أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
55863 83687

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الصوتيات والمرئيات والكتب و التفريغات - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 01-13-2013, 07:16 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي رد الشيخ على حجة بعض الجُهال في التشبّه بالنصارى في الإحتفال بعيسى - عليه السلام -

حكم الاحتفال بالمولد النبوي

013 – رد الشيخ على حجــّــــة بعض الجُهـّــال في التشبّه بالنصارى في الإحتفال بعيسى - عليه السلام. (00:44:24).

قد يستغرب الإنسان كيف الرسول - عليه السلام - يقتبس من هذه الآية حجة على هؤلاء الذين ما قالوا : أجْعَل لنا إلهاً كما لهم آلهة.

وإنما قالوا : اجعل لنا شجرة نُعلِّق عليها أسلحتنا، كما لهم شجرة؛ فقال: ((اللَّهُ أَكْبَرُ ! هَذِهِ السُّنَنُ))؛ يعني بدأتم تسلكونَ سنن من قبلكم كما في الأحاديث الصحيحة، ((قلتم كما قال قوم موسى لموسى : اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة)).

فكيف بمن يقول اليوم صراحة؟ النَّصارى يحتفلوا بعيساهم نحن ما نحتفل بنبينا - عليه السلام - ؟!.
الله أكبر! هذه السَنَن، وصدق الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ حين قال: ((لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ؛ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ ! اليَهُودُ وَالنَّصَارَى هُمْ؟ قَالَ: فَمَنْ .....)) (متفق عليه).

أخيرًا أقول :

إنَّ الشيطان قاعدٌ للإنسان بالمرصاد فهو دائمًا وأبدًا يجتهد لصرف المسلمين عن دينهم ولا يصرفهم معلناً العِدَاء لهم في دينهم؛ وإنما يأتيهم بسَنَنٍ يُزخرِفها لهم؛ فيحملهم عليها؛ فيقنع الناس بها، وينصرفون بذلك عن اتباع السلف الذي جاء به رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -.

هذا فيه تنبيهٌ على أنَّ ما جاء عن السلف حقٌّ وصدقٌّ: "ما أُحدِثَتْ بدعة إلا وأُمِيتَت سُـنَّة". هذا نحن نلمسه لمس اليد ! كيف هذا؟.

قلت : لكم في كلمتي - في أول كلمتي - إنّه في عندنا نحن احتفال مشروع بميلاد الرسول -عليه الصلاة والسلام -، وقلت : ما أريد أن أدندن حول ذلك.


يُتبع إن شاء الله – تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 01-13-2013, 07:26 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي بيان الشيخ لطريقة الإحتفال المشروع بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو اتباعُ السنة.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي

014 – بيان الشيخ لطريقة الإحتفال المشروع بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو اتباعُ السنة. (00:47:04).

فالآن أقول : من السنة الثابتة في الأحاديث الصحيحة، والمتَّفق عليها بين العلماء : صيام كل يوم اثنين من كل أسبوع، وهذا معروف، فبعض الناس المتعبدين حتى اليوم يحافطون على هذه السنة.

أما الجمهور فهو -إن شاء الله- يُحافظ على فرض رمضان، صيام رمضان فقط، أمَّا الجمهور فهو معرضٌ عن هذه السنة؛ لكن نعود إلى أولئك الناس القليلين الذين يصومون يوم الاثنين لو سألتهم : لماذا تصوم أنت يوم الاثنين؟.

بيقولك: سنة مستحبة، فضيلة، إلى آخره، كلام سليم؛ لكن ليس كلامًا يدلُّ على وعيٍّ وعلمٍ ينبغي أن يكون عليه المسلم، لا سيما وهو يحتفل مع جماهير الناس هذا الاحتفال غير المشروع؛ احتفال بمولد الرسول - عليه الصلاة والسلام -. هذا الذي أردت (أن أذكره).

جاء في صحيح مسلم من حديث أبي قتادة الأنصاري - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: يا رسول الله !.

سأله عدة أسئلة منها:

"ما تقول في صوم يوم الاثنين؟

قال : ((ذَاكَ يَوْمٌ وُلِّدُتُ فِيهِ، وِأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ))، ((ذَاكَ يَوْمٌ وُلِّدُتُ فِيهِ، وِأُنْزِلَ عَلَيَّ الْوَحْيَ فِيهِ)) يوم الاثنين.

إيش معنى هذا الجواب ؟.

هو سأل ماذا تقول في صوم يوم الاثنين؛ يعني: مستحب، مشروع، فيه خير ؟.

