أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
50966 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-26-2016, 09:47 PM
عبدالفتاح الرنتيسي عبدالفتاح الرنتيسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: الاردن
المشاركات: 935
افتراضي طاعة ملك البلاد واجب شرعي على العباد

بسم الله الرحمن الرحيم

طاعة ملك البلاد واجب شرعي
على العباد

إعداد
أبو محمد عبدالفتاح بن شحادة
الرنتيسي

إشراف
فضيلة القاضي الشيخ
أحمد قطيشات

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ (سورة آل عمران الآية: 102)
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ (سورة النساء الآية:1)
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾ ( سورة الأحزاب الآية : 70)
أما بعد،،،
قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ﴾ (سورة النساء:59)
من هو ولي الأمر؟؟؟
ولي الأمر: هو الحاكم العام للبلاد والوزراء والمدراء والمسؤولين هم نواب لولي الأمر، وكلهم يطاع في غير المعصية (الشيخ صالح الفوزان).
قال الشيخ إبن عثيمين رحمه الله: الإمام عند أهل العلم الرئيس الأعلى للدولة, ومن ناب عنه فهو في حكمه، وفي لقاء الشيخ رحمه الله بالجزائريين يوم ( 17 من ذي الحجة 1420 هجري) سأل الشيخ : أن الحاكم بالجزائر يتعامل بالقوانين الوضعية فهل هو كافر؟
قال الشيخ رحمه الله: هل يصلي؟
قالوا: نعم
قال الشيخ: إذن هو مسلم ويجب طاعته مادام يصلي.
وكما جاء في حديث عبادة بن الصامت- رضي الله عنه- قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره، والأ ننازع الأمر أهله) متفق عليه
والسمع والطاعة في المنشط والمكره: أي السمع والطاعة في الشدة والرخاء وفي السراء والضراء، لذلك أجمع علماء السنة أن السلطان لاينعزل بفسقه فتكون المفسدة في عزله أكثر منها في بقائه.
وفي حديث إبن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر, فإنه من فارق الجماعة شبرا, فمات فميتتة جاهلية وفي لفظ (من كره من أميره شيئا فليصبر عليه, فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه مات ميتة الجاهلية) مسلم-1849-
قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث العظيم: ولانرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا، وإن جاروا، ولاندعوا عليهم، ولاننزع يدا من طاعتهم ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة، مالم يأمروا بمعصية، وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة.
( شرح صحيح مسلم 12/224)
وقال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله: وأما أهل العلم والدين فلا يرخصون لأحد فيما نهى الله عنه من معصية ولاة الأمور، وغشهم والخروج عليهم بوجه من الوجوه،كما قد عرف من عادات أهل السنة والدين قديما وحديثا ومن سيرة غيرهم. ( مجموع الفتاوى 12/35)
وبعد فإن من أعظم واجبات الدين التي تجب على الأمة هي طاعة ولي الأمر والمحافظة عليه وعدم العمل على إثارته وإستفزازه، كالمظاهرات والشعارات والهتافات ضده أو ضد أركان دولته، فبذلك يتحقق الأمن والأمان وهي نعمة عظيمة لايعلمها إلا فاقدوها.
فالواجب أن يكون حرص المسلم على ولي الأمر أكثر من حرصه على ماله وولده ووظيفته، لأن الحرص على ولي الأمر هو الحرص على ذلكَ كله، وكل ذلك أمنك الشخصي، فأعلم أيها المسلم أن ماتسمعه من سفهاءِ الأحلام والرويبضة إنما هو خروج عن الجماعة، فإن مات صاحبه فهو كمن مات على الجاهلية والعياذ بالله فأحذر!!.
أما أصحاب القولِ بأن " *الحاكمية " هي أحد أقسام التوحيد فهذا كلامٌ فاسد من أصحاب عقيدة فاسدة كما زعمَ وإدعى سيد قطب غفر الله له، وهو المرجع لجميع التكفيريين ( إرتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جَوْر الأديان ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن: لا إله إلا الله!!).(كتاب في ظلال القرآن لسيد قطب،ج2،ص1057).
*وتعريف الحاكمية: هي الحُكم بما أنزل الله.
أما قول بعض المبتدعه والخوارج بأن الحاكمية هي قسم من أقسام التوحيد فهذا قول فاسد وباطل لم يقل به أحد من أهل العلم.
لأن أنواع التوحيد ثلاثة:
- توحيد الألوهية.
- توحيد الربوبية.
- توحيد الأسماء والصفات. (فتوى اللجنة الدائمة)

