أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
15761 | 58455 |
#101
|
|||
|
|||
.
· قولُه –تعالى-: { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ } النحل:126 عن أَبي العاليةَ قال: حدثني أُبَيُّ بنُ كَعبٍ قال: لمّا كان يومُ أُحدٍ أُصيبَ من الأَنصارِ أَربعةٌ وستونَ رجلاً، ومن المهاجرين ستةٌ فيهم حمزةُ، فمَثَّلُوا بهم، فقالت الأنصارُ: لَئن أَصبْنا منهم يوماً مثلَ هذا لَنُرْبِيَنَّ عليهم، قال: فلما كان يومُ فتحِ مكةَ فأنزل الله: { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ}، فقال رجلٌ: لا قريشَ بعدَ اليومِ. فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: كُفُّوا عن القومِ إِلا أَربعةً. رواه أَحمدُ في المسند والترمذي وقال: هذا حديث حسنٌ غريبٌ من حديث أُبَي بنِ كعب. قال الألباني: حسنٌ صحيحُ الإسنادِ. وفي رواية المسند: فنادى مُنادي رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: أَمِنَ الأَسودُ والأَبيضُ، إِلا فلاناً وفلاناً، ناساً سمَّاهم ،فأنزل اللهُ -تبارك وتعالى- : { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوْا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ }، فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: نَصبِرُ ولا نُعاقبُ. قال الشيخ شُعيبُ: إِسنادُه حسن. قال في "تحفة الأحوذي": (لَنُرْبِيَنَّ عَلَيْهِمْ ): من الإِرْباءِ، أَيْ لَنزيدَنَّ ولَنُضاعفَنَّ عليهم في التَّمثيلِ. ( كُفُّوا عَنْ الْقَوْمِ إِلَّا أَرْبَعَةً ): وفي حديثِ سعدٍ عندَ النَّسائيِّ قال: لَمَّا كانَ يومُ فتحِ مكةَ أَمَّن رسولُ اللَّهِ النَّاسَ إِلا أَرْبعةَ نَفرٍ وامرأَتَينِ، وقال: اُقْتلوهُمْ وإِنْ وجدْتُموهُم مُتَعلِّقينَ بِأَستارِ الكَعبة؛ عِكْرمةَ بنَ أَبي جهلٍ وعبدَ اللَّهِ بنَ خَطَلٍ ومَقِيسَ بنَ صَبَابةَ وعبدَ اللَّهِ بْنَ سعدِ بنِ أَبي السَّرْحِ . الحَدِيثَ. قلت: وتتمة الحديث عند النسائي: فأَما عبدُ الله بن خَطلٍ فأُدركَ وهو متعلقٌ بأستارِ الكعبةِ، فاسْتَبقَ إِليه سعيدُ بنُ حُريثٍ وعمارُ بنُ ياسر، فسبقَ سعيدٌ عماراً، وكان أَشبَّ الرجلين، فقتله. وأَما مَقِيسُ بنُ صَبابةَ فأَدركه الناسُ في السوقِ فقتلوه، وأَما عكرمةُ فركبَ البحرَ فأَصابتهم عاصفٌ، فقال أصحابُ السفينةِ: أَخلصوا؛ فإِنَّ آلهتَكُم لا تُغني عنكم شيئاً هاهنا، فقال عكرمةُ: والله لِئنْ لم يُنَجِّني في البحر إِلا الإخلاصُ ما ينجيني في البَرِّ غيرُه، اللهم إِنَّ لك علَيَّ عهداً إِن أَنت عافَيْتَني مِمَّا أنا فيه أَنْ آتي محمداً -صلى الله عليه وسلم- حتى أَضعَ يدي في يدِه، فلأَجِدَنَّه عَفُّواً كريماً، فجاء فأَسلمَ، وأما عبدُ اللهِ بنُ سعدِ بنِ أَبي سَرْحٍ فإنه اخْتَبأَ عند عثمانَ بنِ عفانَ، فلما دعا رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- الناسَ إلى البيعةِ جاء به حتى أَوقفَه على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: يا رسولَ اللهِ بايِعْ عبدَ اللهِ، فرفع رأَسَه فنظر إِليه ثلاثاً, كلُّ ذلك يأْبَى، فبَايَعَهُ بعدَ ثلاثٍ، ثم أَقبلَ على أصحابِه فقال: ما كان فيكم رجلٌ رشيدٌ يقومُ إِلى هذا حيثُ رآني كَفَفْتُ يدي عن بَيْعتِه فيَقْتُلُه؟ قالوا: ما يُدرينا يا رسولَ اللهِ ما في نفسِكَ! هلّا أَوْمأَتَ إِلينا بعينِك. قال: إِنه لا يَنْبغي لِنَبيٍّ أَنْ تكونَ له خائنةُ الأَعين. . |
#102
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا أخي الكريم . |
#103
|
|||
|
|||
.
