أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
80790 | 94165 |
#1
|
|||
|
|||
كلمة عن الصبر
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . ﭽ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ([1])(ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ([2])(ﭽ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﭼ([3]) . أما بعد : فهذه كلمة عن الصبر , أسأل الله تعالى أن ينفع بها من قرأها : أولا : تعريف الصبر في لغة العرب : هو الحبس , يقال : صَبَرْتُ نفسي على ذلك الأمر , أي حبستها([4]) . ثانيا : الصبر شرعا : هو حبس النفس على طاعة الله تعالى , وحبسها عن معصية الله تعالى , وحبسها عن التسخط من أقدار الله تعالى([5]) . ثالثا : الكلام على أقسام الصبر : القسم الأول : الصبر على طاعة الله تعالى : هو حبس النفس على الطاعة , فإن النفس قد تصيبها السآمة والملل من الطاعة , فعلى المسلم أن يُصبِّر نفسه على هذه الطاعة ؛ إذ بها نجاة نفسه , ولنعلم أن النفوس على ثلاثة أنواع : النوع الأول : النفس المطمئنة : وهي التي ذكرها الله تعالى في قوله ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ(سورة الفجر) وهي النفس المطمئنة إلى ذكر الله تعالى الساكنة إلى حبه التي قرت عينها بالله تعالى([6]) . النوع الثاني : النفس اللّوّامَة : هي نفس المؤمن تلوم صاحبها في الدنيا على ما حصل منه من تفريط أو تقصير في حق من حقوق أو غفلة([7]) . النوع الثالث : النفس الأمارة بالسوء : هي التي تأمر صاحبها بالسوء والفاحشة وسائر الذنوب ؛ فإنها مركب الشيطان ومنها يدخل على الإنسان , إلا من نجاه الله تعالى من نفسه الأمارة حتى صارت مطمئنة إلى ربها منقادة لداعي الهدى , متعاصية عن داعي الردى فذلك ليس من النفس , بل من فضل الله تعالى ورحمته بعبده([8]) . بناء على ما سبق : على المسلم أن يستعين بالله تعالى ويسأله أن تكون نفسه من النفوس المطمئنة , حتى يكون من أهل الصبر على طاعة الله تعالى , كالصلاة في وقتها , والدعوة إلى الله تعالى , وصلة الرحم , والإحسان إلى الجار والزوج من المرأة وإلى الزوجة من الزوج , وإلى عموم المسلمين , وتصبر المرأة على الحجاب الشرعي , وطلب العلم والعناية بكتاب الله تعالى تلاوة وحفظا وفهما وتدبرا . القسم الثاني : الصبر عن المعاصي : فيحبس المسلم نفسه عن المحرمات ؛ لأن من الناس من يصبر على الطاعة ولكن لا يستطيع حبس نفسه عن المعصية , وهذا ضعف , فإنما ينقص دين المسلم بأمرين : الأول : الشهوة : وهي المعصية , وتكون محاربتها بزيادة الإيمان , بالطاعات , قال العلماء : الإيمان يزيد وينقص , يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية([9]) , فالمسلم إذا زاد إيمانه بالطاعة ابتعد عن الشهوات , ومن أعظم ما يبعد عن الشهوات : طلب العلم الشرعي . الثاني : الشبهة : وهي البدع والضلالات , وهذه تنشأ بسبب النقص في العلم الشرعي, فعلى المسلم الاجتهاد في طلب العلم من الكتاب والسنة على فهم سلفنا الصالح , حتى ينجو من الشبهات . القسم الثالث : الصبر على الأقدار : وهذا الصبر حكمه الوجوب , فمن لم يصبر وتسخط أثِم , فلا يتضجر ولا يتسخط من القدر الذي أصابه , بل يصبر على ذلك من : موت قريب, أو صديق , أو جار, أو والد , ويصبر على خسارة في تجارته , أو أذى في دعوته إلى الله تعالى وهكذا . أما البكاء على المصيبة بلا نياحة ولا تسخط فهذا لا يُنافي الصبر , وقد بكى النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ابنه إبراهيم لما مات وقال : :(( هذه رحمة ))([10]) . ثم هناك مقام الرِّضا أعلى من مقام الصبر , وهذا مقام علي وهو مستحب , والصبر واجب . والله تعالى أعلم , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . كتبه : عبد الله بن محمد أحمد الطالب بمرحلة الدكتوراه قسم العقيدة بالجامعة الإسلامية بالمدينة --------------------------------- ([1]) سورة آل عمران . ([2])سورة النساء . ([3])سورة ا لأحزاب . ([4]) مقاييس اللغة ص561, لابن فارس . ([5]) شرح ثلاثة الأصول للعثيمين ص24 ([6]) تفسير السعدي ص924 . ([7]) المصدر السابق ص898 ([8]) المصدر السابق ص400 ([9]) ففي : "تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد" (ص440) قال عمر بن حبيب الصحابي : ( إن الإيمان يزيد وينقص , فقيل له : وما زيادته وما نقصانه ؟ قال : إذا ذكرنا الله وخشيناه فذلك زيادته , وإذا غفلنا ونسينا وضيعنا فذلك نقصانه ) رواه ابن سعد . ([10]) رواه البخاري ح 1284. |
#2
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا |
#3
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا على النقل
__________________
أذَلَّ الحِرْصُ والطَّمَعُ الرِّقابَا **وقَد يَعفو الكَريمُ، إذا استَرَابَا إذا اتَّضَحَ الصَّوابُ فلا تَدْعُهُ** فإنّكَ قلّما ذُقتَ الصّوابَا وَجَدْتَ لَهُ على اللّهَواتِ بَرْداً،** كَبَرْدِ الماءِ حِينَ صَفَا وطَابَا ولَيسَ بحاكِمٍ مَنْ لا يُبَالي، ** أأخْطأَ فِي الحُكومَة ِ أمْ أصَابَا زوجة عبدالملك الجزائري |
#4
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرًا -أختنا الكريمة-، ومرحبًا بك بين أخواتك.
وهذه مواضيع متعلقة -نثرًا وشعرًا-: { وبشر الصابرين ... } موعظة في الصبر - لشيخ الإسلام ابن تيمية أبيات في الصبر |
|
|