أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
![]() |
![]() |
![]() |
|||||
|
![]() |
6996 | ![]() |
100075 |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() سلسلة مقالات بعنوان "حقيقة الإخوان الجدد" الحلقة2/ الدكتور محمد بن الحبيب ابو الفتح حقيقة الإخوان الجدد! (2) (ما هي أسباب انتكاسة "الإخوان الجدد"؟) : لقد كان ما سُمي ب"الربيع العربي" السَّبَبَ الرئيس والمباشر لبروز "الإخوان الجدد!" وانفصالِهِمْ عن المنهج الذي تربوا في أحضانه، وإن كانت أسبابُ انتكاسة أفرادِهم وآحادهِم مختلفة: - فمنهم من تشبع بالمنهج الإخواني ورضعَ لِبَانَه قبلَ (الربيع العربي)، وإنما كان يَتَحَيَّن فصلاً مثل فصل (الربيع) لزرع بذور إخوانيته...! - ومنهم من لم ترسخ قدمُه في المنهج السلفي، ولـم تتوغل جذوره في منابت الدعوة السلفية، فسرعان ما اقتلعته عواطف وعواصف (الخريف العربي) العاتية... - ومنهم من انقلب على عقبيه، وأضله الله على علم... - ومنهم... ومنهم.... ومما ساعد على الانتكاسة ما جاءت به ثورات (الربيع) من التمكين الوهمي الكاذب للإخوان، ومن النصر المخادع الزائف لمنهج الإخوان، فانساق معهم من ضَعُفَتْ بالسلفية بصيرتُه، وقَلَّ من المنهج السلفي زادُه، وانخدع بمنهجهم من لم يَسْتَمْسِك بغرز عالمٍ بالسُّنة يُؤْمَنُ جَنَابُه، فَغَرَّهُ سحرُ بيانِ من جمع فنوناً من العلم، وإن قَصُرَ في السَّلَفِيَّةِ باعُه. ومن الشعارات التي برَّرَ بها (الإخوان الجدد) انتكاستهم: ادعاؤهم الإنصاف والتجرد للحق، وعدم الجمود على القديم المعروف، والاعتراف بما عندنا من أخطاء، والاعتراف بما عند غيرنا من صواب، والتحقيق والتدقيق، والنظر العميق، والتحلي بشجاعة الخروج عن المألوف العتيق... وكلها شعارات حسنة إذا قارنها التسديد من الله تعالى والتوفيق، فهي خصال اهتدى بسببها أقوام إلى الحق، ورجعوا عن الباطل الذي تربوا عليه واعتادوه، وتخلصوا من الضلال الذي ورثوه عن الآباء، وألفوه. لكنها في المقابل شعاراتٌ مُضَلِّلة إذا قارنها الخذلان من الله للعبد، فبسببها انتكس أقوام إلى الضلالة بعد الهداية، ورجعوا بعد البصيرة إلى العماية، وبسببها خرج قوم ليس من السنة إلى البدعة فحسب، بل من الإسلام إلى الإلحاد، كل ذلك بدعوى التحرر من العوائد، وبدعوى التحلي بالشجاعة في مواجهة التقاليد والموروثات عن الآباء والأجداد، وبدعوى التجرد للعلم والحجة والدليل.... فاللهمَّ هُدَاكَ وتسديدَك، وعياذاً بك من خذلانك. فما خرجت الخوارج وخالفت الصحابة -بشجاعة منقطعة النظير- إلا بدعوى التحاكم إلى الحق ونصره، وهكذا أهل الأهواء جميعا رأوا آراء زُيِّنَت لهم في قلوبهم، فرأوا أنهم قد خُصُّوا بما لم يَحْظَ به غيرُهم من الفهم والبصيرة، وظنوا أنهم فُتح عليهم بما لم يفتح به على غيرهم، فضلوا وأضلوا. فالأصل في هذا الدين هو الاتباع، واقتداءُ الآخِرِ بالأول في الفهم عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، "اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده"، وكثيرا ما كان الإمام مالك يقول: " فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا"( الاعتصام للشاطبي 1/30) ، وفي معنى ذلك قول الإمام أحمد: "...ومن زعم أنه لا يرى التقليد ولا يقلد دينه أحدا؛ فهو قول فاسق عند الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، إنما يريد بذلك إبطال الأثر..." (طبقات الحنابلة لأبي يعلي 1/12). فالتقليد بمعنى اتباع السلف في فهمهم للدين، وفي موقفهم من البدع وأهلها، ليس من قبيل التقليد المذموم، وليس السير على طريقة الآباء مذموما في كل حال، كما قال يوسف صلى الله عليه وسلم: "واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب" الآية. فما هي الانتكاسات التي جاءت بها دعوة "الإخوان الجدد"؟ وما مدى قربها أو بعدها من المنهج السلفي العتيد؟ هذا ما سنتعرف عليه في مقالات لاحقة بحول الله وقوته. ولا يفوتني في ختام هذا المقال التنبيه على أن الباعثَ على الكلام في هذا الموضوع هو النصيحةُ لله ولرسوله وللمسلمين، والشعورُ بالأسف الشديد على ما آل إليه أمر هؤلاء الإخوة المنتكسين، فنسأل الله أن يُلْهِمَنَا وإيَّاهم السداد والرشاد، ونعوذ به من الضلالة بعد الهداية، ومن الحور بعد الكور. ويشهد الله أننا -وإن اشتدت منا العبارة أحيانا - نحب لهم وللمسلمين من الخير مثل الذي نحبه لأنفسنا، فإن من الحزم أن يقسو المرءُ أحيانا على من يريد به الخير. (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ).
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |