أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
![]() |
![]() |
![]() |
|||||
|
![]() |
41917 | ![]() |
134174 |
#21
|
|||
|
|||
![]()
⚫ منهج العلماء في كيفية التَّعامل مع الفتن
⏺️ ثانيًا: الإمام العثيمين/6 https://www.youtube.com/watch?v=koHOzvtMsks (الذين يقابلون العدو بهذه الطريقة هؤلاء جهال مغامرون؛ لأن العدو سيحصدهم حصدًا..).
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
#22
|
|||
|
|||
![]()
⚫ منهج العلماء في كيفية التَّعامل مع الفتن
🔴 التحذير مِن مخططات الكفار في البلاد الإسلامية بشكل عام، وفي فلسطين بشكل خاص... ⏺️ أولًا: الإمام الألباني/4 «..هؤلاء الكفار يريدون أنْ (يُنظموا الشرق الأوسط) تنظيمًا جديدًا، وهذا معناه بدأت النذر تظهر أنهم يريدون أن يُخضعوا الشَّرق الأوسط بالنّظام الأمريكي، وإن شئت قلت: (لحكم اليهود) في فلسطين، فيكون هذا الشّر أكبر مِن شر حكم البعث في العراق». [💿«سلسلة الهدى والنور» رقم: (836)] ♦️وقال -رحمه الله-: «نحن نعرف ما وصلوا لاحتلال فلسطين إلا بعد تخطيطات دقيقة ودقيقة جدًّا.. هذا شيء معروف! لكن ما هو الحل عندنا؟ ما الذي يجب علينا فعله؟ أن نتحرك! ونتباكي! ونهز إكتاف! وبدنا نقاتل ونجاهد!! وبعد ذلك ليس في أيدينا أن نجاهد! لمِ؟ لا إيمان! ولا إعداد(!) ... اترك لغة العواطف.. لغة العواظف لا تقدم ولا تؤخر -أبدًا- ..... ترجو النّجاة ولم تسلك مسالكها ~~~إنَّ السفينة لا تجري على اليبس {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجزى به}، أنا الآن تلوتُ على مسامعك الحديث، وآسف جدًّاجدًّا إنْ أقول لك: أنت ما اتفقت معي على الحديث! زدت رجعت مثل ما قال المثل: (رجعت حليمة لعادتها القديمة)! رجعتَ للعواطف الجامحة! التي لا يمكن أن تثور دولة بحقّ على دولة كافرة مستغلة. الرسول صلى الله عليه وسلم وصف لك الداء ووصف لك الدواء، يا رجل خليك أنت مع الدواء، أترك اللغة [العواطف] هذه لا تفيدك لا أنت! ولا غيرك!! الآن تثور وقَدِّر كم يمكن أنْ يثور معك مِن النّاس!... وبعدين رغوة صابون لم يحصل شيئًا(!)». [💿«سلسلة الهدى والنور» رقم: (517)- باختصار]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
#23
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
لا تفرحوا كثيرًا بما يُسمى بانتصارات الجماعات الإسلامية المسلحة... فالعبرة بالخواتيم.
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
#24
|
|||
|
|||
![]()
⚫ منهج العلماء في كيفية التَّعامل مع الفتن
⏺️ الثاني عشر: فضيلة الشيخ عبد الله بن صالح العُبيلان/1 🔴 ليست الغاية -فقط- هي الشَّهادة(!) «السؤال: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد: ففي يوم الثلاثاء (19/ربيع الأول/1432هـ)؛ توجَّهنا بالسُّؤال التَّالي لفضيلة شيخنا أبي عبد الرحمن عبد الله بن صالح العُبيلان -حفظهُ الله-: شيخَنا: نظرًا لما يجري مِن أحداثٍ في ليبيا، وما صدر مِن فَتاوى من بعض المنتسِبين للعِلم في جوازِ الخُروج على حاكِم ليبيا بالسِّلاح؛ فإنَّنا نتوجَّه إليكم بالسُّؤال حول صِحَّة هذه الفتاوى، ومصداقيتها مِن كتاب الله وسنَّة رسوله -صلَّى الله عليه وسلم-. الجواب: إن الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه ونتوب إليه، ونعوذ باللهِ مِن شرور أنفسِنا، وسيئات أعمالِنا، مَن يهدِه الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن نبيَّنا محمَّدًا عبدُه ورسولُه. أمَّا بعد: فإنَّ أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهدي هدي نبيِّنا محمَّد -صلَّى الله عليه وآله وصحبه-، وشرَّ الأمور مُحدثاتُها، وكلَّ مُحدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة. هذه الفتاوى التي صدرت من بعض أهل العِلم بِجواز الخُروج على حاكِم ليبيا بالسِّلاح؛ لا أعلمُ لها مُستندًا من كتابِ الله، ولا من سنَّة رسوله -صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم-. بل حتى المُظاهَرات التي جعلوها مشروعةً لا أعلم لها مُستندًا مِن كتاب الله، ولا من سنَّة رسوله -صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم-. فإن قيل: إن فيها مصالح؛ بحيث إنه سقط الحُكم في مصر وفي تونس بسبب هذه المُظاهَرات؛ فنقول: إن الله -عزَّ وجلَّ- قد قال: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا}؛ فليس كل شيء ترتَّب عليه مصلحة يكون مما يحبُّه الله -عزَّ وجلَّ- ويأمر به. فكيف إذا كان مآلُ تلك الفتاوى بِجواز أو مشروعية المُظاهَرات -بل أفتى بعضُهم بوُجوب! هذه المُظاهَرات- يُؤدِّي -في الأخير- إلى أن يَحمل الناسُ السِّلاح، أو يَخرجوا بلا سلاح ويُقابلهم الحاكِم بالسِّلاح -ربَّما بأفتك أنواع السِّلاح-! وها هنا أمور لا بُد من التنبُّه لها ومعرفتها؛ حتى لا يكون الكلام في العِلم فوضى! كل مَن تحمَّس وأثارته بعض المناظر في التلفاز؛ أخذته العاطفة، وتكلَّم بغير عِلم، وكان سبب كلامِه سفك للدِّماء، وإزهاقٌ للأرواح، وانتهاك للأعراض!! فلو أننا قُلنا -مثلًا-: إنَّ هذا مُنكَر -أي: ما يقوم به، وما يفعله حاكِم ليبيا- أنَّه مُنكر -ونحن لا ريبَ عندنا أنَّه حاكِم ظالِم وفاجِر-.. ولكن: ما هي قواعد إنكار المنكر عند أهل السنَّة والجماعة؟ فأنتَ تحتاج لإنكار المنكر إلى أمورٍ ثلاثة: الأمر الأوَّل: أن يكون عندك الدليل مِن كتاب الله وسنَّة رسولِه على أن هذا مُنكر. الأمر الثَّاني: أن تكون الوسيلة لإنكار هذا المنكر؛ وسيلة مشروعة. الأمر الثَّالث: أن تَنظر في عواقب هذا الإنكار؛ هل المَصالِح التي ستترتَّب عليه أعظم مِن المفاسِد؟ أو أنَّ المفاسد التي قد تَنتج عنه أقل مِن مفاسد المُنكر الذي فعلهُ هذا الحاكِم؟ إذن: ها هُنا أمورٌ ثلاثة؛ لا بُد من العلم بها، ومِن ضبطها. فأما الأمر الأول: وهو العِلم بأن هذا مُنكر، ويكون مُستَند هذا العِلم مِن كتاب الله وسنَّة رسوله؛ فإن الله -تَبارك وتَعالى- قال: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} والبصيرة: تشمل العِلم، وهذا العلم يكون بأمور ثلاثة: العِلم بالحُكم، والعِلم بالطَّريقة التي يُنكِر بِها، وثالثًا: العِلم بما يترتَّب على هذا الإنكار مِن أمورٍ. قد ثبت في "الصَّحيحَين" من حديث أنس: أن أعرابيًّا دخل المسجد، فبال في طائفة المسجد، فزجرهُ النَّاس، فنهاهُم النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم-. هنا: نَهي النَّبي ليس عن إنكار المنكر؛ إنما كان نهي النَّبي عن الوسيلة والطريقة التي أنكر بها أولئك -رضي الله عنهم-الصَّحابة- أنكروا بها على هذا الرَّجل. والنَّبي والصَّحابة حينما كانوا في مكَّة قال لهم -عزَّ وجلَّ- لهم: {كُفُّوا أَيدِيَكُم}؛ أي: لا تُقاتلوا -مع ما يَلقَونه من الضَّيم، والظُّلم-وربَّما القتل-؛ فإنه لَم يُؤذَن لهم بالقتال؛ لأنهم كانوا قِلة ومستضعفين، ولو قاتلوا الكفار -حينئذٍ-؛ لاستأصلوهم! إذن: لم يكن من الحِكمة أن يُقاتِل النبي، مع أنه لو قاتل وقُتل الصَّحابة؛ كانوا شهداء؛ لكن ليست الغاية -فقط- هي الشَّهادة؛ بل قال -تبارَك وتعالى-: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ}؛ والدِّين ما يقوم بمجرَّد القتل -أن نقتل أنفسَنا-؛ الأصل في قيام الدين: هو الدعوة إلى الله -تبَارك وتعالى-. إذن: هذا أمر؛ ما هو؟ هو أن الإنسان -أولًا- لا يُقدِم على الأمرٍ إلا بدليل، ثانيًا: أن يكون معه الدَّليل من كتاب الله على الوسيلة التي سوف يُنكر بها هذا المنكر. والنَّبي -صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم- اختفى في الغار -هو وأبو بكر-رضيَ الله عنه-، ليس خوفًا على نَفسَيهما؛ وإنما هو خوف على الدَّعوة؛ وإلا: لو ظهر النبي وقاتَل وقاتَلوه؛ فهو شهيد -عليه الصلاة والسلام-، ولكن: خوفًا على الدعوة التي يَحمِلها -صلى الله عليه وسلم- اختفى في الغار، ولم يبرز لقتالهم -عليه الصَّلاة والسَّلام-. واللهُ -سبحانه وتَعالى-ليتبيَّن لك أن الوسيلة لا بُدَّ أن تكون مشروعة، ولو كان الأمر مُنكر، ولا خلاف، ولا نزاع فيه-؛ الله -عز وجلَّ- قد قال: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}. ومِن هنا: أخذ العلماء أنه إذا ترتَّب على إنكار المنكر منكرٌ أعظم منه؛ فإنه محرَّم ولا يجوز. وهذا باتِّفاق أهل العلم؛ بل باتِّفاق العُقلاء: أن إنكار المنكر إذا ترتَّب عليه منكرٌ أعظم منه؛ فإنَّ إنكاره ليس -فقط- أن يكون ما هو مشروع؛ بل هو محرَّم، وفاعله مرتكب لأمر محرَّم، وقد يصل إلى حدِّ الكبيرة من كبائر الذنوب. نسأل الله السلامة والعافية. ومِن هنا: جاءت الأحاديث المتواترة في الخوارج؛ لأنهم قد ينكرون المنكر؛ لكن الوسيلة التي يُنكرون بها ليست وسيلةً مستمدَّة من كتاب الله، ولا من سنَّة رسوله -صلى اللهُ عليه وآله وسلم-. وهنا أمرٌ ينبغي التنبُّه له: وهو أن أمرَ الدِّماء أمرٌ عظيم في الإسلام؛ لا يُؤذن به إلا في أمرٍ واضحٍ بيِّن كالشَّمس في رابعةِ النَّهار؛ أنه جهاد، وأن هذا الجهاد قد اشتمل على الشُّروط والأركان والواجبات التي ينبغي مراعاتُها في الجهاد في سبيل الله. وإلا: فإن النَّبيَّ -صلى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم-فيما استفاضَ عنه وتواتَر- نَهى عن الخروج على الحُكام؛ لماذا؟ لأن هذا يُفضي إلى إزهاق الأنفس والأرواح، واستِباحة المحرَّمات؛ بل انتهاك الأعراض. وقد قال الحسن البصريُّ -عليه رحمةُ الله-: (إنَّ الحجَّاج عذاب الله؛ فلا تدفعوهُ بأيديكم، ولكن عليكم بالاستِكانة والتَّضرع) ثم تلا قولَ الله -تباركَ وتعالى-: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا}. وقال -عليهِ رحمةُ الله-: (واللهِ؛ لو أن النَّاس إذا ابتُلوا مِن قبلِ السُّلطان صَبروا)؛ أي: صبروا وهم أهل دِين، وأهل تقوى؛ ما هو صبروا وهم أهل معاصي وذنوب! (واللهِ؛ لو أن الناس إذا ابتُلوا من قبلِ السُّلطان صبروا؛ لأوشك الله أن يُفرِّج عنهم؛ ولكنَّهم: يَفزعون إلى السَّيف؛ فيُوكَلُون إليه، وواللهِ؛ ما جاؤوا بيوم خيرٍ -قطُّ-)، ثم تلا قول الله -تبارك وتعالى-: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ}. ولما أنَّ خالد بن الوليد في معركة مؤتة أمام النَّصارى، لما أنه أخذ المسلمين، وأبعدهم عن القتال، لما رأى أنه أمرٌ لا طاقة لهم به، ولا قُدرة لهم عليه، وأبعد جُنود المسلمين، أبعد المجاهِدين؛ عدَّ النبي -صلى اللهُ عليه وسلم- فتح من الله، وأثنى عليه. وعيسى يقول الله -عزَّ وجلَّ- له -في آخر الزمان- لما تأتي مواجهة بينه وبين يأجوج ومأجوج والدَّجال؛ الله -عز وجلَّ- يقول لعيسى: (حرِّز عبادي إلى الطُّور). والإمام أحمد؛ لما جاءه -كما في "السُّنَّة" للخلَّال- فُقهاء بغداد، وقالوا: يا أبا عبد الله! قد عَظم الأمر، وتفاقَم الشَّر. قال: فماذا تريدون؟ قالوا: نُشاورك؛ أنا لا نرضى إِمرتَه ولا سُلطانه. قال: فناظرهم أبو عبد الله ساعة، وقال: (اتَّقوا الله، وأنكِروا بقُلوبكم، ولا تَخلَعوا يدًا مِن طاعة، ولا تَشقُّوا عصا المسلمين، وانظروا في عاقبة أمرِكم؛ حتى يَستريحَ بَرٌّ، أو يُستراح مِن فاجِر). ولما أن عبد الله بن حُذافة، لما كان ملِك الرُّوم أسروا بعضَ المسلمين، وكان منهم عبد الله بن حذافة، وكان قد وضع قدرًا ملأه بالماء، وكل حين يأخذ أحدًا من المسلمين فيضعه في هذا القِدر الذي يغلي، فلما أراد أن يضعَ فيه عبد الله بن حذافة -رضيَ الله عنه- بَكى، فقالوا له: ما يُبكيك؟ خِفت من..؟ قال: لا والله؛ وددتُ أن لي نفسًا أو رُوحًا أخرى فأُقتَل مرَّة أخرى. يعني: محبة للجهاد والاستشهاد في سبيل الله-. قال له الملك: إذا أردتَ أن أطلقكك ومن معك؛ فقبِّل رأسي! فقام عبد الله بن حذافة فقبَّل رأسه؛ فأطلقه! فلمَّا وفدوا على عُمر -الخليفة الفاروق الذي إذا سلك فجًّا؛ سلك الشَّيطان فجًّا غير فجِّه-، وعلم بالخبر؛ قام وقبَّل رأس عبد الله بن حذافة!! إذن: صيانة دماء المسلمين والحِفاظ عليها؛ هذا أمرٌ عظيم في الإسلام، ليس أمرًا هيِّنًا، والأدلَّة على ذلك -سواء كان من الكتاب، أو السنَّة، أو مِن السيرة النبويَّة، أو من التَّاريخ- كثيرة، كثيرةٌ جدًّا. وعليه: فإنَّ هذه الفتاوى التي صدرت -في الحقيقة- هي عارية من العِلم، وعارية مِن الحِكمة. ومَن أفتى، وتسبَّب في فَتواه في إهدار دمِ مسلمٍ بغير حقٍّ؛ فإنَّه مسؤول بين يدي الله -تَبارك وتَعالى-، وسوف يُسأل عن هذا الدَّم. ولذلك: جاء في الحديثِ الصَّحيح: (مَن أعان على قتلِ مُسلمٍ ولو بِشَطرِ كلمةٍ؛ فهو كذا وكذا) -لا يحضرني الحديث-كما قال النبي-صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم-. و -أيضًا- جاء في الحديثِ الآخَر -عند ابنِ حبَّان وغيرِه- في الثَّلاثة الذين تقوم بهم الفتنة؛ قال: (منهم: الخطيب الذي يؤجِّج، ويُثير، ويهيِّج النَّاس)! ثم: ما هي العواقب على مثل هذه الأفعال؟! فأنا أرى أن هذه الفتاوى فتاوى باطلة، لا مصداقيَّة لها -لا مِن كتاب الله، ولا مِن سُنَّة رسوله-. وأنصح الإخوة في ليبيا: أن يتجنَّبوا هذه الفتن، وأن يَلزَموا بيوتَهم، وحتى لو اضطروا أن يُصلُّوا الفرائض في بيوتهم. والعلاج لإزالة ذلك الفاجر: هو أن يَستكينوا إلى ربِّهم، وأن يُصلحوا ما بينهم وبين ربِّهم، وأن يستغيثوا بالله؛ فإن الله -عزَّ وجلَّ- قال: {وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ}. أسأل الله -تباركَ وتعالى- أن يَحقِن دماء المسلمين، وأن يَكفيهم شرَّ شِرارهم، وأن يكفيَنا شرَّ أولئك الذين يتكلَّمون في العِلم بغيرِ إذنٍ مِن الله، ولا مِن رسولِه -صلَّى الله عليه وسلم-؛ فيتسبَّبوا على المسلمين بإراقة الدِّماء، ويتسبَّبوا على المسلمين بانتهاك الأعراض، وهم جالِسون في بيوتهم، لا ضيرَ عليهم! ولا ضررَ عليهم!! إلا أنهم يتكلَّمون بالباطل وبغير حق!! وبالله التَّوفيق. وصلَّى الله وسلم وبارَك على نبيِّنا محمَّد وآلهِ وصحبه أجمعين». وعلّق فضيلة شيخنا الحلبي -رحمه الله- على هذه الكلمة التي نُشرت في (منتديات كل السلفيين): «....جزى الله فضيلة الأخ الشيخ أبي عبد الرحمن على هذه الكلمات الواضحة النقية في توضيح الموقف الحق الذي ينبغي على عموم المسلمين سلوكه عند هذه الفتن التي لن يستفيد منها إلا أعداء الإسلام..».
