أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
67680 162855

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-10-2010, 10:18 PM
خالد بن إبراهيم آل كاملة خالد بن إبراهيم آل كاملة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 5,683
افتراضي الأسلوب البلاغي لسيد قطب وجنايته على ألفاظ الشرع ومعناه المميع والمائع والتميع (2)

الأسلوب البلاغي لسيد قطب

وجنايته على ألفاظ الشرع ومعناه
(المميع والمائع والتمييع)
(2)



الحمد لله وحده القائل: {وقل الحق من ربكم}، والصلاة والسلام على رسوله القائل: «إن لصاحب الحق مقالا»، أما بعدُ:


أسباب اختيار التمييع ومشتقاته فهي:
1 - استخدامه كلفظ شرعي في بعض مسائل العقيدة والعبادات من بعض الكتاب المحدثين، وكذا بعض المعاصرين.

2 - استخدامه كاسم ووصف أو تصنيف وحكم شرعي وانتشار ذلك بين طلبة العلم وآخرين.

3 - انتشاره في بعض كتب المحدثين كلفظ واسم رئيس للذم والتعبير به عن الانحرافات العقدية أو التعبدية، أو في وصفها.
كلمة التميع ومشتقاتها من «ظلال القرآن» لسيد قطب:

1 < التسامح ضده تميع
< والجد ينافي التميع

2 < التميع في العقيدة ذاتها
< التميع في الدين ضد الجد فيه

3 < التمييع قرين – مرادف للتلبيس والتخليط
< تمييز الإسلام بالبيان والوضوح دون التمييع

4 < خطر التميع في الصف المسلم
< التميع في النظرة إلى النفاق والمنافقين

5 < خطر التميع والتأرجح في المفهومات البشرية
< التميع وثياب الارستقراطية

6 < التأويلات المميعة

7 < الترخص والتميع

8 < تشويهه وتمويهه وتمييعه

9 < التميع في التقدير – ونفيه عن المسلمين

10 < التميع في الصف المسلم
< التميع في النظرة إلى النفاق والمنافقين
< تمييع حقيقة الإيمان – تمييع التصور

11 < التميع في المجتمع الجاهلي

12 < التميع في تشكيلات المجتمع الجاهلي

13 < التميع في تصور أمور الآخرة (جزائه وعدله)

14 < التميع في مواجهة النفاق والمنافقين

15 < التميع والترقق – ضد التشدد

16 < التمييع ،التلبيس والتخليط

17 < تمييع الحركة الإسلامية
< تمييع التصور

18 < تمييع الحسم ونفيه عن المؤمن

19 < تمييع العقيدة

20 < تمييع العلاقات

21 < تمييع الفطرة

22 < تمييع القيم

23 < تمييع المفاصلة بين أهل الأديان السماوية
< تمييع اليقين الجازم
< تميع المتميعين وتمييعهم لهذا اليقين

24 < التمييع المنحل

25 < التمييع ضد الجد والصرامة

26 < التمييع ضد الخشونة

27 < التمييع ضد الغلظة

28 < التمييع ضد الوضوح الجازم

29 < التمييع في التصور

30 < التمييع في المجتمع الجاهلي

31 < التمييع في تصور عدل الله

32 < تمييع للعقيدة

33 < التمييع مقابل الجد – في حقيقة الإيمان

34 < التمييع والاندغام = والذوبان

35 < التمييع والتليين

36 < التمييع واللبس والغبش

37 < التمييع يعني الرخاوة

38 < التمييع يقابل الجد

39 < حركات التمييع الخادعة أو المخدوعة

40 < الرخاوة والتميع والترخص

41 < عملية التمييع المستمرة

42 < الفطرة الحازمة التي لا تتميع

43 < التميع في تصور الإيمان

44 < نفي التمييع عن الدين

45 < نفي التمييع عن طبيعة الدين
< تمييع ما شرعه الله

46 < نفي تمييع العقيدة في حس المؤمن

47 < هدي النبي في حسم مجالات التمييع -مجال التمييع

48 < وكراهة التميع في التعامل مع المنافقين والنظر إليهم

49 < يتميع في الجاهلية
< وأصحاب الدعوة متميعون في المجتمع الجاهلي

50 < وهناك مزيد تركنا ذكره


ظهر لي في حدود ما وقفت عليه ان أول من مستعمل للفظة المميع والمائع والتمييع ومشتقاتها بهذا التوسع في باب مسائل الايمان والعقائد والعبادات، هو الأستاذ سيد قطب – رحمه الله- ومن ثمّ جاراه كثير من الكتاب، وتبعه من تبعه سواء كانت المتابعة عن عمد وقصد واعتقاد أو من دون قصد، فقد يكون تأثرا بأسلوب الكاتب وطبعه، والطبع سرّاق، دون امعان النظر في آثار الألفاظ المحدثة على الشريعة، وقال الشاعر:
أتاني هواها قبل ان أعرف الهوى
فصادف قلبي فارغا فتمكنا

ما المراد بالمائع والتميع والمميع والتمييع ؟
التمييع ودلالته اللغوية:
< التمييع...بزنة تفعييل من ميّع مشددة.
< وأصلها ميع الثلاثي بزنة فعل.
<والميع، مصدر بزنة فعْل من الفعل ميع الثلاثي.
< صوره الصرفية.

