أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
14559 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-13-2014, 09:59 AM
خالد بن إبراهيم آل كاملة خالد بن إبراهيم آل كاملة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 5,683
افتراضي نقض رواية العلواني الموسومة (إشكالية التعامل مع السنة النبوية) - للدكتور علي عجين

نقض رواية العلواني الموسومة: (إشكالية التعامل مع السنة النبوية ).

( إشكالية العلواني ).

ما قام به الأستاذ الفاضل طه جابر العلواني في آخر ما سطّر ذهنه من عمل عبثي محاولاً تفكيك الصروح وبناء المطروح ( بخلطة حداثية استشراقية اعتزالية ...) ، لا يمكن السكوت عليه ولا سيما أنه صدر من كاتب ذي خلْفية أصولية صاغ عبثَه بصياغة شبه علمية ، وبعد قراءات متعددة سريعة ومتوسطة وبطيئة للكتاب ، وقع في نفسي تساؤلات وتساؤلات ، أهي انتكاسة فكرية أصابت الرجل ؟ ! و كيف لصرح علمي كالمعهد العالمي للفكر الإسلامي يوافق على نشر كتاب يهدم المنهجية وهو المعهد الذي تعلمنا منه علم المنهجية ! !
وقد عزمت على الرد عليه بتفنيد أوهامه بتأليف كتاب يبين ذلك تفصيلاً ، فبدأت بوضع مخططه وجمع متفرقه وعنونة مواضيعه لتفكيك عبث " إشكالية العلواني " ، فرأيت أن تأليف الكتاب عبث آخر لأن في كل صفحة من " الإشكالية " إشكالية تلو إشكالية ، ومفردة " أزمة " ولفظة " صراع " تلوح لك في أفق " "الإشكالية "، فحولت فكرة الكتاب إلى مقالة لعلها تفي بالغرض بتفكيك عبث " الإشكالية " .

وأبدأ بعنوانه فأقول : عزيزي القارئ لا تغتر بهذا العنوان المهزوم فكرياً ، فإنه عبث فكري أو قل " إشكالية ذهنية " لا تقع إلا في عقل العلواني ، وهل يعقل أن الأمة ظلت مغيبة عن إشكاليات بهذا الحجم حتى جاء الدكتور الفاضل بفك شيفرة التعامل مع السنة بصبغة استشراقية ونزعة حداثية. ؟؟

-رواية العلواني

أما طريقة العرض والأسلوب فإن الدكتور الفاضل استعمل في عرض ما أطلق عليه " إشكالية التعامل مع السنة " أسلوباً روائياً قصصياً -بعيداً عن المنهجية العلمية- ، وهو ذات الأسلوب المعتاد للمستشرقين في عرض شبهاتهم حول الإسلام.
فأنت -عزيزي القارئ- أمام نص روائي أسطوري متكامل الأركان صاغه الدكتور العلواني بخياله وببراعة فائقة وبمنهجية ذهنية غير علمية ، وصنع أبطال الرواية من سياسيين ومتصوفة وأهل رأي وفقه وأهل حديث ، وكتب سيناريو تراجيدي غلّفه بعبارات المعضلات والأزمة والإشكالية والصراع ونحوها ، وأما عقدة الرواية التي تحوم حولها الرواية : ( درس مما تعرضت له الأديان السابقة ) ( ص 379) ، فالعلواني يخشى على الأمة أن يصيبها ما أصاب الأمم السابقة حين خلطوا كلام الوحي بكلام أحبارهم ، نعم هكذا قاده فكره لهذه المقارنة ، وذلك أن في ذهن العلواني أن جهود علماء الحديث لا قيمة لها فالكذب بدأ منذ أيام الصحابة ، ثم تزايدَ وعلماء الحديث يتفرجون !! والمدلسون أعدادهم ليس كما ظن علماء الحديث !! والنقاد عاطفيون وإقليميون ومزاجيون ، وكل ذلك باسم المنهجية.
وإذا كان الأمر كذلك فإن الأمة بحاجة إلى بطل ينقذ حديث نبيها – صلى الله عليه وسلم – بمقاييس جديدة !!
وأُبشر الدكتور الفاضل أن روايته المبدعة التي أقترح عليه أن يضع لها عنوان: ( أساطير العلواني ) يصلح أن تكون نصاً مسرحياً متعدد المشاهد والفصول ،ولكن المشهد الأخير كان أسوأ المشاهد.
والأسطورة كما يقال لها شبهة حقيقة أو جذور من الحقيقة ولكن لَعِب الخيال فيها ألاعيبه ، ولا أعني بذلك أن موضوع التعامل مع السنة المشرفة كان يوماً إشكالية أو مشكلة أو أزمة في عقل المسلم كما اكتشف الدكتور الفاضل ، فالتعامل مع السنة النبوية أمر محسوم في صميم عقل و وجدان المسلمين علماء وعامة.
ولكن الدكتور بمنهجيته اللاعلمية وظّف أحداثاً تاريخية ومواقف مروية انتقائية وخلط الأوراق وافتعل الإشكالية ثم سماها " إشكالية " لفرض فكرة لا توجد إلا في ذهنه تماماً كما يصنع المستشرقون.

