أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
9333 | 143007 |
#1
|
|||
|
|||
سلسلة الأحاديث القدسية (متجدد ان شاء الله)
__________________________________________________ ___________________________________ ملاحظه: الأحاديث القدسية تبدأ من الحلقة (26). __________________________________________________ ___________________________________ الحلقة (1) مقدمة الأحاديث القدسية بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الأحاديث القدسية (الحمد لله الذي نزل أهل الحديث أعلى منازل التشريف، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الشريف العفيف، وآله وصحبه المعصومين في المقال عن التبديل والتحريف)(1). أما بعد: فإن الله تعالى أنزل الشرائع والكتب من عنده على أنبيائه ورسله من خلال طرق بيّنها في كتابه؛ كما قال سبحانه وتعالى: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيم)(2). وقد اختص الله الشريعة الإسلامية بأن كلَّ ما جاء عن نبيها صلى الله عليه وسلم وحي ومصدر للتشريع، ولذلك فقد اتفق أهل العلم على أن السنّة هي المصدر الثاني للتشريع من حيث المنزلة لا من حيث العمل. وقد قيض الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة أئمة وعلماء حملوا على كاهلهم عبء حفظ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وتأديتها بلفظها، واختار آخرون لصيانتها من التحريف والتبديل، فحفظوا لنا كل ما جاء على لسان النبي صلى الله عليه وسلم من غير القرآن. وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي بآيات من القرآن نبّه أصحابه فيقول لهم: اجعلوها في سورة كذا، كما قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَأْتِي عَلَيْهِ الزَّمَانُ وَهُوَ تَنْزِلُ عَلَيْهِ السُّوَرُ ذَوَاتُ الْعَدَدِ فَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الشَّيْءُ دَعَا بَعْضَ مَنْ كَانَ يَكْتُبُ فَيَقُولُ ضَعُوا هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا وَإِذَا نَزَلَتْ عَلَيْهِ الْآيَةَ فَيَقُولُ ضَعُوا هَذِهِ الْآيَةَ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا»(3). وكان من بين ما حدّث به النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث يرويها عن ربّ العزّة سبحانه وتعالى دون أن ينسبها للقرآن؛ ولذلك فقد قسّم أهل العلم الحديث الشريف إلى قمسين بحسب نسبة لفظه ومعناه: الأول: الحديث النبوي. وتقدّم الكلام عليه في المصطلح. الثاني: الحديث القدسي. وسيأتي التعريف به وذكر الفروق التي بينه وبين القرآن والحديث النبوي _________________________________ (1) الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية للمناوي (ص 11). (2) الشورى: 51. (3) أخرجه أحمد (1/57، 69)، أبو داود: كتاب الصلاة، باب من جهر بها - أي التسمية -، رقمم (786)، والترمذي: كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة التوب، رقم (3086) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قلت لعثمان بن عفان ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطول ما حملكم على ذلك فقال عثمان... الحديث. وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي وصححه الألباني في المشكاة (2222)، وضعفه في صحيح وضعيف أبي داود (168 / 786)، وصحيح وضعيف الترمذي (599 / 3294). نهاية الحلقة (1) ================== :::::::::يتبع:::::::::: ======= المصدر:موقع شبكة السنة النبوية وعلومها .....
|
#2
|
|||
|
|||
جزاك الله كل خير أخي حمزة
__________________
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله القلبُ لا يصلح، ولا يفلح، ولا يسر ولا يطيب، ولا يطمئن ولا يسكن إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه |
#3
|
|||
|
|||
جزاك الله كل خير وبارك اللّه فيك وغفر لك ولوالديك
|
#4
|
|||
|
|||
الحلقة (2) تعريف الحديث القدسي (1-2)
الحلقة (2) تعريف الحديث القدسي لغة: قال الفيروزآبادي: (القُدْسُ، بالضم وبضمتين: الطُّهْرُ، اسمٌ، ومَصْدَر ... والقُدُّوسُ: من أسماءِ اللهِ تعالى، ويفتحُ، أي: الطاهِرُ، أو المُبَارَكُ: وكلُّ فَعُّولٍ مَفْتوحٌ غيرَ قُدُّوسٍ وسُبُّوحٍ وذُرُّوحٍ وفُرُّوجٍ، فبالضم، ويُفْتَحْنَ ... والتَّقْديسُ: التَّطْهِيرُ، ومنه الأرضُ المُقَدَّسَةُ، وبيتُ المَقْدِسِ، كمَجْلِسٍ ومُعَظَّمٍ. وكمحدِّثٍ: الراهِبُ. وتَقَدَّسَ: تَطَهَّرَ)(1). وقال ابن الأثير: (قدس: ... في أسماء الله تعالى «القدوس» هو الطاهر المنزه عن العيوب. وفعول: من أبنية المبالغة وقد تفتح القاف وليس بالكثير ولم يجيء منه إلا قدوس، وسبوح، وذروح وقد تكرر ذكر التقديس في الحديث والمراد به التطهير ومنه "الأرض المقدّسة" قيل: هي الشام وفلسطين. وسمي بيت المقدس لأنه الموضع الذي يتقدس فيه من الذنوب. يقال: بيت المقدس والبيت المقدس وبيت القدس بضم الدال وسكونها. ومنه الحديث: «إِنَّ رُوحَ القُدسِ نَفَثَ في رُوعِي»(2) يعني جبريل عليه السلام؛ لأنه خلق من طهارة)(3). وقال ابن منظور: