أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
45481 94165

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-02-2014, 03:46 PM
الشيخ أكرم زيادة الشيخ أكرم زيادة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 403
افتراضي «الفوائد المتعددة من رحلة كندا» 2013-2014

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واهتدى بهداه إلى يوم نلقاه وبعد:
فإن من نعم الله التي لا تُعَدُّ ولا تُحصى أن حبب الله إليَّ الإيمان وزينه في قلبي، وحبب إليَّ العلم ويسر لي سبل تحصيله وبثه، وحبب إليَّ الدعوة إليه وإلى دينه، وإلى كتابه وسنة نبيه، بفهم سلف الأمة المباركين، وعباده المختارين المجتبين، ومن مظاهر هذا التيسير هذه الرحلات الدعوية التي ييسرها الله لي بين الحين والآخر، ومنها هذه الرحلة الأخيرة إلى كندا، بعد نحو عام الرحلة الأخيرة إليها، ثم الرحلات المتتابعة ـ وإن كان بينها بعض الانقطاع ـ إلى الحرمين الشريفين، ثم فلسطين المباركة، وخاصة المسجد الأقصى، ثم بلاد المغرب الأقصى (المملكة المغربية) ثم أواسط أفريقيا؛ (كينيا) و(تنزانيا)، فضلا عن الرحلات المحلية في محافظات المملكة الأردنية الهاشمية؛ من الزرقاء شرقا، إلى معان جنوباً، ثم الكرك في الجنوب الغربي، ثم الطفيلة جنوبا أيضاً، ثم في أقصى الشمال في محافظة إربد، وها أنا أختمها في القارة الأمريكية الشمالية في (كندا)، وبين ذلك كله دروس العلم اليومية غدوة وعشية، في قراءة وإقراء كتاب الله تعالى، والتفسير، وكتب السنة المطهرة، وكتب الفقه، واللغة العربية، في مسجدي والمساجد الأخرى في محافظة العاصمة وغيرها من محافظات المملكة، وببرنامج تلفزيوني ثابت ومباشر عشية كل يوم سبت ليلة أحد على قناة الأثر الفضائية، وتدريس الوافدين الضيوف من طلاب العلم إلى المملكة من أنحاء العالم في دورات مكثفة في القرآن الكريم، وعلوم الحديث، والسنة، واللغة العربية وغيرها، وكل ذلك بفضل الله وتوفيقه، وإني لأعجب مما ييسره الله لي يوميا في ذلك.
في صبيحة هذا اليوم الثلاثاء: 21/2/1435هـ، 24/12/2013م، غادرت بيتي ومسجدي بعد أن أذنت فيه أذان الفجر الأول محييا سنة أميتت رسميا بالدعوة إلى (الصلاة خير من النوم) فيه، وشغلت المكيفات ليأتي الناس المسجد فيجدونه دافئا، وحرصت أن أوتر على ظهر السيارة محيياً سنة أخرى، قبيل أذان الفجر الثاني، وصليت الفجر في المسجد الذي يؤم ويخطب فيه أخي وحبيبي و(بلدياتي) فضيلة الشيخ محمد عمر، الذي أصر على تقديمي للصلاة بالناس صلاة الفجر، فأذعنت لطلبه، واستجبت لأمره، وصليت بالناس من أواسط المفصل إحياءً لسنة أخرى، ثم انطلقت متوكلا على الله، ذاكرا له أذكار ما بعد الصلاة في طريقي إلى المطار في الوقت المحدد، وبعد إنهاء الإجراءات الروتينية جلست أكتب هذه الكلمات مفتتحا هذه الرحلة في وقتها الشرعي الصحيح، راجيا من الله التيسير والقبول.
غَادَرَتْ الطائرةُ البريطانية عمانَ في وقتها المحدد، ولم تكن ممتلئة فيسر الله لي ثلاثة مقاعد فارغة فعزمت على الراحة والنوم، بعد وجبة الإفطار، والمرور من شمال القدس الشريف حيث كان المسجد الأقصى بقبة الصخرة المُمَيَّزَةِ والمُمَيِّزَةَ له على يسارنا، وحيث كانت جبال بيت لحم والخليل لا زالت مكسوة بالثلج إثر عاصفة (أليكسا) الأخيرة، وصباح القدس وسائر فلسطين صباح مميز، يثير الحنين، ويزيد العشق لأرضنا وأرض آبائنا وأجدادنا، وأسلافنا.. أرض سكنت فينا بدل أن نسكن فيها كسائر المواطنين على وجه الأرض.. أرض لو جاز الاستشهاد والتمثل بقول القائل:
وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي
لاستشهدت به وتمثلت..
تحسرت.. وتأملت.. وتألمت.. ورجوت وأنا على يقين من صحة رجائي أن أدرك اليوم الذي نعود فيه إلى موطننا مُحَرِّرين لا زائرين، ولا مسافرين.
