أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
55395 94165

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 10-12-2012, 12:04 PM
لمياءالسودان لمياءالسودان غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
الدولة: السودان
المشاركات: 15
افتراضي

جزاك الله خيرا اختنا ام محمد وتقبل منك هذا الجهد الطيب وزادك توفيقا
__________________
قال الله تعالي :(إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزي كل نفس بما تسعي)
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 10-23-2012, 04:22 PM
أم محمد السلفية أم محمد السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: فلـسـطـيـن/ رام الله
المشاركات: 673
افتراضي أم ورقة الأنصارية – العابدة الحافظة

اقتباس:
جزاك الله خيرا اختنا ام محمد وتقبل منك هذا الجهد الطيب وزادك توفيقا

وإياك أختي الكريمة .


أم ورقة الأنصارية – العابدة الحافظة

إنها – كما يقول أبو نعيم – الشهيدة القارئة، أم ورقة الأنصارية.
كانت تؤم المؤمنات المهاجرات، ويزورها النبي- صلى الله عليه وسلم - في الأحايين والأوقات.

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقدر أم ورقة ويعرف مكانتها ويُكبر حفظها وإتقانها ، وكان يأمرها بأداء الصلاة في بيتها.

وأما عن حبها - رضي الله عنها - للجهاد والشهادة في سبيل الله فها هي تحدثنا عن ذلك فتقول :
أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا غَزَا بَدْرًا قُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِى فِى الْغَزْوِ مَعَكَ ،أُمَرِّضُ مَرْضَاكُمْ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِى شَهَادَةً.
قَالَ « قِرِّى فِى بَيْتِكِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَرْزُقُكِ الشَّهَادَةَ ».رواه أبو داود في سننه وحسنه الألباني.

وعادت الصحابية العابدة أم ورقة – رضي الله عنها - إلى بيتها سامعة مطيعة أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن طاعته واجبة.

وغدت أم ورقة رضي الله عنها تُعرف بهذا الاسم " الشهيدة" بسبب قوله – عليه الصلاة والسلام -:« قِرِّى فِى بَيْتِكِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَرْزُقُكِ الشَّهَادَةَ »،

ولما ذكره ابن الأثير في" أسد الغابة" أن النبي صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد زيارتها اصطحب معه ثلة من أصحابه الكرام ، وقال لهم -:« انْطَلِقُوا بِنَا نَزُورُ الشَّهِيدَةَ».

وفي عهد عمر كان -رضي الله عنه - يتفقدها ويزورها ، اقتداءً بنبيه صلى الله عليه وسلم .

وقد كانت أم ورقة تملك غلاماً وجارية ، وكانت قد وعدتهما بالعتق بعد موتها،فسولت لهما نفساهما أن يقتلا أم ورقة ، وذات ليلة قاما إليها فغمياها وقتلاها ، وهربا ، فلما أصبح عمر -رضي الله عنه- قال : والله ما سمعت قراءة خالتي أم ورقة البارحة.

فدخل الدار فلم ير شيئاً، فدخل البيت فإذا هي ملفوفة في قطيفة في جانب البيت ، فقال : صدق الله ورسوله ، ثم صعد المنبر فذكر الخبر، وقال : عليَّ بهما ، فأُتي بهما ، فصلبهما، فكانا أول مصلوبين في المدينة.

فرحم الله – تعالى – الصحابية الأنصارية ، والشهيدة العابدة ورضي الله عنها وأرضاها .

من كتاب : صور من سير الصحابيات
عبد الحميد السحيباني .
__________________
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتى ****** بأن يدى تفنى ويبقى كتابها
فإن عملت خيراً ستجزى ***** وإن عملت شراً عليَ حسابها


***********
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 11-14-2012, 01:34 AM
أم محمد السلفية أم محمد السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: فلـسـطـيـن/ رام الله
المشاركات: 673
افتراضي أم الدحداح الأنصارية – المؤثرة نعيم الآخرة.

أم الدحداح الأنصارية – المؤثرة نعيم الآخرة.