قدس: التقديس تنزيه الله عز وجل وفي التهذيب القدس تنزيه الله تعالى وهو المتقدس القدوس المقدس ويقال القدوس فعول من القدس وهو الطهارة وكان سيبويه يقول سبوح وقدوس بفتح أوائلهما. قال اللحياني المجتمع عليه في سبوح وقدوس الضم قال وإن فتحته جاز قال ولا أدري كيف ذلك قال ثعلب كل اسم على فعول فهو مفتوح الأول مثل سفود وكلوب وسمور وتنور إلا السبوح والقدوس فإن الضم فيهما الأكثر وقد يفتحان وكذلك الذروح بالضم وقد يفتح قال الأزهري لم يجئ في صفات الله تعالى غير القدوس وهو الطاهر المنزه عن العيوب والنقائص، وفعول بالضم من أبنية المبالغة وقد تفتح القاف وليس بالكثير ... والقُدُس والقُدْس بضم الدال وسكونها: اسم، ومصدر، ومنه قيل للجنة: حظيرة القدس، والتقديس التطهير والتبريك وتقدس أي تطهر وفي التنزيل: (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ)(4) قال الزجاج: معنى نقدس لك أي: نطهر أنفسنا لك، وكذلك نفعل بمن أطاعك نقدسه أي: نطهره، ومن هذا قيل للسطل: القدس؛ لأنه يتقدس منه أي يتطهر. والقدس بالتحريك: السطل بلغة أهل الحجاز لأنه يتطهر فيه. قال: ومن هذا بيت المقدس أي البيت المطهر أي المكان الذي يتطهر به من الذنوب قال ابن الكلبي: القدوس الطاهر وقوله تعالى: (الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ)(5) الطاهر في صفة الله عز وجل، وقيل قدوس بفتح القاف قال وجاء في التفسير أنه المبارك والقدوس هو الله عز وجل والقدس البركة والأرض المقدسة الشام منه وبيت المقدس من ذلك أيضا فإما أن يكون على حذف الزائد وإما أن يكون اسما ليس على الفعل)(6). وقال الزبيدي: والقدس: البيت المقدس لأنه يتطهر فيه من الذنوب أو للبركة. والقدس: سيدنا جبريل عليه السلام كروح القدس وفي الحديث: «إن روح القدس نفث في روعي»(7) يعني جبريل عليه السلام؛ لأنه خلق من طهارة وفي صفة عيسى عليه السلام: (وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ)(8) معناه: روح الطهارة وهو جبريل عليه السلام. والقُدُّوسُ بالضم والتشديد: من أسماء الله تعالى الحسنى، ويفتح عن سيبويه وبه قرأ زيد بن علي: (الْمَلِكُ الْقَدُّوسُ)(9) وقال يعقوب: سمعت أعرابيا يقول عند الكسائي يكنى أبا الدنيا يقرأ (الْقَدُّوسُ) بالفتح، وحكى اللحياني الإجماع على ضم قدّوس وسبّوح، وجوّز الفتح فيهما أي: الطاهر المنزه عن العيوب والنقائص أو المبارك هكذا جاء في التفسير عن ابن الكلبي. وقال الفراء: الأرض المقدسة: الطاهرة وهي دمشق وفلسطين وبعض الأردن، وتقدس: تطهر وتنزه، والقدس بالضم: الموضع المرتفع الذي يصلح للزراعة وبه فسر بعض حديث بلال بن الحارث المتقدم. والتقديس: التبريك والقدس: البركة وحكى ابن الأعرابي: لا قدسه الله: أي لا بارك عليه. قال: والمقدس: المبارك وقال قتادة: أرض مقدسة: مباركة وإليه ذهب ابن الأعرابي، والقادس: البيت الحرام، وقال يعقوب: من أسماء مكة: قادس والمقدسة؛ لأنها تقدس من الذنوب أي تطهر)(10). مما تقدم يتبين أن معنى القدسي يدور في معنى الطهارة والنزّاهة عن النقص. _____________________ (1) القاموس المحيط (1/728) باب السين، فصل القاف مع الدال، مادة: قدس. (2) أخرجه ابن راهويه (970- مطالب)، وهناد في الزهد (494)، ابن أبي الدنيا في القناعة والعفاف (57)، ابن أبي شيبة 7/79، الدار قطني في العلل (875)، الشهاب في مسنده (1151)، الحاكم 2/5، والبيقهي في شعب الإيمان (10376)، ابن مردويه في أماليه (24) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، قال الألباني في السلسة الصحيحة (2866): وبالجملة فالحديث حسن على أقل الأحوال، وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (10/27) من حديث أبي أمامة، وأخرجه الشافعي في مسنده (1153)، البيهقي في شعب الإيمان (1185)، والأسماء والصفات للبيهقي (416) من حديث المطلب بن حنطب رضي الله عنه، وأخرجه ابن عدي في الكامل (5/128) من حديث حذيفة رضي الله عنه، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/123): فيه قدامة بن زائدة بن قدامة ولم أجد من ترجمه. (3) النهاية في غريب الأثر (4/42). (4) البقرة: 30 (5) الحشر: 23 (6) لسان العرب (6/168). (7) تقدم تخريجه. (8) البقرة: 87 (9) الحشر: 23 (10) تاج العروس (1/4066- 4068). _________ المصدر:موقع شبكة السنة النبوية وعلومها ______ ومع الحلقة (3)- يتبع ان شاء الله ****** *** * |
#5
|
|||
|
|||
الحلقة (3) تعريف الحديث القدسي (2-2)
