أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
58841 94165

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-17-2016, 06:07 PM
الشيخ أكرم زيادة الشيخ أكرم زيادة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 403
افتراضي «الفوائد السنية من الرحلة الإندونيسية»12 الشيخ جفري أفندي وهاب.. مجدد السلفية الحديثة

«الفوائد السنية من الرحلة الإندونيسية»12
الشيخ جفري أفندي وهاب.. مجدد السلفية الحديثة في (بكان بارو)
وحين وصلنا مطار (بكان بارو) وجدنا الإخوة والأحبة في انتظارنا في المطار، وعلى رأسهم الدكتور أبو نعيم، أسفريرحمت ـ حفظه الله تعالى ـ محقق كتاب «الفتن» لنعيم بن حماد الخزاعي [228هـ] رحمه الله، وهو من خريجي الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية سنة 2011م، وقد أقام فيها سنوات عديدة.
وفضيلة الشيخ مودودي أبو سليمان، وهو من خريجي الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية أيضاً سنة 1422هـ، الموافق سنة2002م.
وكلاهما من أفاضل الناس الذين قابلتهم في حياتي..خُلُقَاُ.. وعلما.. وتواضعا.. وحُسن معاشرة.. أحسبهما ـ والله حسيبهما ـ ولا أزكيهما على الله تعالى، حيث انطلقا بي وبرفيقي نذير الدين.
والأخير مدير إحدى المدارس الشرعية في (بكان بارو)، ومن أفاضل الناس الذين قابلت أيضاًـ ولم أقابل في رحلتي كما قلت: إلا فاضلاً ـ سائلا الله ومتضرعا إليه أن يرزقه الله ـ وزوجته ـ الذرية الصالحة الطيبة التي تقر بها أعينهما..
انطلقوا بنا إلى بيت أحد الوجهاء المحسنين، حيث قابلت عددا من الإخوة الأفاضل طلاب العلم المتقدمين، وبعضهم من الدارسين حتى حينه، وبعضهم من الخريجين من الجامعة الإسلامية، وتجاذبنا أطراف الحديث إلى وقت أذان العشاء، وكان قريبا، وانطلقنا مع الأذان إلى مسجد سني سلفي قريب، يشبه في بنائه وبيئته وترتيبه الداخلي مسجد الشيخ ابن باز الذي بناه الشيخ عبد الرحمن السديس في حي العوالي بمكة المكرمة.
صليت ورفيقي نذير الدين المغرب بين أذان العشاء وإقامتها، وصلينا العشاء خلف أحد الشباب الذي يدرسون في الجامعة الإسلامية، وكان صوته رائعاً، وقراءته أروع، ذكرتني بحديث جَابِرٍ ـ (الحسن)، أو الـ (صحيح لغيره) ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ:
«إِنَّ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ، الَّذِي إِذَا سَمِعْتُمُوهُ يَقْرَأُ، حَسِبْتُمُوهُ يَخْشَى اللَّهَ».
وبعد الصلاة عدنا بسيارة فضيلة الشيخ مودودي ـ كما أتينا ـ إلى بيت أخينا الوجيه، والمحسن ـ والذي أظهر لي ذلك طبيعة بيته، وكريم ضيافته!!ـ وقد أسقوني ماء طبياً دافئاً في كأس كبيرة قبيل صلاة العشاء، وحين قدمه لي أحد الفضلاء قال:
«تفضل ماء طبيب»!!
يقصد:
«ماء طبيا!!»
ولكن لم تسعفه عربيته للتعبير العربي الدقيق، فأعجبتني اللفظة، واستحليتها، واستملحتها، ونقلتها إلى رفيقيَّ الشيخين بعد ذلك في (جاكرتا) حين أتى لنا الإخوة (الإندونيسيون) بماء طبي في قوارير بلاستيكية مميزة، فاسْتَحْلَوْها أيضاً، واستملحوها!! وصارت علما على الماء الطبي..
ماء طبيب!!..
طبب الله قلوبنا وقلوبكم بذكره وعظيم فضله.