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
#25
|
|||
|
|||
![]()
⚫ منهج العلماء في كيفية التَّعامل مع الفتن
⏺️ الثالث عشر: فضيلة الشيخ فتحي الموصلي/1 🔴 التكاليف الشرعية مشروطة بشروط: مِن أهمها توفر القدرة والاستطاعة «... تقرر في الشريعة أن التكاليف الشرعية مشروطة بشروط مِن أهمها توفر القدرة والاستطاعة؛ فما أوجبته الشريعة من الأحكام وما شرعته من الواجبات وما جعلته شرطًا أو ركنًا فيها، فهو منوط بالاستطاعة، فلا تكليف مع العجز. والمراد من الاستطاعة التي تكون شرطًا في التكليف، هي الاستطاعة الشرعية التي يحصل بها الفعل من غير مضرّة أو مفسدة؛ لأن الشريعة لا تنظر إلى إمكان الفعل فحسب، بل إلى إمكان الفعل مع لوازمه؛ فإنْ لم يمكن للمكلف أن يفعل الفعل إلا مع مضرّة راجحة، فهو عندئذ لا يكون ـ على الحقيقة ـ قادرًا ولا مستطيعًا؛ فقد راعت الأحكام الشرعية التمكن من الفعل، وكون الفعل خاليًا من المفسدة الراجحة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «فالشرع لا ينظر في الاستطاعة الشرعية، إلى مجرد إمكان الفعل، بل ينظر إلى لوازم ذلك، فإذا كان الفعل ممكنا مع المفسدة الراجحة لم تكن هذه استطاعة شرعية». فعلى هذا التأصيل، لا يكون الجهاد واجبًا، إذا كان بالإمكان الدفع والمقاتلة لكن مع المفسدة الراجحة؛ إذ لا يجب الجهاد إلا بالتمكن من القتال أولًا، ورجحان مصلحة القتال على عدمه ثانيًا، وقد كان المسلمون يأتون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بين مضروب ومشجوج يتظلمون إليه، ويستأذنونه بالدفع مع إمكان القتال، فيقول لهم: «اصبروا فإني لم أؤمر بالقتال». [«الضَوابِطُ الشَّرعِيَةُ في الدِّفاعِ عَنِ النَبيِّ -صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم-»]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
#26
|
|||
|
|||
![]()
⚫ منهج العلماء في كيفية التَّعامل مع الفتن
⏺️ ثامنًا: العلامة علي الحلبي/2 🔴 الجهاد – الخروج على الحكام- فقه الواقع الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين؛ نبينا محمد -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين-. أما بعد: فنحن في هذا المركز نتشرف بأن انتسبنا إلى هذا الإمام، وتشرفنا كـ(أشخاص) بأننا تتلمذنا عليه، وانتفعنا بعلمه، وليس هذا وذاك بسبيلٍ لا كبير ولا يسير يدفعنا للتعصب له، أو التحزب لآرائه؛ فعدد ليس بالقليل من مسائل العلم الاجتهادية وافقنا مِن (خالف) شيخنا من -أئمة العلم، سواء من (الحديث)، أو في (الفقه) أو في غيره من -مسائل العلم- !! وعندما كان شيخنا -رحمه الله- يرد على ينسبه إلى ابن تيمية كان يقول: نحن لسنا (تيميين).. فكان بعضنا يستغلها فرصة ليقول: ونحن لسنا (ألبانيين).. وشيخنا يتبسم ضاحكًا، وينشرح لهذه التربية التي آتت أكلها؛ نقية، غضة، ولا تزال -إن شاء الله تعالى-. أما شيخنا -رحمه الله- فيكاد يكون من بين -علماء هذا الزمان- هو المتفرد في بيان الأفكار المنهجية المنحرفة؛ سواء فيما يتعلق بـ(التكفير) أو (الحزبية) أو غيرها من -المسائل المعاصرة-، التي له فيها جولات وصولات، على فضل إخوانه من -العلماء-، وممن جهودهم معروفة، محفوظة.. ولو أننا جمعنا كلام شيخنا -رحمه الله- في هذه المسائل لبلغت (مجلدات).. وفعلاً.. قام بعض إخواننا -طلبة العلم- في (اليمن) بجمع كلام شيخنا في «مسائل الإيمان والكفر» و«قضايا المنهج» وما إلى ذلك، فبلغت (عشر مجلدات).. فلو أننا قرأنا (الفهرس) -فقط- لانقضى هذا اللقاء، وبقي لنا بقية من بيان علم شيخنا -رحمه الله- لكننا نختصر ونقصر؛ لتكون كلمتنا هذه، مواقف ذات عبرة، من سيرة شيخنا العلمية، ولا أقول: (الشخصية)، فالقضايا الشخصية هي آخر ما ننظر إليه، مع أن لها وجودًا ومكانة في دنيا الناس. أول أمر: أن مسائل الكفر والتكفير وضوابط كل جلّاها شيخنا -رحمه الله- تجلية عظيمة، واضحة، بينة، لا يكاد يكون لها نظيرٌ في دينا الناس اليوم.. و(قد) كان شيخنا -رحمه الله- ألمعيًا في مجادلته لطوائف من الناس، دخلوا هذا المدخل.. و(قد) ذكر أخونا -الشيخ مشهور- مخلص قضيتهم في -أوساط السبعينيات-، كما كان حالهم معروفًا؛ عندما اجترحوا لأنفسهم فكرًا، أو جماعة، وحزبًا، أطلقوا عليه اسم (طليعت البعث الإسلامي)! وهذا الاسم بالجسم المأخوذ منه، كلاهما من أفكار (سيد قطب) -غفر الله له ورحمه وعفى عنه- فـ(سيد قطب) كان يردد كثيرًا في كتاب «المعالم» وفي غيره من الكتب: (إني أرى طليعت العبث الإسلامي) .. (الحلم) الذي عاش له، ومات من