الحلقة (3) تعريف الحديث القدسي اصطلاحا: هو الحديث الذي يحكيه النبي صلى الله عليه وسلم عن رب العزة عز وجل ويتصرف في لفظه صلى الله عليه وسلم - على أرجح الأقوال - على حسب ما يشاء من التعبير وقد أوحي إليه معناه سواء كان ذلك يقظة أو مناما عن طريق الوحي أو إلهاما مع عدم منحه خصائص القرآن. بعض أقوال أهل العلم في تعريف الحديث القدسي: قال الجرجاني: (الحديث القدسي هو من حيث المعنى من عند الله تعالى ومن حيث اللفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ما أخبر الله تعالى به نبيه بإلهام أو بالمنام فأخبر عليه السلام عن ذلك المعنى بعبارة نفسه فالقرآن مفضل عليه لأن لفظه منزل أيضا)(1). قال الملا علي القاري: («أوحى إلي» أي وحيا خفيا غير متلو، وهو يحتمل أن يكون بواسطة جبريل أو لا، وله نقله ولو بالمعنى، وبهذه القيود فارق الحديث القدسي الكلام القرآني)(2). قال المناوي: (الحديث القدسي إخبار الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام معناه بإلهام أو بالمنام فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك المعنى بعبارة نفسه)(3). قال المناوي: (الحديث القدسي ما أخبر الله نبيه بإلهام أو منام فأخبر عن ذلك المعنى بعبارته فالقرآن مفضل عليه بإنزال لفظه أيضا)(4). قال الزرقاني: (الحديث القدسي أُوحيت ألفاظه من الله على المشهور والحديث النبوي أوحيت معانيه في غير ما اجتهد فيه الرسول والألفاظ من الرسول)(5). أسماء الحديث القدسي: اصطلح أهل العلم على تسمية الحديث القدسي بعدة أسماء فمنهم من يسميه بالحديث القدسي وهو الأشهر والأغلب، ومنهم من يسميه بالحديث الإلهي، وبعضهم يطلق عليه الحديث الرباني. بعض مَن قال فيه: الحديث الإلهي: قال ابن تيمية: (في أول هذا الحديث الإلهي الذي قال فيه الإمام أحمد هو أشرف حديث لأهل الشام أنه حرم الظلم على نفسه)(6). وقال في موضع أخر: (كما قال فى الحديث الإلهي «يا عبادي إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعونى»(7))(8). وقال الحافظ ابن حجر: (الأحاديث الإلهية: وهي تحتمل أن يكون المصطفى صلى الله عليه وسلم أخذها عن الله تعالى بلا واسطة أو بواسطة)(9). وقال الطيبي: (إن القدسي نص إلهي في الدرجة الثانية، وإن كان من غير واسطة ملك غالبا؛ لأن المنظور فيه المعنى دون اللفظ، وفي القرآن اللفظ والمعنى منظوران فعلم من هذا مرتبة بقية الأحاديث)(10). وقال الملا علي القاري: (الحديث الإلهي «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي»(11))(12). بعض مَن قال فيه: الحديث الرباني قال الجلال المحلي: (الْأَحَادِيثَ الرَّبَّانِيَّةَ كَحَدِيثِ الصَّحِيحَيْنِ: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي»(13))(14). وقال المباركفوري: («قال» أي النبي صلى الله عليه وسلم «قال الله عز وجل» فيكون من الأحاديث الربانية أي القدسية)(15). _______________ (1) التعريفات للجرجاني (ص 113). (2) مرقاة المفاتيح (2/173). (3) فيض القدير للمناوي (4/468). (4) التعاريف للمناوي (ص 271). (5) انظر مناهل العرفان (1/37). (6) مجموع الفتاوى (8/510). (7) أخرجه مسلم: كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم (2577). (8) مجموع الفتاوى (17/110)، وانظر منهاج السنة (1/452)، درء تعارض النقل (2/110). (9) فيض القدير للمناوي (4/468). (10) فيض القدير للمناوي (4/468). (11) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى ?ويحذركم الله نفسه? وقوله جل ذكره ?تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك? (7405،)، باب قول الله تعالى ?يريدون أن يبدلوا كلام الله? (7505)، مسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب الحث على ذكر الله تعالى (2675)، باب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى: (4/2067/2675)، كتاب التوبة، باب في الحض على التوبة والفرح بها (4/2099/2675). (12) الرد على وحدة الوجود (ص- 115). (13) متفق عليه: سبق تخريجه. (14) حاشية العطار على شرح الجلال المحلي على جمع الجوامع (2/209). (15) مرعاة المفاتيح (1/393)> _________
المصدر:موقع شبكة السنة النبوية وعلومها _______ ومع الحلقة (4)- يتبع ان شاء الله ______ |
#6
|
|||
|
|||
الحلقة (4) هل الحديث القدسي كلام الله بلفظه أو بمعناه؟ (1 - 2)
الحلقة (4) هل الحديث القدسي كلام الله بلفظه أو بمعناه؟ (1 - 2) اختلف أهل العلم هل لفظ الحديث القدسي ومعناه من الله تعالى أم أن لفظه من عند النبي صلى الله عليه وسلم ومعناه من عند الله تعالى فأفردنا بحثا في هذا الصدد نجمع فيه أقوال كل فريق حتى نقف على ما في المسألة من خلاف، ووجهة كل فريق في ذلك من غير إطالة تخرج بنا عن معناه كأحد أنواع الحديث أولا: من قال إن الحديث القدسي كلام الله بمعناه فقط قال أبو البقاء: (إن القرآن ما كان لفظه ومعناه من عند الله بوحي جلي وأما الحديث القدسي فهو ما كان لفظه من عند الرسول صلى الله عليه وسلم ومعناه من عند الله بالإِلهام أو بالمنام)(1). وقال الطيبي: (إن الحديث القدسي نص إلهي في الدرجة الثانية وإن كان من غير واسطة ملك غالبا لأن المنظور فيه المعنى دون اللفظ وفي القرآن اللفظ والمعنى منظوران فعلم من هذا مرتبة بقية الأحاديث)(2). وقال أيضا: (القرآن هو اللفظ المنزل به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، والقدسي إخبار الله معناه بالإلهام أو بالمنام فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بعبارة نفسه، وسائر الأحاديث لم يضفها إلى الله تعالى ولم يروه عنه تعالى)(3). وقال الجرجاني: (الحديث القدسيهو من حيث المعنى من عند الله تعالى ومن حيث اللفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ما أخبر