أَحَادِيثُ نَبَوِيَّةٌ غَيْرُ مُشْتَهِرَةٍ بَيْنَ النَّاسِ

[أبو عثمان السلفي]

(أَحَادِيثُ نَبَوِيَّةٌ غَيْرُ مُشْتَهِرَةٍ بَيْنَ النَّاسِ): (11-12)


⭕ فَضْلِ الطَّوَافِ
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
🔹 «مَنْ ‌طَافَ ‌أُسْبُوعًا(1) يُحْصِيهِ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَ لَهُ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ».
وسمعته:
🔸 «مَا رَفَعَ رَجُلٌ (2) ‌قَدَمًا، ‌وَلَا ‌وَضَعَهَا؛ إِلَّا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ».
[📚«صَحيحُ التَّرغيبِ والتَّرهيبِ» (1139)]
__
(1) أي: يَحصر عدده فيجعله سبعاً لا زيادة ولا نقص. وفيه إشارة إلى أن فضائل العبادات المقيدة بعدد مسمى، لا بُدَّ فيها مِن التَّمسك بالعدد، لا يزيد ولا ينقص، فتنبه. [الألباني]
(2) يعني الطائف حول الكعبة كما يدل عليه رواية ابن خزيمة... [الألباني]

[أبو عثمان السلفي]

(أَحَادِيثُ نَبَوِيَّةٌ غَيْرُ مُشْتَهِرَةٍ بَيْنَ النَّاسِ): (13)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ ‌فَنَسِيَ ‌الصَّلَاةَ ‌عَلَيَّ؛ خُطِئَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ».
[«صَحيحُ التَّرغيبِ والتَّرهيبِ» (1681)]

قال الألباني في «الصحيحة» مبوبًا على الحديث: «ترك الصَّلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذِكرِه معصية».

[أبو عثمان السلفي]

(أَحَادِيثُ نَبَوِيَّةٌ غَيْرُ مُشْتَهِرَةٍ بَيْنَ النَّاسِ): (14)


عَنْ كَعْبِ بنِ عُجْرَة، قَالَ: مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَرَأَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَلَدِهِ وَنَشَاطِهِ، فَقَالُوا:
يَا رَسُولَ اللهِ: لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللهِ!
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى ‌أَبَوَيْنِ ‌شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يُعِفُّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ رِيَاءً وَمُفَاخَرَةً فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ».
[«صَحيحُ التَّرغيبِ والتَّرهيبِ» (1959)]
‌
‌✒️ يُسْتَفادُ مِنَ الحَديْثِ:
شُمولية العبادة.
النِّيَّة في العَمَل.
فضلُ العَامِل بِيَدِهِ.
إضَاعَةُ عِيَالِهِ كَأَوْلَادِهِ الصِّغَارِ
عملُ الدُّنيا لا ينافي عمل الآخرة.
فضلُ التَّكَسُّبِ والإِنْفَاقِ على مَن يَعُول.

[أبو عثمان السلفي]

(أَحَادِيثُ نَبَوِيَّةٌ غَيْرُ مُشْتَهِرَةٍ بَيْنَ النَّاسِ): (15)


قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«كفَّ ‌عنَّا ‌جُشاءَك، فإنَّ أكثَر النَّاسِ ‌شِبَعاً ‌في ‌الدنيا؛ أطوَلُهُم جوعاً يومَ القِيامَةِ».
[«صَحيحُ التَّرغيبِ والتَّرهيبِ» (2137)]


‌✒️ يُسْتَفادُ مِنَ الحَديْثِ:
الِاقْتِصَادِ فِي الْأَكْلِ وَكَرَاهيةِ الشِّبَعِ.
قال الطبري: «غير أنَّ الشَّبع وإنْ كان مباحًا فإنَّ له حدًّا ينتهي إليه، وما زاد على ذلك فهو سرف، والمطلق منه ما أعان الآكل على طاعة ربه، ولم يشغله ثقله عن أداء ما وجب عليه».
الترهيب من الإمعان في التشبع والتوسع في المآكل والمشارب شرهاً وبطراً.

[أبو عثمان السلفي]

(أَحَادِيثُ نَبَوِيَّةٌ غَيْرُ مُشْتَهِرَةٍ بَيْنَ النَّاسِ): (16)

بَابُ مَعِيشَةِ السَّلف وزهدهم
قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«‌أنتُم ‌اليومَ ‌خيرٌ أمْ إذا غُدِيَ على أحدِكُم بِجَفْنةٍ مِنْ خُبزٍ ولَحْم، وريحَ عليهِ بأُخْرى، وغَدا في حُلةٍ وراحَ في أُخْرى، وستَرتُمْ بيوتَكُمْ كما تُسْتَرُ الكَعْبَةُ؟».
قلنا: بَلْ نحنُ يومَئِذٍ خيرٌ، نتفرغ للعبادة.
فقالَ: «بَلْ ‌أنتُم ‌اليومَ ‌خيرٌ».
[«صَحيحُ التَّرغيبِ والتَّرهيبِ» (2142)]
الجَفْنَة: وعاء الطعام الكبير.

