انتشار الوباء الفكري في ظل الوباء المرضي

[المهندس الأثري]

خاطرة سريعة
بسم الله الرحمن الرحيم ......
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين نبي الله محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين طبيب القلوب والهادي لأدوية القلوب قبل أدوية الأبدان
أما بعد،،،
ففي ظل انتشار الوباء الفيروسي (كورونا) الذي هاجم العالم بأسره والدول والعربية والإسلامية مما أدى لحجر صحي وأموات ومرضى، جعل بعض البلدان الإسلامية يمنعون صلاة الجماعة في المساجد وإقامة الجمعة وهي مسألة فقهية من مسائل النوازل التي يستساغ فيها الخلاف الفقهي والنقاش الفقهي دون تكفير أو تبديع أو تفسيق! تطرح فيها الأدلة من الكتاب والسنة على طاولة أهل العلم الربانيين الذين ينظرون فيها بعلم وحلم وحكمة وبعد نظر لهذا الوباء الذي إن أقبل علمه العالم وإن أدبر علمه كل عالم وجاهل!
ينتشر الوباء الفكري وينقل العدوى لعقول بيئتها خصبة لاستقبال هذه الأفكار ليضعف مناعتها العقائدية ويرفع الحرارة الحماسية! في جسد الأمة الإسلامية وإلى الله المشتكى
قال الإمام ابن القيم في الطب النبوي
(الْمَرَضُ: نَوْعَانِ مَرَضُ الْقُلُوبِ، وَمَرَضُ الأبدان، وَهُمَا مَذْكُورَانِ فِي الْقُرْآن وَمَرَضُ الْقُلُوبِ: نَوْعَانِ: مَرَضُ شُبْهَةٍ وَشَكٍّ، وَمَرَضُ شَهْوَةٍ وَغَيٍّ، وَكِلاهما فِي الْقُرْآنِ. قَالَ تَعَالَى فِي مَرَضِ الشُّبْهَةِ: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً)
وَقَالَ تَعَالَى:(وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكافِرُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلاً))
ومن هذه الأوبئة الفكرية المنتشرة جنباً إلى جنب مع الوباء كورونا المتزامنة مع إغلاق المساجد منعاً للعدوى يظهر الوباء التهييجي وعدم طاعة أولياء الأمور في هذه المسألة وبث الفرقة والاتهامات الباطلة التي تصل للتكفير قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم (وهذه الأحاديث في الحث على السمع والطاعة في جميع الأحوال وسببها اجتماع كلمة المسلمين فإن الخلاف سبب لفساد أحوالهم في دينهم ودنياهم)
ومن هذه الأوبئة الفكرية ما سمعناه في وسائل التواصل الاجتماعي لأصحاب أفكار فيروسية! حزبية ناتجة من تناكح أفكار بدعية تقول بأن من أصيب بمرض كورونا فعليه نشره في المجتمع وبين رجال الأمن والجيش لإضعاف الأمة وهذا ليس بعده من وباء! وليس بعده من حجر عقلي!
فمثل أصحاب هذه الأفكار عليهم بوضع الكمامات! لإخراسهم عن قول مثل هذه الأفكار وتعقيم كلامهم بالأدلة القاطعة من الكتاب والسنة من قبل أهل العلم الذين تعلموا الطب النبوي في معالجة مثل هذه الأمراض.
وهذه إشارة لطيفة سريعة للتنبيه على مثل هذه الأمراض
اللهم أبعد عنا مرض القلوب والأبدان وأبعد عنا الأوبئة الفكرية والفيروسية إنك أنت الشافي ولاقوة ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
************
كتبه: م.منتصر بيبرس