ما هو الميزان والمعيار للتبديع بدون برهان ؟ . . لشيخنا عليُّ بنُ حسَنٍ الحَلَبِيُّ

[عماد عبد القادر]

الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

وهذا الحديث الآخر الذي فيه قول النبي عليه الصلاة والسلام : أن الله احتجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته فأمر البدعة إخواني أمر خطير والكلام فيه كثير وإذا تلاحظ كم ركز عليه المصنف في الإبانة الصغرى وركز عليه أكثر وأكثر في الإبانة الكبرى ونقل من آثار السلف وقبل ذلك من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام الشيء الكثير الكثير لأن البدعة اتهام بنقص والمبتدع كأنه معاد للشرع لكن روى في أمر البدعة طائفتان : طائفة توسعت في باب البدعة قالت:الدين فيه بدعة حسنة وبدعة سيئة وجعلت المحدثات التي لا تخالف الشرع بزعمها مقبولة وبدعة حسنة والحقيقة أن كل بدعة من هذه البدع تخالف الشرع وليس المقصود هنا المخالفة المضادة لأن البدعة عمل يتقرب به العبد إلى ربه فأين المضادة لا مضادة لكن الأمر في هذه المخالفة من حيث أن هذا مضادا لما أمر الله به الله عز وجل جعل الدين كاملا والذي يبتدع متقربا إلى الله أو لم يفعله رسوله عليه الصلاة والسلام كأنه ضاد الله تعالى في أمره ولا يقال هذه بدعة تناقض العباد أو تخالف النصوص انها تخالف أصل الأمر الإلهي وخالفت طائفة أخرى فلم تحسن ضبط أمر الحكم بالبدعة على من تلبس بها صاحب العلم,أهل العلم يفرقون بين المواقع للبدعة وبين المبتدع وبين الداع للبدع ولكن من هؤلاء احكام ولكل من هؤلاء ضوابطه لا يجوز أن يجتمعوا جميعا في صعيد واحد أو أن يكونوا جميعاً ذوي حكم واحد وانما كلا له حكمه وكلاً له تصرفه والسلوك معه وبالمقابل فان الأصل في موضوع الحكم على الأعيان في باب البدعة أن لا يتولاه عامة الناس ولا حتى عامة طلبة العلم وأن يتولاه العلماء الربانيون لأن البدعة بريد الكفر كما قال السلف البدعة بريد الكفر وباب الكفر وما يقرب إليه إنما يلجه الربانيون من أهل العلم والراسخون من قضاة الشرع وان كان لمن دونهم فيه صلة فأن يقدموا ذلك بينات بين أيدي أهل العلم ليحكموا فيه حكمهم اما أن يكونوا الخصم والحكم والمحامي والقاضي في آن واحد وهم دون أهليه أننظر في هذه القضية بل قد يكونوا لهم من الأسانيد والطرائق ما ينظرون به أهل السنة وعامة الناس والقريب والبعيد ممن كنا مثلهم في الأمس القريب كما قال تعالى:"كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم قل لا تمنوا عليَ إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان" فهداية الله عز وجل لنا وتوفيقه إيانا في منهج الحق منهج الكتاب والسنة يجب أن نكون به سالكين مسلك الصدق وطريق الحق والحلم والتأني كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لأشج ابن عبد القيسأن فيك لخصلتان يحبهما الله ورسوله العلم والأناة " كما قال عليه الصلاة والسلام ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه " فالرفق هو الأصل والحلم والأصل والخروج عن هذا يكون هذا الأصل يكون بقدره الذي لا يجوز التعدي فيه إما أن نعكس القضية بأن يكون العنف وأن تكون الشدة وأن يكون السخط والتعنف هو الأساس في دعوتنا فهذا مناقض الهدي الأكمل والنور المرسل الذي كان عليه رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام ونكرر دائما قول من قال :كلا طرف قصد الأمور ذميم هؤلاء عن طرف وهؤلاء على