أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
12822 84309

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر التاريخ و التراجم و الوثائق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-09-2015, 06:58 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


لمثل هؤلاء يُشتهى الولد!

لحق صلاح الشيخ صالح بن غصون ( 1341 – 1419 هـ ) أبناءَه، فهم به بررة حيًّا وميّتاً، رأيتهم جميعاً في خدمته كأحسن حال، لا يأنفون من شيء، ولا يستثقلون أمراً في أي وقت، وما من مشروع خيري للشيخ عُرِض عليهم بعد وفاته إلّا تكفّلوا به، وسارعوا في دعمه وإنجاحه وإتمامه، باذلين في ذلك كل ما في أيديهم، وما كان ليَخْرُجَ هذا الكتاب وكتاب فتاوى الشيخ وأحاديثه في الإذاعة لولا الله ثم دعمهم وإصرارهم وحثّهم وتشجيعهم، فهذا كلّه ثمرة من ثمار برّهم، وقطرة من إحسانهم، فلهم من الله الجزاء الأوفى على برّهم قولاً وعملاً واحتراماً وتقديراً، وجعل ذريتهم بارّين بهم داعين لهم قائمين بحقوقهم.

* ((الدر المصون في سيرة الشيخ صالح بن غصون)) للشيخ طارق الخويطر.
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-01-2014, 07:30 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


من تغريدات الشيخ خالد الشاوي عن والده الشيخ عبدالرحمن الشاوي حفظه الله


من أعظم الحقوق بعد حق الله تعالى حق الوالدين، لذا فمن الوفاء أن ينثر الولد عبقا من مآثر والده

- والدي على قيد الحياة بحمد الله متعه الله بالصحة والعافية، من مواليد عام 1345هجرية فهو يناهز التسعين عاما، وفي كامل حيويته حفظه الله ورعاه

- يختم القرآن كل ثلاث، وفي العشرين الأول من رمضان كل يومين، وفي العشر الأواخر أكثر من ذلك،
حفظه الله ورعاه

- حجّ مشياً على الأقدام مرتين، من القصيم إلى مكة، لم يركب لحظة واحدة، المرة الأولى استغرق الطريق 22 يوما وفي الثانية 17 يوماً حفظه الله

- في إحدى حجاته على قدميه كانت له قصة عجيبة، أحسب أنها مما أكرمه الله بها، ولم تكن له بالحسبان، ولكن الله أعطاه على طيب نيته، حفظه الله
كان هو وجدي في طريق الحج على الجمال، وفي شعيب (الضربي) طلب والده منه أن ينزله من ظهر الذلول ليقضي حاجته، فأنزله ومضت القافلة بعيداً، قضى جدي حاجته ورجع إليه والدي وأصرّ عليه أن يحمله على ظهره، وحين حمله أحس والدي بدموع أبيه وهي تتساقط على كتفه، فحلف له أنه لم يتعب،
فردّ عليه جدي: ياولدي لم أبكِ خوفاً عليك من الحمل والتعب، ولكني بكيت لأن هذا الشعيب الذي تحملني فيه قدحملت فيه والدي من قبل! سبحان ربي
والدي يؤم الناس منذ أربعة وسبعين عاماً وحتى الآن بحمد الله

- رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقد وجدعند بابه رجلاً بصفة أبي بكر رضي الله عنه فاستأذن فقيل له: ادخل ولا قوة إلا بالله، فدخل
فرأى النبي صلى الله عليه وسلم مضطجعاً ثم قام له، فبكى والدي وأخذ يكثر من الصلاة عليه أمامه، فقال له عليه الصلاة والسلام: تفقدوا أموركم

- كان يقرأ في مكتبته قرابة 8 ساعات لا يفصل إلا للصلاة، وهو مولع بتفسير ابن كثير، والبداية والنهاية، وأكثر كتب ابن تيمية وابن القيم

- دائما لسانه يلهج بذكر الله، حتى لا تراه يفتر عن ذلك، وعند طعامه يحمد الله تعالى مع كل لقمة، ويقول كان الإمام أحمد رحمه الله يفعل ذلك

- كان دائم البشر والبشاشة، يتحرى هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تبسمه لمن يسلم عليه
يتحلى بكرم النفس والسماحة، يدفع ما بيده للمحتاج، وكان يذكرنا ببيت الشعر:
لا الجود يذهبها إذا هي أقبلت** ولا الشح يبقيها إذا هي تذهب

- كنت وإياه في الحج مرةً وقد غمرنا الزحام ونحن في الحرم، فأصابه احتقان شديد في البول، وليس من حيلة للخروج،فأخرج كل مافي جيبه من المال
أخرج كل ما لديه وأعطانيه وقال وزع على الناس لعل الله أن يرحمني، فأخذت المال وبدأت أوزع فلما فرغت قال: أبشرك أن الله أذهبه عني فما أحس به

- والدي يحب رحلات البرّ ويأنس فيه، وهاجسه أول ما ننزل أن نخط المسجد،وبعدها يصلي فيه ما قسم الله له إن لم يكن وقت نهي، ويقول الأرض ستشهد لك

- منذ أن وعيت الدنيا وأنا أراه يلزم سنة الضحى، ولا ينقصها عن ثمان ركعات
يقوم من أول الليل وآخره، وينام بينهما، ولا يقل عن إحدى عشرة ركعة، وقد يزيد إلى ثلاث وعشرين

- منذ أن كنا أطفالا ونحن نذكره بصلة الرحم، فهو الذي يصل أرحامه، ويجمع أقاربه، ويتفقد محتاجهم، ويهدي لهم من نتاج مزرعته

- كان يرقي الناس إذا طلبوه، وانتفع برقيته خلق كثير، قبل أن ينقطع الآن لطول المكث في المسجد، حيث يلبث ضحى حتى الظهر، وعصراً حتى المغرب

- كان يشجعني على حلقة التحفيظ يوم أن كنت صغيراً، فيجلس يقرأ معنا القرآن في الحلقة كحال الطلاب، برغم أن مدرس الحلقة من طلابه

- عمل في سلك التعليم ثمان وثلاثين سنة، ودرسنا في المرحلة الابتدائية، فكان يعامل الطلاب كأبنائه، والطلاب يحبونه كوالدهم

- كنت أذكر في الابتدائي عندما يفسح المعلمون ويجتمعون للفطور، يخرج والدي إلى فناء المدرسة خلف الإدارة فيظل يصلي حتى يدخل الدرس

- كان يعوّدنا على مكارم الأخلاق وعفة النفس وإكرام الضيف والإحسان إلى الجار

- قبل ما يدخل رمضان من كل عام ينحر بعيراً ويقسمه في قرابته وأرحامه وجيرانه، فكانت العطية له سجية

- كان يحج كل عام، ولم يدع متابعة الحج إلا بعدما كبر، وسبرت حاله في الحج فألفيته ذاكراً تالياً عف اللسان مؤنساً للرفقة معطاءً للمال بلا عدّ

- كان يعلمنا منذ الصغر أن من سمات المؤمن إكرام سلطان الله في أرضه، ويقول من هدي السلف لو كان لي دعوة مستجابة لصرفتها للإمام

- كان يعلمنا منذ أن كنا صغاراً الإعراض عن الجاهلين، ويشدد في ذلك، حتى يعدها من كمالات المروءات

- من مواقفه في شبابه، ذهب إلى الكويت ماشياً على قدميه، مع حملة لابن عمه، وكان عمره آنذاك لا يتجاوز ستة عشر عاماً، فعمل هناك قرابة 3 سنين.

==============
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-01-2014, 10:52 AM
ابوخزيمة الفضلي ابوخزيمة الفضلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 1,952
افتراضي