أجله، كما هو في (التاريخ) مسجل.. فأخذوا هذه الجملة، وأخذوا أفكاره، حتى إن عندي ورقات -قديمة جدًّا- منذ أربعين سنة -محفوظة عندي-، بعنوان «المنهج من الظلال» وهي لهؤلاء الناس، كانوا يصورنها، ويتداولونها فيما بينهم.. وكما ذكر أخونا -الشيخ مشهور-: أنهم رجعوا جميعًا، (لكن) رجل واحد بقي، كما في قصة (يزيد الفقير) -تماماً- قال: فما خرج منّا غير رجل واحد.. وهؤلاء بقي منهم رجل واحد، وهذ الرجل ابتلي، ثم ارتد عن الدين -نسأل الله العافية-، ولا نعلم هل رجع إلى الدِّين -مِن باب الأمانة العلمية-، أم لم يرجع.. أما آخر عهده بأفكاره؛ أنه انخلع من الدِّين كله، وهذا ما أخبرنا عن مثله رسولنا -عليه الصلاة والسلام- لما كما قال: «لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم، إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق » .. أيضاً: فتوى شيخنا -رحمه الله- (الفتوى المشهورة في قضية التكفير) التي طبعت بعد ذلك بعشر سنوات، تحت عنوان «التحذير من فتنة التكفير». وقد أقرها الإمامان الجليلان في هذا الزمان؛ الشيخ ابن عثيمين، والشيخ ابن باز، ونفع الله بها، وانتشرت في أقاصي المعمورة، وتاب من تاب بسببها، وأناب من أناب بالاطلاع عليها.. ومما ينبغي أن يذكر في هذه الفتوى وما إلى ذلك؛ جعلت بعض القاصرين يتهمون شيخنا وبعض طلابه وتلامذته بأنهم (مرجئة!)، وهي تهمة من أسهل ما يمكن أن تطلق، تهمة غير مطلوبة الدليل، وهذا من أسهل شيء يكون.. ولكن.. تأتي الأيام متسارعة، وتتوالى السنوات متدافعة؛ لتثبت أن ما قاله شيخنا هو الحق، وليتراجع الكثيرون ممن اتهموه، وطعنوا به، وإن استحيوا أن يعترفوا أنهم مخطئون، وبقي من بقي، لكن جنح بنفسه وجمح بها إلى أقصى الشمال، حتى انفصل عن جسد الأمة بـ(الفكر الخارجي التكفيري)، وبأن يكون من أعلى درجاته، وأقبح تصرفاته، والعياذ بالله -تبارك وتعالى-. ⚫ موضوع الجهاد: أولاً: نحن إذا نتكلم عن (الجهاد) -يا إخواننا-، نتكلم ونحن نحلم بـ(الجهاد)، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: «من مات ولم يغز، ولم يحدث نفسه بالغزو؛ مات على شعبة من النفاق» .. و «الجهاد ذروة سنام الإسلام».. لكن.. لا تصح الصلاة بغير طهارة، ولا يستطيع أحد الحج (بغير استطاعة). وكذلك الجهاد له (مقوماته)، وله (ضوابطه)، وله (أركانه)، وله (شروطه)، وله (واقعه) الذي يحكم به (أولياء الأمر)، و(أهل السياسة)، وأهل (العَدَد والعُدَد)، وأهل (العِلم الشرعي)؛ لتكون فتواهم منضبطة، آخذًا بعضها برقاب بعض؛ حتى يسير الشباب المسلم ليحققوا أحلامهم.. أما أن يحققوا أحلامهم بالقيل والقال، وبالإعلام والإعلان، يحققوا أحلامهم بـ(أحلام المنام)! و(أحلام اليقظة)! يحققوا أحلامهم بالوسوسة والوشوشة، بعيدًا عن العلم وأهله، فهذا لا يكون حقًّا، ولا يكون صدقًا. لـقد ناقش شيخنا -رحمه الله- رؤوس (جماعة الجهاد المصرية) في -السبعينيات-، ورجع منهم من رجع، وتكأكأ منهم مَن تكأكأ، وبقي الحق شامخًا، وبقيت دعوة شيخنا الدعوة الصفية، النقية، المبنية على -الكتاب والسنة-. لا نريد من الناس، ولكن.. نريد للناس، هكذا كان ملخص دعوة شيخنا -رحمه الله-. ♦️ومن باب الفائدة: موضوع الجهاد؛ لشيخنا -رحمه الله- كلمة رائعة جدًّا يقول فيها -وذلك في كتاب «العقيدة الطحاوية شرح وتعليق»- يقول: اعلم أن الجهاد على قسمين: ▪️ الأول: (فرض عين)؛ وهو صد العدو المهاجم في بعض بلاد المسلمين؛ كاليهود -الآن- الذين احتلوا فلسطين، فالمسلمون جميعًا آثمون؛ حتى يخرجوهم منها.. ▪️ والآخر:(فرض كفاية)؛ إذا قام به البعض سقط عن الباقين، وهو الجهاد في سبيل نقل الدعوة الإسلامية إلى سائر البلاد؛ حتى يحكمها الإسلام، فمن استسلم من أهلها فيها ومن وقف في طريقها قوتل؛ حتى تكون كلمة الله هي العليا، فهذا الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة، فضلاً عن الأول، ومن المؤسف أن بعض الكتاب اليوم (ينكره).. ينكر (الجهاد) كما حصل من سَوءات أفعال وفعائل وصنائع (داعش!)