الله تعالى به نبيه بإلهام أو بالمنام فأخبر عليه السلام عن ذلك المعنى بعبارة نفسه فالقرآن مفضل عليه لأن لفظه منزل أيضا)(4). وقال المناوي: (الحديث القدسي ما أخبر الله نبيه بإلهام أو منام فأخبر عن ذلك المعنى بعبارته فالقرآن مفضل عليه بإنزال لفظه أيضا)(5). وقال الملا على القاري: (الحديث القدسي ما يرويه صدر الرواة وبدر الثقات عليه أفضل الصلوات وأكمل التحيات عن الله تبارك تارة بواسطة جبريل عليه السلام وتارة بالوحي والإلهام والمنام مفوضاً إليه التعبير بأي عبارة شاء من أنواع الكلام)(6). وقال أيضا: (وله نقله ولو بالمعنى وبهذه القيود فارق الحديث القدسي الكلام القرآني)(7). وقال المناوي : (الحديث القدسي إخبار الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام معناه بإلهام أو بالمنام فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك المعنى بعبارة نفسه)(8). وقال الزرقاني: (أما الحديث القدسي والحديث النبوي فليست ألفاظهما مناط إعجاز ولهذا أباح الله روايتهما بالمعنى ولم يمنحهما تلك الخصائص والقداسة الممتازة التي منحها القرآن الكريم تخفيفا على الأمة ورعاية لمصالح الخلق في الحالين من منح ومنع (إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)(9))(10). (وقال العلامة السيد أحمد بن المبارك رحمه الله تعالى في «الإبريز» سألت عبد العزيز الدباغ: الحديث القدسي من كلام الله عز وجل أم لا؟ قال: ليس هو من كلامه وإنما هو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم)(11). وكذا رحجه العلامة محمد المدني في كتابه(12). وكذا رحجه الدكتور محمد عبد الله دراز في كتابه «النبأ العظيم» حيث قال: ( وهذا هو أظهر القولين عندنا، لأنه لو كان منزلا بلفظه لكان له من الحرمة والقدسية في نظر الشرع ما للنظم القرآني إذ لا وجه للتفرقة بين لفظين منزلين من عند الله...) ثم قال: (فالقول بإنزال لفظه قول بشيء لا داعي في النظر إليه ولا دليل في الشرع عليه اللهم إلا ما قد يلوح من إسناد الحديث القدسي إلى الله بصيغة يقول الله تبارك وتعالى كذا، لكن القرائن التي ذكرناها آنفا كافية في إفساح المجال لتأويله بأن المقصود نسبة مضمونه لا نسبة ألفاظه...)(13). وقال الدكتورمحمد بن لطفي الصباغ: (الحديث القدسي كلام الله تعالى بالمعنى أما اللفظ فللرسول صلى الله عليه وسلم هذا القول هو الذي نرجحه، وهناك قول آخر مرجوح في نظرنا يدعى أن الحديث القدسي كلام الله تعالى بلفظه ومعناه، لكان ينبغي أن يكون له من الحرمة والقدسية في نظر الشرع ما للقرآن إذ لا وجه للتفرقة بين لفظين منزلين من عند الله...)(14). وقال الأستاذ محمود النواوي: (والتحقيق في نظرنا أن البرهان على كون الحديث القدسي موحى بمعناه دون لفظه أن له صفة الحديث النبوي دون فارق سوى النسبة إلى الله سبحانه للإيذان بأهمية الخـبر…)(15). فتلخص من نقول الأئمة وأهل العلم المتقدمة أن تعريف الحديث القدسي عندهم أن معناه من عند الله عز وجل ولفظه من عند النبي صلى الله عليه وسلم ودارت جل الأدلة التي اعتمدوا عليها في أن خصائصه تختلف عن خصائص القرآن الكريم من جهة اللفظ والأحكام وغير ذلك . ___________________________ (1) أبو البقاء في كتاب كليات العلوم (ص 228) ، انظر قواعد التحديث للقاسمي (ص-66). (2) انظر فيض القدير (4/468). (3) انظر القاسمي في قواعد التحديث (ص-66). (4) التعريفات للجرجاني ( ص- 113). (5) التعاريف للمناوي (ص- 271). (6) انظر الإتحافات السنية في الأحاديث القدسية(ص- 274). (7) مرقاة المفاتيح (2/173). (8) فيض القدير (4/468). (9) البقرة: 143. (10) انظر مناهل العرفان (1/37). (11) انظر قواعد التحديث للقاسمي ( ص- 67). (12) انظر الإتحافات السنية في الأحاديث القدسية لمحمد مدني (ص- 274). (13) انظر: النبأ العظيم (ص- 16). (14) انظر: الحديث النبوي مصطلحه، وبلاغته (ص- 133). (15) انظر مقدمة الإتحافات السنية في الأحاديث القدسية (ص- 11) بتحقيق محمد أمين النواوي. _________ المصدر:موقع شبكة السنة النبوية وعلومها _______ ومعالحلقة (5)-نلتقي قريبا
باذن الله ______ |
#7
|
|||
|
|||
الحلقة (6) صيغ الحديث القدسي (1-2)
الحلقة (6) صيغ الحديث القدسي يختص الحديث القدسي بصيغ تميزه عن سائر أنواع الأحاديث. ويمكن تقسيم هذه الصيغ إلى قسمين: أولا: صيغ الحديث القدسي الصريحة ثانيا: صيغ الحديث القدسي غير الصريحة أولا: صيغ الحديث القدسي الصريحة: معنى الصيغة الصريحة: أن يسند المتن إلى الله تبارك وتعالى باللفظ الصريح مثل: قال الله تبارك وتعالى، أو يقول الله تبارك وتعالى أو نحو ذلك. بعض صيغ الحديث القدسي الصريحة 1-التصريح بنسبة القول لله تبارك وتعالى، مثل: قال الله أو يقول الله أو نحو ذلك. مثال ذلك: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ)»(1). 2-أن يقول راوي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:فيما روى عن الله تبارك وتعالى أو فيما يروي أو يحكي عن ربه تبارك وتعالى. مثال ذلك: حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: «يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ»(2). 