· قوله –تعالى-: { وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} الحجر: 24 روى الترمذي والنسائي وابن ماجةَ وغيرُهم عن ابنِ عباسٍ قال: كانت امرأةٌ تُصلي خلفَ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- حسناءُ، من أَحسنِ النساء، فكان بعضُ القومِ يتقدَّمُ حتى يكونَ في الصفِّ الأولِ؛ لئلا يراها، ويَستأخِرُ بعضُهم حتى يكونَ في الصف المؤَّخَرِ، فإذا ركع نظر من تحتِ إِبطَيْهِ، فأنزل الله: { وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ } قال ابن ُكثيرٍ في "تفسيره": حديثٌ غريبٌ جداً وفيه نكارةٌ شديدة. قال الألباني في "الصحيحة": وهذا الإعلالُ ليس بشيءٍ عندي؛ وذلك من وجوهٍ ... فعلق على الإسناد ثم قال: ثانيا : الغرابة التي أشار إليها منفيةٌ بمجيءِ أَصلِ الحديثِ من طُرقٍ أُخرى ولو باختصارٍ ... فذكرها ثم قال: فهذه الروايات وإن كانت لا تخلو من ضعفٍ، فبعضُها يَشدُّ بعضاً، فهي صالحةٌ للاستشهادِ، ويدل مجموعُها على أنّ الآيةَ الكريمةَ نزلت في صفوفِ الصلاة، فأين الغرابة؟! وإنْ كان المقصودُ بها غرابةَ المعنى ومباينةَ تفسيرِ الآيةِ بما دلَّ عليه سببُ النزولِ لِما قبلها من الآيات: { وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25) } فالجواب: أَنَّ المعنى المستفادَ من سببِ النزولِ ليس مُبايناً للعموم الذي تدل عليه الآيةُ بِسباقِها وسياقِها، ومن المعلوم أنّ العبرةَ بعموم اللفظِ لا بخصوص السببِ، قال العلامة الآلوسي في " روح المعاني ": ومِن هنا قال بعضُهم: الأَولى الحملُ على العموم، أي: علمنا من اتّصفَ بالتقدمِ والتأخرِ في الولادةِ والموت والإسلامِ وصفوف الصلاةِ وغير ذلك. وهو يُشيرُ بذلكَ إلى الإمامِ ابن جريرٍ -رحمه الله- فإِنه اختارَ حملَ الآيةِ على العمومِ المذكور ثم قال: وجائز أن تكون نزلت في شأن المستقدمين في الصف لشأن النساء، والمُستأخرين فيه لذلك، ثم يكون اللهُ -عز وجل- عَمَّ بالمعنى المرادِ منه جميعَ الخلقِ، فقال -جَلَّ ثناؤُه لهم: قد علمنا ما مضى من الخلق و أَحصيناهم وما كانوا يعملون، ومَنْ هو حيٌّ منكم، و من هو حادثٌ بعدَكم أَيها الناس! وأَعمالُ جميعِكُم،خيرُها وشرُّها، وأَحصينا جميعَ ذلك، ونحن نحشرُهم جميعَهم، فَنُجازي كُلًّا بأَعمالِه إنْخيراً فخيراً، وإن شراً فشراً، فيكون ذلك تهديداً ووعيداً للمستأخرين في الصفوفِلِشأنِ النساء، ولِكلِّ مَن تَعدّى حدَّ اللهِ وعمل بغير ما أذن له به، ووعداً لمن تقدَّم في الصفوف لسبب النساءِ، سارع إلى محبةِ الله ورضوانه