؛ عندما نشرت الفيديو في (رجم الزانية)، خرج بعض كتابنا في الصحف المحلية (هنا) ينكر الرجم!! هل يكون علاج سوءآت (داعش) ومفاسِدِها بمفاسد أكبر؛ في إنكار المعلوم من الدين بالضرورة، والمجمع عليه من مسائل علم المسلمين؟! أنا أقول: هذه انهزامية، وهذه انبطاحية، وهذه جهالات بعضها فوق بعض! يقول شيخنا -رحمه الله-: وما ذلك إلا أثر من آثار ضعفهم، وعجزهم عن القيام (بالجهاد العيني).. وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ يقول: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله، سلط الله عليكم ذلة لا ينزعه عنكم؛ حتى ترجعوا إلى دينكم». ووالله قد سمعنا شرح هذا الحديث من شيخنا مرات ومرات؛ وهو يبين أن سبيل عودة الجهاد الحق إلى الأمة يكون بالرجوع إلى الدِّين الحق في الأمة، أما عكس القضية كما يفعل هؤلاء وأولئك؛ فهذا خلاف السنة النبوية.. ◼️ أيضًا: من ضمن المسائل التي كان شيخنا -رحمه الله- يركز عليها ويأصلها موضوع: (الخروج على الحكام). والخروج على الحكام كما قلنا: هو صورة من صور (الخوارج)، وفكر من أفكار (الخوارج)، وليس هو الفكر الوحيد، كما توهم ويتوهم بعض الناس.. أفكار (الخوارج) متعددة؛ وأثر -السيدة عائشة- الذي ذكرناه في قضية اعتقادية، ذهنية، تصورية، حكمت على السائلة أنها (خارجية)، فكيف لو سمعتها تتكلم في (الدماء)، وفي (التكفير)، وفي (التقتيل)، وفي غير هذا وذاك، لكان الأمر أشد. يقول شيخنا -رحمه الله- في كتابه «العقيدة الطحاوية شرح وتعليق» -وهذا الكتاب قبل -أربعين سنة-، لا أدري أين كانوا هؤلاء المعارضون لشيخنا، الطاعنون به، المتكلمون فيه، وأن (الدعوة السلفية) هي الرافدة لهؤلاء (الجماعات التكفيرية)!! والله إن هذا كلاماً ينفر بعضه من بعض، فضلاً عن أن تأتلف حروفه لتشكل جملة مفيدة!! والله هذا الكلام يرفضه التاريخ، والواقع، والعقيدة، والعلم، والمنطق، والمنطلق الواقعي؛ لكل مفكر!! يقول شيخنا -رحمه الله- في هذه القضية المهمة -أيضاً- في «العقيدة الطحاوية شرح وتعليق»، يقول -ناقلاً كلام ابن أبي العز الحنفي الشارح لأبي جعفر الطحاوي في عقيدته- يقول أبو جعفر: (ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا، وإن جاروا، ولا ندعوا عليهم، ولا ننزع يدًا من طاعتهم). ثم نقل شيخنا كلام -الإمام ابن أبي العز- وهو قوله: (. . وأما لزوم طاعتهم وإن جاروا؛ فلأنه يترتب على الخروج عن طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جورهم، بل في الصبر على جورهم تكفير السيئات، فإن الله ما سلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا: ﴿قل هو من عند أنفسكم﴾ ، ﴿ بما كسبت أيدي الناس ﴾، و(الجزاء من جنس العمل). -والكلام لا يزال لابن أبي العز-: . . (فعلينا الاجتهاد؛ بالاستغفار، والتربية، وإصلاح العمل). ثم قال شيخنا -رحمه الله-: وفي هذا بيان تفريق الخلاص من ظلم الحكام، الذين هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، وهو أن يتوب المسلمون إلى ربهم، ويصححوا عقيدتهم، ويربوا أنفسهم وأهليهم على الإسلام الصحيح؛ تحقيقاً لقوله -تعالى-: ﴿ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم﴾. وكذلك الحال؛ كان كلام شيخنا -رحمه الله- في قضايا (الولاء والبراء).. هذه القضايا التي خالف فيها طرفان؛ طرف إنماعوا، وزاغوا، وذهبوا مع الكفار، والفساق، والعاصين، حتى لم تبقَ لهم شخصية، وزاغت منهم الهوية.. وطرف آخر؛ جعل كل إعانة، أو كل معاونة، أو كل لقاء مع الكفار وإن كان محرماً، جعلوه (كفراً وردةً)!! بيّن شيخنا -رحمه الله- ما بيّنه -أهل العلم- من قبل: أن (التولي) غير (الموالاة)، وأن (التولي) للدِّين هو المكفر للمسلمين، أما (الموالاة) لأجل الدِّين وشيئًا منها فهذا ليس مكفرًا، وإن كان حرامًا بدرجة من درجات الحرام، بحسب هذا الفعل، قلة وكثرة.. وكذلك مما بينه شيخنا مما له أثر كبير في صياغة أذهان الشباب، وفي التأثير على عقولهم، ما عرف قبل -بضع وعشرين سنة- بـ(فقه الواقع)، وصار حديث الشباب، وكلام المجالس، ومما أدى -في اعتقادي- أن أكثر ما نحن اليوم نعاني منه ونعاينه من الخوارج، وأذنابهم، وأفكارهم، هو نتيجة طبيعية لذلك البناء القديم؛ قبل -بضع وعشرين سنة-، من تسليط بعض الدعاة أضواءهم الباهتة على ما يسمى (فكر الواقع)؛ لينقلوا الشباب من حالة إلى حالة، ومن ظرف إلى ظرف.. والشباب يومئذ -أكثرهم- في فراغ، فلم يجدوا ما يملؤون به هذا الفراغ، إلا هذه القضية الوهمية، الخيالية، الإعلامية، الإعلانية، السياسية، التي يلعب بها اللاعبون، ويلهوا بها اللاهون، تحت عنوان (فقه الواقع).. نعم.. (فقه الواقع) له أصل في الشرع؛ إذا وضع في مقامه الشرعي، كما يقول العلماء: (الحكم على الشيء فرع عن تصوره).. أما أن يكون (فقه الواقع) هو الانشغال في السياسة، والمذاكرات، والإذاعات، والفضائيات، وتتبع الصحف، وغير ذلك، فهذا ليس مِن ورائه إلا نتيجة أن يكون الإنسان خاوي اليدين، لكنه مليء الفكرة بالغلو، والتطرف، والإرهاب، وما هذه النتائج التي نراها إلا نموذجًا يسيرًا من تلكم الآثار، وما أكثرها». [ندوة علمية بعنوان: «خوارج الأمس.. تكفيريو اليوم.. داعـش أنموذجًا»]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