الصورة وصفها الصرفي تعقيب.
ميع صورة فعلية: ف.ماض ثلاثي / ورباعي بالتشديد ورباعي بالتشديد
يميع صورة فعلية: ف.مضارع
التمييع مصدر من الرباعي المشدد ميَّع
التميع صورة مصدرة من الرباعي ميّع المشدد
التمايع تفاعل من الرباعي المشدد ميّع
المائع اسم فاعل من الثلاثي ميع
المتميع اسم فاعل من الرباعي ميع المشدد
المتميعون اسم فاعل لمجموع المذكرين من الرباعي المشدد ميّع


المعنى في اللغة والشرع والاصطلاح.

أولا: معناه في اللغة:
1 - قال الخليل بن أحمد في كتابه «العين» ( 269/2):
ميع: ماع الماء، يميع ميعاً، اذا جرى على وجه الأرض جرياً منبسطاً في هيئته، وكذلك الدم، وأمعته اماعة قال: بساعديه جسد مورس...من الدماء مائع ويبس، والسراب يميع، وميعة الشباب أوله ونشاطه.

2 - وقال الأزهري في «تهذيب اللغة» (160/3):
ميع: قال الليث: ماع الماءُ يميع ميْعاً اذا جرى على وجه الأرض جرياً منبسطاً في هِينة.وكذلك الدم يميع وأنشد: كأنه ذو لبد دلهْمسُ...بساعديه جسد مورّس...من الدماء مائع ويُبّس.وأمعْته أنا اماعة، والسراب يميع، قال: وميعة الحُضْر وميْعة الشباب أوله وأنشطه.

قال والميْعة: شيء من العطر.وفي حديث ابن عمر أنه سئل عن فأرة وقعت في سمن، فقال: «ان كان مائعاً فأرِقه، وان كان جامِساً فألْقِ ما حوله».قال أبو عبيد في قوله: ان كان مائعاً أي ذائباً، ومنه سميت الميْعة لأنها سائلة.

يقالُ: ماع الشيء وتميّع اذا ذاب، ومنه حديث عبدالله حين سئل عن المُهْل فأذاب فضّة فجعلت تميّع وتلوّن، وقال هذا: من أشبه ما أنتم راءون بالمُهْل.

3 - وقال أحمد بن فارس في «معجم مقاييس اللغة»(285/5):
موع: الميم والواو والعين: ماع الصفر والفضة في النار يموع ويميع ذاب.

4 - قال أبو الحسن على بن سيده المرسي في «المحكم والمحيط الأعظم»(267/2):
مقلوبة م ى ع: ماع الماء والدم والسراب ونحوه، يميع ميعاً: جرى على وجه الأرض منبسطاً في هينة.

وأماعه اماعةً واماعا.وماع الصفر والفضة يميعُ: ذاب. وميْعةُ الحضر والشباب والسكر: أوله ونشاطه.

وقيل: ميْعةُ كل شيء: معظمه.والمائِعةُ: ضرب من المطر.


5- وقال ابن منظور في «اللسان» (344/8):
ميع: ماع الماء والدم والسراب ونحوه يميع ميعا: جرى على وجه الأرض جرياً منبسطا في هينة، وأماعه اماعةً واماعاً، قال الأزهري: وأنشد الليث: كأنه ذو لبد دلهمس بساعديه جسد مورس من الدماء مائع ويبس.

والميع: مصدر قولك ماع السمن يميع، أي: ذاب، ومنه حديث ابن عمر: أنه سئل عن فأرة وقعت في سمن فقال: ان كان مائعا فأرقه، وان كان جامساً فألق ما حوله، قوله ان كان مائعا، أي: ذائباً، ومنه سميت الميعة لأنها سائلة، وقال عطاء في تفسير الويل: الويل واد في جهنم لو سيرت فيه الابل لماعت من حره فيه، أي: ذابت وسالت، نعوذ با من ذلك.وفي حديث عبدالله بن مسعود حين سئل عن المهل: فأذاب فضة فجعلت تميع وتلون فقال: هذا من أشبه ما أنتم راؤون بالمهل.وفي حديث المدينة: «لا يريدها أحد بكيد الا انماع كما ينماع الملح في الماء«، أي: يذوب ويجري.وفي حديث جرير: ماؤنا يميع وجنابنا مريع.وماع الشيء والصفر والفضة، يميع وتميع: ذاب وسال.

وميعة الحضر والشباب والسكر والنهار وجري الفرس: أوله وأنشطه، وقيل: ميعة كل شيء معظمه.

والميعة: سيلان الشيء المصبوب.والميعة والمائعة: ضرب من العطر.
والميعة: صمغ يسيل من شجر ببلاد الروم يؤخذ فيطبخ، فما صفا منه فهو الميعة السائلة، وما بقي منه شبه الثجير فهو الميعة اليابسة، قال الأزهري: ويقول بعضهم لهذه الهنة ميعة لسيلانه وقال رؤبة: والقيظ يغشيها لعاباً مائعاً.

وقال أبو حيان علي بن محمد التوحيدي في «البصائر والذخائر» (14/6): ماع يميع اذا سال، وأماع السمن اذا ذاب وأماث.

