أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
![]() |
![]() |
![]() |
|||||
|
![]() |
20518 | ![]() |
167399 |
#11
|
|||
|
|||
![]() _____ · قوله تعالى: { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ } البقرة: 256. - روى أبو داود عن أبي بِشْرٍ عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ عنِ ابنِ عباسٍ قال: كانتِ المرأَةُ تكونُ مِقْلاتاً، فتجعلُ على نفسِها إِنْ عاشَ لها ولدٌ أَنْ تُهَوِّدَه، فلما أُجْلِيتْ بنو النضيرِ كان فيهم من أَبناءِ الأَنصارِ، فقالوا: لا نَدَعُ أَبناءَنا، فأَنزلَ اللهُ -عز وجل-: { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغيِّ }. قال أَبو داودَ: المِقْلاتُ: التي لا يَعيشُ لها ولدٌ. وروى سعيدُ بنُ منصورٍ والطحاوي عن أَبي بِشْرٍ قال: سألتُ سعيدَ بنَ جبيرٍ عن قولِه -عز وجل-: {لَا إِكراهَ في الدِّينِ } قال: نزلت هذه الآيةُ في الأَنصارِ خاصَّةً. قلتُ: خاصةً؟ قال: خاصةً؛ قال: كانتِ المرأَةُ في الجاهليةِ إذا كانت مِقْلاتاً تَنْذِرُ إِنْ وَلَدتْ وَلداً تَجعلُه في اليهودِ؛ تلتمسُ بذلك طولَ بقائِه، فجاء الإِسلام وفيهم منهم، فلما أُجْلِيت بنو النضيرِ قالوا: يا رسولَ اللهِ أَبناؤُنا وإِخوانُنا منهم! قال: فسكت عنهم، فأَنزلَ اللهُ تعالى: { لَا إِكْراهَ في الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ } فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: خَيِّروا أَصحَابَكُم، فإِنْ اختاروكم فهم منكم، وإِنْ اختارُوهم فهم منهم. وقوله: (خَيِّروا أَصحابَكُم...) هذه من مُرسلِ سعيدِ بنِ جُبير. - قال الشوكاني في "فتح القدير":
قَدِ اختلف أَهلُ العلم في قولِه : { لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ } على أقوالٍ: - الأوَّلُ: إِنها منسوخةٌ؛ لأَنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قد أَكره العربَ على دِينِ الإسلامِ وقاتلهم، ولم يرضَ منهم إِلا بالإِسلامِ، والناسخُ لها قولُه تعالى: { يا أَيُّها النَّبِيُّ جاهِدِ الكُفَّارَ والمُنافِقِينَ }، وقال تعالى: { ياأيها الذين ءامَنُواْ قَاتِلُواْ الذين يَلُونَكُمْ مّنَ الكفار وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً واعلموا أَنَّ الله مَعَ المُتَّقِينَ }، وقال: { سَتُدْعَوْنَ إلى قَوْمٍ أُوْلِى بَأْسٍ شَدِيدٍ تقاتلونهم أَوْ يُسْلِمُونَ }، وقد ذهب إلى هذا كثيرٌ من المفسرين. - القولُ الثاني: إنها ليست بمنسوخةٍ، وإِنما نزلت في أَهلِ الكتاب خاصةً، وأنهم لا يُكرَهون على الإسلام إذا أدَّوُا الجزيةَ، بل الذين يُكْرَهون هم أَهلُ الأوثانِ، فلا يُقبلُ منهم إلا الإسلامُ أو السيفُ، وإلى هذا ذهب الشعبي والحسن وقتادة والضحاك. - القولُ الثالثُ: إِن هذه الآيةُ في الأنصارِ خاصَّةً، وسيأتي بيان ما ورد في ذلك. - القولُ الرابعُ: إن معناها: لا تقولوا لمن أسلم تحت السيفِ إنه مكرهٌ؛ فلا إِكراهَ في الدين. - القولُ الخامسُ: إنها وردت في السَّبْيِ؛ متى كانوا من أهلِ الكتاب لم يُجبروا على الإسلام. - وقال ابنُ كثيرٍ في تفسيرِه: أيْ: لا تُكرهوا أحداً على الدخول في دين الإسلام؛ فإنه بَيِّنٌ واضح جَليُّ دلائِلُه، وبراهينُه لا تحتاج إلى أن يُكرَه أحدٌ على الدخول فيه، بل مَن هداه الله للإسلامِ، وشرح صدرَه، ونوَّر بصيرتَه دخل فيه على بيِّنةٍ، ومن أعمى الله قلبَه، وختم على سمعِه وبصرِه، فإنه لا يفيده الدخولُ في الدين مكرهاً مقسوراً. وهذا يصلحُ أن يكونَ قولاً سادساً. - وقال في "الكشاف" في تفسيرِه هذه الآيةِ: أي: لم يُجْرِ الله أَمرَ الإيمانِ على الإِجبارِ والقَسرِ، ولكن على التمكينِ والاختيارِ، ونحوُه قوله : { وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِى الأرض كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ الناس حتى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }، أي: لو شاء لقَسَرهم على الإيمان، ولكن لم يفعلْ، وبنى الأمرَ على الاختيارِ. وهذا يَصْلحُ أن يكونَ قولاً سابعاً. والذي ينبغي اعتمادُه، ويتعيَّنُ الوقوفُ عندَه أَنها في السببِ الذي نزلت لأَجلِه مُحكمة ٌغيرُ منسوخةٍ، وهو أنّ المرأةَ من الأنصارِ تكونُ مقلاتاً لا يكادُ يعيشُ لها ولدٌ، فتجعلُ على نفسِها إن عاش لها ولدٌ أن تُهَوِّدَه، فلما أُجليت يهودُ بني نضيرٍ كان فيهم من أبناءِ الأنصارِ، فقالوا: لا ندعُ أبناءَنا ، فنزلت. أخرجه أبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه والبيهقي في السنن والضياء في المختارة عن ابن عباس. وقد وردت هذه القصةُ من وجوهٍ حاصلُها ما ذكره ابنُ عباسٍ مع زياداتٍ تتضمَّن أن الأنصارَ قالوا: إنما جعلناهم على دينِهم، أي: دينِ اليهودِ، ونحن نرى أن دينَهم أفضلُ من دينِنا، وأن الله جاء بالإسلامِ، فَلْنُكْرِهْهُم، فلما نزلت خَيَّرَ الأبناءَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يُكرهْهُم على الإسلامِ، وهذا يقتضي أن أهلَ الكتاب لا يُكرهون على الإسلامِ إذا اختاروا البقاءَ على دينِهم وأدَّوُا الجزيةَ. وأما أهلُ الحربِ فالآيةُ وإن كانت تعُمُّهم؛ لأن النكرةَ في سياق النفيِ وتعريفَ الدينِ يُفيدان ذلك، والاعتبارُ بعمومِ اللفظ لا بخصوصِ السببِ، لكن قد خُصَّ هذا العمومُ بما ورد من آياتٍ في إكراهِ أَهلِ الحربِ من الكفارِ على الإسلامِ. اهـ. من "فتح القدير". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |