أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
35890 94165

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر اللغة العربية والشعر والأدب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #131  
قديم 05-09-2017, 09:09 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي




المسألة الأولى: موعظة تربوية.

طالب العلم بين الأماني والرجاء.

اعلم – أخي الحبيب – أن طلب العلم لا ينهض إليه العبد إلا بمصاحبة محركات القلوب الثلاثة :

1- الحب .
2- الخوف .
3- الرجاء .


- فبحب العلم الشرعي تنشأ بذرة التعلم في القلب .
- وبالخوف يمتنع دخول الأسباب المفسدة لها إلى قلبه .
- وبالرجاء تنمو بذرة التعلم حتى تبسق شجرة العلم في قلبه
.

لكن – هنا – ( اشتباه ) قد يعرض لبعض طلاب العلم ،
وهذا الاشتباه يقع بين : ( الرجاء النافع ) ، ( والأماني الكاذبة ) .

فثمرة العلم المرجوة – تبعاً – هي بلوغ مراتب التحصيل العالية ؛
كطالب علم متقدم ، أو محقق مدقق ، أو عالم مجتهد ... ونحو ذلك
.

فالتطلع إلى الثمرة التبعية قد يكون ( أمنية كاذبة )
ينقطع بها الطالب عند تحصيله أول رسومها الظاهرة ، مثل :

- تحصيله لقب : دكتور ، أوشيخ .
- أو جلوسه على كرسي التدريس .


فينقطع عن الطلب وتبدأ شجرته بالذبول فالأفول والموت .

وقد يكون تطلعه ( رجاء نافعاً ) يكون لبذرة التعلم كالماء للشجرة ،
أو كالروح للبدن به تحيا وتنمو .

- فكلما قرب من منازلها الرفيعة زاد سعيه إليها .
- وكلما حصَّل رسماً ظاهراً منها سعى في تحقيقه بالعمل الصالح والسمت النبوي
.

قال – تعالى - : {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110] .



***


رد مع اقتباس
  #132  
قديم 05-15-2017, 08:39 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي




المسألة الثانية: تعريف اسم الفاعل.

قال الناظم –رحمه الله- : " بَاْبُ إعمالِ اسمِ الفاعِلِ".

الشرح:

هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم مشتمل على بيان شروط (إعمال اسم الفاعل)
أي: شروط تأثيره في رفع فاعله، أو نصب مفعوله.

تعريف اسم الفاعل:

اسم الفاعل: اسم مشتق للدلالة على من قام بالفعل.

وحقيقته أنه يدل على شيئين:

الأول: الحدث.
الثاني: ذات متصفة بحدث واقع منها أو قائم فيها.

مثل: (كاتب)، (مجتهد).

صيغة اسم الفاعل:

لاسم الفاعل صيغتان:

الصيغة الأولى: يصاغ من الفعل الثلاثي على وزن: (فاعل).

مثل:
- ذهب: اسم الفاعل منه : (ذاهب).
- قتل: اسم الفاعل منه: (قاتل).

الصيغة الثانية: يصاغ من غير الثلاثي على وزن المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة، وكسر ما قبل الآخر.

مثل:
- أخرج: يخرج = مُخرِج.
- انتقل: ينتقل = مُنتقِل.
- استخرج: يستخرج = مُستخرِج
.

تنبيه: إذا كان ما قبل الأخير ألفاً؛ فإنها تقلب إلى ياءٍ.

مثل:
- استقال: يستقيل = مُستقيل.


المسألة الثالثة: إعمال اسم الفاعل.

قال الناظم –رحمه الله-:

وما بِــوَزنِ ضــارِبٍ وَمُـكرِمِ[92] يَعـمَـــــلُ مِثــــلَ فِعلِهِ وَالْتَزِمِ
تَنوينَهُ مُعتَـمـِداً أو مَـــعَ أَلْ[93] نَحَو (الْمُنيبُ رافِعٌ كَفَّ الأَمَلْ)


الشرح:

بين الناظم –رحمه الله – عمل اسم الفاعل فقال:
(وما) أي: واسم (بِــوَزنِ ضــارِبٍ) أي: وزن (فاعل) من الفعل الثلاثي،
أ(وَ) بوزن (مُـكرِمِ) من غير الثلاثي (يَعمَلُ مِثــــلَ) عمل (فِعلِهِ) لازماً كان أو متعدياً:


1- فإذا كان فعله لازماً رفع فاعلاً.
2- وإذا كان فعله متعدياً رفع فاعلاً ونصب مفعولاً به.