في أفعاله كلِّها. وهذا في غايةِ التحقيق كما ترى. جزاه الله خيرا. ثالثا : وأَما النكارةُ الشديدةُ التي زعمها ابنُ كثيرٍ -رحمه الله- فالظاهرُ أنه يعني أَنه من غير المعقولِ أنْ يتأَخّر أَحدٌ من المصلين إِلى الصفِّ الآخرِ لينظرَ إلى امرأةٍ! وجوابنا عليه أَنهم قد قالوا: إذا ورَدَ الأثرُ بطَلَ النظرُ، فبعدَ ثبوتِ الحديثِ لا مجالَ لاستنكارِ ما تضَمنّه من الواقع، و لو أننا فتحنا بابَ الاستنكار لمجردِ الاستبعادِ العقلي للزم إِنكارُ كثيرٍ من الأحاديثِ الصحيحةِ، و هذا ليس من شأنِ أهل السنة والحديث، بل هو من دأْبِ المعتزلةِ وأهل الأهواء. ثم ما المانعُ أنْ يكونَ أولئك الناسُ المستأخرونَ من المنافقين الذين يُظهرون الإيمانَ ويُبطنون الكفرَ؟ بل وما المانعُ أنْ يكونوا من الذين دخلوا في الإِسلامِ حديثا، ولمّا يتهذّبوا بتهذيبِ الإِسلام، ولا تأدبوا بأدبه؟ . |
#104
|
|||
|
|||
.
قوله –تعالى-: { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلايَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلًا، أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ } الإسراء: 56، 57 قال الإمام مسلم: حدثني أبو بكرِ بنُ نافعٍ العَبديُّ حدثنا عبدُ الرحمن حدثنا سفيانُ عن الأَعمشِ عن إبراهيمَ عن أَبي معمرٍ عن عبد الله: { أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ }، قال: كان نَفَرٌ من الإِنسِ يعبدون نفراً من الجنِّ فأَسلمَ النَّفَرُ من الجنِّ، واسْتَمسك الإِنسُ بعبادتِهم، فنزلت: { أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ }. ثم ساقه من طريق أخرى إلى ابن مسعودٍ قال: نزلتْ في نَفرٍ من العربِ كانوا يعبدون نَفَراً من الجنِّ، فأسلم الجنِّيونَ، والإِنسُ الذين كانوا يعبدونَهم لا يشعرونَ، فنزلت. . |
#105
|
|||
|
|||
.
قوله –تعالى-: { وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا } الإسراء: 59 . روى أحمد عن ابنِ عباسٍ –رضي الله عنهما- قال : سأَل أهلُ مكةَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يَجعلَ لهمُ الصفا ذهباً، وأَن يُنَحّيَ الجبالَ عنهم فيَزْدَرِعوا، فقيل له: إنْ شِئْتَ أنْ تَسْتأْنيَ بهم، وإِن شِئتَ أن تُؤْتِيَهم الذي سألوا؛ فإن كفروا أُهلكوا كما أُهلك مَنْ قبْلَهم. قال: لا بلْ أَسْتَأْني بهم. فأنزل اللهُ -عزّ وجلَّ- هذه الآية: { وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا }. صححه الشيخ الألباني وقال: على شرط الشيخين. . |
#106
|
|||
|
|||
.