بعد العشاء الفاخر، والإكرام الزائد، في بيت أخينا المحسن الفاضل.. ـ أحسن الله إليه ولأهل بيته ولوالديه، وتفضل عليه بفضله العظيم في الدنيا والآخرة ـ انتقلت صحبة الشيخين الفاضلين إلى فندق فخم في (بكان بارو)، وكان بصحبتنا في سيارة فضيلة الشيخ مودودي شاب من الذين يدرسون في الجامعة الإسلامية اسمه (نوفل)، فلما سمعت اسمه قلت:
لعل والدك اسمه عبد المطلب؟! فتكون نوفل بن عبد المطلب، على اسم أحد أعمام النبي صلى الله عليه وسلم؟!..
فاستغرب الجميع أن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم عماً اسمه نوفلاً، مما ساقنا للكلام عن أعمام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعددهم تسعة، وعن عماته، وبعض أبناء عمه، وبعض بنات عمه ممن أدرك الإسلام وأسلم، ومن أدرك ولم يسلم، ومن لم يدرك الإسلام..
وتكلمنا عن نوفل بن عبد مناف؛ عم عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وبعض بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وبني المطلب بن عبد مناف، وذكرت الحديث الذي رواه أبو داود وغيره من طريق سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ [قال:]، أَخْبَرَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، أَنَّهُ جَاءَ هُوَ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، يُكَلِّمَانِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا قَسَمَ مِنَ الْخُمُسِ بَيْنَ بَنِي هَاشِمٍ، وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ قَسَمْتَ لِإِخْوَانِنَا بَنِي الْمُطَّلِبِ، وَلَمْ تُعْطِنَا شَيْئًا، وَقَرَابَتُنَا وَقَرَابَتُهُمْ مِنْكَ وَاحِدَةٌ؟!، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّمَا بَنُو هَاشِمٍ، وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيْءٌ وَاحِدٌ».
قَالَ جُبَيْرٌ: وَلَمْ يَقْسِمْ لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، وَلاَ لِبَنِي نَوْفَلٍ، مِنْ ذَلِكَ الْخُمُسِ كَمَا قَسَمَ لِبَنِي هَاشِمٍ، وَبَنِي الْمُطَّلِبِ.
قلت: وَجُبيْرُ بنُ مُطْعِمِ بنِ عَدِيِّ بنِ نَوْفَلٍ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ، كما أن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُميَّة بْن عبد شمس بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ بن كلاب. فهاشم، والمطلب، ونوفل، وعبد شمس إخوة..
وصلنا فندق (أريادوتا) (Aryaduta) في (بكان بارو)، وهو فندق خمس نجوم، فوجدت الإخوة قد حجزوا لي جناحا فخما مكونا من ثلاثة غرف وحمامين، ومجهز بكل شيء يحتاجه المسافر والمقيم، وحجزوا لبعض الإخوة غرفةً مقابل جناحي مباشرة ليتكفلوا بخدمتي، والصحيح أنهم يستحقون بتواضعهم وحُسن أخلاقهم أن أكون أنا خادمهم، وبعد أن تركوني وخلوت وربي ودعوته ورغبت إليه.. لي ولهم خصوصا، ولأهل تلك البلاد الطيبة المباركة عموما، بخير الدنيا والآخرة، مما أرجو إجابته قريباً إن شاء الله
عند أذان فجر يوم الأحد غرة ذي القعدة سنة 1436هـ، الموافق 16/8/2015م، كان فضيلة الشيخ مودودي ينتظرني في الغرفة المقابلة الملحقة بجناحي ليأخذني إلى صلاة الفجر، ولبُعْدِ ما بين الفندق والمسجد آثرت أن أصلي سنة الفجر في السيارة خوفا من عدم إدراكها في المسجد على ما رأيت من قِصَرِ الوقت بين الأذان والإقامة في أكثر مساجد (إندونيسيا) التي رأيتها، ودخلتها، ولكن مسجد روضة الجنة ـ وهو اسم المسجد السلفي الرئيسي في (بكان بارو) ـ له ترتيبه المختلف عن غيره من المساجد!! فبعد وصولنا المسجد صليت تحيته، فضلا عن صلاة السنة في السيارة سابقاً!! قبل أن يقيموا الصلاة في المسجد..
