أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
47136 103191

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الفقه وأصوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 01-04-2010, 06:37 PM
أبو سهل المعشري أبو سهل المعشري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 24
Lightbulb

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر بن عبد الهادي الكرخي مشاهدة المشاركة
تنبيه: أرجو من أخينا الفاضل أبا سهل إن كان ولا بد رادّاً فليردّ على ما يراه جانب الصواب دون التعريض ووصف مخالفه بالأوصاف التي لا تليق.
وهو تنبيه لي ولجميع إخواني ممن يريدون الحوار في مثل هذه المسائل.
وجزاكم الله خيرا.
أخونا المشرف عمر الكرخي، جزاك الله خيراً على هذا التنبيه.
أقول: إن ما ذكرته من عدم وصف المخالف بما لا يليق، أمرٌ في غاية الأهمية، وحريٌ بـ"منتدى كل السلفيين" أن يكون على هذا الخُلُق الجميل، والأدب الرفيع. وأسأل الله أن يوفقني، ويوفق جميع الإخوة للالتزام بهذا الأمر.
أخي، هذا جانب مهم على سبيل العموم والإجمال. وأما بالنسبة لتفاصيل القضية فإن كلامي أخي المشرف الكرخي - أعانك الله لكل خير- يدور حول نقاط:
أولاً: أنا في بداية الأمر قرأت الموضوع الأساسي الذي كُتِبَ بواسطة الأخ المفضال "أبو أميمة محمد 74"، وكان تعليقي هو عبارة عن تكميلٍ لطيفٍ، وتوجيه لكلامه. فما كان منه - جزاه الله خيراً- إلا أن نقل كلامي في اقتباس، وعلق عليه بقول: أحسن الله إليك.
ثانياً: إن الذي ردَّ على أخيه أبا سهل، وابتدر الرد هو الأخ المشرف ياسين نزال، ورده كان على حسن مقصد، وطلب خير، ولكن كلامه - على ما أراه- فيه تجنٍّ على قواعد الشريعة التي ننطلق منها نحن جميعاً، وأحيلك إلى كلامه فهو موجود أمامك، فارجع إليه، واقرأه، واحكم عليه.
ثالثاً: إنَّ ردي كان دفاعاً عن الشريعة الغراء، وحمايةً لقواعدها، ولو كان المخطيء مشرفاً، وليس غريباً أن يخطيء السلفي، كما أنه ليس غريباً أن يرد سلفي على سلفي، ويخطئه. فهذه سنة ماضية، وطريقة مسلوكة.
رابعاً: لو رجعت - أخي المبجل-لكلامي فإنك لم ولن تجد وصف لياسين بما لا يليق فلم أقول له - والحمد لله-: مثلاً - حاشاه- أنت جاهل، أو لست بسلفي، أو، أو، أو...الخ.
خامساً: إن الأمور التي أخذها عليَّ فضيلة المشرف "ياسين نزال" ليست من الأمور الغريبة في الحوار، بل هي أمور عادية جداً، وتحدث في أرقى الحوارات السلفية، والأمور التي اشتكى منها الأخ الحبيب الغالي"ياسين"هي كالتالي:
1ـ شَكِّي أنا في نقله هو عن شيخ الإسلام، ومطالبتي إياه بالإحالة إلى رقم الصفحة، والطبعة. فهل في هذا إساءة؟؟!!.
2ـ التمست منه أن يرجع لكتاب "الاعتصام" للإمام الشاطبي، وكتاب "علم أصول البدع" لشيخنا المحدث علي الحلبي. فهل هذا وصف بما لا يليق؟؟!!.
3ـ وصفي له بأنه خلط بين البدعة والمصلحة المرسلة، وبين الأمور التعبدية والأمور العادية. وهذا أمر ليس بخارج عن نطاق المباحثة الحوارية، والمطارحة العلمية. إذ أن ما وصفته به شيء أحسست به من خلال ما كتبه، وبيننا جميعاً ما قاله، فليرجع إليه من شاء.
4ـ وصفي له بالتخبط خبط العشواء في الليلة الظلماء في موضوع البدعة والسنة. وهذا وصف حقيقي أراه صحيحاً، وإن كانت هنالك عبارة أخف من هذه فأنا سأستعملها إن شاء الله تعالى.
5ـ وصفي له بأنه قد دخل في منعطفٍ خطيرٍ فيما يتعلق بزلزلة القواعد الشرعية عند العلماء المرتبطة بالبدعة والسنة وهذا قلته له من باب اللازم من قوله. ولا أقول يقصد ذلك أبداً، ولا أظن ذلك به، ويوضح ذلك أنني قلت له: يلزم من كلامك كذا وكذا، و....
وأخيراً وليس آخراً: أقول: إن كان في كلامي إساءة، أو وصف بما لا يليق، فأنا أعتذر للأخ"ياسين نزال" أولاً، ولكم أنتم ثانياً. وأحاول جاهداً أن تكون ردودي - إن احتجت إلى الرد- ألين، وألطف، بإذن الله تعالى.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 01-05-2010, 02:04 PM
أبو محمد رشيد الجزائري أبو محمد رشيد الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: القبة - الجزائر
المشاركات: 419
افتراضي

قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد - رحمه الله - في رسالته " لا جديد في أحكام الصلاة " :

ومنها: قَصْرُ عَقْدِ التسبيح وعده على أصابع اليد اليمنى.