رحم الله تعالى والدك وأجدادك وعمك وجميع موتى المسلمين,لم أطلع على الموضوع ولم أشاهده إلا الآن.
قصة والدك شبيهة بعض الشيء بقصة والدي رحمه الله تعالى ,حيث توفي والدي في الشهر (12) من عام
2002 وكان في وقتها رمضان تلك السنة .,ابي رحمه الله تعالى كان من المتهاونين في الصلاة إلى ما قبل وفاته بخمس سنوات تقريبا .وكان رحمه الله رجلا أميا : لا يحفظ في صلاته من القرآن إلا الفاتحة وسورة الإخلاص وكان يعيدهما في صلاواته كلهما فالحمد لله الذي علمنا بالقلم . مرة من المرات حاولت أن أعلمه سورة أخرى من سور القرآن وهي (سورةالكوثر ) ولم أفلح رحمه الله لأنني كلما حفظته الأية الأولى وأنتقل للثانية ينسى الأولى رحمه الله.وما عندنا من علم القراءة والكتابة فهي من نعم الله التي لا ننتبه لها فالحمد لله على ما أولى به من النعم .ومن الأشياء التي أحمد الله عليها وخلت من البدع والمنكرات أمران إثنان (زواجي وجنازة والدي رحمه الله تعالى ) حيث قام وأعانني بتغسيله وكفنه من أصحابي طالب من طلاب العلم في بغداد. وهيء الله لي من الأسباب بالصلاة عليه وعدم إتباع جنازته بالبدع
من الصراخ بقول لا اله إلا الله أو إقامة مأتم بدعي .حيث أنني أكبر أخوتي ولله الحمد وسمعوا كلامي .
أخي أبي معاوية : غفر الله لنا ولك أنا أيضا قمت بإمامة المصلين في جنازة والدي رحمه الله وكنت أعتقد
أن ألأحق بإمامة الميت أقاربه المقربون ,ولكنني سمعت أكثر من مرة الشيخ صالح طه أبو إسلام من السنة أن يؤم المصلين هو إمام المسجد
.ونرجوا أن تبحث عن هذه الملاحظة الأخيرة وجزاكم الله خيرا.
__________________
قال سفيان بن عيينة رحمه الله : ( من جهل قدر الرّجال فهو بنفسه أجهل ).


قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله- كما في «مجموع الفتاوى»:

«.من لم يقبل الحقَّ: ابتلاه الله بقَبول الباطل».

وهذا من الشواهد الشعرية التي إستشهد بها الشيخ عبد المحسن العباد في كتابه
رفقا أهل السنة ص (16)
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتِي ... بأنَّ يدي تفنَى ويبقى كتابُها
فإن عملَت خيراً ستُجزى بمثله ... وإن عملت شرًّا عليَّ حسابُها
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-03-2014, 02:04 PM
أحمد الجبرتي أحمد الجبرتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الدولة: الصومال
المشاركات: 105
افتراضي

في هذه القصة عبر ومما ألفت نظري هو شجاعة الأخ أبي معاوية وصلابته في السنّة أكرم الله موتاك وموتى المسلمين أجمعين وجعلَنا ممن حسنت خواتمهم اللهم آمين
__________________
ما سلم الله من بريته ولا *** نبي الهدى فكيف أنا
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-31-2015, 08:57 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


الحمد لله رب العالمين،
أراني الأستاذ إبراهيم صيداني حفظه الله منذ بضعة أيام كتاباً عنده في مكتبته،
اعتنى به وأشرف على طبعه جدي عبد الحميد البحصلي رحمه الله عندما كان أمين عام لجماعة السيرة النبوية في بيروت في رمضان 1384 هـ / كانون الثاني 1965 م،
وقد صدّره بمقدمة تحدث فيها عن الكتاب وعمله فيه،
وقد أرفقتُ صورة الغلاف ومقدمة جدي رحمه الله على هذا الرابط:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...54#post2136654

.
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 04-16-2015, 08:12 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


هذه وثيقة عثرتُ عليها فيها ذكر لأحد أعيان دمشق : (( محمد الصادق البحصلي ))، ولعله أحد أجدادي:


وثائق سورية:برقية علماء دمشق وأعيانها وتجارها ومفكروها للسلطة العثمانية


أبرق علماء دمشق وأعيانها وتجارها ومفكروها إلى السلطنة العثمانية ببرقية رفضوا فيها عقد مؤتمر عربي في باريس ترعاه فرنسة وبريطانيا، وقد عقد المؤتمر رسمياً يوم الثامن عشر من حزيران 1913م، بهمة الجمعية العربية الفتاةـ وعرف باسم مؤتمر باريس.

( نشر بعض السوريين المعروفين في أوربا بياناً صرحوا فيه أنهم سيعقدون مؤتمراً للوقوف في وجه الاحتلال الأجنبي في سورية وفي فلسطين الذي تلمح إليه جرائد أوربا. ودعوا لمعونتهم من يهمه وقاية الوطن العثماني من هذا الاحتلال. فاستحسن مسعاهم كل صادق لوطنه، مخلص لدولته.
وقد بلغنا أن جماعة في دمشق قاموا يقبحون مناهضة هؤلاء لاحتلال الأجانب كأنه سرهم ما حل بإخوانهم في طرابلس الغرب والروم إيلي من النكبات المؤلمة، فساء عملهم هذا كل محب للخلافة الإسلامية والسلطنة العثمانية، مبغض للسيطرة الأجنبية.
فنحن بصفتنا من أفراد الأمة العثمانية المخلصين، نحتج على أولئك الجماعة المعاكسين لمسعى مواطنينا في أوربا المبني على خلوص النية للدولة والوطن، ونعرض لفخامتكم أننا بريئون من هذه المعاكسة المريبة ، ونسترحم إنقاذ اللائحة الإصلاحية المتقدمة قبلاً لمقامكم السامي من المجلس العمومي، بواسطة ولاية سورية. والأمر لوليه).

