أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
53593 93958

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-23-2023, 03:35 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow سلسلة مقالات بعنوان "حقيقة الإخوان الجدد" الحلقة12/ الدكتور محمد بن الحبيب ابو الفتح

حقيقة الإخوان الجدد! (12)
موقف "الإخوان الجدد!" من التصوف البدعي 3
هل لبس شيخ الإسلام ابن تيمية الخرقة على وجه الاتباع للطريقة القادرية؟
من باب الدعوة إلى التقريب بين السلفية والصوفية، نسب بعضُ "الإخوان الجدد" إلى شيخ الإسلام ابن تيمية لُبْسَه للخرقة القادرية، بدعوى أن ذلك منه من باب " الإنصاف"، و"تحمل سائغ الخلاف"، و"مراجعة ما قد يكون عليه المرء من الخطإ والإجحاف".
فأقول وبالله التوفيق: سبق إلى إثارة هذه الشبهة كاتب معاصر يقال له رائد السمهوري، وقبله مستشرق لبناني اسمه جورج المقدسي وذلك سنة 1970م، فهي شبهة قديمة حديثة، والجواب عليها من وجوه:
1. أنه لم يثبت عن شيخ الإسلام أنه لبس الخرقة على وجه الاتباع والسلوك لطريقة عبد القادر الجيلاني ، وذلك لأن من روى ذلك عنه-وهو يوسف بن حسن بن عبد الهادي الحنبلي المشهور ابن الْمِبْرَد 909هـ في كتابه "بدء العلقة بلبس الخرقة"- لم يدرك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله 728هـ، بل هو متأخر عنه بما يقارب قرنين من الزمان، فحكايته عنه معضلة لا تصح من جهة الرواية.
2. أن الثابت عن شيخ الإسلام رحمه الله هو قوله: "وقد كتبت أسانيد الخرقة لأنه كان لنا فيها أسانيد فبينتها ليعرف الحق من الباطل" [منهاج السنة 4/156]، وهذا يدل على أن شيخ الإسلام إن كان لبس الخرقة فإنما يكون لبسها على وجه الرواية للحديث المسلسل الذي رويت به، وقد بين ابن المبرد في كتابه "بدء العلقة" [ص 49 فما بعدها] أن لبس الخرقة يكون لأغراض سبعة، وذكر منها: ... الغرض الرابع: الاتباع والسلوك، وذكر منها أيضا: الغرض السابع: وهو "الاتصال إلى من رويت عنه بالإسناد"، يعني لبسها بغرض الرواية للحديث المسلسل الذي رويت به بغض النظر عن صحة إسناده أو عدم صحته، ومن المعلوم عند أهل الحديث أن الغالب على المسلسلات الضعف والوهن، كما قال الذهبي رحمه الله: "عَامَّةُ اَلْمُسَلْسَلَاتِ وَاهِيَةٌ، وَأَكْثَرُهَا بَاطِلَةٌ، لِكَذِبِ رواتها" [الموقظة ص44]، ووهاء أسانيدها لا يمنع من روايتها بالأسانيد التي نقلت بها، وعلى هذا يحمل لبس الذهبي للخرقة، أنه على وجه الرواية لا على وجه الاتباع والسلوك للطريقة القادرية، والالتزام بأورادها وطقوسها، فإن ادعاء ذلك يحتاج إلى دليل مستقل؛ وذلك لأن مجرد لبسها يجوز أن يكون لأغراض أخرى غير الاتباع والسلوك.
3. أن شيخ الإسلام قد أعل الأسانيد التي رويت بها الخرقة وبين انقطاع أسانيدها، وصرح بعدم ثبوت شيء منها.
قال رحمه الله [منهاج السنة 4/156]: "الخرق متعددة أشهرها خرقتان خرقة إلى عمر رضي الله عنه وخرقة إلى علي رضي الله عنه" ثم بين انقطاع الإسانيد إلى خرقة علي رضي الله عنه في أكثر من موضع ... ثم ذكر خرقة جابر رضي الله عنه فقال:" لهم إسناد آخر بالخرقة المنسوبة إلى جابر وهو منطقع جدا" ثم قال: "وقد عقل بالنقل المتواتر أن الصحابة لم يكونوا يلبسون مريديهم خرقة، ولا يقصون شعورهم، ولا التابعون، ولكن هذا فعله بعض مشايخ المشرق من المتأخرين
وقال رحمه الله في خرقة عمر رضي الله عنه [الفتاوى 11 / 104]: (لبسُ عمر للخرقة، وإلباسُه، ولُبْس رسول الله صلى الله عليه وسلم للخرقة وإلباسه، يعرف كل من له أدنى معرفة انه كذب ).
ü وسئل شيخ الإسلام: هل اتِّخَاذُ الْخِرْقَةِ عَلَى الْمَشَايِخِ لَهُ أَصْلٌ فِي الشَّرْعِ أَمْ لَا؟ فقال [الفتاوى 11 / 510-511]: "...وَأَمَّا لِبَاسُ الْخِرْقَةِ الَّتِي يُلْبِسُهَا بَعْضُ الْمَشَايِخِ الْمُرِيدِينَ : فَهَذِهِ لَيْسَ لَهَا أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَيْهَا الدَّلَالَةَ الْمُعْتَبَرَةَ مِنْ جِهَةِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَلَا كَانَ الْمَشَايِخ الْمُتَقَدِّمُونَ وَأَكْثَرُ الْمُتَأَخِّرِينَ يُلْبِسُونَهَا الْمُرِيدِينَ، وَلَكِنْ طَائِفَةٌ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ رَأَوْا ذَلِكَ وَاسْتَحَبُّوهُ".