فتأمل أخي المسلم لقد كفروا بقولهم المبتدَع الحكام و المحكومين، فأنت أيّها المسلم كافر ومستهدف، فأحذر ولا تتعاطف مجرد تعاطف مع هذه الأفكار الفاسدة، فإنك بتعاطفك مع هذا الفكر الضال التدميري التكفيري تكون مشاركا بقتل وتكفير المسلمين، ودين الله ليس فيه حماسات وعواطف ولا ردود أفعال ولا أهواء، فلقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. ( حديث صححه الألباني رحمه الله)
وروى البخاري عن نافع قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية، جمع ابن عمر حشمه وولده، فقال: إني سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول (( ينصب لكل غادر لكل غادر لواء يوم القيامة)) رواه البخاري ومسلم
وإنّا بايعنا هذا الرجل على بيعِ الله ورسوله، وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يبايعَ رجل على بيع الله ورسوله، ثم ينصب له القتال!، وإني لا أعلم أحداً منكم خلعه ولا *تابع في هذا الأمر، إلا كانت الفيصل بيني وبينه.
*(تابع : بمعنى إشترك)
ولقد شرح ابن حجر رحمه الله هذا الحديث في فتح الباري 113/72 فقال: وفي هذا الحديث وجوب طاعة الإمام الذي إنعقدت له البيعة والمنع من الخروج عليه، ولو جار في حكمه، وأنّهُ *لا ينخلعُ بالفسق.
*( لاينخلع بالفسق: بمعنى لا يجوز الخروج على وليّ الأمر حتى وإن كان فاجراً فاسقاً )
والبيعة لوليّ الأمر لا تلزم عامة الناس كما إدعي بعض الرويبضة بالمصافحة وهذا إتفاق أهل العلم على مدى القرون.
فتنبه أخي المسلم أن من يثيرك ويثورك ويدعوك للخروج على وليّ الأمر ولو بكلمة، إنما يدعوك لتكون قاطع طريق ويدعوك لسفك دماء المسلمين وإنتهاك أعراضهم وسلب أمنهم، ولربما يؤدي ذلك إلى إغلاق المساجد ومنع الجُمَع والجماعات كما يحدث الآن في بعض بلاد المسلمين والله المستعان.

