التّحريف والتّزوير في البرامج الحاسوبيّة -منقول مهمّ!-

[أبو أويس السليماني]

هذا موضوع مفيد ، و تنبيه جيّد لطلاب العلم الذين يعتمدون البرامج الحاسوبية في بحوثهم دون الرّجوع إلى أصول الكتب و المراجع .
و منه تعلم أهميّة رجوع علمائنا في تحقيقاتهم و كتبهم إلى أصول المخطوطات ، و التحقق من المسائل بأنفسهم
و كذلك أهميّة الرّجوع إلى أصول الكتب ،واعتماد التّحقيقات الموثوقة
و منه يعلم طالب العلم أنه لا استغناء له عن مكتبته المطبوعة ، ولا تزال بركة الكتاب قائمة .
خاصّة في جانب ضبط المصطلحات العلمية ، و تراجم الرّواة و ألفاظ الجرح و التعديل ، ونقل مسائل الخلاف ، و بيان مناط الأحكام ، و دقائق التحقيق ، و غيرها من الأمور المتعلّقة بالبحث و التّحقيق العلمي .
نعم ؛ لا نُنكر أهميّة تلك المكتبات الالكترونية !.
و هي التي تُساعد على البحث ، وتختصر لنا الوقت ، و توفّر علينا المجهود و الطاقة .
و مع ذلك فهناك قُصور ظاهر في هذا الجانب أيضا ، فلو أخللت بحرف واحد فإنّ بحثك يكون لاغيا أو غير كامل .
ممّا يجعلك تعتمد على تلك العملية الحاسوبيّة ، و قد تترك كثيرا من الفوائد التي لم تصل إليها عن طريق الحاسوب ، بسبب نسيان حرف أو زيادته أو عدم كتابته على الوجه الصّحيح .
و أحيانا قد تكتبه على الوجه الصّحيح ، ولكنّك لا تجد بُغيتك ، فقد تُسارع إلى الإنكار دون علم .
كما أن هذا الأمر قد يُساعد على فُشوّ ظاهرة التّعالم ، و ظهور طلبة علم و علماء محقّقين وهميّين ، قد يجمع الواحد فيهم بحثا –مع قليل من الحظ- فيصير بذلك رجلا مُعتبرا في الأوساط العلميّة ، خاصّة على صفحات النّت ! ، و هو في الحقيقة لا يخرج عن كونه : طالب علم مغشوش أو جاهل مغشوش ، يُجيدُ بعض حيل التّنسيق ،و يحمل علما مزيّفا ، ولكن في بعض زوايا جهازه ذاك !
و لو جلست إليه ، لما استطاع أن يتخطّى عتبة الباب ، لأنه لم يلج العلم من بابه الصّحيح .
و منه : رأينا فشوّ ظاهرة مشايخ الفجأة ، و اعتبار بعضهم بتزكيات المجاهيل بناء على بحوث لأُناس غير معروفين في الأوساط الحيّة ، بل عُرفوا في الأوساط الوهميّة و الخياليّة !.
و لذلك تجد كثيرا من تلك البحوث العنكبوتية –أو الحاسوبيّة- تفتقر إلى التّأصيل العلمي ، و إلى الملكة العلمية التّأصيليّة ، و قد لا يخرج مُعضمها عن دائرة التّقليد ، و التبعيّة لاوساط اعتاد ترجيح ما تُرجّحُهُ تلك الأوساط ، فتجده بعيدا عن الاستقلالية في البحث و في الطّرح .
أو تجد متفلّتا ، قد انحاز إلى عكس طريق الاوّل ، فتجده يتفرّد بمسائل و يشذّ فيها و يُخالف الطريقة الصحيحة في تطبيقات النصوص الشّرعيّة ، وقد يُصاب بداء العُجب و الغرور ، و داء التّعالم ، و يظن أنه يستطيع أن يُحرز نتائجا عجز عنها كبار الأئمة !.
لأنه بكلّ سهولة يستطيع في لحظات : القيام ببحث تجميعي ، يقضي في العالم الورع ردحا من حياته !.
إن الخروج بجهاز الحاسوب عن دوره الحقيقي ، وجعله هو الشّيخ المربي و الأستاذ المعلّم ، ضرب من التّهوّر و الهوس .
فكثير من الأخلاقيات العلميّة و التّأصيلات الذّاتية لا نستطيع أن نُحييها في أنفسنا بواسطة هذا الجهاز !
فالرّبّانيّة في التعليم تحتاج إلى شيخ متمرّس ، وشيخ عالم ورع ، على طريق سديد و منهج رشيد .
فالجهاز بما فيه في الحقيقة لا تستطيع أن تَعُدَّهُ سلفيا !.
و هو يُعطيك ما تُريدُ أنت !.
بينما الشّيخ العالم السّلفي : فإنه يُعطيك مراد ربّك و مراد نبيّك صلى الله عليه وسلم ، على الأقل في التّأصيل .
و من اراد أن يُطالع نتيجة ما أقوله : فليطالع كثيرا من المباحث العلمية المطروحة ، و ليطالع مجموعات الردود الهمجيّة ، و أخلاق أصحابها ، و طريقة طرحهم ، وليقارن ذلك بعلم علمائنا –رحمهم الله-.
فلا ينبغي أن نجعل من المُساعدِ شيخا !.
و لا ينبغي أن نُفرّط في مساعدته تلك مادام أنّها تختصر لنا الوقت ، ولكنّها دائما لا تخرج عن كونها مساعدة ، يعتريها كثير من النقص ن و تحتاج إلى مراجعة و تعب و تأصيل ، وعرض على المشايخ و العلماء .
هذا والأمر يحتاج إلى أكثر من ذلك ، و الله تعالى أعلم .
و إليكم الفائدة و التنبيه :
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فكلنا لا نشك في هذه النعمة التي أنعم الله بها علينا؛ نعمة الحاسب الآلي.