3-حكاية بعض مشاهد يوم القيامة ويذكر فيها كلام لرب العزة سبحانه وتعالى. مثال ذلك: حديث أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ: لَوْ أَنَّ لَكَ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ أَكُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ أَنْ لَا تُشْرِكَ بِي شَيْئًا فَأَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تُشْرِكَ بِي»(3). ___________ (1) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب بدء الخلق، باب صفة الجنة وأنها مخلوقة (3244)، كتاب تفسير القرآن، باب قوله: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) (4779، 4780)، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: (يريدون أن يبدلوا كلام الله) (7498)، مسلم: كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2824) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وله شاهد من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أخرجه مسلم: كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2825). (2) أخرجه مسلم: كتاب البر والصلة والآداب باب تحريم الظلم (2577) من حديث أبي ذر رضي الله عنه. (3) متفق عليه: أخرجه البخاري كتاب بدء، باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته (3334)، مسلم: كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب طلب الكافر الفداء بملء الأرض ذهبا (2805) من حديث أنس رضي الله عنه _________
المصدر:موقع شبكة السنة النبوية وعلومها _______ ومع الحلقة (7)- يتبع ان شاء الله ===== |
#8
|
|||
|
|||
الحلقة (7) صيغ الحديث القدسي (2-2)
الحلقة (6) صيغ الحديث القدسي (2-2) ثانيا: صيغ الحديث القدسي غير الصريحة: معنى الصيغة غير الصريحة: ألا يكون مصرحا برفع الحديث إلى الله تبارك وتعالى، لكن المتن يحتمل أن يكون من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، أو يرد في بعض الروايات ما يدل على رفعه لله تبارك وتعالى. مثال النوع الأول: حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ)(1) وفي رواية عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا)(2) فهاتان الروايتان ليس فيهما تصريح بنسبة هذا الحديث لله سبحانه وتعالى، لكن قد جاء في متنه ما يمنع نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم ويوجب نسبته لله سبحانه وتعالى، وهو قوله في الرواية الأولى: (إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) فهذا لا يتصوّر نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم أبدًا، وكذلك قوله في الرواية الثانية: (يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي) وهو واضح. وقد ورد في بعض الروايات في الصحيحين وغيرهما نسبة هذا الحديث لله تبارك وتعالى تصريحا(3) مثال النوع الثاني: حديث ابن عباس رضي اللَه عنهما المتفق عليه عند البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى)(4) وجاء أيضا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى)(5) فهذا الحديث ظاهره لا يدل على أنه قدسي لكنه قد جاء حديث ابن عباس رضي اللَه عنهما في موضع آخر عند البخاري فقال فيه: عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه قال: (لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ إِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى)(6) وجاء حديث أبي هريرة رضي الله عنه في موضع آخر عند مسلم، فقال فيه: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال - يعني الله تبارك وتعالى - (لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ لِي أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى)(7) فعُلِم بذلك أنه حديث قدسي. _____________________________ (1) - متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب اللباس، باب ما يذكر في المسك، (5927)، ومسلم: كتاب الصيام، باب فضل الصيام، (1151) (2) - متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الصوم، باب فضل الصوم، (1894)، ومسلم: كتاب الصيام، باب فضل الصيام، (1151) (3) - منها ما أخرجه البخاري: كتاب الصوم، باب هل يقول إني صائم إذا شُتِم؟ (1904) ولفظه: (قال الله كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه) وفي هذه الرواية فائدة أخرى إذ بيّنت أن قوله: (لخلوف فم الصائم أطيب...) إلى آخر الحديث من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، حيث صدّره بقول: (والذي نفس محمد بيده) (4) - متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى (وهل أتاك حديث موسى) (وكلم الله موسى تكليما) (3396)، باب قول الله تعالى (وإن يونس لمن المرسلين) (3413)، مسلم: كتاب الفضائل، باب في ذكر يونس عليه السلام وقول النبي صلى الله عليه وسلم لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى (2377) (5) - أخرجه البخاري: كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى (وإن يونس لمن المرسلين) (3416)، كتاب تفسير القرآن، باب (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح) (4604)، باب (ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين) (4630، 4631)، باب (وإن يونس لمن المرسلين) (4805) (6) - أخرجه البخاري: كتاب التوحيد، باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه (7539) (7) - أخرجه مسلم: كتاب الفضائل، باب في ذكر يونس عليه السلام وقول النبي صلى الله عليه وسلم لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى (2376) موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
