تلخيص: صفحات من حياتي - الشيخ عبد القادر الارناؤوط

أبو عائشة أشرف الموصلي · #1 02-21-2016, 10:37 AM

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد،

فهذا تلخيص ما يسره الله من لقاء مع الشيخ المحدث الخطيب القارىء العلامة عبد القادر الأرناؤوط – رحمه الله – المتوفى قبل عقد من الزمان تقريباً، وفيها معلومات زاخرة عن بداية طلبه للعلم، وإنتقاله للمنهج السلفي، وعمله كمحقق ، ورحلته الدعوية، والمصاعب التي مر بها.

أردت أن أقطف بعض ثمارها وأنثرها في ثنايا هذا المنتدى، لعل الله أن ينفع بها، لما وجدته من خير، ونشراً لسيرته العطرة رحمه الله، فقل من يعرف عنه وقل ما يُنشر عن سيرته على علو كعبه.!

وكان عملي هو النقل بإختصار إما بإنشائي أو بالنقل الحرفي من كلامه، لكل ما رأيته نادراً أو محطةً هامة في حياته، أو معلومة مفيدة تخصه، أو فائدة عامة، والباقي تركته لقلة أهميته أو أنه فاتني مع أني سمعت المحاضرة مرتين وأجتهدت في التحري ما أستطعت إلى ذلك سبيلاً.

أترككم مع المقتطفات من سيرته العطرة، أنار الله قبره وجعله روضة من رياض الجنة.

· البداية:

- الاسم كما في الاوراق الثبوتية: قدري بن صوقل الارناؤوط.
- مواليد كوسفو باللهجة الصربية (كوسوفا باللهجة ألبانيا) من مواليد 1928 ميلادي
- فريلا هي القرية التي ولد فيها ، وهي قرية جميلة كالزبداني ومضايا وبقين ( قلتُ: ولم أسمع عن هذه المدن الا ما هو غير جميل كحصار وجوع وحرب أهلكت الحرث والنسل )
- الارناؤوط: هي كلمة يطلقها الاتراك على كل من هو من ألبانيا
- هاجر الشيخ مع العائلة من البانيا سنة 1931، أي ان عمره كان آنذاك 3 سنوات!
- عندما نزلت عائلة الشيخ الى سوريا، كان تعداد سكان سوريا 2 مليون ونصف فقط
- شرط الصرب على عائلة الشيخ أن يتركوا كل ممتلكاتهم (بما فيها المزرعة)، ففعلوا ذلك!
- كانت الوجهة هي الشام لكثر ذكرها في الاحاديث
- المدارس الفقهية المنتشرة ايام الشيخ هي: الحنفية والشافعية، اما الحنابلة فكانوا في [دوما] فقط.

·أحاديث فضل الشام

- روى الامام أحمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: ستفتح عليكم الشام فإذا خيرتم المنازل فيها، فعليكم بمدينة يقال لها دمشق فإنها معقل المسلمين من الملاحم، وفسطاطها بأرض يقال لها (الغوطة) والمقصود هو الغوطة الشرقية وهي التي فيها مسجد المنارة البيضاء التي سينزل فيه نبي الله عيسى عليه السلام.
- قال عليه الصلاة والسلام: إني رأيت عمود الكتاب أنتزع من تحت وسادتي فنظرت فاذا هو نور ساطع قد عمد به الى الشام ، ألا إن الإيمان اذا وقعت الفتن في الشام
- وقال: ستجندون أجنادا، جندا بالشام، وجندا باليمن وجندا بالعراق ، فقال عبد الله بن حوالة –رضي الله عنه-: يارسول الله خر لي؟ فقال عليك بالشام. فإن الله تكفل لي بالشام وأهله
- سئل رسول الله عن بيت المقدس: فقال الشام أرض المحشر والمنشر
- وقال عقر دار المؤمنين الشام
- وقال اذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم
- أحاديث الشام عموم وخصوص
- فحديث اللهم بارك لنا في شامنا: يشمل الاردن وفلسطين وسوريا ولبنان، وهناك أحاديث خاصة بدمشق.

·المهنة وبداية طلب العلم

- كان الشيخ يعمل كساعتي ، تعلمها في عمر الخمسة عشر على شيخ تخرج من الازهر كان قد تعلمها في مصر.
- في اليوم الثاني: قام الساعاتي بسؤال الشيخ اذا كان يعرف كيف يقرأ القرآن، فقرأ ثم تعجب من حُسن تجويده.
ثم سأله عن علم الصرف. فأجاب الشيخ انه قد درسه. فسأل أن يصرف له فعل/ "نصر".
- وكان الأتراك يبدأون بعلم الصرف بـ "نصر" تفائلا بالنصر
ثم سأله اذا كان يعرف علم النحو. فأجاب الشيخ انه قد درسه.
فأمتحنه بإعراب جملة. فأعربها.
ثم سأله مسألة في الفقه ، على من يجب عليه الصيام، ومن لا يجب عليه الصيام.

فقال الشيخ:
وعوارض الصوم التي قد يغتفر **** للمرء فيها الفطر تسع تستطر
حبل وإرضاع وإكراه سفر **** مرض جهاد جوعه عطش كبر

ثم سأله أن يشرحها. فشرحها الشيخ.
فقال له: عليك أن تكون طالب علم.
ثم أخذه إلى جامع بني أمية...

- فدرس هناك عشر سنوات: فقه ، حديث ، لغة عربية، تفسير، أصول
- قرأ القرآن مرة أخرى على يد الشيخ صبحي الحلواني
- طلب منه شيخه في القراءة ان يجمع بين القراءات، فأعتذر الشيخ وأعلمه أن رغبته هي الحديث.
- رأي الشيخ أنه لا ضرورة الان لحفظ الاسانيد لوجودها مطبوعة، فحفظها هو تضييع للوقت، إنما كانت تحفظ سابقاً للحاجة. ويكفي في عصرنا أن يقال: روى البخاري في صحيحة عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- الشيخ كان يحفظ ثلاثة أحاديث في اليوم الواحد، فأتم حفظ مسلم، ثم البخاري ، و أبو داود ، و الترمذي، و النسائي، و إبن ماجة وغيره من كتب الحديث، حتى أتم 10 الالاف حديث حفظاً.
- الشيخ يستحضر الصحيحين وأكثر!

· بداية الدعوة:

- بدأ الشيخ الخطابة بعمر الـ 20 عاماً!
- وفي أول خطبة جمعة للشيخ، كان والده حاضراً وبكى، وقال: لو مت الليلة فأنا مرتاح البال.
- الشيخ خطيباً لخمسين عاماً.
- الشيخ شعيب هو صديق الشيخ عبدالقادر وليس شقيقه، فالشيخ شعيب من ألبانيا، بينما الشيخ عبدالقادر من كوسوفو.
-الشيخ حقق أكثر من 50 كتاباً.
- كان الشيخ له زيارة دعوية كل سنة إسبوعين إلى كوسوفا يعلم الناس دينهم، ويعظهم ويرشدهم.
- وكان ممنوعاً أن يُدَرِّسْ [أي أحد] من كتاب في كوسوفا، فكان الشيخ معه دفتر صغير به رؤوس أقلام ألف حديث، فكان يشرحهم من حفظه، فلم يجدوا سبباً لإعتقاله.

· رأيه في الاجازات:

- الإجازة الصحيحة عند علماء الحديث هي: مُجيز ومُجاز، ومُجاز به. شيخ وتلميذ وكتاب.
- والشيخ ينكر أي نوع إجازة لا تدخل في التعريف اعلاه؛ كإجازة الاولاد والمناولة.
- لم يبدي الشيخ إهتماماً كثيراً بالاجازات، لما رأى أغلب من يجيز لا يحمل علم الحديث.