أخلدتُ إلى الراحة والسكينة والهدوء، فالسفر طويل، والوقت يضيق، ولا يعرف المسافر ما سيلاقي في الطريق، واستيقظت مرات ومرات، فنوم الطائرة نوم مضطرب غير مريح، وحين الوصول إلى لندن، وقد بدأت الطائرة بالهبوط التدريجي، لفت نظري أول وأكثر ما لفته مآذن بعض المساجد، ووقوع تلك المساجد في شوارع رئيسية فقلت في نفسي: قاتل الله الإنجليز.. عادَوْا الإسلام قديما ولا زالوا يعادونه حديثا ومعاصرة، ومع هذا يأذنون ببناء هكذا مساجد؟!
لكن في نفس الوقت تذكرت حرص المسلمين الذين ابتلاهم الله واختارهم لسكنى بلاد الإنجليز وغيرها من بلاد الغرب، ولأسباب كثيرة جدا تختلف من ساكن إلى آخر، وليظهر الله دينه على الدين كله، وكانت الطائرة فيها كثير من (المحجبات) وقليل منهن محجبات حجابا شرعيا، وبعضهن معهن محارمهن، وبعضهن بغير محارم، وبالجملة فأكثر ركاب الطائرة كانوا من المسلمين، ولا عجب فالطائرة غادرت عمان، ولكن ـ وللأسف ـ رأيت أربعة أو خمسة من اليهود، الذين يعتمرون القلنسوة اليهودية، والظاهر أنهم كانوا متوجهين على نفس الطائرة إلى كندا أيضا، حيث رافقونا في مصاعد وطريق الترانزيت من المبنى رقم (1) إلى المبنى رقم (3) حيث وجهتنا القادمة إلى كندا، ودخلوا معنا نفس طريق التفتيش، وحمدت الله أن المفتشين كانوا دقيقين معهم جدا أكثر من غيرهم.
خرجت من التفتيش مستعينا بالله ثم مسترشدا بامرأة سورية وُجهتها نفس وُجهتي وتتقن الإنجليزية حتى حجزتُ مقعدي على الطائرة الكندية، ولأن ملامح الرجل الذي حدد لي مقعدي على الطائرة الكندية مظاهر مسلم من شبه القارة الهندية سألته إن كان بمقدوري الصلاة قبل صعود الطائرة فأرشدني إلى غرفة الصلاة وكيف الوصول إليها، وتوضأت، وصليت الظهر والعصر جمعا وقصرا وتوجهت إلى بوابة المغادرة بعد أن أرشدني بعض من صلى معي من إخواننا المغاربة الكثيرين العاملين في المطار، وبصراحة لا تشعر بغربة وصعوبة في مطار (هيثرو) لكثرة العرب العاملين فيه والمستعدين فورا لمساعدتك جزاهم الله خيرا.
توجهت إلى بوابة المغادرة إلى الطائرة الكندية، وفي الطريق قابلت الذي حجز لي مقعدي وأرشدني إلى غرفة الصلاة، والذي بادر لتحيتي والابتسام لي وكأنه يدعو لي بالقبول، أو يطلب مني الدعاء، لا أدري!
جلست أنتظر صعود الطائرة، وأقرأ شيئا من كتاب الله، ولم يطل الانتظار حتى صعدنا الطائرة التي تأخرت على المدرج لأسباب نجهلها، ثم طارت مع غروب الشمس تقريبا متأخرة عن وقتها نحو ساعة، وعلى اختيار الخرائط الذي في الطائرة، اخترت من قائمة المدن (makkah) وهكذا هي مكتوبة بالإنجليزية فمباشرة أرشدني (جوجل) إلى القبلة، فقمت إلى مخرج الطوارئ القريب مني في منتصف الطائرة تقريبا، وأذنت لنفسي، وأقمت، وصليت المغرب والعشاء بين السماء والأرض فوق المحيط الأطلسي، أُكَبِّرُ اللهَ وأحمدُهُ وأُسَبِّحُهُ، ورجعت إلى مقعدي أغفو أحيانا، وأتلو القرآن أخرى، وأسبح وأستغفر وأتأمل أحوال من حولي حتى وصلنا وجهتنا بسلام بعد العشاء بتوقيت (تورنتو) بقليل، ولأنني سبق وزرت تلك البلاد قبل نحو عام صار عندي خبرة في كيفية التعامل مع الإجراءات، والتي وجدت فيها شدة هذه السنة، لأن السنة الماضية صادفت موظفة الجوازات التي استقبلتني عربية من أصول شامية فأراحتني من عناء التفاهم بالإنجليزية، أما السنة فلم يفهم علي موظف الجوازات وحولني إلى الأمن الذي فهم مني وفهمت منه، ثم حولوني إلى الجمارك، وحين رأيت التفتيش الشخصي وغيره قلت لنفسي: سهرتك هنا صباحي!!.
ولكن موظف الجمارك حين رأى ورقة الدعوة، قال: أنت شيخ؟! قلت نعم. فأذن لي بالدخول دون أن يمس حقائبي، فحمدت الله وتوجهت لإخواني الذين كانوا ينتظرون منذ أكثر من ساعة، ولأن حقيبتي التي كانت في الطائرة خرجت مكسرة القواعد حزنت على ذلك حزنا شديدا.
خرجت من المطار أتدثر وأغطي معظم وجهي وأنفي خشية هواء الصقيع البارد، وحتى لا أصاب بما أصبت به العام الماضي من نزلة برد قاسية، وسلكنا نفس الطريق الذي سلكته قبل سنة، ونزل الأخ سامر لإحضار العشاء من آخر مطعم أكلت فيه العام الماضي وهو مطعم لأخ أردني من كفر أسد، إربد، وما أن دخلت المسجد حتى توضأت وصليت تحية المسجد، وقلت لإخواني لن أصلي تحية مسجد إلا هذه التحية، لأنني سأعتكف هنا واحدا وعشرين يوما بالتمام والكمال، وبعد العشاء أخلدت إلى الفراش لأنام نوم المتعب، وأهنأ بنوم عميق قبل أن أقوم وأنام، وأقوم وأنام، وأقوم ولا أنام.
بدأت يومي الأول بصلاة الفجر، ثم بدأت بتجهيز المادة العلمية التي سوف أُدَرِّسُهَا بعد عصر نفس اليوم، الخامس والعشرين من كانون أول (ديسمبر)، والذي هو يومُ عطلةٍ وعيدٍ عند النصارى، ويوم عمل وعبادة عند المسلمين، وقدر الله أن يكون الأخ أبو يونس الحبيب قد عمل عقيقة متأخرة لولده يونس تغديت مع إخواني منها أحسن غداء.
بدأنا يومنا ذاك بعد العصر، بالتعريف بكتاب «عمل اليوم والليلة» وسابقة الإمام النسائي في الكتابة في الموضوع، والتعريف ببعض الكتب التي شارَكَتْهُ في موضوعه، ككتاب الإمام البخاري «الأدب المفرد» وكتاب «عمل اليوم والليلة» لأبي بكر بن السني تلميذ النسائي، وكتاب «الكلم الطيب» لشيخ الإسلام ابن تيمية، وكتاب تلميذه القيم ابن القيم «الوابل الصيب على الكلم الطيب»، وتكلمنا عن خدمة التلاميذ كتب أشياخهم، وخدمة شيخنا الإمام الألباني رحمه الله كتب السنة، وعملي في الكتاب خدمة لتراث شيخنا الإمام من خلال تنزيل أحكامه على الكتاب، وإسماع الحاضرين الكتاب والتعليق على بعض أبوابه وأحاديثه، وكنت قد قدرت أن يكون ذلك في سبع عشرة ليلة، ولكن الله ـ تبارك وتعالى ـ بارك في الوقت بركة لم أحلم بها، ولم أتوقعها، فقد أنهيت الكتاب بأقل من ذلك بأكثر من أسبوع، ولله الحمد والمنة.
كنت قد نبهت إخواني الحاضرين أنني مستعد للجلوس بعد الفجر لأستمع لمن يريد أن يختم القرآن في هذه الفترة خلال عشرين يوما باقية، وقد استعد أربعة رجال اشترطت عليهم الحضور فجرا، وما أدراك ما فجر (تورنتو) والعشرين درجة مئوية وأكثر تحت الصفر، ثم نزلت بعد ذلك أكثر من ذلك حتى بلغني أنها وصلت خمسين مئوي تحت الصفر، ولكنها عندي لم تنزل عن عشرين مئوي فوق الصفر، ولله الحمد والمنة، مما أراحني في عملي، وتحضيري، وتدريسي.
حضر ثلاثة إخوة في فجر اليوم التالي، وطلبت من كل واحد منهم أن يقرأ الحزب الأول من الجزء الأول من القرآن، مبتدأ بمن حضر أولاً على سنة المقرئين، فكانت قراءتهم ـ ولله الحمد ـ متقاربة من حيث الضبط ومن حيث التوقيت، فقررت لكل واحد منهم ساعة من نهار أو ليل يحضر فيها بحسب قربهم من المسجد، بحيث يقرأ كل واحد منهم جزءً ونصف، لينتهوا من قراءة القرآن كاملا خلال العشرين يوم المتبقية، واستمرت القراءة ثلاث ساعات، لكل منهم ساعة، ثم انصرفنا راشدين على أمل مواصلة البرنامج من صباح الغد، الجمعة: 24/2/1435هـ، الموافق: 27/12/2013م، بحيث يقرأ أقربهم من المسجد من الساعة السابعة والربع ـ موعد انصرافنا من صلاة الفجر ـ وحتى الساعة الثامنة والربع، ثم يأتي الآخر وهو بعيد عن المسجد نحو عشر دقائق، فيقرأ من الثامنة والربع، إلى التاسعة والربع، ثم يقرأ الثالث بعد درس العشاء لمدة ساعة، وبدأنا ببرنامجنا القرآني الموازي لبرنامج الحديث في المساء، وتخلف الرابع، واعتذر..!! وقبلنا عذره ثم انقطع نسأل الله ألا يقطعنا عنه بمعاصينا.
بدأت وتيرة مجالسنا العلمية تَحْمَى وتتصاعد، ووتيرة الطقس تنزل و(تتبارد!!) ولكن الله يسر وسلم، فأتم أخونا ـ (الفَجْري!!) ـ نسبة إلى الفجر ـ المبكر ببركة حضور الفجر ـ القرآن في أقل من خمس عشرة ساعة، وأتم الأخ الثاني ـ (الضحوي!!) ـ نسبة إلى وقت الضحى ـ القرآن في نحو ثماني عشرة ساعة، وكانا يقرآن غيبا وحفظا من صدورهما، وكانا مُتْقِنَيْنِ ضابطين، وواصل الأخ (الليلي!!) القراءة من المصحف حتى جاوز النصف ووصل إلى سورة مريم أو طه ثم انقطع ولا أظنه انقطع إلا لعذر قاهر، نسأل الله لنا وله كمال العون والتوفيق، وأن يصلنا وإياه بمغفرته ورحمته، ورضوانه.