_______ ومع الحلقة (7)- يتبع ان شاء الله ______ |
#9
|
|||
|
|||
الحلقة (5) هل الحديث القدسي كلام الله بلفظه أو بمعناه؟ (2 - 2)
الحلقة (5) هل الحديث القدسي كلام الله بلفظه أو بمعناه؟ (2 - 2) هل الحديث القدسي كلام الله بلفظه أو بمعناه؟ (2 - 2) ثانيا: من قال إن الحديث القدسي كلام الله بلفظه ومعناه: بعدما ذكرنا أقوال الفريق الأول من قال بأن اللفظ من عند النبي صلى الله عليه وسلم والمعنى من عند الله عز وجل نذكر الرأي الثاني وهو القائل بأن اللفظ والمعنى من عند الله عز وجل قال الكرماني في شرحه على البخاري في أول كتاب الصوم: (القرآن لفظ معجز ومنزل بواسطة جبريل عليه السلام وهذا- أي الحديث القدسي- غير معجز وبدون الواسطة ومثله يسمى بالحديث القدسي والإلهي والرباني... إلى أن قال: وقد يفرق بأن الحديث القدسي ما يتعلق بتنزيه ذاته وصفاته الجلالية والجمالية)(1). وكذا قال الشهاب ابن حجر الهيتمي في شرح الحديث الرابع والعشرين المسلسل بالدمشقيين وهو حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي- صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه تعالى أنه قال: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا.......»(2) قال: (الأحاديث القدسية من كلامه تعالى فتضاف إليه وهو الأغلب ونسبتها إليه حينئذ نسبة إنشاء؛ لأنه المتكلم بها أولا، وقد تضاف إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه المخبر بها عن الله تعالى بخلاف القرآن فإنه لا يضاف إلا إليه. فيقال: قال الله تعالى، وفي القدسية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تعالى. وقال: فائدة يعم نفعها، ويعظم وقعها، في الفرق بين الوحي المتلو وهو القرآن، والـوحي المروي عنه صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل وهو ما ورد من الأحاديث الإِلهية وتسمى القدسية وهي أكثر من مائة حديث وقد جمعها بعضهم في جزء كبير وحديث أبي ذر هذا - الرابع والعشرين- من أجلها، ثم قال: اعلم أن الكلام المضاف إليه تعالى أقسام ثلاثة: أولها: وهو أشرفها القرآن الكريم لتميزه عن البقية بإعجازه من أوجه كثيرة، وكونه معجزة باقية على ممر الدهر، محفوظة من التغيير والتبديل ،وبحرمة مسه لمحدث ،وتلاوته لنحو الجنب، وروايته بالمعنى، وبتعينه في الصلاة ،وبتسميته قرآنا ،وبأن كل حرف منه بعشر حسنات، وبامتناع بيعه في رواية عند أحمد ،وكراهته عندنا ،وبتسمية الجملة منه آية وسورة، وغيره من بقية الكتب ،والأحاديث القدسية لا يثبت لها شيء من ذلك. ثانيها: كتب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، قبل تغييرها وتبديلها. ثالثها: بقية الأحاديث القدسية وهي ما نقل إلينا آحادا عنه صلى الله عليه وسلم مع إسناده لها عن ربه فهي من كلامه تعالى فتضاف إليه وهو الأغلب ،ونسبتها إليه حينئذ نسبة إنشاء لأنه المتكلم بها أولا ،وقد تضاف إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه المخبر بها عن الله تعالى بخلاف القرآن فإنه لا تضاف إلا إليه تعالى فيقال فيه قال الله تعالى وفيها قال رسول الله فيما يروي عن ربه تعالى(3). وقال الزرقاني: (الحديث القدسي أوحيت ألفاظه من الله على المشهور، والحديث النبوي أوحيت معانيه في غير ما اجتهد فيه الرسول والألفاظ من الرسول)(4). وقال الدكتور صالح بن الفوزان: (الأحاديث القدسية هي الأحاديث التي يرويها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل لفظا ومعنى وهي قسم من السنة المطهرة لها ميزة نسبتها إلى الله عز وجل وأن الله جل وعلا تكلم بها وأوحاها إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ليبلغها للناس أما بقية الأحاديث فلفظها من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ومعناها من عند الله عز وجل لأن السنة كلها وحي... ولكن ما كان منها من الله لفظا ومعنى فهو الحديث القدسي، وما كان معناه من الله عز وجل دون لفظه فهو حديث نبوي غير قدسي وقال: وإن تخصيصها بهذا الوصف- أي الأحاديث القدسية - يضفي عليها ميزة خاصة من بين سائر الأحاديث، لأن الحديث القدسي هو ما يرويه النبي- صلى الله عليه وسلم - عن ربه عز وجل فيكون المتكلم به هو الله عز وجل والراوي له هو النبي- صلى الله عليه وسلم- وكفاها بذلك شرفا)(5). وكذا وافقه الدكتور محمد عجاج الخطيب في الوجيز المختصر في علوم الحديث(6). وبالاستقراء لتراجم البخاري للأبواب يتبين أنه ممن يقول بهذا الرأي فقال في أحدها: باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه ثم ساق فيه ثلاثة أحاديث قدسية عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه.(7) وفي موضع أخر ترجم بقوله: إثبات كلام الرب وساق فيه أيضا أحاديث قدسية(8). وقال في موضع أخر ترجم بقوله: باب كلام الرب مع جبريل ونـداء الله الملائكة... وساق فيه ثلاثة أحاديث قدسية(9). وقال في موضع أخر ترجم بقوله: باب قول الله تعالى: (يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ الله) ثم ساق فيه نحوا من عشرة أحاديث قدسية(10). فإن قيل: يوجد في كثير من الأحاديث القدسية المروية في كتب السنة اختلاف في بعض ألفاظها. يقال: إنما نعني من قولنا المذكور بأن الأحاديث القدسية من كلام الله تعالى هذا عند تلقيالرسول صلى الله عليه وسلم هذه الأحاديث وروايته لها عن ربه تعالى، وقبل تصرف الرواة في نقلها بالمعنى أو نقل بعضها، حيث إن كثيرا من العلماء الذين يجيزون روايةالأحاديث النبوية بالمعنى للعالم البصير بمدلولات الألفاظ ومفاهيمها أجازوا أيضارواية الأحاديث القدسية بالمعنى بالشروط التي شرطوها في رواية الحـديث النبـويبالمعنى؛ ولذلك لا نستطيع الجزم في حديث ما من الأحاديث القدسية بأن لفظه من كلامه تعالى جزمنا بآية أو بسورة بأنها من كلام الله تعالى؛ وذلك لعدم جواز روايةالقرآن بالمعنى بالاتفاق ولكونه متواترا. ________________________ (1) انظر: الكواكب الدراري (9/ 75- 80) ، الإتحافات السنية للمدني (ص- 336). (2) أخرجه مسلم: كتاب البر والصلة والآداب باب تحريم الظلم (2577) من حديث أبي ذر رضي الله عنه. (3) انظر قواعد التحديث للقاسمي (ص: 64). (4) انظر مناهل العرفان (1/37). (5) انظر: مقدمة الضياء اللامع من الأحاديث القدسية الجوامع (ص: 6-7،10-12). (6) انظر: الوجيز (ص: 20). (7) انظر: صحيح البخاري: كتاب التوحيد، باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه. (8) انظر: صحيح البخاري: كتاب التوحيد، باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم. (9) انظر صحيح البخاري: كتاب التوحيد،باب كلام الرب مع جبريِل ونداء الله الملاِئكة وقال معمر: (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ) أي يلقى عليك وتلقاه أنت أَي تأخذه عنهم ومثله (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ). (10) انظر صحيح البخاري: كتاب التوحيد،باب قول الله تعالى: (يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ) (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ) حق (وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ) باللعب. _________ 06-14-2011 06:39 pm
المصدر:موقع شبكة السنة النبوية وعلومها _______ ومع الحلقة (6)- يتبع ان شاء الله ______ |
#10
|
|||
|
|||
الحلقة ( 8 ) الفرق بين القرآن والحديث القدسي
الحلقة ( 8 ) الفرق بين القرآن والحديث القدسي اعتقاد أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله تعالى المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل الإعجاز والتحدي المتعبد بتلاوته. فالقرآن معجزة الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم، وهو منهج سعادة للناس في الدنيا والآخرة، وفيه التحدي للكفار المعاندين من جميع الجهات. أقوال العلماء: قال المناوي: قالوا: هذا الحديث كلام قدسي والفرق بينه وبين القرآن أن القرآن هو اللفظ المنزل به جبريل للإعجاز عن الإتيان بسورة من مثله(1) قال الطيبي: وفضل القرآن على الحديث القدسي أن القدسي نص إلهي في الدرجة الثانية وإن كان من غير واسطة ملك غالبا لأن المنظور فيه المعنى دون اللفظ وفي القرآن اللفظ والمعنى منظوران(2) قال الكرماني: القرآن لفظ معجز ومنزل بواسطة جبريل عليه السلام وهذا- أي القدسي- غير معجز وبدون الواسطة ومثله يسمى بالحديث القدسي والإلهي والرباني(3) قال ابن حجر الهيتمي في شرح الأربعين النووية في شرح الحديث الرابع والعشرين المسلسل بالدمشقيين: أعلم أن الكلام المضاف إليه تعالى أقسام ثلاثة: أولها - وهو أشرفها القرآن لتميزه عن البقية بإعجازه من أوجه كثيرة وكونه معجزة باقية على ممر الدهر محفوظة من التغيير والتبديل، وبحرمة مسه لمحدث، وتلاوته لنحو الجنب، وروايته بالمعنى، وبتعينه في الصلاة، وبتسميته قرآنا، وبأن كل حرف منه بعشر حسنات، وبامتناع بيعه في رواية عند أحمد، وكراهته عندنا، وبتسمية الجملة منه آية وسورة، وغيره من بقية الكتب، والأحاديث القدسية لا يثبت لها شيء من ذلك فيجوز مسه، وتلاوته لمن ذكر، وروايته بالمعني، ولا يجزئ في الصلاة بل يبطلها، ولا يسمى قرآنا، ولا يعطى قارئة بكل حرف عشرا، ولا يمنع بيعه ولا يكره اتفاقا، ولا يسمى بعضه آية ولا سورة اتفاقا أيضا ثانيهاً - كتب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قبل تغييرها وتبديلها ثالثهاً - بقية الأحاديث القدسية وهي ما نقل إلينا آحاداً عنه مع إسناده لها عن ربه فهي من كلامه تعالى فتضاف إليه وهو الأغلب ونسبتها إليه حينئذ نسبة إنشاء لأنه المتكلم بها أولاً وقد تضاف إلى النبي لأنه المخبر بها عن الله تعالى بخلاف القرآن فإنه لا تضاف إلا إليه تعالى فيقال فيه قال الله تعالى وفيها قال رسول الله فيما يروي عن ربه تعالى...