فصل
حق الحاكم على المحكوم

كما أوردنا سابقاً فإن للحاكم حق في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسمع ونطيع إلا في معصية الله، و أن ندعوا لهم ونعمل على المحافظة عليهم حتى لا تكون هناك مفسدة ومن يرجع إلى تاريخ الإنقلابات عند من يسمون أنفسهم ( بالثوريين والإصلاحيين ) وغير ذلك من المسميات والإصطلاحات التي هي دخيله على الشرع والدين، نجد المفاسد العظمى في الخروج على الحاكم أورثت بعض بلاد المسلمين الويلات والويلات، وسفك دماء المسلمين .
لهذا رويَ ( أن السلطان ظل الله في الأرض، ويقال ستون سنة من إمام جائر أصلح من ليله بدون سلطان) (مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 28/290-291)
والتجارب في هذا الأمر كثيرة، فتأمل أخي المسلم واحذر، لهذا قال الفضيل بن عياض والإمام أحمد بن حنبل وكثير من علماء السلف *(لوكان لنا دعوة مستجابة لدعونا بها للسلطان).
*روى أبو نعيم في الحلية (91/8) قال: حدثنا محمد بن ابراهيم ثنا أبو يعلى *ثنا عبد الصمد بن يزيد البغدادي قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام، فمتى صيرتها في الإمام فصلاح الإمام صلاح البلاد والعباد.
*( ثنا : حدثنا )
فتأمل أخي المسلم هداك الله هذا الفهم الصحيح لدين الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على منهج وفهم السلف الصالح.
وقد أخرج الترمذي من حديث أبي بكرة والحديث حسّنه الألباني رحمه الله ( من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله تعالى).
ومن المناسب في هذا المقام ذكر أقوال بعض أهل العلم في أن لوليّ الأمر أن يعاقب من يحاول الخروج عليه.
قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله في كتاب المقنع مع الشرح الكبير ومعهم الإنصاف(98/27-1012) قال رحمه الله إن أظهر قوم رأي الخوارج ولم يجتمعوا لحرب لم يتعرض لهم، فإن سبوا الإمام " الحاكم " عزّرهم " أي عاقبهم " لما وقع منهم ومن الأذى وذباً عن منصب الإمام، فإن *عرضوا بسب الإمام " الحاكم " ولم يصرحوا عزروا أيضاً لأن الإقرار على التعريض مفضٍ إلى التصريح، فكان التعزير حاسماً لما بعده من التصريح.
(الحاوي للماوردي 374/16) *( عرضوا : بمعنى وافقوا دون تصريح بذلك )
وذهب الشوكاني رحمه الله إلى تأديب *المثبط سواء كان بسب الإمام أو بغير ذلك فلوليّ الأمر أن يحبسه أو غير ذلك من العقوبة. (السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار 514/4)
وقال ابن فرحون المالكي في تبصرة الحكام 227/1: ومن تكلم بكلمة لغير موجب في أمير من أمراء المسلمين لزمته العقوبة الشديدة ويسجن شهراً...... ومن خالف أميراً وقد قرر دعوته لزمته العقوبة الشديدة بقدر اجتهاد الإمام " الحاكم ".
وأخرج مسلم من حديث أم سلمه مرفوعاً ( سيكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كرهَ برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وبايع. قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا ما صلوا)
صحيح مسلم 1854
فهذا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تأمرك أيها المسلم أن تطيع الحاكم ما أقام الصلاة أي إذا كان ذهابك إلى المساجد فيه من الحرية بأن تستطيع تأدية الصلاة بدون أي مانع.
وأما الخارجين عن ذلك الفهم والمتأولين القرآن والسنة ويرون الخروج على الحاكم فذاك مذهب الخوارج وهم أشر خلق الله وهم كلاب أهل النار بل والواجب قتالهم، فقد قال صلى الله عليه وسلم " ستكون *هنّات وهنات، ورفع صوته: ألا من خرج على أمتي وهم جميع فإضربوا عنقه بالسيف كائناً من كان". ( رواه مسلم 1479/3)
*( هنات: أي ستكون هناك فتن)
قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم فيه الأمر بقتال من خرج على الأمام أو أراد تفريق كلمة المسلمين، وينهى عن ذلك فإن لم ينتهِ قوتل.
وروى عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره.(متفق عليه- تقدم شرحه)
نعم لقد حرّض رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتال الخوارج كما ورد ذلك عن أبي أمامة، أنه رأى رؤوساً منصوبة على درج مسجد دمشق فقال: كلاب النار، شرّ قتلى تحت أديم السماء، خيرُ قتلى من قتلوه، ثم قرأ ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) فقيل له: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين أو ثلاثاً أو أربعاً حتى عدّ سبعاً ما حدثتكموه. ( وهذا الحديث رواه الطبراني في المعجم الصغير والذي إسناده صحيح على شرط مسلم كما ذكر الذهبي من تلخيصه وحسنه شيخنا الألباني رحمه الله).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لايُسأل عنهم وذكر منهم رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصياً. ( صححه ألألباني رحمه الله )
وقد سئل سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله: هل تقرّون مثل الدخول في هذه الجماعات: جماعة الأخوان، جماعة التبليغ، جماعة الجهاد أو تنصحونهم بالبقاء على طلب العلم مع طلاب العلم من الدعوة السلفية؟ فأجاب رحمه الله: ننصحهم جميعاً بالإجتماع على كلمة واحدة وهي طلب العلم والتفقه بالكتاب والسنة والسير على منهج اهل السنة والجماعة، أما التحزب للإخوان المسلمين أو التبليغ أو كذا أو كذا لاننصح به، هذا غلط، ولكن ننصحهم أن يكونوا جماعة واحدة يتواصون بالحق والصبر عليه ,وينتسبون لأهل السنة والجماعة " منقول من شريط أسئلة أبي الحسن للشيخين ابن باز وابن عثيمين " سُجِل بمكة المكرمة في السادس من ذي الحجة عام 1416هـ.
فأعلم أيها المسلم أن عقيدة السلف الصالح في هذا الأمر هي أصل عظيم خالفوا فيه الخوارج وأهل البدع والحزبيين والحركيين وغيرهم من الفرق الإسلامية المبتدِعة الذين كفروا الحكام، وارجع لفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من أئمة العصر الحديث كالألباني وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله جميعاً.
فالعلم الشرعي على منهج وفهم السلف الصالح هو الطريق الصحيح واعلم حفظك الله أن علماء السلف المتقدمين والمتأخرين أجمعوا أن الطائفة المنصورة هم أهل الحديث، فابحث عنهم وكن منهم وإن لم تكن منهم فانصر منهجهم لأنه مستمد من أصول عظيمة هي كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفهم السلف الصالح.
قال صلى الله عليه وسلم: من أراد *بحبوحة الجنة فليزم الجماعة.
( الحديث حسن، رواه أبو عاصم في السنة وقال الشيخ الألباني: اسنادة حسن ورجاله ثقات)
*( قال العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظة الله: بحبوحة الجنة وسطها وسعتها ) وفي معجم المعاني الجامع بحبوحة: وسط الشيء وخياره.