استمرت مجالسنا في قراء كتاب «عمل اليوم والليلة» للإمام النسائي، والذي استللته من كتابه الكبير «السنن الكبرى»، لأن النسخة المحققة!! في المغرب، والمطبوعة في مصر، لم تناسبنا أبداً لا في قراءتنا الأولى مع أخي نمر العوامرة (أبو عامر)، ولا في قراءتنا الثانية التي كنت أستعد فيها للقراءة في القراءة الثالثة مع الأخ محمود بدران ومن حضر معنا تلك المجالس في مسجدي، وعبر الشبكة العنكبوتية، والتي كان آخرها وختمها مع أذان العشاء في عمان يوم الإثنين: 10/2/1435هـ، الموافق: 23/12/2013م. بسبب كثرة التحريفات، والتصحيفات، وكلمات السقط، والأخطاء المطبعية، وغيرها.
أنهينا كتاب «عمل اليوم والليلة» قراءة، وشرحا، وتعليقا، وترجمة، وبيانا لبعض التخريج، والأحكام الحديثية، والفقهية، والإجابة على الأسئلة، خلال ثلاثة عشر يوما، وفي نحو اثنين وثلاثين مجلسا، وأجزنا الحاضرين به ـ إخوة وأخوات ـ مسندا من طريق «السنن الكبرى»، وبدأنا في اليوم التالي الثلاثاء بقراءة وشرح ترجمة كتاب «التوحيد» لشيخ الإسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله، وقد أنهيناه هو الآخر في سبعة أيام، وفي نحو سبعة عشر مجلساً، وأجزنا الإخوة والأخوات الحاضرين بالكتاب من طريقين.
إضافة لإجازة أخوينا الفاضلين الذين أتما قراءة القرآن وختماه.
أنهيت الدورة المكثفة بعد صلاة عشاء يوم الإثنين: 12/3/1435هـ، 13/1/2014م، ونمت مستغفرا محوقلا، راهبا ألا يتقبل الله عملي، لقلة مراقبتي وقلة إخلاصي، راغبا إليه ـ سبحانه وتعالى ـ أن يتقبل عملي ـ مع بالغ تقصيري ـ بواسع وعظيم رحمته وعفوه ـ جل جلاله وعم نواله ـ.
أصبحت يوم الثلاثاء: 13/3/1435هـ، 14/1/2014م أستعد للسفر حزيناً أن يفوتنا اليوم الأول من أيام البيض مفطرا بسبب السفر، إذ ليس من البر الصيام في السفر، وقد اقترح علي إخواني الكرام الأفاضل أن أخرج ضحى هذا اليوم خارج معتكفي قبل سفري، سيما وأن الطقس دافئ، والجليد ذاب أكثره، ولا خطر من خروجي إن شاء الله، فجهزت حقائبي، واغتسلت، ولبست ملابس السفر، فما أتممت ذلك إلا بحضور الأخ عبد المنعم، وخرجت معه في جولة قصيرة لم تزد عن الساعة كثيراً ورجعت والإخوة في الركعة الأولى من صلاة الظهر قد أتموها، فدخلت معهم في الركعة الثانية، وبعد إتمام صلاتي قمت وجمعت صلاة العصر إلى صلاة الظهر تماما غير قصر لأنني كنت نويت من اللحظة الأولى الإقامة حيث أنا، ولذلك كنت أتم سائر الصلوات طيلة فترة إقامتي.
بعد الصلاة، واستراحة ساعة كاملة، وبعد الغداء الأفغاني الطيب من الأخ الأفغاني محمد نظيف ـ حفظه الله تعالى ـ، انطلقنا بعد الساعة الثالثة نحو المطار «آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون».
استغرق وزن الحقائب وإجراءات السفر والوصول إلى قاعة المغادرة فترة ما بعد العصر إلى غروب الشمس، حيث تنحيت في قاعة المغادرة ناحية بعد أن تحريت القبلة، وصليت المغرب والعشاء جمعا وقصرا بأذان وإقامتين، وأوترت، وحضر أخ من شبه القارة الهندية وصلى المغرب بجانبي وحده، ولم يجمع إليها العشاء على مذهب الأحناف، وبعد ذلك صعدت الطائرة وأنا أرجو أن أجد متسعا لأكتب هذه السطور، ولكن جلست بجانب هندي غير مسلم، يضع خاتم ذهب كبير في سبابة يمينه مما ضايقني جدا هذا المنظر المنكر من وجهين؛ ذهب للرجال، وتختم بالسبابة، وبعد أن بدأت بالكتابة متضايقا لضيق المكان، وضخامة جسمي، وجاء العشاء، وأغلقت الحاسوب وتعشيت، طلب الهندي خمرا مع عصير البرتقال مما ضايقني ووضعني في مأزق رؤية المنكر بجانبي، وعلى بعد أصابع مني، وعدم إنكاره، ولكن الله أعظم مما نتخيل، فما هي إلا دقائق معدودات؛ فبعد أن خلط الهندي الخبيث أم الخبائث بعصير البرتقال الطيب حتى اندلق الكأس في حضنه، وعلى كرسيه، وقلت: ليته أحرق ما أصاب تحت الثياب!!! مما دفعه للقيام فورا إلى مستقره ومستودعه.. إلى الحمام؛ لينظف ملابسه وترك لي الكرسي الذي تحول إلى بركة خمر وبرتقال، فأخذت بطانيته ووضعتها على كرسيه، ووضعت حقيبة حواسيبي ومخداتي وأغراضي عليها، وصرت بفضل الله راكب (درجة أولى) وأفضل، وضعت الحاسوب على طاولة الخبيث المنصرف، وأدرت ظهري للناس تاركا شرهم، ومقبلا على شأني.. متكئا على يميني.. منكبا على حاسوبي.. اكتب هذه السطور بسرور وكأنما حيزت لي الدنيا بحذافيرها، وليست الطائرة فقط بفسيح مقاعدها!! وقلت لنفسي: ما أعظمك وأكرمك يا ربنا!، في رحلة القدوم جلست بجانبي هندية سرعان ما ولت مولولة نحو مؤخرة الطائرة حين رأت مصحفي وتركت لي مقعدها (أتبحبح!!) به أيضاً، وفي العودة سلط الله أم الخبائث على خبيث كفاني شره، وأعطاني إن شاء الله خير هذه الرحلة، ولا أريد أن أختم، فلا زلتُ لم أصل البيت بعد، ولم تنته رحلتي، ولا أدري ما قدره الله لي من خير أو (شر) في باقي رحلتي، راجيا متضرعا مولاي سبحانه أن يتمم لي على خير.
بعد أن انشغلت بالكتابة هذه، وبعدها بتصحيح بعض أخطاء كتاب «عمل اليوم والليلة» المطبعية ـ والذي أعتزم ـ إن شاء الله تعالى ـ طباعته طباعة جديدة، مضبوطة الألفاظ، مُخَرَّجَةُ الأحاديث على كتب الأذكار والدعوات التي سبقته خاصة، مُبَيَّنةُ الأحكام (الألبانية) ـ وغيرها إن عُدِمت ـ على الأحاديث، مرقمة.. ـ وقبيل وصولنا إلى لندن أغلقت الحاسوب حسب أوامر الطيران، ولما وصلنا إلى لندن قبيل الفجر، وانتقلت من مبنى الوصول رقم (3)، إلى مبنى المغادرة رقم (1)، ورأيت بعض حاخامات اليهود ومن يُسمون منهم بالمتدينين بملابسهم السوداء، ومعاطفهم الطويلة، وقبعاتهم التي تشبه قبعات رعاة البقر (الكاوبوي)، وتساءلت في نفسي أيهم الأصل في هذه القبعات، آليهود، أم رعاة البقر؟!، وهل كانت هذه القبعات في أسلاف بني إسرائيل؟!، وهل لهذه القبعات علاقة بالتيه أربعين سنة، وشمس الصحراء التي كفاهم الله إياها بتظليلهم خلالها بالغمام؟! وهل كان موسى وهارون وغيرهم من أنبياء بني إسرائيل ـ عليهم السلام ـ يعتمرون مثل هذه القبعات، وغيرها مما رأيناه في القدس على (متدينيهم) وأسئلة كثيرة تثيرها مناظرهم الكريهة، ولحاهم الكثة الطويلة، وشواربهم المُشَوِّهَةِ مَنَاظِرَ وجوهههم الدميمة البغيضة، والمخالفة للفطرة ولسنن المرسلين حتماً، وصرت أتفرس في ملامحهم وسحناتهم المغضوب عليها، وقد شاركونا الحافلة من مبنى رقم (3) إلى مبنى رقم (1)، ثم الطريق كله، والتفتيش إلى مبنى رقم (1) مما أثار نكدي في صبيحة هذا اليوم اليهودي بحق، ولكن لا سبيل إلى التشاؤم، ويجب أن يكون التفاؤل هو الحادي في هكذا سفر نرجو به الله واليوم الآخر.
وصلنا مبنى رقم (1) بعد جهد جهيد، وتعب، وعرق، وبادرت الحمام لأتوضأ لصلاة الفجر، والتبست عليَّ القبلة، وسألت عن جهة المشرق وهي قبلتي في بلاد الغرب، وخمنت جهة القبلة بعد جهد وسؤال، وصليت الفجر بإسفار ثم جلست أعمل على كتاب «عمل اليوم والليلة»، وكنت رابع أربعة في قاعة المغادرة قبل أن يتوافد إليها المغادرون رجالا ونساء، مسلمين وغير مسلمين، وبدأت تسمع ـ بوضوح وبصوت لا يخلو من ارتفاع أحيانا ـ اللغة العربية، واللهجة الأردنية هنا وهناك.
