أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
19679 | 58455 |
#1
|
|||
|
|||
من أسباب النزول
الحمدُللهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِه وبعدُ, فإن اللهَ قد أنزل كتابَه منَجّماً, وفي ذلك من الحِكم والأَسبابِ ما لا يَخفى, ومن ذلك أنّ بعضَ الآياتِ كانت تنزلُ بسببِ حادثةٍ, أو بسببِ سؤالٍ عن حكمٍ, فتنزلُ الآيةُ بالبيانِ والجوابِ, ومعرفةُ سببِ النزولِ لا شكّ يعينُ على فَهمِ معنى الآيةِ؛ ولذلك سأَتَعرّضُ لذِكرِ ما تيَّسَر ممّا صَحَّ من أسبابِ النزولِ على قَدْرِ الوُسعِ والطاقة, والله الموفق.
----------- * قال – تعالى-: { وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ }. [البقرة: 89]. - قال ابنُ جرير في تفسيره: أَيْ: وكان هؤلاءِ اليهودُ - الذين لمّا جاءَهم كتابٌ من عندِ اللهِ مُصدِّقٌ لِما مَعَهم مِنَ الكُتُبِ التي أنزلها اللهُ قبلَ الفرقانِ، كفروا به - يَسْتَفْتحونَ بِمُحَمِّدِ - صلى الله عليه وسلم - ومعنى الاسْتفتاحُ: الاسْتِنْصارُ؛ يَسْتَنْصرون اللهَ بهِ على مُشْركِي العربِ مِنْ قبلِ مَبْعَثِه, وذلك قولُه: {مِنْ قَبْلُ }؛ أي: مِنْ قبلِ أَنْ يُبْعثَ. كما حدَّثني ابنُ حُمَيْدٍ قال: حدَّثنا سَلَمةُ قال: حدَّثني ابنُ إسحاقَ عن عاصمِ بنِ عمرَ بنِ قتادةَ الأَنصاريِّ، عن أَشياخَ منهم, قالوا: فينا – والله- وفيهم - يعني في الأَنصارِ وفي اليهودِ الذين كانوا جيرانَهم- نزلت هذه القصةُ، يعني: {ولمّا جاءَهم كتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وكانوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ على الذّينَ كَفَرُوا } قالوا: كنَّا قد عَلَوْناهم دَهْراً في الجاهليةِ، ونحن أَهلُ الشِّرْكِ، وهم أهلُ الكتابِ، فكانوا يقولون: إِنَّ نَبِيّاً يُبْعثُ الآنَ نَتَبِّعُه, قد أَظَلَّ زمانُه، نَقْتُلُكم معَهُ قتلَ عادٍ وإِرَمَ, فلمّا بعثَ اللهُ - تعالى ذِكْرُه- رسولَه مِنْ قريشٍ واتَّبعناه, كفروا به. يقولُ اللهُ: {فلمَّا جاءَهم ما عرفوا كفروا به}. - وفي سيرةِ ابنِ هشام: قال ابنُ إسحاقَ: وحدَّثَني عاصمُ بنُ عمرَ بنِ قتادةَ عن رجالٍ من قومِه قالوا: إنَّ ممَّا دعانا إلى الإِسلامِ - معَ رحمةِ اللهِ تعالى وهُدَاهُ لنا- لِمَا كُنّا نسمع من رجالِ يَهودَ، وكنّا أهلَ شركٍ أَصحابَ أَوثانٍ، وكانوا أهلَ كتابٍ عندهم علمٌ ليس لنا، وكانت لا تزالُ بيننا وبينهم شرورٌ, فإذا نِلْنا منهم بعضَ ما يكرهون قالوا: إنه قد تقاربَ زمانُ نبيٍّ يُبعثُ الآنَ, نقتلكم معه قتلَ عادٍ وإِرَمَ, فكنّا كثيراً ما نسمعُ ذلك منهم, فلمّا بعث اللهُ رسولَه - صلى الله عليه وسلم - أَجبناه حينَ دعانا إلى اللهِ –تعالى- وعرفنا ما كانوا يتَوَعّدوننا به, فبادرناهم إليه فآمنّا به, وكفروا به, فَفِينا وفيهم نزلتِ الآياتُ من البقرةِ: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ}. ____________ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|