وبعيداً عن المنهج العلمي النقدي التحليلي لدراسة العلوم المتعلقة بالحديث قام الدكتور الفاضل بتطبيق منهج التفكيك العبثي ، فوصل إلى نتائج يخجل أبو ريّة من ذكرها ، فيُعنون : علم رجال الحديث بين الموضوعية والذاتية ، و خوارم المنهجية .
في علم الرجال ، ويذكر فيه : التدليس و المدلسون قائلاً : ( وبرغم انتشار التدليس بصورة مخيفة بين الرواة عامة...) وبعد أن ذكر أصناف المدلسين وعددهم تساءل قائلاً : ( فهل هذا العدد استوعب فعلاً كل من دلّس ؟ بالطبع لا . ) ( ص 350) .

وتحدّث عن الكذب قائلاً : (ظل الكذابون يتزايدون ، ومن ثمّ الروايات المكذوبة ) ( ص 351) طبعاً وعلماء الحديث يتفرجون !! ، وذكر الجهالة بقوله : ( ولكن هذه الجهالة اختلفت معاييرها من زمان لآخر ، ومن مكان لآخر مما جعل الحديث يتبدل من الصحة إلى الضعف ، والعكس . ) ( ص 353) .

ويتهم علماء الحديث بالإقليمية فقال : ( وتؤدي إلى إفساد حكم الناقد سواء بالتوثيق أو التضعيف أو التجريح ،وبرغم وضوح ذلك إلا أن وكيع بن الجراح قال :" لا نعدل بأهل بلدنا أحداً " ) ( ص 354).

ويرى العلواني أن علماء الحديث تأثروا بالعاطفة فيقول : ( مما لا شك فيه أن العاطفة لا دخل لها بالعلم ، و لكنها - مع الأسف – تدخلت في حكم النقاد على الرواة ومن ثم على الروايات ) ( ص 354).

و ذكر التقليد والمذهبية الفقهية الكلامية ، ثم قال : التلاعب بالجرح والتعديل : ( الكلام في الجرح والتعديل يقتضي الأمانة والتجرد ، لا المزاج الشخصي ، ولكن الحادث كان غير ذلك ) ( ص 357).

وأورد الإسناد على محك العلميّة ، والرواية بالمعنى ، كل ذلك عبثاً بجهود علماء الحديث.

-العلواني يحطم أرقام المستشرقين بتواريخ قياسية.

وحتى يكون إخراج الرواية على أكمل وجه فإن العلواني استعمل ( فنتازيا) التواريخ فالتواريخ المذكورة في "إشكاليته " أرقام قياسية لم يحاول حتى المستشرقون الوصول إليها ، ( فظهور الإسناد بوصفه منهجاً لإزالة الشك عن المرويات بدأ بعد سنة 140 ه ، والرواة الذين رووا حتى سنة (140 ه ) لم تجري لهم عمليات فحص وجرح و تعديل. ) ( ص 209).