ويُحتج لها بما ورد في بعض أَلفاظ الرواة لحديث عبد الله ابن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال: ((رأَيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح بيمينه)) رواه أَبو داود والبيهقي. وهي لفظة تفرد بها: ((محمد بن قدامة بن أَعين)) عن جميع الرواة. وتبين منزلة هذا ((التفرد)) بِجَمْعِ أَلفاظ الرواة, والوقوف على مخرج الحديث, هل هو مُخْتَلِفٌ أَم مُتَّحِد.
وعليه: فاعلم أَن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – رواه أَصحاب السنن الأَربعة, وغيرهم, ولفظه: ((قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : خلتان من حافظ عليهما أَدخلتاه الجنة . . . قال: ورأَيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقدهن بيده)). وفي لفظ: ((يعقد التسبيح)). وفي لفظ: ((ولقد رأَيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد هكذا, وَعَدَّ بأَصابعه)).
وهذا الحديث من حيث سنده: فَرْدٌ في أَوله, تفرد به عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – وعن عبد الله تفرد به: السائب بن زيد أَو ابن مالك, وعن السائب, تفرَّد به عنه ابنه: عطاء بن السائب.
وعن عطاءٍ اشتهر( نظير هذا الحديث في التفرد في أَوله, والشهرة في آخره: أَول حديث في ((صحيح البخاري)): ((إِنما الأَعمال بالنيات)) وآخر حديث فيه: ((كلمتان . . . )). ), رواه عنه جماعة منهم: شعبة, وسفيان الثوري, وحماد بن زيد, وأَبو خثيمة زهير بن حرب, وإِسماعيل بن علية, والأَعمش.
وهؤلاء جبال في الرواية والحفظ, والإِتقان والعلم. وكلهم يقولون: ((بيده)) لا يختلفون البتة, فليس فيهم واحد يقول: ((بيمينه)).
والاختلاف إِنَّما حصل من طريق أَحد الرواة عن عَثام بن على عن الأعمش به, من رواية شيخ أَبي داود: محمد بن قدامة عن عثام به بلفظ: ((بيمينه)) رواه أَبو داود, ومن طريقه البيهقي.
ومحمد بن قدامة بهذا يخالف أَقرانه الآخذين عن عثام, الذين رووه بمثل لفظ الجماعة أَقران الأَعمش: ((بيده)) أَو بمعناه بلفظ: ((يعقد التسبيح)).
إِذاً لابد من تحقيق البحث في رواية عثام عن الأَعمش عن عطاء, عن أبيه السائب, عن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما –:
الأَعمش هو: سليمان بن مهران الكوفي, ممن روى عن عطاء قبل الاختلاط فروايته عنه مقبولة, والأَعمش في جميع رواياته عن عطاء يرويه بصيغة العنعنة, فيقول: ((عن عطاء)) والأَعمش موصوف بالتدليس, لكن تدليسه قليل محتمل, كما قرره الحافظ ابن حجر في ((طبقات المدلسين)). ثم عن طريق الأَعمش انفرد بروايته عنه: عثام بن علي العامري الكوفي. وهو صدوق. وعن عثام رواه جماعة منهم:

1- ابنه: علي بن عثام, وهو: إمام ثقة.
وروايته به بلفظ: ((رأَيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح)) أَخرجه الحاكم في: ((المستدرك)): (1 / 547).

2- محمد بن عبد الأَعلى الصنعاني. وهو ثقة.

3- الحسين بن محمد الذراع البصري. صدوق.
كلاهما به بلفظ: ((رأَيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح)) أَخرجه النسائي في: ((سننه)): (3 / 79). ومن طريق محمد بن عبد الأَعلى الصنعاني, أَخرجه الترمذي بلفظ: ((رأَيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح بيده)). وقال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب, من هذا الوجه, عن الأَعمش عن عطاء بن السائب. وروى شعبة والثوري هذا الحديث عن عطاء بن السائب, بطوله).

4- أَبو الأَشعث أَحمد بن المقدام العجلي البصري. صدوق.
ولفظه: ((رأَيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح)) أَخرجه البغوي في: ((شرح السنة)): (5 / 47). وبلفظ: ((رأَيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح بيده)) رواه ابن حبان, كما في: ((موارد الظمآن)): (ص / 580).

5- عبيد الله بن ميسرة البصري. ثقة ثبت.
قال أَبو داود – رحمه الله تعالى – في: ((سننه)) (2 / 81): (حدثنا عبيد الله بن ميسرة, ومحمد بن قدامة, في آخرين قالوا: حدثنا عثام, عن الأَعمش, عن عطاء بن السائب عن أَبيه, عن عبد الله بن عمرو بن العاص, قال: رأَيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح. – قال ابن قدامة: بيمينه -). انتهى.

