أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
75327 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر القرآن والسنة - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #101  
قديم 12-13-2014, 12:00 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الجمع بين الحديثين : (... يجعل التسليم في آخره). وبين (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى).

كيف الجمع بين الحديثين : (... يجعل التسليم في آخره). وبين (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى).
في الصلاة الرباعية النهارية التطوعية.

روى الإمام أحمد قال : حدثنا وكيع حدثنا سفيان وإسرائيل وأبي عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة قال : سألنا عليًا - رضي الله عنه - عن تطوع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنهار فقال : (إنكم لا تطيقونه، قال : قلنا : أخبرنا به نأخذ منه ما أطقنا، قال : (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الفجر أمهلَ حتى إذا كانت الشمس من ها هنا - يعني من قبل المشرق - مقدارها من صلاة العصر (1) من هاهنا - من قبل المغرب - قام فصلى ركعتين، ثم يمهل حتى إذا كانت الشمس من هاهنا يعني : من قبل المشرق - مقدارها من صلاة الظهر من ها هنا - يعني مِنْ قبل المغرب - قام فصلى أربعا، وأربعا قبل الظهر إذا زالت الشمس، وركعتين بعدها، وأربعا قبل العصر، يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيين ومن تبعهم من المؤمنين والمسلمين، [يجعل التسليم في آخره].(2) انظر : [السلسلة الصحيحة 1/ 474 رقم 237].

وفي رواية الإمام أحمد 615 : [... قال : قال علي - رضي الله عنه – [... تلك ست عشرة ركعة تطوع النبي - صلى الله عليه وسلم – بالنهار، وَقَلَّ مَن يُداومْ عليها].
حدثنا وكيع عن أبيه قال : قال حبيب بن أبي ثابت لأبي إسحاق حين حدثه : [يا أبا إسحاق يُسَوّي حديثك هذا ملء مسجدك ذهبا].

قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى - في التعليق على الحديث بعد تحقيق الحديث الأول :

[فقه الحديث : دلّ قوله : "يجعل التسليم في آخره"، على أن السنة في السنن الرباعية النهارية أن تُصلى بتسليمةٍ واحدة، ولا يُسَلّمْ فيها بين الركعتين.


وقد فهم بعضهم من قوله : "يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين ومن تبعهم من المؤمنين" أنه يعني تسليم التحلل مِنَ الصلاة.
وردَّه الشيخ علي القاري في "شرح الشمائل" بقوله : "ولا يخفى أنَ سلام التحليل إنما يكون مخصوصاً بمن حضر المُصلّى مِنَ الملائكة والمؤمنين، ولفظُ الحديثِ أعمّ مِنه حيثُ ذكر الملائكة المقربين والنبيين ومن تبعهم من المؤمنين والمسلمين إلى يوم الدين".

ولهذا جزم المناوي في "شرحه على الشمائل" أن المُراد به التشهّد، قال : "لاشتمالهِ على التسليم على الكلّ في قولنا : "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين".

قلت : - والقول لشيخنا الألباني رحمه الله تعالى - : ويُؤيّدُهُ حديث ابن مسعود - رضي الله عنه – المتفق عليه، قال : [كنا إذا صلينا مع النبي - صلى الله عليه وسلم – قلنا : السلام على الله قبل عباده، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، السلام على فلان، فلما انصرفَ النبي - صلى الله عليه وسلم – أقبل علينا بوجهه فقال : (إن الله هو السلام، فإذا جلس أحدكم في الصلاة فليقل : التحياتُ لله ….. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإنه إذا قال ذلك، أصاب كل عبد صالحٍ في السماء والأرض ….).

قلت : وهذه الزيادة التي في آخر الحديث تقطع بذلك، فلا مجال للإختلاف بعدها فهيَ صريحة في الدلالة على ما ذكرنا مِن أن الرّباعية النهارية، مِن السنن، لا يُسَلّمْ في التّشهّد الأول مِنها، وعلى هذا، فالحديث مُخالِفٌ لظاهر قوله - صلى الله عليه وسلم – : (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى). (3)
وهو حديثٌ صحيح، كما بيّنته في "صحيح أبي داود" (1172) و"الحوض المورود في زوائد منتقى ابن الجارود" (رقم 123) يسرَ الله لنا إتمامهما.