الموقعون
علي العسلي متري قندلفت خورشيد وهبي عثمان العظم محمد سليم النجاري كزبري زاده محمد زكي بكري زاده محمد فوزي توفيق الميداني رشدي الشمعة عبد الوهاب الإنكليزي شكري العسلي سليم الشمعة
محمد كردعلي محمد علي الدالاتي شكري الجندي وجيه الكيلاني
صلاح الدين منصور عمر الشمعة محمد عيد القاسمي عظم زادة صفوح المؤيد
مهايني زادة عمري أحمد حلمي خيمي عبد الفتاح السكري علي الغبرة
صالح شورى محمد توفيق الداوودي حسني الفرا محمود حيدر
جرجي الحداد نصوح المؤيد العظم محمد فخري البارودي لطفي الحفار
صبحي سامي العيطة محي الدين شمدين جمال حفار عبد القادر سكر
رشدي الحكيم فريد الغزي فائز الغصين سالم الأمير
فؤاد حنتس أحمد كردعلي خليل سنكي مصطفى العجلاني
مصطفى شورى صادق شورى عز الدين شهاب شريف شهاب
محمد صبحي الجلاد عبد القادر خولة توفيق الحلبي صلاح الدين القاسمي
نجم الدين منصور محمد سعيد السادات إبراهيم خالد الجزائري عبده الصباغ
قدسي زاده محمد رشدي منير محايري خير الدين الزركلي خليل القباني
إحسان حمدي حبيب إلياس محمد العسلي محمد أديب مردم بك
حمدي الكيلاني عبد الرحمن الشهبندر محمد المفتي المحامي عادل المصطفى
عثمان خير إبراهيم المزنر علي تقي الدين محمد بدر الطاغستاني نعيم جدي رضا مردم بك محمد الصادق البحصلي محمد سعيد الرجلة محمد كامل القصاب محمد توفيق عبد ربه محمد إسكندراني عبد الرزاق غيبة منير زادة محمد شريف محمد شكري الحسيني مارديني زادة توفيق محمد سليم اللحام

أيار 1913م.

المصدر: جريدة القبس، العدد (1205)، السبت 31 أيار 1913م.

http://www.aljaml.com/%D9%88%D8%AB%D...86%D9%8A%D8%A9

__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06-23-2015, 06:27 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


الحمد لله رب العالمين،
كنتُ اليوم في زيارة لإحدى عماتي،
فحدثتني حفظها الله أن جدي عبد الحميد البحصلي ( 1896 - 1969 م ) كان يعتقد أن صيام النصف من شعبان والاحتفال به، والاحتفال بالمولد النبوي، كان من البدع،
وكان رحمه الله يمنع أولاده من المشاركة فيها ويقول لهم : أنه باطل لا أصل له في الدين.
وحديثها أثلج قلبي،
وحدثتني أن والدي فرّغ وقته وجلس مع جدّي في آخر أسبوع من حياته عندما كان في المستشفى،
وجلس عنده يخدمه ويرعى حاجاته،
وأن دعوات الرضى التي سمعتها عمتي من جدي لوالدي في ذاك الأسبوع كان شيئاً عجيباً.
رحمهما الله .
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-23-2023, 03:02 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي



وترجل الفارس!!