4. أن شيخ الإسلام على فرض أنه لبس الخرقة في بدء أمره بغرض السلوك والاتباع -وأنا أستبعد ذلك جدا- فإن نقضه لأسانيدها، وقدحه فيها يدل على رجوعه إلى الحق حين تبين له، كما يدل على عدم تعصبه للباطل تقليدا لشيوخه كما هو حال ضلال المتصوفة، وفي هذا منقبة له، وأي منقبة!، بل وفيه حجة على الصوفية، فإنه لو فُرض أن شيخ الإسلام كان صوفيا قادريا فإن رجوعه إلى الحق حينئذ، ورده لأباطيل الصوفية -كلبس الخرقة وغيرها- يجعل كلامه أقوى من كلام غيره ممن لا خبرة له بحقيقة ما عليه القوم. هذا لو ثبت، ولكن هيهات هيهات! فإن مجرد لُبسه للخرقة لا يكفي دليلا على تصوفه لما تقدم.
5. أن شيخ الإسلام سئل عن نسبته إلى الخرقة كما في [جامع المسائل8/407]، فكان جوابه: أنْ ذَكَّر السائل بالغاية التي لأجلها خلق الله الخلق، ألا وهي: عبادته سبحانه، وأنه لأجل ذلك أرسل الرسل، وختمهم بسيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلم، وفرض على الناس جميعا طاعته، وأنه تعالى جعل من أُمَّتِه أولي أمرٍ يَرجعُ الناسُ إليهم في صلاح دينهم ودنياهم، إذ لا يقوم الدين والدنيا إلا بولاة أمورها، وأن ولاة أمور الدين الذين أمر الله أن يكونوا ولاة أمورهم، الدعاة إلى الخير، الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، وأنه بَعْدَ الخلفاءِ الراشدين تفرَّق الأمرُ في أنواعٍ من ولاة الأمور، ما بين أمراء وعلماء وملوك ومشايخ ونحوهم، فأكرمُهم عند الله أتقاهم...وأولاهم بالله ورسوله أشدُّهم اتباعًا لكتاب الله وسنة رسوله، وأنهم إنما يطاعون فيما يوافق دين الله، ثم حذر رحمه الله السائل من طاعة المشايخ في معصية الله فقال: "...إذ لا يجوز طاعة مخلوق في معصية الخالق، والويل لمن اتبع الأكابر فيما خرج عن سنن المرسلين، كما قال تعالى: "وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي، وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا" [الفرقان:27 - 29]، وقال تعالى: "يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا" [الأحزاب:66 - 68]" ...
إلى آخر ما قال في جوابه على السؤال، ولم يعرض رحمه الله لذكر الخرقة مطلقا، ولا تَطَرَّق لصحة نسبته إليها من عدم ذلك، وهذا الجواب منه جوابُ الحكيم، الذي يرشد السائل إلى ما هو أولى بالسؤال عنه، وهو جواب يدل في نظري على أحد احتمالين:
* الاحتمال الأول: أن يكون شيخ الإسلام إنما لبس الخرقة على وجه الرواية لها عمن نقلت عنه، ولم يذكر ذلك للسائل لأنه لا يعنيه في الحقيقة، وإنما يعنيه السؤال عن الحق ليتبعه، فأرشده إلى طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مطلقا، وإلى طاعة الشيوخ فيما يوافق شرع الله، ونهاه عن تقليدهم فيما يخالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن جملة ذلك تقليدهم في لبس الخرقة على وجه التدين والالتزام باتباع طرقهم في التعبد.
* الاحتمال الثاني: أن يكون شيخ الإسلام لبس الخرقة في بداية أمره، تقليدا لغيره من المشايخ، قبل أن يتبين له بطلان أسانيدها ومخالفتها للسنة، وعلى هذا الاحتمال يكون قد عنى نفسه بتحذيره السائل من اتباع الشيوخ والأكابر فيما يخالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وعلى كلا الاحتمالين فإن شيخ الإسلام قد أدى ما عليه من النصح والبيان لعدم ثبوت أسانيد الخرق، ولمخالفتها لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، سنة أصحابه من بعده. ومن المعلوم أن العالم إذا خالف فعله فتواه فالواجب اتباع قوله وفتواه دون فعله.
وبهذا يتبين خطأ من أعرض عن المحكم المشهور عن شيخ الإسلام، وتعلق بالمتشابه مما نقل عنه في هذا الباب، كما يتبين زلل من عكس موقف شيخ الإسلام، وتَوَهَّم وأوهم غيره أن لبس شيخ الإسلام للخرقة كان منه من باب "الإنصاف"، و"تحمل سائغ الخلاف"، و"مراجعة ما قد يكون عليه المرء من الخطإ والإجحاف".
نسأل الله الهداية لنا ولإخواننا. والحمد لله رب العالمين.
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:37 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.