القوة لفضيلة الشيخ عبد الظاهر أبو السمح رحمة الله

[نجيب بن منصور المهاجر]

القوة

فضيلة الشيخ عبد الظاهر أبو السمح إمام وخطيب الحرم المكي - سابقا - رحمة الله وأجزل له المثوبة


نقلته عن كتاب (المقالات السلفية) من سلسلة (من تراث أعلام الدعوة السلفية في مصر) دار سبيل المؤمنين للنشر والتوزيع

القوة هي مصدر الحياة و أصل المجد و العز والسيادة و السعادة فإذا لم تكن قوة فلا سبيل إلى شيء من ذلك

و القوة قسمان مادية ومعنوية و لابد منها لكل أمة تريد أن تحيا بين الأمم عزيزة مستقلة ذات سيادة محترمة وجانب مهيب

فالمادية تكون في الأجسام من نمو و صحة وعافية فيجب أن نعمل شعبا وحكومة على هذا المبدأ و يجب على الحكومة أن تعد كل من عمل ضدّ هذه القوة خائنا لوطنه و لإيجاد هذه القوة يجب أن تعلم النساء كيفية تربية طفلها و المحافظة عليه من يوم أن يكون جنينا بل من يوم يكون نطفة و تكون له مستودعا إلى أن يبلغ سن الفطام بل إلى أن يبلغ سن التربية في المدرسة والتعليم

و لابد للحكومة أن تعمل على النظام الشرعي الإجتماعي في الزواج و الطلاق و صيانة النساء لأنهن حقول الأمة و مزدرعها فيجب أن تكون هذه الحقول سليمة من كل ما يضعف بذورها
فلابد إذن من تحريم تبرج النساء و ظهورهن بزينة الخلاعة مما يغري بهن أولي الإربة من الرجال و لا سيما الفتيان الذين لا يقدرون على كبح جماح شهواتهم

وإذا نشأت هذه البذور الطيبة الطاهرة من أمهات طاهرات طيبات و سلّموا إلى الأساتذة الأفاضل الذين يعنون بالأخلاق الحسنة و النظام الإجتماعي الذي وضعه الحكيم العليم أصبحو رجالا يعتمد عليهم في عزة الوطن واستقلاله

و أسباب القوة المادية معلومة وليست تحد وقد أمرنا الله تعالى بإعداد القوة لأعدائنا ما استطعنا فلا بد أن نعلم أولادنا في كلّ فرع من فروع القوة ما يمكن فنعلم طائفة كبيرة في الهندسة الميكانيكية و الكهربائية و نعلم طائفة في الكيمياء و هلم جرا في كل علم وفن و نعمل المعامل لإخراج أنواع الأسلحة و السفن الحربية و الطائرات وغير ذلك و نترك اللعب واللهو والهزل

وأما القوى المعنوية فهي الإيمان بالله والتمسك بالفضائل و الأخلاق التي تزيدنا ارتباطا بعضنا ببعض و تجعل الأمة متضافرة تشعر بالعزة القومية و الوحدة الوطنية

و كلّ من عمل على خلاف هذا النظام مما يضعف القوة كان له جزاء صارم يجعله عبرة بغيره
و جدير بالأمة الضعيفة و المسلوبة العزة أن تجدّ في الأمر وتنسى الذائذ الشهوية حتى تعود لها قوتها بتماسك أجزائها و علو نفسها وحتى لا يطمع أحد في إستعبادها أما الطابع الذي هي عليه اليوم فيجب أن ينبذ ويلقى في الزبالة

القوة هي التي فيها الحياة و الضعف يؤدي إلى الممات وجملة القول أنّ الإسلام الصحيح هو مبعث القوة و أساسها فمتى تمسكت الأمة قويت و سادت وإذا تركته وتساهلت فيه وتهاونت وقعت في مهاوي الشقاء والضعف و الموت .