارات مريبة في الطريق !

تفريق الدعوة السلفية - أو تذويبها - على مناهج الأحزاب والجماعات الإسلامية المنتشرة - تحت دعوى رصف الصفوف والتقارب أو المصلحة الشرعية - فهذا شأنه باعث للريبة في نفوس الصادقين من السلفيين ، وإهدار أليم لجهود أعلامها من العلماء الذين قضوا أعمارهم في رد المسلمين إلى أمرهم الأول ، بعدما تخطفتهم مخالب أهل البدع والضلالات ، وتردت بهم إلى مناهج غريبة شوهت معالم الطريق إلى الله جل في علاه ، وذاقت الأمة - بسببها - لدغة الذل والهوان ، وويلات التمزق والدمار والتشريد .

لم تكن السلفية- يوماً - غليظة البيان في دعوة الناس إلى الخير ، أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولئن بدا منها شيء من الشدة مع الداعين إلى البدع والمؤسسين لها فهذا مما يحمد شرعاً ولا يعارض الرفق واللين اللذين أمرنا بهما ، ونصوص العلماء في هذا متوافرة كثيرة لا يعوزها التوضيح ، فأما ما يصدر عن بعض المنتسبين للدعوة من الغلو والغلظة ، أو شدة في غير مكانها ولا ضوابطها الشرعية ، فهو ليس بقادح في أصول الدعوة ولا ناقض لمنهج علمائها المتقدمين أو المتأخرين ، وينكر عليهم ذلك بقدر ما غلوا فيه دون تشنيع أو مجاوزة للحد أو ظلم .

معاملة الجماعات الإسلامية عامة وأفراداً إذا لم يكن قائماً على الثواب الشرعية الراسخة التي أصّلها - وتبناها - علماء أهل السنة والأثر على مر العصور ، فإنه - حتماً - سيؤتي أكُلاً مرّاً نتجرعه في دعوتنا إلى منهج السلف الأول في العقيدة والسلوك ، وسيفضي إلى شر عظيم أوله التفرق والتنازع بيننا ، ومستقره إلى تعتيم الدعوة وتشويه صفائها .

علماء أهل السنة أرحم الناس بالخلق لأنهم أعلم بالحق ، يريدون للأمة لا منها ، ويدركون أثر البدع والخرافات ومناهج السوء ودعاة الفتن في دين المسلمين ودنياهم ، وأحرص الناس على اجتماع الكلمة والقلوب على عقيدة التوحيد الخالصة من شوائب الشرك ، وعلى منهج السلف في الفتن والنوازل ، فمن أبى وابتعد - حزباً أو فرداً - فيُدعى أو ينكر عليه بالحكمة والموعظة الحسنة وجداله بالحق للحق ، والتكفير و التبديع أو التفسيق - هنا - حكم شرعي كسائر الأحكام الشرعية له ضوابطه وشروطه وأهله من العلماء ، وإلا صار الأمر خبط عشواء وحراثة في الماء .

نعم ، في وجه الهجمة التي لا تهدأ عن الإسلام ، من قبل أعدائه وأعوانهم العلمانيين من أبناء جلدتنا ، نحتاج - كأمة إسلامية - إلى توثيق التعاون وقيم الرحمة التسامح ، وإعمال الحكمة في الخلافات ، والموازنة بين المصالح والمفاسد في تحديد أولويات العمل الإسلامي ، ولكن كل ذلك ينبغي أن يكون بما يحفظ للسلفيين دعوتهم المباركة التي أيقظت في المسلمين روح السنة و الاتباع ، وحضارة علمية غابت عنهم عقوداً طويلة ، ودون مهادنة أو محاباة أو مجاملة في الدين ، وبمنهج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته رضوان الله عليهم .

إن مما يلفت الانتباه إليه خطورة أن يحملنا غلو القلة منا او غلظتهم وشدتهم غير المضبوطة على أن نتوسع كثيراً في إنزال دعوات التعاون وقواعد التعامل الجماعات والأحزاب ورموزهم العاملين أو دعاتهم ، فإن هذا فيه محاذير خطيرة ترجع إلى السلفية بما لا ينفعها أو يغير فيها ما كان من الثوابت المنهجية الراسخة ، ويحقق لمن حاربها - ولا زال - ما يشتهي ويتمنى ، ومن هذا الإفراط في الثناء على رموز تلك الجماعات والفرق ومدحهم زيادة ، فتقوى مكانتهم بين الناس ويصيرون ممن يقتدى بهم ويشار إليهم في قضايا المسلمين الهامة ، فكيف وعامة تلك الجماعات لا تنقطع عن اتهام السلفيين في دينهم كفرية عمالتهم لحكام الجور والظلم ، ولا يزالون يلمزونهم بأوصاف الطعن - زوراً - كالوهابية والجامية وما أشبه ، أو التنقيص من قدر علمائها بنشر الكذب عنهم ووسمهم بعلماء الحيض والنفاس سخريةً ، بل كثير منهم الذين بشمتون ويفرحون بموت واحد من علماء الدعوة السلفية ، أو لا يعيره أدنى اهتمام !.

إن معاملة أهل البدع والجماعات التي نخالفها عقيدة أو منهجاً لهو منهج سلفي يجب ضبط أصوله وتحرير قواعده ، وإذا كان الأمر كذلك فليترك إلى أهل العلم تقرير أحكامه وتطبيق أعماله على أرض الواقع ، ولنكن على حذر فإن توقير من ثبتت بدعته شان خطير يعود على الدين بالضرر ، وهو يختلف كثيرا عما له من حق الإسلام والأخوة في مناسبة أو حادثة أو فضية معينة .

قد يخلط في هذا الكثيرون ، وغيرهم من الدعاة ربما يذهب بعيداً في معاملة الجماعات والفرق كي يسلم من ألسنة الناس أن يرموه بأوصاف التعصب أو الغلو والشدة ، لا سيما في عصر الانفتاح هذا ، فربما سلم من العوام لكنه ما أصاب الحق ، وخير له اتباعه ولو كان فيه سخط المخلوقين .
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:45 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.