فأجابه بهذا الجواب، وهذا الجواب من الأسلوب الحكيم؛ كأنه يقول: إن صوم يوم الأثنين صومٌ مشروعٌ من باب شُكرِ الله -عزَّ وجلَّ- على أن وُلِدت في هذا اليوم، وبُعِثْتُ في هذا اليوم، لازم تصوموا يوم الاثنين؛ لأني وُلِدتُ فيه وبُعِثْتُ فِيهِ.
فهل يصوم المسلمون اليوم اللي بيحتفلوا هذه الاحتفالات البرَّاقة الفتَّانة هل يصومون يوم الاثنين ؟.

قلنا : قليل جدًا الذي يصوم، وهذا القليل لا يعرف الحكمة من هذا الصيام؛ وهو الاحتفال المشروع بولادة الرسول -عليه السلام -، وببعثته - عليه الصلاة والسلام -.
انظروا كيف أن الشيطان يصرف النَّاس بما يُحدِثُهُ لهم من سَنَن وطرق مبتدعة عما سنَّه رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه -.

أسأل الله - عزَّ وجلَّ - أن يُفقِّهنا في سنة نبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم -، وأن يُوفِّقنا للعمل بها حتى نعود مسلمين حقًّا، وحتى ينصرنا الله -عزَّ وجلَّ- نصرًا عزيزًا، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير، - وصلَّى الله على محمَّدٍ النَّبيِّ الأُمِّي، وعلى آله وصحبه وسلَّم.


يُتبع إن شاء الله – تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 01-14-2013, 04:21 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي هل يجوز حضور المولِد خصوصًا إذا كان الذي يحضر يريد تنبِيه النَّاس على الأخطاء.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي

015- هل يجوز حضور المولِد خصوصًا إذا كان الذي يحضر يريد تنبِيه النَّاس على الأخطاء، وبيان السُّـنَّة والتَّحذِير مِن البدَع؟ (00:50:34).


السائل : يُرجى الكلام عن حكم حضور الموالد، وخاصة فيما كان المدعو للمولد يقصد التلبية من أجل تنبيه الحضور إلى معرفة الإسلام الصَّحيح.

الشيخ : كيف؟ أعد، الأخير، الأخير.

السائل : خاصة فيما كان المدعو للمولد يقصد التلبية من أجل تنبيه النَّاس إلى معرفة الإسلام الصَّحيح.

الشيخ :
هذا التخصيص -أعتقد- يُغيِّر الحكم، أنا قلت في الدرس الماضي عندما قال السائل : لا يجوز مشاركة النَّاس على أهوائهم وعلى أخطائهم ممن كان على علم بذلك.

أما إذا جاء هنا هذا الشيء الجديد، كما يقول السائل: "أنه يحضر لبيان الحق، وبيان السنة، فهذا في اعتقادي ليس بالأمر السهل، والأمر الذي يستطعيه كل أحد؛ لأن الذي يريد أن يحضر مثل هذه الأماكن، يجب أن يجمع كثيرًا من الصفات.

أول ذلك : العلم.

وثاني شيء: الفصاحة والبيان.

وثالث شيء: وهو الجرأة والشجاعة الأدبية.

فإذا حضر بهذا القصد؛ فالمهمة صعبة؛ لأنَّ الرسول عليه السلام -كما تعلمون جميعًا- كان يحضر مجالس المشركين، ويحصل في ذلك -بلا شك- ما لا يرضاه ربُّ العالمين، من دعاء غير الله -عزَّ وجلَّ-، وعبادة الأصنام، وما شابه ذلك؛ لكنه كان ينهاهم عن ذلك، كان يصُدُّهم عن ذلك؛ ولذلك عادوه، وخاصموه، وقاتلوه.

فإذا حضر المسلم العالم موضعًا فيه مُنكر ليُنكر هذا أمر هام جدًا؛ ولذلك يقول أهل العلم: أن إجابة الدعوة -دعوة المسلم- واجب إجابتها؛ لكن يشترطون أن لا يكون في الدعوة منكر؛ ثم يستثنون فيقولون: إلا إذا حضر لإنكار المنكر، فإذا أنكر المنكر فإنه قام بالواجب.