6 - وفي «المعجم الوسيط»:
(أماع) الجسم اماعا واماعة أساله، (انماع) السمن ونحوه ذاب، (الاماعة) تحويل جامد الى سائل أو غاز (المائعة) عطر طيب الرائحة جدا وصمغ يسيل من شجر وناصية الفرس اذا طالت وسالت (ج) موائع. (الميعة) عطر طيب الرائحة وصمغ يسيل من بعض الشجر وسيلان الشيء المصبوب وميعة الشيء أوله فميعة الشباب والنهار أولهما وميعة الحضر أوله ونشاطه وكذلك ميعة السكر.

ثانياً: معناه في الشرع:

روى البخاري (1877) واللفظ له، ومسلم (493/1387) في «صحيحيهما» من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يكيد أهل المدينة أحد الا انماع كما ينماع الملح في الماء».

وفي لفظ مسلم: «من أراد أهلها بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء«.مائع بمعنى ذائب، وانماع وينماع بمعنى ذاب ويذوب، وميع ذوب والتمييع الاذابة والتذويب من جامد الى مائع وسائل.

وروى مسلم في «صحيحه» (492/1836) من طريق أبي عبدالله القراظ أنه قال: أشهد على أبي هريرة أنه قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «من أراد أهل هذه البلدة بسوء - يعني المدينة - أذابه الله كما يذوب الملح في الماء«.

روى الطبري في تفسيره (45/22) قال: حدثنا ابن بشار، قال: ثنا ابن أبي عديّ: وحدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا خالد بن الحارث، عن عوف، عن الحسن، قال: بلغني ان ابن مسعود سُئل عن المهل الذي يقولون يوم القيامة شراب أهل النار، وهو على بيت المال، قال: فدعا بذهب وفضة فأذابهما، فقال: هذا أشبه شيء في الدنيا بالمهل الذي هو لون السماء يوم القيامة، وشراب أهل النار، غير ان ذلك هو أشدّ حرّا من هذا.لفظ الحديث لابن بشار وحديث ابن المثنى نحوه.

وقال: حدثنا أبو كُريب وأبو السائب، قالا: ثنا ابن ادريس، قال: أخبرنا أشعث، عن الحسن، قال: كان من كلامه ان عبدالله بن مسعود رجل أكرمه الله بصحبة محمد صلى الله عليه وسلم، فان عمر رضي الله عنه استعمله على بيت المال، قال: فعمد الى فضة كثيرة مكسرة، فخدّ لها أُخدوداً، ثم أمر بحطب جزل فأوقد عليها، حتى اذا امّاعت وتزبدت وعادت ألوانا، قال: انظروا من بالباب، فأُدخل القوم فقال لهم: هذا أشبه ما رأينا في الدنيا بالمُهْل.

وقال: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {ان شجرة الزّقُّومِ طعامُ الأثِيمِ} الآية، ذُكر لنا ان ابن مسعود أُهديت له سقاية من ذهب وفضة، فأمر بأخدود فخدّت في الأرض، ثم قُذِف فيها من جزل الحطب، ثم قذفت فيها تلك السقاية، حتى اذا أزبدت وانماعت قال لغلامه: ادع من بحضرتنا من أهل الكوفة، فدعا رهطا، فلما دخلوا قال: أترون هذا؟ قالوا نعم، قال: ما رأينا في الدنيا شبيها للمهل أدنى من الذهب والفضة حين أزبد وانماع.

1 - قال أبو عبيد القاسم بن سلام في «غريب الحديث» (269/4):
وقال أبو عبيد: في حديث عبدالله بن عمر أنه سئل عن فأرة وقعت في سمن فقال: ان كان مائعاً فألقه كله، وان كان جامساً فألق الفأرة وما حولها وكل ما بقي.المائع: الذائب، ومنه سميت الميعة لأنها سائلة، ويقال: ماع الشئ يميع ويتميع اذا ذاب، ومنه حديث عبدالله: أنه سئل عن المهل فأذاب فضة، فجعلت تميع وتلون، فقال: هذا من أشبه ما أنتم راؤون بالمهل.
قال مقيده: ويقابل المائع الجامد.

قال أبو عبيد في «غريب الحديث» (270/4): وقوله: وان كان جامسا - يعني الجامد، وهما لغتان: جامس وجامد.قال ذو الرمة: (الطويل) ونقري سديف الشح - والماء جامس يعني في الشتاء حين يجمد الماء.

قال مقيده: والبيت تمامه
نغارُ اذا ما الرّوْعُ أبْدى على البُرى
ونقري سديف الشّحمِ والماءُ جامسُ

2 - وقال الحميدي في «تفسير غريب ما في الصحيحين» (90/1):
ماع الشيء: يميع وأماع يماع اذا ذاب وكل ذائب مائع.

3 - وقال ابن الأثير في «النهاية في غريب الحديث» (381/4):
ميع: في حديث المدينة: «لا يريدها أحد بكيد الا انماع كما ينماع الملح في الماء«، أي: يذوب ويجري، ماع الشيء، يميع، وانماع، اذا ذاب وسال.
< ومنه حديث جرير ماؤنا يميع وجنابنا مريع.
< وحديث ابن مسعود وسئل عن المهل فأذاب فضة فجعلت تميع فقال: هذا من أشبه ما أنتم راؤون بالمهل.
< وحديث ابن عمر سئل عن فأرة وقعت في سمن فقال: «ان كان مائعاً فألقه كله«.


ثالثاً: معناه اصطلاحاً:

أصل لفظ الاصطلاح موجود في لغة العرب وخطاب الشرع، فان الاصطلاح هو الاتفاق، لما رواه مسلم في «صحيحه» (35/2565) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً، الا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا«.