أم الدحداح الأنصارية – رضي الله عنها - واحدة من نساء الصحابة اللاتي آثرن الباقي على الفاني ، والنعيم الدائم على اللذة المنقطعة فَنُلنَ السعادة في الدنيا والآخرة .

زوجها الصحابي الجليل أبو الدحداح ، ثابت بن الدحداح أو الدحداحة بن نعيم بن غنم بن إياس حليف الأنصار ، وأحد فرسان هذا الدين الذين بذلوا في سبيل الله نفوسهم وأرواحهم وأموالهم ، جرح يوم أحد ثم مات بعد ذلك بمدة عندما انتقض جرحه - رضي الله عنه - .

وقد كان لأبي الدحداح – رضي الله عنه - أرض وفيرة في مائها ، غنية في ثمرها ، فلما نزل قوله تعالى :{ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا } سورة البقرة 245 .

قال أبو الدحداح – رضي الله عنه - : فداك أبي وأمي يا رسول الله ، إن الله يستقرضنا وهو غني عن القرض ؟
قال : ( نعم يريد أن يدخلكم الجنّة به )
قال : فإني أقرضت ربي قرضاً يضمن لي به ولصبيتي الدحادحة معي في الجنّة ؟
فقال - صلى الله عليه وزسلم - : ( نعم )
قال : فناولني يدك .
فناوله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده .
فقال : إن لي حديقتين : إحداهما بالسافلة والأخرى بالعالية ، والله لا أملك غيرها قد جعلتهما قرضاً لله تعالى .
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( اجعل إحداهما لله ، والأخرى دعها معيشة لعيالك ).
قال : فأشهدك يا رسول الله أني جعلت خيرهما لله تعالى وهو حائط فيه ستمائة نخلة .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( إذاً يجزيك الله به الجنة ).
فانطلق أبو الدحداح – رضي الله عنه - حتى جاء أم الدحداح – رضي الله عنها - ،وهي مع صبيانها في الحديقة تدور تحت النخل ، فأنشأ يقول :

هداك الله سبل الرشاد ... إلى سبيل الخير والسداد

بيني من الحائط بالوداد ... فقد مضى قرضاً إلى التناد

أقرضته الله على اعتمادي ... بالطوع لا مَنّ ولا ارتداد

إلا رجاء الضعف في المعاد ... فارتحلي بالنفس والأولاد

والبر لا شك فخير زاد ... قدمه المرء إلى المعاد

قالت أم الدحداح – رضي الله عنها - : ربح بيعك ! بارك الله لك فيما اشتريت - وفي بعض الروايات أنها قالت : ربح السعر ، ثم أجابته أم الدحداح وأنشأت تقول :

بشرك الله بخير وفرح ... مثلك أدى ما لديه ونصح

قد متع الله عيالي ومنح ... بالعجوة السوداء والزهو البلح

والعبد يسعى وله ما قد كدح ... طول الليالي وعليه ما اجترح

ثم أقبلت أم الدحداح – رضي الله عنها – على صبيانها تخرج ما في أفواههم، وتنفض ما في أكمامهم حتى أفضت إلى الحائط الآخر .

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –: ( كم من عذقٍ رداح في الجنّة لأبي الدحداح ) وفي بعض الروايات ( رب نخلة مدلاة عروقها در وياقوت لأبي دحداح في الجنّة ) .

فــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــا ... نســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
الإسلام هذه أم الدحداح التي تركت أجمل صور الكرم ، إلزَمنَ طريقها ، وسِرنَ على منهاجها ، واتركن متاع الدنيا الفاني ، وارضين بالقليل ، عسى أن تفزن غداً بجنّةٍ عرضها كعرض السموات والأرض ، أعدت للمتقين .