لكن هنا شيء من التفصيل لابد منه؛ وهو: هذه الحفلات التي تحدَّثنا عنه بتفصيلٍ في الدرس الماضي، وبيَّنا أنها لا أصل لها في الإسلام، لا تنتهي في دقائق معدودات، في عشرة دقائق، بعض الاحتفالات تتعدَّى ربما الساعة فأكثر، فهذا الذي يحضر بهذه النية -مثلاً- نية الإنكار- يحضر الحفل من أولها إلى آخرها ليتكلم ربما بكلمة واحدة، أو (..) واحدة؛ ليقول مثلاً: أنه هذا الذي تجتمعون له شيء لا أصل له في الشرع، فهذا لا يُبرِّر له أن يحضر الحفلة من أولها إلى آخرها.

لأن هذه الحفلة -بلا شك- تجمع كثيرًا من المخالفات إن لم نقل المنكرات الشرعية، فلو أراد أن يقوم بحق الحضور.

أو بتعبيرٍ آخر: بحق جواز حضور هذا المكان، فهو ينبغي أن يعمل -بقى- عدة محاضرات ليُنكر فيها هذه المنكرات، وهذا ليس بالأمر الذي يسهُل أو يُتمكَّن منه؛ فلذلك الذي يريد أن يحضُر يجب أن يحضر عن تفصيل، يحضر -مثلاً- فقط للبيان أنه هذا شيء ما فعله السلف الصالح فهو بدعة، بإمكانه يحضر في آخر الحفلة مثلاً.

خلاصة القول: الحضور هذا للإنكار جائز؛ ولكن في حدود، الحضور يجب أن يكون في وقت محدود جدًا؛ حتى لا يُحسب من جملة المشاركين في هذا الأمر الذي نعتقد أنَّه بدعة، وكما ذكرنا في الدرس الماضي، قوله عليه الصلاة والسلام وفي غيره: ((كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلةٍ، وَكُلُّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّار)).


يُتبع إن شاء الله – تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 01-14-2013, 04:56 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي هل المولد من المصالح المرسلة ؟؟.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي

016 - سألت عالمًا مشهورًا في الوقت الحاضر عن حكم الموالِد، والدَّليل على شرعيتها؛ فأجاب بأنها من المصالح الْمُرسَلَة، فما قولكم في هذا الكلام؟ (00:54:47).


السائل :سألتُ عالمًا مشهورًا -في الوقت الحاضر- عن رأيه في إقامة الموالد، وعن دليله الشَّرعيِّ على إباحتها؛ فأجاب أن الدليل عليها كونها من المصالح المرسلة؛ أي أنه توجد مصلحة للمسلمين بها ولم يفعلها السلف، فما الجواب عليه؟.

الشيخ : ما أدري إذا كان المجيب لهذا الجواب يدري ما هي المصالح المرسلة، ومتى تكون مصالح مشروعة، وظنِّي أنَّه لا يدري ما هي المصلحة المرسلة المشروعة، وأضرب مثلاً:

مَثلُ من يقول بشرعيِّة هذه الموالد بدعوى أنها مصالح مرسلة، وأنها تحقِّق مصلحة للمسلمين، مثل من يُشرِّع كل هذه القوانين الأرضيَّة التي ما نزلت من ربِّ العالمين، وبلا شك كل الناس الكفار والفساق والفجار يشتركوا بالقول أو في القول بأنه فيه مصالح في هذه القوانين، ولا شك ونحن معهم إن فيه مصالح في هذه القوانين.

ولكن تُرى رب العالمين أين كان قبل هذه القوانين، ألم يأت بقانون من عنده لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟.

الجواب : قطعًا جاءنا بذلك.

إذن، فنحن حينما ندَّعي بأن في هذه الأمور المحدثة مصالح للمسلمين فمعنى ذلك أحد شيئين: - إمَّا أن يكون شرعنا غير تام؛ وهذا طبعًا كفرٌ بالقرآن. ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ .

- وإمَّا أن تكون هذه القوانين وهذه البدع ليست مِنَ الله في شيء. وهذا هو الحق الذي لا شك فيه.

المصالح المرسلة : هي التي يَجِدُّ في النَّاس حوادث وأمور يضَّطرون اضطرارًا للأخذ بها؛ لأنها تحقِّق لهم مصلحة فعلاً دون أي مخالفة للشَّريعة.

ولكن هذا أيضًا لا يكفي؛ بل لابد أن تكون هذه المصلحة المرسلة لم يكن المقتضي لوجودها قائمًا في عهد النُّبوَّة والرِّسالة، وإنَّما حدث هذا المقتضي للأخذ بها بعد ذلك.