ولذا فان أصله مأخوذ من اصطلاح طرفين أو فريقين أو اتفاق أهل اختصاص على شيء، وحيث انه لم يصطلح أهل فن وعلم بعينه على اطلاق هذه المفردة للدلالة على معنى معين، فليس له معنى آخر قد اصْطُلِح عليه، ولذا لا نجد ان أهل الاختصاص بالعقيدة أو العبادات قد اتفقوا على معنى خاص بالتمييع والمائع والتميع والمميع، أو جرى به لسان أهل فن أو علم من العلوم الشرعية، حتى أصبح له مدلول خاص يعرف عند أهل ذلك الفن والعلم.عدا ما نجده في كتب الفقه من اصطلاح لأهل الفقه عند تمييع الجامدات كالسمن وغيره، وتحويله الى مائع، والأحكام المتعلقة بهذه المائعات كما في أبواب الطهارة وجواز ازالة النجاسات بغير الماء من المائعات، وأما في غير العلوم الشرعية فوجدنا اصطلاحاً لدى أهل مهنة اذابة المعادن واعادة تشكيلها الى مصنوعات كالآنية بأنواعها وغيرها، أوحلي ومصوغات من الذهب والفضة.

وان قال معترض بما جرى على اللسان (لا مشاحة في الاصطلاح) قلنا: هل تعتقدون بأنا نجعل من تلك القواعد العقلية حجة على النصوص والألفاظ الشرعية؟! كلا، ولن يحدث هذا باذن الله، فلن نسلّم أمر ديننا وشرعنا لكل ما أخرجته العقول بلا مستند من المنقول، بل ننازع في كل لفظ أدى الى تغيير في اللسان العربي، ونقل الى معنى لا يخدم الشرع والدين ولا يجمع كلمة المسلمين.

قال شيخ الاسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (16/29): والأصل بقاء اللغة وتقريرها لا نقلها وتغييرها، وقال في «مجموع الفتاوى»(144/31): والأصل تقرير اللغة لا تغييرها، فيستدل بذلك على ان هذا هو مفهوم اللفظ في اللغة اذ الأصل عدم النقل.

قال شيخ الاسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (106/7):
ومن هنا غلط كثير من الناس، فانهم قد تعودوا ما اعتادوه، اما من خطاب عامتهم، واما من خطاب علمائهم باستعمال اللفظ في معنى، فاذا سمعوه في القرآن والحديث ظنوا أنه مستعمل في ذلك المعنى، فيحملون كلام الله ورسوله على لغتهم النبطية، وعادتهم الحادثة، وهذا مما دخل به الغلط على طوائف، بل الواجب ان تعرف اللغة والعادة والعرف الذي نزل في القرآن والسنة، وما كان الصحابة يفهمون من الرسول عند سماع تلك الألفاظ، فبتلك اللغة والعادة والعرف، خاطبهم الله ورسوله لا بما حدث بعد ذلك.

وقال شيخ الاسلام ابن تيمية في «درء تعارض النقل» (145/1): فطريقة السلف والأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل ويراعون أيضاً الألفاظ الشرعية فيعبرون بها ما وجدوا الى ذلك سبيلا، ومن تكلم بما فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه، ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقا وباطلاً، نسبوه الى البدعة أيضا، وقالوا: انما قابل بدعة ببدعة ورداً باطلاً بباطل.




(يتبع) …


فضيلة الشيخ عبد العزيز العتيبي حفظه الله
جريدة الوطن الكويتية
10-10-2010
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-10-2010, 10:38 PM
خالد بن إبراهيم آل كاملة خالد بن إبراهيم آل كاملة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 5,683
افتراضي

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-11-2010, 09:55 AM
أبومعاذ الحضرمي الأثري أبومعاذ الحضرمي الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: اليمن
المشاركات: 1,139
افتراضي

جزاك الله خيراً
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-11-2010, 04:32 PM
حركات الليبي السلفي حركات الليبي السلفي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 7
افتراضي

أشكرك أخي الفاضل زادك الله حرصا وعلما نافعا يوصلك الي العمل الصالح
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-11-2010, 05:13 PM
أحمد جمال أبوسيف أحمد جمال أبوسيف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,209
افتراضي

حفظ الله الشيخ الدكتور عبد العزيز بن ندى على ما قدم
ونفع الله بجهودكم أخي خالد
لعل في هذا المقال توضيح لبعض الاستشكالات التي كانت من البعض على المقال الأول وفي ما يأتي من المقالات زيادة ايضاح بإذن الله .
__________________
{من خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع}
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10-11-2010, 05:21 PM
عماد عبد القادر عماد عبد القادر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المملكة الأردنية الهاشمية
المشاركات: 3,334
افتراضي

تفصيل بديع جداً ............

بارك الله في الشيخ ...