صلى بنا الفجر رجل كالذي صلى بنا العشاء من قبل وأفضل، وقرأ آيات من سورة النساء قبل وبعد قوله تعالى:
{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا}[النساء: 41]
فتذكرت حديث ابن مسعود رضي الله عنه الذي في «الصحيحين» قال: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
«اقْرَأْ عَلَيَّ».
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ! آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟! قَالَ:
«نَعَمْ [إِنِّي أَشْتَهِي أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي] [إِنِّى أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِى]»
قال: فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ الآيَةِ
{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا}
قَالَ:
«حَسْبُكَ الآنَ».
فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ.
فلما انتهت الصلاة طلبت من الإمام ومن فضيلة الشيخ مودودي الكلمة، وكانوا يُعدون كلمة لأحدهم، فقدموني، وظننت أن كل الجالسين ـ وهم جم غفير ملأوا المسجد الواسع ـ طلاب علم يفهمون العربية، كما كنا سابقا في الدورة، فتكلمت عن الآية، والحديث السابق، وركّزت على رحمة الله، ورحمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ورحمة سائر الأنبياء، ورحمة أهل العلم، في مجلس طال، ثم أردت الانصراف!! فاستمهلني فضيلة الشيخ مودودي ليترجم المحاضرة إلى (الإندونيسية)، فعندها أدركت مدى خطأي في الإطالة، لأنهم سيحتاجون مثل الوقت الذي تكلمت فيه ـ يقل قليلا، أو يزيد قليلاً ـ وكذلك كان، وكانت ترجمة الشيخ مودودي ترجمة مميزة!! مثيرة للإعجاب!! ذكرتني بترجمة الشيخ أبي يونس المغربي، والشيخ عبد المنعم الليبي في (كندا) للإنجليزية.
بعد المحاضرة التي شربت فيها أكثر من (ليتر) ونصف من الماء على عادتي، وبعد صلاة الضحى في المسجد، وعند خروجنا للعودة إلى الفندق فإذا بفضيلة الشيخ أبي نعيم قد حضر، فانطلقنا سويا إلى الفندق، وحين دعوني للإفطار (الفندقي) أخبرتهم أنني أفطرت على مذهبي!! (المائي) حسب تعبير الشيخ الحلبي، فصعدنا إلى الجناح المذكور، وأكلنا بعض الفواكه، وتذاكرنا بعض المسائل العلمية، وتركوني لأرتاح قليلا قبل الانطلاق لزيارة معهد الفرقان، وإلقاء المحاضرة، والسفر إلى (جاكرتا) عائداً إليها للسفر منها بعد ذلك ـ صحبة الأشياخ ـ إلى الأردن.
بعد استراحة قصيرة انطلقت صحبة الشيخين الفاضلين.. أبي نعيم، وأبي سليمان، وبرفقتنا نوفل نحو معهد الفرقان، بعد أن أخذت حقائبي، ونسيت سجادتي الجديدة جداً جداً، والتي أهدانيها السيخ يوسف من جامعة علي بن أبي طالب الإسلامية بـ (سورابايا)، ولم أصلِّ عليها سوى ليلتين اثنتين منذ أهدانيها، وما تذكرتها إلا في (جاكرتا) حين فقدتها في الفندق لأصلي عليها، ليَصِلَ أَجْرُ ذلك للشيخ يوسف ـ حفظه الله ـ والتي كان لها شأن بعد ذلك، وأتعبت وكلفت إخواني الفضلاء في (بكان بارو) بها عن غير قصد ـ غفر الله لي ولهم ـ وجازاهم الله على جهدهم المشكور المأجور إن شاء الله في إرسالها إليَّ خير الجزاء.
