أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
2781 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الأئمة و الخطباء > خطب نصية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-19-2019, 09:55 PM
د. عماد البعقوبي د. عماد البعقوبي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: العراق
المشاركات: 42
افتراضي خطبة سورة الإخلاص

بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة- ٢١ - ربيع ٢ - ١٤٤٠

الخطبة الأولى:

خطبة الحاجة...

أحبتي في الله سورة من سور القرآن الكريم من اقصر سوره ومن اسهلها لفظا وأول سورة يحفظها المسلم من اول ما يتعلم النطق
انها سورة الإخلاص..
التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: 《 أَيعجِزُ أحدُكم أن يقرَأَ ثلثَ القرآن في ليلة 》؟
فشقَّ ذلك عليهم وقالوا: أَيُّنا يطيقُ ذلك يا رسول الله ؟
فقال: 《 اللهُ الواحِدُ الصَّمَدُ ثلث القرآنِ 》[ رواه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي ].

وعن أبي هريرة قال خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أقرأ عليكم ثلث القرآن فقرأ : 《 قل هو الله أحد الله الصمد 》 حتى ختمها. [ رواه مسلم ] .

لكن هذا الفضل وهذا الأجر يتطلب منا وقوفا على أهم معانيها وما دلت عليه:
فقوله جل وعلا { قل هو الله أحد }
الأحد: هو المنفرد بوصفه عن غيره ، كما قال تعالى في معني الأحدية : { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَد ٌ } ( الإخلاص: ٤ ) فالأحدية الانفراد ونفي المثلية ، إفراد الله سبحانه وتعالى بذاته وصفاته وأفعاله عن الأقيسة والقواعد والقوانين التي تحكم ذوات المخلوقين وصفاتهم وأفعالهم كما قال تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }، فبين سبحانه انفراده عن كل شيء من أوصاف المخلوقين بجميع ما ثبت له من أوصاف الكمال والجمال والجلال ، وعلو شأنه فيها في كل حال ، فالأحد هو المنفرد بأوصاف الكمال الذي لا مثيل له فنحكم على كيفية أوصافه من خلاله ، ولا يستوي مع سائر الخلق فيسري عليه قانون أو قياس أو قواعد تحكمه كما تحكمهم ، لأنه المتصف بالتوحيد المنفرد عن أحكام العبيد ، وقال تعالى: { هَل تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا }، أي هل تعلم له شبيها مناظرا يدانيه أو يساويه أو يرقي إلي سمو ذاته وصفاته وأفعاله .

{ الله الصمد }
الصمد: هو السيد الذي لا يكافئه من خلقه أحد ، والمستغنى عن كل من سواه وكل من سواه مفتقر إليه معتمد عليه ، وهو الكامل في جميع صفاته وأفعاله ، لا نقص فيه بوجه من الوجوه ولا يوصف بصفته أحد وليس فوقه أحد الذي يصمد إليه الناس في حوائجهم وسائر أمورهم ، فأصمدت إليه الأمور فلم يقض فيها غيره ، هو المقصود إليه الرغائب والمستغاث به عند المصائب ، هو الذي لا جوف له وليست له أحشاء لا يدخل فيه شيء ولا يخرج منه شيء .
{ لم يلد ولم يولد }
وهذا من كمال الله وغناه واحديته وصمديته انه لم يلد أي لم يكن له ولد ولا ينبغي أن يكون له ولد ومن ادعى ان لله ولد فقد كفر وضل ضلالا بعيدا وسب الله واستحق بذلك عذاب الله وغضبه لأنه ساوى بين الرب والعبد وبين الخالق والمخلوق.
وإنما يحتاج الولد من كان ضعيفا فقيرا يلحقه الموت والفناء لستعين بولده ويتقوى به وليكون ولده خلفا له وهذه أشياء لا تليق بالله تعالى وتقدس فهو الحي القيوم الغني القوي العزيز .
وكذلك لم يلده أحد لان الله هو الاول ولا شيء قبله وهو الخالق ومن سواه مخلوقون له سبحانه وتعالى .
{ ولم يكن له كفوا أحد }
وهذا يوضح معنى اسم الله جل وعلا الأحد فإن الله ليس له كفوء وهو النظير والمشابه والمثيل، فليس شيء مساو لله ولا مماثل له ولا مشابه بل ان الله تعالى أحد في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله لذلك قال سبحانه وتعالى: { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }.
وقال سبحانه وتعالى: { رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا }.
فسبحان الله ما اعظمه سبحان الله وبحمده له الثناء الحسن والوصف الكامل جل في علاه .
فهذه المعاني العظيمة هي التي ينبغي أن نعرفها ونحرص عليها لنفوز بالأجر العظيم.
ومن فضل هذه السورة العظيمة لمن فقه معانيها انها شفاء لما في الصدور من وسواس وشك وغير ذلك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: 《 يوشك الناس أن يتساءلوا بينهم حتى يقول قائلهم هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله فإِذَا قالُوا ذَلِكَ فقُولُوا : الله أَحَدٌ الله الصَّمَدُ لَمْ يلِدِ وَلَمْ يُولَدْ وَلَم يَكُنْ لَهُ كُفْواً أَحَدٌ، ثُمَّ لْيَتْفُلْ عن يَسَارِهِ ثَلاَثاً وَلْيَسْتَعِذْ مِنَ الشَّيْطَانِ 》 [ رواه أبو داود، والنسائي ، وحسنه الألباني].
عباد الله ينبغي أن نعرف هذه المعاني ونغرسها في قلوبنا ونربي أنفسنا عليها ونغرسها في نفوس أبنائنا واهلينا فإن فيها الفوز والنجاة ودخول الجنة
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم..

الخطبةالثانية:

ان مما يتعلق بالإيمان بسورة الإخلاص والعمل بها والالتزام بمعناها هو التبرؤ ممن ينسب إلى الله الولد ، وعدم مودتهم، فضلا عن أن يكون مشاركة لهم في ذلك الرضا بكفرهم هذا
ومن مظاهره ما نراه في هذه الأيام من تساهل بعض الناس أو وسائل الإعلام والدول من الاحتفال بأعياد النصارى ، ومن أبشع ما يكون ان النصارى يقولونها علنا ميلاد الرب او ابن الرب والمسلم يشاركهم الاحتفال ويبادلهم التهاني.. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ..
فكيف نتلوا قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد
ونهنئ من يزعم أن لله ولدا بهذه المناسبة!!
بعضهم يهون من هذا الأمر ولا يراه صعبا أو كبيرا وهو والله ليس كذلك، بل هو أمر عظيم، وذنب لا تتحمله السماوات والأرض والجبال ، لشدته وعظم قبحه وكثرة شره وكبر كفره، قال الله جل وعلا: { لقد جئتم شيئا إدَّا • تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا • أن دعوا للرحمن ولدا • وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا • إنْ كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا • لقد احصاهم وعدهم عدا • وكلهم آتيه يوم القيامة فردا }.
فهو من أعظم الكفر واكبر التعدي على حق الله جل وعلا وفيه مسبة لله وشتم تعالى الله عن ذلك
فعن أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه الإمام البخاري أن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: 《 قال الله تعالى كذَّبني ابنُ آدمَ ولم يكُن له ذلك ، وشَتَمني ولم يكن له ذلك. فأَما تكذيُبهُ إيايَ فقوله: لن يعيدني كما بدأنِي. وليس أوَّلُ الخلقِ بأَهونَ عليَّ من إعادته، وأما شتمُهُ إيايَ فقولُه: اتَّخَذَ اللَّهُ ولداً وأَنا الأَحدُ الصمدُ، لم أَلِدْ ولم أُولَد ، ولم يكُن لي كُفواً أحد 》 [ رواه البخاري ].
فليحذر من يستسهله ، ويهون من الاحتفال مع من يقول به.
علما انه حتى مجرد استعمال تاريخهم لا يجوز ويرى أكثر العلماء انه محرم وإنما استعمل عند المسلمين بفرض الاستعمار الصليبي لبلاد المسلمين قبل قرن من الزمن وقبل أن يحتلوا بلداننا لم يعرف استعمال هذا التاريخ
ووجد معارضة شديدة اول الامر لكنا نسينا ما ضحى من اجله أجدادنا وصار هو التاريخ المعتمد عندنا !!!