ولعلّ التوفيق بينَ الحديثين بأن يُحمل حديث الباب على الجواز، وحديث ابن عمر على الأفضلية، كما هو الشأن في الرباعية الليلية أيضاً، والله أعلم] ا.هـ. انظر : [السلسلة الصحيحة 1/ 477 رقم 237].
________

(1) : أي : مقدارها في وقت صلاة العصر، وهذا الوقت يكون بالتخمين وقتُ الضّحى، ووقتُ الأربعِ بعدَها قبلَ الزوال بشيئ يسير، وذلك قبلَ وقت الكراهة قُبَيْلَ الزوال – إن شاء الله تعالى -. انظر : [السلسلة الصحيحة 1/ 474 رقم 237. الحاشية].

(2) أخرجه أحمد رقم (650 و 1375)، وابنه (1202) و الترمذي (2/ 294 و 493 و 494) والنسائي (1/ 139 – 140)، وابن ماجه (1/ 353)، والطيالسي (1/ 113 – 114) وعنه البيهقي (2/ 273) والترمذي أيضا في الشمائل (2/ 103 – 104) من طريق شعبة وغيره عن أبي اسحق عن عاصم بن ضمرة قال : سألنا عليًا - رضي الله عنه - عن تطوع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنهار فقال : (إنكم لا تطيقونه، قال : قلنا : أخبرنا به نأخذ منه ما أطقنا ...).

(3) قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى - في كتابه القيم : "تمام المنة في التعليق على فقه السنة" :

[ومن (سنة الظهر) قوله في فضل الأربع قبل الظهر تحت رقم ( 2 ) : " وإذا صلى أربعا قبلها أو بعدها فالأفضل أن يسلم بعد كل ركعتين وإن كان يجوز أن يصليهما متصلة بتسليم واحد لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى). رواه أبو داود بسند صحيح ".

قلت : من شروط الحديث الصحيح أن لا يشذَّ راويه عن رواية الثقات الآخرين للحديث، وهذا الشرط في هذا الحديث مفقود لأن الحديث في " الصحيحين " وغيرهما من طرق عن ابن عمر دون ذكر " النهار " وهذه الزيادة تفرد بها علي بن عبد الله الأزدي عن ابن عمر دون سائر من رواه عن ابن عمر.
وقد قال الحافظ في " الفتح " ما مختصره : " إن أكثر أئمة الحديث أعلّوا هذه الزيادة بأن الحفاظ من أصحاب ابن عمر لم يذكروها عنه، وحكم النسائي على راويها بأنه أخطأ فيها.
وروى ابن وهب بإسناد قوي عن ابن عمر قال : (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى) . (موقوف).

فلعل الأزدي اختلط عليه الموقوف بالمرفوع فلا تكون هذه الزيادة صحيحة على طريقة من يشترط في الصحيح أن لا يكون شاذا.
وقد روى ابن أبي شيبة عن ابن عمر (أنه كان يصلي بالنهار أربعا أربعا).
وهذا في " المصنف " ( 2 / 274 ) بسند صحيح.

قلت : فإن لم تثبت هذه الزيادة فمفهوم الحديث الصحيح : " صلاة الليل مثنى مثنى . . " يدل على أن صلاة النهار ليست كذلك، فتصلى أربعا متصلة كما قال الحنفية قال الحافظ ( 2/ 283 ) : " وتعقب بأنه مفهوم لقب وليس بحجة على الراجح ".

قلت : ويؤيده "صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة، صلاة الضحى ثماني ركعات يسلم من كل ركعتين" وهو حديث صحيح أخرجه أبو داود ( 1/ 203 ) بإسناد صحيح على شرطهما وهو في " الصحيحين " دون التسليم.
وقال الحافظ في " الفتح " ( 3/ 41 ) : " أخرجه ابن خزيمة وفيه رد على من تمسك به في صلاتها موصولة سواء صلى ثمان ركعات أو أقل ".

قلت : فهذا الحديث يستأنس به على أن الأفضل التسليم بعد كل ركعتين في الصلاة النهارية. والله أعلم .