6- محمد بن قدامة المصيصي. ثقة. من شيوخ أَبي داود.
ولفظه: ((رأَيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح بيمينه)) ) انظر: ((نتائج الأَفكار)) لابن حجر: (2 / 267) وحكى الاتفاق فقال: (وقد اتفقوا على أَن الثقة إِذا تميز ما حدث به قبل اختلاطه مما بعده قُبل, وهذا من ذاك) انتهى . تنبيه: في: ((السلسة الضعيفة)): (1 / 112, رقم / 83), (3 / 48- 49, رقم / 1002) عزا الحديث بلفظ: ((بيمينه)) إِلى: الترمذي, والنسائي في سننه, وفي: عمل اليوم والليلة, وإِلى الحاكم, وكل هذا غلط في العزو فلا يوجد عند هؤلاء بلفظ: ((بيمينه)), وذكره على الصواب في تخريج: ((الكلم الطيب)) (ص / 69). ).
رواه أَبو داود في: ((سننه)): (2 / 81), والبيهقي من طريقه في: ((السنن الكبرى)): (2 / 187).
فهؤلاء خمسة من تلاميذ عثام, وهم ما بين: ثقة ثبت, أَو ثقة, أَو صدوق, ومنهم أَخصهم به: ابنه على بن عثام, الإِمام الثقة الحافظ – كما وصفه الذهبي بذلك – كلهم به بلفظ: ((يعقد التسبيح)).
واختلف محمد بن عبد الأَعلى, وأَحمد بن المقدام, فقالا مثل ذلك, وفي لفظ من طريقهما: ((يعقد التسبيح بيده)).
وهي لا تخرج عن معنى روايتهما مع الآخرين: ((يعقد التسبيح))؛ لأَن العقد لا يكون إِلاَّ باليد. فهذان اللفظان خرجا مخرج الصحيح.
وانفرد شيخ أَبي داود: محمد بن قُدامة المصيصي, من بين الآخرين عن عثام بلفظ: ((يعقد التسبيح بيمينه)), ولم يتابعه عليها أَحد, وليس لها شاهد.
قالها مخالفاً جميع الرواة عن عثام, عن الأَعمش به, ومخالفاً جميع أَقران الأَعمش به, فهي من باب مخالفة الثقة لمن هو أَوثق منه, وفي أَقرانه: أَخص الناس بعثام: ابنه علي, وفيهم شيخ أَبي داود: عبيد الله بن ميسرة, الثقة الثبت.
ومخالفاً جميع أَقران الأَعمش الذين رووه عن عطاء, وفيهم: شعبة, والثوري, وحماد بن زيد, وابن علية, وزهير بن حرب, وجرير بن عبد الحميد, وغيرهم, وناهيك بهم في العدالة والضبط والإِتقان. وكلهم يقولون: ((بيده)).
ورواية سفيان عن عطاء به بلفظ: ((ولقد رأَيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعد هكذا, وَعَدَّ بأَصابعه)). أَخرجه عبد الرزاق: (2 / 223). ليس فيهم واحد يقول: ((بيمينه)).
فليس هذا الاختلاف صادراً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا عن الصحابي رواي الحديث – رضي الله عنه – وإِنما هو ناشئ من تفاوت الرواة في الحفظ والضبط, فهذه اللفظة ((بيمينه)) من شيخ أَبي داود محمد بن قدامة, مخالفاً جميع أَقرانه, وفيهم من هو أَحفظ منه وأَضبط.
وقاعدة التخريج: أَن الحديث, إِذا اتحد مخرجه كهذا الحديث؛ امتنع حمله على التعدد, وهذا الحديث ((متحد المخرج)): عطاء عن السائب عن عبد الله بن عمرو بن العاص, لا غير: فصارت هذه اللفظة ((بيمينه)) خطأ من ابن قدامة ولابد, خالف بروايتها جميع الرواة من أَقرانه وفيهم من هو أَوثق منه, وأَقران الأَعمش وكلهم أَوثق منه, فهي لفظة شاذة غير محفوظة. قال شيخ المفسرين الحافظ أَبو جعفر ابن جرير – رحمه الله تعالى – في: ((تفسيره)): (9 / 566): ((والحفاظ الثقات إِذا تتابعوا على نقل شيء بصفة فخالفهم واحد منفرد ليس له حفظهم؛ كانت الجماعة الأَثبات أَحق بصحة ما نقلوا من الفرد الذي ليس له حفظهم). انتهى.
وهذا معنى مقرر في كتب الاصطلاح, كما في: ((النكت)) لابن حجر: (2 / 691- 692) و((هدي الساري)) له: (ص / 348, 356, 384) و((صيانة صحيح مسلم) لابن الصلاح: (ص / 139, 154).
ويؤكِّد هذا الشذوذ من جهة المتن أُمور:

1- أَنا أَبا داود – رحمه الله تعالى – لما أَخرج هذه اللفظة: ((بيمينه)) وأَشار إِلى انفراد: محمد بن قدامة بها, دون الآخرين, لم يترجم عليه بما يفيد هذا القيد: قَصْرُ عقد التسبيح على أَصابع اليد اليمين. وكذلك البيهقي من طريقه في: ((السنن)).
2- ولهذا – والله أَعلم – تنكب العلماء القول بموجب هذه اللفظة – بعد النظر والتتبع, ولم أَر إِلاَّ قول ابن الجزري كما في: ((شرح ابن علان للأَذكار)): (1 / 251): (وقال أَهل العلم: ينبغي أَن يكون عدد التسبيح باليمين). انتهى. وَلَمْ أَرَه على التفصيل. ومن كان عنده فضل علم فليرشد إِليه, مع أَن الحجة هي السنة.
3- أَن لفظ: ((اليد)) للجنس, فيُراد بها: ((اليدان)). ومن نظر في أَلفاظ الرواة في وضع ((اليد)) على الصدر حال القيام في الصلاة: عَلِمَ ذلك.
4- يزيد هذا وضوحاً: أَمره - صلى الله عليه وسلم - للنسوة في حديث يسيرة – رضي الله عنها – قالت: ((قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس, واعقدن بالأَنامل فإِنهن مسؤولات مستنطقات ولا تغفلن فَتُنْسَيْنَ الرَّحمة)). رواه أَحمد: (14 / 221 الفتح الرباني), وأَبو داود: (1487), والترمذي: (3653) واللفظ له, والحاكم: (2007).
وكما أَن لفظ: ((الأَنامل)) وهي رؤوس الأَصابع التي بها ((الظُّفْرَ)) يَعُمُّ الأَصابع من باب إِطلاق البعض وإِرادة الكل, فإِن هذا أَيضاً يعم أَصابع اليدين, فَهُو على عمومه( انظر: ((شرح الأَذكار)) لابن علان: (1 / 250). ). ولو فرض أَن ثمة احتمال – ولا احتمال -: فإِن ترك الاستفصال في مقام الاحتمال ينزل منزلة العموم في المقال( [color="rgb(139, 0, 0)"]((إِحكام الأَحكام)) لابن دقيق العيد: (1 / 474- 475) ((فتح الباري)): (4 / 164).
).
ومعلوم أَيضاً أَن ((العقد)) هو أَحد ((الدَّوَالِّ الخمس)) وهي: اللفظ, ثم الإِشارة, ثم العقد, ثم الخط, ثم النصب, فمن قصر العقد على أَصابع يَدٍ دون الأُخرى فعليه الدليل, فيبقى عقد التسبيح إِذاً على عمومه بأَصابع اليدين.
5- وإِجراء النص على عمومه, كما هو ظاهر, وعليه عمل المسلمين, هو الذي يطرد من قاعدة الشريعة في إِعمال كلتا اليدين في العبادة( ((إِحكام الأَحكام)):(2 / 342). ).
حيث يمكن إِعمالهما, كما في التعبد بهما في الصلاة في أَحوال: الرفع, والقبض, والاعتماد في الركوع, والسجود, . . .
وفي رفعهما للدعاء, واستقبال الوجه ببطنهما, ومسح الوجه بهما بعد الدعاء خارج الصلاة – في عمل بعض السلف – وفي النفث بهما والمسح على البدن وضرب اليدين على الأَرض لتيمم, ومسح الوجه بهما, وهكذا.
والذكر دعاء, وسنة الدعاء باليدين معاً, وكما أَن رفعهما ووضعهما على الصدر: ((زينة الصلاة)) كما قال بعض السلف, فكذلك عقد التسبيح بهما زينة للصلاة بعدها. وأَما الإِشارة إِلى الحجر الأَسود أَو استلامه باليمنى فقط؛ فلأَنه من باب السلام, والسلام باليمين.
ولهذا ذكر البغدادي في ((خِزانة الأَدب))( [color="rgb(139, 0, 0)"]بكسر الخاء, ولهذا يقولون: لا تفتح الخِزانة. ونحوه: لا تفتح الجراب, ولا تكسر القصعة, ولا تمد القفا, وإِذا دخلت مكة فافتح: ((طَوى)) وإِذا خرجت فضم: ((طُوى)), والجنازة بفتح الجيم وكسرها, فالأَعلى للأَعلى, والأَسفل للأَسفل, وملِك بكسر اللام في الأَرض وبفتحها في السماء. ((فتح المغيث)): (3 / 43). و((أَسرار العربية)) لأَحمد تيمور: (ص / 164).[/color] ):
أَنه لما شرفت اليمين بالتيامن, شُرِّفَت الشمال معها بعقد التسبيح. وليس عقد التسبيح بهما بأَبلغ من قراءة القرآن والنفث فيهما ثم مسح البدن.
وهذا التوجيه من أَعظم الأَدلة في تقرير مسائل العلم؛ لأَن أَحكام الشريعة في جهة واحدة, تجري على نسق واحد ولهذا صار من مواضع الخطأ التي تصرف عن صحة النظر: ((التجريد في الدليل عما يحف به)) وقد بينته – ولله الحمد – بسطاً في: ((التأْصيل لأُصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل)).
فهذه الوجوه الإِسنادية والمتنية, جلية كافية في دلالة السنة على عقد التسبيح, وأَنه باليد, وأَن المراد بها جنس اليد, فيشمل اليدين وعقد التسبيح بأَصابعهما, وأَن لفظ: ((بيمينه)): شاذ غير محفوظ, وهذا من أَنواع الحديث الضعيف فَلاَ يُعمل به.
• تنبيه مهم: لا يُؤثر على هذا ما تراه في وصف ((حاسب اليد)) ويقال: ((حساب العقود)) وقد أُلِفت فيه كُتُبٌ نظماً ونثراً, ومنها: أرجوزة: محمد بن أَحمد الموصلي الحنبلي المطبوعة في: ((بلوغ الأَرب)) للآلوسي: (3 / 379- 385) مع التعليق عليها, وأَرجوزة: على بن المغربي, المتوفى سنة 684هـ, المشهورة باسم: ((لوح الحفظ)) وشرحها لابن شعبان, وفي ((نشوار المحاضرة)) و((فتح الباري)): (13 / 107- 109). ومختصر ذلك في ((سبل السلام)) للصنعاني؛ عند حديث عقد الأَصابع في الجلوس للتشهد.
فإِن وصف عقد الحساب هذا قد حصل التواضع عليه ((للإِخبار)) عن حساب وعدد بعينه, كثمن سلعة أًو سومها, فللآحاد: الخنصر, والبنصر, والوسطى, وللعشرات: الإِبهام والسبابة, من اليد اليمنى, وللمئين من اليد اليسرى: الخنصر والبنصر والوسطى, وللألوف من اليسرى: الإِبهام والسبابة.
وعليه: فلا مدخل لهذا ((الإِخبار)) عن وصف حساب العقود باليد, بإِنشاء التعبد بعقد التسبيح, فإِن عقد الأَصابع تعبداً ((ثلاثاً وثلاثين)) بالتسبيح والتحميد والتكبير, لابد من عقد إِصبع لكل مرة, مجموعة أَو مفرقة حتى تبلغ ((تسعاً وتسعين)). ولهذا فإِن القائلين بقصر العَدِّ على أَصابع اليد اليمنى, يتعذر عليهم القول بقصر الآحاد على الخنصر, والبنصر, والوسطى . . . بل يتعذر ولا يأَتي البتة.
ومع جميع ما تقدم فإِن ظاهر عد النَّبي - صلى الله عليه وسلم - لأَيام الشهر بأَصابع يديه الشريفتين وأَشار بها . . . الحديث, يفيد صفة العدد بأَصابع اليدين على المأْلوف, فكذلك ليكن عقد التسبيح بأَصابع اليدين كلتيهما.
[/color]
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 01-05-2010, 07:18 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
افتراضي

