أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
78261 88813

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #81  
قديم 09-18-2014, 12:08 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


بوركتم جميعا أيها الأحباب
وجزاكم الله خيراً

وأعتذر إليكم عن التأخر في متابعة المدارسة
وذلك بسبب الأوضاع الأخيرة التي مرت بالعراق وعلى أثرها
انتقلت من سكني إلى محافظة أخرى مما حال دون المواصلة


والحمد لله الآن بدأت بترتيب أوضاعي وإن شاء الله - تعالى -
سنتابع المدارسة عن قريب


وأسأل الله - تعالى - لي ولكم التوفيق والهدى .




رد مع اقتباس
  #82  
قديم 09-18-2014, 05:36 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


( تابع للدرس السابق ) .

بسم الله الرحمن الرحيم

بعض الفوائد المسلكية وغيرها المتعلقة بالآية وما ورد فيها من الأسماء الحسنى :

الفائدة الأولى / ( الأول والآخر والظاهر والباطن ) أركان العلم بالله ، والتعبد له .

قال ابن القيم – رحمه الله - : " فمعرفة هذه الأسماء الأربعة الأول والآخر والظاهر والباطن هي أركان العلم والمعرفة فحقيق بالعبد أن يبلغ في معرفتها إلى حيث ينتهي به قواه وفهمه " ( طريق الهجرتين : ص 46 ) .

وقال – أيضاً - : " فمن عبده باسمه الأول والآخر حصلت له حقيقة هذا الفقر فإن انضاف إلى ذلك عبوديته باسمه الظاهر والباطن فهذا هو العارف الجامع لمتفرقات التعبد ظاهراً وباطناً " ( طريق الهجرتين : ص 40 ) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : " إنَّ اللَّهَ - سُبْحَانَهُ - لَمَّا كَانَ هُوَ الْأَوَّلَ الَّذِي خَلَقَ الْكَائِنَاتِ وَالْآخِرَ الَّذِي إلَيْهِ تَصِيرُ الْحَادِثَاتُ ؛ فَهُوَ الْأَصْلُ الْجَامِعُ ؛ فَالْعِلْمُ بِهِ أَصْلُ كُلِّ عِلْمٍ وَجَامِعُهُ وَذِكْرُهُ أَصْلُ كُلِّ كَلَامٍ وَجَامِعُهُ وَالْعَمَلُ لَهُ أَصْلُ كُلِّ عَمَلٍ وَجَامِعُهُ . وَلَيْسَ لِلْخَلْقِ صَلَاحٌ إلَّا فِي مَعْرِفَةِ رَبِّهِمْ وَعِبَادَتِهِ . وَإِذَا حَصَلَ لَهُمْ ذَلِكَ : فَمَا سِوَاهُ إمَّا فَضْلٌ نَافِعٌ وَإِمَّا فُضُولٌ غَيْرُ نَافِعَةٍ ؛ وَإِمَّا أَمْرٌ مُضِرٌّ . ثُمَّ مِنْ الْعِلْمِ بِهِ : تَتَشَعَّبُ أَنْوَاعُ الْعُلُومِ وَمِنْ عِبَادَتِهِ وَقَصْدِهِ : تَتَشَعَّبُ وُجُوهُ الْمَقَاصِدِ الصَّالِحَةِ وَالْقَلْبُ بِعِبَادَتِهِ وَالِاسْتِعَانَةِ بِهِ : مُعْتَصِمٌ مُسْتَمْسِكٌ قَدْ لَجَأَ إلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ وَاعْتَصَمَ بِالدَّلِيلِ الْهَادِي وَالْبُرْهَانِ الْوَثِيقِ فَلَا يَزَالُ إمَّا فِي زِيَادَةِ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ وَإِمَّا فِي السَّلَامَةِ عَنْ الْجَهْلِ وَالْكُفْرِ . وَبِهَذَا جَاءَتْ النُّصُوصُ الْإِلَهِيَّةُ " ( مجموع الفتاوى : 2/16 ) .

وقال ابن القيم – رحمه الله - : " والتعبد بهذه الأسماء رتبتان :

الرتبة الأولى أن تشهد الأولية منه - تعالى - في كل شيء ، والآخرية بعد كل شيء ، والعلو والفوقية فوق كل شيء ، والقرب والدنو دون كل شيء .
فالمخلوق يحجبه مثله عما هو دونه فيصير الحاجب بينه وبين المحجوب والرب - جل جلاله - ليس دونه شيء أقرب إلى الخلق منه .

والمرتبة الثانية من التعبد : أن يعامل كل اسم بمقتضاه "( طريق الهجرتين : ص 47 ) .

وتفصيل ذلك وتوضيحه في الفروع التالية :

الفرع الأول / التعبد باسم الله ( الأول ) .