ثم وجدت للحديث طرقًا أخرى وبعض الشواهد أحدها صحيح خرجتها في "الروض النضير" (522) فصح الحديث والحمد لله، ولذلك أوردته في " صحيح أبي داود " ( 1172 )]. اهـ. انظر : [تمام المنة في التعليق على فقه السنة ص (239 – 240)].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #102  
قديم 07-29-2016, 02:48 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

كيف نجمع بين الأمر بالسكينة في المشي إلى الصلاة، والنهي عن السعي إليها ؟؟

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إذا أقيمت الصلاة، فلا تأتوها وأنتم تسعون، ائتوها وأنتم تمشون، عليكم بالسكينة، فما أدركتم فصلواأ وما فاتكم فاقضوا) (صحيح ابن خُزيمة 3/ 3 رقم 1505).

(باب الأمر بالسكينة في المشي إلى الصلاة، والنهي عن السعي إليها، والدليل على أن الاسم الواحد قد يقع على فعلين).

يؤمر بأحدهما، ويزجر عن الآخر بالاسم الواحد، إذ الله قد أمرنا بالسعي إلى صلاة الجمعة يريد المضي إليها، والرسول - صلى الله عليه وسلم - المصطفى زجر عن السعي إلى الصلاة وهو العجلة في المشي.

فالسعي المأمور به في الكتاب إلى صلاة الجمعة غير السعي الذي زجر عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - في إتيان الصلاة، وهذا اسمٌ واحدٌ لفعلين أحدهما فرض، والآخر منهي عنه) انظر : [صحيح ابن خزيمة 3/ 3 ].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #103  
قديم 07-29-2016, 02:52 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

لِمَ جُمِعَ في هذه الآية بينَ التسبيح والحمد ؟.

﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۞ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۞ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات 180 – 182].

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – : لِمَ جُمَعَ في هذه الآية بينَ التسبيح والحمد ؟.

قال – رحمه الله تعالى – : [والذي يظهر – والله أعلم – أنه كما قاله بعض المُفَسّرين : أنه لمّا كان التسبيح يتضمّن التبرئة مما يَصِفون بدلالة المُطابقة، ويستلزمْ إثبات الكمال، كما أن الحَمْدَ يدل على إثبات صفات الكمال بالمطابقة، ويستلزم التنزيه من النقص، قَرْنَ بينهما في هذا الموْضِع] انتهى.

انظر : [الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية ص 55].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #104  
قديم 07-29-2016, 03:13 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

ليس هناك تعارض بين الآيتين

يقول السائل :
يقول الله - تعالى - : ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ [1].
ويقول - تعالى - : ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا

[2] فما معنى الآيتين؟. وكيف نجمع بينهما علماً بأن ظاهرهما التعارض؟.

أجاب فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله تعالى - :

ليس هناك تعارض يا أخي؛ فالله - جل وعلا - بين لنا أن ما أصابنا هو بأسباب كسبنا، وبين أن ما يقع فهو بقضائه وقدره ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا، فقد سبق علمه وقدره وكتابته لكل شيء، ولكنه سبحانه علق ما أصابنا مما يضرنا بأنه بأسباب معاصينا وإن كانت مكتوبة مقدرة، لكن لنا كسب ولنا عمل ولنا اختيار.

فكل شيء يقع بقدر سواء من الطاعات والمعاصي، فما وقع منا من معاصٍ فهو من كسبنا ومن عملنا ونحن مؤاخذون به إذا فعلناه، ولنا عقول ومشيئة وقدرة وعمل ولهذا قال - سبحانه - : ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [3]

والآية الأخرى: ﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ، [4].
فلا تنافي بين القدر وبين العمل؛ فالقدر سابق ولله الحجة البالغة سبحانه وتعالى، والأعمال أعمالنا كالزنا وشرب الخمر وترك الصلاة والعقوق وقطيعة الرحم، فهي من أعمالنا ونحن نستحق عليها العقوبة بسبب تفريطنا وتقصيرنا لأن لنا اختياراً ولنا عمل ينسب إلينا، وإن كان سبق في علم الله كتابته وتقديره.

فالقدر ليس حجة على فعل المعايب والمنكرات، فالله - سبحانه وتعالى - له الحكمة البالغة فيما مضى به قدره وعلمه وكتابته، ونحن مسئولون عن أعمالنا وعن تقصيرنا، ومؤاخذون بذلك إلا أن يعفو ربنا عنا.

وبهذا تعلم أنه لا منافاة بين الآيتين، فإحداهما تدل على أن أعمالنا من كسبنا، وأننا نستحق عليها العقوبة إذا كانت غير صالحة، وهي أعمال لنا باختيارنا. والآية الأخرى تدل على أنه مضى في علم الله كتابتها وتقديرها.

وقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء) أخرجه مسلم في صحيحه.

فهو - سبحانه - الحكيم العليم، العالم بكل شيء، الذي سبق علمه بكل شيء سبحانه وتعالى، وكتب كل شيء.

وفي آية أخرى يقول - سبحانه وتعالى - : ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [5].

فكتاب الله سابق، وعلمه سابق سبحانه وتعالى، وقدره سابق، وأعمالنا محصاة علينا، ومنسوبة إلينا، ومكتوبة علينا، وهي من كسبنا وعملنا واختيارنا.

فنجزى على الطيب الجزاء الحسن، من الطاعات وأنواع الخير والذكر، ونستحق العقاب على سيئها من العقوق، والزنا، والسرقة، وسائر المعاصي والمخالفات. والله المستعان.

فتاوى نور على الدرب الجزء الأول.
__________
[1] [سورة الشورى: 30].
[2] [سورة التوبة: 51].
[4] [سورة الشورى: 30].
[4] [سورة النساء: 79].
[5] [سورة الحديد: 22].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #105  
قديم 08-31-2016, 09:16 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

كيف الجمع بين قوله تعالى :

﴿اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ

والحديث :(خلق الله التربة يوم السبت ...).


إن الله جلّ في علاه - خلق السموات والأرض وقدر فيها أقواتها لكفاية الخلائق فوقها، وهيأ الأسباب للسعي في تحصيلها.

فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي فقال : (خلق الله التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الإثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة آخر الخلق، من آخر ساعة الجمعة فيما بين العصر إلى الليل]. (صحيح) رواه (مسلم (في صجيحه (8/ 127).

قال شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى – في التعليق على الحديث : [ثم رأيت المدعوّ عز الدين بليق قد سوّدَ عدّة صفحات في كتابه الذي سماه : "موازين القرآن والسنة للأحاديث الضعيفة والموضوعة " (!) (ص 71 - 72)، زعم فيها أن الحديث يتعارض مع القرآن جملة وتفصيلا (!) وتمسك في ذلك بالأحاديث المصرحة بأن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام، جاهلاً أو متجاهلاً أن الأيام السبعة في الحديث، هي غير الأيام الستة المذكورة في الآيات، كما كنت شرحت ذلك في التعليق على المشكاة ".

ومنشأ جهله أنه فسر (التربة) في الحديث بأنها الأرض، يعني الأرض كلها بما فيها الجبال والأشجار وغيرها، وهذا باطل لمنافاته سياق الحديث كما لا يخفى على أحد ذي لبّ.

وإنما المراد بالتربة (التراب) وليس الأرض كلها، ففي "لسان العرب" : "تربة الأرض" ظاهرها.
وهذا هو الذي يدل عليه السياق، فإن الأرض بدون التراب لا تصلح للأشجار والدوابّ التي ذكرت في الحديث، ولا خلق آدم وذريته التي تناسلت منه بعد.

وليس الحديث بمخالف للقرآن كما يتوهم البعض، راجع (المشكاة 5735)، ثم مختصر العلو للذهبي رقم الحديث 71].

وبالجملة : فالتفصيل الذي في الحديث هو غير التفصيل الذي في القرآن الكريم، وأيامه غير أيامه، فالواجب في مثل هذا عند أهل العلم أن يضم أحدهما إلى الآخر، وليس ضرب أحدهما بالآخر] ا هـ. انظر : [السلسلة الصحيحة 4/ 449 رقم 1833]. و [التحقيق المطوّل في الكتاب قسم الاستدراك 4/ 664].

وحديث أبي هريرة - رضي الله عنه – أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيدي فقال : (يا أبا هريرة إن الله خلق السموات والأرضين وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش يوم السابع (1)، وخلق التربة يوم السبت، والجبال يوم الأحد، والشجر يوم الإثنين، والشر يوم الثلاثاء، والنور يوم الأربعاء، والدواب يوم الخميس، وآدم يوم الجمعة في آخر ساعة من النهار بعد العصر، خلقه من أديم الأرض بأحمرها وأسودها وطيبها وخبيثها، من أجل ذلك جعل الله من آدم : الطيب والخبيث). أخرجه النسائي في تفسير (سورة السجدة) والأخضر بن عجلان، وَثّقهُ ابن معين ...