لم أكن أظن أن الوداع سيكون بهذه السرعة، تركتك وذهبت وكان في خلدي أني سأجدك حين عودتي تتنفس كما هي العادة، ولكن رن الهاتف على غير عادته لتقول زوجتي تعالى يا رابح فوالدك قضى إلى رحمة الله، لقد خيب هذا الاتصال كل آمالي، فسبحان من جعل الموت بقدره لا برغبتنا، ولولا ذاك لكان الخلود نصيب أكثرنا، فالحمد لله على كل شيء، وإنا لله وإنا إليه راجعون، كانت عادتي إذا رجعت إلى البيت، اسلم عليك وأسألك: بابا وش راه البريكي!! فتتمتم بهمس مثقل: الحمد لله، تقولها وكلك اوجاع وتعب باد من قسمات وجهك الذي هجمت عليه تجاعيد المرض وقسماته، هذه المرة وجدتك مسجى باردا على غير العادة، كانت تعلو وجهك ابتسامة، بكيتك لحظتها كما لم افعل، طالما بقيتُ صامدا أمام البكاء مثل صمودك أمام المرض، ولكن بمجرد استسلامك لقدر الله لم يعد لمكابرتي أمام البكاء أي معنى، لقد سافرت يا والدي سفرا لن تعود منه بكل تأكيد، بل تركت الباب من خلفك مواربا لنلحق بك يوما ما.
ودعتنا يوم الرحيل وكلنا
يوما وإن طال الزمان نودع.
كان أبي ولا أخفيكم يخاف الموت، قال لي يا ولدي اخاف لحظة القبر، لا ادري ما سيكون بيني وبين ربي!! كان ذلك خوف المؤمن الذي يوقن بلقاء الله، وها أنت قد قابلت الموت، ولن تموت مرة اخرى، بل ستحيا كما لم تحي من قبل.
لقد ترجل الفارس بعد معارك ضارية مع مرض الكبد الذي استنزف دمه وصحته واعصابه، لم يغادر ابي حتى امتلأ جسده من خروق الإبر التي كانت تسحب دمه لإجراء التحاليل، أو لإمداد جسده الضعيف بالمحاليل.
ترجل الفارس مبطونا من داء الكبد، وكأن ذلك المجاهد الذي أبلى ولم تكتب له الشهادة إبان الثورة التحريرية، يؤكد بإسرار أن مطمحه أن يلحق بركب الشهداء فأسأل الله أن يكتب له الشهادة، وأن ينزله منازلهم. ففي البخاري من حديث أبي هريرة: "المَبْطُونُ شَهِيدٌ، والمَطْعُونُ شَهِيدٌ.."
أخرجه البخاري (٥٧٣٣) واللفظ له، ومسلم (١٩١٤). قال أهل العلم:"المَبطونُ، وهو مَن مات بِداءِ البَطْنِ، وهو الإسهالُ، وقيل: هو الذي به الاستِسقاءُ وانتفاخُ البَطْنِ، وقيل: هو الذي يَموتُ بِداءِ بَطْنِه مُطلقًا".
ترجل الفارس وقد حرم قبل موته بشهرين ونصف من حبيبته بسبب جلطة مفاجئة، صار ابي بعد أن كان يرى التلفاز دون نظارات، لا يرى من الدنيا الا السود، صار أبي يحتاج إلى لمس لحيتي ليتأكد اني أنا من بجانبه، كانت لحظات قاسية جدا عليه وعلينا، كان لا يتذمر من ذلك ولكنه يتساءل لماذا لا ارى، وسبحان من زرع فيه ذلك الصبر، وهذه بشرى ثانية لك يا والدي، كما في الحديث من رواية أبي هريرة:] يقول اللهُ عز وجل: من أذهبتُ حبيبتَيه فصبر واحتسَب، لم أرضَ له ثوابًا دونَ الجنةِ" أخرجه الترمذي (٢٤٠١)، والنسائي في «السنن الكبرى» (١١٤٤٦)، وأحمد (٧٥٩٧) باختلاف يسير.
ترجل الفارس وقد عانى مع كورونا خمسة أشهر وكاد يهلك بسببها.
ترجل الفارس وقد ترك خلفه خلالا كثيرة، إعانة للفقراء وتربية اليتامى وتعلق بالصلاة إلى الحد الذي جعله وهو في غيبوبة المرض يسأل عن الصلاة أو يتيمم بالهواء ويكبر ويصلي وهو غائب عن الوعي.
