استدراكات على بعض أحكام الحافظ ابن حجر في "تقريب التهذيب"

[أبو معاوية البيروتي]

فائدة من الألباني تُستدرك على لسان الميزان لابن حجر

قال الخطيب في "التاريخ " (6/ 250) في ترجمة إسماعيل
ابن أبي مسعود - وذكر أن كنيته أبو إسحاق كاتب الواقدي - وقال:
"حدث عن عباد بن العوام وعبدالله بن إدريس وخلف بن خليفة الأشجعي، روى عنه إبراهيم بن عبدالرزاق، وعباس الدوري، وعبدالكريم بن الهيثم العاقولي ".
وعبدالكريم هذا ثقة ثبت، كما في "التاريخ " (6/78).
ثم روى بسنده عن ابن السكن: "حدثنا إسماعيل بن أبي مسعود، بغدادي ثقة".
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 3345: وهذه فائدة تستدرك على "اللسان "؛ فإنه لم يذكر توثيقه إلا عن ابن حبان، وقد ذكره في الطبقة الرابعة من "الثقات " (8/95)، وقال:
"روى عنه أبو شيبة بن أبي بكر بن أبي شيبة، وعثمان بن خُرَّزَاذَ الأنطاكي، يغرب ".
قلت: وروى عنه أربعة آخرون، ثلاثة منهم ثقات، ذكر منهم الخطيب اثنين، والثالث ابن سعد كما ترى، فهو ثقة إن شاء الله؛ كما قال ابن حبان وابن السكن.

[أبو معاوية البيروتي]

زيد بن يثيع

2160 - زيد بن يُثيع ... الهمداني الكوفي ثقة مخضرم من الثانية. اهـ.

قال الشيخ علي رضا في ((الرد على حسن المالكي)): زيد بن يثيع , وهو وإنْ قال عنه الحافظ في (التقريب) 2160 : ثقة مخضرم ! فالصحيح فيه أنه مجهول ؛ فإنه لم يرو عنه سوى أبي إسحاق السبيعي , ولم يوثقه إلا العجلي وابن حبان , وتوثيقهما غير موثوق به هاهنا , ولهذا مال الذهبي إلى تجهيله في (الميزان) (1/107) بقوله : ما روى عنه سوى أبي إسحاق. اهـ.

قال أبو معاوية البيروتي: بل صرّح الذهبي أن (فيه جهالة)! وذلك عندما ترجمه في ((الميزان)) (4/441) فقال: يزيد (في حاشية البجاوي: في ل: والصواب زيد) بن يثيع. فيه جهالة. ما روى عنه سوى أبي إسحاق السبيعي. اهـ.

[هيثم زين]

قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل":
2598 - زيد بن نفيع (1) الهمداني الكوفي روى عن على وأبى ذر وحذيفة روى عنه أبو إسحاق الهمداني سمعت ابى يقول ذلك.

قال محقق طبعة دار إحياء التراث العربي:
(1) انما هذا " زيد بن يثيع " ويقال " زيد بن اثيع " هكذا ذكره البخاري وغيره وهكذا ضبطوه وهو مشهور فحقه أن يذكر في باب الياء أو في باب الالف.

أقول: يتستفاد أنه تابعي لم يذكر له ابن أبي حاتم جرحا ولا تعديلا.
إلا أن ابن أبي حاتم صرح بنفسه في مقدمته على نفس الكتاب أن من لم يشتغل في التمييز بينهم من طبقة التابعين لا يكون إلا إماما مبرزا مقدما في الفضل والعلم ووعي السنن وإثباتها ولزوم الطريقة واحتبائها...

قال في مقدمة "الجرح والتعديل" ص9 عن طبقة التابعين:
((حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أنا العباس بن الوليد النرسي نا يزيد ابن زريع ثنا سعيد عن قتادة قوله عزوجل: (والذين اتبعوهم باحسان ) التابعين، قال ابن أبي حاتم: فصاروا برضوان الله عزوجل لهم وجميل ما أثنى عليهم بالمنزلة التي نزههم الله بها عن أن يلحقهم مغمز أو تدركهم وصمة لتيقظهم وتحرزهم وتثبتهم ولأنهم البررة الأتقياء الذين ندبهم الله عزوجل لإثبات دينه وإقامة سنته وسبله، فلم يكن لاشتغالنا بالتمييز بينهم معنى إذ كنا لا نجد منهم إلا إماما مبرزا مقدما في الفضل والعلم ووعي السنن وإثباتها ولزوم الطريقة واحتبائها رحمة الله ومغفرته عليهم أجمعين - إلا ما كان ممن ألحق نفسه بهم ودلسها بينهم ممن ليس يلحقهم، ولا هو في مثل حالهم، لافي فقه ولا علم ولا حفظ ولا إتقان ولا ثبت، ممن قد ذكرنا حالهم وأوصافهم ومعانيهم في مواضع من كتابنا هذا فاكتفينا بها وبشرحها في الأبواب مستغنية عن إعادة ذكرها مجملة أو مفسرة في هذا المكان.))ا.هـ. استفدته من شيخي وليد سيف النصر