[أبو عثمان السلفي]

(أَحَادِيثُ نَبَوِيَّةٌ غَيْرُ مُشْتَهِرَةٍ بَيْنَ النَّاسِ): (17)
قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِنَّمَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ ‌شَهَوَاتِ ‌الْغَيِّ فِي بُطُونِكُمْ وَفُرُوجِكُمْ، وَمُضِلَاّتِ الْهَوَى».
[«صَحيحُ التَّرغيبِ والتَّرهيبِ» (2143)] ‌‌

‌✒️ يُسْتَفادُ مِنَ الحَديْثِ:
ذَمُّ الْهَوَى وَأَتْبَاعه.
تركُ الدُّنيا، ومخالفة النَّفسِ والهوى.
التَّرهيب مِن تَركِ السُّنَّة، وارتكابِ البدعِ والأهواء.

[أبو عثمان السلفي]

🌿
(أَحَادِيثُ نَبَوِيَّةٌ غَيْرُ مُشْتَهِرَةٍ بَيْنَ النَّاسِ): (18)


⭕ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ:
🔸 «سَيَكُونُ رِجَالٌ مِنْ أُمَّتِي ‌يَأْكُلُونَ ‌أَلْوَانَ ‌الطَّعَامِ، وَيَشْرَبُونَ أَلْوَانَ الشَّرَابِ، وَيَلْبَسُونَ أَلْوَانَ الثِّيَابِ، يَتَشَدَّقُونَ فِي الْكَلَامِ، أُولَئِكَ شِرَارُ أُمَّتِي».
[📚 «صَحيحُ التَّرغيبِ والتَّرهيبِ» (2148)]


‌✒️ يُسْتَفادُ مِنَ الحَديْثِ:
▪️ذم النشء المترف.
▪️خير الأمور أوسطها.
‌‌▪️خطر سوء الأخلاق.
▪️ذم الإسراف والتبذير.
▪️الحث على الزّهد والورع.
‌‌▪️الترهيب مِن المِراء والجدال.
▪️النهي عن كثرة السؤال والتنطّع.
▪️الزّجر عن المباهاة بالمطعم والملبس.
▪️ذمّ المتنعّمين بألوان الطعام والشراب.
▪️الترغيب في ترك الترفع في اللباس تواضعًا.
▪️الترهيب مِن لباس الشهرة والفخر والمباهاة.
▪️البعد عن الثرثرة والتشدق وتكلف الفصاحة.
▪️التنعم واتباع الهوى والشّهوات والكراهية لذلك.
‌‌▪️ترك السؤال عما لا يغني، والبحث والتنقير عما لا يضر جهله، والتحذير مِن قوم يتعمقون في المسائل ويتعمّدون إدخال الشّكوك على المسلمين.

[أبو عثمان السلفي]

🌿
(أَحَادِيثُ نَبَوِيَّةٌ غَيْرُ مُشْتَهِرَةٍ بَيْنَ النَّاسِ): (19)


⭕ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ:
🔸«يَا ضَحَّاكُ مَا طَعَامُكَ؟».
قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اللَّحْمُ وَاللَّبَنُ؟
🔸قَالَ: «ثُمَّ يَصِيرُ إِلَى مَاذَا؟».
قَالَ: إِلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ.
🔸قَالَ: «فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ضَرَبَ مَا يَخْرُجُ مِنْ ابْنِ آدَمَ مَثَلًا لِلدُّنْيَا».
[📚 «صَحيحُ التَّرغيبِ والتَّرهيبِ» (2151)]


‌✒️ يُسْتَفادُ مِنَ الحَديْثِ:
▪️ذَمُّ الْكِبْرِ.
▪️ذم كثرة الأكل.
▪️‌‌مَثَل الدُّنْيَا وَهَوَانُهَا عَلَى الله.
▪️مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الزُّهْد.

[أبو عثمان السلفي]

🌿
(أَحَادِيثُ نَبَوِيَّةٌ غَيْرُ مُشْتَهِرَةٍ بَيْنَ النَّاسِ): (20)
♦️ مَن لا تنالُه شفاعة النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم
⭕ قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
🔸 «صنفانِ مِنْ أُمَّتي لنْ تنالَهُما شفاعَتي: إمامٌ ظلومٌ غَشومٌ، وكَلُّ ‌غالٍ ‌مارِقٌ».
[«صَحيحُ التَّرغيبِ والتَّرهيبِ» (2218)]
«كل غالٍ»: تجاوز الحد في الأمور.
«مارق»: خارج بغلوه مِن الدِّين مع أنَّه باق على الإسلام إلا أنَّه بغلوه صار كالخارج عنه. [«التنوير شرح الجامع الصغير»]


‌✒️ يُسْتَفادُ مِنَ الحَديْثِ:
▪️عاقبة ظُلم السَّلاطين والأمراء والقضاة وغيرهم.
▪️ذم الغلو في الدِّين والتَّشدد بما ليس فيه.

[أبو عثمان السلفي]

🌿
(أَحَادِيثُ نَبَوِيَّةٌ غَيْرُ مُشْتَهِرَةٍ بَيْنَ النَّاسِ): (21)
🩸 الترهيب من قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق


⭕ قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
🗡️ «لوْ أَنَّ أهلَ سماواتِه وأهلَ أرضهِ ‌اشْتَركوا ‌في ‌دَمِ مؤْمِنٍ؛ لأدْخَلَهُم الله النارَ».
[📚«صَحيحُ التَّرغيبِ والتَّرهيبِ» (2438)]