ترجل أبي وقد ضرب في رقة القلب والرحمة أروع الأمثلة، أذكر يوم أخذنا ولدي حنيف لختانه كان يقبل يديه ويستعبر، بل وامتنع من الذهاب معنا لعدم تحمله من رؤية بكائه!! والأمثلة على رحمته أكثر من أن تحصر، فأسأل الله أن يكتب له نصيبا من حديث عن عبد الله بن عمرو:] الراحمون يرحُمهم الرحمنُ، ارحموا أهلَ الأرضِ يَرْحَمْكم من في السماءِ• أخرجه أبو داود (٤٩٤١)، والترمذي (١٩٢٤)،وأحمد (٦٤٩٤).اللهم كما كان رحيما بنا وبغيرنا فارحمه برحمتك.
كان أبي يتألم حين اتأخر به عن الجمعة، يقول: فوت علي الصدقة، وكان يجمع نقوده في يده ويوزعها على المساكين الجالسين أمام بيت الله، كان يتهيأ للجمعة غسلا ولباسا وبكورا وصدقة.
كان أبي حريصا على الصلاة في المسجد، وكنت إذا ذهبت للمسجد اشعر في عينه الحسرة، وأشعر بتقصير في حقه من هذه الناحية جدا، لأنه كان يحب الصلاة معي، وأذكر أنه لما أذنت الدولة بصلاة التراويح بعد كورونا د، قال لي: صل معي لا تصل في المسجد، فما كان مني إلا أن استجبت له، وكان يصبر معي حتى أكمل، رحمه الله رحمة واسعة.
كان أبي حييا للغاية، فلعله يريد الخروج معي فإذا عرضت عليه الخروج معي في السيارة كان يقول لعلك مشغول، وهو في نفسه يريد الذهاب، فلما يرى من الحاحي عليه يذهب، وما يمنعه الا الحياء، وله في هذا قصص كثيرة معي ومع اخوتي، وكان عزيز النفس، ومن عنة نفسه أنه لا يطلب شيئا ليس له ولو كان في أشد احتياجه له، وكان يراعي رغباتنا، فلا يفرض علينا رأيه ولا وجهة نظره الا اذا رأى المصلحة راجحة فيقول، وكان لا يتدخل في شؤون ابنائه الأسرية مهما كانت الظروف.
رحمه الله فقد كان كريما مضيافا لم أر مثله في الكرم، ولا أعلم أنه عاتبني على استضافة أحد ولو كانت الظروف المادية لا تسمح، وكان لا يرتاح و لا يهنأ حتى يلبي أحد دعوته و كان يتعاهد الضيفان الواحد تلو الآخر و لا يأكل حتى يطمئن و يتحقق أن كل واحد تناول ما كتبه الله له، ثم يلح قائلا ( آه يا وليداتي ماكليتوش....) ثم يطلب لهم المزيد و هم في غاية الشبع و هو بالكاد يصدقهم، بل وهو في مرضه الذي مات فيه، وفي شبه فاقد للوعي، يقول لي وهو في المستشفى، "احكمهم يتقهواو، احكمهم يتغداو" غيب يروحو هكاك!! سبحان الله ، اقول له يا أبي نحن في المستشفى هذه الأمور لا تصلح هنا، فيقول آمالا خلاص !!!
يحدثني أحدهم : من أشهر مواقفي معه أنه كان يقول لي بعد أن ننتهي من الأكل وبعد كل تلك الإكرامات اسمحلنا انت ضيف عندنا تجي من باتنة تقريلنا ولادنا وماناش قايمين بيك سبحان الله ...أي عقل و أي قلب يملكهما هذا الرجل؟!!!!!
مما شد انتباهي فيه أنه يحب طلاب العلم حبا جما و يسأل عن أمورهم و أحوالهم -إذا قدموا للبيت- بل يسألهم حتى عن عدد أولادهم وكان لسانه لا يتوقف و لا يكل و لا يمل من الدعاء لمن يقابل منهم معي بمجاميع الخير و الرزق التيسير و التوفيق.
كان رحمه الله لا يضيٌع صلاة الجماعة و يتحسر لأنه يصلي على الكرسي و زادت حسرته لما صار لا يستطيع المشي لكنه يغتنم إذا وجد المركب إلى المسجد حتى أقعده المرض ..
