أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
39697 169036

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-11-2018, 12:33 PM
عمر الزهيري عمر الزهيري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 2,455
Arrow التعليق على المسارعة إلى المصارعة تحقيق مشهور بن حسن آل سلمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه تعليقات قليلات رأيت أن أعلق بها على تحقيق العلامة المحدث مشهور بن حسن آل سلمان لجزء المسارعة إلى المصارعة للسيوطي.
تجدها هنا للتحميل: http://www.m5zn.com/d/?16901921
وهذا نص ما جاء في التعليق:
( التعليق على المسارعة إلى المصارعة للسيوطي تحقيق مشهور )

ص 59
حسن لطرقه.
حسنه وخرجه الألباني فقال في إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (5/ 329 ح (1503)): ( حسن، أخرجه البخارى فى " التاريخ الكبير " (1/1/82/221) وأبو داود (4078) وكذا الترمذى (1/329 ـ 330) والحاكم (3/452) من طريق أبى الحسن العسقلانى عن أبى جعفر بن محمد بن على بن ركانة عن أبيه: " أن ركانة صارع النبى صلى الله عليه وسلم , فصرعه النبى صلى الله عليه وسلم قال ركانة: وسمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول: فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس " (1) - جاء في الهامش عند (1): (ذكره السيوطى بنحوه من رواية الباوردى عن ركانة , وزاد: " يعطى يوم القيامة بكل كورة بدورها على رأسه نورا ". وما أظنها إلا موضوعة.) -.
وضعفه الترمذى بقوله: " حديث غريب , وإسناده ليس بالقائم , ولا نعرف أبا الحسن العسقلانى ولا ابن ركانة ".
وقال ابن حبان: " فى إسناده نظر ".
ذكره الحافظ فى ترجمة ركانة من " الإصابة ".
وللحديث شاهد مرسل صحيح أخرجه البيهقى (10/18) من طريق موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بالبطحاء , فأتى عليه يزيد بن ركانة , أو ركانة بن يزيد , ومعه أعنز له , فقال له: يا محمد هل لك أن تصارعنى؟ فقال: ما تسبقنى؟ قال: شاة من غنمى , فصارعه , فصرعه , فأخذ شاة قال ركانة: هل لك فى العود؟ قال: ما تسبقنى؟ قال: أخرى , ذكر ذلك مرارا , فقال: يا محمد , والله ما وضع أحد جنبى إلى الأرض , وما أنت الذى تصرعنى فأسلم , ورد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم غنمه ".
وقال البيهقى: " وهو مرسل جيد , وقد روى بإسناد آخر موصولا , إلا أنه ضعيف والله أعلم " ـ يشير إلى الذى قبله ـ.
وقد تعقبه ابن التركمانى بقوله: " وكيف يكون جيدا , وفى سنده حماد بن سلمة , قال فيه البيهقى فى " باب من مر بحائط إنسان ": ليس بالقوى , وفى " باب من صلى وفى ثوبه أو نعله أذى ": مختلف فى عدالته ".
قلت: وهذا من البيهقى تعنت ظاهر , لا أدرى كيف صدر منه , ومن الغريب أن ابن التركمانى الذى ينكر على البيهقى قوله فى هذا المرسل " جيد " كان قد تعقبه فى الموضع الثانى من الموضعين اللذين أشار إليهما , وأحسن الرد عليه فى تعنته فقال (2/402 ـ 403) : " أساء القول فى حماد , فهو إمام جليل ثقة ثبت , وهذا أشهر من أن يحتاج إلى الاستشهاد عليه , ومن نظر فى كتب أهل هذا الشأن , عرف ذلك.
قال ابن المدينى: من تكلم فى حماد بن سلمة , فاتهموه فى الدين ... ".
وهذا حق , فهل نسى ابن التركمانى ذلك فى هذا الحديث , أم هو تعقب البيهقى بكلامه ملزما إياه به , وإن كان التركمانى لا يراه.
أغلب الظن عندى الثانى.
والله أعلم.
ثم إن الحديث قد روى موصولا , فأخرجه الخطيب فى " المؤتلف " من طريق أحمد بن عتاب العسكرى حدثنا حفص بن عمر حدثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره مثله , إلا أنه جعل السبق مائة فى المرات الثلاث بدل الواحدة.
ذكره الحافظ فى ترجمة " يزيد بن ركانة " من " الإصابة ".
وحفص بن عمر هو أبو عمر الضرير الأكبر البصرى , وهو ثقة حافظ.
فزيادته على موسى بن إسماعيل ـ وهى الوصل ـ مقبولة , والراوى عنه أحمد بن عتاب هو المروزى.
قال أحمد بن سعيد بن سعدان:" شيخ صالح , روى الفضائل والمناكير ".
وتعقبه الذهبى بقوله: " قلت: ما كل من روى المناكير بضعيف , وإنما أوردت هذا الرجل لأن يوسف الشيرازى الحافظ , ذكره فى الجزء الأول من " الضعفاء " من جمعه ".
قلت: ويعنى أنه ليس بضعيف.
وتابعه العسقلانى على ذلك.
فهذا الإسناد أقل أحواله عندى أنه حسن , والله أعلم.
ثم رأيت العلامة ابن القيم قد أورد الحديث فى كتابه " الفروسية " من طريق سعيد ابن جبير المرسلة برواية البيهقى , ثم قال (ص 33) : " وقد روى بإسناد آخر موصولا , فقال أبو الشيخ فى " كتاب السبق " له: حدثنا إبراهيم بن على المقرى عن حماد عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
فذكره , هذا إسناد جيد متصل ".
قلت: فقد توبع عليه حفص بن عمر , وأحمد بن عتاب , فالحديث صحيح , لكنى لم أعرف إبراهيم بن على المقرى , ولا رأيته فى " الطبقة العاشرة والحادى عشرة " من كتاب " طبقات المحدثين بأصبهان " لأبى الشيخ , وهى طبقة شيوخه , ولا أعتقد أن فيهم من أدرك حماد بن سلمة , وأرى أن فى السند سقطا وتحريفا.
والله أعلم.
ثم رأيت الحديث فى " التلخيص " (4/162) من طريق أبى الشيخ من رواية عبد الله ابن يزيد المدنى عن حماد به.
وإسناده ضعيف. انتهى.
فتبين أن السقط هو المدنى هذا , والله أعلم. ) إنتهى كلام الإمام الألباني.
وضعفه شعيب الأرنؤوط في تحقيقه سنن أبي داود (6/ 177 ح 4078).
وإنما ضعفه لعدم اطلاعه على طرق أخرى له فإنه لم يتوسع في تخريجه هناك!.

ص 65
وقع في نقل الشيخ المحدث الفقيه العلامة مشهور في إسناد طريق المراسيل والسنن الكبرى ( حماد بن عمرو بن دينار )! قلت: وهذا تصحيف ظاهر إما بسبق قلم من الشيخ أو من الطبع وصوابه ( حماد عن عمرو بن دينار ) أي حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار كما دل نقل مشهور عن ابن التركناني في ص 66.

ص 66
قلت: طريق الإصابة حسن كما قال مشهور إلا أن لفظ ( مائة ) أي من الغنم ضعيف الظاهر أنه من خطأ بعض رواته والصواب فيه ما جاء في طريقه الأخرى - وهي يشد بعضها بعضها كما أفاد مشهور في مواضع عديدة من تحقيقه للمسارعة إلى المصارعة - بلفظ ( واحدة ) أي شاة واحدة من الغنم.