بقيت أعمل على الكتاب حتى كنت آخر المغادرين القاعة إلى الطائرة، ووجدت مقعدي قبل المقعد الأخير مباشرة، وبثلاثة مقاعد كاملة، يعني سرير لم يحصل عليه نتنياهو في رحلاته إلى لندن ومنها!!
ما أن غادرت الطائرة أجواء لندن في موعدها المقرر حوالي التاسعة صباحاً، وبعد التمتع بمنظر (الكونكورد) الشابة العجوز المتقاعدة في مطار (هيثرو)، وبعد استقرار الطيران أخرجت حاسوبي أعمل في كتاب «عمل اليوم والليلة» حتى جاء الإفطار، وبعد الإفطار استأنفت عملي، وحيث كنا نسير في اتجاه القبلة مباشرة تقريبا، وحين صرنا فوق البوسنة والهرسك مع منتصف النهار، ووقت صلاة الظهر تقريبا، وغلبة ظني أن الوقت في هذه الأجواء وقت ظهر، إذ كان الوقت في عمان الساعة الثانية، وفي لندن الساعة الحادية عشرة، والوقت في أجواء البوسنة والهرسك الساعة الثانية عشرة، أذنت وصليت الظهر والعصر في ممر الطائرة بعد أن سألت المضيف والمضيفة في مؤخرة الطائرة إن كانا سيستخدمان الممر أثناء صلاتي فأذنا لي بالصلاة، ووقفا يرقبان صلاتي.
بعد الصلاة ـ وقد بقي على الرحلة أكثر من ساعتين ونصف ـ أخلدت إلى الراحة عًلِّي أنام، وفعلا نمت نحو ساعتين، وما استيقظت إلا والطائرة قد غادرت أجواء شمال قبرص في اتجاه فلسطين المحتلة، وحيث أن الرحلة من ساحل جنوب حيفا إلى عمان لا تستغرق سوى (18) دقيقة ـ كما تشير معلومات الرحلة على الخريطة أمامي ـ قلت أستمتع بالنظر إلى أكناف بيت المقدس، وما هي إلا دقائق حتى دخلنا الأجواء الأردنية، ونظرت إلى عمان في رابعة النهار لأول مرة في حياتي من أجواء صافية، وقد أدهشني وهالني جمال عمان وكِبر حجمها، ولفت انتباهي بياض مبانيها الرائع وقد غسلها الماء والثلج والبرد، فكانت كعروس في ملابس زفافها البيضاء تزين خديها خالتان سوداوان هما البرجان اللذان في الدوار الخامس، وخالة سوداء أسفل ذقنها في العبدلي مكان مقر المخابرات القديم، وفعلا رأيت أجمل مدن الدنيا وأحلاها.
ومن جنوب مأدبا، ومن فوق جبل الحمايدة نظرت إلى مأدبا تلك المدينة التي تمددت وكبرت كثيرا عنها حين كنت أعمل مدرسا في بعض نواحيها قبل أكثر من ثلاثين سنة، والتي ما تركت فيها قرية، ولا خربة، ولا تجمعا ريفيا، أو بدويا، إلا وزرته للدعوة إلى الله، والتي تشبه بامتداد طريقيها الغربية والشرقية منها شمالاً إلى عمان قاعدة (الشعبة.. النقافة) التي كنا نستخدمها لوقذ الطيور صغارا، وحين توجهنا شرقا نحو مطار الملكة علياء الدولي من فوق سهول مأدبا الجنوبية الشرقية نحو الجيزة، وتذكرت هذه السهول وطرقها الترابية ـ قبل أن تستبدل تلك الطرق الترابية التي كان يحلو لي سلوكها على دراجتي النارية محدثا خلفي (زوبعة) من الغبار ـ بطرق اسفلتية معبدة تخترق تلك السهول وكأنها كحلة العين بالنسبة لحدقتها، قلت لنفسي: كم هي جميلة وحبيبة ربوع بلادنا؟!
نزلنا في مطار الملكة علياء الذي تتحرك فيه الآليات الإنشائية في بناء جديد، وفي أجواء مشمسة جميلة ورائعة، وكان لحسن استقبال موظفي المطار من رجال أمن وغيرهم أثر رائع في الاستمتاع بدخول البلد الحبيب مرة أخرى، والفرح بالوصول إليها مرة أخرى، وتذكرت الفرق بين سنوات ماضية نكدة كنا لا نغادر المطار ذهابا وإيابا إلا بنكد السؤال والتحقيق قبل السفر، ونكد حجز الجواز وضرورة مراجعة دائرة المخابرات لاستلامه منها بعد تحقيق ـ كثيرا ما كان يكون أتفه من التافه ـ.
وصلنا البيت بيمن الله ورعايته، ورجعت لأكمل هذه الكتابة، ولأدون أهم ملاحظاتي ومشاهداتي من هذه الرحلة التي سميتها:
«الفوائد المتعددة من رحلة كندا» 2013-2014
وأهمها:
1ـ أنني لم ولن أنس منظر عمار الصغير، الذي لم يبلغ العشر سنوات، وأخوه يوسف، واللذان لم يتغيبا مع والدهما الفاضل المصري الأصل عن صلاة الفجر يوما واحدا طيلة فترة إقامتي، وكنت أقول لنفسي: ماذا يريد أعداء الإسلام أن ينالوا من مصر، وهؤلاء أبناء مصر العروبة والإسلام في الخارج، فكيف بهم في الداخل؟! سلام على مصر، ومن عاش بمصر، ومن حل بمصر، ومن خرج من مصر، ومن أحب مصر، ومن حيل بينه وبين مصر من أمثالي..!!
