أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
92215 89571

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر التاريخ و التراجم و الوثائق

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-19-2013, 03:14 PM
أبو الحارث التلكيفي أبو الحارث التلكيفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 157
افتراضي بعض ذكرياتي مع شيخي العلامة المحدث حمدي عبد المجيد السلفي ( رحمه الله )


بعض ذكرياتي مع الشيخ المحدث حمدي عبد المجيد السلفي ( رحمه الله )
لا أدري كيف أبدأ الكلام وكيف تخط يدي بالمداد بعض ما عشته من سنوات مع شيخنا حمدي ( رحمه الله ) وهو أهل للحديث عنه وعن جهوده في خدمة الحديث النبوي والدعوة الى الله على وسعه وطاقته وخصوصاً أن الشيخ حمدي ضيعه أهله في بلدي العراق فلم يعطوه حقه من التعريف به ولكن يحضرني ويسليني قول عروة ابن الزبير ( أزهد الناس في عالم اهل بيته ) وهكذا كان الامر والحال في زهد اهل بلدي بالشيخ الا من رحم الله !
علاقتي بالشيخ كانت في آخر عشر سنين من حياته وبداية ذلك في بداية احتلال العراق والشيخ قد تجاوز السبعين من عمره بسنتين وكنت منذ عرفت دعوة اهل السنة وأنا صغير أسمع بالشيخ وتلمذته على الإمام الألباني ( رحمه الله ) فأحببت لقائه ولكن ظروف العراق في وقتها حالت دون ذلك ، ولكن بدأت علاقتي الروحية به بقراءة كتبه فأقتنيت ( المعجم الكبير ) للطبراني ومن حبي للشيخ قرأت كل تعليقاته بل كتبت بعض الفوائد ومما أذكر كلام الشيخ في تحقيق سماع الحسن البصري من سمرة ،ثم اقتنيت مجلة ( الرسالة الإسلامية ) فقرأت للشيخ مقالات رائعة منها ( تخريج حديث الأذنان من الرأس ) والرد على محسن عبد الحميد في تضعيف قصة الراهب بحيرا وغير ذلك ، وقرأت له كتابه من تصنيفه ( نظام الطلاق في الاسلام ) وهو من أوائل كتبه كما أخبرني بذلك كثيراً ، والعجيب أن آخر كتاب كان يشتغل عليه تصحيحاً وضبطاً لإعادة طبعه من جديد هو هذا الكتاب !!
ثم رأيت الشيخ في سنة (2003) وكان اللقاء الأول يذكرك بأهل الحديث ويالهم من قوم لا يشقى جليسهم ، وفي أول لقاء أحبني الشيخ وقد سبق مني حبي له فبدأت أسأله لا أضيع الوقت والفرصة وكان معي مسجل صغير أسجل الإجابة ولا أخفي عليكم كانت أسئلتي في وقتها أكثره في الرجال جرحاً وتعديلاً كما كانت هي الحالة السائدة بل لها آثارها الى اليوم وهنا تأتي المفاجأة ! أن كثيراً ممن سألت الشيخ عنهم من المعاصرين لا يعرفهم ومن عرفه أجاب جواباً تربوياً وكان هذا أول درس لي استفدته من شيخي رحمه الله ما الفائدة من قنص الرجال اذا كان قنصهم ليس فيه فائدة علمية او عملية فرجعت من عند الشيخ متعلماً هذا الدرس الكبير فرأيت أن العلم خير ما أشغل نفسي معه ففي اللقاء الثاني طلبت منه أن أقرأ عليه في مصطلح الحديث ( النخبة ) لابن حجر ( رحمه الله ) فقبل ورضي فبدأنا معه ثم طلبت منه أن نقرأ عليه في ( قطر الندى ) فقبل ، ثم في ( الدرر البهية ) فرضي وهكذا أذهب اليه في الأسبوع مرتين أو أكثر مع بعد المسافة بيني وبينه ولكن يهون كل شئ في سبيل العلم وعلى يدي الشيخ !
وكان الشيخ كريماً بكل معنى الكلمة فلقد فتح مكتبته لكل من يحتاج لها من الناس من طلبة العلم الشرعي ومن أصحاب الجامعات وطلاب الدراسات العليا والباحثين يعيرهم ولا يبخل عليهم ويوجه وينصح ويشير عليهم ، وكان يعد الطعام لكل ضيف جاءه صغير ام كبير ، وكم كنا نعاني من الحياء بسبب الحاحه علينا في البقاء عنده فكنا أحيانا نغلبه وأحياناً يغلبنا ، سأحاول الاختصار وذكر محطاتٍ سريعة في ما رأيت وسمعت من الشيخ رحمه الله ولن أتحدث عن ولادته ونشأته وشيوخه وعمره فذلك أمر مبذول في النت يمكن معرفته ،؛:-