ذهب و ترك مكانه خاليا... أصبحت جدران البيت باردة و زواياه شاحبة تنتظر عكازته السميكة لتحتضنها كلما دخل البيت أو هب للوضوء ، حتى التلفاز الذي يؤنس به نفسه لم يعد احد يهتم له....كلما تذكرت أنني لن أسمع صوت كرسيه الذي يجلس عليه ليتوضئ تختنق الانفاس في صدري... و كلما تذكرت أنني لن أسمع صوت الجيران و عابري السبيل يلقون عليه السلام كل صباح و هو في مستراحه الصباحي عند الباب او بمحاذاة مستودع جارنا و هو يجيبهم بنبرة بشوشة تقتلني الحسرة ... في آخر مرة جلس فيها في بهو البيت رفع رأسه إلى السماء و هو يتبع بنظراته المرهقة صوت طائرة اظنه تذكر بها شبابه المفعم بالطموح و الرجولة، فرحمك الله رحمة واسعة يا فقيدنا و والدنا ... إلى جنان الخلد بإذن الله.
في الأخير ها قد أفضيت إلى ربك، ولا اقول فيك الا ما قاله الشاعر (بتصرف):
هون عليك فلا هناك ولا هنا
وجهاً لوجهٍ قلْ لموتك ها أنا
ضعْ عنك عبئك، والقَ خصمك باسما
فعلى جسارته يهابُ لقاءنا
إنْ لم يكن في العمرِ إلا ساعةً
علمْ حياتك كيف نُكرِمُ موتنا؟!
لا تنتظر خصماً أقل بسالةً
وارفع جبينكَ مثلما عودتنا
تتبرجُ الدنيا، ونكسر كِبرَها
ونقول: يا حمقاءُ غري غيرنا
لا نستجيرُ من الجراحِ، وإنما
من فرْط نخوتنا نجير جراحنا
لم يرتفع جبلٌ أمام عيوننا
إلا لنرفع فوقه أكتافنا!!
يا نائياً عني بمترٍ واحدٍ
الآنَ وسَّعتَ المسافة بيننا!!!
نلتفُ حولك، نحن حولك يا أبي
فابسط عباءاتِ الحنان وضمنا
قلْ مرحباً، قلْ أي شيءٍ طيبٍ
لا تترك الكابوسَ يُفسدُ حلمنا
كنا نرى الآباء حول صغارهم
نشتاق أن تأتي، وأن تحكي لنا
(يا ما انتظرتك)، وانتظرتك يا أبي
الآنَ بادلني الحديثَ مُكفَّنا!!
زرنا، ولو في كل عامٍ مرةً
واجلسْ قليلاً كي تدير حالنا
جئْ ضاحكاً، أو ساخرًا، أو غاضباً
دللْ كهولتنا وعاتب طيشنا
سمرٌ شتائيٌ، وشايٌ ساخنٌ
وسُعالك الحنَّان يؤنسُ بيتنا
أخشى من النسيان، قد يأتي غدٌ
وتصيرُ وحدَك في الغيابِ ووحدنا!
إنا قصائدُك الجميلةُيا أبي
الله أبدعنا، وأنتَ رويتنا
نثرٌ هي الأيامُ نثرٌ باهتٌ
وتصيرُ شعرًا كُلما اتقدتْ بنا!!
أنصتُ لصوتي فيكَ صدقاً جارحاً
فالموتُ يعجز أن يبدل صوتنا
كُن ما أحبك كم أحبك عالما
لا ينحني جهلا ولا يطغى غنى!!
لا يشبه العلماء، يشبه علمه
إن البناء الفذ يُشبِهُ من بنى
لا دمع يبقى كل دمعٍ زائلٌ
إلا الذي بالحب يغسلُ صدرنا
دمع المناحةِ –دائما- متأخرٌ
في نطفةِ الميلادِ نحملُ حتفنا
اللهم إن عبد أحمد قد أفضى إلى مستقر رحمتك فاغفر له وارحمه، وعافه ،واعف عنه ،وأكرم نُزُله ، ووسع مُدخلهُ ، واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنة ،وأعذه من عذاب القبر (ومن عذاب النار).

وفي الأخير د باسمي وباسم عاىلة أحمد بلخير اتقدم بأحر عبارات الشكر لكل من آزرنا في محنتها وعزانا في فقد والدنا، كل من زار أو اتصل أو راسل، كل من كتب عنه ودعا له، واشكر جميع من حزن لحزننا ووقف معنا ولو بكلمة، شكرا للجميع لا استنثي أحدا سواء من عين التوتة أو من خارجها.
وكتب حامدا مصليا على رسول الله ابو حنيف رابح بن أحمد بلخير الجزائري.
ليلة الاثنين: 04/12/2022.
الموافق: 10/ جمادى الأولى/ 1444.
.
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:15 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.