ما هي وجهة نظر الإخوة حول إعارة كتبهم للغير؟ نرجو التفاعل ...

[أبو معاوية البيروتي]

كيف كان الشيخ علي الطنطاوي يعير كتبه؟

قالت عابدة العظم – حفيدة علي الطنطاوي - :
كان جدّي لا يسمح بخروج الكتاب خارج باب بيته إلّا بظروف استثنائية، وبإذن رسمي، مشترطاً مدّة محددة غير طويلة لإعادة الكتاب إليه، ضَنًّا به وخوفاً عليه، ثم هو يسأل المستعير عنه كلّما قابله أو هاتفه حتى ليقول: ليتني لم أستعِرْ كتاباً من الشيخ!
ولعلّه لا يعود إلى طلب كتابٍ بعدها!

[أبوالأشبال الجنيدي الأثري]

كنت حريصا على نشر العلم بين إخواني السلفيين ؛ حتى أنني كنت لا أمسك كتابا على أخ سلفي , وكان اعتمادي ــ بعد الله سبحانه ــ على ذاكرتي القوية , ولكن بعد أن تكاثرت المشاغل والهموم وبدأ الوهن يدب إلى عقلي ضاعت كتب كثيرة , حتى أن بعض تلاميذي وجدوا بعضها يباع في السوق ـــ عرفها من إمضائي عليها ــ !
فصرت لا أعير كتابا إلا بشق الأنفس وأسجله في الحاسوب : الكتاب والمستعير والمدة ووو !
حتى خرب جهازي مرة فضاعت الأسماء ومعها الكتب !!
وأنا أقولها الآن بكل عزم : كل من أخذ مني ورقة علم فضلا عن كتاب على سبيل الإعارة ولم يرجعه فأنا خصيمه بين يدي الله , ولن أسامحه لا في الدنيا ولا في الآخرة ...
حرقة على تلك الكتب التي ما حصلتها إلا بالجوع والعري , ثم يأخذها نذل بسهولة !
ولا عذر لأحد أخذ كتابا ويزعم أنه نسيه ؛ فبمجرد أن تقع عينه عليه يعرفه ويعرف صاحبه , كيف وتوقيعي عليه ؟!
حسبنا الله ونعم الوكيل.

[أبو معاوية البيروتي]

الغيرة على الكتب من المكارم

كتب الأديب رشيد الدين محمد بن محمد الوطواط ( ت 573 هـ ) يعتذر عن ضنِّه بكتبه: كنتُ قبل هذا؛ أَسمَحَ بكتبي من كعب بن مامةَ بأقداحِه، فصِرتُ الآن أَشَحَّ بها من عبد الله بنِ الزُّبَير بأرماحِه، لـِما لاقيتُ من تقصير الـمُـستَعِيرين في الرَّدِّ، وخروجهم في تضييعها عن الحدِّ؛ وعرفتُ أنَّ قولَ القائل: (( الغيرةُ على الكتب من المكارم، بَل هي أختُ الغيرة على المحارم ))، قولٌ لا محيد عنه؛ وكلام لا كلامَ أصدَقُ منه، وهذه الدفاتر التي في يدي أنفَقْتُ خُلاصَة عُمري في تحريرها وتنقِيحها؛ وأَرَقتُ ماءَ شبيبتي في ارتقائها وتصحيحها؛ ولو طَلَب غَيرُ سيّدنا منِّي ورَقةً لَـما دَفَعتها إليه؛ ولأَغلقتُ بابَ الإجابةِ عليه ... ((خريدة القصر)) (قسم أصبهان) ( 2 / 187 ).

* نقلتها من كتاب ((الكتب، أخبار ونوادر من عالم الأدب والتراث)) لعبد الرحمن الفرحان

[أبو معاوية البيروتي]

فقلت لمستعير كتابي: خذه هدية لأنك لن تعيده!

قال أحد الإخوة:

استعار أحد الفضلاء مني كتاباً وسيرده بعد أيام،
فلم يرده، وبعد ثلاثة أشهر طلب استعارة كتاب آخر!!
فأعطيته وكتبت عليه إهداء له، فاندهش صاحبي!
فقلت له: أهديك هذا لأني أعلم أنه لن يعود، فأحتسبه هدية وأشتري آخر مكانه.
فاستحى صاحبي وأعاد الكتاي الأول ولم يرجع للاستعارة مرة أخرى.

[أبو معاوية البيروتي]

كتاب مُعار عاد لصاحبه بمعاناة بعد ثلث قرن!