جُزيت خيراً أخي على هذا النقل ....
__________________


كما أننا أبرياء من التكفير المنفلت وكذلك أبرياء من التبديع المنفلت
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10-16-2010, 12:58 PM
عبد المؤمن القاسمي عبد المؤمن القاسمي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 53
افتراضي

جُزيت خيراً على هذا النقل.بارك الله فيك.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10-11-2010, 06:35 PM
محمد لبيب
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد جمال أبوسيف مشاهدة المشاركة
حفظ الله الشيخ الدكتور عبد العزيز بن ندى على ما قدم
ونفع الله بجهودكم أخي خالد
لعل في هذا المقال توضيح لبعض الاستشكالات التي كانت من البعض على المقال الأول وفي ما يأتي من المقالات زيادة ايضاح بإذن الله .
الاستشكال يبقى قائما أخي أحمد -حفظك الله-.
و الشّيخ حفظه الله تكلّم عن مسألة المشاحة في الاصطلاح فقط -من مجموع ما طرحته - و حتى هذه فيها جلبة .
و بقيت الاستشكالات الأخرى .
و أنا أنتظر حتى يُتمّ الشّيخ مقاله ، حتى أقول ما عندي .
و هذا اللفظ ليس وليد من تأثّر بكتابات سيّد فقط ، بل هناك من أهل العلم من كان سلفيا من بدايته و لم يتأثّر بسيّد ، ومع ذلك ذكر هذا المصطلح .
فمنهم على سبيل المثال :
الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله .
الشيخ الألباني رحمه الله .
الشيخ علي الحلبي حفظه الله .
الشيخ فركوس الجزائري حفظه الله -
و الشيخ العباد حفظه الله .
و الشيخ مقبل رحمه الله .
و الشيخ النجمي رحمه الله .
و أيضا كرد على سؤال عند الشيخ الفوزان أقرّ وجود تمييع في العقيدة .
و هذا الاصطلاح قد انتشر بين السلفيين و تداولوه أيما تداول و سدّدوا معناه و قوّموا من أخطأ في استعماله على غير الوجه الصّحيح ، فالتمييع عندهم ما كان مخالفا للكتاب و السنة(من جهة التسامح الديني ) لا ما خالف الحزب أو الشّيخ فلان أو المفكّر علان !!.
فقط : البعض استعمله في غير موضعه ، و عمّمه على إخوانه ، ولكن قبل سنوات كان المقصود بينهم مُشتركا!.
و قد عرفنا أنّ كلّ من ردّ على سيّد قطب ممّن خاطب إخوانه بهذا المصطلح ، قد استعمله بكثرة ! :
منهم الشيخ ربيع و الشيخ عبيد في مقال جناية التمييع !!!! و من كان معهم في هذا الباب ، و نحن لا نوافقهم في تطبيقاتهم الأخيرة -خاصة بعد وفاة العلماء المشاهير الكبار-، و نحن نردّ عليهم أخطائهم ، ونبيّن جناية(تمييع )و تعميم مصطلح التمييع على السلفيين بغير حقّ !.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10-11-2010, 10:33 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
Lightbulb

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد لبيب مشاهدة المشاركة
الاستشكال يبقى قائما أخي أحمد -حفظك الله-.
و الشّيخ حفظه الله تكلّم عن مسألة المشاحة في الاصطلاح فقط -من مجموع ما طرحته - و حتى هذه فيها جلبة .
و بقيت الاستشكالات الأخرى .
و أنا أنتظر حتى يُتمّ الشّيخ مقاله ، حتى أقول ما عندي .
و هذا اللفظ ليس وليد من تأثّر بكتابات سيّد فقط ، بل هناك من أهل العلم من كان سلفيا من بدايته و لم يتأثّر بسيّد ، ومع ذلك ذكر هذا المصطلح .
فمنهم على سبيل المثال :
الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله .
الشيخ الألباني رحمه الله .
الشيخ علي الحلبي حفظه الله .
الشيخ فركوس الجزائري حفظه الله -
و الشيخ العباد حفظه الله .
و الشيخ مقبل رحمه الله .
و الشيخ النجمي رحمه الله .
و أيضا كرد على سؤال عند الشيخ الفوزان أقرّ وجود تمييع في العقيدة .
و هذا الاصطلاح قد انتشر بين السلفيين و تداولوه أيما تداول و سدّدوا معناه و قوّموا من أخطأ في استعماله على غير الوجه الصّحيح ، فالتمييع عندهم ما كان مخالفا للكتاب و السنة(من جهة التسامح الديني ) لا ما خالف الحزب أو الشّيخ فلان أو المفكّر علان !!.
فقط : البعض استعمله في غير موضعه ، و عمّمه على إخوانه ، ولكن قبل سنوات كان المقصود بينهم مُشتركا!.
و قد عرفنا أنّ كلّ من ردّ على سيّد قطب ممّن خاطب إخوانه بهذا المصطلح ، قد استعمله بكثرة ! :
منهم الشيخ ربيع و الشيخ عبيد في مقال جناية التمييع !!!! و من كان معهم في هذا الباب ، و نحن لا نوافقهم في تطبيقاتهم الأخيرة -خاصة بعد وفاة العلماء المشاهير الكبار-، و نحن نردّ عليهم أخطائهم ، ونبيّن جناية(تمييع )و تعميم مصطلح التمييع على السلفيين بغير حقّ !.
إذًا يبقى الإشكال قـائما ..
فما جواب الشيخ عبد العزيز ـ اعزه الله تعالى في الدارين ـ ؟
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 10-11-2010, 11:52 PM
محمد لبيب
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

