أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
87130 86507

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-06-2020, 03:21 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي البدع بَرِيدُ الإلحاد والزندقة الشيخ أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي (حفظه الله)

بسم الله الرحمن الرحيم




البدع بَرِيدُ الإلحاد والزندقة ..
مما هو مقرر عند المتشرعة أن شُؤم البدعة في ( ميراثها )! ، وجُمَّاع ذلك في [ الاضطراب والضلال والنفاق ]، ومن كان حظه عند ذلك " الحيرة " فحسب فليتدارك أمره (!) ، وعليه بالتوبة واتباع الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة ، لأن الحال (قد) ينتقل به إلى مستنقع الضلال والنفاق الكُبَّار .. ، فإن " البدع بَرِيدُ الإلحاد والزندقة "..، وقَلَّ من نبه على هذا المعنى ممن يكشفون ( الهوس الإلحادي)! ويَردون عليه ..
وبيان ذلك : أن من ابتلي بالأهواء والمحدثات تجده عادة وعموما = يتقلب من بدعة إلى أخرى، و ينتقل من رأي قبيح إلى آخر ، فتظهر الحيرة... ، و يتبدى الاضطراب ..، وأساس ذلك : التلبس ب [ التزيين ! ] ، قال تعالى : *{ أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا } ..
وقد ذكر علماء التفسير جملة أقوال في سبب نزول الآية ومنها : " الثاني : في أصحاب الأهواء والملل التي خالفت الهدى . قاله سعيد بن جبير " زاد المسير لابن الجوزي - رحمه الله - (6/476) .
ف " كل بدعة عليها زينة وبهجة " كما في البدع والنهي عنها لابن وضاح المالكي - رحمه الله - ص: 43.
و قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - : " من جعل دينه غَرَضا للخصومات أكثر التَنَقُّل " جامع بيان العلم 2/93، وشرح السنة للبغوي - رحمه الله - 1/ 217.
ولما كانت البدع يظهر منها أولا فأول الأخف فالأخف ، ولما كانت المحدثات الصغيرة تؤدي إلى الكبيرة ، كانت " البدع دهليز الكفر والنفاق " الفتاوي لابن تيمية 2/230.
فبسبب الاضطراب الذي تحدثه البدع يعظم الأمر شيئا فشيئا إلى حد أن المرء (قد) يبتلى بالنفاق .. أسأل الله السلامة والعافية .. ف " البدع مظان النفاق ، كما أن السنن شعائر الإيمان " الفتاوي 2/269 .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في كلام له متين : " فإن البدع لا تزال تُخرج الإنسان من صغير إلى كبير ، حتى تُخرجه إلى الإلحاد والزندقة ، كما وقع هذا لغير واحد ممن كان لهم أحوال من المكاشفات والتأثيرات ، وقد عرفنا من هذا ما ليس هذا موضع ذكره .
فالسنة مثال سفينة نوح : من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق. قال الزهري : ( كان من مضى من علمائنا يقولون : الاعتصام بالسنة نجاة) وعامة من تجد له حالا من مكاشفة أو تأثير أعان به الكفار أو الفجار أو استعمله في غير ذلك من معصية ، فإنما ذاك نتيجة عبادات غير شرعية ، كمن اكتسب أموالا محرمة فلا يكاد ينفقها إلا في معصية الله " الفتاوي ( 22/306 ) و الفتاوي الكبرى ( 2/141 ) .
ولأجله حذر السلف الصالح من البدع - ولو كانت صغيرة أو مخففة (1) - وصاحوا بأهلها وفق القواعد الشرعية ..، و الضوابط المرعية ..، والآداب المرضية ..
قال الإمام البربهاري - رحمه الله - : " واحذر صغار المحدثات من الأمور، فإن صغير البدع يعود حتى يصير كبيرا (2) ، وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة " شرح السنة ص : 68.
ومن عجيب المواقف التي تدل على أهمية الحذر من البدع ولو كانت صغيرة ما ذكره الإمام القاضي عياض - رحمه الله - في ترتيب المدارك 1/372 عند ترجمة الإمام البُهلول بن راشد المالكي (3) - رحمه الله - قال : " وخرج بُهلول يوما على أصحابه، وقد غطّى خِنصره بيده، وقد كان أهله سألوه حاجة، فربط في خنصره خيطا ليذكرها، ثم قال : خفت أن أكون ابتدعت، فغطّى أصبعه لئلاَّ يراه أحد فيقتديَ به، ثم وجه بعض أصحابه وأسرَّ إليه الأمر يسأل له ابن فرُّوخ صاحبه عن ذلك، فجاءه فأخبره عنه أن عبد الله بن عمر كان يفعل ذلك، فنحَّى بُهلول كفَّه عن خنصره، وقال : الحمد لله الذي لم يجعلني ممن ابتدع بدعة في الإسلام ".

فالحذر الحذر من الابتداع فهو شُؤْم .. ، والله الله في الاتباع فهو غُنْم..
قال العلامة البرزلي المالكي - رحمه الله - :" من عز عليه دينه تورع ، ومن هان عليه تبدع " فتاويه 1/88.

وختاما أقول : القصد من هذه المقالة التحذير من البدع ولو كانت صغيرة .. تبعا للتحذير الشرعي ..، أما الحكم على الأعيان فحسب توفر الشروط وزوال الموانع لأنه ليس (كل) من وقع في بدعة وقعت البدعة عليه، وليس (كل) من وقع في بدعة صغيرة يلزم من ذلك - في كل حال - أن تؤدي به إلى بدعة كبيرة ..، فمراعاة الأحوال وتحقيق مناطات أصحابها فقه ضروري مطلوب .. فتنبه.
ولا يتم الحكم حتى تجتمع * كل الشروط والموانع ترتفع
.................................
(1). البدع متفاوتة : فيها البدعة الكبيرة والصغيرة ، والبدعة المغلظة والمخففة .. ، ومع أنها مراتب إلا أن كلها ضلالة ف " كل بدعة ضلالة " كما في الحديث الصحيح .
قال الإمام أبو العباس أحمد بن أحمد البِرنسي الفاسي المالكي المعروف ب ( زروق) - رحمه الله - : " البدعة شرّ كلها، والخير كلُّه في اتباع السنة " النصيحة الكافية لمن خصه الله بالعافية ص : 33.
(2). قال الإمام الألباني - رحمه الله - : " البدعة الصغيرة بريد البدعة الكبيرة " أنظر الصحيحة / ما يستفاد من حديث رقم : ( 2005 ).
(3). قال سعيد بن الحداد - رحمه الله - : " ما كان بهذا البلد أحد أقوم بالسُّنَّة من البُهلول في وقته، وسحنون في وقته " ترتيب المدارك 1/ 367.


كتبه [ يومه الأحد 9 جمادى الأولى 1441 ھ / الموافق ل 5 يناير 2020م]:
أبو أ ويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني - عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي -
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:59 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.