بعد وصولنا معهد الفرقان، وهو معهد يدرس المرحلة المتوسطة والثانوية، وبعبارة أخرى: المرحلة الإعدادية والثانوية، مع التركيز على العلوم الشرعية والدينية، ويؤهل الخريجين لدخول الجامعة، وكان قد أسسه أحد خريجي الجامعة الإسلامية الأفاضل، والذي كان في خِلْقَتِهِ وتكوينه بعض الخصوصية التي لم تُعِقْهُ عن بذل الجهد الجهيد في تلقي العلم النافع ونشره، والحرص على التوحيد والسنة وتعليمهما، ومحاربة الشرك والبدعة والكتابة فيهما، مما ذكرني بالتابعي الجليل عطاء بن أبي رباح المكي، تلميذ ابن عباس، الذي كان أعلم أهل عصره بالمناسك، وكان عطاءٌ، أسود، أعور، أفطس، أشل، أعرج، ثم عمى بعد ذلك، وكانت يده شلاء ضربت أيام ابن الزبير، وكان ثقة فقيها عالما كثير الحديث...
كان الشيخ ـ كما كتب لي تلميذه النجيب؛ فضيلة الشيخ مودودي ـ:
«واسمه: جفري أفندي وهاب..
مؤسس معهد الفرقان الإسلامي..
مولده: [في الثالث عشر من شهر جمادى الآخرة سنة 1365هـ،] الموافق:15/5/1946م ـ [أي قبل نكبة فلسطين بسنتين ميلاديتين بالتمام والكمال، وبعد استقلال بلاده بسنة إلا قليلا]ـ.
تخرج من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من ماجستير بقسم العقيدة بالرسالة عنوانها «الشرك وأنواعه» عام 1404هـ، 1984م.
وتوفي ـ رحمه الله تعالى ـ [بتاريخ الخامس عشر من شهر ذي القعدة] سنة 1417هـ، الموافق:24 / 3 / 1997م
أولاده: ترك الشيخ رحمه الله خمسة بنين، وأربع بنات.
تخرج الشيخ من الجامعة الإسلامية، ورجع إلى بلده داعيا إلى الله سبحانه وتعالى.
وكان يلقي في كل يوم دروسا في بيته..
وبدأ بتدريس الناس، واهتم كثيرا بتدريس الشباب، فاجتمع عند الشيخ عدد من طلاب الجامعة يدرسهم الدروس الدينية والعربية، حتى كان بعضهم ترك الدراسة في الجامعة الحكومية للملازمة، وكان مولعا بقراءة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه [ابن القيم].
أسس معهد الفرقان عام 1988م.
وتخرج على يديه عدد من الطلاب بعضهم التحقوا بالجامعة الإسلامية بالمدينة [منهم فضيلة الشيخ مودودي كاتب هذه السطور، وفضيلة الدكتور أبو نعيم أسفري رحمت الذي ذكرته سابقا] والبعض بجامعة الإمام محمد بن سعود فرع (جاكرتا).
ولما توفي الشيخ تولى إدارة المعهد طالبه أبو المنذر خريج الجامعة بكلية الدعوة.
ثم تولاها الشيخ دلسمان إبراهيم خريج جامعة الإمام فرع (جاكرتا).
ثم تولاها بعده ابن الشيخ محمد فائز بن جفري خريج كلية الحديث بالمدينة.
والآن تولى الإدارة الأخ الشيخ يودي عارفين خريج كلية الشريعة بالمدينة، [والذي كان حين زيارتي للمعهد يعمل مع تلاميذه بيديه الكريمتين في بعض مرافق المعهد].
كان الشيخ [جفري] دائما يوصي طلابه بالرجوع إلى فهم سلف الأمة ونبذ البدع في الدين، وعدم التقليد له، أو لأي شخص سوى الرسول صلى الله عليه وسلم، وعدم اتخاذ قبره عيداً بعد وفاته. [والظاهر أن هذه بدعة منتشرة في (إندونيسيا) ـ كما هي في كثير غيرها من بلاد المسلمين ـ من اتخاذ قبور الصالحين ـ والشيخ جفري منهم إن شاء الله ـ مزارات وأعياداً]
استجاب الله للشيخ دعائه، ولم يعرف موضع قبره إلا شرذمة قليلة من أهله، وبعض طلابه.