بارك الله فيكم اخواني في الله على إثراء الموضوع
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 01-07-2010, 01:41 AM
أبو سهل المعشري أبو سهل المعشري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 24
Post

قال الشيخ فريح بن صالح البهلال في بحثه الماتع: "فتح المعين بتصحيح حديث عقد التسبيح باليمين" الذي قدَّم له العلاَّمة عبد العزيز بن باز - رحمه الله-، حيث يقول في تقريظه: الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد :
فقد اطلعت على المقال الذي كتبه الابن العلامة الشيخ فريح بن صالح البهلال وسماه " فتح المعين بتصحيح حديث عقد التسبيح باليمين " فألفيته مقالاً جيداً مفيداً قد اعتنى فيه المؤلف بطرق الحديث المذكور ، مع بيان الأحاديث الواردة في أنواع الذكر بعد الصلاة وعند النوم وعزوها إلى مخرجيها ، ولقد أجاد وأفاد وأحسن ، فجزاه الله خيرا وزاده من العلم والتوفيق ، وإني أنصح إخواني طلبة العلم بقراءة هذا المقال والاستفادة منه لعظم فائدته مع إيجازه ، وأسأل الله أن يوفقنا جميعا للفقه في الدين والثبات عليه ، وأن يعيذنا جميعا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ومن مضلات الفتن ، إنه سميع قريب ، قاله ممليه الفقير إلى الله تعالى عبد العزيز بن عبد الله بن باز سامحه الله ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الرئيس العام
لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