وهذا البحث في الواقع من دُررِ شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- في كتابه: (اقتضاء الصَّراط المستقيم، مخالفة أصحاب الجحيم) لأنَّه يتكلم عن مُحدثات الأمور بكلام فيه تفصيل عظيم؛ يقول :

كل ما حدث بعد الرسول - عليه الصلاة والسلام -، مما يمكن أن يُوصف بأنَّه حسن، أو بأنَّ فيه مصلحة، لابد من أحد أمرين:

- إما أن يكون المقتضي للأخذ به قائمًا في عهده عليه الصلاة والسلام.

- أو لا يكون المقتضي قائمًا في عهده؛ وإنما حدث بعده. في الحالة الأولى؛ حينما يكون المقتضي للأخذ به قائمًا، لا يجوز الأخذ به إطلاقًا للسبب الذي ذكرناه أن الشرع كامل.

مثاله مما هو حتى اليوم مجمعٌ عليه حسب ما جاء في الشرع :

ترك الآذان في صلاة العيدين، إلى اليوم ما في آذان لصلاة العيدين؛ هكذا كان الأمر في عهد الرسول - عليه السلام -، على خلاف الصلوات الخمس كما هو معلوم.

فلو قال قائلٌ: "يا أخي ! في مصلحة من الآذان لصلاة العيد؛ وهو تنبيه الناس لحضور الوقت؛ يُقال لهم على ما فهمنا من كلام ابن تيمية؛ وهو حقٌّ لا ريب فيه : هذه الفائدة المرجوة بهذا الآذان، كانت موجودة في عهد الرسول - عليه الصلاة والسلام -، المقتضي بشرعية هذا الآذان قائم، ولا جدَّ شيء عنا؟.

سيكون الجواب قولاً واحدًا: لا، ما فيه فرق من الناحية هاي، سواء أذنَّا الآن، الفائدة المزعومة موجودة، أو أُذِّن في عهد الرسول عليه السلام.

فالفائدة موجودة، إذن، كيف لم يَشرَع الرسول عليه السلام عن الله -بطبيعة الحال-؛ لأن الله هو الذي يُشرِّع حقيقة، كيف لم يُشِّرع هذا الآذان، والمفروض في الدَّعوة أنَّه مشروعٌ لما يُحقِّق من فائدة ؟.

هذا المثال، البدعة الحسنة أو المصلحة المرسلة أنها لا تكون كذلك إذا كان المقتضِي للأخذ بها قائمًا في عهد الرسول عليه السلام.

هذا واضح -إن شاء الله- عند الجميع. وهذا بيقيس عليه كلُّ أو جلّ - حتى ما بيصير مبالغة في الكلام - جل البدع التي انتشرت في العالم الإسلامي اليوم - مع الأسف الشديد -.

كلُّ هذه البدع التي يُقال (..) فيها: يا أخي ! فيها فائدة؛ كلُّ ذلك لو كان فيها فائدة كان شُرِعَ في عهد الرسول عليه السلام؛ لأن المقتضي لتشريعها كان قائمًا.

هذا القسم الأول: إمَّا أن يكون المقتضي قائمًا في عهد الرسول عليه السلام، ولم يؤخذ بما اقتضاه؛ فهذه ضلالة، وكل ضلالة في النار.

وإما أن يكون حدث المقتضي بعد الرسول عليه السلام ولم يكن قائمًا.

هنا يأتي بحث جديد من كلام ابن تيمية؛ وهو: يبدو بادئ الرأي إن مادام المقتضي لم يكن في عهد الرسول عليه السلام وإنما حدث فيما بعد؛ أن يُقال: والله! مادام المقتضي وجد فيما بعد؛ لا يلزم من الأخذ بمقتضاه؛ وهو المصلحة نسبة نقص إلى الشَّرع كما ذكرنا في الصورة الأولى، يبدو -بادئ الرأي- أنه يمكن أن يُقال: يؤخذ بهذه البدعة، أو في هذه المصلحة المرسلة.

الجواب: لا، لابد من تفصيل.

قال شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله-: "يُنظر إذا كان المقتضي الذي حدث بعد أن لم يكن سببه ناشئ بسبب تقصير المسلمين في الأخذ بأحكام الدين؛ فهي ردٌّ أيضًا؛ كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، ولو حققت مصلحة؛ لأن المصلحة هاي كانت تتحقق بطريق آخر مأخوذ من الشَّرع نفسه.

مثاله مثلاً: في واقع حياتنا اليوم: "الضرائب" التي تُفرض بأنواع شتى كثيرة، وأسماء عديدة.