فصل
وجوب أن يكون وليّ الأمر قرشياً
فقد روى عمرو بن العاص ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الخلافة في قريش إلى قيام الساعة).(حسنه الألباني في ظلال الجنة :1109)
ورى الترمذي عن شعبة بلفظ ( قريش ولاة الناس في الخير والشر إلى يوم القيامة).
(صحيح الجامع للألباني .2757)
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: الخلافة في قريش ما بقي الناس اثنان، ليس لأحد من الناس أن ينازعهم فيها، ولا يخرج عليهم، ولا تقر لغيرهم بها إلى قيام الساعة.
( طبقات الحنابلة 26/1.)
وقد نص الشافعي رضي الله عنه على هذا في بعض كتبه، انظر: الأم 1-143 ان الامام وجب ان يكون قرشي
وقال القاضي عياض رحمه الله: “اشتراط كون الإمام قرشياً مذهب العلماء كافة، وقد عدّوها في مسائل الإجماع، ولم ينقل عن أحد من السلف رضي الله عنهم أجمعين فيه خلاف، وكذلك من بعدهم في جميع الأمصار، قال: ولا اعتداد بقول الخوارج ومن وافقهم من المعتزلة.
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم : هذا الحديث وأشباهه دليل ظاهر على أن الخلافة مختصة بقريش، لا يجوز عقدها لأحد غيرهم، وعلى هذا انعقد الإجماع في زمن الصحابة فكذلك من بعدهم. ﻭﻣﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺃﻭ ﻋﺮﺽ ﺑﺨﻼﻑ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ، ﻓﻬﻮ ﻣﺤﺠﻮﺝ ﺑﺈﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، انتهى
وقال الإمام الشهرستاني رحمه الله عن الخوارج: " وإنما خروجهم في الزمن الأول على أمرين‏:‏ أحدهما بدعتهم في الإمامةإذ جوزوا أن تكون الإمامة في غير قريش ..
وقال الإمام السيوطي في مقدمة كتابه " تاريخ الخلفاء ": "ولم أورد أحداً من الخلفاء العبيديين، لأن إمامتهم غير صحيحة لأمور: منها: أنهم غير قرشيين"