1- علمه ومؤلفاته :- الشيخ رحمه الله كان ممن أتقن التحقيق العلمي وخصوصاً الأجزاء الحديثية التي كان هو من أفرادها القلائل الذين لهم بها اهتمام وولع شديد ، ومما أخذ على الشيخ من قبل كثير من الناس أن مؤلفاته قليلة ، فسألته عن ذلك : فقال ( التأليف ممكن من كل أحد في جميع العلوم ، ولكن من الذي يمكن أن يخرج هذا التراث محققاً فيفيد )
وكذلك أُخذ على الشيخ التصحيفات الكثيرة في طبعات المعجم فسألته عن ذلك : فقال ( أنه طبع وهو بعيد عنه لم يتيسر له تصحيحه ) ثم طبع المعجم الآن طبعة جديدة مصححة من الشيخ ولقد رأيته مرات متعددة وهو يصحح الكتاب على الحاسوب مجلداً مجلداً - ولله الحمد وكثير من الناس لا يدري ان الشيخ لما حقق المعجم كان قد نفي من محافظته دهوك الى محافظة أخرى هي الأنبار في العراق من قبل نظام البعث لأربع سنين !! وفي هذه الحال وهو بعيد عن أهله وكتبه وبلده حقق المعجم فكيف تكون نفسيته ! فتأملوا يا طلبة العلم الى هذه الهمة العالية !!
وكان رحمه الله وهو في مرضه يرد على أسئلة السائلين في الجوال ويجيب على اتصالات المتصلين بلا كلل ولا ملل بل رأيت من تواضعه انه اذا رأى اتصالاً لم يجب عليه فيتصل هو ويسأل المتصل ماذا عندك ويجيب الشيخ وهذا كله من يذهب من حسابه ! لكن الشيخ كريم لا يلتفت لذلك وهذا أمر رأيته كثيراً منه!!
2- سلفيته :-
عرف الشيخ باسم حمدي السلفي وكأن هذا اللقب هو عشيرته وأهله وكان كذلك ، بقي ثابتاً على هذا الانتساب قولاً وعملاً وهو في بيئة صوفية حزبية علمانية !
والشيخ يميز نفسه عنهم ويرد عليهم بمقالات علمية لطيفة وبعضها منشور باللغة الكردية ولقد اطلعني الشيخ على بعضها ، وأما المخالفون لمنهجه فكانوا اذا رأوه اظهروا احترامهم له وإذا خلوا الى انفسهم طعنوا عليه وشوهوا صورته عند العامة !
ومما يذكر في هذا شدة حبه لشيخه الإمام الألباني فكان يلهج بذكره كلما جاءت مناسبة لذلك ولقد رأيت منه في بعض الأحوال اذا ذكر الشيخ الألباني بكى ، ومما كان يذكره انه قرأ للشيخ في تخريجاته انه لم يعرف راوياً وهذا الرواي وقف عليه الشيخ حمدي فعندما لقي الشيخ الألباني أخبره بهذا الراوي ...
ولقد ذكر لي كثيراً ان الشيخ محمد نسيب الرفاعي ( رحمه الله ) جاء الى الموصل ، وطلب لقاء مصطفى البارزاني من طريق الشيخ حمدي فرتب الشيخ له لقاءاً معه ينصحه بأمور شرعية ...
3- تواضعه :-
كان الشيخ شديد التواضع يتواضع للصغير والكبير والغني والفقير بشوش مع الناس يلاطفهم ولقد رأيت منه ذلك كثيرا اذا اتصل بأحد او اتصل به احد يقول ( أنا حمدي ) يسأله السائل عن مسألة فان لم يكن عنده جواب يحيل الى الجالسين من طلبة العلم أو يقول لا ادري ، وكان يزور الأخوة في مساكنهم ولقد زارني عشرات المرات ، وكان متوسطاً في لباسه وهيئته ... وكان يداعبنا ويمازحنا كثيراً .. من طرائفه أني اول ما لقيته سألته عن تعدد الزوجات !
فكان جوابه بذكر شروط التعدد من النفقة والعدل ويرى ان أمرهما من ناحية التطبيق عسير ! ثم بعد ذلك في آخر سنة من عمره تراجع عن القول بالعسر بل نصحنا بالتعدد وذكر انه ندم على انه لم يعدد !!! رحمه الله
4- كرمه :-
كان الشيخ كريماً يعين المحتاج والملهوف ، مع انه متوسط الحال ، وكان يشفع للناس ويتوسط لهم لحل مشاكلهم ، ومن كرمه أني منذ لقيته اتفق معي على انه اذا كان عنده من الكتب كتابان من نفس الطبعة فآخذ أحدهما ! ثم صار سنة متبعة عنده مع غيري ! بل لما أردت السفر لإحدى البلدان قال لي انتظر فذهب وأعطاني نقوداً من عملة تلك الدولة ، قال : خذها تفيدك ولا انتفع منها ! وكان كلما طبع كتاباً من كتبه وزع منها بالعشرات على طلاب العلم والمهتمين بالكتاب ...
5- حبه للكتب :-