مما فاتني ذكره من سورة البقرة ... · قوله –تعالى-: { لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} البقرة: 272 قال أبو عبيد في "الأموال" : حدثنا أحمد بن عثمان عن ابن المبارك عن سفيان عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: كان ناسٌ لهم أَنسباءٌ وقَرابةٌ من قُريظةَ والنضيرِ، وكانوا يَتَّقون أَنْ يَتَصَّدقوا عليهم، ويريدونهم على الإسلام، فنزلت: { لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} وكذلك أخرجه ابن جرير في تفسيره قال: حدثنا المثنى قال: حدثنا سويد قال: أخبرنا ابن المبارك عن سفيان عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، فذكره. وأخرجه الحاكم عن ابن عباس بلفظ: كانوا يكرهون أن يَرْضَخوا لأَنْسابِهم وهم مشركون فنزلت: { ليس عليك هداهم و لكن الله يهدي من يشاء } حتى بلغ { وأنتم لا تظلمون } قال: فرَخَّص لهم. وقال: صحيح ولم يخرجاه، وقال الذهبي: على شرط البخاري ومسلم. قال الألباني في "الصحيحة": وهو كما قال بالنظر إلى رواية أبي عبيد وابن جرير، وإلا ففي إِسناد الحاكم "محمد بن غالب" ؛ فإِن فيه كلاماً مع كونه ليس من رجال الشيخين. ثم قال -رحمه الله-: هذا في صدقة النافلة ، وأما الفريضة فلا تجوز لغير المسلم؛ لحديث معاذ المعروف: " تُؤخذ من أغنيائهم فتُردُّ على فقرائهم " . متفق عليه . |
#107
|
|||
|
|||
.
مما فاتني ذكرُه من سورة آل عمران: · قوله –تعالى-: { كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89)} روى أَحمدُ والنَّسائيُّ وغيرُهما عن ابن عباسٍ قال: كان رجلٌ من الأنصار أسلمَ ثم ارتدَّ ولَحِقَ بالشركِ، ثم تَنَدَّمَ، فأرسل إلى قومِهِ: سَلُوا رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - هل له من توبةٍ؟ فجاء قومُهُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: إنَّ فلاناً قد ندمَ، وإنّه أَمرنا أن نسأَلَك: هل له من توبةٍ؟ فنزلت: {كَيْفَ يهدِي اللهُ قوماً كَفَرُوا بَعْدَ إيمانِهِم..} إلى قولِه: { غفورٌ رحيمٌ }، فأرسل إليه قومُه؛ فأَسلَم. صححه الحاكم ووافقه الذهبي، وصححه الألباني وشعيب. قال الشيخ الألباني –رحمه الله- في "الصحيحة": ولتمام الفائدة لا بد من ذكر الآيات الأربع بتمامها.. فذكرها ثم قال: ولا يُنافي ذلك قولَه –تعالى- بعدَها: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (90) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (91) } ذلك؛ لأَنَّ المقصودَ: لن تُقبلَ توبَتُهم عندَ المماتِ كما قال –تعالى-: { وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18) } النساء. قاله الحافظ ابن كثير . . |
#108
|
|||
|
|||
.
· قولُه –تعالى-: { وَيَسْأَلُونَكَ ، عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتُوا مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } الإسراء: 85 وقوله –تعالى-: { قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا } الكهف: 109 روى الشيخان وغيرُهما –واللفظُ للبخاري- عن علقمةَ عن عبدِ الله قال: بينا أَنا أَمشي معَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في خِرَبِ المدينةِ، وهو يتوكَّأ على عَسيبٍ معه، فمَرَّ بِنَفرٍ من اليهود، فقال بعضُهم لبعضٍ: سَلُوه عن الروحِ، وقال بعضُهم: لا تسأَلوه؛ لا يجيءُ فيه بشيءٍ تكرهونَه. فقال بعضُهم: لَنَسأَلنَّهُ، فقام رجلٌ منهم فقال: يا أَبا القاسمُ، ما الروحُ؟! فسكت؛ فقلتُ: إِنه يُوحَى إليهِ، فقمتُ.. فلما انجلى عنه قال: { ويَسْأَلونَكَ عنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتُوا مِنَ العِلمِ إِلا قليلا }. قال الأعمش: هكذا في قراءَتِنا. قال ابنُ حجر في الفتح: أي قراءةِ الأَعمشِ، وليست هذه القراءةُ في السبعةِ، بل ولا في المشهورِ من غيرِها، وقد أغفلَها أَبو عُبَيدٍ في كتاب "القراءات" له من قراءةِ الأَعمشِ، والله أعلم. قال ابن كثير في "تفسيره": وهذا السياقُ يقتضي، فيما يظهر بادي الرأي، أَنَّ هذه الآيةَ مدَنِيَّةٌ، وأَنها إنما نزلتْ حين سأَله اليهودُ عن ذلك بالمدينةِ، معَ أَنَّ السورةَ كلَّها مكيةٌ. وقد يُجاب عن هذا بأَنَّه قد يكون نزلتْ عليه بالمدينةِ مرةً ثانيةً كما نزلت عليه بمكةَ قبلَ ذلك، أَو أنه نزل عليهِ الوحيُ بأَنَّه يُجيبهم عما سأَلوا بالآيةِ المُتَقدِّمِ إِنزالُها عليه، وهي هذه الآيةُ: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ } زاد الترمذي في روايتِه: قالوا: أُوتينا عِلماً كثيراً: التوراةُ، ومن أُوتي التوراةَ فقد أُوتيَ خيراً كثيرا، فأُنزلَتْ: { قُلْ لَوْ كَانَ البَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ البَحْرُ } إلى آخر الآية. قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجهِ. قال الألباني: صحيح الإسناد. وقال شعيب: إسناده صحيح. . |
#109
|
|||
|
|||
.