(4) قال السيوطي: كما ورد أن جبريل كان ينزل بالسنة كما ينزل بالقرآن ومن هنا جاز رواية السنة بالمعنى لأن جبريل أداه بالمعنى ولم تجز القراءة بالمعنى لأن جبريل أداه باللفظ ولم يبح له إيحاءه بالمعنى والسر في ذلك أن المقصود منه التعبد بلفظه والإعجاز به فلا يقدر أحد أن يأتي بلفظ يقوم مقامه وإن تحت كل حرف منه معاني لا يحاط بها كثرة فلا يقدر أحد أن يأتي بدله بما يشتمل عليه والتخفيف على الأمة حيث جعل المنزل إليهم على قسمين قسم يروونه بلفظه الموحى به وقسم يروونه بالمعنى ولو جعل كله مما يروى باللفظ لشق أو بالمعنى لم يؤمن التبديل والتحريف فتأمل(5) قال الزرقاني: أن القرآن أوحيت ألفاظه من الله اتفاقا وأن الحديث القدسي أوحيت ألفاظه من الله على المشهور والحديث النبوي أوحيت معانيه في غير ما اجتهد فيه الرسول والألفاظ من الرسول بيد أن القرآن له خصائصه من الإعجاز والتعبد به ووجوب المحافظة على أدائه بلفظه ونحو ذلك وليس للحديث القدسي والنبوي شيء من هذه الخصائص والحكمة في هذا التفريق أن الإعجاز منوط بألفاظ القرآن فلو أبيح أداؤه بالمعنى لذهب إعجازه وكان مظنة للتغيير والتبديل واختلاف الناس في أصل التشريع والتنزيل أما الحديث القدسي والحديث النبوي فليست ألفاظهما مناط إعجاز ولهذا أباح الله روايتهما بالمعنى ولم يمنحهما تلك الخصائص والقداسة الممتازة التي منحها القرآن الكريم تخفيفا على الأمة ورعاية لمصالح الخلق في الحالين(6) خلاصة الفروق بين القرآن والحديث القدسي: 1- القرآن الكريم لفظه ومعناه من عند الله عز وجل وأما الحديث القدسي فالمتفق عليه فيه أن معناه من عند الله عز وجل والخلاف في اللفظ (1) - فيض القدير (4/615)2- القرآن الكريم كل ما فيه من حروف وكلمات وجمل سبيل نقلها التواتر أما الحديث القدسي فيقع فيه المتواتر والآحاد 3- القرآن لا يقال في ثبوت حرف أو آية منه ضعف أما الحديث القدسي فيقع فيه الضعيف والموضوع 4- القرآن كله نزل عن طريق وحي جلي في حال اليقظة كقوله تعالى: (قلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ الله)(7) وقوله: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ)(8)وقوله: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقّ)(9) أما الحديث القدسي فالثابت في التعاريف أنه قد يكون في المنام وقد يكون بالوحي والإلهام إلى غير ذلك مما ورد في التعريف 5- القرآن تعهد الله سبحانه وتعالى بحفظه عن التبديل والتغيير والتصحيف فقال سبحانه (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(10) 6- القرآن مختص بأنه مكتوب في اللوح المحفوظ دون غيره 7- القرآن متعبد بتلاوته ويقع عليها الثواب فعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ)(11) 8- القرآن لا يجوز تبليغه وقراءته إلا بالقراءة المتواترة ولا يجوز بالمعنى أما الحديث القدسي فيجوز تبليغه بالمعنى 9- القرآن الكريم يلزم قراءته في الصلاة ولا يجوز معناه أما الحديث القدسي فيجوز قراءته بالمعنى 10- القرآن لا يقرأه ولا يمسه الجنب ولا الحائض ولا المحدث على قول الجمهور أما الحديث القدسي فيجوز مسه لكل هؤلاء 11- القرآن ينقسم إلى آيات وسور وأجزاء وأحزاب أما الحديث القدسي فليس كذلك 12- القرآن الكريم فيه تحدي وإعجاز في حروفه وآياته ونظمه وغير ذلك قال تعالى: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ الله إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ)(12) أما الحديث القدسي فغير ذلك 13- القرآن يكفر جاحده أما الحديث القدسي فلا يكفر إذا كان متأولا بضعف رواته أو نحو ذلك 14- القرآن ينسب إلى الله مطلقا أما الحديث القدسي لا ينسب إلى الله إلا مقيدا 15- القرآن يحرم بيعه عند الإمام أحمد ويكره عند الشافعية أما الحديث القدسي فلا 16- القرآن يحرم السفر به إلى أرض العدو خوف امتهانه بالنص، أما الحديث القدسي فبالقياس فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوّ»(13) ______________________ (2) - فيض القدير (4/615) (3) - انظر: الكوكب الدراري (9/ 75- 80) وكذا نقله عنه المدني في الإتحافات السنية/ 336 (4) - قواعد التحديث للقاسمي (66، 67) (5) - الإتقان في علوم القرآن (1/127) (6) - مناهل العرفان (1/37) (7) - البقرة : 97 (8) - الشعراء : 193 (9) - النحل :102 (10) - الحجر : 9 (11) - أخرجه الترمذي: كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء فيمن قرأ حرفا من القرآن ما له من الأجر (2910) (12) - البقرة : 23، 24 (13) - متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب السفر بالمصاحف إلى أرض العدو (2990)، مسلم: كتاب الإمارة، باب النهي أن يسافر بالمصحف إلى أرض الكفار (1869) ومع الحلقة (8)
================ ::::::يتبع::::::: ===== :: |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الأحاديث, الله, النبويه, القدسية, سلسلة |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|