قال ابن القيم – رحمه الله - : " فعبوديته باسمه ( الأول ) تقتضي التجرد من مطالعة الأسباب أو الالتفات إليها , وتجريد النظر إلى مجرد سبق فضله ورحمته , وأنه هو المبتدئ بالإحسان من غير وسيلة من العبد إذ لا وسيلة له في العدم قبل وجوده ؛ فأي وسيلة كانت هناك وإنما هو عدم محض وقد أتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً , ووسمك بسمة الإيمان وجعلك من أهل قبضة اليمين فعصمك عن العبادة للعبيد وأعتقك من التزام الرق لمن له شكل وندية , ثم وجه وجهة قلبك إليه - سبحانه - دون ما سواه .
فاضرع إلى الذي عصمك من السجود للصنم وقضى لك بقدم الصدق في القدم أن يتم عليك نعمة هو ابتدأها وكانت أوليتها منه بلا سبب منك . . . واقصر حبك وتقربك على من سبق فضله وإحسانه إليك كل سبب منك , بل هو الذي جاد عليك بالأسباب وهيأ لك وصرف عنك موانعها وأوصلك بها إلى غايتك المحمودة , فتوكل عليه وحده وعامله وحده وآثر رضاه وحده واجعل حبه ومرضاته هو كعبة قلبك التي لا تزال طائفا بها مستلما لأركانها واقفا بملتزمها فيا فوزك ويا سعادتك إن اطلع - سبحانه - على ذلك من قلبك ماذا يفيض عليك من ملابس نعمه وخلع أفضاله , فمن نزل اسمه الأول على هذا المعنى أوجب له فقراً خاصاً وعبودية خاصة " .

وقال – أيضاً - : " وأكثر الخلق تعبدوا له باسمه الأول وإنما الشأن في التعبد له باسمه الآخر فهذه عبودية الرسل وأتباعهم فهو رب العالمين وإله المرسلين سبحانه وبحمده " ( طريق الهجرتين : ص 41 ) .

الفرع الثاني / التعبد باسم الله ( الآخر ) .

قال ابن القيم – رحمه الله - : " وعبوديته باسمه الآخر تقتضي – أيضاً - عدم ركونه ووثوقه بالأسباب والوقوف معها ؛ فإنها تنعدم لا محالة وتنقضي بالآخرية ، ويبقى الدائم الباقي بعدها فالتعلق بها تعلق بعدم وينقضي ، والتعلق بالآخر - سبحانه - تعلق بالحي الذي لا يموت ولا يزول .
فالمتعلق به حقيق أن لا يزول ولا ينقطع بخلاف التعلق بغيره مما له آخر يفنى به
"

ثم قال : " ثم تعبد له باسمه الآخر بأن تجعله وحده غايتك التي لا غاية لك سواه ولا مطلوب لك وراءه ، فكما انتهت إليه الأواخر وكان بعد كل آخر ، فكذلك اجعل نهايتك إليه فإن إلى ربك المنتهى إليه انتهت الأسباب والغايات فليس وراءه مرمى ينتهي إليه " ( طريق الهجرتين : ص 49 ) .

الفرع الثالث / التعبد باسم الله ( الظاهر ) .

قال ابن القيم – رحمه الله - : " وأما عبوديته باسمه الظاهر فكما فسره النبي – صلى الله عليه وسلم - بقوله : " وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء " .
فإذا تحقق العبد علوه المطلق على كل شيء بذاته ، وأنه ليس فوقه شيء البتة ، وأنه قاهر فوق عباده ، يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه ، إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه صار لقلبه أمماً يقصده ورباً يعبده وإلهاً يتوجه إليه بخلاف من لا يدري أين ربه فإنه ضائع مشتت القلب ليس لقلبه قبلة يتوجه نحوها ولا معبود يتوجه إليه قصده وصاحب هذه الحال إذا سلك وتأله وتعبد طلب قلبه إلها يسكن إليه ويتوجه إليه وقد اعتقد أنه ليس فوق العرش شيء إلا العدم وأنه ليس فوق العالم إله يعبد ويصلى له ويسجد وأنه ليس على العرش من يصعد إليه الكلم الطيب ولا يرفع إليه العمل الصالح جال قلبه في الوجود جميعه فوقع في الاتحاد ولا بد وتعلق قلبه بالوجود المطلق الساري في المعينات فاتخذ إلهه من دون إله الحق وظن أنه قد وصل إلى عين الحقيقة وإنما تأله وتعبد لمخلوق مثله ولخيال نحته بفكره واتخذه إلها من دون الله - سبحانه - وإله الرسل وراء ذلك كله { إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ } "

إلى أن قال : " والمقصود أن التعبد باسمه الظاهر يجمع القلب على المعبود ويجعل له ربا يقصده وصمدا يصمد إليه في حوائجه وملجأ يلجأ إليه فإذا استقر ذلك في قلبه وعرف ربه باسمه الظاهر استقامت له عبوديته وصار له معقل وموئل يلجأ إليه ويهرب إليه ويفر كل وقت إليه " ( طريق الهجرتين : ص 43 ) .