قال الأديب اللبناني أبو محمد مارون عبود (1886 - 1962) :
كتاب ((الـمحالفة الثلاثية)) لأمين الريحاني (1876 – 1940 م) عاد إليّ بعد هجرة طالت ثلث قرن، استعاره منّي الخوري (ي. ع.) فراودته نفسه أن يمتلكه، وبعد أخذ وردّ وتوسّط محامٍ صديق لي وله (أ. خ.) رجع الخروف الضال إلى قطيعي، وهو الآن في مكتبتي، محوط باسم الله والحرية.
الكتاب يحمل هذه العبارة بخط الريحاني: (( هدية المؤلف إلى صديقه مارون غبود، الفريكة 9 حزيران سنة 1908 )).

[أبو معاوية البيروتي]

كانت مكتبة الشيخ أحمد البنا (ت 1378 هـ) رحمه الله عامرة بالمجلدات والمراجع عن الحديث والتفسير والفقه وبقية العلوم الاسلامية، وقد وجدت بين أوراقه ورقة كُتِب عليها بخطه هذين البيتين:

ألا يا مستعير الكتب دعني ... فإن إعارتي للكتب عار
فمحبوبي من الدنيا كتابي ... وهل أبصرت محبوباً يعار؟

* ذكريات عن الشيخ أحمد البنا الساعاتي/ يرويها أحد أبنائه.
=================

[أبو معاوية البيروتي]

كتب رئيس المجمع العلمي العربي بدمشق خليل مردم بك (١٨٩٥-١٩٥٩ م) في إحدى رسائله إلى إبراهيم الحافظ مؤرخة في بغداد 19 نيسان 1952 م:

سلّم على أخينا الشيخ حمدي السفرجلاني (خبير بالمخطوطات، توفي 1962 م) وقل له:
إنني وجدتُ في إحدى مفكراتي أنني أعرته كتاباً اسمه ((فحول الشعراء)) تأليف محمد توفيق البكري (شاعر ونقيب اشراف، 1870 - 1932 م)، ولم يردّه إليّ إلى الآن.
فذكّره بما أمرنا الله تعالى به، من ردِّ الأمانات إلى أهلها.
* قال أبو معاوية البيروتي: وهذا الفعل مما زهّدني في إعارة الكتب للناس، فإن لم تطالب بكتبك تنام لأشهر - وربما لسنين - عند المستعيرين، إن لم تُوزّع في ميراثهم!!!

[أبو معاوية البيروتي]

في القرن الثالث عشر الهجري أرسل محمد بن الطلبة الشنقيطي إلى العلامة حرمة بن عبد الجليل العلوي يستعير منه كتاب: «تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام» للقاضي إبراهيم بن علي بن فرحون، اليعمري، وهو من نوادر كتب فقه القضاء والمرافعات وأرفعها تنظيما وترتيبا وموضوعا فلم يجد حرمة بدا من الاستجابة لطلب ذلكم الشاعر الأديب فبعث إليه بالكتاب ومعه أبياتا تدل على ما تعانيه نفسه من بُرَحاء الوجد والإشفاق لمفارقته هذا الكتاب النفيس:

يا ابن المشايخ والأشياخ أسلافه جزاء من يسعف العافين إسعافه
لكنَّ تبصرة الحكام مبخلة ولؤلؤ وسواد القلب أصدافه
ومن أعار سواد القلب أتلفه لكن يهون علينا فيك إتلافه

* فن استعارة الكتب ... من طرائف التراث الأدبي
14/05/2015
د.محفوظ ولد خيري

[أبو معاوية البيروتي]

قال أبو بكر اليزدي ( ت 429 ) في جزء " عارية الكتب " رقم 4 :
أخبرنا علي بن عمر بن عبد العزيز ثنا علي بن محمد بن أبان ثنا موسى بن أحمد بن موسى قال :سألت محمد بن مصفى جزءا من فوائده لأنظر فيه - وكان لا يدفع كتابه إلى أحد - فشق عليه أن يردني ؛ ثم أنشأ يقول :

كم من كتاب شريف ضاع عارية ........ فصرت من بعده في الناس حيرانا

* أفاده ابو صاعد المصري.

[ابوخزيمة الفضلي]

أنا عندما كنت أعير بعض كتبي لطلاب العلم أفرح عندما أجد طالب العلم قد همش على كتابي بملاحظات وتعليقات أو حتى وضع الخطوط تحت الكلام لأنه ينبهني على أشياء لم انتبه لها!!!. هذا إذا كان طالب علم ويقرأ.