أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
82342 83687

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل أعجبك الموضوع
أعجبني جدا 0 0%
أعجبني 0 0%
لا بأس فيه 0 0%
لم يعجبن 0 0%
المصوتون: 0. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-22-2024, 12:21 AM
الدكتور أنس العمايرة الدكتور أنس العمايرة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: المملكة الأردنية الهاشمية - العاصمة عَمان .
المشاركات: 19
Post المواثيق الثلاثة التي أخذت من ذرية آدم / بقلم الدكتور أنس العمايرة

أَخْذُ العهدِ و الْمِيثاقِ من جميع ذرية آدم بعد استخراجهم من ظهره عندما خلقه الله تعالى
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

عندما خلق الله آدم عليه السلام مسح على ظهره بيمينه – وكلتا يدي الرحمن يمين – فخرجت كلُ ذرية آدم فنثرها بين يديه، ثم كلمهم الله قائلاً (ألست بربكم) ؟ قالوا : "بلا نشهد أنك أنت ربنا" . فبهذا استنطقهم اللهُ جل جلاله وأشهدهم وأقام عليهم حجته، ونبههم أن لا تأتوا يوم القيامة تبررون شرككم و كفركم بأحد أمرين هما :

المبرر الأول المرفوض : أن تأتوا يوم القيامة مشركين بي وتقولون : إنا كنا غافلين وناسين هذا الميثاق .

المبرر الثاني المرفوض : أو تأتون يوم القيامة مشركين بي وتقولون: إن آباءنا نقضوا العهد من قبل وأشركوا، ونحن ذرية من بعدهم وجدناهم مشركين فاتبعناهم .

ثم بعد ذلك ردهم في صلب آدم .
وهذا الميثاق يسمى:(الميثاق الأول) لذرية آدم، وهو:الاستنطاق والاستشهاد. وهذا مذكور في القرآن والسنة، وإليك البيان:

دليل الميثاق الأول من القرآن :

قال الله جل جلاله : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ، وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ : أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ ؟ قَالُواْ : بَلَى شَهِدْنَا. أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) الأعراف:172.

أما دليل الميثاق الأول من السنة :
فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : «أَخَذَ اللَّهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ -يَعْنِي عَرَفَةَ- فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلا قَالَ : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قَالُوا : بَلَى شَهِدْنَا. أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ : إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ، أَوْ تَقُولُوا : إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ؟) (صحيح) : السلسلة الصحيحة برقم : (1623) وهو في مسند أحمد برقم : (2455) .
وعَنْ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ : (لَو أَنَّ لَكَ مَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ أَكُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ(؟ فَيَقُولُ : "نَعَمْ". فَيَقُولُ : (أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ، أَنْ لا تُشْرِكَ بِي شَيْئًا فَأَبَيْتَ إِلا أَنْ تُشْرِكَ بِي(» البخاري برقم : (6557).

المواثيق الثلاث لذرية آدم عليه السلام :

هناك ثلاثة مواثيق لذرية آدم عليه السلام هي :

الميثاق الأول : الإقرار والاستنطاق

وهو الإقرار بربوبية الله وألوهيته لما أخرجهم من ظهر آدم كالذر . أشهدهم على أنفسهم وأستنطقهم "ألست بربكم" ؟ وقد ذكرنا ذلك آنفاً .

الميثاق الثاني : فطرهم على التوحيد

و هو أنه تبارك و تعالى فطرهم شاهدين بما أخذه عليهم في الميثاق الأول، كما قال تعالى : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ) الروم : 30 .
وهو الثابت في حديث أبي هريرة رضي الله عنه : «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهِيمَةَ، هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ؟» البخاري برقم : (1385) . ، وكذا في حديث عِيَاضِ ابْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ أن الله قال : «إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِى حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا» مسلم برقم : (7386) .

الميثاق الثالث : هو ما جاءت به الرسل.

الميثاق الثالث لذرية آدم هو ما جاءت به الرسل، وأنزلت به الكتب، تجديدا للميثاق الأول، و تذكيرا به (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ( لنساء : 561. فمن أدرك هذا الميثاق - و هو باق على فطرته التي هي شاهدة بما ثبت في الميثاق الأول- فإنه يقبل ذلك من أول مرة و لا يتوقف لأنه جاء موافقا لما في فطرته وما جبله الله عليه، فيزداد بذلك يقينُه و يقوى إيمانُه فلا يتلعثم ولا يتردد، ومن أدركه و قد تغيرت فطرته عما جبله الله عليه من الإقرار بما ثبت في الميثاق الأول - بأن كان قد اجتالته الشياطين عن دينه وهوده أبواه أو نصراه أو مجساه- فهذا إن تداركه الله تعالى برحمته فرجع إلى فطرته و صدَّق بما جاءت به الرسل و نزلت به الكتب نفعه الميثاق الأول و الثاني، و إن كذب بهذا الميثاق كان مكذبا بالأول فلم ينفعه إقراره به يوم أخذه الله عليه حيث قال : (بَلَى) جوابا لقوله تعالى (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ( ؟ و قامت عليه حجة الله، و غلبت عليه الشقوة وحق عليه العذاب. و من لم يدرك هذا الميثاق بأن مات صغيرا قبل التكليف مات على الميثاق الأول على الفطرة، فإن كان من أولاد المسلمين فهم مع آبائهم، و إن كان من أولاد المشركين فالله أعلم بما كان عاملا لو أدركه، كما في الصحيحين عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَوْلادِ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ : «اللَّهُ إِذْ خَلَقَهُمْ؛ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ» البخاري برقم : (1383) ، وعن أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَرَارِيِّ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ : «اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ» متفق عليه : البخاري برقم : (1384) ، ومسلم برقم : (6929) .

هذا والله تعالى أعلم ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الأردن – عمان – 12 شوال 1445 الموافق 21 نيسان 2024م
مقتبس من كتاب تسهيل الوصل إلى معارج القبول للدكتور أنس محمد العمايرة – دار النفائس.
__________________
الدكتور أنس محمد العمايرة
أستاذ التفسير والمتشابهات القرآنية
الأردن - عَمان
البريد الاكتروني:
To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
العهد ، الميثاق ، أنس


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:14 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.