طرف أخر ولا يجوز أن يتقابح أحدا فيتوهم أن دعوتنا للحلم والتأني والرفق يلزم منها التسيب أو التهاون لا الذي أخذناه وتلقيناه عن أكابر مشايخ هذا الزمان مشايخنا الثلاثة : الشيخ الألباني والعثيمين وابن باز كان في هذا الإطار ولا يخرج عن هذا المضمار وكانوا منشغلين بالعلم والتعلم والتعليم وتوجيه الأمة إلى أصول الدين وقواعده العظام وكانت ردودهم على أهل البدع بحسبها وقدرها دون التجاوز ودون التعدي وإذا كان هناك أغلاظ فلا يكون هذا الأغلاظ إلا بالتتبع لا يكون هذا الأغلاظ مبتدأ به أي يكون هذا الأغلاظ رداً على من أغلظ جزاءا وفاقا أما أن نجعل به والشدة هي الأصل والأساس يعني صرنا نستحي من ممارسات بعض أبناءنا و إخواننا و أصاحبنا صرنا نستحي أن يقال هؤلاء سلفيون حتى أصبحت كلمة السلفية والتشدد والتعنف والغلظة كأنهما في وعاء واحد آن الأوان أن تكبر قلوبنا وعقولنا وممارساتنا وأن تستوعب الآخرين بالحلم والعلم غيرنا استوعب غيرنا بالحلم دون العلم غيرنا استوعب غيرنا بالحلم دون العلم فنحن أولى وأولى أن نستوعب بالحلم والعلم هذا كما يقال نفثة مصدور أقولها لنفسي لأن المؤمن مرآة المؤمن أقولها لإخواني كأني أقولها لنفسي ولا يجوز لأحد أن يطلق الأحكام جزافا بغير علم ولا بينة وتعجل لينصب نفسه محاميا عن هذا الدين أوعن هذه الدعوة هكذا منفردا والله عز وجل يقول " وكونوا مع الصادقين " كما يقول " واركعوا مع الراكعين " كما يقول " وتواصوا بالحق " كما يقول "وتعاونوا على البر والتقوى " أن يأتي أحد من هنا أو هناك ليستقل بإصدار الأحكام والتهم وإصدار فرماناتالتبديع والتضليل كما أننا أبرياء من التكفير المنفلت وكذلك أبرياء من التبديع المنفلتأقول المنفلت هنا وأقول المنفلت هناك سواء بسواء نحن اتهمنا لبعدنا عن التكفير المنفلت بالإرجاء ولا يضيرنا أن نتهم ليبعدنا عن التبديع المنفلت( بالتميع) لا يضيرنا هذا ولا يضيرنا هناك طالما أننا على قاعدة الحق وعلى أساس الصدق وعلى جادة علمائنا الأبرار الكبار الذين عايشنا ذلك منهم واقعا حياتيا سلكوه وسلكناه معهم فهذا الضد والضد الذي يقابله كلاهما مرفوض أن نتوهم أن كل أمر بدعة وأن نحكم على كل أحد أو على أي أحد بالبدعة بدون ضوابط ومن غير أصول ومن غير التماس عذر لمن يستحق التماس العذر هذا ليس من الحق فيه شيء وكذلك أن يغمض أعيننا عمن يستحق أن يكون مبتدعاً وأن تتجاهل في الحكم عليه أيضاً هذا من الباطل كما أن هذا باطل ذلك باطل لذلك الأمر دقيق أيها الأخوة لا يجوز أن يتنطح له أو أن يتنطع به لأحد في أي أمر أو أية مسألة يجب أن تتقي الله عز وجل هل تحب أن يصدر أحدا فيك فتوى أو قولا انك مبتدع لا تحب ,تحب إذا قيل فيك هذا أو أخذ عليك شيء أن تستفصل أو أن يستفصل منك أن يعرف ما عندك أن يكون هنالك نقاش قد تكون هناك وجهة نظر قد تكون تجهل قد يكون يجهل لماذا تحب لنفسك ما لا تحب لغيرك هل هذا من علامات أهل الإيمان فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ,هذا ليس من علامات أهل الإيمان هذا هو المعيار والميزان أن تنظر لنفسك قبل أن تنظر لغيرك عندما تقول وأنت تكتب أو تسهر أو تجلس منفردا أو مع شيطانك أو مع خلانك تقول فلانا مبتدع ضال مضل هكذا من غير بينه أو أن تتلقط كلمة من هنا أو كلمة من هنالك لتقلبها ثم إذا بك مجتهدا في تقليدك جمعا بين نقيضين بين الضدين واجتماع الضدين معا في حال من أقبح ما يأتي به المحال نسأل الله العافية .