#27
|
|||
|
|||
![]()
⚫ منهج العلماء في كيفية التَّعامل مع الفتن
⏺️ الثالث عشر: فضيلة الشيخ فتحي الموصلي/2 🔴 أن تقع النُّصرة بطرق شرعية ووسائل مجدية موصلة إلى الأغراض الشرعية إن النُّصرة المعتبرة – شرعاً- والغالبة – قدراً- هي التي تقوم بالشجاعة الإيمانية لا (بالاندفاعات العاطفية)، وبالغيرة الشرعية لا (بالانفعالات النفسية)، وبالحمية الإسلامية لا (بالحمية الجاهلية)، وبالوسائل الشرعية لا (بالطرق البدعية)، وبالآداب الحميدة لا (بالأخلاق الذميمة)، وهي التي تصان بوصايا الأنبياء لا (بوساوس الشيطان)، وتدوم بالسياسات العادلة لا (بالسياسات الجائرة)، وهي التي توجه بنصائح العلماء لا (بتوجيهات الدخلاء)، ووهي التي تقرر في مجالس الحكماء لا في (مجامع الغوغاء)... فهي نصرة شرعية جامعة بين الوسائل النافعة والمقاصد السامية بلا إفراط ولا تفريط . .... فيجب أن تكون وسائل النصرة شرعية، ومتفقة مع أحكام الشريعة، ومنسجمة معها، وبعيدة كل البعد عن الحرام والشبهة، وأن تندرج هذه الوسائل تحت معاني كتاب الله تعالى وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وما أُثر عن سلف الأمة؛ لأن الوسائل لها أحكام المقاصد؛ فالوسيلة إلى أفضل قصد هي أفضل الوسائل وأنفعها؛ يقول العز ابن عبد السلام – رحمه الله -: «وكلما قويت الوسيلة في الأداء إلى المصلحة، كان أجرها أعظم من أجر ما نقص عنها، فتبليغ رسالات الله من أفضل الوسائل، لأدائه إلى جلب كل صلاح دعت إليه الرسل، وإلى درء كل فاسد زجرت عنه الرسل، والإنذار وسيلة إلى درء مفاسد الكفر والعصيان، والتبشير وسيلة إلى جلب مصالح الطاعة والإيمان. وكذلك المدح والذم، وكذلك الأمر بالمعروف وسيلة إلى تحصيل ذلك المعروف المأمور به، رتبته في الفضل والثواب مبنية على رتبة مصلحة الفعل المأمور به في باب المصالح، فالأمر بالإيمان أفضل أنواع الأمر بالمعروف». ولا يمنع أن يتوصل المؤمن إلى النُّصرة الشرعية ببعض الأمور والأسباب الدقيقة اللطيفة؛ كالكيد الممدوح الذي لا تستحل به الحرمات، ولا تسقط به الواجبات؛ فهذا النوع ونحوه جائز شرعًا في بعض الأوقات؛ لكن لا يصار إليه إلا بعد أخذ (توقيع العلماء الربانين) عليه (حتى لا يكون ذريعة إلى الإفساد في الدِّين). يقول ابن القيم - رحمه الله-: «فالطرق التي تتضمن نفع المسلمين، والذب عن الدِّين، ونصر المظلومين، وإغاثة الملهوفين، ومعارضة المحتالين بالباطل ليدحضوا به الحق من أنفع الطرق وأجلها علمًا وعملًا وتعليمًا؛ فيجوز للرجل أن يظهر قولاً أو فعلاً مقصوده به مقصود صالح، وإن ظن الناس أنه قصد به غير ما قصد به إذا كان فيه مصلحة دينية، مثل: دفع ظلم عن نفسه، أو عن مسلم، أو معاهد، أو نصرة حق أو إبطال باطل من حيلة محرمة أو غيرها، أو دفع الكفار عن المسلمين، أو التوصل إلى تنفيذ أمر الله تعالى ورسوله؛ فكل هذه طرق جائزة أو مستحبة أو واجبة . وإنما المحرم أن يقصد بالعقود الشرعية غير ما شرعت له، فيصير مخادعًا لله! فهذا مخادع لله ورسوله، وذلك مخادع للكفار والفجار والظلمة وأرباب المكر والاحتيال، فبين هذا الخداع وذاك الخداع مِن الفَرق كما بين البر والإثم، والعدل والظلم، والطاعة والمعصية؛ فأين مَن قصده إظهار دين الله تعالى، ونصر المظلوم، وكسر الظالم، إلى من قصده ضد ذلك؟». وهاهنا تنبيه: وهو أنه إذا كانت نتيجة الانتصار معدومة أو ضعيفة؛ فمن العبث الكلام في وسائلها وطرقها؛ لأنَّ الوسيلة إذا لم تفضِ إلى مقاصدها سقط اعتبارها؛ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «وإذا كان المقصود لا يحصل منه شيء لم يكن بنا حاجة إلى إثبات الوسيلة؛ لأنَّ الوسائل لا تُراد إلا لمقاصدها، فإذا جزمنا بانتفاء المقاصد كان الكلام في الوسيلة مِن السعي الفاسد! وكان هذا بمنزلة مَن يقول الناس يحتاجون إلى من يطعمهم ويسقيهم، وينبغي أن يكون الطعام صفته كذا، والشراب صفته كذا، وهذا عند الطائفة الفلانية، وتلك الطائفة قد عُلم أنها مِن أفقر الناس، وأنهم معروفون بالإفلاس!». [📒«الضَوابِطُ الشَّرعِيَةُ في الدِّفاعِ عَنِ النَبيِّ -صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم-» باختصار]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
#28
|
|||
|
|||
![]()
⚫ منهج العلماء في كيفية التَّعامل مع الفتن