وهذا أعجب ما رأيت منه وهو في هذه السن والمرض يلاحقه لا تجده عند الدخول عليه الا في قراءة او كتابة على ( الحاسوب ) نعم على الحاسوب فالشيخ كان عارفاً به جيداً ، حتى كان يستغرب من ذلك بعض من عرف ذلك منه !
رأيت رسالة صغيرة في مكتبته فقلت سآخذها لأني كنت أظن ان الشيخ لن يهتم بها وعنده هذه المكتبة العامرة فجئت اليه وقلت : هذه الرسالة : قال : لها أخت :- قلت : لا !
قال : لا أعطيك الشرط واضح بيننا ان يكون نسختان ، والمسلمون على شروطهم ؛
وهذه كانت فائدة جيدة لأن كثيراً منا يستهين بالرسائل الصغيرة الجيدة وعند الحاجة إليها يشتد الطلب لها ولا يجدها ، ومن ذلك اليوم اهتممت بكل ورقة فيها علم نافع !
لما يسر الله فرافقت الشيخ في سفره الى ( لبنان ) مرات عدة والى الأردن مرة ، رأيت عجباً من الشيخ اهتمامه بالكتب ( طبعات جديدة ، وكتب جديدة ) المخطوطات وأخبارها وهو عنده ( قرص سيدي ) فيه آلاف المخطوطات وكان حريصاً على بذلها لطلبة العلم ، كان يحب الإفادة للغير كلفني مرات كثيرة ان ابحث له عن مخطوطات في بلدنا من اجله او من اجل بعض طلبة العلم من خارج البلد ويحرص على إيجادها لهم ويتصل بهذا وذاك من اجل الإفادة ، ولقد رأيته يذهل أصحاب الخبرة بالمخطوطات بذكر بعض المخطوطات التي لم يسمعوا بها !!
كنت أبيت معه في المستشفى في بيروت ، وهو مستلقي على السرير يقول لي :- هل هناك كتب !؟ فطلبت من احد الأخوة بإحضار كتب للشيخ فجاء بها !
وأذكر احد تلك الليالي في المشفى طلب مني أكثر من كتاب أكثر من مرة ليقرأ مع شدة المرض عليه !!
ومن شدة حبه للكتب كان يذهب كل سنة الى معرض اربيل الدولي ليشتري كل جديد ، وكان رحمه الله من تواضعه انه يتصل بي فنتواعد لنلتقي في المعرض ، والله يا أخوتي أنا اكتب هذه الكلمات وان الدموع تنهمر مني لأني اكتب ذلك ومعرض الكتاب بقي له أسابيع قليلة !! ولكن الشيخ لن يكون موجوداً !
فاللهم رحماك بشيخنا المبارك !!
6- محنه وصبره :-
امتحن وابتلي في حياته كثيراً من قبل البعثيين والحزبيين والمتصوفة فصبر وأمسك عنهم وكنت أقول له يا شيخ رد على من يتكلم فيك ، فيقول : لا ، وهذا كان يؤلمني جداً ولما وقعت فتنة التجريح المنفلت ، بدأوا يسألون الشيخ عن فلان وفلان ممن يطعنون فيهم فلا يقبل الشيخ طعنهم ذلك ، فبدأت الحملة ضده وهي تضاف الى حملة من سبق ( انه مميع ، ومخرف ، وعلماني ، ومنحرف ) ووالله كان الشيخ صابراً محتسباً ممسكاً عنهم بل العجيب انه يحاول التقريب بين وجهات النظر بين الشباب فيذهب اليهم في مناطقم يجمعهم وينصحهم ، وكان دائماً يقول ( السلفية ليست حزباً فلا زعامة فيها لاحد ) !
أراني مرة رسالة بعثها اليه أحدهم كلها سب وشتم وطعن في الشيخ والله أنا استحييت من ذلك ، ولم يراعي هذا المرسل شيبة الشيخ وعمره الذي افناه في خدمة الحديث النبوي ومرضه !!
بل الشيخ لم يلق لرسالته اهمية !
والآخر رد عليه برسالة أساء فيها للشيخ مع ان الشيخ له فضل عليه وإحسان سابق فلم يحفظه للشيخ ، ولقد قرأت أنا هذه الرسالة التي نشرت على النت على الشيخ ( فقلت ما رأيك يا شيخنا ؟ فلم يلق الشيخ بالاً له !!
فقلت : يا شيخ رد عليه ؟
فقال : لا
فقلت وانا مغضب : ياشيخ أنا ارد عليه ؟!
فقال : لا ولا أنت اتركه !!
وهنا أريد ان أقول لقد تعلمت من الشيخ العلامة حمدي السلفي ( رحمه الله ) الأدب والصبر والتغافل والتواضع والانصاف والعدل مع الموافق والمخالف أكثر من العلم الشرعي !! ولعمر الله هذا هو ثمرة العلم النافع !!

لا أستطيع الاستمرار لأن الكلام كثير عن ذكرياتي مع شيخي حمدي عبد المجيد السلفي ( رحمه الله ) لعلي أعود مرة أخرى ...
والله الموفق لا رب سواه ...








رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:41 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.