عرف كثير من الناس أين دفن، ولم يعرفوا أين قبره بالضبط.
كثيرا ما [كان] يوصي طلابه بقراءة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم. فكان لهما تأثير قوي في علم الشيخ.
[ولم يكن الشيخ] رجلا صحيحا [صحيح الجسم] كعموم الرجال، بل [كان] له عاهة [دائمة] إذ أن عموده الفقري انزوي بعضه إلى بعض، ونتج وراء العنق شيء منه.
وذلك لسبب سقوطه من الدراجة أيام الصغر، وسقط عليه كيس من اﻷرز الذي حمله على الدراجة.
كان قصير القامة لسبب هذه العاهة التي عنده، غير أن الشيخ صاحب همة عالية جدا، لم أجد في حياتي مثله في (الإندونيسيين).
لقد كان له يد طولى في نشر الدعوة السلفية في (باكن بارو) خصوصا و(إندونيسيا) عموما.
معهد الفرقان أول معهد سلفي تأسيسا - فيما أعلم - في (إندونيسيا) كلها.
ما تجد سلفيا في (باكن بارو) إلا وهو طالبه مباشرة أو بواسطة.
رحم الله شيخنا جفري، وفسح له قبره، وأسكنه فسيح جنته، مع السابقين المقربين. ومع الأنبياء والمرسلين. وجعلنا له من المستنين.....».
انتهى ما تفضل به، وكتبه لي فضيلة الشيخ مودودي، تلميذ الشيخ جفري، بتصرف يسير جعلت أكثره بين معقوفتين، مع إضافة بعض الأقواس وعلامات الترقيم ليستقيم المعنى.
وقد حدثني الشيخان أسفري، ومودودي ـ حفظهما الله ـ بعد خروجنا من المعهد، وأثناء طريقنا إلى مسجد (روضة الجنة) ـ مقر المحاضرة الموعودة ـ عن الجهد والعناء الذي بذلوه، وزملاؤهما، ورفاقهما، في أوائل تأسيس المعهد المذكور ـ والذي كان جزءً لا يتجزأ من غابة موحشة، مليئة بالحيات والعقارب، وغيرها من بعض الضواري ـ من قطع للأشجار، وتمهيد وتسوية وتنظيف للأرض من المستنقعات، وحمل لمواد البناء الكثيرة جداً، والتي كانت تعجز السيارات من إيصالها لموقع بناء المعهد بسبب وعورة الطريق، وقد أروني بعض الأماكن في طريقنا التي كانت متفاوتة في بُعْدِها عن المعهد عبر تعاقب السنين، والتي كانت آخر ما يمكن أن تصلها السيارات، ثم هُمْ يحملون تلك المواد للبناء على ظهورهم ورؤوسهم كل يوم بعد صلاة العصر إلى المغرب، وأحيانا بعد المغرب، جازاهم الله على ذلك علماً انتفعا ـ وزملاءهما ـ به، ولا زالوا ينفعون به من بَعْدَهم من طلاب المعهد المذكور، إذ كلاهما ـ حفظهما الله ـ لهما دروس منتظمة في المعهد.
