نداء إلى سلطات وسكان مدينة عين مران بولاية الشلف / الشيخ بن حنفية العابدين

[عبد الله المزغني]

نداء الى سلطات وسكان مدينة عين مران بولاية الشلف
بقلم الشيخ الفقيه بن حنفية العابدين الجزائري

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، واتبع هداه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منكم صيامكم وقيامكم وأن يبارك لكم في صالح أعمالكم .
وقد علمت أن بعض أئمة المدينة توفي فرحمه الله تعالى، وغفر له، وإني أعزي أهله، وأدعوهم إلى أن يصبروا ويحتسبوا فيؤجروا .
وقد علمت أنه أوصى أن يدفن في المسجد الذي كان يؤم فيه فكتبت إليكم مبينا ما أعلمه من الحق في هذه المسألة، وهو أنها وصية لا يجوز تنفيذها عند العلماء لكونها معصية، وهي مكروهة عند المالكية لكن في خصوص من بنى مسجدا من ماله واشترط أن يدفن فيه، والصواب أن هذا الشرط لا يجوز تنفيذه ولو كان هو الذي بناه، لما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله من النهي عن ذلك، وهو مستفيض معروف، ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد".
ولهذا أدعو إخواني إلى أن يجنبوا بيوت الله الخلافات والفتن والتسبب في هجرانها ممن يرون عدم صحة الصلاة فيها، وهو الحق، متى صار المرء يقصد المسجد لأن فلانا مدفون فيه، ويحصل هجران بعض المصلين للمسجد، فنتسبب في قلة انتفاع المسلمين بوقف المحبسين، وفي حصول المشقة للقربين من المسجد بذهابهم إلى المساجد البعيدة، ونشتت بذلك جماعة المسلمين، وصلاة الجماعة من حكم مشروعيتها تقوية هذه الوحدة .
ولا تنسوا يا إخواني أن المسجد وقف عام ليس لأحد فيه حق خاص يخول له أن يوصي بأن يدفن فيه، فإن هذا الباب إذا فتح يصعب سده، لو كانت هذه الوصية مشروعة، فكيف إذا كانت مردودة .
أذكر لإخواني هذا والله -ناصحا محبا مشفقا- ، والنصيحة واجبة للمسلم على أخيه، ولا أشك والله أن هذا الذي ذكرته لكم هو ما سيستيقنه المتوفى -رحمه الله- عند ربه حيث تزول الحجب ويعرف الحق وينجلي الأمر .
وفقكم الله إلى كل خير، وجنبنا وإياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن .

وكتبه اخوكم بن حنفية العابدين، بمعسكر في 28 من شهر رمضان سنة 1438هـ

[عابد الرحمان عابد]

وفق الله الشيخ لما يحب ويرضى
عندما اقرأ للشيخ أو اسمعه في نصائحه العامة أتذكر الشيخ الزاهد عبد العزيز ابن باز رحمه الله
فأسلوب الرحمة والعطف يرتسم في كلماته
رحم الله الشيخ ابن باز ووفق الله شيخنا ابن حنفية عابدين
وأنبه الإخوة في عين مران ان القانون الجزائري يحرم الدفن في المقابر وغيرها من الأماكن التي يتعبد فيها
فقد جاء في نصوص الأمر رقم : 75/79 المؤرخ في 26/12/75 أنه لا يجوز دفن الموتى في المساجد والكنائس والمعبد والكنائس اليهودية أو بصفة عامة كل بناية مقفلة أو مغلوقة يجتمع فيها المواطنون لتأدية عبادتهم و كذلك داخل المدن والقرى ، وعليه تخصص خارج هذه المدن والقرى وعلى بعد يقدر من قبل السلطات البلدية بدون أن يقل عن 35م أرض معدة خصيصا لدفن الموتى كما يمنع بناء أماكن وحفر الآبار على بعد يقل من 35م من المقابر ، وكما تكون هذه المقابر المحاطة بسياج أو حائط وتتم حمايتها من كل الانتهاكات من طرف السلطات العمومية وعليه فإن عملية دفن الموتى يتم في مقابر منظمة وتحت إشراف المصالح العمومية بشكل لا يسمح بدفن الميت خارج هذه المقابر و إلا كان ذلك مخالفا للقوانين.

[محب العباد والفوزان]

بارك الله في الشيخ بن حنفية..

[عثمان الجزائري]

- بارك الله في شيخنا ابن حنفية العابدين وجزاه الله خيرا -