كتاب : صور من سير الصحابيات
الدكتور عبد الحميد بن عبد الرحمن السحيباني
__________________
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتى ****** بأن يدى تفنى ويبقى كتابها
فإن عملت خيراً ستجزى ***** وإن عملت شراً عليَ حسابها


***********
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 02-23-2013, 12:00 PM
أم محمد السلفية أم محمد السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: فلـسـطـيـن/ رام الله
المشاركات: 673
افتراضي

عاتكة بنت زيد - العابدة الزاهدة

عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل القرشية صحابية كريمة هي أخت سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة .

وأمها أم كريز بنت الحضرمي .

اشتهرت عاتكة بنت زيد- رضي الله عنها - بين نساء قريش بالبلاغة والفصاحة ، وقول الشعر ، ولا غرابة في ذلك فأبوها زيد بن عمرو الذي اشتهر عنه قوله :
وَأَسْلَمْتُ وَجْهِي لِمَنْ أَسْلَمَتْ ... لَهُ الأَرْضُ تَحْمِلُ صَخْرًا ثِقَالاً

دَحَاهَا فَلَمَّا اسْتَوَتْ شَدَّهَا ... جَمِيعًا وَأَرْسَى عَلَيْهَا الْجِبَالاَ

وَأَسْلَمْتُ وَجْهِي لِمَنْ أَسْلَمَتْ ... لَهُ الْمُزْنُ تَحْمِلُ عَذْبًا زُلاَلاَ

إِذَا هِيَ سِيقَتْ إِلَى بَلْدَةٍ ... أَطَاعَتْ فَصَبَّتْ عَلَيْهَا سِجَالاَ

وكانت عاتكة - رضي الله عنها - من ذوات الدين والخلق ، تزوجها عبد الله بن أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما -، ثم أمره والده بطلاقها وعزم عليه بذلك ولم يسعه أن يخالف أمره ، فطلقها واحدة وقال :
يقولون طلِّقْها وخيِّمْ مكانها ... مُقيماً، تُمَنّي النفسَ أحلام نائمِ

وإنَّ فِراقي أهلَ بيتٍ جميعهم ... على كُرهٍ منّي لإحدى العظائمِ

غير أن عبد الله تألم أشد الألم لفراق زوجه حتى أثر فيه ذلك ، وشعر والده بذلك ، وعرف تعلقه بعاتكة فرق له لشدة حبه لها فأذن له أن يراجعها ، فارتجعها.

وقد كان خبر عبد الله بعد ذلك أنه شهد مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الطائف ، فرُميَ بسهم فأصابه ، فانتقض الجرح بعد وفاة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأربعين ليلة ، فمات على أثر ذلك الجرح ، فقامت زوجته عاتكة ترثيه وتقول :

فآليتُ لا تنفكُّ عينِي حزينةً ... عليكَ، ولا ينفكُّ جِلدي أغبرا

فلله عيناً من رأى مثله فتىً ... أكرَّ وأحمى في الهياج وأصبرا

وبعد وفاة عبد الله تزوجت عاتكة – رضي الله عنها – من عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - ، سنة اثني عشرة من الهجرة ، وعندما قُتِلَ عمر – رضي الله عنه – بخنجر أبي لؤلؤة المجوسي قامت عاتكة – رضي الله عنها - ترثيه وتقول :

عينُ، جودي بعبرةٍ ونحيبِ ... لا تَمَلّي على الامام النّحيبِ

عصمة الناس والمعين على الدهـــــ ... ــــــــــر وغيث المنتاب والمحروب

قل لأهل الضَّرَّاءِ والبؤسِ موتوا ... قد سقَتْهُ المَنونُ كأسَ شَعوبِ

ثم تزوجت عاتكة – رضي الله عنها – بعد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - الزبير بن العوام – رضي الله عنه – وعاشت معه إلى أن قُتِلَ الزبير – رضي الله عنه – غيلة يوم الجمل بوادي السباع ، قتله عمرو بن جرموز سنة ست وثلاثين من الهجرة فرثته قائلة :
غدر ابنُ جُرْموزٍ بفارسِ بُهْمَةٍ ... يومَ اللقاءِ وكان غير مُعَرِّدِ