قال شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى – في التعليق على الحديث : [... وقد توهّم بعضهم أنه مخالف للآية المذكورة في أول الحديث، وهي مِن أول سورة السجدة، وليس كذلك كما كنت بينته فيما علقته على [المشكاة 5735].

وخلاصة ذلك : أن الأيام السبعة في الحديث هي غير الأيام الستة في القرآن، وأن الحديث يتحدّث عن شيء من التفصيل الذي أجراه الله على الأرض، فهو يزيد على القرآن، ولا يُخالفه.

وكان هذا الجمع قبل أن أقف على حديث الأخضر، فإذا هو صريح فيما كنت ذهبت إليه من الجمع، فالحمد لله الي بنعمته تتم الصالحــــات] ا هـ. انظر : [مختصر العلو للذهبي ص 111 - 112 رقم الحديث 71].

_________

(1) ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ۞ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ. [سورة السجدة 4 – 5].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #106  
قديم 09-01-2016, 02:06 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

كيف نجمع بين الآيتين التاليتين ؟

يقول السائل:
يقول الله تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمَْ. [1].

ويقول تعالى: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَاَ. [2] فما معنى الآيتين؟ وكيف نجمع بينهما علماً بأن ظاهرهما التعارض؟.

أجاب فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله تعالى - :

ليس هناك تعارض يا أخي؛ فالله جل وعلا بين لنا أن ما أصابنا هو بأسباب كسبنا، وبين أن ما يقع فهو بقضائه وقدره ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَاَ. فقد سبق علمه وقدره وكتابته لكل شيء، ولكنه سبحانه علق ما أصابنا مما يضرنا بأنه بأسباب معاصينا وإن كانت مكتوبة مقدرة، لكن لنا كسب ولنا عمل ولنا اختيار.
فكل شيء يقع بقدر سواء من الطاعات والمعاصي، فما وقع منا من معاصٍ فهو من كسبنا ومن عملنا ونحن مؤاخذون به إذا فعلناه، ولنا عقول ومشيئة وقدرة وعمل ولهذا قال سبحانه:

﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍَ. [3].

والآية الأخرى: ﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكََ. [4].

فلا تنافي بين القدر وبين العمل; فالقدر سابق ولله الحجة البالغة سبحانه وتعالى، والأعمال أعمالنا كالزنا وشرب الخمر وترك الصلاة والعقوق وقطيعة الرحم، فهي من أعمالنا ونحن نستحق عليها العقوبة بسبب تفريطنا وتقصيرنا لأن لنا اختياراً ولنا عمل ينسب إلينا، وإن كان سبق في علم الله كتابته وتقديره.

فالقدر ليس حجة على فعل المعايب والمنكرات، فالله سبحانه وتعالى له الحكمة البالغة فيما مضى به قدره وعلمه وكتابته، ونحن مسئولون عن أعمالنا وعن تقصيرنا، ومؤاخذون بذلك إلا أن يعفو ربنا عنا.

وبهذا تعلم أنه لا منافاة بين الآيتين، فإحداهما تدل على أن أعمالنا من كسبنا، وأننا نستحق عليها العقوبة إذا كانت غير صالحة، وهي أعمال لنا باختيارنا، والآية الأخرى تدل على أنه مضى في علم الله كتابتها وتقديرها.


وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء)) أخرجه مسلم في صحيحه.

فهو سبحانه الحكيم العليم، العالم بكل شيء، الذي سبق علمه بكل شيء سبحانه وتعالى، وكتب كل شيء.

وفي آية أخرى يقول سبحانه وتعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [5].

فكتاب الله سابق، وعلمه سابق سبحانه وتعالى، وقدره سابق، وأعمالنا محصاة علينا، ومنسوبة إلينا، ومكتوبة علينا، وهي من كسبنا وعملنا واختيارنا، فنجزى على الطيب الجزاء الحسن، من الطاعات وأنواع الخير والذكر، ونستحق العقاب على سيئها من العقوق، والزنا، والسرقة، وسائر المعاصي والمخالفات. والله المستعان.


فتاوى نور على الدرب الجزء الأول

http://www.binbaz.org.sa/mat/4772
___________
[1] [سوؤة الشورى: 30].
[2] [سورة التوبة: 51].
[3] [سورة الشورى: 30].
[4] [سورة النساء: 79].
[5] [سورة الحديد: 22].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:24 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.