⏺️ الثالث عشر: فضيلة الشيخ فتحي الموصلي/3 🔴 جميع أحكام النُّصرة مبناها على المصالح المحضة أو الراجحة الأحكام الشرعية تارة تناط بالمصالح الخالصة المحضة، وتارة تناط بالمصالح الراجحة الغالبة؛ والأولى نادرة الوجود والثانية كثيرة الوقوع ؛ لذا لا يصار إلى النّصرة إلاّ إذا ترجحت مصلحتها، ولم يفضِ الدفع إلى فساد راجح على مصلحته؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -: «والشريعة تأمر بالمصالح الخالصة والراجحة كالإيمان والجهاد؛ فإن الإيمان مصلحة محضة ، والجهاد وإن كان فيه قتل النفوس فمصلحته راجحة وفتنة الكفر أعظم فسادًا من القتل؛ كما قال تعالى: {وَالفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ القَتْلِ}، ونهى عن المفاسد الخالصة والراجحة كما نهى عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن وعن الإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانًا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون ، وهذه الأمور لا يبيحها قط في حال من الأحوال، ولا في شرعة من الشرائع، وتحريم الدم والميتة ولحم الخنزير والخمر وغير ذلك مما مفسدته راجحة، وهذا الضرب تبيحه عند الضرورة لأن مفسدة فوات النفس أعظم من مفسدة الإغتذاء به». وهذا الضابط يرجع فيه إلى أصلين عظمين: أولهما: أن تقدير المصالح والمفاسد يكون بميزان الشّرع والعدل، لا بميزان الهوى والظلم. والأصل الثاني: أن تمام الفقه في هذه الأمور متوقف على النظر إلى مآلات الأفعال ونتائج التصرفات وعواقب الأمور. فإذا أدت مناصرة النبي -صلى الله عليه وسلم- بالأفعال إلى مفسدة راجحة فإنها تمنع لحين زوال المفسدة؛ كما نهت الشريعة المؤمنين عن سب آلهة المشركين ـ مع ما فيه من مصلحة مراغمتهم ومغايظتهم ـ لئلا يؤول هذا السبُّ إلى سبِّ الله تعالى، قال تعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. كذلك لم يقم النبي –صلى الله عليه وسلم- الحدود في مكة؛ وذلك لدفع المفاسد الراجحة؛ إذ إقامتها في أولّ الإسلام سينفّر الناس عن الدين، فاقتضت مصلحة التأليف أن يؤخر إقامتها حتى تزول المفسدة، فالأمر لا يتعلق بالمكنة من إقامتها لأنه يمكن أن يقيمها النبي –صلى الله عليه وسلم- على المسلمين بمكة، لكنه تركها لتحصيل أرجح المصلحتين، ودفع أقوى المفسدتين. وقد جاء النهي عن إقامة الحدود في الغزو ـ وهو مخرّج على ما تقدم ـ ففي حديث بسر بن أرطأة –رضي الله عنه- قال: سمعت النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تقطع الأيدي في الغزو». فالترك –هنا- لدفع مفسدة، وهي أن الجاني قد يفرّ إلى الكفار، فرارًا من الحد، وطلبًا للسلامة والنجاة، فمنعت الشريعة المشروع لإفضائه إلى الممنوع. فمصلحة النُّصرة لا تتحصل (بردود الأفعال)! ولا تنهض (بالسَباب والشّتَّام)! ولا تقوم بمجرد (رفع اللافتات والشعارات)! ولا تبنى على (التخيّلات والتوهمات)، ولا تكون (باستعجال المواجهات والمصادمات)؛ بل تتحصل بالفهم الدقيق لمقاصد الشريعة، والنظر الثاقب في أولويات الدِّين، والبصيرة التامة بالحق، والتضلع الكبير بأحكام النوازل، مع رسوخ في العلم، وإخلاص في العمل، وصدق في القول، وربانية في المنهج، وخبرة بالواقع، وصبر على البلاء، وشجاعة في القلب، رحمة بالخلق. [«الضَوابِطُ الشَّرعِيَةُ في الدِّفاعِ عَنِ النَبيِّ -صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم-» باختصار]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
#29
|
|||
|
|||
![]()
⚫ منهج العلماء في كيفية التَّعامل مع الفتن
⏺️ ثالثًا: مُحدِّث بلاد الحرمين العلامة الشيخ عبدالمحسن العباد/3 ⭕ قال الوالد الشيخ عبدالمحسن العباد -حفظه الله-: «ليس من الحكمة إطلاق صواريخ من غزة لا تضر اليهود شيئًا! فيترتب على ذلك حصول التدمير، والتقتيل لسكان قطاع غزة!!». [💻«منتديات كل السلفيين» 2014م]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
#30
|
|||
|
|||
![]()
⚫ منهج العلماء في كيفية التَّعامل مع الفتن
⏺️ سابعًا: فضيلة الشيخ صالح الفوزان/2 ⭕ الجهاد الشَّرعي لا يكون إلا ضمن الضّوابط الشَّرعيَّة «فإذا كان المسلمون تحت ولاية كافرة، ولا يستطيعون إزالتها، فإنهم يتمسكون بإسلامهم وبعقيدتهم، ولكن (لا يخاطرون بأنفسهم ويغامرون في مجابهة الكفار)؛ لأنَّ ذلك يعود عليهم بالإبادة والقضاء على الدَّعوة، أما إذا كانت لهم قوة يستطيعون بها الجهاد فإنهم يجاهدون في سبيل الله على الضّوابط الشَّرعيَّة المعروفة». [«مِن فتاوى السِّياسة الشَّرعيَّة» لفضيلة الشيخ صالح الفوزان]
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |