أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
61211 | 89305 |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
إدراك الحظّ بفهم قصةالإمام أحمد، وعدم استقباله لداودَ بنِ عليّ -بسبب مسألة (اللفظ)-!
إدراك الحظّ بفهم قصة الإمام أحمد ، وعدم استقباله لداودَ بنِ عليّ الظاهري -بسبب مسألة (اللفظ)-! فكتب بعضُ الإخوة -جزاه الله خيراً-معلّقاً-بما نصّه: [شيخنا بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرًا... شيخنا ما قولكم فيما لو قيل بأنَّ ما أوردتموه هنا لا علاقة له ب(خبر الثقة و التثبت منه) ، إنّما هو من باب وجوب اتّباع سنّة الرسول-عليه الصّلاة و السّلام- إذا خالفها (إجتهاد) أهل الإجتهاد... نرجو التصويب شيخنا ثمّ كذلك غفر الله لكم و جعل الجنّة مثواكم ما قولكم في قصة داود الظاهري -رحمه الله- مع الإمام محدّث الإسلام الفقيه العلاّمة المبجّل أحمد بن حنبل-عليه سحائب الرّحمة- و هي كالآتي "...وكان بينه- أي داود- وبين صالح بن أحمد بن حنبل حسن , فكلم صالحا أن يتلطف له في الاستئذان على أبيه , فأتى صالح أباه , فقال : رجل سألني أن يأتيك , فقال : ما اسمه ؟ قال : داود . قال : من أين هو ؟ قال : من أصبهان . فكان صالح يروغ عن تعريفه , فما زال الإمام أحمد يفحص , حتى فطن به , فقال : هذا قد كتب إلى محمد بن يحيى في أمره أنه زعم أن القرآن محدث , فلا يقربني . فقال : يا أبة ! إنه ينتفي من هذا وينكره . فقال : محمد بن يحيى أصدق منه , لا تأذن له. وجّهونا بارك الله فيكم]. فأقول: أخي المكرم: المسألة ليست كما تصوّرتَها ؛ بل هي أكبر من ذلك -بكثير-! ومع شديد انشغالي –بسبب السفر إلى الحج-بإذن الله رب العالمين-؛أقول-وهذا ملخصُ بحثٍ قديمٍ-عندي-: نصُّ خبر الإمام أحمد مع داود بن علي الظاهري-تامّاً-: تراه في «سؤالات البرذَعي لأبي زُرعة الرازي»(2/551). وهاكموه-مقابَلاً ، ومصحّحاً على رواية الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد»(9/342)-وسياقُ القصة من كلام البرذَعي-نفسه-قال:: « كُنّا عند أبي زُرعة، فاختلف رجلانِ من أصحابنا في أمر داودَ الأصبهانيِّ ، والُمزَني، وهما : فضلٌ الرازي ، وعبدُ الرحمن بن خِراش البغدادي . فقال ابنُ خِراش: «داودُ كافرٌ». وقال فضلٌ: «الُمزَنيُّ جاهلٌ»- ونحو هذا من الكلام-. فأقبل عليهما أبو زُرعة يُوَبِّخهما، وقال لهما: «ما واحدٌ منهما لكما بصاحبٍ». ثم قال: «مَن كان عنده علمٌ فلم يَصُنْهُ ، ولم يَقْتصرْ عليه، والتجأ في نشرِه إلى الكلام -فما في أيديكما منه شيءٌ-» . ثم قال: إنَّ الشافعيَّ -رحمه الله- لا أعلمُ أنه تَكَلِّم -في كتبه- بشيء من هذا الفُضُول الذي قد أحدثوه. ولا أرى امتنع مِن ذلك إلا ديانةً، وصانه الله لمّا أراد أن يُنْفِذَ حِكمتَه. ثم قال: هؤلاء المتكلِّمون ؛ لا تكونوا منهم بسبيلٍ ؛ فإنَّ آخرَ أمرِهم يرجعُ إلى شيء مكشوفٍ ينكشفون عنه، وإنما يَتَمَوَّهُ أمرُهم سنةً- أو سنتين- ، ثم ينكشفُ. فلا أرى لأحدٍ أن يُناضِلَ عن أحدٍ من هؤلاء ؛ فإنهم إن تَهَتَّكوا –يوماً-؛ قيل لهذا المناضل: أنت مِن أصحابه! وإنْ طُلب –يوماً-: طُلب هذا به! لا يَنبغي لمن يعقلُ أن يمدحَ هؤلاء. ثم قال لي: ترى داودَ هذا ؟! لو اقتصر على ما يقتصرُ عليه أهلُ العلم : لَظَنَنْتُ أنه يَكمدُ أهلَ البدع ؛ بما عنده من البيانِ والآلةِ، ولكنّه تعدّى. لقد قَدِمَ علينا من نيسابورَ ، فكتب إليّ محمدُ بن رافع ، ومحمدُ بن يحيى ، وعمرُو بن زُرارة ، وحُسينُ بن منصور ، ومشيخةُ نيسابور = بما قد أحدث هناك، فَكَتَمْتُ ذلك لِـمَا خِفْتُ مِن عواقبِه، ولم أُبْدِ له شيئاً من ذلك. فقدم بغدادَ , وكان بينه وبين صالح بن أحمد حَسَنٌ ، فكلّم صالحاً أن يتلطّف له في الاستئذان على أبيه. فأتى صالحٌ أباه ، فقال [له] : رجلٌ سألني أن يأتيَك؟ قال: ما اسمُه؟ قال: داود. قال: مِن أين هو؟ قال: مِن أهل أصبهان. قال: أيّ شيءٍ صناعتُه؟ قال: وكان صالحٌ يَرُوغُ عن تعريفه إياه! فما زال أبو عبد الله -رحمه الله- يفحصُ [عنه] ، حتى فَطِنَ، فقال: هذا قد كتب إليّ محمدُ بن يحيى النيسابوريُّ في أمرِه ، أنه : زعم أن القرآن مُحْدَثٌ ؛ فلا يَقْرَبني". قال: يا أبةِ ؛ إنه ينتفي مِن هذا ، ويُنكِرُه! فقال أبو عبد الله أحمدُ : محمد بن يحيى أصدقُ منه. لا تَأْذَنْ له في المصير إليّ ». قال عليٌّ الحلبيُّ-عفا الله عنه-: هذا تمامُ الرواية. وعليها تنبيهات ، وإيضاحات: منها: 1- ما اتَّهَم به محمدُ بن يحيى النيسابوري-وهو الذُّهْلي-داودَ بنَ عليّ ؛ فقد اتهم به –سواءً بسواء-الإمامَ البخاريَّ! وقد قال العلامة المعلِّمي اليماني في تعليقه على «الجرح والتعديل»(3/410): «وحَكَوْا عن داودَ كلمةً أخرى ، عابها عليه الإمام أحمد ، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن يحيى، وأبو زُرعة -وغيرهم من الائمة-. ولا أُراه نحا بها إلا منحى البخاريِّ -وإن لم يُحسن التعبيرَ-. وقصتُه شبيهةٌ بقصة البخاري -والله المستعان-». 2- تَعامَلَ الإمام أحمد مع مسألة (اللفظ) –بكافة وجوهها-ومع كل قائليها- تعاملاً مُنفرداً ، مُغايراً لتعامله في كثيرٍ من المسائل الأصليّة والفرعيّة-حسماً لمادة أية ذريعة قد ينفُذُ منها المخالفون للسنة وأهل السنة في هذه المسألة المهمّة-ولشديد حساسيّتها-. 