قال بعض مشايخ اليمن المعروفين :
السؤال التاسع :
هل مصطلح التمييع مصطلح قطبي ؟
الجواب :
مصطلح التمييع الآن حاصل بين الناس , فبعض الناس لا تعرف له اتجاهاً , إن جاء عند الحزبيين صار معهم , وإن جاء إلى أهل السنة صار معهم – ذو وجهين – ومن كان هذا حاله ربما أطلق عليه بعض المتأخرون [ مميع ] وهكذا تجده متأرجحاً , لا هو ثابت على السنة ولا هو أيضاً ذهب إلى أهل الأهواء , مثل هذا يسمونه [ مميع ] أي يجعلوا المسألة عبارة عن همزة وصل للآخرين , ويجعل المسألة ليست ذات أهمية وما إلى ذلك , فهو مصطلح لا غبار عليه , سهل , المصطلحات لا محظور فيها لاسيما ما لم تتعارض مع الشرع .انتهى ....
قال شيخ الإسلام بن تيميّة رحمه الله :
وأما الألفاظ التي ليست في الكتاب والسنة ولا اتفق السلف على نفيها أو إثباتها فهذه ليس على أحد أن يوافق من نفاها أو أثبتها حتى يستفسر عن مراده، فإن أراد بها معنى يوافق خبر الرسول أقر به وإن أراد بها معنى يخالف خبر الرسول أنكره.
ثم التعبير عن تلك المعاني إن كان في ألفاظه اشتباه أو جمال عبر بغيرها أو بين مراده بها، بحيث يحصل تعريف الحق بالوجه الشرعي، فإن كثيراً من نزاع الناس سببه ألفاظ مجملة مبتدعة ومعان مشتبهة، حتى تجد الرجلين يتخاصمان ويتعاديان على إطلاق ألفاظ ونفيها، ولو سئل كل منهما عن معنى ما قاله لم يتصوره فضلاً عن أن يعرف دليله، ولو عرف دليله لم يلزم أن من خالفه يكون مخطئاً بل يكون في قوله نوع من الصواب، وقد يكون هذا مصيباً من وجه، وقد يكون الصواب في قول ثالث.
مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيميّة : علّق عليه :محمد رشيد رضا.( صفحة:87 جزء:3)طبعة لجنة التراث العربي .
و قال رحمه الله : قِيلَ: هَذِهِ أَلْفَاظ مُجْمَلَةٌ لَمْ يَرِدْ بِهَا الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ لَا نَفْيًا وَلَا إثْبَاتًا، وَلَا نطق أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ بِإِثْبَاتِهَا وَلَا نَفْيِهَا، فَإِنْ كَانَ مُرَادُك بِقَوْلِك إنَّهُ متحيز، أنه مُحِيط بِهِ شَيْءٌ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ أو يفتقر إليها، فالله تعالى غني عن كل شيءٍ لا يفتقر إلى العرش ولا إلى غيره من المخلوقات، بل هُوَ بِقُدْرَتِهِ يَحْمِلُ الْعَرْشَ وَحَمَلَتَهُ، وكذلك هُوَ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى الْكَبِيرُ الْعَظِيمُ الَّذِي لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ سُبْحَانَهُ أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَلَيْسَ مُتَحَيِّزًا بِهَذَا الِاعْتِبَارِ، وَإِنْ كَانَ مُرَادُك بأَنَّهُ بَائِنٌ عَنْ مَخْلُوقَاتِهِ عَلي عَلَيْهَا فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ عَلَى عَرْشِهِ، فَهُوَ سُبْحَانَهُ فوق سماواته على عرشه بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ أَئِمَّةُ السُّنَّةِ.(المسائل و الأجوبة الجزء الأول ، صفحة :148)تحقيق:أبو عبد الله حسين بن عكاشة، طبعة: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر - القاهرة.
أمّا ما نقله الشيخ عبد العزيز هنا : فيفسّره :
ألفاظ القرآن والحديث إذا عرف معناها الشرعي لم يُحتج إلى اللغوي وفيه الرد على الخوارج والمرجئة..
فقد قال شيخ الإسلام تحت هذا العنوان الطويل :
ومما ينبغي أن يُعلم أن الألفاظ الموجودة في القرآن والحديث إذا عرف تفسيرها وما أريد بها من جهة النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يحتج في ذلك إلى الاستدلال بأقوال أهل اللغة ولا غيرهم؛ ولهذا قال الفقهاء:
((الأسماء ثلاثة أنواع)):
نوع يُعرف حده بالشرع؛ كالصلاة والزكاة.
ونوع يُعرف حده باللغة؛ كالشمس والقمر.
ونوع يُعرف حده بالعرف؛ كلفظ القبض، ولفظ المعروف في قوله: {وعاشِروهُنَّ بِالمَعْروفِ}، ونحو ذلك...(المنتخب من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ، تحقيق علوي السقاف،دار الهدى للنشر والتوزيع - الرياض:الجزء الأول ، صفحة : 74.