وكلنا ندرك أن الله نفعنا بهذ البرامج الحاسوبية، ومن أهمها الموسوعة الشاملة، جزى الله خيرًا أخانا نافعًا على هذه الخدمة، وجعلها في ميزان حسناته.
ونحن نعلم أن هذه الموسوعة مفتوحة يضع فيها من شاء ما شاء.

وقد اجتهد عدد من الإخوة في إصدارات لهذه الموسوعة المملوءة بالكتب والتي بلغت في آخر ما وصلني أكثر من اثني عشر ألف كتاب.

ومن حرص هؤلاء الإخوة على تعميم النفع فإنهم لا يردّون يدًا تتحفهم بكتاب مُنّضَّد، ولا يظنون أن يد التحريف والتزوير ستنال من تراثهم الذي يعتمدونه في برامجهم.

وقد وقفت على نص في "مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية" رحمه الله في الموسوعة الشاملة جرى الدس المتعمد فيه بشكل يقشعر له البدن، أحببت التنبيه عليه لنأخذ حذرنا، ونعيد النظر في هذه المواقع التي نأخذ منها هذه الكتب، ونعرف أن أخلاق اليهود موجودة عند نظرائهم وأشباههم وإن انتسبوا إلى الإسلام كذبًا وزورًا، حيث زعموا أن اسم عمر يجب تغييره؛ لأنه ليس اسمًا إسلاميًّا.

وإليكم النص: (( وشريعة الإسلام الذي هو الدين الخالص لله وحده : تعبيد الخلق لربهم كما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتغير الأسماء كعمر إلى الأسماء الإسلامية والأسماء الكفرية إلى الأسماء الإيمانية)).
والإحالة إلى "مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية" [1 /379]

وبالرجوع للمطبوع من الفتاوى نجد أن كلمة "كعمر" ليست موجودة في النص، الذي لم أكمل مقابلته، ولكن هذا المثال يكفي في ضرورة إعادة النظر فيما أشرت إليه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
من كلام :الشيخ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد : موقع إشرافه

[عبد الله بن مسلم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أويس السليماني

وإليكم النص: (( وشريعة الإسلام الذي هو الدين الخالص لله وحده : تعبيد الخلق لربهم كما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتغير الأسماء كعمر إلى الأسماء الإسلامية والأسماء الكفرية إلى الأسماء الإيمانية)).
والإحالة إلى "مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية" [1 /379]

وبالرجوع للمطبوع من الفتاوى نجد أن كلمة "كعمر" ليست موجودة في النص، الذي لم أكمل مقابلته، ولكن هذا المثال يكفي في ضرورة إعادة النظر فيما أشرت إليه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
من كلام :الشيخ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد : موقع إشرافه

بارك الله فيك!

[ابو عمار العراقي]

صدقت ، وبارك الله فيك على الفائدة.

[ابن مسعود]

فلا ينبغي أن نجعل من المُساعدِ شيخا !.
و لا ينبغي أن نُفرّط في مساعدته تلك مادام أنّها تختصر لنا الوقت ، ولكنّها دائما لا تخرج عن كونها مساعدة ، يعتريها كثير من النقص ن و تحتاج إلى مراجعة و تعب و تأصيل ، وعرض على المشايخ و العلماء .

الاعتماد عليه يكون للبحث فقط
والمراجعة يجب ان تكون على النسخة الورقية


فالشيخ شيخ والمساعد مساعد

[أبو عائشة أشرف الموصلي]

صدقت وبوركت

[عبدالله احمد العلي]

حقا الأمر كما ذكرت أخي بارك الله فيك
رجعت الى المكتبة الشاملة فوجدت النص بزيادة (كعمر)كما ذكر جنابكم
لكن النص في الجامع الكبير لكتب التراث العربي والاسلامي الاصدار الثاني 2005 ليس فيه هذه الزيادة المحرفة.
بارك الله فيكم على هذا التنبيه ، وأحسن اليكم.

