أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
54517 89571

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-26-2023, 08:34 AM
محمد السنغالي محمد السنغالي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2012
المشاركات: 56
افتراضي فوائد حديثيةمن فتح الباري في شرح حديث: خيركم من تعلم القرآن وعلمه


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين، وبعد.
فهذه فوائد حديثية قيمة في شرح حديث: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. انتقيتها من فتح الباري لابن حجر رحمه الله تعالى وسقتها على هيئة سؤال وجواب ليسهل استيعابها، والله الموفق.


أولا: سرد الحديث كما ورد في صحيح البخاري رحمه الله تعالى.

5027 حَدَّثَنَا*حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ*، حَدَّثَنَاشُعْبَةُ*، قَالَ : أَخْبَرَنِي*عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ*، سَمِعْتُ*سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ*، عَنْ*أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ*، عَنْ*عُثْمَانَ*رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "*خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ*الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ ". قَالَ : وَأَقْرَأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي إِمْرَةِ عُثْمَانَ حَتَّى كَانَ الْحَجَّاجُ قَالَ : وَذَاكَ الَّذِي أَقْعَدَنِي مَقْعَدِي هَذَا.

ثانيا: الفوائد

١-اختلاف شعبة وسفيان الثوري في رواية هذا الحديث.

فشعبة يدخل بين علقمة بن مرثد وأبي عبد الرحمن سعد بن عبيدة، وخالفه سفيان الثوري فقال: " عن علقمة، عن أبي عبد الرحمن "، ولم يذكر سعد بن عبيدة.

قال المصنف (أي: ابن حجر): وقد أطنب الحافظ أبو العلاء العطار في كتابه " الهادي في القرآن " في تخريج طرقه، فذكر ممن تابع شعبة ومن تابع سفيان جمعا كثيرا.

وأخرجه أبو بكر بن أبي داود في أول "الشريعة" له، وأكثر من تخريج طرقه أيضا.

س-ماالذي رجحه الحفاظ؟

ج-رجحوا رواية سفيان، وعدُّوا رواية شعبة من {المزيد في متصل الأسانيد}

قال الترمذي: كأن رواية سفيان أصح من رواية شعبة.

على أنه جاءت بعض الروايات عن سفيان على رفق رواية شعبة.
رواه الترمذي عن بندار

ورواه النسائي عن عبيد الله بن سعيد

جميعا عن يحيى القطان عن سفيان وشعبة أن علقمة حدثهما عن سعد، به.
ولكن هذا وهم من يحيى القطان حين جمعهما بلفظ شعبة، وهَّمه علي بن المديني.

وقال محمد بن بشار: أصحاب سفيان لا يذكرون فيه سعد بن عبيدة وهو الصحيح.. وأشار إلى ذلك الدارقطني أيضا

وتُعقِّب الدارقطني بأن يحيى فصل بين الروايتين في سنن النسائي فقال: " قال شعبة: خيركم، وقال سفيان: أفضلكم ".

ولكن هذا ضعيف؛ فإن الوهم في السند لا في المتن.

قال ابن عدي: يقال: إن يحيى القطان لم يخطئ قط إلا في هذا الحديث!!

وقد تابع بعضهم يحيى القطان في ذكر سعد بن عبيدة من رواية سفيان، وهم:

خلاد بن يحيى (ذكره الدارقطني)

يحيى بن آدم (ذكره ابن عدي)

سعيد بن سالم القداح

وكل هذا وهْمٌ

سؤال: هل هذا ما ذهب إليه البخاري أيضا؟

الجواب: لا يبدو ذلك، فالبخاري قد أخرج الطريقين، فكأنه ترجح عنده أنهما جميعا محفوظان.

س-كيف نفسر ذلك؟

ج-نفسره بأحد الأمرين: إما أن نقول: إن علقمة سمعه أولا من سعد، ثم لقي أبا عبد الرحمن فحدثه به.

وإما أن نقول: سمعه علقمة مع سعد من أبي عبد الرحمن فثبته فيه سعد.
ويؤيد ذلك ما في رواية سعد بن عبيدة من الزيادة الموقوفة، وهي قول أبي عبد الرحمن: " فذلك الذي أقعدني هذا المقعد "

قوله: ( عن عثمان )

اختلف الحفاظ في سماع أبي عبد الرحمن من عثمان بن عفان رضي الله عنه

قال شعبة ويحيى بن معين: لم يسمع أبو عبد الرحمن السلمي من عثمان.

وسكت مسلم عن إخراج هذا الحديث في صحيحه (قاله الحافظ أبو العلاء)

قد ورد في بعض الروايات تصريح أبي عبد الرحمن السماع من عثمان:
وذلك فيما أخرجه ابن عدي في ترجمة عبد الله بن محمد بن أبي مريم من طريق ابن جريج عن عبد الكريم عن أبي عبد الرحمن: " حدثني عثمان "، وفي إسناده مقال.