وبهذا الأمر لنا وقفات :

١- ليس هذا تاريخ ميلاد عيسى صلى الله عليه وسلم ..
ولم يأت تحديد لشهر ميلاده إلا إشارة إلى أن مولده عليه الصلاة و السلام اول وقت نضوج التمر وهو الرطب ويكون في منتصف شهر آب إلى بداية شهر أيلول في بلاد التمر.
٢- هذه الأيام كانت في الأساس اعيادا للوثنيين الروم قبل دخولهم النصرانية ، ولم يدخلوها عن ايمان وحب في الدين ، لأنهم احتلوا بلاد الشام وغيرها فارادوا ان يكسبوا الشعوب لهم ويقضوا على الفجوة بين المحتل ومن احتلهم فتظاهروا اسما بالنصرانية وادخلوا إليها اعيادهم وعباداتهم واعرافهم.
ومنها عيد الميلاد الذي هو في الأساس ميلاد احد قياصرتهم الكفار عبدة الاوثان ربما هو قسطنطين.. الطاغية الفرعون الكافر عابد الاصنام فكيف للمسلم أن يحتفل به.
٣- العيد ليس قضية اجتماعية أو عرفية بل هو عبادة دينية لذلك ينبغي الحذر من أعياد غير المسلمين لأنها عبادات كفار.
٤- مسألة انهم يحتفلون بعيسى أو ينتسبون له لا يضفي شرعية على ما هم عليه فعيسى عليه الصلاة السلام بريء منهم ومن كفرهم ومن ضلالهم ونحن أولى بعيسى منهم قال الله تعالى : { ان أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا }
فاولى الناس بابراهيم وكذلك بجميع الأنبياء من آدم عليه السلام إلى آخرهم من اتبعه اي الذين آمنوا به من أمته وهذا النبي أي سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم و الذين آمنوا اي اتباع حبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وكما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لليهود :《 نحن أولى بموسى منكم 》.
فنحن أولى بابراهيم وبنوح وآدم وموسى وعيسى و جميع النبيين عليهم الصلاة والسلام لأننا امنا بهم جميعا واتبعنا دينهم الذي ارتضاه الله وهو عبادة الله وحده لا شريك له..
٥- من أسوأ الأفعال واذلها ان يجمع الإنسان بين المعصية والذل لعدوه، فالحكيم وصاحب الكرامة وذو النفس العزيزة الأبية لا يفرح لفرح عدوه ويكون بهذا ذليلا لعدوه كحال بني إسرائيل الذي نجاهم الله واغرق فرعون ثم ذهب موسى لميقات ربه وهذا الميقات شيء عظيم انه وعد الله له ان ينزل عليه كلامه وكتاب أمته وهو التوراة ، واذا ببني إسرائيل يعبدون العجل من بعده والعجل كان من أصنام فرعون التي يعبدها، فبعد كل ما حدث عادوا ليعبدوا ما يعبد عدوهم فجمعوا بين الشرك والذل .
وهذا ما يفعله المسلمون اليوم يحتفلون بأعياد النصارى وهم اعداؤنا ظاهرا وباطنا ولا يالون جهدا في عدائنا وقتلنا وحربنا، قبل يومين تقام احتفالات صاخبة في دمشق ويعلنون صراحة ميلاد ابن الرب تعالى الله عن ذلك
وفي الوقت نفسه صواريخ النصارى وقنابلهم تنهال على دمشق فأي ذلة هذه !!!!
أحبتي في الله لنا تاريخنا ولنا تقويمنا ولنا أعيادنا فينبغي أن نتبرأ مما لعدونا ولا نتولاهم، بل يجب علينا مخالفتهم.

وفقنا الله جميعا للعمل بطاعته وجنبنا القرب من معاصيه،
وجعلنا واياكم ممن يستمعون القول ويتبعون احسنه...

آمين
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى أزواجه وذريته و آله وصحبه أجمعين والتابعين وتابعيهم وأهل السنة والجماعة إلى يوم الدين.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
د.عماد.الدايني.البعقوبي

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:21 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.