قال الشيخ فريح بن صالح البهلال:
الحمد لله رب العالمين . والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد :
فإليك - يا أخي المسلم - حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما في عقد التسبيح باليد اليمين قد فتشت عنه في مصادر الحديث وفي كلام أهل العلم فظهر لي أن الحديث صحيح لا غبار عليه بوجه من الوجوه .
وقد جمعت ما توصلت إليه من البحث فيه ليسهل علي الرجوع إليه عند الحاجة ، وما توفيقي إلا بالله ، عليه توكلت وبه اعتصمت ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وهذا هو :
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيده . وفي رواية : بيمينه ، رواه الإمام أحمد والنسائي والبخاري في الأدب المفرد ، وأبو داود والترمذي وابن أبي شيبة وابن حبان وابن ماجه والحاكم وعبد الرزاق والبيهقي والبغوي .
فالإمام أحمد والبخاري وابن ماجه وعبد الرزاق رووه مطولاً .
والنسائي وأبو داود والترمذي وابن حبان والبغوي رووه مختصراً ومطولاً .
وابن أبي شيبة والحاكم والبيهقي رووه مختصراً .
ففي مسند الإمام أحمد ج2 / ص 160 : ثنا جرير ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خلتان من حافظ عليهما أدخلتاه الجنة ، وهما يسير ، ومن يعمل بهما قليل . قالوا : وما هما يا رسول الله ؟ قال : أن تحمد الله وتكبره وتسبحه في دبر كل صلاة مكتوبة عشرا عشرا ، وإذا أتيت مضجعك تسبح الله وتكبره وتحمده مائة مرة ، فتلك خمسون ومائتان باللسان ، وألفان وخمسمائة في الميزان ، فأيكم يعمل باليوم والليلة ألفين وخمسمائة حسنة ؟ قالوا : كيف من يعمل بهما قليل . قال : يجيء أحدكم الشيطان في صلاته فيذكره حاجة كذا وكذا فلا يقولها ، ويأتيه عند منامه فينومه فلا يقولها . قال : ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدهن بيده .
وفي المسند أيضاً قال الإمام أحمد ج2 / ص 205 : حدثنا محمد بن جعفر ، ثنا شعبة ، عن عطاء به ، وساقه إلى أن قال : فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدهن في يده .
وفي الأدب المفرد ص (417 ) قال الإمام البخاري رحمه الله : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا سفيان ، عن عطاء به ، وساقه إلى أن قال : فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعقدهن بيده .
وفي "سنن ابن ماجة"ج1 / ص (299 ) قال رحمه الله : حدثنا أبو كريب ، ثنا إسماعيل ابن علية ومحمد بن فضيل وأبو يحيى التيمي وأبو الأجلح ، عن عطاء بن السائب به ، وساقه إلى أن قال : فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده .
وفي مصنف عبد الرزاق ج2 / ص (233 ) قال رحمه الله : عن الثوري ، عن عطاء بن السائب به ، إلى أن قال : ولقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعد هكذا وعد بأصابعه تقدم التعريف برجاله .
وفي "سنن النسائي"ج3 / ص (74) قال رحمه الله : أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي ، قال : حدثنا حماد ، عن عطاء بن السائب به ، وساقه إلى أن قال : وأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدهن بيده يحيى بن حبيب بن عربي هو البصري / ثقة / تقريب / وحماد هو ابن زيد البصري ثقة ثبت فقيه / تقريب .
وفي "سنن النسائي" أيضاً ج3 / ص (79) - مختصراً قال رحمه الله : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني والحسين بن محمد الذارع - واللفظ له - قالا : حدثنا عثام بن علي ، قال : حدثنا الأعمش ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو قال : "سنن الترمذي"الدعوات (3411),"سنن ابن ماجة"إقامة الصلاة والسنة فيها (926). رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح .
وفي "سنن الترمذي"/ تحفة الأحوذي ج9 / ص (355) قال - رحمه الله - : حدثنا أحمد بن منيع ، أخبرنا إسماعيل ابن علية ، أخبرنا عطاء بن السائب . . به . . إلى أن قال : فأنا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقدها بيده وقال : هذا حديث حسن صحيح ، ورواه شعبة والثوري عن عطاء .
وفي "سنن الترمذي" أيضاً / تحفة الأحوذي ج9 / ص (459) قال الترمذي - رحمه الله - : حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، أخبرنا عثام بن علي ، عن الأعمش ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح بيده . هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث الأعمش عن عطاء بن السائب ، وروى شعبة والثوري هذا الحديث عن عطاء بن السائب بطوله محمد بن عبد الأعلى الصنعاني / ثقة / تقريب . .
وفي "سنن أبي داود"ج4 / ص (316) قال أبو داود : حدثنا حفص بن عمر ، ثنا شعبة ، عن عطاء بن السائب . . . به ، وفيه : فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقدها بيده .
وفي "سنن أبي داود" أيضاً ج2 / ص (81) قال - رحمه الله - : حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة ومحمد بن قدامة في آخرين . قالوا : حدثنا عثام ، عن الأعمش ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح - قال ابن قدامة : بيمينه عبيد الله بن عمر بن ميسرة هو البصري / ثقة ثبت / تقريب ، ومحمد بن قدامة هو المصيصي / ثقة / تقريب . .
وفي موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان للهيثمي ص (143 / 583) قال ابن حبان : أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي ، حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الجمحي ، حدثنا حماد بن زيد ، حدثنا عطاء بن السائب . . به . . إلى أن قال : قال عبد الله : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقدهن بيده .
وفي موارد الظمآن أيضاً ص (143 / 582) قال - رحمه الله - : أخبرنا أبو يعلى ، حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا جرير وابن علية ، عن عطاء بن السائب . . . فذكر نحوه .
وفيه أيضاً ص (580) قال ابن حبان : حدثنا محمد بن يحيى بن زهير ، حدثنا أحمد بن المقدام العجلي ، حدثنا عثام بن علي ، عن الأعمش ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح بيده .
وفي "شرح السنة" للبغوي ج5 / ص (47) قال - رحمه الله - : " باب عقد التسبيح باليد " .
حدثنا أبو الفضل زياد بن محمد الحنفي ، (نا) أبو معاذ الشاه بن عبد الرحمن المزني ، نا أبو الحسن علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي ، نا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي ، نا عثام بن علي ، نا الأعمش ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو قال : رأيت رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث الأعمش عن عطاء بن السائب .
ورواه البغوي في مصابيح السنة / مشكاة المصابيح ج2 / ص (743) مطولاً وفيه : فأنا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقدها بيده .
وفي سنن البيهقي الكبرى ج2 / ص (187) قال البيهقي - رحمه الله - : وحدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله الخسرو جردي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ، ثنا أبو حفص عمر بن الحسن الحلبي ، ثنا محمد بن قدامة بن أعين ، ثنا عثام ، عن الأعمش ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح بيمينه .
وفي الكتاب المصنف لابن أبي شيبة ج2 / ص (390) قال - رحمه الله - : حدثنا محمد بن فضيل ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقده بيده . يعني التسبيح محمد بن فضيل هو ابن غزوان الضبي الكوفي / صدوق / تقريب . .
وفي مستدرك الحاكم ج1 / ص (547) قال - رحمه الله - : حدثنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، ثنا إبراهيم بن الحسن بن المثنى ، ثنا عفان ، ثنا شعبة ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح . قال الحاكم : رواه الأعمش
عن عطاء بن السائب . أخبرناه أبو الطيب محمد بن أحمد بن الحسن الحيري ، ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء ، ثنا علي بن عثام بن علي العامري ، ثنا أبي ، ثنا الأعمش ، عن عطاء ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح .
درجة هذا الحديث:
هذا الحديث جمع - كما مر - بين الغرابة وبين الاشتهار ، فإن إسناده غريب في طرفه الأول ، مشهور في طرفه الآخر . وذلك أنه لم يروه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - ، ولم يروه عن عبد الله إلا السائب والد عطاء ، ولم يروه عن السائب إلا عطاء بن السائب ، ثم رواه عن عطاء الجم الغفير من الثقات الحفاظ . فقد رواه عن عطاء عشر أنفس أو أكثر وهم كالتالي :
وروايتهم له عن عطاء وردت بألفاظ مختلفة ، فأكثرهم عبر بلفظ " عن عطاء " وبعضهم عبر " حدثنا عطاء " ، وهو إسماعيل بن علية ، عند الترمذي ، وبعضهم عبر " بأخبرنا عطاء " ، وهو حماد بن زيد عند ابن حبان .
ثم إنه تناقله الناس عن هؤلاء إلى أن دون في كتب أئمة المسلمين - كما أسلفنا - وهذا يدل على أن الحديث صحيح بالنسبة إلى من بعد عطاء لشهرته واستفاضته ، بل لتواتره ، ويبقى النظر الآن في طريق الغرابة منه ، وهو تفرد عطاء بن السائب به عن أبيه ، وتفرد أبيه به عن عبد الله بن عمرو ، وتفرد عبد الله به عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أما تفرد عبد الله بن عمرو به فلا يضر لأنه صحابي جليل مشهور ، وأما تفرد السائب به فلا يقدح فيه لأنه تقدم أنه ثقة .
وأما تفرد عطاء به فقد يتطرق إليه احتمال الضعف ؛ لأنه قد اختلط في آخره ، ولكن هذا الاحتمال غير وارد هنا ؛ لأن عطاء ثقة ، قال فيه الإمام أحمد : " ثقة ثقة ، رجل صالح ، ومن سمع منه قديما كان صحيحا وكان يختم كل ليلة " . وقال البخاري : "أحاديث عطاء بن السائب القديمة صحيحة" . وقال النسائي : ثقة في حديثه القديم . "وقال أبو حاتم : محله الصدق قبل أن يختلط " .
فقد اتفق أهل العلم بالحديث على أن الرواية عنه قبل الاختلاط صحيحة ، وبعد الاختلاط ضعيفة ، وقد صرح علماء الجرح والتعديل بأن رواية سفيان الثوري وشعبة وحماد بن زيد والأعمش عن عطاء صحيحة ؛ لأنها قبل الاختلاط ، فكل هؤلاء الأربعة روى عنه هذا الحديث ويضم إليهم بقية من رواه عنه وهم ستة فيزيد بهم قوة على قوة ويكون الحديث صحيحا لا غبار عليه .
" ذكر من صحح هذا الحديث من أهل العلم ":
هذا الحديث صححه الترمذي وابن حبان انظر موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ص (143 / 582 ) . وأيوب السختياني قاله النووي في الأذكار ص (35) . والبغوي والنووي والذهبي قال الذهبي في تلخيصه لمستدرك الحاكم : ''صحيح'' . والحافظ ابن حجر والألباني وشعيب الأرناؤوط قال شعيب الأرناؤوط في تعليقه على "شرح السنة"(5 / 47 ) : وهو حديث صحيح . والسيوطي انظر فيض القدير (3 / 442) فقد رمز له السيوطي ''بصح'' .