و العرف ما اصطلح عليه الناس وفق معطيات معلومة اقتضت ذلك .
و يُبيّن ذلك قول شيخ الإسلام :
وَهَذَا وَاقِعٌ لِطَوَائِفَ مِنْ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ وَالْفِقْهِ وَالنَّحْوِ وَالْعَامَّةِ وَغَيْرِهِمْ وَآخَرُونَ يَتَعَمَّدُونَ وَضْعَ أَلْفَاظِ الْأَنْبِيَاءِ وَأَتْبَاعِهِمْ عَلَى مَعَانِي أُخَرَ مُخَالِفَةٍ لِمَعَانِيهِمْ ثُمَّ يَنْطِقُونَ بِتِلْكَ الْأَلْفَاظِ مُرِيدِينَ بِهَا مَا يَعْنُونَهُ هُمْ وَيَقُولُونَ : إنَّا مُوَافِقُونَ لِلْأَنْبِيَاءِ وَهَذَا مَوْجُودٌ فِي كَلَامِ كَثِيرٍ مِنْ الْمَلَاحِدَةِ الْمُتَفَلْسِفَةِ والْإسمَاعِيليَّة وَمَنْ ضَاهَاهُمْ مِنْ مَلَاحِدَةِ الْمُتَكَلِّمَةِ وَالْمُتَصَوِّفَةِ مِثْلِ مَنْ وَضَعَ " الْمُحْدَثَ " وَ " الْمَخْلُوقَ " وَ " الْمَصْنُوعَ " عَلَى مَا هُوَ مَعْلُولٌ وَإِنْ كَانَ عِنْدَهُ قَدِيمًا أَزَلِيًّا وَيُسَمِّي ذَلِكَ " الْحُدُوثَ الذَّاتِيَّ " ثُمَّ يَقُولُ : نَحْنُ نَقُولُ إنَّ الْعَالَمَ مُحْدَثٌ وَهُوَ مُرَادُهُ . (مجموع الفتاوى ج:1 ، صفحة :243).
و قال أيضا :
وَإِذَا حَصَلَ مِنْ مُسْلِمَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ عَلِمُوا مَا عِنْدَهُمْ بِلُغَتِهِمْ وَتَرْجَمُوا لَنَا بِالْعَرَبِيَّةِ انْتَفَعَ بِذَلِكَ فِي مُنَاظَرَتِهِمْ وَمُخَاطَبَتِهِمْ كَمَا كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍوَسَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ وَكَعْبُ الْأَحْبَارِ وَغَيْرُهُمْ يُحَدِّثُونَ بِمَا عِنْدَهُمْ مِنْ الْعِلْمِ وَحِينَئِذٍ يُسْتَشْهَدُ بِمَا عِنْدَهُمْ عَلَى مُوَافَقَةِ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ وَيَكُونُ حُجَّةً عَلَيْهِمْ مِنْ وَجْهٍ وَعَلَى غَيْرِهِمْ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ كَمَا بَيَّنَّاهُ فِي مَوْضِعِهِ .
وَالْأَلْفَاظُ الْعِبْرِيَّةُ تُقَارِبُ الْعَرَبِيَّةَ بَعْضَ الْمُقَارَبَةِ كَمَا تَتَقَارَبُ الْأَسْمَاءُ فِي الِاشْتِقَاقِ الْأَكْبَرِ . وَقَدْ سَمِعْت أَلْفَاظَ التَّوْرَاةِ بِالْعِبْرِيَّةِ مِنْ مُسْلِمَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ فَوَجَدْت اللُّغَتَيْنِ مُتَقَارِبَتَيْنِ غَايَةَ التَّقَارُبِ حَتَّى صِرْت أَفْهَمُ كَثِيرًا مِنْ كَلَامِهِمْ الْعِبْرِيِّ بِمُجَرَّدِ الْمَعْرِفَةِ بِالْعَرَبِيَّةِ . وَالْمَعَانِي الصَّحِيحَةُ إمَّا مُقَارِبَةٌ لِمَعَانِي الْقُرْآنِ أَوْ مِثْلُهَا أَوْ بِعَيْنِهَا وَإِنْ كَانَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ الْأَلْفَاظِ وَالْمَعَانِي خَصَائِصُ عَظِيمَةٌ . ( المجموع المجلّد :4 صفحة:110)
و كذلك نقل شيخ الإسلام رحمه الله عن الطوائف الضالة و الملاحدة و الفلاسفة تغيير معاني كلمة : التوحيد .
فكان المقصود هو : اتّباع المعنى القرآني لكلمة التّوحيد ، لا تفسيرها بتفاسير عقلية أو عرفية تخالف الحقّ ، ولذلك قلت سابقا: ينبغي تقديم الحقيقة الشرعية على الحقيقة اللغوية و العرفية عند التّعارض .
قال شيخ الإسلام في المجموع _(م:5ص:37):
وَالْمَقْصُودُ هُنَا : التَّنْبِيهُ عَلَى أُصُولِ " الْمَقَالَاتِ الْفَاسِدَةِ " الَّتِي أَوْجَبَتْ الضَّلَالَةَ فِي بَابِ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ بِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّ مَنْ جَعَلَ الرَّسُولَ غَيْرَ عَالِمٍ بِمَعَانِي الْقُرْآنِ الَّذِي أُنْزِلَ إلَيْهِ وَلَا جِبْرِيلُ - جَعَلَهُ غَيْرَ عَالِمٍ بِالسَّمْعِيَّاتِ وَلَمْ يَجْعَلْ الْقُرْآنَ هُدًى وَلَا بَيَانًا لِلنَّاسِ . ثُمَّ هَؤُلَاءِ يُنْكِرُونَ الْعَقْلِيَّاتِ فِي هَذَا الْبَابِ بِالْكُلِّيَّةِ فَلَا يَجْعَلُونَ عِنْدَ الرَّسُولِ وَأُمَّتِهِ فِي " بَابِ مَعْرِفَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " لَا عُلُومًا عَقْلِيَّةً وَلَا سَمْعِيَّةً ؛ وَهُمْ قَدْ شَارَكُوا الْمَلَاحِدَةَ فِي هَذِهِ مِنْ وُجُوهٍ مُتَعَدِّدَةٍ وَهُمْ مُخْطِئُونَ فِيمَا نَسَبُوا إلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِلَى السَّلَفِ مِنْ الْجَهْلِ كَمَا أَخْطَأَ فِي ذَلِكَ أَهْلُ التَّحْرِيفِ وَالتَّأْوِيلَاتِ الْفَاسِدَةِ وَسَائِرُ أَصْنَافِ الْمَلَاحِدَةِ . وَنَحْنُ نَذْكُرُ مِنْ " أَلْفَاظِ السَّلَفِ " بِأَعْيَانِهَا " وَأَلْفَاظِ مَنْ نُقِلَ مَذْهَبُهُمْ " - إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْوُجُوهِ بِحَسَبِ مَا يَحْتَمِلُهُ هَذَا الْمَوْضِعُ - مَا يُعْلَمُ بِهِ مَذْهَبُهُمْ .انتهى.
و قال أيضا :
قُلْت : وَلْيَعْلَمْ السَّائِلُ أَنَّ الْغَرَضَ " مِنْ هَذَا الْجَوَابِ " ذِكْرُ أَلْفَاظِ بَعْضِ الْأَئِمَّةِ الَّذِينَ نَقَلُوا مَذْهَبَ السَّلَفِ فِي هَذَا الْبَابِ ؛ وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ ذَكَرْنَا شَيْئًا مِنْ قَوْلِهِ - مِنْ الْمُتَكَلِّمِينَ وَغَيْرِهِمْ - يَقُولُ بِجَمِيعِ مَا نَقُولُهُ فِي هَذَا الْبَابِ وَغَيْرِهِ ؛ وَلَكِنَّ الْحَقَّ يُقْبَلُ مِنْ كُلِّ مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ ؛ وَكَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَقُولُ فِي كَلَامِهِ الْمَشْهُورِ عَنْهُ ؛ الَّذِي رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سُنَنِهِ : اقْبَلُوا الْحَقَّ مِنْ كُلِّ مَنْ جَاءَ بِهِ ؛ وَإِنْ كَانَ كَافِرًا - أَوْ قَالَ فَاجِرًا - وَاحْذَرُوا زيغة الْحَكِيمِ . قَالُوا : كَيْفَ نَعْلَمُ أَنَّ الْكَافِرَ يَقُولُ كَلِمَةَ الْحَقِّ ؟ قَالَ : إنَّ عَلَى الْحَقِّ نُورًا أَوْ قَالَ كَلَامًا هَذَا مَعْنَاهُ .(المجموع :م:5،ص:101).
و كثيرا ما نجد شيخ الإسلام رحمه الله تعالى ينهى عن الألفاظ المشتبهة ، التي يحصل بسببها الخلاف .
و ما نحن فيه ليس من ذلك القبيل / ومع ذلك فشيخ الإسلام دلّنا حيث وجود الخلاف في تلك الألفاظ أن لا نحكم إلا بعد الاستفسار عن مقاصد المتكلّمين منها ، فنحكم من خلال مقاصدهم !.
أما ما كان من الألفاظ فيه بيان للحقائق أو تقسيم أو تصنيف بحقّ فهذا لا ضير فيه .
و لذلك أطلق على مجموعة كبيرة من الطوائف ألقابا و أسماء ، حتّى يُصنّفها و يُبيّن أمرها للنّاس ، و كلّ هذه الطّوائف تدخل في حيّز البدع ، دون أن تقضي تلك الألفاظ على مصطلح البدعة .
خاصّة إذا وجدنا في كلام المتكلّم : النطق بلفظ البدعة و الكفر و الفسق ، فنعلم أنّه لا يريد من ذلك ذاك المُراد، و الله أعلم .
و لينظر المجموع المجلد السابع صفحة :658، مسألة اللفظ بالقرآن ، وما حدث بين أهل السنّة في ذلك ..
و أيضا يأتي الغلط من : قَوْمٌ اعْتَقَدُوا مَعَانِيَ ثُمَّ أَرَادُوا حَمْلَ أَلْفَاظِ الْقُرْآنِ عَلَيْهَا...كما قال شيخ الإسلام رحمه الله .
و لكن اللفظ الذي يبيّن و يشرح بعض الأمور التي جاءت في الكتاب و السنّة ليس من ذلك القبيل و ليس فيه ضرر ، كما هو حال أهل التّفسير .
و قد يقع شيئ من ذلك بالستقراء ، كمن قسّم التّوحيد إلى ثلاثة أقسام للتسهيل و بيان المعنى .
و المقصود أنّ الالفاظ التي وردت في الكتاب و السنّة لا ينبغي تغيير اصطلاحها الذي جاءت لأجله ، وقد أعطيت مثالا في تفسير الظلم بالشرك سابقا ..
فهذه لا تُغيّر و ينبغي تربية الاجيال على تلك المعاني القرآنيّة الصّحيحة .
أمّا ما لم يرد لا في كتاب و لا في سنّة ، فقد بيّنه شيخ الإسلام ...
و الله تعالى أعلم .
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ابن ندى العتيبي

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:22 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.