ص 67
طريق البلاذري في أنساب الأشراف موضوع لا يصلح شاهدا فإن إسناده هذا لتفسير ابن عباس هو ما يُعرَف بسلسلة الكذب، هشام بن الكلبي هو هشام بن محمد بن السائب الكلبي متروك متهم قال الذهبي في ميزان الاعتدال (4/ 304 ت 9237): ( قال أحمد بن حنبل: إنما كان صاحب سمر ونسب، ما ظننت أن أحدا يحدث عنه، وقال الدارقطني (2 [وغيره: متروك، وقال ابن عساكر: رافضي، ليس بثقة. ) اهـ واتهمه الأصمعي كما في لسان الميزان للحافظ لسان الميزان ت أبي غدة (8/ 338 ت 8268)، وأبوه محمد بن السائب الكلبي كذاب وشيخه أبو صالح باذام مولى أم هانيء ضعيف جدا متهم بالكذب أنظر لهما تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب وتقريب التهذيب، وقال الحافظ ابن حجر في العجاب في بيان الأسباب (1/ 263): ( وأما ابن الكلبي فإنه ذكر هذا في "تفسيره" عن أبي صالح وهو من رواية محمد بن مروان السدي الصغير عنه وقد تقدم أن هذه سلسلة الكذب لا سلسلة الذهب. ) اهـ

طريق ابن قانع الذي ذكره مشهور نقلا عن الإصابة في تمييز الصحابة للحافظ أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (3/ 223 - 224 ت 1202): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَيْفٍ الْعَارِضُ، نا عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ نِعْمَةَ بِمِصْرَ، نا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ ابْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ أَخْبَرَهُمَا، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا رُكَانَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَعْلَى مَكَّةَ فَقَالَ: «يَا رُكَانَةُ أَسْلِمْ» فَأَبَى , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرَأَيْتَ إِنْ دَعَوْتُ هَذِهِ الشَّجَرَةَ، لِشَجَرَةٍ قَائِمَةٍ، تُجِيبَنِي إِلَى الْإِسْلَامِ؟» قَالَ رُكَانَةُ: نَعَمْ قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَعَالَى بِإِذْنِ اللَّهِ» فَأَقْبَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى وَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ رُكَانَةُ: تَسْتَطِيعُ رَدَّهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: فَارْدُدْهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «ارْجِعِي بِإِذْنِ اللَّهِ» فَرَجَعَتْ فَرَجَعَ رُكَانَةُ إِلَى كُفَّارِ قُرَيْشٍ فَأَخْبَرَهُمْ بِالَّذِي رَأَى فَقَالُوا: سَحَرَكَ يَا رُكَانَةُ فَاثْبُتْ عَلَى دِينِكَ فَفَعَلَ ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدُ
قلت: إسنادٌ ضعيف جدًّا علي بن يزيد بن رُكانة مجهول الحال لم يوثقه سوى ابن حبان وهو متساهل في توثيق المجاهيل ولذلك قال الحافظ في التقريب ( مستور ) اهـ.
وعَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّدُ بْنُ نِعْمَةَ تصحف اسمه إلى عبد الله محمد بن نعمة في مطبوع معجم الصحابة!، ولم أجد من ترجمه!
وعبد الكريم بن ابي أوس وأبوه لم أعرفهما.
وابن زياد لعله جعفر بن زياد الأحمر صدوق يتشيع كما في التقريب والكاشف.
وعبد الله بن عبد الرحمن لم أعرفه، لكن تابعه يزيد بن أبي صالح وهو يزيد بن ابي صالح أبو حبيب الدباغ ثقة صح سماعه من أنس، قال البخاري في التاريخ الكبير (8/ 342 ت 3247): ( يَزِيد بْن أَبي صالح، أَبو حَبِيب، الدَّبّاغ، يُعَدُّ فِي البَصريين، سَمِعَ أَنَس بْن مالك ... ) اهـ وسيأتي بعد قليل في نقل ابن كثير أن أبا حاتم جعله من أصحاب أنس فهذا تصحيح لسماعه من أنس، وقال الذهبي في تاريخ الإسلام ت بشار (3/ 1014 ت 484): ( رَوَى عَنْ: أَنَسٍ ... وَقَدْ وُثِّقَ. ) اهـ، وترجمه الذهبي أيضا في موضعٍ آخر في تاريخ الإسلام ت بشار (4/ 253 ت 432) فقال: عَنْ: أَنَسٍ ... وثّقه الطيالسي، وقال: كَانَ شعبة يأتيه. ) اهـ، وقال ابن كثير في التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل (2/ 344 ت 1460): روى عن: أنس ... قال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: ليس بحديثه بأس، وكان أوثق من بقي بالبصرة من أصحاب أنس، وقال أبو زرعة: لا أعرفه. ) اهـ، وقال أحمد كما في موسوعة أقوال الإمام أحمد بن حنبل في رجال الحديث وعلله (4/ 152 ت 3544): قال وكيع، وذكر يزيد بن أبي صالح. فقال: كان دباغًا، وكان حسن الهيئة، عنده أربعة أحاديث. «العلل» (509 و1362)، وقال أيضًا أحمد بن حنبل: يزيد بن أبي صالح أبو حبيب، سمع أنسًا. «العلل» (1362). ) انتهى نقلا عن موسوعة أقوال الإمام أحمد.
أحمد بن عبد الله بن سيف هو أبو بَكْر السِّجِسْتانيّ الفارض وتصحف إلى ( العارض ) في مطبوع معجم الصحابة!، وهو ثقة وثقه الخطيب البغدادي أنظر تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ت بشار (5/ 372 ت 2199) وتاريخ الإسلام للذهبي ت بشار (7/ 302 ت 245) ووثقه الدارقطني أنظر الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة لابن قُطْلُبَغَا (1/ 375 ت 324).
قلت: لكن القصة لها أصل حسن يشهد لها طرق أخرى مرت وتأتي منها طريق الإصابة الذي ذكره مشهور في ص 66.

ص 68
طريق عبد الرزاق لم أجده في مطبوع مصنَّفه لكن أخرجه من طريقه معمر بن راشد في الجامع (11/ 427 ح 20909): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ - قَالَ: أَحْسِبُهُ - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: صَارَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا رُكَانَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ شَدِيدًا، فَقَالَ: شَاةٌ بِشَاةٍ، فَصَرَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو رُكَانَةَ: عَاوِدْنِي، فَصَارَعَهُ، فَصَرَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْضًا، فَقَالَ: عَاوِدْنِي فِي أُخْرَى، فَعَاوَدَهُ، فَصَرَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَيْضًا، فَقَالَ أَبُو رُكَانَةَ: هَذَا أَقُولُ لِأَهْلِي: شَاةٌ أَكَلَهَا الذِّئْبُ، وَشَاةٌ تَكَسَّرَتْ، فَمَاذَا أَقُولُ لِلثَّالِثَةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا كُنَّا لِنَجْمَعَ عَلَيْكَ أَنْ نَصْرَعَكَ وَنُغْرِمَكَ خُذْ غَنَمَكَ»
قلت: ضعيف الإسناد، يصلح شاهدًا.
فيه يزيد بن ابي زياد القرشي الهاشمي ضعيف كبر فتغير و صار يتلقن و كان شيعيا كما في التقريب وهو مرسل لأن عبد الله بن الحارث لم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم وإنما لقيه وعبد الله بن الحارث هذا هو عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث له رؤية قال ابن عبد البر: ( أجمعوا على ثقته ) كما قال الحافظ في التقريب، قلت هو تابعي كبير ثقة له رؤية مات سنة 79 هـ وقوله ( له رؤية ) أي رأى النبي ولم يروِ عنه فهو عند الحافظ تابعي من حيث الرواية صحابي من حيث تحقق الصحبة بالرؤية، وهذا كله لا يترتب عليه شيء لعدم روايته عن النبي شيء اي عدم سماع فالأثر مرسل فإنه لم يسمع من النبي ولا من ركانة كما هو ظاهر.
وأبو ركانة خطأ من بعض رواته وإنما هو رُكانة كما مر في الطريق الحسن وباقي طرق الحديث.

ص 73 – 75.