يا عَمْرو، لو نبهته لوجدته ... لا طائشاً رَعْشَ الجِنانِ ولا اليدِ

ثكلتكَ أمكَ إنْ ظَفِرْتَ بمثله ... ممن مضى، ممن يروح ويغتدي

كم غمرةٍ قد خاضها لم يثنهِ ... عنها طِرادُكَ يا ابن فَقْعِ القَرْدَدِ

واللهِ ربِّكَ إنْ قتلْتَ لمسلماً ... حلَّتْ عليكَ عقوبةُ المُتَعَمِّدِ

ويوم توفي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رثتهُ عاتكة – رضي الله عنها - بأبيات تفيض بالحزن ، والألم على فراق خير البرية وأفضلها ، قالت :

أمْسَتْ مراكِبُهُ أوحَشَتْ، ... وَقَدْ كانَ يَرْكَبُها زَينُهَا

وأمْسَتْ تُبَكي عَلى سَيّدٍ ... تُرَدّدُ عَبْرَتَهَا عَينُهَا

وَأمْسَتْ نِساؤكَ ما تَسْتَفِيقُ ... مِنَ الحُزْنِ يَعْتَادُها دَينُها

وَأمْسَتْ شَوَاحِبَ مِثْلَ النَّصَا ... لِ قَدْ عُطّلَتْ وكَبَا لَونُهَا!

يُعالِجْنَ حُزْنًا بَعيِدَ الذّهابِ، ... وَفي الصّدْرِ مُكْتَنِعٌ حَينُهَا

يُضَرِّبْنَ بالكّفَ حُرّ الوُجُوهِ ... عَلى مِثْلِهِ جَادَها شُونُهَا

هُو الفَاضِلُ السّيَدُ المُصْطَفَى ... عَلى الحَقّ مُجْتَمِعٌ دِينُهَا

فكَيف حَياتيَ بَعْدَ الرّسُولِ ... وَقَدْ حَانَ مِنْ مِيتَةٍ حَينُهَا؟

توفيت عاتكة- رضي الله عنها - في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه – سنة إحدى وأربعين .

كتاب : صور من سير الصحابيات .
الدكتور عبد الحميد بن عبد الرحمن السحيباني
__________________
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتى ****** بأن يدى تفنى ويبقى كتابها
فإن عملت خيراً ستجزى ***** وإن عملت شراً عليَ حسابها


***********
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 02-23-2013, 06:43 PM
ام رملة السطائفية ام رملة السطائفية غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 81
افتراضي

بارك الله فيك على هذه الجواهر والكنوز القيمة.

وجزاك الله الفردوس الاعلى .امين.
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 02-24-2013, 08:13 AM
أم محمد السلفية أم محمد السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: فلـسـطـيـن/ رام الله
المشاركات: 673
افتراضي

وفيكِ بارك الله أختي أم رملة السطائفية
__________________
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتى ****** بأن يدى تفنى ويبقى كتابها
فإن عملت خيراً ستجزى ***** وإن عملت شراً عليَ حسابها


***********
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 02-24-2013, 10:24 PM
ام رملة السطائفية ام رملة السطائفية غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 81
افتراضي من كرائم النساء...أم سليم...

من كرائم النساء...ام سليم...

