110- يقول السَّائل: سؤالي هو: ما حكمُ العملِ في شركاتٍ تتعاملُ بالتَّأمينِ والرِّبا، مع العلمِ أنَّ العملَ في هذه الشَّركاتِ يكون نظافة الإداراتِ وغيرها مِن الأماكن، ومع العلمِ أنَّ أصحابَ هذه الشَّركات كفَّار، وأنَّه يَصعبُ علينا وجودُ العملِ الذي يَخلو مِن المحرَّماتِ -هُنا- في بلاد الكُفر؟ جزاكم اللهُ خيرًا، وبارك فيكم، وجعلكم للمتَّقين إمامًا...
الجواب:
أمَّا الجوابُ على سؤالِ الأخِ الكريم؛ فكالتَّالي:
نحنُ نفرِّق بين ما إذا كانت الشَّركةُ، أو العملُ -أيُّ عملٍ-: هذا العملُ قائمٌ على المُخالَفة الشَّرعيَّة -أساسًا-؛ كأن يكونَ بَنكًا، أو شركةَ تأمينٍ، أو [ناديًا ليليًّا]؛ يعني مِن المحرَّمات الظَّاهرة والغالبة، ونُفرِّق بين ما إذا كان هذا العملُ عملًا مُباحًا لكنْ قد يتعامَلُ أصحابُه ببعضِ المعامَلات الرِّبويَّة؛ لكن العمل -بِحدِّ ذاتِه- مُباح.
فالصُّورةُ الأُولى: إذا كان العملُ -كما ورد في السُّؤالِ- بشركةِ تأمينٍ ورِبا؛ فهذا محرَّم؛ وبالتَّالي: لا يؤثِّر كونُ أصحابِ الشَّركة [كفَّارًا]، أو أنَّ الأخَ السَّائل يعيشُ في بلادِ الكُفر؛ نحن عندنا قولُ الله -عزَّ وجلَّ-: {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فتُهَاجِرُوا فِيهَا}؛ هذا هو الأصلُ، وتدَع نفسَك مِن هذه الأبواب والأسباب التي تَنقصُكَ ولا تزيدك -أخي-، وأسأل اللهَ أن يزيدكَ حِرصًا.
أمَّا أنَّك تقول: واللهِ؛ أنا أعمل نظافة -أو كذا-؛ يعني: بِمعنى أنَّك لا تعمل في نفسِ الرِّبا أو التَّأمين؛ هذا لا يزيدُ ولا يَنقصُ مِن الحُكمِ شيئًا؛ لأنَّ اللهَ -عزَّ وجلَّ- يقولُ: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ}.
لذلك: أنا أرى أنَّ الأمرَ مُتعلِّقٌ بِالصُّورة التي أشرتُ إليها وذكرتُها مِن كَونِ هذا العَملِ: هل هو قائمٌ -أصلًا- على الرِّبا والتَّأمين والمُخالفة الشَّرعيَّة، أم هو عملٌ مُباحٌ فيه بعضُ المُخالَفات، وإن كُنَّا -بطبيعةِ الحالِ- لا نُجيزُها، ونُنكرُها؛ لكن الحُكمُ للغالِب.
واللهُ -تَعالَى- أعلمُ.
المصدر: لقاء البالتوك (5/12/2006) -من لقاءات البالتوك القديمة، في غرفة مركز الإمام الألباني-، (14:32). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.