فهذه الضرائب لاشك يُقصد بها إيش؟ إملاء خزينة الدولة لتستطيع أن تقوم بمصالح الأمة، هذا واضح جدًا، إنه فيه مصلحة وفيه فائدة؛ لكن هذه المصلحة، وهي الضرائب لم تكن في عهد الرسول عليه السلام، ما الذي أوجب الأخذ بها؟.

تقصيرنا نحن بتطبيق شرع الله؛ فهناك مصارف وموارد للزكاة، موارد لجمع الأمول؛ منها: الزكاة، أشياء كثيرة منصوصة في القرآن وفي السنة، هذه أهملت اليوم إهمالاً مطلقًا؛ فصار ضرورة ملحة بالنسبة للذين لا يتبنون الإسلام شريعة أن يبتدعوا وسائل جديدة تحقق ما فاتهم بسبب إهمالهم للوسائل والأسباب المشروعة.

هذا هو بحثنا نحن في قضية المولد. المولد مصلحة مرسلة؟ نقول: هذه المصلحة كان المقتضي للعمل بها في عهد الرسول عليه السلام أم لم يكن؟.

إن قالوا : كان مقتضيًا؛ فلماذا لم يُشرع الاحتفال؟. وإن قالوا : لم يكن مقتضيًا؛ وإنما جدَّ بعد الرسول - عليه السلام - بثلاثمائة سنة وزيادة؛ نسألهم : هذا الذي جدَّ هل هو بسبب تمسَّك المسلمين بدينهم، وبسنة نبيهم أم بسبب إعراضهم عنها؟.

وهنا بيصير بحث علمي دقيق ودقيق جدًا، هل يستطيعون أن يقولوا: لا، هذا بسبب تمسكهم بالسنة، لو كان الأمر كذلك كان أهل السنة الأولون، أصحاب الرسول والتابعون وأتباعهم كانوا أولى بذلك؛ لأنهم - بلا شك - كانوا أشد رغبة في التمسك بالسنة والخير منَّا.

إذن لم يبقى إلا أن هذا حصل بسبب إعراض المسلمين عن التمسك بالسنة.

وأخيرًا أذكّركم بشيء أنَّا بحثنا هذا الموضوع بمناسبة، بل أكثر من مناسبة، وقلتُ : نحن لدينا احتفال بميلاد الرسول عليه السلام؛ لكن فرق كبير بين احتفالهم واحتفالنا، احتفالنا : مسنون بكلام الرسول، واحتفالهم مبتدع ضد كلام الرَّسول - عليه السلام -.

قيل للرسول عليه السلام: ماذا تقول في صوم يوم الاثنين؟.

قال: ذاك يوم ولدت فيه وأنزل علي الوحي فيه، أو القرآن فيه.

إذن الاحتفال بالرسول عليه السلام بولادته يكون بصيام يوم الاثنين من كل أسبوع احتفالاً، مو كل سنة احتفالّ، كل أسبوع احتفال واحتفال مشروع، ما هو كل سنة احتفال مرة واحدة واحتفال غير مشروع. فحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل إناء بما فيه ينضح]. ا هـ.


رحم الله شيخنا العلامــــــة الإمام الألباني رحمــــة واسعة، وأثقل له الموازين ورفع درجته في عليين، وجزاه خير الجزاء عن الإسلام والمسلمين.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 01-14-2013, 07:56 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - في حكم الاحتفال بالمولد

حكم الاحتفال بالمولد النبوي

يقول السائل:
ما حكم المولد النبوي؟ وما حكم الذي يحضره؟ وهل يعذب فاعله إذا مات وهو على هذه الصورة؟

أجابه فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - :

المولد لم يرد في الشرع ما يدل على الاحتفال به، لا مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا غيره، فالذي نعلم من الشرع المطهر وقرره المحققون من أهل العلم أن الاحتفالات بالموالد بدعة لا شك في ذلك؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو أنصح الناس وأعلمهم بشرع الله، والمبلغ عن الله لم يحتفل بمولده - صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم، فلو كان حقاً وخيراً وسنة لبادروا إليه، ولما تركه النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولعَلَّمه أمته، أو فعله بنفسه، ولفعله أصحابه، وخلفاؤه رضي الله عنهم، فلما تركوا ذلك عَلِمْنا يقيناً أنه ليس من الشرع، وهكذا القرون المفضلة لم تفعل ذلك، فاتضح بذلك أنه بدعة، وقد قال - عليه الصلاة والسلام - : ((من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد)) وقال - عليه الصلاة والسلام - : ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))، في أحاديث أخرى تدل على ذلك.