والظاهر أن البخاري اعتمد في وصله وفي ترجيح لقاء أبي عبد الرحمن لعثمان على ما وقع في رواية شعبة عن سعد بن عبيدة من الزيادة، وهي: أن أبا عبد الرحمن أقرأ من زمن عثمان إلى زمن الحجاج، وأن الذي حمله على ذلك هو الحديث المذكور، فدل على أنه سمعه في ذلك الزمان، وإذا سمعه في ذلك الزمان ولم يوصف بالتدليس اقتضى ذلك سماعه ممن عنعنه عنه وهو عثمان رضي الله عنه

ولا سيما مع ما اشتهر بين القراء أنه قرأ القرآن على عثمان، وأسندوا ذلك عنه من رواية عاصم بن أبي النجود وغيره، فكان هذا أولى من قول من قال: إنه لم يسمع منه.

إشكال وجوابه:

الإشكال: جاء في بعض الروايات عن أبي عبدالرحمن عن أبان عن أبيه.

الجواب: قال الدارقطني: هذا وهم، فإن كان محفوظا احتمل أن يكون السلمي أخذه عن أبان بن عثمان عن عثمان، ثم لقي عثمان فأخذه عنه.

وتُعُقب بأن أبا عبد الرحمن أكثر من أبان،

وأبان اختُلِف في سماعه من أبيه أشد مما اختلف في سماع أبي عبد الرحمن من عثمان فبعد هذا الاحتمال.
فما هو الصحيح إذن؟
الجواب: قال الدارقطني: الصحيح: عن أبي عبد الرحمن، عن عثمان.

قوله: ( قال: وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج )
أي: حتى ولي الحجاج على العراق.
قلت: بين أول خلافة عثمان وآخر ولاية الحجاج اثنتان وسبعون سنة إلا ثلاثة أشهر، وبين آخر خلافة عثمان وأول ولاية الحجاج العراق ثمان وثلاثون سنة، ولم أقف على تعيين ابتداء إقراء أبي عبد الرحمن وآخره، فالله أعلم بمقدار ذلك، ويعرف من الذي ذكرته أقصى المدة وأدناها.
سؤال: من قائل: أقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج؟
جواب: القائل: " وأقرأ ..." إلخ، هو سعد بن عبيدة، فإنني لم أر هذه الزيادة إلا من رواية شعبة عن علقمة.

سؤال: من قال: وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا؟

جواب: هو أبو عبد الرحمن.
وحكى الكرماني أنه وقع في بعض نسخ البخاري: " قال سعد بن عبيدة: وأقرأني أبو عبد الرحمن " قال: وهي أنسب لقوله: " وذاك الذي أقعدني ..." إلخ، أي أن إقراءه إياي هو الذي حملني على أن قعدت هذا المقعد الجليل.
انتهى، والذي في معظم النسخ: " وأقرأ " بحذف المفعول، وهو الصواب.

وكأن الكرماني ظن أن قائل: " وذاك الذي أقعدني " هو سعد بن عبيدة، وليس كذلك، بل قائله أبو عبد الرحمن.

ولو كان كما ظن للزم أن تكون المدة الطويلة سيقت لبيان زمان إقراء أبي عبد الرحمن لسعد بن عبيدة، وليس كذلك، بل إنما سيقت لبيان طول مدته لإقراء الناس القرآن.

وأيضا فكان يلزم أن يكون سعد بن عبيدة قرأ على أبي عبد الرحمن من زمن عثمان

وسعد لم يدرك زمان عثمان؛ فإن أكبر شيخ له المغيرة بن شعبة، وقد عاش[المغيرة] بعد عثمان خمس عشرة سنة.

وكان يلزم أيضا أن تكون الإشارة بقوله: " وذلك " إلى صنيع أبي عبد الرحمن، وليس كذلك، بل الإشارة بقوله ذلك إلى الحديث المرفوع.

أي أن الحديث الذي حدث به عثمان في أفضلية من تعلم القرآن وعلمه حمل أبا عبد الرحمن أن قعد يعلم الناس القرآن لتحصيل تلك الفضيلة.

سؤال: ماالدليل على هذا الحمل؟

جواب: قد وقع الذي حملنا كلامه عليه صريحا في رواية أحمد[412] ، عن محمد بن جعفر وحجاج بن محمد جميعا، عن شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة قال: " قال أبو عبد الرحمن: فذاك الذي أقعدني هذا المقعد ".

وكذا أخرجه الترمذي [2907] من رواية أبي داود الطيالسي عن شعبة وقال فيه: " مقعدي هذا "، قال: وعلم أبو عبد الرحمن القرآن في زمن عثمان حتى بلغ الحجاج.

وعند أبي عوانة من طريق بشر بن أبي عمرو وأبي غياث وأبي الوليد، ثلاثتهم عن شعبة بلفظ: " قال أبو عبد الرحمن: فذاك الذي أقعدني مقعدي هذا، وكان يعلم القرآن ".

والإشارة بذلك إلى الحديث كما قررته، وإسناده إليه إسناد مجازي، ويحتمل أن تكون الإشارة به إلى عثمان.

وقد وقع في رواية أبي عوانة أيضا عن يوسف بن مسلم عن حجاج بن محمد بلفظ: " قال أبو عبد الرحمن: وهو الذي أجلسني هذا المجلس " وهو محتمل أيضا.

انتهى وما بين [.. ] زيادة مني وما بين (..) لاختصار بعض الكلام، إلا إذا كان من ألفاظ الحديث فمن الحافظ رحمه الله تعالى
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:10 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.