تخريج قصة مصارعة عمر للشيطان:
القصة صحيحة لطرقها (الطريق الأول والثاني والخامس والسادس) بذكر سورة البقرة لا آية الكرسي فإن الصواب في لفظ القصة بذكر سورة البقرة أما ذكر آية الكرسي فشاذ.
وقد كنت خرجت هذا الأثر في كتابي ( التعليق والتخريج على موسوعة فضائل سور وآيات القرآن ص 165 -166 ) – والموسوعة لمحمد بن رزق طرهوني – وقلت في تخريجه هناك: والصواب في لفظها لفظ الطريق الثاني عند ابن أبي الدنيا بذكر سورة البقرة لا آية الكرسي لأن الطريق الثاني حسن لذاته وهو طريق ابن ابي الدنيا وفيه ذكر سورة البقرة بخلاف الطريق الأول والخامس والسادس فهي ضعيفه ضعفا يسيرا فمجموعها يصير حسنا لغيره فالطريق الثاني الحسن لذاته أصح من الحسن لغيره وهذا ظاهر كما تقرر في علوم الحديث فذكر البقرة هو الصواب وذكر آية الكرسي في قصة عمر هذه شاذ، نعم صح ذكرها في قصص صحيحة مشابهة للصحابة مر في كتاب طرهوني ومر تعليقي عليها لكن لا تصح هذه اللفظة في قصة عمر لشذوذها والله أعلم،ولا إشكال في قول الشيطان في قصة مصارعة عمر له: ( سورة البقرة فإنه ليس منها آية تقرأ في وسط شياطين إلا تفرقوا ولا تقرأ في بيت فيدخل ذلك البيت. )، لا إشكال في كونها سورة البقرة لا آية الكرسي في هذه القصة ، فإن هذا صحيح ثابت في فضل سورة البقرة في الصحيحين وغيرهما وقد مرت الأحاديث بذلك منها ما نص على ( أن الشياطين تفر من البيت الذي تُقرَاُ فيه سرورة البقرة ) وفيها ( أن البقرة لا تستطيعها البطلة ) ومن البطلة الشياطين.
وقد خرج الأثر من أكثر طبقه وحسنه الشيخ المحدث الفقيه العلامة مشهور بن حسن آل سلمان في تحقيقه كتاب ( المسارعة إلى المصارعة ص 73 – 75 ) للسيوطي، ولم يرجح بين لفظيه ( البقرة ) و( آية الكرسي ) بل اكتف بذكره في آخر تخريجه أن طريقين له تنص على البقرة وطريق ينص على آية الكرسي، وسكت عن ذلك!، ومر الصواب أن الصواب في لفظه في قصة عمر هذه هو بذكر سورة البقرة لا آية الكرسي على ما مر بيانه وسيأتي.
وهذا تخريج قصة مصارة عمر بن الخطاب رضي الله عنه للشيطان.

الطريق الأول:
ضعيف ضعفا يسيرا لإرساله.
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في الغريب كما قال القرطبي في التذكار (177/ 1) وابن كثير في مسند الفاروق (568/ 2) وفي تفسيره (675/ 1) وهو عند ابي عبيد في الغريب (316/ 3) لكن لم أجد إسناده هناك وإنما ذكر إسناده ابن كثير والقرطبي كما سبق، ورواه ايضا الدارمي في مسنده (540/ 2) والطبراني في المعجم الكبير (8738) كلهم من طريق أبي عاصم الثقفي محمد بن ابي ايوب، حدثني الشعبي، قال: قال عبد الله بن مسعود: لقي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من الجن فصارعه فصرعه الإنسي، فقال له الجني: عاودني، فعاوده فصرعه، فقال له الإنسي: إني لأراك ضئيلا شحيبا كان ذريعتيك ذريعتا كلب، فكذلك أنتم معشر الجن أو أنت منهم كذلك، قال: لا والله إني منهم لضليع، ولكن عاودني الثالثة فإن صرعتني علمتك شيئا ينفعك فعاوده فصرعه، قال: هات علمني، قال: هل تقرأ آية الكرسي؟ قال: نعم، قال: إنك لن تقرأها في بيت إلا خرج منه الشيطان له خبج كخبج الحمار لا يدخله حتى يصبح، قال رجل من القوم: يا أبا عبد الرحمن، من ذاك الرجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: فعبس عبد الله، وأقبل عليه، وقال: من يكون هو إلا عمر رضي الله تعالى عنه.
رجاله ثقات، والشعبي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- منقطع لعدم سماع الشعبي من ابن مسعود.
فالسند ضعيف ضعفا يسيرا.

طريق الثاني:
حسن.
أخرجه ابن ابي الدنيا في مكائد الشيطان ص 85 رقم 63 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي زِرٌّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ.
ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (ج 44/ص 87) إلا أنه جعله من رواية (عكرمة بن إبراهيم) عن عاصم لا من رواية (عكرمة بن عمار) فقد قال ابن عساكر: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر الخطيب نا أبو الحسين بن بشران أنا أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا علي بن الجعد أخبرني عكرمة بن إبراهيم عن عاصم عن زر قال سمعت عبد الله يقول: خرج رجل من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فلقي الشيطان فاتحدا فاصطرعا فصرعه الذي من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فقال الشيطان أرسلني أحدثك حديثا يعجبك فأرسله فقال حدثني قال لا قال فاتحذا الثانية فاصطرعا فصرعه الذي من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- قال أرسلني فلأحدثنك حديثا يعجبك فأرسله فقال حدثني قال لا قال فاتحذا الثالثة فصرعه الذي من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- ثم جلس على صدره وأخذ بإبهامه يلوكها فقال أرسلني فقال لا أرسلك حتى تحدثني قال سورة البقرة فإنه ليس منها آية تقرأ في وسط شياطين إلا تفرقوا ولا تقرأ في بيت فيدخل ذلك البيت، قالوا يا أبا عبد الرحمن -يعني ابن مسعود- فمن ذلك الرجل قال من ترونه إلا عمر بن الخطاب).
عكرمة بن ابراهيم [ليس بشيء] والصواب أنه عكرمة بن عمار كما هو عند ابن ابي الدنيا ففي إسناده: عكرمة بن عمار.
وظن بعض إخواننا أن الصواب أنه عكرمة بن إبراهيم وظنه باطل لأن في السند إلى ابن أبي الدنيا عند ابن عساكر صدوقان الأول أبو الحسين بن بشران قال صاحب السلسبيل النقي في تراجم شيوخ البيهقي (ص: 492): (قال الخطيب في "تاريخه": كتبنا عنه، وكان صدوقًا ثقة ثبتًا حسن الأخلاق، تام المروءة، ظاهر الديانة، يسكن درب الكيراني. وقال الذهبي في "النُّبَلاء": الشّيخ العالم المُعَدَّل المسند ... ) اهـ
والثاني أبو علي بن صفوان وهو البرذعي قال الذهبي في تاريخ الإسلام ت بشار (7/ 737): (قال الخطيب: كان صدوقا.) اهـ وانظر قول الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (8/ 594) ت 4072.
وحديث الصدوق حسن ما لم يخالف الثقة أو الثقات كما تقرر في علم الحديث فما بالك وهما صدوقان في السند نفسه! وقد خالفهما من هو فوقهما في السند بمراحل! وأعلم منهما بروايته لأنه في كتابه نفسه وهو ابن أبي الدنيا نفسه وهو أوثق منهما فوقوع الوهم منهما محتمل جدا بخلاف الإمام ابن أبي الدنيا فقد رواه كما سلف في كتابه مكائد الشيطان بسند عالٍ قصير مقارنة مع الإسناد الناز الطويل إلى ابن أبي الدنيا عند ابن عساكر وعليه فاسم الراوي عند ابن أبي الدنيا هو الصواب وهو (عكرمة بن عمار).
وقد أثبته باسم (عكرمة بن عمار) في الإسناد نقلا عن ابن أبي الدنيا محمد بن عبد الله الشبلي الدمشقيّ الحنفي، أبو عبد الله، بدر الدين ابن تقي الدين (المتوفى: 769 هـ) في كتابه (آكام المرجان في أحكام الجان ص 282): (وَقَالَ ابْن أبي الدُّنْيَا حَدثنَا عَليّ بن الْجَعْد قَالَ أَخْبرنِي عِكْرِمَة بن عمار عَن عَاصِم ... ) إنتهى فذكر باقي الإسناد والقصة.
أما عاصم فصدوق حسن الحديث وإن كان في القراءة أقوى منه في الحديث وبهذا عمل المحققون من المحدثين كالألباني في زماننا وغيره.
فالأثر حسن من هذه الطريق فعكرمة بن عمار قال الحافظ ابن حجر في التقريب: (صدوق يغلط، و فى روايته عن يحيى بن أبى كثير اضطراب، و لم يكن له كتاب) اهـ وقال الذهبي في الكاشف: (ثقة، إلا فى يحيى بن أبى كثير فمضطرب.) اهـ
وكذا عاصم بن أبي النجود فهو صدوق.
فالأثر حسن من هذه الطريق.
ويشهد له طريق الشعبي السابق وهو الطريق الأول وطريق المسعودي وهو الطريق السادس الآتي ذكره.

