يا فضيلَةَ الشَّيخِ ! أحْسَنَ اللهُ إلَيكَ, مَا وَجهُ اختِصاصِ اقتِرانِ ذِكرِ تَركِ الصَّلاةِ مَعَ الكُفرِ في النُّصُوصِ الشَّرعِيَّةِ الَّتي يَستَدِلُّ بِها المُكَفِّرُ تارِكَهَا, مَعَ أنَّ غَيرَهَا مِن باقي الفَرائضِ؛ كالزَّكاةِ والصَّومِ والحَجِّ يَكفُرُ أيضَاً مَن جَحَدَها, لَستُ أشُكُّ في أنَّ مُجَرَّدَ التَّركِ لا يَكفُرُ صَاحبُهُ الكُفرَ الأكبر, وذلك لِحديثِ الشَّفاعَةِ المَروي في الصَّحيحِ مِن حديث أبي سعيدٍ الخُدري, والَّذي خَصَّهُ الشَّيخُ ناصِرٌ رحمه اللهُ بِمُؤَلّفِهِ المَوسُومِ ب "حُكمُ تارك الصَّلاة", لستُ أشُكُّ في هَذَا؛ لكن تَوسُّعَاً أردتُّ الجَوَابَ على هَذَا, وقد طَرحتُّ السُّؤَالَ نَفسَهُ على شَيخِنَا المُبَارَك إن شاء اللهُ أبي عبد الباري فأجَابَني بأنَّ عظَمَ قدرِ الصَّلاةِ وبالِغَ الأهمِيَّةِ لَهَا في الإسلامِ هِوَ وجهُ الاختصاصِ بالذِّكر, ولا شَكَّ أنَّ هَذَا مُقنِعٌ إلى حَدٍّ, لكن كما تعلَمُونَ أنَّ العِلم لا يَقبَلُ الجُمُودَ أردتُّ الاستِزادَةَ مِنكم وبارك اللهُ فيكُم ؟