· محطةالحبشي:

- عندما جاء الحبشي الى الشام، حضر الشيخ بعضاً (اربعة أو خمسة) من دروسه في الباعث الحثيث، ثم تركه لسوء منهجه.
- وقد أجازه الحبشي ، ولا يعترف الشيخ بهذه الاجازة.
- جاء بعض من تلامذة الحبشي الى الشيخ، فأوصاهم الشيخ ان يوصولوا له: أن يتقي الله وحذره من الكلام في العلماء. فقال الحبشي: عبدالقادر الارناؤوط رجل أضله الله على علم.
- ثم جاء ثلاثة من تلامذة العلم من عنده (أي الحبشي)، ومعهم مختصمان في مسألة الحلف بالطلاق.
فافتي الشيخ بعدم وقوع الطلاق، وإخراج كفارة يمين.
فقام الاول من الثلاثة، وقال هذا رأي بن تيمية الضال.
فقام الثاني وقال: بل هذا رأي بن تيمية الكافر.
فقال الثالث: أعطيك الكتاب والصفحة أين كفر العلماء إبن تيمية!
فما كان من الشيخ إلا أن أنكر عليهم وطردهم من مجلسه.
ثم تبين بعد ذلك أنهم مخابرات (مباحث) من لبنان جاؤوا لإغتيال الشيخ كما أغتالوا أحد المشايخ في لبنان.

· من نصائحه في الدعوة:

- قال الشيخ: لا نريد سلفية تنطح، ولا صوفية تشطح، ولكن نريد من ينصح، دون أن يقدح أو يمدح.

· من نصائحه في طلب العلم

- على طالب العلم ان يجمع بين الفقه والحديث، لأنه اذا بقي على الحديث فقط، قد يتأثر بظاهر الحديث ويخرج عن الفقه. واذا قرأ فقه فقط، قد يأتي بأقوال ضعيفة.
- فنرجع في الفقه الى الفقهاء، وفي الحديث الى المحدثين، وفي اللغة إلى اللغويين.
- يقال: إقرأ المغني وإستغني. وكان يقال ألين له -موفق الدين بن قدامة- الفقه كما ألين لداوود الحديد، ومع ذلك قد تجده يستدل بأحاديث أسانيدها ضعيفة.
- حفص بن سليمان الأسدي الأسدي (صاحب القراءة حفص عن عاصم) عند المحدثين متروك.
- وكتاب المغني يجمع بين الفقه والحديث وهو مرجع للمذاهب الاربعة وما سواها.
- وكذلك النووي يجمع بين الفقه والحديث في كتابه المجموع المهذب.
- وأمير المؤمنين في الحديث، الحافظ بن حجر العسقلاني يجمع بين الفقه والحديث. كما في كتابه الفتح.
- طالب العلم لا يستطيع ان يُحصل العلم من جميع جوانبه.

· إنتقاله للمنهج السلفي وبعض المواقف التي واجهته

- أكثر كتاب تأثر الشيخ به هو كتاب شرح الطحاوية، مؤلفه (الطحاوي) وشارحه (ابوالعز) كليهما أحناف.
- وكان الشيخ يكتب نص المولد ويلقيه ، وذلك قبل أن يسلك منهج السلف.
فدُعي إلى المولد بعد أن سلك منهج السلف ، فكان مما يُلقى في المولد:
" من يريد أن يدخل الجنة فليأتي إلى المولد، ومن يريد الحوريات فليأتي إلى المولد"
وأثناء الألقاء بدله الشيخ إلى:
" من يريد خيري الدنيا والاخرى، فليعمل بما قال الله ورسوله؛ ومن يريد الحوريات، فليبتعد عن الحرام ويسلك سبيل الحلال. " فقاموا عليه المشايخ، وبدأت المشاكل معهم. !
- أحد المرات في صلاة الظهر، سمعه أحد المصلين يقرأ الفاتحة. فذهب إلى شيخه وأخبره؛ فجاء شيخه إلى والده ، وأخبره أن إبنه أصبح وهابياً. فأخبره والده، فرد الشيخ عبدالقادر: إذا كان الإمام ينوب عنا في كل شيء، فلماذا نسبح في الركوع والسجود ولماذا نقرأ التشهد؟! فذهب الوالد إلى شيخه وأخبره بما قال الابن (الشيخ عبدالقادر) فقال شيخه: الله أكبر، يقيس مثل إبليس!

ويُتبع -إن شاء المولى- في الجزء الثاني
-----------------------
المصدر: برنامج صفحات من حياتي على قناة المجد
الرابط الصوتي: http://ar.islamway.net/lesson/111354...84%D9%84%D9%87