الطريق الثالث:
ضعيف جدًا.
أخرجه ابن عساكر في تاريخه (ج 44/ص 88) من طريق محمد بن هارون الروياني نا خالد بن يوسف السمتي أبو الربيع نا أبو عوانة عن عاصم عن زر عن عبد الله ... فذكره بنحوه:
وفيه خالد بن يوسف السمتي قال ابن حجر في التقريب: (تركوه و كذبه ابن معين) اهـ وقال الذهبي في الكاشف: (تركوه) اهـ.

الطريق الرابع:
موضوع.
أخرجه ابن عساكر في تاريخه أيضا (ج 44/ص 88) من طريق ابن عبدة القاضي -يعني محمد بن عبدة بن حرب- نا إبراهيم -وهو ابن الحجاج- عن حماد عن عبد الملك بن عمير وعاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود ... فذكره بتحوه
فيه محمد بن عبدة بن حرب كذاب أنظر ميزان الاعتدال للدهبي (3/ 634 ت 7902) فكلام الأئمة فيه بين من حكم بأنه متروك وبين من حكم بكذبه وذكر له الذهبي هناك حديثًا ثم قال: (هذا كذب) اهـ.

الطريق الخامس:
ضعيف ضعفا يسيرا.
أخرجه ابن كثير فقال في (مسند الفاروق 567/ 2): ((قال الحافظ أبو بكر البيهقي أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أخبرنا أحمد بن عبيد حدثنا عباس بن الفضل حدثنا يونس حدثنا سعيد بن سالم حدثنا محمد بن أبان عن عاصم بن أبي النجود عن زر عن ابن مسعود ... )) فذكره بنحوه
يونس لا أدري من هو ومحمد بن أبان هو الكوفي الجعفي ضعيف يصلح في الشواهد قال الذهبي في تاريخ الإسلام ت بشار (4/ 491): (وَقَدْ ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ، وَلَمْ يُتْرَكْ.) إنتهى

الطريق السادس:
ضعيف ضعفا يسيرا.
وكل من رواه عن عاصم: رواه عن عاصم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود وخالفهم المسعودي عبد الرحمن بن عبد الله فقال حدثنا عاصم، عن شقيق، قال: قال عبد الله -رضي الله عنه- رواه الطبراني في المعجم الكبير (8736) حدثنا أبو يزيد القراطيسي، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا المسعودي ... فذكره
قلت: رجاله كلهم ثقات إلا أن فيه ثلاث علل:
1 - المسعودي اختلط وقد تميز ما رواه قبل وبعد الاختلاط وأخطأ من ضعفه مطلقًا أي قبل وبعد اختلاطه.
2 - وأسد بن موسى ممن لا يُدرَى هل سمع منه قبل أو بعد الاختلاط، وقد ذكر الشيخ مشهور في تحقيقه ( المسارعة إلى المصارعة ص 74 ) للسيوطي أن المسعودي اختلط، وضابط: أن من حدَّثَ عنه ببغداد فبعد اختلاطه، وأسد لم يُتَرجِم له الخطيب في تاريخه، فالأقرب أنه حدَّث منه قبل اختلاطه، والله أعلم.
قلت: قوله الأقرب أي الأقرب للصحة والصواب لا أنه يجزم به فتنبه وكلامه صحيح من حيث أنه أقوى احتمال ولذلك قال: ( والأقرب ) فتأمل، ومعلوم أنه قد تقرر أن عدم ذكر الشيء لا يلزم منه العدم والمراد بهذا هنا أن عدم ذكر الخطيب ترجمةً لأسد في تاريخه ( تاريخ بغداد ) لا يلزم منه تحديث أسد عن المسعود في غي بغداد!، وهذا ظاهر، فلا يصح هذا لسند لعدم الدليل الصريح على تحديثه عنه قبل اختلاطه، فالسند يبقى ضعيفا ضعفا يسيرا.
قلت: فهذه الطريق الأخيرة ضعيفة ضعفها يسير تصلح في الشواهد.
والأثر صححه الهيثمي فقد جعل رواية الشعبي شاهدا لرواية المسعودي فقال الذهبي بعد أن ذكره من طريقين في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9/ 71): (رَوَاهُمَا الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادَيْنِ، وَرِجَالُ الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ رِجَالُ الصَّحِيحِ إِلَّا أَنَّ الشَّعْبِيَّ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَلَكِنَّهُ أَدْرَكَهُ. وَرُوَاةُ الطَّرِيقِ الْأُولَى فِيهِمُ الْمَسْعُودِيُّ، وَهُوَ ثِقَةٌ وَلَكِنَّهُ اخْتَلَطَ فَبَانَ لَنَا صِحَّةُ رِوَايَةِ الْمَسْعُودِيِّ بِرِوَايَةِ الشَّعْبِيِّ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.) انتهى.
وقد استقدت التخريج من بعض طلاب العلم في بعض المنتديات ونقلته لجودته وتصرفت فيه تصرفا قليلًا.
والأثر - وهو هذه القصة - خرجه باختصار متوسط العلامة المحدث مشهور بن حسن آل سلمان ولم يحكم عليه في تحقيقه المجالسة وجواهر العلم (6/ 146 رقم 2475) ونقل كلام الهيثمي وسكت عليه.
وصححه لغيره علي بن نايف الشحود فقد عزاه في كتابه الإيمان بالجن بين الحقيقة والتهويل (ص: 379) للمجالسة وجواهر العلم (6/ 147) (2475) والمعجم الكبير للطبراني (9/ 165) (8824) وسنن الدارمي (4/ 2129) (3424) ثم قال علي بن نايف الشحود: (صحيح لغيره، الضَّئِيلُ: الدَّقِيقُ، وَالشَّخِيتُ: الْمَهْزُولُ، وَالضَّلِيعُ: جَيِّدُ الْأَضْلَاعِ، وَالْخَبَجُ: الرِّيحُ) إنتهى
والقصة المراد منها تَشَكُّل أي تَمَثُّل عمر بن الخطاب بصورة رجل ومصارعته عمر كما هو ظاهر وبهذا أفاد الشيخ عثمان بن محمد الخميس في تسجيل له مصور في الشبكة العنكبوتية.
وقد زعم بعض الكاتبين في المنتديات أن القصة منكرة! مستدلًا بشهادة النبي عليه الصلاة والسلام أن الشيطان يفر من عمر فقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام (هيه يا ابن الخطاب ما رآك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غيره) ثم قال المستنكر للقصة ما معناه: (إذا كان الشيطان إبليس نفسه كذلك كيف بأحد زبانيته أي أعوانه من الشياطين! فلا شك بهروبهم من عمر وعدم مصارعتهم له أصلًا.) إنتهى
قلت: وهذا زعم مردود موهوم وذلك أن الشياطين لا تعلم الغيب فلا يعلم الغيب إلا الله كما تقرر في القرآن والسنة فإنما المراد أن الشيطان التي تعرف شكل عمر بن الخطاب تهرب منه أما من لا تعرفه فلا تهرب منه، ومعلوم أن من الشياطين من قد يلقى عمر بن الخطاب وهو لا يدري أنه عمر بن الخطاب فيصارعه وهو لا يدري من هو وهذا ظاهر ممكن لا يمكن دفعه وبهذا يبطل قول من قال بنكارة هذه القصة فهذا إلازام لا انفكاك لمن قال ذلك عنه.
والحديث الذي يدل على فرار الشيطان من عمر صحيح متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح (3294)، ومسلم في الصحيح (2396) عن سَعْد بْن أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: " اسْتَأْذَنَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ، عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ قُمْنَ يَبْتَدِرْنَ الحِجَابَ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: (عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلاَءِ اللَّاتِي كُنَّ عِنْدِي، فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الحِجَابَ)، قَالَ عُمَرُ: فَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ يَهَبْنَ، ثُمَّ قَالَ: أَيْ عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ، أَتَهَبْنَنِي وَلاَ تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْنَ: نَعَمْ، أَنْتَ أَفَظُّ وَأَغْلَظُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ).
وفي معنى الحديث قال شعيب الأرنؤوط عند تعليقه على الحديث في مسند أحمد ط الرسالة بتحقيقه (3/ 72 ح 1472): (الفج: الطريقُ الواسع.
وقوله: "ويستكثرنه"، قال السندي: أي يطلبن منه أكثر مما يعطيهن من النفقة، وقال النووي (في "شرح مسلم" 15/ 164): قال العلماء: معنى "يستكثرنه": يطلبن كثيراً من كلامه وجوابه بحوائجهن وفتاويهن. وانظر "فتح الباري" 7/ 47.
وقوله: "أنت أغلظُ ... "، قال السندي: مقصودهُن الكناية عن كونه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألين وألطف منه، لا إثبات الغلظة له حتى يقال: إنه مناف لقوله تعالى: (ولوكنت فظاً غليظَ القلب) [آل عمران: 159].) إنتهى وهو مفيد.