3- قال شيخ الإسلام ابن تيميّة في «شرح حديث النزول» (ص155)-محرِّراً ومحقَّقاً-: «... لا يجوزُ -عند أهل السنة- أن يُقال: القرآن مُحْدَثٌ! بل من قال: إنه مُحْدَث؛ فقد قال: إنه مخلوقٌ. ولهذا ؛ أنكر الإمامُ أحمدُ هذا الإطلاقَ على داودَ لمّا كُتب إليه أنه تكلّم بذلك! فظنّ الذين يتكلمون بهذا الاصطلاحِ: أنه أراد هذا ، فأنكره أئمةُ السنةِ. وداودُ –نفسُه- لم يكن هذا قصدَه ! بل هو وأئمة أصحابه مُتفقون على أن كلامَ الله غيرُ مخلوق. وإنما كان مقصودُه أنه قائمٌ بنفسه. وهو قولٌ غيرِ واحد من أئمة السلف. وهو قولُ البخاري –وغيره-. والنزاعُ في ذلك بين أهل السنة لفظيٌّ؛ فإنهم مُتفقون على أنه ليس بمخلوق منفصل. ومتفقون على أن كلام الله قائمٌ بذاته. وكان أئمةُ السنة -كأحمد وأمثاله، والبخاري وأمثاله، وداود وأمثاله، وابن المبارك وأمثاله، وابن خُزيمة، وعثمان بن سعيد الدَّارِمي، وابن أبي شيبة –وغيرهم-: مُتفقين على أن الله يتكلّم بمشيئته وقُدرته. ولم يقل أحدٌ منهم: إن القرآن قديم. وأول مَن شُهر عنه أنه قال ذلك هو ابن كُلّاب». 4- قال شيخ الإسلام ابن تيميّة في «مجموع الفتاوى»(25/233): «وداودُ من أصحاب إسحاق. وقد كان أحمدُ بن حنبل إذا سُئل عن إسحاق، يقول: أنا أُسأل عن إسحاق! إسحاق يسأل عني. والشافعي، وأحمد بن حنبل ،وإسحاق، وأبو عُبيد ، وأبو ثور ، ومحمد بن نصر المروزي، وداود بن علي- ونحو هؤلاء –كلُّهم-: فقهاء الحديث -رضي الله عنهم- أجمعين-». 5- وقال –رحمه الله-في «شرح العقيدة الأصبهانية(ص77): «فإن داودَ وأكابر أصحابه، من المُثْبتِين للصفات -على مذهب أهل السنة والحديث-». قلت: ولعل الجامعَ لكل ما مضى قولُ شيخ الإسام ابن تيميّة–رحمه الله- في «مجموع الفتاوى» ( 12 / 196 )-وبه أختم-هنا-ولعل لي رجعةً-بعد- : 6-« وكذلك –أيضاً- افترى بعضُ الناس على البخاري الإمام صاحب «الصحيح» أنه كان يقول : لفظي بالقرآن مخلوق ! وجعلوه من اللفظية ؛ حتى وقع بينه وبين أصحابه -مثل :محمد بن يحيى الذُّهْلي، وأبي زُرعة، وأبي حاتم -وغيرهم- بسبب ذلك . وكان في القضية أهواءٌ وظنونٌ » . قلتُ: وفي مثاني هذه القصة الفريدة من اللفتات المنهجية الدقيقة-والنظر-: شيءٌ كثيرٌ لمن تأمّل واعتبر.. والله الهادي. * * * * * |
#2
|
|||
|
|||
اقتباس:
__________________
قال الله تعالى: (وقُلْ لعبادي يقولوا الَّتي هيَ أحسنُ إنَّ الشَّيطانَ يَنزَغُ بينَهُم إنَّ الشَّيطانَ كان للإنسانِ عدوّاً مُبيناً) |
#3
|
|||
|
|||
اقتباس:
وعلى جهودكم المباركة
__________________
اخوكم المحب لكم خالد بن محمد النبابته لا تخف من مواجهة الحياة... فإن بدا عليك الخوف زادت عليك الصعاب. |
#4
|
||||
|
||||
جزاكم الله خيراً شيخنا الحبيب.