النساء شقائق الرجال اعطاهن الاسلام مكانة عالية ورفع من قدرهن، وبوأتهنّ تعاليم هذا الدين منزلة لم تتحقق للمرأة في اي عقيدة غير الاسلام، والمرأة في العصر الحاضر ممن قيل انها اخذت حقوقها، تتشوق الى تعاليم الاسلام التي تحوطها بالرعاية، وتعطيها المكانة اللائقة بها حسب وظيفتها التي خلقت لها في عبادتها لله وفي بيتها وامومتها, وفي حقها في التملك.
حتى ان كثيرا من نساء الغرب يتطلعن الى مكانة كمكانة المراة في البيئة الاسلامية العارفة بدينها والمطبقة لأوامر الله في شرعه.
وقد برز- في المجتمع الاسلامي- بأعمالهن وفهمهن لما تنطوي عليه تعالم دين الاسلام وحرصهن على حسن التطبيق نساء فقن كثيراً من الرجال واصبحت اعمالهن قدوة لغيرهن.
كما كانت عائشة رضي الله عنها وغيرها من امهات المؤمنين فقيهات في امور دينهن حيث اصبحت مدارس علمية للتعليم وتنوير الأذهان والاجابة عما يهم المرأة في دينها وفي شؤون حياتها.
والصحابية الجليلة: الرميصاء- او الغميصاء بنت ملحان بن خالد بن زيد الانصارية من بني النجار واحدة من كرائم النساء في الاسلام ونموذج للمرأة المدركة الفاهمة,, ضربت نموذجاً في مواقف متعددة استحقت بها تلك المنزلة التي بشرها بها رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقد روى ابو نعيم في الحلية بسنده الى محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيتني دخلت الجنة فاذا انا برميصاء امرأة ابي طلحة .
وجاء في كتاب اعلام النساء: مجاهدة جليلة، ذات عقل ورأي، اسلمت مع السابقين الى الاسلام وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فغضب مالك بن النضر ابو انس بن مالك غضباً شديداً من اسلامها وقال لها: اصبوتِ؟ قالت: ما صبوت، ولكني آمنت بهذا الرجل, وقد كانت صادقة في عبارتها بأنها ما صبت، لأن الصبوة في المفهوم عندهم ترك ما الانسان عليه من دين الى دين اقل منه، هذا هو مفهوم المشركين ذلك الوقت لكنها أبانت ان الذي رجعت اليه هو الأصوب، ولذا قالت: ما صبوت فقد وجدت ما هو احسن من ديني واتبعت النبي محمدا صلى الله عليه وسلم لأن ما جاء به هو الحق وآمنت به وبما جاء به من عند ربه عن يقين صادق وبعقيدة ثابتة,.
ومن هنا فقد حرصت على ان تلقن ابنها وترضعه مع اللبن العقيدة السليمة وتشير اليه بقولها: قل لا اله الا الله، قل اشهد ان محمداً رسول الله,, فقد ذاقت حلاوة الايمان في قلبها واغلى ما عند المرأة فلذة كبدها فهي تريد ان ترسخ التربية السليمة فيه منذ نعومة اظفاره وتريده ان ينشأ نشأة صالحة خوفاً عليه من المزالق.
فكان مالك بن النضر يقول لها: لا تفسدي علي ابني, لكنها بثبات المؤمنة، وادراك المسلمة الواعية تجيبه بثقة واطمئنان بقولها: لا افسده,, لادراكها ان هذا فيه صلاحه وفيه سعادته, ثم خرج مالك يريد الشام وقد كانت منيته حانت فلقيه عدو فقتله,, فلما بلغها قتله قالت: لا افطم انساً حتى يدع الثدي.
- ثم يمر بها موقف آخر تتصرف فيه تصرفاً حكيماً وهو موقف نبل من المرأة التي تريد ان تقدم مصلحة دينها على رغبات ومظاهر الحياة الدنيا فكانت سببا في ارشاد من تقدم لخطبتها بمعرفة الحق والتبصّر بدين الاسلام حيث انفتح صدره لهذا الدين.
فقد ذكر ابن الاثير في كتابه اسد الغابة في معرفة الصحابة: ان ابا طلحة الانصاري تقدم الى خطبتها وهو مشرك فقالت: اما اني فيك لراغبة وما مثلك يرد، ولكنك كافر وانا امرأة مسلمة فإن تسلم فلك مهري، ولا اسألك غيره فأسلم وتزوجها، وحسن اسلامه رضي الله عنه.
وفي رواية عن انس قال: ان ابا طلحة خطب ام سليم، فقالت: يا ابا طلحة الست تعلم ان الهك الذي تعبد ينبت من الارض وينجرها حبشي بني فلان؟ قال: بلى,, قالت: افلا تستحي تعبد خشبة؟ ان انت اسلمت فاني لا اريد منك الصّداق غيره، قال: حتى انظر في امري.