فلعل هذا ما دفع الحافظ ابن حجر إلى القول بتوثيقه وفوق كل ذي علم عليم

ومثله أربدة التميمي روى التفسير عن ابن عباس (كما في موسوعة أقوال أحمد بن حنبل 74/1)، من الطبقة الوسطى من التابعين، قال عنه ابن حجر: صدوق، واستغرب الألباني منه تحسينه إياه في الصحيحة. ووثقه ابن حبان والعجلي فتبعهما أحمد شاكر في ذلك كما في تعليقه على المسند فصحح الإسناد للحديث الذي رواه.
ونقل مغلطاي في الإكمال:
قال ابن البرقي: أربدة التميمي مجهول، روى عنه أبو إسحاق فاحتملت روايته، وهو يسمى أربد.
وذكره أبو العرب في «جملة الضعفاء».اهـ
والظاهر أن الذي حمل ابن حجر أيضا في البت بين أقوال العلماء في التميمي على أنه صدوق، هو أن ابن أبي حاتم ذكره في كتاب "الجرح والتعديل" ولم يذكر له جرحا ولا تعديلا أيضا. والله أعلم.

[أبو معاوية البيروتي]

جزاك الله خيراً أخي هيثم على الإضافة والإفادة .

[أبو معاوية البيروتي]

محمد بن عبد الله بن أبي عتيق المدني

قال الحافظ ابن حجر في ((تقريب التهذيب)) (6047): محمد بن عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر التيمي المدني، مقبول، من السابعة. خ د ت س . اهـ.

ولكن قال عنه العلامة الألباني في السلسلة الضعيفة (6626): هو ثقة، كما بينته في " الصحيحة" تحت الحديث ( 913 ). اهـ.
وقال في السلسلة الصحيحة (2/583): ذكره ابن حبان في ((الثقات)) (7/364)، وروى عنه ثمانية من الثقات، وقرنه البخاري. اهـ.
قال أبو معاوية البيروتي: ونقل المزيفي ترجمته في ((تهذيب الكمال)) عن الذهلي قال: هو حسن الحديث عن الزهري كثير الرواية مقارب الحديث، لولا أن سليمان بن بلال قام بحديثه لذهب حديثه.

[أبو معاوية البيروتي]

أ - 7093 نبيح بن عبد الله العنزي، أبو عمرو الكوفي مقبول من الثالثة 4 .
التعقيب: وهو ثقة كما ذكر في ترجمته من ((التهذيب)) و((السلسلة الصحيحة) (4/80).

ب - 7118 نصر بن علقمة الحضرمي أبو علقمة الحمصي، مقبول من السادسة س ق.

التعقيب: وهو ثقة كما في ((التهذيب)) و((السلسلة الصحيحة)) (4/603).

ت - 2210 سبيع بن خالد، ويقال خالد بن سبيع ويقال خالد بن خالد اليشكري البصري، مقبول من الثانية د .

التعقيب: وهو ثقة، فقد روى عنه غير واحد، وانظر: ((السلسلة الصحيحة)) (4/400).

ث - 8186 أبو طُعْمة بضم أوله وسكون المهملة، شامي سكن مصر وكان مولى عمر بن عبد العزيز، يُقال اسمه هلال، مقبول من الرابعة، ولم يثبت أن مكحولاً رماه بالكذب. د س ق .

التعقيب: وهو ثقة، انظر البحث (ص 141 – 143)،
وجاء في آخر البحث المُشار إليه:
(( ... فتبيَّن لي مما تقدم أن هلالاً هو أبو طعمة كما جزم بذلك الذهبي وغيره، وإذا كان الأمر كذلك فهو ثقة كما قال الذهبي في ((كنى)) الكاشف خلافاً لقول الحافظ: (مقبول)، لرواية جمع من الثقات عنه وتوثيق ابن عمار الموصلي إياه)).

* نقلتها من ((الرد العلمي على حبيب الأعظمي)) (2/91/ المكتبة الإسلامية – عمان/ 1405 هـ)، تأليف علي الحلبي وسليم الهلالي، ومراجعة العلامة الألباني.

[أبو معاوية البيروتي]

1400 - حفص بن بُغَيل، الهمداني، المُرهبي، الكوفي، مستور، من التاسعة. د.

لكن قال العلامة الألباني في ((صحيح الموارد)) (1/46): روى عنه أربعة، وهو مما فات ابن حبان، فلم يذكره في "ثقاته"، ولا عزاه إليه في "التهذيب"! والشاهد من كلام الذهبي أنه غلب على ظنه أنَّ محله الصدق، فقال في "الكاشف": "صدوق".
وخالفه الحافظ، فقال في "التقريب":"مستور"! اهـ.


1992 - الزبير بن جنادة الهَجَري، الكوفي، من السادسة، مقبول. ت.