ذهبنا إلى المحاضرة، فوجدنا المسجد ـ وهو تحت الإنشاء ـ قد غص بالمصلين، ولا زالوا يتوافدون، وبين الرجال والنساء في مؤخرة المسجد حاجز، وعندهن شاشات عرض كبيرة، وقد خلعت نعلي على باب المسجد بين آلاف النعال، وتكفل أحدهم بحفظهما، وبعد صلاة تحية المسجد جلست على منضدة واسعة، رفقة الدكتور أبو نعيم، وخلفنا (بوستر) كبير فيه إعلان المحاضرة، ووقتها، وتاريخها، وعنوانها، والعبد الضعيف الذي سيلقيها، والقنوات الفضائية والإذاعات التي ستنقلها، وتسجلها، وحشد إعلامي لا بأس به ينم عن اهتمام بنشر العلم النافع، والدعوة السلفية الصحيحة، وبدأت المحاضرة التي كانت بعنوان:
«وجوب محبة آل البيت، وأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ورضي الله تعالى عنهم أجمعين»
وهي محاضرة تم ترتيبها من جهتهم، بيانا للحق من جهة، وتصحيحا للمفاهيم الخاطئة التي بدأت الشيعة الرافضية الشنيعة في نشرها وبث سمومها الزعاف بين المسلمين، في التفريق بين الآل والأصحاب رضي الله عنهم، وهي محاضرة وافقت هوىً ومحبة في نفسي، وكنت قد ألقيت مثلها مفرقة عدة مرات في اليمن الميمون قبل أكثر من عشرين سنة لنفس الأهداف والأغراض، وأظن أنهم كانوا في ذلك في غاية التوفيق، مما انعكس عليَّ فأظن أنني كنت موفقا أنا الآخر في إلقائها، وإن ضاق الوقت ـ على سعته ـ عن إتمام آخرها المتعلق بأمهات المؤمنين، وسائر الصحابة رضي الله عنهم، وقد علمت من فضيلة الشيخ الحلبي حين التقينا في (جاكرتا) بعد ساعات أنها كانت تبث حية على الهواء مباشرة، وقد حاول تصوير لقطات منها وأرسلها لي على (الواتساب) جزاه الله خيرا، ورفع قدره، وهي الآن على موقع (اليوتيوب) تحت الرابط:
بعد المحاضرة وصلاة الظهر ـ التي جمعت إليها العصر قصرا بسبب سفري ـ خرجت من المسجد ألتمس نَعْلَيَّ بين آلاف النعال ـ كما في مكة والمدينة ـ حيث وضعهما الأخ المشار إليه سابقاً، والذي لم أجده عند خروجي!! وكم ذبت في ثيابي خجلا وحياء من تواضع الدكاترة والمشايخ وهم يبحثون لي عن نعليَّ، وأقسمت إن جاؤوا بهما ألا ألبسهما ـ إجلالا لهم وإكباراً ـ ومشيت حافيا هنا وهناك، أبحث عنهما، حتى جاءني بهما أحدهم!! ولا ادري أهو هو!! أم غيره، فتعلمت واستفدت من هذا الموقف أن أجعل في جيبي كيسا أحفظ به نعلي حيثما ذهبت، كما أفعل في حرمي مكة والمدينة.
خرجنا بعد المحاضرة نسلم ونصافح الكثيرين، وخاصة الصغار الذين جاء بهم أهلوهم للسلام عليَّ ـ سلمهم الله من كل سوء ـ وجعلهم قرة أعين لآبائهم وأمهاتهم ـ وهي دعوة شيخنا الإمام الألباني رحمه الله تعالى (القرآنية) للصغار عموما، ولأكثر أبنائي العشرة..
«جعله ـ جعلها ـ الله قرة عين لك».
فكنت أمسح رؤوسهم كما كان يفعل نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ثّمَّ شيخنا الإمام ـ رحمه الله تعالى ـ وأدعو لهم بالدعاء السابق، ولفت انتباهي (البوستر) الكبير في الطريق المؤدي إلى المسجد إعلانا عن المحاضرة، ولا أدري إن كان الوحيد، أو هناك غيره في أماكن أخرى!!
خرجنا إلى مطعم ـ وجدناه قد سبقنا إليه جمع غير قليل من الإخوة والأحبة المدعويين ـ ووجدنا داعينا الكريم يستقبلنا، وقد عرفوني عليه، فجزاه الله على جوده وكرمه وإكرامه ما جازى به إبراهيم الخليل عليه السلام عن إكرامه لضيفانه.
كان الغداء شهيا، والوقت ضيقا، ووقت الإقلاع قريب، وموقع المطار قريب، فتغدينا على عجل ـ ولكن مع الشبع ـ من أصناف السمك الطازج، والعصير اللذيذ، وانطلقنا مسرعين متعجلين نحو المطار القريب، وأصر فضيلة الشيخ مودودي ـ حفظه الله تعالى ـ على صحبتي إلى (جاكرتا) ـ مع عدم ضرورة ذلك، سيما وقد كان بعض المسافرين إلى (جاكرتا) يعرفونني، وقد سبق لهم حضروا لي محاضرات، ويتقنون العربية ـ ولكنه أصر على صحبتي فجزاه الله على ذلك خيرا، وقد استفدت من صحبته تلك الكثير جداً..