[أبو أويس السليماني]

و فيكم بارك الله جميعا ، و جزاكم الله خيرا .

[ابو نسرين الاثري]

ارجو من الشيخ المشرف ابو اويس السليماني ان يكتب بخط اكبر حجما وجزاك الله خيرا

[أبو أويس السليماني]

و أخيرا اطّلعتُ على سبب دخول بعض التحريفات أو التّشويهات التي مسّت بعض المطبوعات في الشّاملة .
و سبب ذلك يرجع إلى أن المكتبة الشّاملة اعتدمت -فيمن اعتمدت- على بعض المواقع الأخرى .
و من هذه المواقع الأخرى : موقع يعسوب الشّيعي .
و مع كونه موقعا شيعيّا إلا أنّه عنى بتحميل كتب السنة و الأجزاء و غيرها .
و قد استفادت منه المكتبة الشاملة في عدد لابأس به منها :
◘فوائد الصوري
الكتاب : فوائد الصوري
مصدر الكتاب : موقع يعسوب
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ].
◘مسند ابن راهويه
الكتاب : مسند ابن راهويه
مصدر الكتاب : موقع يعسوب
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ]
◘الرواة عن سعيد بن منصور
الكتاب : الرواة عن سعيد بن منصور
مصدر الكتاب : موقع يعسوب
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ]
◘سلسلة الذهب
الكتاب : سلسلة الذهب
مصدر الكتاب : موقع يعسوب
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ]
◘فوائد ابن منده
الكتاب : فوائد ابن منده
مصدر الكتاب : موقع يعسوب
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ]
◘الأخبار الطوال
الكتاب : الأخبار الطوال
مصدر الكتاب : موقع يعسوب
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ]
◘جزء سفيان بن عيينة
الكتاب : جزء سفيان بن عيينة
مصدر الكتاب : موقع يعسوب
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ]
◘المستخرج على المستدرك
الكتاب : المستخرج على المستدرك
مصدر الكتاب : موقع يعسوب
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ].
◘أخبار المصحفين
الكتاب : أخبار المصحفين
مصدر الكتاب : موقع يعسوب
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ]
◘تصحيفات المحدثين
الكتاب : تصحيفات المحدثين
مصدر الكتاب : موقع يعسوب
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ]
◘جزء مؤمل
الكتاب : جزء مؤمل
مصدر الكتاب : موقع يعسوب
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ]
◘فوائد الصوري
الكتاب : فوائد الصوري
مصدر الكتاب : موقع يعسوب
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ].
هذا ؛ و ينبغي على إخواننا أهل السنة أن يقارنوا بحوثهم دائما على المطبوع ، و أن لا يسارعو إلى النقل المباشر .
خاصة و أنّ بعض الأجزاء قد عنت بتراجم بعض الرواة و ذكر شيوخهم و الحديث عنهم ، فلا نأمن الروافض أن يدسّوا في ديننا ما ليس منه .
و قد عرفت ذلك لمذا قمت بإنزال أكثر من 300 كتاب على الشاملة-أجزاء حديثية- ، و تتبعت مصادرها ، فوجدت منها ما هو عن موقع اليعسوب الشيعي -اسمه الكامل :يعسوب الدين عليه السلام (!!).
و أيضا فلتنظر مباحث اللغة و مباحث الأصول ، و غيرها من علوم الآلة ، و التي قد يصعب على القارئ معرفة الفاسد منها أو المدسوس فيها ، إلا بنوع من التدبّر و القياس الصّحيح على الأصول السنيّة ، و الحذر أيضا في الجزئيات .
و بعدها اطّلعت على موضوع في موقع :( ملتقى أهل الحديث) ، فوجدتهم قد ذكروا هذه التنبيهة ، فجزاهم الله خيرا و كان هذا قبل سنوات !!!.
فلابأس بالتذكير لمن عرف ، و بالتنبيه لمن لم يعرف !.
فلابدّ من نهج منهج التّصفية كذلك مع هذه البرامج الحاسوبية .
و من وجد شيئا أو اجتمعت عنده أشياء ، فليعلن عنها ، و أجره عند الله تبارك و تعالى .
هذا و ليبلّغ الشاهد الغائب .
-قديما كانوا يدسّون الحديث على أهل السنة ، و في هذه العصر يدسون في المكتبات الالكترونية و غيرها!!-.

[أبو أويس السليماني]

يُرفع للتذكير و الفائدة .
و قد وجدت أيضا في بعض الأحاديث من تخريجات الشيخ الألباني كصحيح أبي داود مثلا إضافة عليه السّلام عند ذكر الصّحابي الجليل علي رضي الله عنه -من المكتبة الشاملة-، و لمّا رجعت إلى المطبوع ، لم أجد لفظة : ( عليه السّلام !) و هذا توافقا ليس تتبّعا !.