الفرق من حيث " التأثير " بين ابن الجوزي الواعظ وابن تيمية رحمهما الله / ابن عثيمين .

[ابو صالح الفلسطيني]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.

.

.

.

(المتن)

وفصاحة المتكلم ملكة يقتدر بها على التعبير عن المقصود بكلام فصيح في أي غرض كان.

(الشرح)

وهل هذه غريزة أو مكتسبة.

فصاحة المتكلم نوعان:

غريزة يمن الله بها على من يشاء من عباده فيجعله فصيحاً قوي الكلام قوي الإقناع.

مكتسبة وذلك بالتمرن على الخطابة ولو أن تخرج إلى البر وتستحضر الأشجار حولك كأنهم رجال ثم تخطب فيهم فإن شئت فقل: (أيها الناس)، وإن شئت فقل: (أيها الأشجار)، المهم أن تتعود على الخطابة.

فالفصاحة إذاً نوعان فصاحة غريزة يمن الله بها على من يشاء من عباده فتجده متكلماً طالب علم صغيراً ومع ذلك يخطب الخطبة البليغة العظيمة وتجد بعض الناس عالماً كبيراً وفقيهاً نحريراً ومع ذلك لا يكاد يتكلم إلا كلاماً معقداً ركيكاً.

وأيضاً بعض الناس يكون فصيحاً في الكتابة غير فصيح في الخطابة وقد حكى لنا تلميذ شيخنا ابن سعدي رحمهما الله أن الشيخ محمد رشيد رضا صاحب القلم السيال المعروف كان إذا تكلم لا يتناسب كلامه مع كتابته بل كلامه ضعيف جداً.

وإن شئت أن تعرف ذلك انظر إلى كلام ابن الجوزي رحمه الله الواعظ المشهور وإلى كلام ابن تيمية تجد بينهما فرقاً من حيث التأثير لا من حيث القوة المعنوية والاستدلال والأدلة لكن من حيث التأثير ابن الجوزي يحضره عشرات الآلاف في خطبته وربما يموت بعض الناس من شدة تأثره وابن تيمية لا يبلغ هذا المبلغ.

وقول المؤلف: (في أي غرض كان) هذه أيضاً نقطة مهمة لأن بعض الناس يكون فصيحاً في غرض من الأغراض غير فصيح في غرض من الأغراض تجده مثلاً إذا تكلم في باب الأصول يكون فصيحاً جيداً وإذا تكلم في فقهٍ يكون رديئاً والعكس.

والمهم أن نعرف أن فصاحة المتكلم هو قدرته على التعبير عما في ضميره بكلام فصيح وعرفتم الكلام الفصيح أنه يكون فصيحاً في نفسه وفصيحاً في كلماته يعني يشتمل على فصاحة الكلمة وفصاحة التركيب.

-----------------

منقول من : شرح كتاب قواعد اللغة العربية في النحو والصرف والبلاغة

قسم البلاغة

للإمام محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى .

[طارق نعماني]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
موضوع طيب بارك الله فيك