ص 75 وص 77
أثر عمار ضعيف لإرسال الحسن البصري كما قال مشهور.
ولا يشهد له طريق علي بن أبي طالب في ص 79 فإنه فيه إسماعيل بن مسلم وهو ضعيف وباقي رجاله ص 79 وقد بين ضعف سنده مشهور في تخريجه له في هامش ص 79 - 80 وسيأتي تخريجي لها، وقد أخرجه أبو الشيخ في العظمة (5/ 1647): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُنَيْنِ، حَدَّثَنَا مُخَوَّلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: قَالَ: " وَاللَّهِ لَقَدْ قَاتَلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ فَقُلْنَا هَذَا الْإِنْسُ قَدْ قَاتَلَ فَكَيْفَ الْجِنُّ؟ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَقَالَ لِعَمَّارٍ انْطَلِقْ فَاسْتَقِ لَنَا مِنَ الْمَاءِ فَانْطَلَقَ فَعَرَضَ لَهُ شَيْطَانٌ فِي صُورَةِ عَبْدٍ أَسْوَدَ فَحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَاءِ قَاعِدًا فَصَرَعَهُ عَمَّارٌ، فَقَالَ لَهُ: دَعْنِي وَأُخَلِّي بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْمَاءِ، فَفَعَلَ، ثُمَّ أَبَى فَأَخَذَهُ عَمَّارٌ الثَّانِيَةَ فَصَرَعَهُ، فَقَالَ: دَعْنِي وَأُخَلِّي بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْمَاءِ، فَفَعَلَ، ثُمَّ أَبَى فَأخَذَهُ عَمَّارٌ الثَّالِثَةَ فَصَرَعَهُ، فَقَالَ: دَعْنِي وَأُخَلِّي بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْمَاءِ، فَتَرَكَهُ فَأَبَى فَصَرَعَهُ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَتَرَكَهُ فَوَفَّى لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنَ عَمَّارٍ وَبَيْنَ الْمَاءِ فِي صُورَةِ عَبْدٍ أَسْوَدَ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَظْفَرَ عَمَّارًا بِهِ» ، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَتَلَقَّيْنَا عَمَّارًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَقُولُ: ظَفِرَتْ يَدُكَ يَا أَبَا الْيَقْظَانِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَذَا وكَذَا، فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شَعَرْتُ أَنَّهُ شَيْطَانٌ لَقَتَلْتُهُ وَلَكِنْ كُنْتُ هَمَمْتُ أَنْ أَعَضَّ بِأَنْفِهِ لَوْلَا نَتَنُ رِيحِهِ.
ولم أجده في حلية الأولياء لأبي نعيم!.
قلت: لا يصلح شاهدًا فيه إسماعيل بن مسلم وهو المكي ضعيف مختلط يقلب الأسانيد فقيه ضعيف الحديث كما قال الحافظ في التقريب وقال الذهبي في الكاشف: ( ضعفوه وتركه النسائي ) اهـ، قلت ليس هو بمتروك بل ضعيف لسوء حفظه يروي الممناكير ويقلب الأسانيد فإنه في نفسه صدوق إلأ أنه كثير الخطأ من جهة الحفظ ولذلك قال عمرو بن علي: ( كان ضعيفا فى الحديث يهم فيه وكان صدوقا يكثر الغلط يحدث عنه من لا ينظر فى الرجال ) اهـ وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: ( ضعيف الحديث مختلط ، قلت له - القائل ابن أبي حاتم -: هو أحب إليك أو عمرو بن عبيد ؟ فقال : جميعا ضعيفان ، وإسماعيل هو ضعيف الحديث ، ليس بمتروك ، يكتب حديثه. ) أنظر تهذيب الكمال للمزي، وقال ابن عدي: ( أحاديثه غير محفوظة عن أهل الحجاز و البصرة و الكوفة إلا أنه ممن يكتب حديثه. ) اهـ وقال ابن حبان: ( كان فصيحا ، وهو ضعيف يروى المناكير عن المشاهير، ويقلب الأسانيد . ) اهـ أنظر تهذيب التهذيب (1 / 332).
قلت: فمن كان هذا حاله أي أنه ضعيف يخطيء كثيرا في حفظه ومختلط ويقلب الأسانيد لا يطمئن القلب له طريقه فإنه يحتمل أن يكون أخطأ في سند الحديث فحوله من كنه مرسل عن الحسن البصري إلى مسند عن علي بن أبي طالب!، والظاهر أن هذا سبب عدم استشهاد مشهور بهذه الطريق في تخريجه أثر عمار بن ياسر في ص 75 و77 و79.
فهذا الطريق لا يصلح في الشواهد.
فالصحيح إرساله لا وصله.
وعبد الله بن محمد بن عبد الكريم شيخ أبي الشيخ في السند ثقة قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ط الرسالة (15/ 233 ت 90): ( الإِمَامُ، المُحَدِّثُ؛ الثِّقَةُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ... قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ ثِقَةً، صَاحِبَ أُصُوْل. ) اهـ وقال ابو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 37 ت 1010): ( صَاحِبُ أُصُولٍ، ثِقَةٌ. ) اهـ وقال أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها (4/ 259 ت 652): ( كَثِيرُ الْحَدِيثِ، ثِقَةٌ، صَاحِبُ أُصُولٍ. ) اهـ.
ومحمد بن الحسن بن أبي الحنين ثقة قال ابن قُطْلُبَغَا في الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة (8/ 246 - 247 ت 9637): ( كوفي... وقال مسلمة: اسم أبي الحنين الحسين بن أبي الحسن، ومحمد ثقة، أخبرنا عنه ابن الأعرابي، وذكره مسلمة في ابن أبي الحسين وهو تصحيف، وقال عبد الغني بن سعيد: كوفي مشهور سمع منه ابن جابر الرَّمْلي. ) اهـ وجاء في هامش الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة (8/ 246) نقل توثيق ابن حبان له في الثقات (9/ 136) وقال صاحب الهامش هناك: ( وقد تصحف في مطبوعة «الثقات» إلى ابن أبي الحسين، وقد مر تنبيه المصنف عليه. ) اهـ وهو في الثقات لابن حبان (9/ 136 ت 15622) فكما ترا وثقه مسلمة وابن حبان فهو ثقة لا صدوق كما قال مشهور.
ومخول بن إبراهيم صدوق كما أفاد الذهبي في ميزان الاعتدال (4/ 85 ت 8398)، ومنصور بن أبي الأسود صدوق رُمِيَ بالتشيع كما في التقريب.
وحميد بن هلال والأحمد بن قيس ثقتان كما في التقريب.