· قولُه –تعالى-: { وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا } الإسراء: 110 روى البخاريُّ في صحيحِه عن ابنِ عباسٍ -رضي الله عنهما- في قولِه –تعالى-: { وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِها } قال: نزلتْ ورسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مُخْتَفٍ بمكةَ؛ كان إذا صلى بأَصحابِه رفع صوتَه بالقرآنِ فإذا سمعه المشركون سَبُّوا القرآنَ ومَنْ أَنزلَه ومَنْ جاء به، فقال اللهُ –تعالى- لِنَبِيِّه -صلى الله عليه وسلم-:{ وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ } أي: بِقِراءَتِك فيَسْمَعَ المشركونَ فيَسُبُّوا القرآنَ،{ وَلا تُخَافِتُ بِها } عن أَصحابِك فلا تُسْمِعُهُم، { وَابْتَغِ بَيْنَ ذلكَ سَبِيلاً }. وقال البخاري: حدثني طلقُ بنُ غَنَّامٍ حدثنا زائدةُ عن هشامٍ عن أَبيه عن عائشةَ -رضي الله عنها- قالت: أُنْزِلَ ذلك في الدعاءِ. قال الحافظ في "الفتح": يحتملُ الجمعُ بينهما بأَنَّها نزلت في الدعاءِ داخلَ الصلاةِ. . |
#110
|
|||
|
|||
مما فاتني ذكره من سورة البقرة:
· قولُه –تعالى-: { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ } ، 198 أخرج البخاري عن ابن عباس قال: كانت عُكاظٌ ومِجَنَّةُ وذُو المَجازِ أَسواقاً في الجاهليةِ، فتَأَثَّموا أَنْ يَتجِّرُوا في المواسم، فنزلت: { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ } في مواسِمِ الحج. وروى أبو داود وغيره عن أَبي أمامة التَّيْمِيِّ قال: كنت رجلاً أُكْرِي في هذا الوجهِ، وكان ناسٌ يقولون لي: إِنَّه ليس لك حجٌّ! فلَقِيتُ ابنَ عمرَ فقلت: يا أَبا عبد الرحمن إِني رجلٌ أُكْرِي في هذا الوجهِ، وإِنَّ ناساً يقولون لي: إنه ليس لك حَج؟ فقال ابنُ عمرَ: أليس تُحْرِمُ وتُلَبِّي، وتطوفُ بالبيت، وتُفِيضُ من عرفاتٍ، وتَرمي الجمار؟ قال: قلت: بلى. قال: فإِنَّ لك حجّاً؛ جاء رجلٌ إِلى النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فسأَله عن مثلِ ما سألتني عنه؟ فسكتَ عنه رسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يُجِبْه- حتى نزلت هذه الآية: { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ }، فأَرسلَ إِليه رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقرأ عليه هذه الآيةَ، وقال: لك حَجٌّ. قال الألباني: صحيح. . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|