فذهب ثم جاء فقال: اشهد ان لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله, فقالت: يا انس زوج ابا طلحة فتزوجها,.
فهذه المرأة الصالحة بما وهبها الله من فطنة وعلم اخذته من تفقهها في دينها وتطبيقها ما علمت على نفسها واعتبار ذلك منهج سلوك استعملت ذكاءها وعلمها في الدعوة الى دين الله وضحت بأمر تعتز به المرأة وهو الصداق، والرغبة في الرجل الذي ترتاح اليه في سبيل ما هوأهم وانفع ذلك هو العقيدة، واخلاص العبادة لله لانها عرفت المهمة الاساسية للانسان ذكرا وانثى في الحياة اخذاً من قوله تعالى: وما خلقت الجن والأنس الا ليعبدون ومعلوم ان المرأة تعتز بزوجها وبصفاته ومركزه الاجتماعي لانها تحب ان تباهي به مع اترابها كما ان المال وكثرة الصداق وما يتبعه من مجوهرات نفيسة مما تؤثره المرأة لكن ام سليم تركت كل ذلك جانباً بجانب ما هو أهم.
ذلك ان سعادة المظاهر البراقة مؤقتة تنتهي حلاوتها بامتلاكها لكن السعادة الباقية في الحياة الزوجية هي سعادة الاستقرار النفسي وتوفر الدين، وهذا ما حرصت عليه ام سليم رضي الله عنها فقد كانت واعية لتعاليم دينها قولاً وفعلاً وحرصت على تطبيق ذلك عملاً لكي تكون قدوة لبنات جنسها عندما يخترن شريك الحياة, ولذا اشترطت المهر الذي يربط الحياة الزوجية وهو بتخلي الزوج عن المعتقد الكفري الذي سار عليه آباؤه واجداده وتبديل ذلك بما هو خير وأنفع.
ويعتبر هذا الصداق انفس صداق قدم في تاريخ الحياة البشرية وامكن شرط تأخذه المرأة على زوجها باعتبار الصداق حقا لها تنازلت عنه برضا نفس وبطواعية وكرم.
واذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ابان الخصال التي ترغّب في عقد النكاح من حيث الجمال والمال والحسب فانه لم يجعل ذلك اساساً بل قال: واظفر بذات الدين تربت يداك فصاحبة الدين تحفظ نفسها وتعين زوجها وتربي اولادها وتسعد من حولها,, فهو خير كله وجوهرة تتحلى بها المرأة اغلى وانفس من اعلى المقاييس والاثمان في الجواهر وانواع الحلى والزينة لانه جمال في الروح وجمال في الخلق ولئن كان جمالاً في المرأة فانه جمال في الرجل ايضا لان صاحب الدين ان احب المرأة اكرمها وان ابغضها لم يهنها.
- وموقف ثالث من المواقف المشرفة التي تضربها ام سليم للمرأة المسلمة في كل عصر ومصر لان الخصال الحميدة تبقى آثارها، وتكون قدوة لمن يريد ان يترسم الخطى ويقتفي الآثار الحسنة وفي هذا الموقف قوة الصبر والتحمل احتساباً لما عند الله والتغلب على جوانب الضعف في النفس بقوة السلاح الايماني واليقين بحسن النتيجة, فقد حدث انس بن مالك رضي الله عنه قال: مرض ابن لأبي طلحة من ام سليم قال: فمات الصبي في المخدع فسحبته ثم قامت فهيأت لأبي طلحة افطاره وفراشه كما كانت تهيىء له كل ليلة فدخل ابو طلحة وقال لها كيف الصبي؟ قالت: في احسن حال، فحمد الله ثم قامت فقربت الى ابي طلحة افطاره ثم قامت الى ما تقوم اليه فتهيأت لزوجها فأصاب ابو طلحة من اهله, فلما كان السحر قالت: يا ابا طلحة الم تر آل فلان استعاروا عارية فتمتعوا بها فلما طُلبت منهم شقّ عليهم,, قال: ما انصفوا,, قالت: فان ابنك كان عارية من الله عز وجل، وان الله تعالى قد قبضه فحمد الله واسترجع، ثم غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اصبح فأخبره الخبر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابا طلحة,, بارك الله لكما في ليلتكما فحملت بعبد الله بن ابي طلحة,.
وفي لفظ: قالت لأهلها لا تخبروا ابا طلحة بابنه حتى اكون انا احدثه، قال ابن الاثير: لما تزوجت ابا طلحة بعد ان اسلم وحسن اسلامه ولدت له غلاماً مات صغيراً وهو ابو عمير وكان ابوه معجباً به فأسف عليه ثم ولدت له عبد الله بن ابي طلحة وهو والد اسحاق فبارك الله في اسحاق واخوته وكانوا عشرة كلهم حمل عنه العلم.