2ـ وكذلك صديقهما محمد، وأبناء أبي يونس المغربي الأربعة، يونس، وصهيب، وزيد، وأيوب، وإبراهيم الأثيوبي الصغير، وآخرين من الفتيان، والصبيان، أقل محافظة على صلاة الفجر من عمار وأخيه، بارك الله لأبيهما، فيهما وبارك لهما فيه، وكذلك في سائر من ذَكرت ومن لم أذكر.
3ـ أما الشُيَّابُ المتقاعدون كبار السن فقد رأيت رجلا من أصول تونسية مواليد سنة (1935)م أسأل الله أن يبارك له في عمره وصحته وعافيته ـ يعني على عتبات الثمانين ـ ولم تكن تخطئه صلاة من الصلوات، وكذلك أخ باكستاني متقاعد قد بلغ من الكبر عتيا، انكسرت يده إِثْرَ انزلاقه على الجليد، أول وصولي، ولم تَفُتْهُ صلاةٌ خلال فترة إقامتي ـ أسأل الله أن يبارك له في صحته وعمره وعافيته ـ ولقد ذكرتني مواظبتهما على الجماعة بما كتبه شيخنا رحمه الله في بعض كتبه عن نفسه، وأنه وقد جاوز الثمانين، ولا زال يقود سيارته، ويقضي مصالحه، ويصلي النافلة قائما، ويعمل في القراءة والكتابة ساعات طوال.
4ـ وأما النساء والفتيات فوجودهن في المسجد شبه دائم عدا صلاة الفجر، وخاصة في أيام العطل، وحرص بعضهن على مجالس الحديث، وعلى تعليم الفتيات القرآن في أيام السبت والأحد ـ مدرسة نهاية الأسبوع ـ من الساعة العاشرة صباحا إلى ما بعد صلاة الظهر، وكذلك الفتيان، مع الأخ أبو يونس، والأخ الجزائري الذي معه، والذي فتني اسمه وكنيته.
الحرص على نظافة المسجد ومرافقه، وإحضار الطعام إلى المسجد وخاصة، العقائق، والولائم، وغيرها، فيستغلون أيام العطل ليكرم بعضهم بعضا، ويتعاونون في الخدمة، والتقديم، والتنظيف، تعاونا يغبطون عليه، ويشكرون عليه في نفس الوقت.
6ـ حرص العديد منهم على تدوين الفوائد التي يستمعونها ويلتقطونها خلال المجالس، وتدوين الأسئلة إلى نهاية المجلس، وعدم تفويت أسئلتهم التي كانت تنم عن انتباه وفهم وتطلع إلى مزيد من الفهم والعلم، وكذلك تسجيل ذلك بأدواتهم المختلفة.
7ـ حرصهم على نقل المجالس العلمية وبثها أثناء انعقادها، وتسجيلها ثم تنزيلها عبر الشبكة العنكبوبتة يوميا، أول بأول.
وأما الفوائد التي استفدتها من هذه الرحلة على قصر كتابتي فيها، ولم أكتب أثناء إقامتي في (كندا) عنها لانشغالي المستمر في تسميع القرآن، أو التحضير لتدريس الكتابين السابقين.
1ـ احرص على الاستيقاظ قبل صلاة الفجر يوميا لشغل يشغلك ولغير شغل، فمن نام حتى يصبح بال الشيطان في أذنيه، فلا تترك الشيطان يبول أو يزيد!! عن البول في أذنيك.
2ـ أحيي ما تستطيع من السنن، فإن في السنة أجر عظيم، وفي إحياء سنة أجر أعظم.
3ـ احرص على الوصول إلى وجهتك..مطار..محطة قطار.. مجمع حافلات.. مكان عمل.. محاضرة.. درس.. موعد!! مبكراً ففي ذلك خير كبير، وخاصة الموعد فالتأخر عنه من النفاق.
4ـ لا تنس دعاء السفر، ودعاء الركوب، والإكثار من التسبيح والتحميد وتلاوة القرآن، فضلا عن الاستغفار، والدعاء والتضرع، فدعاء المسافر مستجاب، والعمر قصير، والذكر يطيل العمر ببركته.
5ـ تذكر أن لنا مسجدا مباركا، صلى فيه الأنبياء، وسجد فيه المرسلون، واعتكف فيه الصالحون، وهو يئن منذ عقود ـ وسائر الأرض التي بارك الله فها للعالمين ـ تحت احتلال شائن بغيض.
6ـ النوم حين الحاجة إليه عبادة تَحْتَسِبُ فيه من الأجر ما تحتسب في يقظتك، فاحرص على النوم على طُهر، وذكر لله حتى تبقى صحيفة حسناتك في نومك مفتوحة كما هي في يقظتك، مع ملاحظة إقفال صحيفة سيئاتك، وذهاب ملك سيئاتك في إجازة أثناء نومك، ولعله يدعو لك بطول النوم لتطول فترة إجازته، فترتاح وتريح!!