وقال الإمام مالك رحمه الله: و لا يكون أي الإمام إلا قرشياً وغيره لا حكم له، إلا أن يدعوا إلى الإمام القرشي .( انظر: أحكام القرآن لابن العربي (4/1721).
ولم يخالف في ذلك كما ذكرت إلى النزر اليسير من الخوارج وبعض المعتزلة وبعض الأشاعرة.
وقد احتج أبو بكر وعمر رضي الله عنهما على الأنصار يوم السقيفة، فلم ينكره أحد من الأنصار، فقال: لهم بما معنى: من القريش الأمراء ومنكم الأنصار الوزراء.*
*في مسند الإمام أحمد : أن أبا بكر وعمر لما ذهبا إلى سقيفة بني ساعدة حين إجتمع الأنصار لإختيار خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم- تكلم أبو بكر ولم يترك شيئا أنزل في الأنصار وذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم من شأنهم إلا ذكره, وقال: لقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم – قال: لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار واديا , سلكت وادي الأنصار, ولقد علمت ياسعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم – قال: وأنت قاعد: قريش ولاة هذا الأمر فبر الناس تبع لبرهم , وفاجرهم تبع لفاجرهم, فقال له سعد: صدقت نحن الوزراء وأنتم الامراء.( في مسند الإمام أحمد (1/5) بإسناد مرسل حسن).
ونحن هنا في الأردن أنعم الله علينا بوليّ أمر قرشياً هاشمياً نحبه ويحبنا ومع قلة موارد البلد العزيز على قلوبنا وقلوب كل المسلمين كونه من بلاد الشام وهي بلاد مباركة إلا أن وليّ أمرنا الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه وأبقاه يحاول بكل ما أوتي من جهد توفير الأمن الإجتماعي والإقتصادي لأهل هذه البلاد، ويكفي ما نحن فيه من نعمة الأمن والأمان فهي نعمة لو حمدنا الله عليها ليل نهار لما حمدنا الله على هذه النعمة.
ويكفيك أن تنظر حولك لتعرف ما أنت عليه من أمان وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يشكر الله من لا يشكر الناس). رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وابن حبان والطيالسي عن أبي هريرة مرفوعا وصححه شيخنا الألباني.
فالشكر لوليّ أمرنا يجب ان يترجم بالطاعة والدعاء له، لذلك تأمل أخي المسلم في الأردن وفي كل بلد مسلم, أن طاعتك لوليّ الأمر عبادة تتقرب بها إلى الله وفيها إتباع للسنة وإتباع لأوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي منهج السلف الصالح.
واحذر أخي المسلم مما تسمعه من الإعلام من أئمة التكفير أفراخ سيد قطب كابن لادن والظواهري وووو..وغيرهم كثير ممن يحملون هذا الفكر التكفيري، واحذر مقالاتهم وقنواتهم ومدارسهم بل ومساجدهم التي تفرّخ أناس يقولون بالخروج على وليّ الأمر والله المستعان.
فاجعل سلفك الصالح أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية ولا تجعل سلفك الخوارج الذين قتلوا عثمان وعلي وقاتلوا معاوية رضي الله عن الجميع, , ومازالوا يعبثون بالأمة ويعيثون بها فسادا.
قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ (سورة المائدة الآية: 2)
وكل هذا أخي المسلم من باب الدين النصيحة، فلاتنجر وراء العاطفة الكاذبة، ولاتشترك في فتنة ولاتشارك في مظاهرة، ولابرأي يكون مخالفا للدين، فإن إثمه عليك ووزره عليك، وكن من العارفين بأصول الدين وحقوق ولي الأمر، ولاتكن من العوام الهوام الذين يقولون ( معاهم معاهم .... عليهم عليهم) مثل عامي سخيف.
فالمسلم لايكون إمعة فيجب عليه أن يكون متنبها وعالما بالمصالح والمفاسد وأن يلزم العلماء الربانيين.
فكن أخي المسلم في كل مكان في بلادنا الأردن وغيرها من بلاد المسلمين، من المحافظين على الجماعة والذابين عن الأمة ووحدتها لأن حفظ الجماعة حفظ للعقيدة.
واعلم بأن الصبر على جور الأئمة خير من الخروج عليهم والسمع والطاعة والنصيحة والدعاء لهم خير ومصلحة للبلاد والعباد.
وأيضا لاشك بأن المعاهد الذمي من غير المسلمين في بلادنا له حق على كل مسلم, فلايجوز المساس به والتعرض له والتسبب بإيذائه، وتأمل معنى حديث عبدالله بن عمرو – رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم –قال: ( من قاتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما) رواه البخاري.
بل وذهب مشايخنا وعلماؤنا أن خصومة الذمي أشد من خصومة المسلم.
فيجب على المسلم أن يكون قدوة لغيره من المسلمين لأنه بذلك ينتشر التوحيد وهذا هو الأصل الأول في الدين, وليس كما يدعي الخوارج وأفراخهم بأن القتال والجهاد يكون لأقامة الخلافة، والنبي صلى الله عليه وسلم – قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه- عندما أرسله لليمن(إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب، فليكن أول ماتدعوهم إلى أن يعبدوا الله وحده لاشريك له...) متفق عليه.
وهذا دليل أن التوحيد هو الأصل الأصيل , قال تعالى(( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون))
فدعوتنا هي التربية والتصفية، وهي بالعلم وبالعلم وحده، لذا دخل الناس في هذا الدين أفواجا بسبب أخلاق المسلمين، وبالمنهج الحق السليم.
فالذي يحصل للأمة أحد أسبابه الرئيسية بالأضافة للعلمانيين والعقلانيين هو رد فعل الحزبيين والحركيين ومن تلبس منهم ثوب الدين زورا وبهتانا، فتورطت الأمة بجهالاتهم، وضلالاتهم، وأشغلوا الناس بأمور هي من حق أولياء الأموروليس لهم بها أي حق، وتركوا التربية والتصفية وتعليم الناس العلم الشرعي النافع، مما أعطى أعداء الأمة الأسباب للنيل من أمتنا والله المستعان.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-04-2017, 09:43 PM
عبدالفتاح الرنتيسي عبدالفتاح الرنتيسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: الاردن
المشاركات: 935
افتراضي