بيان أن عقد التسبيح في هذا الحديث يكون باليد اليمين:
اعلم أن معنى عقد التسبيح عده ، كما جاء صريحا في رواية البخاري بلفظ : " يعد التسبيح بيده " .
وقد اختلف لفظ عقد التسبيح بواسطة نقل الرواة له في هذا الحديث ، فجاء مطلقا مثل لفظ " يعقد التسبيح " كما عند النسائي والبغوي والحاكم .
أي أن إطلاقه يتناول عقده بالحصى والنوى واليد وغير ذلك ، ولكن جاء تقييده بعقده بيده - صلى الله عليه وسلم - كما عند أحمد والبخاري والنسائي والترمذي وابن ماجه وابن أبي شيبة وابن حبان والبغوي بلفظ "يعدهن بيده " ، " ويعقدهن بيده " ، "يعقدهن في يده " ، "يعقدها بيده " ، "يعقد التسبيح بيده " .
وكونه قيد عقد التسبيح بيده فإنه مطلق أيضاً في اليد ؛ لأنه يتناول أنه يعقدهن بيديه معا ، فجاء تقييده بعقده باليد اليمين عند أبي داود والبيهقي بلفظ " يعقد التسبيح بيمينه " .
والمراد يعد التسبيح بأصابع اليد اليمين أو بأناملها ، فقد ورد في بعض ألفاظ هذا الحديث عند عبد الرزاق : " يعد هكذا وعد بأصابعه " .
وجاء في حديث يسيرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرهن أن يراعين بالتكبير والتقديس والتهليل ، وأن يعقدن بالأنامل ، فإنهن مسئولات مستنطقات رواه أبو داود وغيره . وفيه هانئ بن عثمان الجهني وحميضة بنت ياسر ، قال الحافظ في التقريب : إنهما مقبولان ، وبقية رجاله ثقات .
ولا يرد على رواية عقد التسبيح باليمين كون الأعمش - وهو مدلس - تفرد بروايتها لأمور :
الأول: أن الأعمش ثقة حافظ إمام ، وقد قال الحافظ في طبقات المدلسين : " إنه ممن احتمل الأئمة تدليسه ، وأخرجوا له في الصحيح لإمامته وقلة تدليسه في جنب ما روى " .
الثاني: أن الأعمش قد عاصر عطاء بن السائب في بلد واحد. فالعصر واحد والبلد واحد ، وهو الكوفة ، توفي عطاء سنة (136هـ ) ، وتوفي الأعمش سنة (148هـ ) ، وهذا يدل على صحة سماع الأعمش من عطاء .
الثالث: أن الأعمش لم ينفرد برواية هذا الحديث عن عطاء حتى يتطرق إليه احتمال التدليس فيه ، بل قد رواه عن عطاء الجم الغفير من الحفاظ الثقات من أئمة المسلمين ، أمثال شعبة ، وسفيان الثوري ، وحماد بن زيد ، وإسماعيل بن علية وغيرهم ، كلهم روى هذا الحديث عن عطاء ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - " يعقد التسبيح بيده " . فعقد التسبيح باليد ثابت قطعا ، ورواية الأعمش هذه بينت المراد باليد ، وهي اليمين .
الرابع : أن التسبيح معناه: تنزيه الله عن النقص والعيب ، ولا يليق بالمسلم أن يعقد ما ينزه الله به باليد الشمال التي تزال بها الأقذار كالمخاط والاستنجاء ونحو ذلك .
الخامس: أن جعل اليد اليمين للأشياء الطيبة مطلوب شرعاً، فقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله .
السادس: أن الحافظ ابن حجر قال في هذا الحديث : رجاله كلهم ثقات إلا عطاء بن السائب اختلط ، ورواية الأعمش عنه قديمة ، فإنه من أقرانه ، نقله الألباني عن الحافظ في تعليقه على الكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية ص (69) أي أن رواية الأعمش هذه عن عطاء صحيحة لقدمها قبل الاختلاط وبعدها عن التدليس .
إذا تقرر هذا فإن السنة أن يعد المسبح التسبيح بأصابع يده اليمنى كما تقدم في رواية عبد الرزاق : " يعد هكذا وعد بأصابعه " ، وفي "سنن أبي داود "من حديث حميضة بنت ياسر : " واعقدن بالأنامل " وتقدم .
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 01-10-2010, 11:43 AM
أبو محمد رشيد الجزائري أبو محمد رشيد الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: القبة - الجزائر
المشاركات: 419
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخي الفاضل على نقلك لهذا البحث الماتع :
هذا المقال بحث في صحة حديث عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – في طريق الغرابة منه ، كما قال صاحبه ( وهذا يدل على أن الحديث صحيح بالنسبة إلى من بعد عطاء لشهرته واستفاضته ، بل لتواتره ، ويبقى النظر الآن في طريق الغرابة منه ، وهو تفرد عطاء بن السائب به عن أبيه ، وتفرد أبيه به عن عبد الله بن عمرو ، وتفرد عبد الله به عن النبي - صلى الله عليه وسلم – )
ولم يعرّج الشيخ على زيادة " بيمينه " التي تفرّد بها محمد بن قدامة بن أعين بالدراسة والتمحيص كما فعل بكر بن عبد الله أبو زيد - رحمه الله - بل اعتبرها زيادة للأعمش . ولا بأس أن نُذكر بقول الشيخ بكر – رحمه الله - ، قال : ( رواه عنه [أي عن عطاء] جماعة منهم: شعبة, وسفيان الثوري, وحماد بن زيد, وأَبو خثيمة زهير بن حرب, وإِسماعيل بن علية, والأَعمش. وهؤلاء جبال في الرواية والحفظ, والإِتقان والعلم. وكلهم يقولون: "بيده" لا يختلفون البتة, فليس فيهم واحد يقول: "بيمينه".
والاختلاف إِنَّما حصل من طريق أَحد الرواة عن عَثام بن على عن الأعمش به, من رواية شيخ أَبي داود: محمد بن قدامة عن عثام به بلفظ: " بيمينه" رواه أَبو داود, ومن طريقه البيهقي.
)