وبهذا يعلم أن الاحتفالات بالمولد النبوي في ربيع الأول أو في غيره، وكذا الاحتفالات بالموالد الأخرى كالبدوي والحسين وغير ذلك، كلها من البدع المنكرة التي يجب على أهل الإسلام تركها، وقد عوضهم الله بعيدين عظيمين: عيد الفطر، وعيد الأضحى، ففيهما الكفاية عن إحداث أعياد واحتفالات منكرة مبتدعة.

وليس حب النبي - صلى الله عليه وسلم - يكون بالموالد وإقامتها، وإنما حبه - صلى الله عليه وسلم - يقتضي اتباعه والتمسك بشريعته، والذب عنها، والدعوة إليها، والاستقامة عليها، هذا هو الحب الصادق، كما قال الله عز وجل: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ[1]، فحب الله ورسوله ليس بالموالد ولا بالبدع.

ولكن حب الله ورسوله يكون بطاعة الله ورسوله وبالاستقامة على شريعة الله، وبالجهاد في سبيل الله، وبالدعوة إلى سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتعظيمها والذب عنها، والإنكار على من خالفها، هكذا يكون حب الله سبحانه وحب الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ويكون بالتأسي به، بأقواله وأعماله، والسير على منهاجه - عليه الصلاة والسلام -، والدعوة إلى ذلك، هذا هو الحب الصادق الذي يدل عليه العمل الشرعي، والعمل الموافق لشرعه.

وأما كونه يعذب أو لا يعذب هذا شيء آخر، هذا إلى الله - جل وعلا -، فالبدع والمعاصي من أسباب العذاب، لكن قد يعذب الإنسان بسبب معصيته وقد يعفو الله عنه؛ إما لجهله، وإما لأنه قلد من فعل ذلك ظناً منه أنه مصيب، أو لأعمال صالحة قدمها صارت سبباً لعفو الله أو لشفاعة الشفعاء من الأنبياء والمؤمنين أو الأفراط.

فالحاصل: أن المعاصي والبدع من أسباب العذاب، وصاحبها تحت مشيئة الله جل وعلا إذا لم تكن بدعته مكفرة، أما إذا كانت بدعته مكفرة من الشرك الأكبر فصاحبها مخلد في النار - والعياذ بالله -، لكن هذه البدعة إذا لم يكن فيها شرك أكبر وإنما هي صلوات مبتدعة، واحتفالات مبتدعة، وليس فيها شرك، فهذه تحت مشيئة الله كالمعاصي؛ لقول الله سبحانه في سورة النساء: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [2].

وأما الأشخاص الذين يجعلون لأنفسهم عيداً لميلادهم فعملهم منكر وبدعة كما تقدم. وهكذا إحداث أعياد لأمهاتهم أو لآبائهم أو مشايخهم، كله بدعة يجب تركه والحذر منه.

وأما ما أحدثه الفاطميون المعروفون، فإن ذلك كان في مصر والمغرب في القرن الرابع والخامس.
وقد أحدثوا موالد للرسول - صلى الله عليه وسلم -، وللحسن والحسين، وللسيدة فاطمة، ولحاكمهم.

ثم وقع بعد ذلك الاحتفالات بالموالد بعدهم من الشيعة وغيرهم، وهي بدعة بلا شك؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو المعلم المرشد، وأصحابه أفضل الناس بعد الأنبياء، وقد بلغ البلاغ المبين، ولم يحتفل بمولده عليه الصلاة والسلام، ولا أرشد إلى ذلك، ولا احتفل به أصحابه أفضل الناس، وأحب الناس للنبي صلى الله عليه وسلم، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة الثلاثة.

فعلم أنه بدعة، ووسيلة إلى الشرك والغلو في الأنبياء وفي الصالحين، فإنهم قد يعظمونهم بالغلوّ والمدائح التي فيها الشرك بالله، الشرك الأكبر، كوصفهم لهم بأنهم يعلمون الغيب، أو أنهم يدعون من دون الله، أو يستغاث بهم، وما أشبه ذلك. فيقعون في هذا الاحتفال في أنواع من الشرك وهم لا يشعرون، أو قد يشعرون.

فالواجب ترك ذلك، وليس الاحتفالات بالمولد دليلاً على حب المحتفلين بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى اتباعهم له، وإنما الدليل والبرهان على ذلك هو اتباعهم لما جاء به النبي - عليه الصلاة والسلام -، هذا هو الدليل على حب الله ورسوله الحب الصادق، كما قال عز وجل: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ[3].