تفضل اسمع من هنا بارك الله فيك




=====================
الثاني

نصيحة أخرى أقدمها لنفسي أولا ولإخواني ثانيا في موضوع التبديع والرد على أهل البدع والنقض لهم من وفقه الله للكتاب والسنة أيها الأخوة ولمنهج السلف الصالح يجب أن يكون كالطبيب وأما المخالفون لمنهج السنة وعقيدة السلف هم في الحقيقة كالمرضى وأصحاب الأدواء هل تتخيلون طبيبا يعادي ويعنف و يتعنف على المريض الذي بين يديه ممكن في حالة واحدة وهذه الحالة خارجة عن الأصل إذا هذا المريض أصبح يتحكم هو بالطبيب ويعارضه في وصفاته الطبية وفي علاجه لكن قد يأتيك مريض إذا نصحته قبل وقد يأتيك مريض يريد هو أن يسمع منك لكنه بما يراه منك أو يسمعه عنك فإذا به ينفر أو ينفر أو يفر لماذا ؟
صاحب العلم وصاحب العقيدة الصحيحة في هذا الزمان كالطبيب يجب أن يكون عنده طول النفس والاحتمال يجب أن يكون الصبر ولا أخفيكم الفترة هذه التي يمر بها بعض أبنائنا وإخواننا من العنف والخيلاء والعجب والتصدي والتهاون والتعنت هذه فترة مررنا به وسلمنا الله منها والنبي عليه الصلاة والسلام يقول :إن لكل عمل شره ولكل شره فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى غير ذلك ضل أو كما قال عليه الصلاة والسلام وفي هذه الفترة التي كان عندنا شيء من هذا الغلو وجدنا ولله الحمد من يرشدنا وجدنا من ينصحنا وإن كان ذلك قليل يعني لم يكن لنا من ناصح أمين ومن مرشدا بالحق واليقين أجل من شيخنا أبي عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله ما كان يسمع عن شيء إلا كان يطلبنا ويوجهنا بصورة مباشرة وأحيانا بصورة غير مباشرة أحيانا عبر الهاتف وأحيانا بالمواجهة فاستفدنا نحن الآن ولله الحمد صحيح أن الشيخ ذهب وخلف فجوه كبرى في جسد الدعوة وشرخا عظيما في جدارها لكن ولله الحمد منهجه مستمر ودعوته للكتاب والسنة وهدي سلف الأمة قائما بعيدا عن الحزبية والتحزب والتكفير والتضليل وبعيدا عن التدمير والتفجير والغلو وما أشبه ذلك من مخالفات وانحرافات لها أول قد لا يكون لها آخر أقول ومع هذا يوجد الآن نخبه طيبة من أهل العلم وطلاب العلم الذين وفقهم الله للسير على منهاج الشيخ وأن كانوا متفاوتين هذا شيء طبيعي يا إخواني لا يمكن أن نكون جميعا صوره طبق الأصل بعض عن بعض هذا لا يمكن أرى أحدا عنده اهتمام يدعو بعلوم الحديث أكثر من الفقه وأرى آخر الفقه أكثر من اللغة وأرى آخر عنده اهتمام باللغة أكثر من المصطلح والتفسير هذا شيء طبيعي حتى هو بين الطلبة هو بين المشايخ وبين أهل العلم والمعلمين للناس هذا شيء طبيعي لكن الأمر ينظر في الأصول والضوابط التي اجتمع عليها هؤلاء جميعا هل هي أصول صحيحة على الجادة أم فيها مخالفات وانحرافات إن كان فيها خلافات وانحرافات من الذي يحكم ؟ ؟ هل الذي يحكم من تنقل إليه الصورة بغير وجهها أم المعايش والعارف كما قيل أهل البلد الراوي أدرى ببلديهم وهذه من قواعد علم الحديث من قواعد علم الجرح والتعديل قولهم أهل بلد الراوي أدرى ببلديهم قد ينقل الشيخ من أهل الفضل كلام عن بعض أهل العلم من باب آخر لكن يكون الناقل غير ضابط أو قد يكون حاقدا أو قد يكون كما يقال عرف شيء وغابت عنه أشياء ويأتي الشيخ الفاضل فكما يقال الجواب على قدر السؤال ويقول هذا الذي يقول بهذا القول كذا وكذا مبتدع منحرف كذا كلامه صحيح فيمن هذا وصفه لكن هذا الوصف لا ينطبق على من قيل فيه ومن نقل عنه ومن ذكر بغير حق في هذا الوصف بينما أهل بلد الراوي أدرى بمرويه هذا المنتقد الذين عايشوه عشرات السنين وصاحبوه في السفر والحظر في الخلوة والجلوة كما يقال يعرفون ما عند من ظاهر أمره وباطنه ولا نقصد بالباطن الذي لا يعلمه إلا الله إنما نقصد ما قد يستتره كما قال السلف ما أخفى عنا أحد سريرته إلا أظهرها الله على فلتات لسانه أو صفحات وجه أو كما قيل فأهل الأهواء يعرفون حتى لو تستروا تحت ستار السنة حتى ولو تدسسوا بين أهل السنة يظهرون وينكشفون ونحن ليس عندنا شيء نخاف عليه ولا شيء نخاف منه إلا رب العالمين جل وعلا إما من حيث المنهج الذي نقوله هنا نقوله هناك وهناك نقوله في كل مكان ليس عندنا ما نختبئ منه ولا نختبئ وراءه وأكرر من وفقه الله للعلم ومنهج السلف يجب أن يكون كالطبيب حتى ولو كان في بداية الأمر يعني أن يقول وأن كيف وأنا ما زلت مبتدءا في طلب العلم يعني نحن لا نطلب أن تكون يعني كون كالممرض لا يلزم أن تكون كالطبيب حتى الممرض يحتاج إلى ملاينة وملاطفه وهدوء فيم هو مثله وفي طبقته هذا إخواني ما أحييت ذكره وأرجوا أن يكون لهذا موقع في قلوبكم وكما قال الله( فستذكرون) ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .



تفضل اسمع من هنا بارك الله فيك

[محمدالونشريسي]

جزى الله الشيخ علي خيرا ونفع الله به وشكرا لك أخي عماد

[عماد عبد القادر]

بارك الله فيك

أخي محمد الونشريسي

على مرورك