وقد أحسن الشيخ حينما قال ( وقد اختلف لفظ عقد التسبيح بواسطة نقل الرواة له في هذا الحديث ، فجاء مطلقا مثل لفظ " يعقد التسبيح " كما عند النسائي والبغوي والحاكم .
أي أن إطلاقه يتناول عقده بالحصى والنوى واليد وغير ذلك ، ولكن جاء تقييده بعقده بيده - صلى الله عليه وسلم - كما عند أحمد والبخاري والنسائي والترمذي وابن ماجه وابن أبي شيبة وابن حبان والبغوي بلفظ "يعدهن بيده " ، " ويعقدهن بيده " ، "يعقدهن في يده " ، "يعقدها بيده " ، "يعقد التسبيح بيده " .
وكونه قيد عقد التسبيح بيده فإنه مطلق أيضاً في اليد ؛ لأنه يتناول أنه يعقدهن بيديه معا
)
فقد بيّن أن لفظ اليد للجنس يُراد منها اليدان ، ثم قال ( فجاء تقييده بعقده باليد اليمين عند أبي داود والبيهقي بلفظ " يعقد التسبيح بيمينه " .) وهذا الذي كان ينبغي له البحث في إثباته لأن عنوان المقال " فتح المعين بتصحيح حديث عقد التسبيح باليمين " ولكنه لم يخض فيه . أما الشيخ بكر – رحمه الله – فقد أثبت في بحثه أن زيادة " بيمينه " شاذة لا يُعمل بها .
والله أعلم
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 04-12-2010, 06:26 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
افتراضي

بارك الله فيكم على مروركم العطر
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:47 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.