وعندما أراد تحديد الفتنة الواردة في قول ابن سيرين :" لم يكونوا يسألون عن الإسناد ، حتى وقعت الفتنة ................" قال : ( ويبدو من السياق أن الفتنة المذكورة هي فتنة الابتداع وشيوع المقالات ، ويقرر أمين الخولي أن الإسناد حتى وفاة الإمام مالك سنة 179 ه لم يكن بعد قد اتخذ نظاماً دقيقاً تاماً على نحو ما نراه مثلاً عند البخاري في القرن الثالث. ) ( ص 258 ).
ويقول : ( إن الحكم بعدالة الراوي يفترض أن أحوال الرجال كانت واضحة للنقاد منذ بداية الرواية ، مع أن الكلام في الرجال تأخر لأكثر من ( 160 ه) (ص 348)
وأخطر هذه التواريخ القياسية ما ذكره في الهامش ( ص 257) بعد أن قال في المتن : ( بل كانت هذه العناية - أي بالرواية – تتفاوت بتفاوت الظروف... )إلى قوله: (وعدم السؤال عنه أول الأمر) قال في الهامش : ( وقد استغرق ذلك حوالي (410) سنة بعد وفاته – عليه الصلاة و السلام ، ولذلك لجأ المحدثون المشتغلون بالحديث عندما ازداد الاهتمام بالإسناد إلى التوثيق بالسبر و تركيب الأسانيد ، وافتراضها...)

-اكتشِف موارد العلواني !!
أما عن موارده ومصادره فأذكرها تاركاً للقارئ الحكم عليها؛ فمنها : ما كتبه سامر إسلام بولي في موقع أهل القرآن ، وهو موقع من يطلقون على أنفسهم " قرآنيين " والصواب تسميتهم ب " الأراكيين " نسبةً للأريكة الواردة في حديث المقدام بن معدي كرب - رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم - :" ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ، ألا إني أوتيت القرآن ومثله ، ألا يوشك رجلٌ شبعانٌ على أريكته يقول : عليكم بهذا القرآن ، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه...الحديث"
و منهم محمد السعيد مشتهري في كتابه "السنة النبوية حقيقة قرآنية " ، ولعل فكرة كتاب العلواني قائمة على هذا الكتاب ، وعلى آراء سامر الإسلام بولي مع تجميع ما كتبه العلواني من كتبه القديمة ، فخرجت رائعة العلواني " أساطير العلواني و إشكاليته " !!
ومنهم فوزي إبراهيم( حداثي) في كتابه "تدوين السنة " ، وحسّان عبد المنان في كتابه "حوار مع الشيخ الألباني ".
وأمين الخولي في كتابه "الإمام مالك " ، وعلي أكبر النجفي في كتابه " التحفة النظامية ".
وإني أتعجب كيف برجل بحجم الدكتور العلواني تأثّر بهم .!!
وأما المصادر المعتبرة فكان ينقل منها ما يوافق " إشكاليته " الذهنية بانتقائية المستشرقين في النقل من كتب التراث.

-ابتكارات الدكتور العلواني .
تضمن كتاب العلواني ابتكارات غير علمية وغير مسبوقة ، فبعد أن فرّق العلواني بين النبي والرسول خلص إلى القول : ( أن نبوة محمد للعرب ، و رسالته للناس جميعاً) ( ص 32 ) ، وذهب العلواني إلى نفي المعجزات الحسية للنبي – صلى الله عليه وسلم - فقال : ( هذه كلها أدت ببعضهم إلى أن ينسب معاجز حسيّة إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -، ويشغل الناس بها عن القرآن الكريم ...) ( ص 88 )
ويقول عن علم القراءات : ( لكن بعض أهل الحديث أرادوا أن يرفعوا من شأن الرواية ، ويعززوا من منهاجها فأكدوا على أن القرآن أيضاً مروي ، ليمرروا من خلال ذلك ما عرف فيما بعد بالقراءات وعلم القراءات ، لأنها في الحقيقة هي التي يمكن أن تعتمد على الرواية وتتوقف عليها .) (ص 215) ثم فصّل في مؤامرة بعض أهل الحديث باختراع القراءات .!!
وزعم العلواني أن الكذب في الحديث وقع أيام الصحابة فقال : ( وبتعقب هذا الكذب نجده واقع ( كما يصدق أهل الحديث ) من أيام الصحابة ! ...) ( ص 352) .