الفرع الرابع / التعبد باسم الله ( الباطن ) .

قال ابن القيم – رحمه الله - : " وأما تعبده باسمه (الباطن) فأمر يضيق نطاق التعبير عن حقيقته ويكل اللسان عن وصفه وتصطلم الإشارة إليه وتجفو العبارة عنه ، فإنه يستلزم
- معرفة بريئة من شوائب التعطيل مخلصة من فرث التشبيه منزهة عن رجس الحلول والاتحاد .
- وعبارة مؤدية للمعنى كاشفة عنه .
- وذوقاً صحيحاً سليماً من أذواق أهل الانحراف .
فمن رزق هذا فهم معنى اسمه الباطن وضح له التعبد به .

وسبحان الله كم زلت في هذا المقام أقدام وضلت فيه أفهام وتكلم فيه الزنديق بلسان الصديق واشتبه فيه إخوان النصارى بالحنفاء المخلصين ، لنبو الأفهام عنه وعزة تخلص الحق من الباطل فيه والتباس ما في الذهن بما في الخارج إلا على من رزقه الله بصيرة في الحق ونورا يميز به بين الهدى والضلال وفرقانا يفرق به بين الحق والباطل ورزق مع ذلك اطلاعا على أسباب الخطأ وتفرق الطرق ومثار الغلط وكان له بصيرة في الحق والباطل وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .

وباب هذه المعرفة والتعبد هو معرفة إحاطة الرب سبحانه بالعالم وعظمته وأن العوالم كلها في قبضته وأن السموات السبع والأرضين السبع في يده كخردلة في يد العبد قال - تعالى - : { وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ } ، وقال : { وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ } .

ولهذا يقرن - سبحانه - بين هذين الاسمين الدالين على هذين المعنيين اسم العلو الدال على أنه الظاهر وأنه لا شيء فوقه ، واسم العظمة الدال على الإحاطة وأنه لا شيء دونه كما قال - تعالى – : { وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } ، وقال - تعالى - : { وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } ، وقال :{ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }

وهو - تبارك وتعالى - كما أنه العالي على خلقه بذاته فليس فوقه شيء فهو الباطن بذاته فليس دونه شيء بل ظهر على كل شيء فكان فوقه وبطن فكان أقرب إلى كل شيء من نفسه وهو محيط به حيث لا يحيط الشيء بنفسه وكل شيء في قبضته وليس شيء في قبضة نفسه فهذا أقرب لإحاطة العامة .

وأما القرب المذكور في القرآن والسنة فقرب خاص من عابديه وسائليه وداعيه وهو من ثمرة التعبد باسمه الباطن " ( طريق الهجرتين : ص 43 -44 ) .

إلى أن قال : " وأما التعبد باسمه الباطن فإذا شهدت إحاطته بالعوالم وقرب العبيد منه وظهور البواطن له وبدو السرائر وأنه لا شيء بينه وبينها فعامله بمقتضى هذا الشهود وطهر له سريرتك فإنها عنده علانية وأصلح له غيبك فإنه عنده شهادة وزك له باطنك فإنه عنده ظاهر
فانظر كيف كانت هذه الأسماء الأربعة جماع المعرفة بالله وجماع العبودية له
" ( طريق الهجرتين : 49 ) .

الفرع الخامس / التعبد بإحاطة الله الشاملة .

قال ابن عثيمين – رحمه الله - : " والثمرة التي ينتجها الإيمان بأن الله بكل شيء عليم : كمال مراقبة الله عز وجل وخشيته ، بحيث لا يفقده حيث أمره ، ولا يراه حيث نهاه " ( مجموع فتاوى ورسائل : 8/ 150 ) .

وفي الخاتمة : المتأمل في هذه الأسماء الحسنى وما اشتملت عليه من الصفات الكاملة ، والعارف بحقيقة معانيها ؛ يعلم بلا أدنى ريب غنى الله – تعالى – التام في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله من كل وجه ، وأن العباد فقراء إليه من كل وجه ، كما قال – تعالى - : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر:15].


( يتبع – إن شاء الله ) .




رد مع اقتباس
  #83  
قديم 12-18-2014, 09:38 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

نسأل الله أن يبارك في أوقاتكم
فقد أفدتنا بارك الله فيك
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #84  
قديم 10-22-2015, 06:10 PM
أبوعبدالرحمن الأعظمي أبوعبدالرحمن الأعظمي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: سورية
المشاركات: 290
افتراضي

ما شاء الله أحسن الله إليكم.
هل من مزيد.
__________________
قال الإمام الألباني _رحمه الله_:

طالب العلم يكفيه دليل .
وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل .
الجاهل يتعلم .
وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل .

وقال شيخنا علي الحلبي_حفظه الله_تعالى_ورعاه_:
سلامة المنهج أهمّ بكثير من العلم.
ولأن يعيش المرء جاهلاً خير له من أن علمه على خلاف السنة والعقيدة الصحيحة
.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:32 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.