ولئن كان مهرها اعظم مهر، فان صبرها وقوة ايمانها عندما فقدت ابنها اعظم ما تتحلى به المرأة التي عرف الأعم الاغلب منهن بالجزع، وقلة التحمل، في مثل هذا الموقف الذي وقفته ام سليم.
- وموقف رابع في معركة احد حيث قال عنها ابو نعيم: الطاعنة بالخناجر في الوقائع والحروب فقد سقت العطشى وداوت الجرحى,, حدث ابنها انس بن مالك رضي الله عنها قال: لما كان يوم احد رأيت عائشة وام سليم وانهما مشمرتان ارى حذم سوقهما تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانها في افواه القوم وترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغان في افواه القوم,, كما كانت رضي الله عنها شجاعة بقلبها مقدمة بعملها، وبان ذلك في غزوة حنين حيث شهدتها مع زوجها أبي طلحة وابلت فيها بلاءاً حسناً فحزمت خنجرا على وسطها وهي حامل يومئذ بعبد الله بن ابي طلحة فقال ابو طلحة,, يا رسول الله هذه ام سليم معها خنجر، فقالت ام سليم: يا رسول الله اتخذ ذلك الخنجر ان دنا مني احد من المشركين بقرت به بطنه واقتل هؤلاء الذين يفرون عنك كما تقتل هؤلاء الذين يقاتلونك فانهم لذلك اهل فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ام سليم ان الله قد كفى واحسن .
- وموقف خامس لأم سليم عندما قدّمت ابنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليخدمه حباً منها لرسول الله صلى الله عليه وسلم, قال انس: اخذت ام سليم بيدي فأتت بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله هذا ابني وهو غلام كاتب، قال انس فخدمت رسول الله تسع سنين فما قال لي لشيء صنعته اسأت او بئس ما صنعت، وقد طلبت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يدعو له: فدعا له بكثرة المال والولد وطول العمر فولد له من صلبه ثمانون ذكرا وابنتان ومات وله من ولده وولد ولده مائة وعشرون ولداً، وكان عمره عندما مات قد تجاوز المائة.
هذه بعض اخبار ام سليم التي روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اربعة عشر حديثاً وروى لها مسلم والبخاري, وكان رسول الله لا يدخل بيتاً في المدينة غير بيت ام سليم الا على ازواجه فقيل له: فقال اني ارحمها قتل اخوها معي ,, ومن حبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم انه نام عندها القيلولة فعرق، وجاءت بقارورة تسلت العرق فيها فاستيقظ وقال: يا ام سليم ما الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو اطيب الطيب .
صاحب الرغيف:ذكر أبو نعيم في كتابه الحلية ان أبا موسى الأشعري رضي الله عنه في حديث رواه بالسند الى ابي بردة قال: لما حضر ابا موسى الأشعري الوفاة قال: يا بنيّ اذكروا صاحب الرغيف,, فقالوا وما حكاية صاحب الرغيف؟ قال: كان رجل يتعبد في صومعة اراه قال: سبعين سنة لا ينزل من صومعته الا في يوم واحد، قال: فشبه او شبب له الشيطان وفي عينيه امرأة فكان معها سبعة ايام او سبع ليال قال ثم: كشف عن الرجل غطاؤه فخرج تائباً,, فكان كلما خطا خطوة صلى وسجد,, فآواه الليل الى دكان كان عليه اثنا عشر مسكيناً فأدركه الاعياء فرمى بنفسه بين رجلين منهم، وكان ثَمّ راهب يبعث اليهم كل ليلة بأرغفة فيعطي كل انسان رغيفاً فجاء صاحب الرغيف فأعطى كل انسان رغيفاً، ومر على ذلك الرجل الذي خرج تائباً فظن انه مسكين فأعطاه رغيفاً.
فقال المتروك لصاحب الرغيف: ما لك لم تعطني رغيفي المعتاد، ما كان بك عنه غنى؟ فقال: اتراني امسكته عنك سل هل اعطيت احداً منكم رغيفين؟ قالوا: لا قال: اتراني امسكته عنك والله لا اعطيك الليلة شيئاً.