ص 79
مر أن هذا الطريق لا يشهد لطريق الحسن البصري المرسل في ص 75 و77 أنظر تعليقي على ص 75 و 77.

ص 80
(1) هذا سرد لقصته من ابن سعد دون إسناد سيأتي تخريجه في ص 81.

ص 81
قلت: ضعيف.
سكت مشهور على تصحيح الحاكم وموافقة الذهبي ولم يفصل الكلام عليه وهو ضعيف، وهذا تخريجه مفصلًا:
له طريقان:
الطريق الأول المرسل:
أخرجه البغوي معجم الصحابة (3/ 208 ح 1135): حدثني زياد بن أيوب نا هشيم أنا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن أبيه: أن أم سمرة بن جندب مات عنها زوجها وكانت امرأة جميلة فقدمت المدينة فخطبت فجعلت تقول: لا أتزوج رجلا إلا رجلا يكفل لها بنفقة ابنها سمرة حتى يبلغ فتزوجها رجل من الأنصار على ذلك. فكانت معه في الأنصار وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض غلمان الأنصار في كل عام فمن بلغ منهم بعثه فعرضهم ذات عام فمر به غلام فأجازه في البعث وعرض عليه سمرة من بعده فرده فقال سمرة: يارسول الله لقد أجزت غلاما ورددتني ولو صارعني لصرعته. قال: فدونك فصارعه. قال: فصارعني فصرعته فأجازني في البعث.
مرسل صحيح الإسناد.
زياد بن أيوب ثقة حافظ كما في التقريب.
وهشيم هو ابن بشير ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفى كما في التقريب ولا يضر تدليسه فقد صرح بالتحديث كما ترى.
وعبد الحميد بن جعفر الأنصاري صدوق رمى بالقدر و ربما وهم كما في التقريب.
وأبوه جعفر هو جعفر بن عبد الله بن الحكم الأنصاري ثقة كما في التقريب ولم يدرك النبي ولا أم سمرة بن جندب ولا حتى سمرة بن جندل كما سيأتي.
وأخرجه الروايني في المسند (2/ 77 ح 856): نَا ابْنُ إِسْحَاقَ، نَا أَبُو الْأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ، نَا هُشَيْمٌ، نَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيُّ , عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَدِمَتْ أُمُّ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ الْمَدِينَةَ فِي بَعْضِ حَوَائِجِهَا وَمَعَهَا ابْنُهَا سَمُرَةُ وَقَدْ يُتِّمَ قَالَ: وَكَانَتِ امْرَأَةً جَمِيلَةً، فَخُطِبَتْ فَجَعَلَتْ تَقُولُ: إِنَّهَا لَا تَتَزَوَّجُ إِلَّا بِرَجُلٍ يَكْفُلُ لَهَا نَفَقَةَ ابْنِهَا سَمُرَةَ، قَالَ: فَخَطَبَهَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَجَعَلَ لَهَا ذَاكَ، قَالَ: وَكَانُوا فِي الْأَنْصَارِ بَعْدُ، قَالَ: فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ غِلْمَانَ الْأَنْصَارِ فِي كُلِّ عَامٍ، قَالَ: فَإِذَا ظَنَّ أَنَّ أَحَدَهُمْ قَدْ بَلَغَ أَمْضَاهُ فِي الْغَزْوِ، قَالَ: فَعَرَضَ عَامًا مِنْ تِلْكَ الْأَعْوَامِ قَالَ: فَأَتَاهُ غُلَامٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَمْضَاهُ قَالَ: ثُمَّ قَامَ سَمُرَةُ فَرَدَّهُ، فَقَالَ لَهُ سَمُرَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أَمْضَيْتَ غُلَامًا لَوْ صَارَعْتُهُ لَصَرَعْتُهُ، قَالَ: «أَكَذَاكَ؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَصَارَعَهُ، فَصُرِعَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: فَأَمْضَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلت: كسابقه مرسل صحيح الإسناد.
أبو الأحوص محمد بن حيان ثقة كما في التقريب.
وابن إسحاق هو إبراهيم بن إسحاق الحربي ثقة قال ابو الطيب في إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني (ص: 54): ( قلت: ( ثقة حافظ فقيه، زاهد، عالم باللغة ) اهـ ونقل توثيقه عن الدارقطني وابن النديم والخطيب البغدادي والذهبي وابن حبان والألباني ونقل مصادر كلامهم.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (7/ 177 ح 6749): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ السَّرَّاجُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْهَرَوِيُّ، ثنا هُشَيْمٌ، أنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أُمَّ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، مَاتَ عَنْهَا زَوْجُهَا، وَتَرَكَ ابْنَهُ سَمُرَةَ وَكَانَتِ امْرَأَةً جَمِيلَةً، فَقَدِمَتِ الْمَدِينَةَ، فَخُطِبَتْ فَجَعَلَتْ تَقُولُ: «لَا أَتَزَوَّجُ رَجُلًا إِلَّا رَجُلًا يَكْفُلُ لَهَا بِنَفَقَةِ ابْنِهَا سَمُرَةَ، حَتَّى يَبْلُغَ، فَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى ذَلِكَ، وَكَانَتْ مَعَهُ فِي الْأَنْصَارِ» وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْرِضُ غِلْمَانَ الْأَنْصَارِ فِي كُلِّ عَامٍ، فَمَنْ بَلَغَ مِنْهُمْ بَعَثَهُ، فَعَرَضَهُمْ ذَاتَ عَامٍ، فَمَرَّ بِهِ غُلَامٌ، فَبَعَثَهُ فِي الْبَعْثِ، وَعُرِضَ عَلَيْهِ سَمُرَةُ مِنْ بَعْدِهِ فَرَدَّهُ، فَقَالَ سَمُرَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَجَزْتَ غُلَامًا، وَرَدَدْتَنِي، وَلَوْ صَارَعَنِي لَصَرَعْتُهُ؟ قَالَ: «فَدُونَكَ، فَصَارِعْهُ» قَالَ: فَصَرَعْتُهُ، فَأَجَازَنِي فِي الْبَعْثِ.