فمن كان يحب الله ورسوله فعليه باتباع الحق، بأداء أوامر الله، وترك محارم الله، والوقوف عند حدود الله، والمسارعة إلى مراضي الله، والحذر من كل ما يغضب الله عز وجل، هذا هو الدليل، وهذا هو البرهان، وهذا هو ما كان عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان.

أما الاحتفال بالموالد للنبي - صلى الله عليه وسلم -، أو للشيخ عبد القادر الجيلاني، أو للبدوي، أو لفلان وفلان فكله بدعة، وكله منكر يجب تركه؛ لأن الخير في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع أصحابه والسلف الصالح، والشر في الابتداع والاختراع ومخالفة ما عليه السلف الصالح.

هذا هو الذي يجب وهذا هو الذي نفتي به، وهذا هو الحق الذي عليه سلف الأمة، ولا عبرة لمن خالف ذلك وتأول ذلك، فإنما هُدم الدين في كثير من البلدان، والتبس أمره على الناس بسبب التأويل والتساهل، وإظهار البدع، وإماتة السنة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله المستعان.

فتاوى نور على الدرب الجزء الأول.


____________

[1] آل عمران: 31.
[2] النساء: 48.
[3] آل عمران: 31.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 01-14-2013, 08:01 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي فتوى الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله - في حكم الاحتفال بالمولد

حكم الاحتفال بالمولد

سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله تعالى - : ما الحكم الشرعي في الاحتفال بالمولد النبوي ؟.

فأجاب فضيلته :

نرى أنه لا يتم إيمان عبد حتى يحب الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويعظمه بما ينبغي أن يعظمه فيه، وبما هو لائق في حقه - صلى الله عليه وسلم - ولا ريب أن بعثة الرسول - عليه الصلاة والسلام - ولا أقول مولده بل بعثته لأنه لم يكن رسولاً إلا حين بعث كما قال أهل العلم نُبىءَ بإقرأ وأُرسل بالمدثر.

لا ريب أن بعثته - عليه الصلاة والسلام - خير للإنسانية عامة ، كما قال - تعالى -: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [سورةالأعراف : 158].

وإذا كان كذلك، فإن من تعظيمه، وتوقيره، والتأدب معه، واتخاذه إماماً ومتبوعاً، ألا نتجاوز ما شرعه لنا من العبادات، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفيَ ولم يدع لأمته خيراً إلا دلهم عليه وأمرهم به، ولا شراً إلا بينه وحذرهم منه، وعلى هذا، فليس من حقنا ونحن نؤمن به إماماً متبوعاً أن نتقدم بين يديه بالاحتفال بمولده أو بمبعثه.

والاحتفال يعني الفرح والسرور وإظهار التعظيم، وكل هذا من العبادات المقربة إلى الله، فلا يجوز أن نشرع من العبادات إلا ما شرعه الله ورسوله.

وعليه فالاحتفال به يعتبر من البدعة، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " كل بدعة ضلالة " قال هذه الكلمة العامة ، وهو - صلى الله عليه وسلم - أعلم الناس بما يقول، وأفصح الناس بما ينطق، وأنصح الناس فيما يرشد إليه، وهذا الأمر لا شك فيه، لم يستثن النبي صلى الله عليه وسلم من البدع شيئاً لا يكون ضلالة.

ومعلوم أن الضلالة خلاف الهدى، ولهذا روى النسائي آخر الحديث : " وكل ضلالة في النار " ولو كان الاحتفال بمولده - صلى الله عليه وسلم - من الأمور المحبوبة إلى الله ورسوله لكانت مشروعة، ولو كانت مشروعة لكانت محفوظة، لأن الله - تعالى - تكفل بحفظ شريعته، ولو كانت محفوظة ما تركها الخلفاء الراشدون والصحابة والتابعون لهم بإحسان وتابعوهم.

فلما لم يفعلوا شيئاً من ذلك عُلم أنه ليس من دين الله، والذي أنصح به إخواننا المسلمين عامة، أن يتجنبوا مثل هذه الأمور التي لم يتبيّن لهم مشروعيتها لا في كتاب الله، ولا في سنة رسوله - الله عليه وسلم -، ولا في عمل الصحابة - رضي الله عنهم -، وأن يعتنوا بما هو بيّن ظاهر من الشريعة، من الفرائض والسنن المعلومة، وفيها كفاية وصلاح للفرد وصلاح للمجتمع.