وأهم ما استفدته حُسن الخلق، والسمو في التعامل، والرقي في التصرفات، حفظه الله تعالى، وحياه وبيَّاه، وجعل الجنة مأوانا ومأواه.
وحين وصلنا مطار (جاكرتا)، لم يتركني أنشغل حتى بأغراضي! حتى سلمها وسلمني لإخواننا الذين كانوا ينتظرونني في مطار (جاكرتا)، وعلى رأسهم فضيلة الشيخ عبد الحكيم، والذي عرفته من الدورة السابقة قبل ثلاث سنوات في (بوجو)، وقد حَمَّلَني الإخوة ـ جازاهم الله خيرا ـ في (ميدان)، ومن ثَمَّ في (باكن بارو) بعض الهدايا التي سببت لنا إشكالا بعد ذلك في مطار (سوكارنو هاتا) عند العودة إلى الأردن بسبب الوزن!!..
وصلنا (جاكرتا) بعد العصر، وكان قد سبقني إليها فضيلة الشيخ الحلبي، بعد أن عاد من مدينة (باتام) في جزيرة ومقاطعة (رياو)، بعد أن ألقى فيها يوم الجمعة بعد العشاء محاضرة، وقبل ظهر السبت محاضرة أخرى، ثم عاد ليلقي قبل ظهر الأحد محاضرة في مسجد الاستقلال في (جاكرتا)، وكلها محاضرات حاشدة وكبيرة كما بلغني، وكما أخبرني فضيلته بذلك، وكما نشرته وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي في حينه.
ووَصَلَ فضيلة شيخنا المقرئ أبو أنس، وولده صلاح بعد وصولي، مع الغروب تقريبا، وكان قد ألقى بعض الكلمات التوجيهية لبعض طلبة العلم في (لومبك)، وسجل بعض التلاوات القرآنية في استديو الأخ فاضل باشميل هناك، كما أخبرني بذلك.
وإلى أن نلتقيكم في الحلقة القادمة نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
«الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-17-2016, 07:44 PM
مروان السلفي الجزائري مروان السلفي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الدولة: سيدي بلعباس -الجزائر -
المشاركات: 1,790
افتراضي


سلمك الله من كل سوء و بارك الله فيك فضيلة الشيخ .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-17-2016, 10:22 PM
الشيخ أكرم زيادة الشيخ أكرم زيادة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 403
افتراضي وفيك بارك

وفيك بارك أخي مروان
__________________
«الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-17-2016, 11:48 PM
أبو متعب فتحي العلي أبو متعب فتحي العلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الزرقاء - الأردن
المشاركات: 2,322
افتراضي

فضيلة الشيخ بارك الله فيك
لو تطبع هذه الزيارات
في كتاب يكون فيها الفائدة
بإذن الله تعالى ...
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-18-2016, 01:08 AM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

جعلها الله في ميزان حسناتك شيخنا أكرم زيادة و رزقك الحسنى و زيادة
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-18-2016, 08:55 AM
الشيخ أكرم زيادة الشيخ أكرم زيادة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 403
افتراضي إن شاء الله

إن شاء الله سأطبع
بوركتما
أبا متعب
وعمر بن محمد بدير
__________________
«الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-18-2016, 11:41 AM
عصام شريف ابو الرُّب عصام شريف ابو الرُّب غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 323
افتراضي

أَمَتَعْتَنا شيخنا ، مَتَّعَكَ الله بالصحة والعافية
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 02-19-2016, 11:38 AM
الشيخ أكرم زيادة الشيخ أكرم زيادة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 403
افتراضي وأنتم كذلك

وأنتم كذلك
مَتَّعَكَم الله بموفور الصحة والعافية
أخانا الكريم
عصام شريف ابو الرُّب
__________________
«الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:24 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.