قلت: كسابقه.
ابراهيم بن عبد الله الهروي صدوق حافظ تُكُلِّمَ فيه بسبب القرآن كما في التقريب.
ومحمد بن عبدوس بن كامل السراج ثقة قال أبو الطيب في إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني (ص 585 - 586 ت 954): ( قلت: (ثقة حافظ) ) اهـ ونقل هناك توثيقه عن ابن المنادي والقاضي أحمد بن كامل والخطيب البغدادي والذهبي وابن العماد والألباني ونقل مصادر كلامهم.
وأخرجه أبو نعيم في رياضة الأبدان (ص: 15 ح 1): نا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا هُشَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أُمَّ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، مَاتَ عَنْهَا زَوْجُهَا وَتَرَكَ ابْنَهُ سَمُرَةَ، وَكَانَتِ امْرَأَةً جَمِيلَةً، فَقَدِمَتِ الْمَدِينَةَ فَخُطِبَتْ، فَكَانَتْ تَقُولُ: لَا أَتَزَوَّجُ إِلَّا رَجُلًا يَكْفُلُ بِنَفَقَةِ ابْنِهَا سَمُرَةَ حَتَّى يَبْلُغَ، فَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى ذَلِكَ، قَالَ: فَكَانَتْ مَعَهُ فِي الدَّارِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ غِلْمَانَ الْأَنْصَارِ فِي كُلِّ عَامٍ مَنْ بَلَغَ مِنْهُمْ بَعَثَهُ، قَالَ: فَعَرَضَهُمْ ذَاتَ عَامٍ، فَمَرَّ بِهِ غُلَامٌ فَأَجَازَهُ فِي الْبَعْثِ، وَعُرِضَ عَلَيْهِ سَمُرَةُ مِنْ بَعْدِهِ فَرَدَّهُ، قَالَ سَمُرَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَجَزْتَ غُلَامًا وَرَدَدْتَنِي، وَلَوْ صَارَعَنِي لَصَرَعْتُهُ، قَالَ: «فَدُونَكَ فَصَارِعْهُ» . قَالَ: فَصَارَعْتُهُ فَصَرَعْتُهُ، فَأَجَازَنِي فِي الْبَعْثِ
قلت: كسابقه.
يعقوب بن إبراهيم هو الدورقي ثقة وكان من الحفاظ كما في التقريب.
ومحمد بن إسحاق السراج هو السَّرَّاجُ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مِهْرَانَ الثقفي ثقة قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ط الرسالة (14/ 388 ت 216): ( الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، مُحَدِّثُ خُرَاسَانَ، أَبُو العَبَّاسِ الثَّقَفِيُّ مَوْلاَهُمُ، الخُرَاسَانِيُّ. ) اهـ
وأبو حامد هو أحمد بن محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن عبد الوهاب بن محمَّد بن يزيد بن سنان بن جبلة فقد صرح أبو نعيم بأنه أبو حامد بن جبلة في الإسناد الآتي وهو النيسابوري ثقة قال ابو الطيب في الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم (1/ 303 ت 178): أحمد بن محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن عبد الوهاب بن محمَّد بن يزيد بن سنان بن جبلة، أبو حامد، الصَّايغ، النَّيسَابُوري... قلت: ( ثقة ). ) اهـ
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 1416 ح 3578): حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أُمَّ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، مَاتَ عَنْهَا زَوْجُهَا، وَتَرَكَ ابْنَهُ سَمُرَةَ حَتَّى يَبْلُغَ، فَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى ذَلِكَ قَالَ: فَكَانَ مِنْهُ فِي الدَّارِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ غِلْمَانَ الْأَنْصَارِ كُلَّ عَامٍ، وَمَنْ بَلَغَ مِنْهُمْ بَعَثَهُ قَالَ: فَعَرَضَهُمْ ذَاتَ عَامٍ، فَمَرَّ بِهِ غُلَامٌ فَأَجَازَهُ فِي الْبَعْثِ، وَعُرِضَ عَلَيْهِ سَمُرَةُ مِنْ بَعْدِهِ فَرَدَّهُ قَالَ سَمُرَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَجَزْتَ هَذَا وَرَدَدْتَنِي وَلَوْ صَارَعْتُهُ لَصَرَعْتُهُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَدُونَكَ فَصَارِعْهُ» قَالَ: فَصَارَعْتُهُ فَصَرَعْتُهُ، فَأَجَازَنِي فِي الْبَعْثِ
وأخرجه أبو نعيم أيضا في معرفة الصحابة (6/ 3513 ح 7957): حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا هِشَامٌ، أَنْبَأَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أُمَّ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، مَاتَ عَنْهَا زَوْجُهَا، وَتَرَكَ ابْنَهُ سَمُرَةَ، وَكَانَتِ امْرَأَةً جَمِيلَةً، فَقَدِمَتِ الْمَدِينَةَ فَخُطِبَتْ، فَكَانَتْ تَقُولُ: لَا أَتَزَوَّجُ إِلَّا رَجُلًا يَكَّفَّلُ بِنَفَقَةِ ابْنِهَا سَمُرَةَ حَتَّى يَبْلُغَ، فَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى ذَلِكَ، قَالَ: فَكَانَتْ مَعَهُ فِي الدَّارِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:3514] يَعْرِضُ غِلْمَانَ الْأَنْصَارِ فِي كُلِّ عَامٍ، مَنْ بَلَغَ مِنْهُمْ بَعَثَهُ "
فهذه أربعة طرق صحيحة عن هشيم مرسلة، يرويها زياد بن أيوب وأبو الأحوص وإبراهيم بن عبد الله الهربوي ويعقوب بن إبراهيم الدوري عن هشيم به مرسلا.

