الوحدة والإجتماع مع النقص خير من الإفتراق🔸كتبه عبدالله بن صالح العبيلان

[ابوعبد المليك]

قال تعالى:
{ قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي ۖ إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي } [طه:94].

وفيها من العلم أما قوله ولم ترقب قولي فيشير إلى قول موسى عليهما السلام " اخلفني في قومي وأصلح " أي أن الإفتراق ليس من سبيل الإصلاح ومفارقته لهم سيترتب عليها الإفتراق لأنه سيتبعه طائفة من الثابتين على التوحيد ويخالفهم الجمهور فيقع النزاع بينهم وربما اقتتلوا ، وقد برأ الله هارون عليه السلام بقوله:
{وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ ۖ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَٰنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي } [طه:90]، فقام بواجب الإنكار ولم يفارقهم ينتظر أن يعود موسى عليه السلام فيبطل عبادة العجل ، فآثر هارون عليه السلام مصلحة حفظ الأنفس واجتماع الكلمة على مصلحة المفارقة وقد أقره موسى لما بين له عذره ولم يتعقبه بل قال رب اغفر لي ولأخي.

ومن هنا جاءت الاحاديث المتواترة عن النبي ﷺ في الصبر على جور الأئمة وترك قتالهم ، قال شيخ الإسلام رحمه الله " وهذا كله مما يبين أن ما أمر به النبي ﷺ من الصبر على جور الأئمة وترك قتالهم والخروج عليهم هو أصلح الأمور للعباد في المعاش والمعاد وأن من خالف ذلك متعمدا أو مخطئا لم يحصل بفعله صلاح بل فساد " (٥٣١/٤ منهاج السنة ).

ونحن ولله الحمد في هذه البلاد المباركة لم يجر عندنا معشار ما جرى لغيرنا من جور الأئمة سواء كان ذلك في العقيدة أو في الشريعة بل المملكة تعد نموذجا للمسلمين في عصرنا في العمل بالإسلام وأحكامه في كافة مناحي الحياة، والخطأ والزلل لا يسلم منه أحد مهما بلغ من الصلاح إلا من عصمه الله وهم الأنبياء.
والله أعلم
كتبه عبدالله بن صالح العبيلان
٥-١-١٤٣٩هـ