7ـ بادر إلى الصلاة في أماكنها وخاصة في المحطات والمطارات الأجنبية فغالبا ما ستجد أناسا أخياراً من إخوانك المسلمين يساعدوك.
8ـ لا تتهاون في إنكار المنكر ولو في قلبك، خاصة عندما يكون قريبا منك أو بجانبك، وهو مما يكثر في الطائرات والقطارات في بلاد غير المسلمين، وفي بعض بلاد المسلمين ـ للأسف الشديد ـ فإنه مع كونه أضعف الإيمان إلا أن نتائجه باهرة وعجيبة.
9ـ حاول أن تصلي في الطائرات والقطارات، وتكون نيتك دعوة الناس للإسلام، وخاصة بأذانك، وإقامتك، ولو حيث تسمع نفسك فهما دعوة تامة، والصلاة بحد ذاتها دعوة أخرى، واسجد بين السماء والأرض وأطع الله في الهواء كما تطعه في البر.
10ـ احرص على وقتك، وأكثِرْ من ذكر الله عند تعسر بعض أمورك، ولا تنس أن الله مع الذاكرين..فاذكروني أذكركم. كما قال سبحانه.
11ـ احرص على صحتك ـ خاصة عندما تكون في مهمة دعوية ـ حتى لا تتعطل عن مهمتك، وَتُعَطِّل غيرك في علاجك وتطبيبك، ولا تكثر طلباتك، و(خفف دمك) فالناس تحب ذا الدم الخفيف، ولا تظن أن كل من حولك من الناس يتلذذون بخدمتك، ويتقربون إلى الله بالتقرب منك!!
12ـ حاول أن تعطي الناس أكثر مما يتوقعون منك من وقتك، وجهدك، وعلمك، وسائر عطائك.
13ـ احرص على تربية أبنائك التربية الإسلامية، من خلال اصطحابهم للصلوات وخاصة صلاة الفجر، فالوقت المبارك يؤثر في الولد المبارك الذي تريد أن يحمل اسمك.
وأخيرا فما منعني من نشر هذه الورقات إلا مرض عاجلني بعد عودتي ألزمني الفراش، وَهَدَّ جميع مفاصلي، وبسبب مطالبة بعض الأخوة الفضلاء بهذه الكتابة فها أنذا قد كتبت ونشرت ولله الأمر من قبل ومن بعد.
والحمد لله رب العالمين
__________________
«الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-02-2014, 04:32 PM
الأثري العراقي الأثري العراقي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: العراق
المشاركات: 2,016
افتراضي

ما شاء الله !! .. تباركَ الله !!
زادكَ الله توفيقاً ـ شيخنا الحبيب ـ
وشفاكَ الله ـ مما تُعاني ـ وعافاكَ
و : (( لا بأس عليك ، طَهوراً إن شاء الله ))
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-02-2014, 04:34 PM
خالد الشافعي خالد الشافعي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 12,479
افتراضي

زادك الله بسطة في العلم والجسم يا شيخنا .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-02-2014, 08:39 PM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي

جزاك الله خيرا شيخنا أبا محمد ونفع بك ...
رزقك الله الأجر والعافية ..
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-02-2014, 09:37 PM
مروان السلفي الجزائري مروان السلفي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الدولة: سيدي بلعباس -الجزائر -
المشاركات: 1,790
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوالأشبال الجنيدي الأثري مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا شيخنا أبا محمد ونفع بك ...
رزقك الله الأجر والعافية ..

آمييييييييييييين

بارك الله في الشيخ و ألبسه ثوب الصحة و العافية
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-02-2014, 10:02 PM
رمزي برهوم رمزي برهوم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 237
افتراضي

السلام عليكم شيخنا ورحمة الله وبركاته
كم اشتقت إليك شيخنا وكم اشتقت لكتاباتك ووصف رحلاتك الدعوية النافعة بإذن الله والمباركة وما فيها من فوائد وعظات وعبر
فأنتم شيخنا مثل الغيث أينما حللتم نفعتم , بارك الله في علمك وعملك ووقتك وصحتك وأهلك ومالك
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-02-2014, 10:58 PM
أبو أويس السليماني أبو أويس السليماني غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,750
افتراضي

جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ و متعك بالصحة و العافية و زادك توفيقا .
لا بأس عليك ، طهور إن شاء الله .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 02-02-2014, 11:43 PM
عبد الله الجزائري 18 عبد الله الجزائري 18 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 291
افتراضي

حفظكم الله شيخنا الكريم ووفقكم لكل خير وجعل ماتبدلونه في ميزان حسناتكم
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 02-03-2014, 12:45 AM
رائد ال خزنه رائد ال خزنه غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 201
افتراضي

الحمد لله على سلامتك وشفاك الله
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 02-03-2014, 02:04 AM
أبو متعب فتحي العلي أبو متعب فتحي العلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الزرقاء - الأردن
المشاركات: 2,322
افتراضي

الحمد الله على السلامة
شيخنا الفاضل - أكرم زيادة -
وسوف ازوركم قريباً
و نتشرف بكم
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:20 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.