-أدب الاختلاف عند العلواني
والسؤال الذي نطرحه كيف تعامل الدكتور العلواني مع خصومه من المحدثين ، هل تعامل معهم بأدب الاختلاف – وهو عنوان الكتاب الذي ألفه قبل عقود - ؟ وإليك عزيزي القارئ الجواب : بعد أن ذكر قول جماهير العلماء بأن السنة تنسخ القرآن حتى لو كانت آحاداً قال : ( وما من شك عندي أن هذا القول لو ظهر في عهد أبي بكر أو عمر أو علي أو بلغ أسماع أم المؤمنين عائشة لم سَلِم قائلوه من العقوبة و التعزير و الرفض والتنديد...) ( ص205). وفي( ص 206) يصف أقوال العلماء ( بالغيثية. )
وعند رفضه لقول مَن قال : ( السنة قاضية على الكتاب ، ولا يقضي الكتاب على السنة .) قال : ( ولا شك عندي مهما قيل في تأويل ذلك أن هذا القول لو سمعه أبو بكر من عمر أو عمر من أبي بكر لما قبله منه ، بل لرده عليه رداً غير جميل وربما يستتيبه على ذلك ، فالكلمة خطيرة ، مهما قيل في تأويلها .) ( ص 203)
وقال عن الإمام الأوزاعي : ( ولذلك فقد تجرأ الأوزاعي..........) ( ص 253 )
وبعد أن ذكر كلام الإمام الشافعي في حكم الرواية بالمعنى قال : ( ثم تكلّف الإمام في الفقرة( 748) ( ص 365).
وقال بعد أن أورد أقوال العلماء في مفهوم السنة : ( لا مصطلحاً يتصرف به أصحاب الاصطلاح بالوضع كما يشاءون ويحملونه من المعاني ما يشتهون تحت شعار " لا مشاحة في الاصطلاح ) ( ص 95).
وقال : (والتلاعب بالجرح والتعديل ).

-العلواني والخطوات الاستباقية :
رغم أن الدكتور الفاضل تقاطع فكرياً مع الأراكيين ( القرآنيين ) بل ونقل عن بعضهم في هامش كتابه ، إلا أنه قال عنهم : ( أما هذه النابتة الحادثة ممن أطلقوا على أنفسهم القرآنيين ...) ( ص 384).
وهذه الخطوة الاستباقية حتى لا يتهم بهذه التهمة لا تعفي الدكتور العلواني أنه وافق الأراكييّن ( القرآنيين) في كثير من أفكارهم ، فهنيئاً للأراكييّن " إشكالية العلواني " حيث روّج لفكرهم شاء أم أبى.
وخطوة استباقية أخرى قام بها الدكتور عندما قال أنه قام بعمله هذا حتى لا تطبق المناهج الغربية النقدية في نقد النصوص ونقد النقد و" النقد التفكيكي "، فأقول إذا لم يكن ما قمت به هو عين " العبث التفكيكي " فلا أدري ما هو النقد التفكيكي الغربي !! وإذا كنت تطبق منهجاً علمياً ألا يسعك ما وسع علماء الأمة مُحدثين وفقهاء وأصوليين ومتكلمين ، بتسليمهم للمنهج النقدي للمحدثين في نقد المرويات ، وإنما يقع بينهم شيء من الاختلاف في العمل بالحديث بحسب أصولهم العلمية وقرائن الترجيح التي هي محل النظر والاجتهاد ، ولكن الدكتور العلواني بنموذجه المعرفي الاعتزالي الحداثي الأريكي ( القرآني) خلط بين الأمرين وافتعل صراعات وأزمات وإشكالات وهمية ، وشوّه تاريخ الأمة العلمي برواية خرافية لا يصدق عليها إلا وصف " أساطير العلواني " حتى لو قلت عنها كما في الخاتمة : ( إضافة مقدّرة ) بل هي انتكاسة مدمّرة .

وأخيراً ألا يكفيك منهج المحدثين التكاملي في التعامل مع القرآن الكريم والسنةالمشرفة والذي يمثله أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري الذي كثيراً ما كان إذا ترجم ترجمةً لأبواب أحاديثه إلا وجمع فيه بين آية كريمة وحديث شريف ، فهل تريد منا أن نقبل روايتك الأسطورية وندع مرويات علماء الحديث .؟؟


وكتبه د. علي إبراهيم عجين.
أستاذ مشارك في الحديث الشريف
جامعة آل البيت ، المملكة الأردنية الهاشمية.
ليلة الخميس 5/صفر/1436 ه 27 / 11 / 2014 م
في بيرين الخضراء.
__________________

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.


To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:19 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.