ومعلوم لكل عاقل الفرق بين الإمام أحمد بن حنبل في تعامله مع أهل السنة الذي وقعوا في بعض الأخطاء وبين غيره من الذين أصبح شغلهم الشاغل الوقيعة في أهل السنة.
__________________
|
#5
|
|||
|
|||
اقتباس:
إذا كان مثل شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ يقول عن أمثال هؤلاء الأئمة من أهل الحديث أنه وقع منهم فيما بينهم (أهواء وظنون) في مسألة اللفظ والحدث ؛ فماذا عسانا نقول فيمن حاله تنادي على الهوى والظنون , ومع ذلك ينكرون ويكابرون , وفي مسائل أهون ,أقل شأنا وخطورة من اللفظ ـ ومع ذلك يجعلها شيخ الإسلام ابن تيمية من النزاع اللفظي ـ ؟! ما أعظم فقه ابن تيمية ولكن هل الغلاة سرفعون رأسا بكلامه وقد قال شيخهم : شيخ الإسلام ابن تيمية خالف السلف !!!! فوغوثاه !
__________________
دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ . دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ . دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ . وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ . |
#6
|
|||
|
|||
بارك الله في شيخنا الحلبي، وثبتنا وإياه على الحق والصبر والإنصاف حتى الممات
|
#7
|
|||
|
|||
اقتباس:
__________________
To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts. To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts. To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts. |
#8
|
|||
|
|||
اقتباس:
جزاك الله خيراً شيخنا الحبيب
وهذا ما لفت انتباهي أول قراءتي لهذه التحفة العلمية فلعلك شيخنا تكر على هذه القصة بإبراز فوائدها المنهجية والعلمية لعل إخواننا يستفيدون.. ولعل الغلاة يرجعون.. ويؤوبون..
__________________
To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts. |
#9
|
|||
|
|||
6-« ..... وكان في القضية أهواءٌ وظنونٌ »
أقول ما أكثرَ هذه الظنون والأهواء في أيامنا جزاكم الله خيرا شيخنا
__________________
وَمَنْ يَتَبِعْ جَاهِداً كُلَّ عَثْرَةٍ **** يَجِدْهَا وَلا يَسْلَمْ لَهُ الدَّهْرَ صَاحِبُ وصدق من قال : يمشونَ في النَّاسِ يَبْغُونَ العُيوبَ لِـمَنْ **** لا عَيْبَ فيه لكَيْ يُسْتَشْرَفَ العطبُ إن يعلموا الخيرَ يُخْفُوه وإنْ عَلِمُوا **** شرًّا أذاعُوا وإن لم يعلموا غَضِبُو |
#10
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا شيخنا وأستاذنا الحبيب..
وأنبه هاهنا إلى أمرين مهمين: 1. أن اﻹمام أحمد هو اﻹمام أحمد، له فضله وأثره ومكانته، فقد يتصرف ويتعامل أحيانا مع بعض من يخطئ من أهل السنة بما لا يناسب غيره أن يعامله به، لمكانة اﻹمام دون غيره لردع اﻵخرين. كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في ترك الصلاة على المدين والمنتحر، مع إذنه لغيره بالصلاة عليهما، وكما جاء عن بعض السلف كالثوري في ترك الصلاة على ابن أبي رواد، وغيرها من المواقف.. 2. أننا لا نعلم أن اﻹمام أحمد أمر ابنه صالحا أن يعامل داود الظاهري معاملته له، ولا ألزمه بهجره وتركه كما يفعل الغلاة اليوم لا أقول مع أبنائهم بل مع شيوخهم!! والله المستعان وأستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم شيخنا ولا تنسونا من صالح دعائكم غفر الله لنا ولكم.. |
|
|