لكن قال العلامة الألباني في ((صحيح الموارد)) (1/46): روى عنه أربعة من الثقات، ووثقه غير ابن حبان، فقد قال ابن الجنيد في "سؤالات ابن معين" (ص 118):
"سألت يحيى عن الزبير بن جُنادة؟ فقال: شيخ خراساني ثقة، يحدث عنه أبو تميلة، وأبو الحسين العُكْلي".
ووثقه الحاكم أيضًا مع أبي تميلة هذا في حديث لهما في الإسراء؛ خرجته في "الصحيحة" (3487).
وأما خطأ الذهبي؛ فهو أنه قال في "المغني":"فيه جهالة".
وأشار إلى ذلك بقوله في "الكاشف":"وُثق".
وتبعه الحافظ في "التقريب" بقوله:"مستور".
قال الدكتور بشار في تعليقه على "تهذيب المزي" (9/ 300):"فكأنه ما وقف على توثيق ابن معين له".
قلت: هذا هو الظاهر؛ فإنه لم يذكر في "تهذيبه" هو (3/ 313 - 314) تبعًا لأصله إلَّا توثيق ابن حبان والحاكم، إشارة منه إلى تساهلهما في التوثيق، فقد أصابه والذهبي ما كان أصابني قديمًا في تضعيفي لحديث الإسراء متبعًا إياهما على خطإهما قبل أن أقف على توثيق ابن معين المذكور إياه، فالحمد لله على هداه! والفضل في ذلك يعود إلى الدكتور بشار - بعد الله - سبحانه وتعالى -.

[أبو معاوية البيروتي]

قال د. شادي نعمان حفظه الله في مقدمة تحقيقه لكتاب ((الكمال في أسماء الرجال)) (1/ 41/ ط. غراس – 2017 م):
كتاب ((الكمال)) قد نبهنا لبعض الأوهام الواقعة عند المزي، كما في تكراره لترجمة (عبد الله بن عامر بن البراد) في (عبد الله بن البراد) دون أن يفطن لذلك. اهـ.

قال أبو معاوية البيروتي: رجعتُ للترجمتين في ((تهذيب الكمال)) (3166 و 3338 / ط. الرسالة – 1418 هـ)، وقد ذكر المزي أن عبد الله بن براد هو عم عبد الله بن عامر بن براد، وقال المزي: روى ابن ماجه عن عبد الله بن عامر بن براد الأشعري أحاديث نسبه في بعضها إلى جده، فيظنُّ الظان أنه هذا، وليس كذلك. اهـ.

وفرّق بينهما ابن حجر في ((تقريب التهذيب)).

فما هو نصّ ((الكمال)) الذي حمل الشيخ شادي حفظه الله على الحكم بتوهيم الحافظ المزي رحمه الله؟ لو يفيدنا أحد بالنص.

[أبو معاوية البيروتي]

أم نهار بنت الدفاع لم يوردها الحافظ في ((تعجيل المنفعة)) رغم أنها على شرطه

قال العلامة الألباني في ((السلسلة الضعيفة)) (1614): لم أجد من ترجمها ، وهي على شرط الحافظ في ((تعجيل المنفعة))، ولكنه ذهل، فلم يوردها. اهـ.
وقال في ((الضعيفة (4310): أم نهار؛ لم أعرفها، ولم يذكرها في "التعجيل" وهي على شرطه! اهـ.
قال الشيخ طارق بن محمد آل ناجي (الدارقطني/ ت 1432 هـ) رحمه الله: أم نهار بنت الدفاع؛ هي ثقة، وثّقها ابن معين، ولها ترجمة في كتاب ((التذييل على كتب الجرح والتعديل)) بتفصيل وتوسّع، وحديثها في المسند (6/250). اهـ.
قلت: وروى الطبراني في ((المعجم الكبير)) (1/246) عنها أنها قالت: كَانَ أَنَسُ بن مَالِكٍ يَمُرُّ بنا وَكُنَّ نِسْوَةً فَلَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْنَا.
--------------------

[أبو معاوية البيروتي]

3722 - عبد الله بن يونس حجازي، مجهول الحال، مقبول، من السادسة. د س.

قال العلامة الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (389): ابن يونس هذا (مجهول العين)، كما يشير إِلى ذلك قول الذهبي: ((ما روى عنه سِوى يزيد بن الهاد)). وكذا في ((الفتح)) (12/54) . (قال الحافظ في ((الفتح)): عبد الله بن يونس حجازي، ما روى عنه سوى يزيد بن الهاد).
وقول الحافظ فيه: (مجهول الحال). غير مقبول؛ لمُنافاته للمقرّرِ في أصول الحديث: أن جهالة العين لا ترتفع إلا برواية اثنين فصاعداً. اهـ.

قال أبو معاوية البيروتي: تحرّف اسمه في الطبعة السلفية إلى ((عبيد الله بن يوسف))!
وتحرّف اسمه في ((ضعيف الترغيب والترهيب)) (2/126/ 1) إلى عبيد الله بن يونس.
================