الطريق الثاني الموصول:
أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (2/ 69 ح 2356): حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، ثنا هُشَيْمٌ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أُيِّمَتْ أُمِّي، وَقَدِمَتِ الْمَدِينَةَ، فَخَطَبَهَا النَّاسُ، فَقَالَتْ: لَا أَتَزَوَّجُ إِلَّا بِرَجُلٍ يَكْفُلُ لِي هَذَا الْيَتِيمَ. فَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يَعْرِضُ غِلْمَانَ الْأَنْصَارِ، فِي كُلِّ عَامٍ فَيُلْحِقُ مَنْ أَدْرَكَ مِنْهُمْ» قَالَ: فَعُرِضْتُ عَامًا، فَأَلْحَقَ غُلَامًا، وَرَدَّنِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ أَلْحَقْتَهُ وَرَدَدْتَنِي وَلَوْ صَارَعْتُهُ لَصَرَعْتُهُ. قَالَ: «فَصَارِعْهُ» فَصَارَعْتُهُ فَصَرَعْتُهُ فَأَلْحَقَنِي.
ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 31 ح 19760): أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْهَرَوِيُّ، ثنا هُشَيْمٌ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ غِلْمَانَ الْأَنْصَارِ فِي كُلِّ عَامٍ، فَيُلْحِقُ مَنْ أَدْرَكَ مِنْهُمْ، قَالَ: " وَعُرِضْتُ عَامًا , فَأَلْحَقَ غُلَامًا وَرَدَّنِي "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولُ اللهِ , لَقَدْ أَلْحَقْتَهُ وَرَدَدْتَنِي، وَلَوْ صَارَعْتُهُ لَصَرَعْتُهُ، قَالَ: " فَصَارِعْهُ "، فَصَارَعْتُهُ , فَصَرَعْتُهُ، فَأَلْحَقَنِي.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى للبيهقي (9/ 38 ح 17810): أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ , ثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ , أنبأ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْهَرَوِيُّ، ثنا هُشَيْمٌ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَتْ بِي أُمِّي فَقَدِمَتِ الْمَدِينَةَ فَخَطَبَهَا النَّاسُ، فَقَالَتْ: لَا أَتَزَوَّجُ إِلَّا بِرَجُلٍ يَكْفُلُ لِي هَذَا الْيَتِيمَ، فَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ , وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ غِلْمَانَ الْأَنْصَارِ فِي كُلِّ عَامٍ فَيُلْحِقُ مَنْ أَدْرَكَ مِنْهُمْ. قَالَ: وَعُرِضْتُ عَامًا فَأَلْحَقَ غُلَامًا وَرَدَّنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدْ أَلْحَقْتَهُ وَرَدَدْتَنِي، وَلَوْ صَارَعْتُهُ لَصَرَعْتُهُ، قَالَ: " فَصَارِعْهُ "، فَصَارَعْتُهُ فَصَرَعْتُهُ؛ فَأَلْحَقَنِي "
ثم قال الحاكم عقبه: ( هذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ) اهـ وهذا صريح في رد ما ذكره مشهور من سكوت الحاكم على الحديث!.
ووافق الذهبي الحاكمَ في التلخيص فقال: ( صحيح. ) اهـ
وأخرجه من طريق هشيم به الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 219 ح 5150): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْخَيَّاطُ , قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ , قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ , عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ , أَنَّ أُمَّهُ كَانَتِ امْرَأَةً جَمِيلَةً مِنْ بَنِي فَزَارَةَ , فَذَهَبَتْ بِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ وَهُوَ صَبِيٌّ , وَكَثُرَ خُطَّابُهَا فَجَعَلَتْ تَقُولُ لَا أَتَزَوَّجُ إِلَّا مَنْ يَكْفُلُ لِي بِابْنِي هَذَا فَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ عَلَى ذَلِكَ فَلَمَّا فَرَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِغِلْمَانِ الْأَنْصَارِ , وَلَمْ يَفْرِضْ لَهُ , كَأَنَّهُ اسْتَضْعَفَهُ , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ , قَدْ فَرَضْتَ لِصَبِيٍّ وَلَمْ تَفْرِضْ لِي , أَنَا أَصْرَعُهُ , قَالَ صَارِعْهُ فَصَرَعْتُهُ , فَفَرَضَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
قلت: هذان طريقان موصولان عن هشيم لكن الوصل ضعيف لشذوذ وصله لسببين الأول أن إرساله مر في الطريق الأول من ثلاث طرق عن هشيم فالمرسل أصح من هذه الطريق الموصولة وبه صرح الإمام أحمد بن حنبل كما سيأتي والسبب الثاني أن جعفر بن عبد الله بن الحكم والد عبد الحميد لم يصح سماعه من سمرة بن جندب فحتى مع تسليم أن الطريق الثاني هذا موصول فإنه منقطع بين جعفر بن عبد الله بن الحكم وبين سمرة بن جندب لعدم سماعه منه كما نص ابن معين ولم يصرح جعفر بن عبد الله بن الحكم بسماعه بل عنعنه كما ترى فليس صريح في سماعه من سمرة وهذا ظاهر.
أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ثقة هو قال أبو الطيب في الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم (2/ 1219 - 1220 ت 1049): ( محمَّد بن محمَّد بن الحسن بن علي بن الحسين بن السري بن يزدجرد بن سيبويه بن سابور-الملك الذي بني نيسابور- أبو الحسين الحاكم، الصَّفَّار، النَّيْسابُوري، الفقيه الشافعي ... قلت: [ثقة فقيه]. ) اهـ ونقل عن الحاكم ثناءه عليه وهو يفيد وثاقته وهو قول الحاكم في تاريخ نيسابور: ( هو من أصحاب المروزي -يعني أبا إسحاق- والمناظرين من فقهائنا، ومن أكابر المدرسين بنيسابور، وصبر عليه، فإنه تخرج به جماعة من الشباب، ثم إنه طلب العمل فقلد أعمالًا لا تليق بعلمه وتقدمه، وبقي ببخارى سنين، ثم عاد على كبر السنن إلي وطنه، وقد أخذ السوق الذي كان له أقرانه، وتوفي بتلك القصبة. سمع بنيسابور: أبا بكر محمَّد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس السراج سمع منه أكثر مصنفاته، سمع بالعراق: أبا محمَّد يحيى بن محمَّد بن صاعد، وأبا بكر بن دريد الأزدي وغيرهم. ) اهـ
ففيه نص الحاكم على تقدمه في العلم وأنه من كبار المدرسين بنيسابور وتخرج به جماعة من الشباب وكثرة روايته، وكلام الحاكم هذا مقبول لأنه يتكلم عن شيخه الذي يعرفه، قلت فهو ثقة بلا شك كما قال أبو الطيب.
ومحمد بن عيسى الطباع ثقة فقيه كان من أعلم الناس بحديث هشيم كما في التقريب.
وأحمد بن موسى الخياط صدوق قال أبو الطيب في إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني (ص: 186): ( قال الذهبي: المحدث الإمام آخر من حدث عنه الطبراني. وقال السندهي: لم أر فيما عندي فيه كلامًا. وقال الهيثمي: ليس هو في " الميزان ". قال الألباني: يشير إلى تمشيته. وقال الألباني أيضًا: ليس من رجال الصحيح بل إني لم أعرفه. وقال الشيخ حماد الأنصاري: هو صدوق فإن أبا عوانة أخرج له في " صحيحة "... قلت: ( صدوق، ولو قال قائل: ثقة لما أبعد. ) اهـ ونقل مصادر كلام العلماء هناك.
وعلي بن عبد العزيز هو البغوي ثقة قال أبو الطيب في إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني (ص 435 - 436 ت 685): ( علي بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور أبو الحسن البغوي عم أبي القاسم البغوي... قلت: (ثقة حافظ، وكان يأخذ على التحديث أجرا).) اهـ ونقل هناك توثيقه عن الدارقطني وابن أبي حاتم وابن أيمن وابن حبان والذهبي وابن الجزري والهيثمي وابن حجر والألباني.
وعبد الحميد بن جعفر الأنصاري صدوق رمى بالقدر و ربما وهم كما في التقريب.
وأبوه جعفر هو جعفر بن عبد الله بن الحكم الأنصاري ثقة كما في التقريب.
قال العلائي في جامع التحصيل (ص: 155 ت 98): ( سمع أناسا وغيره وروى عن عقبة بن عامر رضي الله عنه فقيل انه مرسل وروى أيضا عن جد أبيه رافع أنه أسلم وأبت امرأته أن تسلم وكان بينهما جارية الحديث قال عبد العزيز النخشبي هذا مرسل لأنه لم يدرك جد أبيه وقال يحيى بن معين عنه لم يلق سمرة وقد روى ابنه عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أحاديث والله اعلم. ) اهـ
قلت: وقول ابن معين في سؤالات ابن الجنيد (ص: 429 رقم 647) حيث قال ابن الجنيد: ( قال رجل ليحيى بن معين وأنا أسمع: عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن سمرة؟ قال: «لم يلق سمرة». ) اهـ
قلت: فلا يصح سماع جعفر بن عبد الله بن الحكم الأنصاري من سمرة بن جندب.
فوصله شاذ على أنه ليس فيه تصريح بالسماع ففيه ( العنعنة ) إذ العنعنة مع عدم صحة السماع لا تصحح السماع وهذا معلوم في علوم الحديث هذا لو سلمنا بوصله!.
وإلا فوصله بذكر سمرة بن جندب في سنده شاذ كما أفاد كلام الإمام أحمد حيث قال عبد الله بن أحمد في العلل ومعرفة الرجال لأحمد بن حمبل رواية ابنه عبد الله (3/ 389 رقم 5708): ( سَأَلت أبي عَن حَدِيث حَدثنَا الْهَرَوِيّ قَالَ أخبرنَا هُشَيْم قَالَ أخبرنَا عبد الحميد بن جَعْفَر الْأنْصَارِيّ عَن أَبِيه عَن سَمُرَة قَالَ تأيمت أُمِّي فَقدمت الْمَدِينَة، قَالَ أبي حَدِيث سَمُرَة سمعته مرَّتَيْنِ من هشيم يَقُول إِن سَمُرَة. ) اهـ.
قلت: يريد أحمد أن الصواب أنه شاذ بذكر سمرة في السند وإنما هو مرسل كما في الطريق الأول المرسل.
وأبو عبد الله الحافظ شيخ البيهقي هو الإمام الحاكم صاحب المستدرك ذاته.
وهشيم هو ابن بشير ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفى كما في التقريب ولا يضر تدليسه فقد صرح بالتحديث كما ترى عند الحاكم والبيهقي.
فهذان طريقان موصولان عن هشيم، يرويهما إبراهيم بن عبد الله الهروي ومحمد بن عيسى الطباع عن هشيم به موصولا.
وقد مر مرسلا في الطريق الأول من أربعة طرق أحدها طريق إبراهيم بن عبد الله الهروي وهو الأصح عنه لأنه جاء عند الطبراني مرسلا بإسناد أعلى عنه فقد رواه الطبراني من طريق شيخه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ السَّرَّاجُ عن ابراهيم بن عبد الله الهروي به مرسلا كما مر في الطريق الأول.
فالحديث ضعيف لا لإرساله ولا يصح رفعه.
تم والحمد لله.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:21 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.