فعمد التائب الى الرغيف الذي دفعه اليه فدفعه الى الرجل الذي ترك فأصبح التائب ميتاً من الجوع والتعب,, قال: فوزنت السبعون سنة بالسبع الليالي فرجحت السبع الليالي ثم وزنت السبع الليالي بالرغيف فرجح الرغيف,, فقال ابو موسى: يا بني اذكروا صاحب الرغيف, ]الحلية: حلية الأولياء 2/263[.
للشيخ محمد بن سعد الشويعر
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 02-24-2013, 10:57 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

ما أعظم نساء السلف! وما أعظم رجالهم! رحمهم الله ورضي عنهم.
نسأل الله أن يعيننا على الاقتداء بهم.
أفدتِنا -يا أم رملة-؛ فجزاك الله خيرًا.

تنبيه:
القصة التالية أظنها نُسخت سهوًا:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام رملة السطائفية مشاهدة المشاركة
صاحب الرغيف:ذكر أبو نعيم في كتابه الحلية ان أبا موسى الأشعري رضي الله عنه في حديث رواه بالسند الى ابي بردة قال: لما حضر ابا موسى الأشعري الوفاة قال: يا بنيّ اذكروا صاحب الرغيف,, فقالوا وما حكاية صاحب الرغيف؟ ........
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 02-26-2013, 10:14 PM
أم خولة الجزائرية أم خولة الجزائرية غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 40
افتراضي

جوزيت الجنة أخيتي
فهذه بعض المواقف النيرة من تاريخ سلفنا الصالح لكي نتآسى بهم ، ونقتدي بهم ، ونعتبر فيهم ، ونحدوا حدوهم ، فالمرء مع من أحب كما ثبت في النص ، وقديماً قيل :

وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم **************** إن التشبه بالكرام فلاح
__________________
أذَلَّ الحِرْصُ والطَّمَعُ الرِّقابَا **وقَد يَعفو الكَريمُ، إذا استَرَابَا
إذا اتَّضَحَ الصَّوابُ فلا تَدْعُهُ** فإنّكَ قلّما ذُقتَ الصّوابَا
وَجَدْتَ لَهُ على اللّهَواتِ بَرْداً،** كَبَرْدِ الماءِ حِينَ صَفَا وطَابَا
ولَيسَ بحاكِمٍ مَنْ لا يُبَالي، ** أأخْطأَ فِي الحُكومَة ِ أمْ أصَابَا

زوجة عبدالملك الجزائري
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 02-28-2013, 07:29 AM
أم محمد السلفية أم محمد السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: فلـسـطـيـن/ رام الله
المشاركات: 673
افتراضي

اقتباس:
جُزيتِ الجنة أخيتي
وإياكِ أختي الكريمة أم خولة


وبارك الله في أختنا أم رملة على الإضافة الطيبة
__________________
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتى ****** بأن يدى تفنى ويبقى كتابها
فإن عملت خيراً ستجزى ***** وإن عملت شراً عليَ حسابها


***********
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:56 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.