وإذا تأملت أحوال هؤلاء المولعين بمثل هذه البدع، وجدت أن عندهم فتوراً عن كثير من السنن، بل في كثير من الواجبات والمفروضات، هذا بقطع النظر عما بهذه الاحتفالات من الغلو بالنبي - صلى الله عليه وسلم - المؤدي إلى الشرك الأكبر، المخرج عن الملة، الذي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسه يحارب الناس عليه، ويستبيح دماءهم وأموالهم وذراريهم، فإننا نسمع أنه يلقى في هذه الاحتفالات من القصائد ما يخرج عن الملة قطعاً كما يردّدون قول البوصيري :

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به *** سواك عند حدوث الحادث العمم
إن لم تكن آخـــذاً يوم المعاد يدي *** صفحــــاً وإلا فقل يا زلـة القدم
فإن من جودك الدنيـــــا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم .

مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله - عز وجل -، وأنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناه، كيف يسوغ لنفسه أن يقول مخاطباً النبي - عليه الصلاة والسلام - : (فإن مِنْ جودك الدنيا وضرتها)، ومِنْ للتبعيض، والدنيا هي الدنيا وضرتها هي الآخرة، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول - عليه الصلاة والسلام -، وليس كل جوده، فما الذي بقي لله - عز وجل -، ما بقي لله - عز وجل -، ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة.

وكذلك قوله : ( ومن علومك علم اللوح والقلم ) ومن : هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى لله تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب.

ورويدَك يا أخي المسلم .. إن كنت تتقي الله عز وجل فأنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلته التي أنزله الله .. أنه عبد الله ورسوله فقل هو عبدالله ورسوله.

واعتقد فيه ما أمره ربه أن يبلغه إلى الناس عامة : {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} [سورة الأنعام : 50]، وما أمره الله به في قوله : {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا} [سورة الجن : 21]، وزيادة على ذلك : {قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا} [سورة الجن : 22]، حتى النبي - عليه الصلاة والسلام - لو أراد الله به شيئاً لا أحد يجيره من الله - سبحانه وتعالى -.

فالحاصل أن هذه الأعياد أو الاحتفالات بمولد الرسول - عليه الصلاة والسلام - لا تقتصر على مُجرد كونها بدعة محدثة في الدين بل هي يضاف إليها شئ من المنكرات مما يؤدي إلى الشرك .

وكذلك مما سمعناه أنه يحصل فيها اختلاط بين الرجال والنساء، ويحصل فيها تصفيق ودف وغير ذلك من المنكرات التي لا يمتري في إنكارها مؤمن، ونحن في غِنَى بما شرعه الله لنا ورسوله ففيه صلاح القلوب والبلاد والعباد).


" فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين " إعداد وترتيب أشرف عبد المقصود ( 1 / 126 ).
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 01-26-2013, 09:25 PM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post


كفانا الله شرور البدع،وجعلنا ممن نتبع هداه ونقتفي أثره إلى أن نلقاه..اللهم آمين
حفظكم الله _الوالدة الكريمة_ وبارك في جهودكم،وأدام الله طاعتكم في عافية.
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 01-29-2013, 02:38 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم سعد مشاهدة المشاركة
كفانا الله شرور البدع،وجعلنا ممن نتبع هداه ونقتفي أثره إلى أن نلقاه..اللهم آمين
حفظكم الله _الوالدة الكريمة_ وبارك في جهودكم،وأدام الله طاعتكم في عافية.
اللهم آمين ... آمين .

شكر الله لك المرور والدعاء ابنتي الحبيبة " أم سعد " وجزاك الله عني خير الجزاء.

وكفانا الله شرور أهل البدع، وردهم إليه رداً جميلا، أين هم من قول إمام دار الهجرة مالك بن أنس - رحمه الله تعالى - : [من ابتدع في الإسلام بدعةً يراها حسنة، فقد زعم أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - خان الرسالة، اقرؤا إن شئتم قول الله - تعالى - : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً]. اهـ .

قوله - رحمه الله تعالى - [من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - خان الرسالة]، كان في القرن الثاني من الهجرة، وهو أحد القرون المشهود لها بالخيرية !!.

فما قوله لو كان بيننا بعد تطاول الزمان وكثرة البدع، وكثرة الفتن؟؟!.

نسأل الله - تعالى - العفو والعافيــــــة، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 01-11-2015, 02:05 AM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post

للرفع.......
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 01-13-2015, 12:32 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم سعد مشاهدة المشاركة
للرفع.......
رفع الله قدرك ابنتي الحبيبـــة " أم سعد " وأعلى شأنك، وأعطاك سؤلك،
وجزاك الله خير الجزاء، وبارك فيك وعليك.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:32 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.