جزاك الله خيرا فالموضوع مهم جدا وقد أصبت فيه عقيدة السلف ووفقت في اﻻستدﻻل، ولي عليه مﻻحظات هي:
1_نخالف الحركيين والتكفيريين فيما يقولون عن الحاكمية لكن هذا ﻻيمنع أن نقر بأنها داخلة تحت الربوبية واﻷلوهية.
2-نظرا لكون هذه اﻷحكام مجهولة عند أكثر الناس فاﻷولى تجنب اﻷلقاب التي تنفرهم.
3-ينبغي البعد عن مدح المسئولين ﻷن ذلك يدفع المخالف إلى اﻹعراض عما نكتب من الحق.
والله أعلم ونفع بك اﻹسﻻم والمسلمين


ردالشيخ عبدالمالك رمضاني وتعليقه على الموضوع
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-04-2017, 11:00 PM
عبد الله زياني عبد الله زياني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 853
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالفتاح الرنتيسي مشاهدة المشاركة

3-ينبغي البعد عن مدح المسئولين ﻷن ذلك يدفع المخالف إلى اﻹعراض عما نكتب من الحق.


ردالشيخ عبدالمالك رمضاني وتعليقه على الموضوع

هذه مهمة جدا. رزقنا الله الحكمة.
العجيب أن كثيرا من رؤوس الصوفية الأشعرية يبالغون في مدح الحكام لكن الحركيين والتكفيريين لا يعادونهم كما يعادون أهل السنة.

__________________

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻟك ﺍﻟﺤﻤﺪ.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-06-2017, 09:35 PM
عبدالفتاح الرنتيسي عبدالفتاح الرنتيسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: الاردن
المشاركات: 935
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله زياني مشاهدة المشاركة

هذه مهمة جدا. رزقنا الله الحكمة.
العجيب أن كثيرا من رؤوس الصوفية الأشعرية يبالغون في مدح الحكام لكن الحركيين والتكفيريين لا يعادونهم كما يعادون أهل السنة.



مع ذلك أخي الغالي لو مدح العمل الطيب لولي الأمر , أين المشكلة؟؟؟
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-06-2017, 10:00 PM
عبد الله زياني عبد الله زياني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 853
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالفتاح الرنتيسي مشاهدة المشاركة

مع ذلك أخي الغالي لو مدح العمل الطيب لولي الأمر , أين المشكلة؟؟؟


لا مشكلة, أخي الكريم. لكن يراعي أحدنا من حوله كي لا يكون فتنة لهم: هناك أناس لهم حساسية من الحكام وقد يكون مدحك للحاكم أمامهم فيه صد لهم عن حضور دروسك والاستفادة منها. يعلمون شيئا فشيئا.
__________________

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻟك ﺍﻟﺤﻤﺪ.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-08-2017, 07:49 PM
عبدالفتاح الرنتيسي عبدالفتاح الرنتيسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: الاردن
المشاركات: 935
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله زياني مشاهدة المشاركة


لا مشكلة, أخي الكريم. لكن يراعي أحدنا من حوله كي لا يكون فتنة لهم: هناك أناس لهم حساسية من الحكام وقد يكون مدحك للحاكم أمامهم فيه صد لهم عن حضور دروسك والاستفادة منها. يعلمون شيئا فشيئا.

بوركت أخي الزياني
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:57 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.