شروط عمل اسم الفاعل:

لاسم الفاعل حالان:

الحال الأولى: أن تدخل عليه (أل).
في هذه الحال يعمل بلا شرط، وأشار لها الناظم –رحمه الله – بقوله: " أو مَـــعَ أَلْ".

مثل: جاء الضاربُ زيداً.

التوضيح: (الضاربُ) فاعل مرفوع. وهو اسم فاعل ودخلت عليه (أل) فعمل عمل فعله المتعدي (ضرب
فرفع فاعلاً له ضمير مستتر تقديره: (هو). ونصب (زيداً) مفعولاً به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

الحال الثانية: أن يجرد من (أل).

في هذه الحال لا يعمل إلا بشرطين:

1- أن يدل على الحال أو الاستقبال.
2- أن يعتمد على نفي أو استفهام أو مبتدأ أو موصوف أو نداء
.

أمثلة ذلك:
- مثال الاعتماد على النفي: ما كاتبٌ زيدٌ الدرسَ.
- مثال الاعتماد على الاستفهام: أمسافرٌ أخوك.
- مثال الاعتماد على المبتدأ: أخوك قارئٌ درسَه.
- مثال الاعتماد على الموصوف: مررت برجلٍ حازمٍ أمتعتَه.
- مثال الاعتماد على النداء: يا صانعاً المعروفَ، لا تترك عملك.

وقد أشار الناظم –رحمه الله- إلى كل ما سبق بقوله: (وَالْتَزِمِ تَنوينَهُ) أي: تنكيره عند تجرده من (أل)
بشرط أن يكون (مُعتَـمـِداً) على واحد من الخمس السابقة.


مثال الناظم –رحمه الله-: " الْمُنيبُ رافِعٌ كَفَّ الأَمَلْ".

الإعراب:

1- [المنيبُ] مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو اسم فاعل،
وفاعله ضمير مستتر تقديره: (هو).
التوضيح: (المنيب) اسم فاعل عمل عمل فعله اللازم (أناب) فرفع فاعلاً؛ لأنه دخلت عليه (أل).

2- [رافعٌ] خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو اسم فاعل،
وفاعله ضمير مستتر تقديره: (هو).
3- [كفَّ] مفعول به لاسم الفاعل منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
4- [الأمل] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.
التوضيح: (رافعٌ) اسم فاعل عمل عمل فعله المتعدي (رفع)؛ فرفع فاعلاً ونصب مفعولا به؛
لتجرده واعتماده على المبتدأ (المنيب).



***

رد مع اقتباس
  #133  
قديم 05-15-2017, 08:54 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي




المسألة الرابعة: إعمال المصدر.

قال الناظم –رحمه الله-: "بَاْبُ إعمالِ الْمَصدَرِ".

الشرح:

هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم مشتمل على بيان أحوال (إعمال المصدر)
والمصدر هو: الاسم الذي يدل على الحدث دون اقتران بزمن.


مثل: (الضرب، الكتابة، الفرح).

التوضيح: (الضرب) يدل على الحدث ولم يقترن بأي زمان؛ فهو مصدر.

شرط عمل المصدر.

يعمل المصدر عمل فعله اللازم والمتعدي،
كما قال الناظم –رحمه الله-: "ومَصـــدَرٌ كَفِعلِهِ قَـد عَمِـلا" الألف للإطلاق. بشرط أن يحل محله:

- أن المصدرية والفعل.
- ما المصدرية والفعل.


مثل: عجبت من ضربك زيداً.

التوضيح: (ضربك) ضَرْب مصدر عَمِل عَمَل فعله (ضَرَبَ) المتعدي فرفع فاعلاً ونصب (زيداً) مفعولا به؛
لأنه يحل محله (أن المصدرية والفعل) والتقدير: عجبت من أن ضربتَ زيداً.

أحوال المصدر:

للمصدر حالان عند عمله، كما قال الناظم –رحمه الله- :" شــاعَ مُضافــاً، وبِتَنوينٍ".

الحال الأولى: أن يكون المصدر مضافاً.

مثل: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ}[الحج: 40].

الشاهد: (دفع) مصدر مضاف إلى لفظ الجلالة (الله) وعمل عمل فعله ونصب مفعولاً به هو (النَّاس).

الحال الثانية: أن يكون المصدر مجرداً من (أل)، والإضافة، وهو المنون.

مثل: { أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ}[البلد: 14 - 15].

الشاهد: (إطعامٌ) مصدر مجرد من (أل) والإضافة، وعمل عمل فعله فنصب (يتيماً) مفعولاً به.

مثالا الناظم –رحمه الله-:

كَـ(لا عَتبُكَ شَخصاً ذا هَوَى بِنافِعٍ * ودُمْ لِنُصـــحٍ مِنـــكَ كُلَّ سامِعِ)

الإعراب:

1- [كَـ(لا)] أي: (كـ) قولك: (لا) نافية تعمل عمل (ليس).
2- [عتبُك] عتب اسم (لا) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف و(الكاف)
ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
3- [شخصاً] مفعول به لـ(عتب) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
4- [ذا] صفة لـ(شخصاً) منصوب وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف.
5- [هوى] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة تحت آخره للتعذر.
6- [بنافع] الباء حرف جرٍ زائد. و(نافع) خبر (لا) منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره
منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

التوضيح: (عتب) مصدر مضاف إلى الكاف وعمل فنصب (شخصاً).

7- [ودُمْ] أي: وكقولك: (دم) فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
8- [لِنُصـــحٍ] اللام حرف جر. و(نصح) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.
9- [مِنـــكَ] (من) حرف جر. و(الكاف) ضمير متصل مبني في محل جر.
10- [كُلَّ] مفعول به لـ(نصح) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
11- [سامِعِ] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.

التوضيح: (نصحٍ) مصدر مجرد من (أل) والإضافة، وعمل عمل فعله؛ فنصب (كلَّ) مفعولاً به.



تم الدرس بحمد الله وتوفيقه.



***

رد مع اقتباس
  #134  
قديم 05-16-2017, 02:11 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي




بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

موضوع درس اليوم الثلاثاء،
28 ربيع الأول 1438
الموافق: 27 /12/2016

بَاْبُ الْجَرِّ

وفيه أربع مسائل:

المسألة الأولى: موعظة تربوية.
المسألة الثانية: الجر بحرف الجر.
المسألة الثالثة: الجر بالإضافة.
المسألة الرابعة: الخاتمة.

والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

بَاْبُ الْجَرِّ

والْجَرُّ بِالحرفِ : بِـ(مِن، لامٍ، عَلَى[96] رُبَّ، وفِي، باءٍ، وعَن، كافٍ، إلَى)
(مُنذُ، ومُذ، حَتَّى) كذا: (واوٌ، وَتا)[97] فِيْ قَـسـَـــمٍ كـــ(امْنُـنُ بِعِتقٍ لِلفَتَى)
أو بـإضــافَــــةٍ بِمَـعـنـَى: (الَّــلامِ)[98] أو مِنْ كَــ(لُبـسِيْ ثَــوبَ خَـزِّ الشَّامِ)
أو فِيْ كَـ(مَكـرِ اللَّــيلِ). وَالْخِتــــامُ[99] لِلـــدُّرَّةِ : الصَّــــــلاةُ والسَّـــــــلامِ
عَلَى الْمُصَــفَّى مِـن خِيــارِ العَــرَبِ[100] مُـحَمَّـــــدِ الْمُـخَصَّــصِ الْمُقَــــرَّبِ
والآلِ والصَّحـبِ الْمَيـاميــن الحـجا[101] أبياتُها: (قـافُ) القُبـولِ الْمُرتَـجى




***
رد مع اقتباس
  #135  
قديم 05-16-2017, 02:19 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي




المسألة الأولى: موعظة تربوية.

الحسنى بالختام

اعلم أخي الحبيب –وفقك الله- أن الخاتمة الحسنة هي منتهى الآمال،
وغاية مطالب الصادقين؛
إليها يشمرون بسواعد الهمم،
ونحوها يسعون بعزم ونَهَم.


ومن علامة (حسن الخاتمة) تتابع العبد في أعماله الصالحة؛ فلا ينقطع عنها.
فكلما انهى ورداً استجد آخر، وكلما بلغ منزلاً شد رحله إلى ما بعده.

فدوام الأعمال علامة الثبات؛ ولهذا كان أحب العمل إلى الله –تعالى- أدومه وإن قل.
فعن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: سُئل النبي -صلى الله عليه وسلم- أي الأعمال أحب إلى الله؟

قال: (أدومها وإن قل) رواه البخاري.

فطالب العلم الموفق:

- يتم ما يشرع فيه من الكتب حتى يبلغ منتهاه.
- يعيد مذاكرة ما انتهى منه حتى لا يضيع عليه بالنسيان.
- يواصل في العلم وينافس الأقران حتى يحوز ما يمكنه من أعالي الرتب.
- يجعل العلم سمته وخلقه؛ فلا يعرف إلا به.
- لا يطيل الرقاد إن عَنَّ له ظرف يحول دون العلم. بل يستعين بالله ويتابع المسير إلى العلا.
- يتشبه بالكُمَّل من العلماء ويجتهد في بلوغ رتبهم.


إذا أعجبتك خلال امرئ *** فكنه يكن منك ما يعجبك
فليس على الجود والمكرمات *** إذا جئتها حاجب يحجبك



ومن يتوكل على الله فهو حسبه



***

رد مع اقتباس
  #136  
قديم 05-16-2017, 02:38 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي




قال الناظم –رحمه الله-: " بَاْبُ الْجَرِّ ".

الشرح:

هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان عامل (الْجَرِّ
وهو ما أوجب كون آخر الاسم كسرةً أو ما ناب عنها.

تنبيه: لم يقيد في التبويب الجر بالأسماء؛ لأنه من خصائصها فلا داعي للتقييد.

عوامل الجر ثلاثة:

1- الجر بالحرف.
2- الجر بالإضافة.
3- الجر بالتبعية.


كما نظمها بعضهم بقوله:

بالحرف والإضافة اجرر والتبع *** والكل في بسملة الذكر اجتمع

أي: (بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ).

- الجر بالحرف: في (بسمِ) الباء حرف جر، و(اسم) اسمٌ مجرورٌ بحرف الجر.
- الجر بالإضافة: في لفظ الجلالة (اللهِ)؛ لأنه مضاف إليه.
- الجر بالتبعية: في الاسمين الكريمين (الرحمنِ الرحيمِ)؛ لأنهما صفتان مجرورتان بالتبعية.


وتفصيل ذلك في المسائل الآتية:


***

رد مع اقتباس
  #137  
قديم 05-16-2017, 02:57 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي



المسألة الثانية: الجر بحرف الجر.

قال الناظم –رحمه الله-:

والْجَرُّ بِالحرفِ : بِـ(مِن، لامٍ، عَلَى[96] رُبَّ، وفِي، باءٍ، وعَن، كافٍ، إلَى)
(مُنذُ، ومُذ، حَتَّى) كذا: (واوٌ، وَتا)[97] فِيْ قَـسـَـــمٍ كـــ(امْنُـنْ بِعِتقٍ لِلفَتَى)


الشرح:

أي: (والْجَرُّ) كائن في الأسماء (بِالحرفِ).
وهو العامل الأول من عوامل الجر، ويسمى: (حرف الجر).

تعريف حرف الجر:
عامل لفظي يوجب جر آخر الاسم بالكسرة أو ما ناب عنها.

عدد حروف الجر:

ذكر الناظم –رحمه الله- أربعة عشر حرفاً تجر الأسماء، وهي:

1- [مِن] هي أم الباب:

من معانيها الابتداء.
- تدخل على الاسم الظاهر، مثل: من الله.
- وتدخل على الضمير، مثل: منك.


2- [اللام] وتدخل على الظاهر والمضمر.

ولها ثلاثة معانٍ:
- الملك: إذا وقعت بين ذاتين، ودخلت على ما يتصور من الملك.
مثل: المال لزيدٍ، والكتاب لي.
- الاختصاص: إذا وقعت بين ذاتين، ودخلت على ما لا يتصور منه الملك.
مثل: الحصير للمسجد.
- الاستحقاق: إذا وقعت بين معنى وذات.
مثل: الحمد لله.

3- [على] تدخل على الظاهر والمضمر.

من معانيها: الاستعلاء.
- مثل: {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ}[غافر: 80].

4- [رُبَّ] تدخل على الظاهر –فقط-.

من معانيها: التكثير، أو التقليل
.
وقاعدتها: (التكثير كثير، والتقليل قليل).

ولها خمسة شروط:
1) أن تكون في صدارة الكلام.
2) أن تدخل على نكرة.
3) أن تكون النكرة موصوفة.
4) أن يكون عاملها متأخراً.
5) أن يكون عاملها فعلاً ماضياً.


مثل: رُبَّ رجلٍ صالحٍ لقيته.

5- [في] تدخل على الظاهر والمضمر.

من معانيها: الظرفية.
مثل: {فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ}[يونس: 9].

6- [الباء] تدخل على الظاهر والمضمر.

من معانيها التعدية، وتأتي للقسم.
مثل: مررت بزيد وبك.

7- [عن] تدخل على الظاهر والمضمر.

من معانيها: المجاوزة.
مثل: رميت القوس عن السهم.

8- [الكاف] تختص بالاسم الظاهر.

من معانيها التشبيه.
مثل: {كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ}[إبراهيم: 24].

9- [إلى] تدخل على الظاهر والمضمر.

من معانيها: انتهاء الغاية، وهي: نوعان.
- انتهاء الغاية المكانية، مثل:{إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}[الإسراء: 1].
- انتهاء الغاية الزمانية، مثل:{ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}[البقرة: 187].

10- [مذ]
11- [منذ] يختصان بالاسم الظاهر الدال على الوقت.

ولهما معنيان:

1) بمعنى: (من) لابتداء الغاية؛ إذا كان مجرورهما زمناً ماضياً.
مثل: ما رأيته مذ (منذ) يوم الجمعة.
أي: ما رأيته من يوم الجمعة.

2) بمعنى: (في) الظرفية؛ إذا كان مجرورهما زمناً حاضراً.
مثل: ما رأيته مذ (منذ) يومنا.
أي: ما رأيته في يومنا.

12- [حتى] تختص بالاسم الظاهر.

من معانيها انتهاء الغاية.
مثل: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}[القدر: 5].

13- [الواو]
14- [التاء] في القسم.

تنبيه: حروف القسم ثلاثة أحرف: (الباء، والواو، والتاء).

- الباء: هي الأصل في القسم، وتدخل على الظاهر والمضمر.
مثل: بالله، وبه.
- الواو: تختص بالظاهر –فقط-.
مثل: والله.
- التاء: تختص بلفظ الجلالة (الله).
مثل: تالله.


مثال الناظم –رحمه الله-: " امْنُـنْ بِعِتقٍ لِلفَتَى".

الإعراب:

1- [امْنُـنْ] فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره: أنت.
2- [بِعِتقٍ] الباء حرف جر. و(عتق) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.
3- [لِلفَتَى] اللام حرف جر. و(الفتى) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها التعذر.




***

رد مع اقتباس
  #138  
قديم 05-16-2017, 03:08 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي


المسألة الثالثة: الجر بالإضافة.

قال الناظم –رحمه الله-:

أو بـإضــافَــــةٍ بِمَـعـنـَى: (الَّــلامِ)[98] أو مِنْ كَــ(لُبـسِيْ ثَــوبَ خَـزِّ الشَّامِ)
أو فِيْ كَـ(مَكـرِ اللَّــيلِ).


الشرح:

هذا هو النوع الثاني من العوامل التي توجب جر الأسماء، ويسمى: (الإضافة).

تعريف الإضافة:

نسبة تقييدية بين اسمين توجب جر الثاني منهما.

مثل: كتابُ زيدٍ.

الإضافة تكون على ثلاثة معانٍ:

الأول: بمعنى: (من) إذا كان المضاف جزءاً من المضاف إليه.
مثل: خاتمُ حديدٍ. أي: خاتم من حديد.
وذكر الناظم –رحمه الله-: "خز الشام" أي: خز (وهو الحرير) من الشام.

الثاني: بمعنى (في) الظرفية: إذا كان المضاف إليه ظرفاً للمضاف.
مثل: عمل الصباح. أي: عمل في الصباح.
وذكر الناظم –رحمه الله-: "مكر الليل". أي: مكر في الليل.

الثالث: بمعنى (اللام) إذا لم تكن الإضافة بمعنى (من) أو (في).
مثل: مالُ زيدٍ. أي: مالٌ لزيدٍ.
وذكر الناظم –رحمه الله-: "لبسي ثوب". أي: لبسٌ لي.

تنبيه: بقي النوع الثالث من عوامل الجر: الجر بالتبعية.
لم يذكره الناظم –رحمه الله-هنا-؛ لأنه داخل ضمن قاعدة التوابع التي ذكرها في باب المرفوعات من الأسماء:
(إذ كل تابع فكالمتبوع)؛ فيكون تابع المجرور مجروراً، وهي أربعة –كما مر-
:

وذاك توكيد ونعت وبدل *** والرابع العطف بقسميه حصل

وقد مر بيانها؛ فأغنى عن الإعادة



***

رد مع اقتباس
  #139  
قديم 05-16-2017, 03:31 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي


المسألة الرابعة: الخاتمة.

لما انهى الناظم –رحمه الله- ما أراده من بيان جمل مختصرة من أصول علم النحو نبه على ذلك؛
فقال: (وَالْخِتــــامُ) مستحق (لِـ)ـلمنظومة المسماة بـ(الـــدُّرَّةِ) اليتيمة :
بـ(الصَّــــــلاة والسَّـــــــلامِ عَلَى الْمُصَــفَّى مِـن خِيــارِ العَــرَبِ) وهو نبينا الكريم (مُـحَمَّـــــدِ الْمُـخَصَّــصِ الْمُقَــــرَّبِ).

(و) بالصلاة والسلام على (الآلِ والصَّحـبِ الْمَيـاميــن الحـجا) أي: المباركين في أفهامهم وعقولهم.

وتم عدد (أبياتها) أي: المنظومة
(قـافُ) أي: مائة بيت.

وهذا على طريقة العد بالحروف الأبجدية التي يكون فيها لكل حرف عدد،
وفيها حرف (القاف) يساوي (مائة).

(القُبـولِ الْمُرتَـجى) أي: الذي يرجى له القبول.

1- من الله بالثواب والجزاء.
2- ومن القارئ بالعناية والفهم والحفظ.


والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

إضاءة:
يروَى عن سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ التستري (ت: ٢٨٣ هـ) أنّه سُمِعَ يَقُولُ :
«الدُّنْيَا كُلُّهَا جَهْلٌ إِلَّا الْعِلْمَ فِيهَا،
وَالْعِلْمُ كُلُّهُ وَبَالٌ إِلَّا الْعَمَلَ بِهِ،
وَالْعَمَلُ كُلُّهُ هَبَاءٌ مَنْثُورٌ إِلَّا الْإِخْلَاصَ فِيهِ،
وَالْإِخْلَاصُ فِيهِ أَنْتَ مِنْهُ عَلَى وَجَلٍ حَتَّى تَعْلَمَ هَلْ قُبِلَ أَمْ لَا ؟
»
الحلية (١٩٤/١٠ )

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سبحانك اللهم وبحمدك
أشهد أن لا إله إلا أنت
استغفرك وأتوب إليك.

كتبه الفقير إلى عفو مولاه
أبو زيد حمد العتيبي



***
رد مع اقتباس
  #140  
قديم 05-16-2017, 06:41 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

الدرة اليتيمة في مشجرات توضيحية (بي دي أف).

http://kutt.us/cH01K




***

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:57 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.